عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 07-14-2011, 03:40 PM
 
الجـزء الخـامس [ وجهه الآخر ]

دخلتُ إلى المطبخ لأتكئ بيدي على الطاولة ، شعرتُ بالمرارة لتجاهل واتسون لي ، لكنه سابقاً عندما نهضتُ من مكاني شعرتُ به يحدق بي بقوة ، لماذا يا ترى ؟ ، شربتُ كوباً من الماء لأسيطر على غضبي وأخذت أتنفس بعمق ، حيث كان صدري يعلو ويهبط ببطء شديد ، تركتُ الكوب جانباً واتجهت لأعداد العصير إلى ضيفنا العزيز ، وضعتُ كوب العصير على صينية صغيرة ، ثم حملتها لأتجه لباب المطبخ ، و أتجاوزه ذاهبةً إلى غرفة الجلوس ، و أنا أرسم أكبر ابتسامة زائفة على وجهي ، رأيتُ كل من أليسون و واتسـون مندمجان في الحديث ، لكن دخولي جعلهما يتوقفان عن الحديث ليلتفتان إلي ويحدقان بي و أنا أمشي باتجاه الطاولة التي تقع أمام واتسون ، ثم أهم بوضع الصينية عليها لأجلس على مقربة من واتسون هذه المرة ، لا أعلم لماذا لكنني شعرتُ برغبة في الجلوس بقربه ، بدأت أنا بالحديث ، فقد شعرتُ بأن هذا العشاء فرصة جيده لأجبر واتسون على الحديث عن نفسه ، فهو لن يستطيع أن يمانع و أليسون معنا ، قلتُ :
- حسناً يا سيـد واتسـون ، هل تعيش في نيويورك أم انك هنا للسياحة؟ ، فمظهرك لا يدل على أنك من أهل نيويورك كما أن لكنتك الانكليزية غريبة .
يبدو أن واتسـون قد انزعج من سؤالي ، لأنني رأيت حاجبيه يقطبان بانزعاج ، و ربما أدرك إنني أحاول إجباره على الحديث ، لكن سرعان ما تغيرت ملامح الانزعاج إلى سرور لم أعرف من أين أتى ، و قال لي وهو يضع كوبه على الطاولة بعد أن أرتشف القليل منه :
- هذا صحيح، آنسة تدسون، أنا لستُ من نيويورك، ولستُ من أي مكان آخر في هذا العالم، لكنني أعيش هنا.
ابتسمت أليسون لتقول بمرح :
- إذاً أنت لا تحب أن تنتمي إلى أي بلد، أو ربما لا تحب الحديث عن بلدك !
أجابها واتسون :
- شيءٌ من هذا القبيل.
فكرتُ في كلامه، ماذا يعني بأنه ليس من أي مكان آخر في هذا العالم ؟ إذا من أين أتى ؟ من المريخ مثلاً ؟ ، ابتسمت بسخرية على هذا الاحتمال بينما سألته أليسون :
- إذا ماذا تعمل ؟ لديك عمل صحيح ؟
- اجل، هذا صحيح، أنني اعمل في إحدى الشركات، و قريباً سوف أصبح رئيسها.
سألته باستغراب :
- ماذا يعني هذا ؟
أجابني بهدوء:
- صاحب الشركة هو والدي، لذلك سوف أخذ محله عندما أتقن العمل أكثر.
شعرت برغبة عارمة في أن اعرف عن واتسون أكثر وعن عائلته فسألته :
- والدك ؟ والدكَ الحقيقي ؟
نفى كلامي بقوله :
- كلا، ليس والدي الحقيقي، لقد تبناني منذ كنتُ صغيراً .
شعرت بأنني أصبحت أميل لواتسون قليلاً عندما لمحت مسحة حزن في عينيه فسألته بتعاطف:
- إذاً أنتَ لا تعرف من هما والديك الحقيقيين ؟
أجابني بهدوء بعد أن اخفي الحزن في عينيه ببراعة:
- بلى، أنا اعرفهما.
- هما ميتان إذاً ؟
- كلا ، أنهما على قيد الحياة .
سألتهُ بسرعة و بدون انتباه بصوت شابه العصبية:
- ما قصتك إذاً ؟
انتبهت إلى كلماتي أخيراً ، لكن حدث ما حدث و لا مجال لإرجاع الجملة إلى فمي وخاصةً بعد أن رأيتُ كل من واتسون و أليسون يحدقان بي باستغراب ، شعرتُ بالإحراج في هذه اللحظة لكن رؤية واتسون وهو يبتسم لي جعلني اشعر بالراحة قليلاً ، قال لي :
- لم أكن أحب والديَ الحقيقيين كثيراً وهما كذلك لذلك تبناني السيد فوستر .
صحتُ بسرعة وبعدم تصديق :
- السيد فوستر ؟ جاري الذي توفي ؟
نظر إلي واتسون ليقول بهدوء :
- لم يمت ، ما زال حياً .
اندهشتُ لدرجة كبيرة، فكيف يعيش و منزله احترق ؟ وتلك الجثث لمن ؟
سألته :
- ماذا ؟ ماذا تقول ؟ تلك الجثث لمن إذاً ؟
- جاء في ذلك الوقت زوار لأبي ، وتلك الجثث تعود لهم ، أبي استطاع الخروج من المنزل عندما حدث الحريق ، لكنهم لم يستطيعوا .
تذكرتُ شيئاً ما ، قولاً قاله لي واتسون في ذاك الوقت لي ، ألم يقل لي ؟ (اعلم انه كان طيباً معك لكن كل إنسان وله وقته ) لكن عندما قالها كان شديد الهدوء والبرودة، ألا يعني له أبيه شيئاً ما ؟ ........ أم انه كان يعرف إن والده حي ؟ لكن .... في هذه الحالة لماذا قال لي كل إنسان وله وقته ، نظرت إلى واتسون باستغراب ، فكل عمل يقوم به يجعلني أشعر بالغرابة نحوه أكثر فأكثر ، لكن و رغم كل شيء ، كانت فرحتي كبيرة جداً لمعرفة إن السيد فوستر ما زال على قيد الحياة فأنرسمت على
__________________
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 07-14-2011, 03:41 PM
 
ملامحي ابتسامة خفيفة و أنا أشيح ببصري عن واتسون ، لكن سرعان ما عدت ببصري إليه عندما لفتت انتباهي ملابسه، كان يرتدي بزة رسمية كما لو أنه في عمل كما كان هناك وشاحاً يلف رقبته ويكسب منظره الغرابة ، بزة رسمية مع وشاح ! تيقنتُ عندها إن هناك شيئاً ما في رقبة واتسون ويخفيه بوشاحه هذا ، لذلك فكرتُ لوهلة بأن أمد يدي وأسحب الوشاح ، لكن هذا سيكون تصرفاً سيئاً مني ، فواتسون ضيفاً لدينا الآن ، كما إن أليسون تجلس بجانبه ، فكيف سوف افعل ذاك ؟
أنتبه واتسون إلى إنني أحدق في بزته باستغراب فقال لنا وهو يلمس بزته :
- اوه ، اعذروني على ملابسي هذه ، فلقد كنتُ في العمل ، لذلك تأخرت عن المجيء ، ولم أرغب في التأخر عنكم أكثر ،لذلك لم أغيرها .. عذراً لذلك .
قالت أليسون وهي تبتسم بمرح وتهز يدها بالنفي :
- كلا ، إطلاقا ، إن البزة تناسبك تماماً .
إن أليسون محقة فالبزة تبدو ظريفة جداً عليه كما إنها أكسبته وسامة واحترام ، لكن الشيء الوحيد الذي يفسد مظهره هو وشاحه ذاك !
صفقت أليسون يديها بمرح لتقول لنا :
- حسناً ، اعذراني سوف أتغيب عنكما قليلاً .
أبتسم واتسون إليها وأجاب بهدوء :
- لا عليكِ .
شعرتُ بالإحراج فأنا سوف أبقى مع واتسون لوحدي ، لكنها فرصة جيدة حتى اسأله عن أسباب قيامه بهذه الأمور ، غادرت أليسون لتتجه نحو المطبخ فاستغليت دخولها لأسأل واتسون بقليل من الحدة :
- ما الذي تفعله هنا ؟ ما الذي تفكر فيه ؟ لماذا ساعدتَ أليسون في حمل الأكياس ؟ ولماذا وافقت على حضور العشاء ؟ وهل كل ما قلته صحيح ؟ هل أنت أبن السيد فوستر المتبنى ؟ وهل تعمل حقاَ ؟
كل هذه الأسئلة أطلقتها على واتسون دفعة واحدة وبدون توقف ...فأجابني واتسون بسخرية :
- بالله عليكِ ، رويداً رويدا ، لا داعي لطرح الأسئلة بهذه الطريقة ..
أجبته و أنا أحاول التقليل من حدة كلامي :
- حســـنــاً ؟
- حسناً .. أول وثاني سؤال : هذان الأمران يخصاني ، ثالث سؤال : ساعدتها لأنني رأيتها لا تستطيع حمل الأكياس ، كما أنني وجدتها فرصة جيدة لأتعرف على صديقتك ، رابع سؤال : ليست هي من طرحت الدعوة بل أنا من جعلتها تدعوني للعشاء وذلك من خلال اللعب في عقلها ، خامس وسادس وسابع سؤال : صحيح كل ما قلته صحيح ..... وبالمناسبة ..
أبتسم بمكر ليمد يده اليمنى باتجاه يدي ثم يمسكها بحنان ليقبلها بهدوء ، قال لي :
- سرني إن أرى انك لستِ غاضبة إلى درجة كبيرة.
لا أخفي على أي احد إنني شعرتُ ببعض الخجل منه، على رغم كل شيء فأنا فتاة و هو شاب وسيم جداً
انتبهت إلى انه ما زال يمسك يدي وهو يحدق بي بتركيز مما جعلني ازداد خجلاً، ليته يكف عن فعل هذا، سحبتٌ يدي من يده بهدوء وقلت بهدوء محاولة إخفاء خجلي منه:
- حسناً ، إن كنت أبن السيد فوستر المتبنى لماذا لم أكن أرك في المنزل .
بكل بساطة أجابني :
- ببساطة عندما كنتِ تأتينا كنت طوال الوقت في غرفتي أو في خارج المنزل، في الحقيقة إنا لا أحب لقاء الغرباء كثيراً لذلك لم أكن آتي لأرحب بك.
( هه غريب الأطوار فعلاً يا واتسون )
- إذاً ؟ لماذا قلت لي في ذاك اليوم، في يوم الحريق إن كل إنسان وله وقته ؟
ابتسم لي بهدوء ليجيبني :
- لم أكن اعرف إن والدي لا زال على قيد الحياة.
صحتٌ به بقليل من الحدة :
- لكنك كنتَ بارداً وقتها ، كما لو انك لم تهتم .
لاحظت بأن عيناه ضاقتا في حزن وهو يجيبني:
- بلى اهتم ، لكنني تعلمتُ كيف اخفي مشاعري جيداً ، و أرتدي قناع البرودة .
تكتفتُ لأجيبه :
- هذا يفسر الكثير .
خرجت أليسون بعد قليل لتقول لنا بمرح :
- العشاء جاهز ..
نهض واتسون فنهضت خلفه وتبعنا أليسون لداخل المطبخ حيث كان يتوسطه طاولة لأربعة أشخاص وعليها أنواع الأطعمة و جميعها من إعداد أليسون ، ههه يبدو أنها فرصة جيدة لمعرفة طعم الأطعمة التي تعدها أليسـون
جلس واتسون على إحدى الكراسي لتجلس أليسون بجانبه أما أنا فجلستُ أمام أليسون وذلك لأمنع أي التقاء أعين بيننا أنا و واتسون قد يحدث من دون قصد
بدأنا نأكل طعامنا بهدوء كما إن بعض الأحاديث بين أليسون و واتسون تخللت الطعام بينما أنا بقيتُ خارج الحديث لأنني تعمدت كذلك وأيضا لم أجد أي سبب يدفعني لأتحدث معهما ، أكملنا طعامنا واتجهنا لغرفة الجلوس مجدداً حيث جلس واتسون وبجانبه أليسون وبجانبها أنا ، قال واتسون بهدوء :
- اعتقد انه حان وقت الهدايا ، لقد اشتريتُ لكما هدايا لأشكركما على الدعوة .
أجابته أليسون :
- ما كان يجب عليك أن تتعب نفسك أبدا.
ابتسم واتسون بخفة :
- لا عليكما ، شعرتُ بأنه من غير اللائق قبول دعوة و آتي خاوي اليدين .
علقتُ في نفسي على كلامه بسخرية ( ههه جيد انك تعرف آداب اللياقة )
__________________
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 07-14-2011, 03:44 PM
 
ألتفت إلي فجأة ليبتسم لي بمكر مما جعلني أشعر ببعض الخجل ، فقد شعرتُ كما لو أنه علم بما أفكر فيه مما جعلني أشعر بالخجل ، لكن من المستحيل هذا
نهض واتسون من مكانه وخلفه نهضت أليسون وفتحت الباب له بينما وقفتُ أنا بجانبها ، أخذ واتسون هدية كانت أمام الباب و ناولها لأليسون :
- هذه لكِ .
شعرتُ بفرحة أليسون الشديدة وهي تأخذ الهدية من واتسون وتشكره ، ثم قدم واتسون هدية لي وهو يبتسم ابتسامة ساحرة :
- هذه لكِ .
و أستغل انشغال أليسون في هديتها ليقترب مني أكثر ويهمس في أذني بهدوء :
- أرجو أن تكون هدية ترضية مناسبة.... أنا آسف على ما فعلته سابقاً .
أخذت الهدية من يده ويداي ترتجفان وشكرته بصوت متقطع ، أبتعد عني ليقول لنا:
- حسناً، اعتقد أن وقت الرحيل حان.
اعترضت أليسون :
- كلا ، ما زال الوقت مبكراً .
صدقاً ، أنا الآن اشعر إن أليسون هي صاحبة الشقة وليست أنا فهي طوال الوقت من يتكلم وتعترض وتتحدث كما لو أن الشقة شقتها
__________________
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 07-14-2011, 03:45 PM
 
انتبهت إلى إن واتسون وقف بجانبي وهو يجيبها :
- عذراً يا آنسة برونينغ ، لقد أخذتُ الكثير من وقتكم و أنا لا أنوي اخذ المزيد .
ضحكت أليسون بمرح :
- كلا أبدا ، استمتعنا كثيراً بوجودكِ ، أليس كذلك روز ؟
ارتبكت قليلاً و أنا أجيبها :
- بلى ، لقد فعلنا .
قبل واتسون يد أليسون لتشتعل الأخرى خجلاً منه ثم ترك يدها ليتجه نحوي ويمسك يدي ليقبلها ، قال لنا :
- حسناً، الآن إلى اللقاء إلى أمل أن نجتمع مجدداً.
لوحت أليسون بيدها له ثم ذهب لتغلق الباب وتتجه بسرعة نحو إحدى النوافذ في غرفة الصالة فسألتها و أنا مستغربة من عجلتها :
- ماذا تفعلين ؟
قالت أليسون وهي تنظر من النافذة :
- يا إلهي انه يبدو وسيماً جداً ، انظري إليه انه يمتلك دراجة نارية .
أسرعت باتجاهها لأقف بجانبها وأنظر معها إلى أسفل العمارة وتحديداً في الشارع حيث شاهدتُ واتسون يقف بجانب دراجته وهو يرتدي الخوذة ثم يقوم بالصعود على الدراجة ليحركها ويبتعد عن العمارة ، قلتُ بهدوء :
- دراجة ؟
تشابكت يدا أليسون وقالت بهيام كما لو إنها وقعت في غرام احدهم :
- أنه رائع ، كل شيء رائع فيه .
ناظرت لأليسون باستخفاف وسخرية وسألتها :
- هل أحببته بالفعل أم أنه مجرد حب عابر ؟
أجابتني بجدية وهي تبتعد عن النافذة :
- لا أعلم .

~~~~~~~~~~~~~~
طااااخ طااااخ ... تننننن ... تنننننن ... تننننن
اااااه إنهما نفس الصوتين مجدداً ويبدو كما لو أنهما قادمان من الشقة
فتحت عيناي بفزع وأخذت أتلفت حولي ، كنت نائمة على الأرض في غرفة نومي فقد أعطيت السرير لأليسون لتنام عليه ، نظرت للساعة ووجدتها أنها السابعة
نهضتُ من مكاني بهدوء لكي لا أوقظها ، أعددتُ طعام الإفطار بسرعة و ارتديت ثيابي للذهاب إلى المحل ، فأنا سأطلب من المدير إن يعطيني إجازة لكي أبقى مع أليسون طوال الوقت وأريها نيويورك فقد ضاع يومها الأول بدون فائدة وذلك بسببي لأنني نمت طول اليوم
خرجت من الشقة بعد أن تركت ورقة لأليسون بجانب طعام الإفطار أوضح فيها لها إنني ذهبتُ للمحل لأخذ إجازة ، اتجهت للمحل وهناك تلقيت من جميع الموظفين سؤال واحد وهو عن سبب عدم مجيئي البارحة وأخذت أنا أجيبهم بـ ( لاحقاً ، لاحقاً ) توجهت لغرفة المدير وبعد نقاشات حادة و إعطاء مختلف الأعذار والاعتذارات منه ، وافق ولكن إجازة لثلاثة أيام فقط ...
حسناً لا بأس ، هذا أفضل من لا شيء ، اعتقد ذلك !
خرجت من المحل و أنا أفكر بالحلم الغريب الذي حلمته اليوم والبارحة ، يا ترى ما معناه ؟ و لماذا أحلم به لمرتين ؟
لفت انتباهي شيء جعلني أمعن النظر فيه ، إنسان كان يطعم الحمام حبوباً ، وقد ارتدى قميصاً ذو أكمام طويلة أزرق اللون مخطط باللون الأبيض وبنطال جينز ازرق اللون ويلف حول رقبته وشاح ابيض ، أخذت أنظر إليه لدقائق فكان ذلك الشخص واتسون
واتسون كان يطعم الحمام حبوبها المفضلة وقد بدى مسالماً جداً كما أنرسمت على ملامحه ابتسامة ود خفيفة ، منظره هذا كان يبدو رائعاً جداً ، فابتسامته لم تفارقه ، كما كان يبدو عطوفاً جداً مع الحمام ، والحمام لم يكن يخاف منه ، كما لو إن هذا هو وجهه الأخر ، وجه واتسون الأخر الذي لا يظهره إلا قليلاً
أنتبه واتسون إلى أن احدهم كان ينظر إليه ، فألتفت إلي لينظر لي بغرابة في البداية ، لكنه في النهاية أبتسم لي بخفة و سألني :
- هل تحبين الحمام ؟
ارتبكت قليلاً ، لكنني تداركت الوضع أخيرا لأجيبه:
- لا اعلم .
نظر لي بهدوء وقال :
- هل تريدين أطعامهم ؟
- لا أعلم إن كنتُ استطيع فعل ذلك ، فأنا لم أطعمهم من قبل .
قال لي وهو يبتسم بخفة :
- لا بأس، أنا سوف أساعدك فالحمام ظريف ولن يهاجمك.
ترددتٌ قليلاً ، لكن لا بأس ، فواتسون سوف يساعدني ، كما اعتقد إن لا شيء سوف يضير أن تعلمتُ كيف اطعم الحمام ، توجهتُ لواتسون لأقف بجانبه ، ثم أمسكَ ظهر يدي اليسرى بيده اليسرى ، ثم وضع يده اليمنى حول خصري الأيمن ليحثني على الانحناء للأسفل ببطء ، ثم قام بنثر بعض الحبوب على يدي ، ومد يدي للأرض ليلامسه ، في نفس الوقت شعرتُ بشعور غريب يجتاحني من لمسته ...
انتبهت إلى أن أحدى الحمامات أخذت تقترب من يدي لتحني منقارها و تأكل من يدي ، فشعرتُ بالفرحة تغمرني و أنا أرى بقية الحمام يتبعونها ويأكلون الحبوب من يدي ، سمعتُ صوت واتسون وهو يقول لي بهدوء ، وأنا أشعر بأنفاسه تلفح رقبتي فقد كان جسده ملاصقاً لجسدي :
- يبدو أن الحمام أصبح يحبك...
هززت رأسي بالإيجاب بخفة و أنا أشعر بالحرارة تدب في جسدي لقربه مني، سألني هو يقرب وجهه من رقبتي أكثر:
- ما رأيكِ بالهدية التي أحضرتها لك ؟ هل أعجبتك ؟
تذكرتُ هدية واتسون ، كانت عبارة عن فستاناً أحمر اللون يصل إلى ركبتي ، كان رائعاً وجميلاً جداً لذلك هززتُ رأسي بالإيجاب و أنا أقول بهدوء :
- اجل ، كانت هدية رائعة ، يبدو انكَ تعرف ذوق النساء جيداً .
ضحك واتسون بخفة ليجيبني :
- يمكنك قول ذلك .
شدد من قبضته على خصري فجعل الحرارة تزداد في داخلي كما شعرتُ بوجهي يحمر من الخجل ، حاولتُ إن أنسى ذلك وأُشغل تفكيري بالحمام أمامي ، لكن عبثاً ، محاولتي فشلت ولم أعد أشعر إلا به وهو ورائي ، سمعتُ صوت غراب قادماً من الجهة اليسرى فألتفت كلينا إليه لنراه يقف على عمود إنارة بجانبنا، شعرتُ بالغرابة تجاهه ، فغراب في نيويورك ؟
سمعتُ صوت واتسون يسب بصوت خافت وهو خلفي :
- سحقاً ..
ألتفت إليه فرأيته ينهض من مكانه بسرعة ويركض مبتعداً فلم أجد نفسي إلا و أنا أصيح عليه:
- واتسون ، إلى أين ؟
لم يجبني بل واصل ركضه وبعد ثواني رأيت الغراب يطير ليسلك نفس اتجاه واتسون ، فوقفتُ في مكاني أشعر بالغرابة والاندهاش ، فلماذا غادر واتسون هكذا فجأة عندما رأى الغراب ؟
أمسكت حقيبة يدي بأحكام ومشيتُ لأعود لشقتي ، فلدينا يوم طويل أنا وأليسون لنقضيه معاً ، فتحت باب شقتي بالمفتاح الذي بيدي فوجدت أليسون جالسة على الكنبة تشرب القهوة وهي تشاهد التلفاز وعندما فتحتُ الباب ألتفت إلي لتسألني بهدوء :
- حصلتِ على إجازتك ؟
- اجل ، لكن لثلاثة أيام .
- حسناً ، لا بأس ، هذه الأيام تكفي لنستمتع معاً .
وضعتْ كوب القهوة على الطاولة أمامها وجلست باعتدال لتقول لي:
- حسناً ، إلى أين سوف نذهب اليوم ؟
أغلقتُ الباب خلفي واتجهتُ لغرفة نومي لأرمي حقيبة يدي على السرير و أنا أجيبها:
- حسناً ، سوف نرى أين سنذهب !
فتحتُ شعري لينسدل على كتفي فقد كان مرفوعاً لأعلى على شكل ذيل حصان ، وأغلقت الباب لأغير ملابسي ، سمعتُ صوت زقزقة عصافير قريبه فألتفت للنافذة لأرى إن هناك عصفوراً صغيراً وقف أمام النافذة وأخذ يزقزق ، ابتسمت على منظره بهدوء
أنطفأ التيار الكهربائي فجأة فسمعت صوت أليسون تصيح بغضب :
- سحقاً لهذا التيار الأحمق وسحقاً لهذا المبنى الغبي .
علقتُ على كلامها بمزاح :
- أليسون ، الشقة شقتي ولم أفقد أعصابي مثلكِ .
سمعتها تسألني :
- هل يحدث هذا كثيراً ؟
أجبتها :
- كلا ، هذه المرة الثالثة التي ينطفئ فيها ..
- أظن أن هذا من حسن حظي.
لم أستطع أن أكتم ضحكتي فضحكت بخفة على تعليقها فبالفعل ، لم ينطفئ التيار الكهربائي إلا عندما جاءت أليسون إلى الشقة
__________________
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 07-14-2011, 03:46 PM
 
الأسئلة:

- رأيكم بواتسون في هذا الجزء ؟
- هل تعتقدون أن كل ما قاله واتسون عن نفسه صحيح ؟
- لماذا غادر واتسون فجأة عندما رأى الغراب ؟
- أكثر مقطع أعجبكم + أفضل شخصية لديكم ؟
- هل هناك توقعات ؟
Say Fallata likes this.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تواجدتِ انتِ هنا.. عاشق ذهب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 06-14-2011 06:27 PM
صـور للبنـوتهـ الكشخـهـ (( أمـل قطـآمـي))..~ мєσσѕн موسوعة الصور 18 11-28-2010 04:34 PM
كل عام و انتِ أمي mero_m شعر و قصائد 6 03-20-2010 03:35 PM
وردة ٌ انتِ ...شمعة ٌ انتِ ...بل فرحة القلب الحزين سيف الإسلام أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 08-29-2007 07:13 PM


الساعة الآن 06:12 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011