يبدو لي أحيانا ، أننا شعوب مصابة بإنفصام الشخصية، وتسيطر عليً هذه الفكرة في ساعات المساء، حين أجلس أمام التلفزيون أتفرج على فضائياتنا التي بات من الصعب أن يلم بها أنسان في سهرة واحدة .

تجد فيها الفن .. الغناء .. الأصوات الشجية.. تؤكد على اننا بلاد عامربالمواهب ولا نكثرمن البرامج التي نتكلم فيها عن دننا دين ..السماحة .. الخير.. الحب الذي يؤكدعلى اننا قلوب عامرة بالأسلام .. والسلام .

وتجدالأرهاب .. التفخخ .. التفجير لماذا....

..... لماذاإذن ؟

...ينتشر الأرهاب في ربوعنا ،ويسارع المعلقون لإلصاق التهم بنا ؟

كيف يكون بيت ..فيه شخص متدين سمح..وفنان موهوب .. وفيه أخ انتحاري أو جار مفخخ قنابل في تجمعات الناس ؟

من يفتح محطاتنا ويسمع خطاباتنا.. يقول أننا أوطان مقسومة التساوي بين أهل طرب، وأهل عنف لا مساحة وسطى بين الأثنين ، وقد أرتكبنا أكبر جناية بحق الدِين السمح الذي خصنا الله بهبوط وحيه على بينا الأعرابي وذلك حين جعلنا العالم يربط بين ديننا والأرهاب .

كيف سمحنا بهذه الفجوةالتي تفصل بين اسلامنا المتسامح والممارسات التي تحدث بأسم الدِين .

نفتح الصحف ، ونقرأ المقالات التي تندد بالتطرف ورجال الدِين منو رين المحطات ينصحوا الشباب ويوضحوا ما يتعرض له الديِن من تشويه على يد بعض المتعصبين .

أحبائي هذا ليس بكاف ، لابد أن نبدأ من البيت ، الخلية الأولى بالمجتمع ، لكي ينشأ شبان وبنات يفهمون روح دينهم ولايتجنون عليه من دوافع عصبية ، وجهل سقيم .

لقد سالت ماء كثيرة في بلادنا من الجزائر ... الى العراق ..مرورا بلبنان والسودان والمغرب والسعودية .. بل إننا صدَرنا دمائنا الى الخارج ، ورحنا نساجل هل أ، الحق علينا أم عليهم ؟ ومن الذي ابتدأ الهجوم... ؟

آه لو حفر أي أنسان أرض فلسطين ، لتدفق الدم من التراب ، لكن فلسطين حكاية أخرى ، وما يقوم به أخواننا وأخواتنا هناك هو مقاومة نبيلة يندر استمرار شعب عليها أكثر من نصف قرن .

نعم ،، نحن شعوب تعيش منذ ربع قرن صحوة دينية حقيقية ... كيف إذن نفسر موجة الخلاعة التي طغت على الفن الحقيقي ...والأرهاب على الدين الحقيقي ..

أجد نفسي مدفوعة الى البحث عن نظرية المؤامرة، على الرغم من مقتي لها ، لأن هناك من يتآمر على ديننا ، وهو ذاته الذي يدس من يحرفَون الشباب عن مبادئ الأيمان الحقيقي لكي يشغلوه بتفاصيل تؤدي الى متاهات.

والمؤامرة ذاتها تطبق على الفن لدينا ،نجد الفنانات الأصيلات يحتجبن ويتوارين هن الأنظار ، وتقفز على المسرح قطط تجيد الأستعراض .. والهز .. والتخلع . والفنانين الكبار يجارون الموجة .

... هل نحن أمة مصابة بانفصام الشخصية ؟

... وكيف يقبل نصفنا الملتزم بنصفنا المنفلت ؟

لو لم يكن للانفلات سوق لما راج وتكاثر وتمدد داخل البيوت .

ولكن هذا الذي يغزونا ويفسد أبنائنا .. وبناتنا ....

هل تعرفون له أسماً ؟؟؟