تفاجأ أهالي قرية الحليفة (140 كيلومتراً جنوب حائل)، عند نبش قبر سيدة (تحتفظ «الحياة» باسمها) الأسبوع الماضي، بأن جثتها لم تتحلل أو تتغير ملامحها، على رغم مرور أكثر من 80 عاماً على دفنها، فضلاً عن عدم انبعاث روائح نتنة منها كما هي متوقع في مثل هذه الحالات.
وكانت عملية نبش القبر تمت، في حضور لجنة مكونة من مندوبين من إمارة حائل وبلديتها إلى جانب بعض أقارب السيدة التي توفيت وهي في الثلاثينات، بغرض نقل رفاتها من قبرها الحالي القريب من طريق فرعي إلى مقبرة أنشئت أخيراً.
وأكد شهود عيان من أهالي «الحليفة» ل «الحياة»، أن جثة السيدة عند إخراجها من القبر، كانت على حالها، «وكأنها دفنت للتو على رغم مرور نح0 عاماً على وفاتها وهي في فترة المخاض»، متمسكين بأن سلامة جثتها تدل على أنها شهيدة، نظراً إلى أنها توفيت نتيجة آلام دهمتها بعد الولادة.
وأضاف هؤلاء، أن لجنة حكومية مكونة من مندوب من الإمارة وآخر من البلدية كانت موجودة أثناء إخراج الجثة من القبر، لنقلها من جانب طريق فرعي تتم تسويته إلى مقبرة الحليفة التي أنشئت حديثاً.
من جهته، أكد استشاري الطب الشرعي الدكتور جلال عبدالمنعم عيد ل «الحياة» أن تحلل وتعفن الجثة أمر نسبي، ويخضع لعوامل عدة، من أهمها نوعية التربة، وعمق القبر، وسبب الوفاة وكبر السن، ودرجة الحرارة والرطوبة.
وأضاف جلال: «قد تكون السيدة كبيرة في السن وكمية السوائل في جسدها قليلة عند وفاتها»، مرجحاً أن تكون نوعية التربة لعبت دوراً في عدم تحلل الجثة، موضحاً أن ثمة نوعاً من التربة لا تنمو فيها البكتيريا، «وهناك نوع آخر توجد فيه أملاح تسهم في تآكل الجثة وتحللها بسرعة».
وعلى رغم الأسباب العلمية التي ساقها استشاري الطب الشرعي لعدم تحلل الجثة، إلا أنه لم يخف استغرابه من الحادثة، متمسكاً «بأننا نبقى بشراً وعلمنا محدود».
من جانبه، عزا الداعية خالد العامر، عدم تحلل جثة السيدة إلى كونها شهيدة، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «شهداء أمتي إذاً قليل»، ثم قال: «الحريق شهيد، والغريق شهيد، والهدم شهيد، والمبطون شهيد، والنفساء يقتلها ابنها فهي شهيدة)، مضيفاً: «والسيدة كما ذُكر ماتت وهي في النفاس، ونحسبها إن شاء الله شهيدة، والله تعالى أعلم».
وأوضح العامر، أن اكتشاف جثث لم تتحلل على رغم مرور أعوام على دفنها أمر ثابت في صحيح السنة والأحاديث النبوية.
نقلاً عن جريدة الحياة

سبحان الله ....


شكرا ً لك
***********************