عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-26-2006, 04:21 PM
 
Post "والله يعصمك من الناس" خطبة 4/1/1427هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إخواني الكرام أحييكم وأسأل الله الكريم أن لا يحرم كاتبها أو قارئها أو مقترحها أو حتى سامعها الأجر إنّه أهل لذلك سبحانه..



نقاط بسيطة:

1_ الخطبة طويلة نوعاً ما، تستغرق قراءتها ما يقارب الثلث ساعة، تزيد قليلاً ( دقيقة أو دقيقتين) فمن رأى أنّها طويلة ولا يمكن قراءتها، فعليه بحذف الأبيات الشعرية، وبعض الاستطرادات الأدبية.

2_مرجعي في الخطبة كتاب الرحيق المختوم، وقد اختصرتها اختصاراً شديداً والذي اطلع على أصل القصة في السيرة يعلم مقدار الاختصارات.. وكل ذلك حتى يبدو طولها معقولاً..

3_حرصت على ضبط الخطبة بالشكل ( أو المهم من الكلمات) حتى يسهل إلقاؤها، فإن حصل خطأ فالعذر من الجميع.

4_أبيح للجميع الزيادة النقص في الخطبة.

5_ لعل تنسيق الخطبة غير جيّد هنا في المنتدى، ولكن من أراد تحميلها كمستند فسيجدها منسقة وبالألوان..

6_أخوكم غير خطيب، ولذلك قد يوجد في الخطبة بعض الأخطاء خصوصاً في المقدتين والخاتمتين، فعلى الخطباء التنبّه لذلك.

7_ أطلب طلباً ممن سيستفيد من هذه الخطبة بأن يدعو لكاتبها بأن يطهّر الله قلبه..

هذا ما أردت أن أقدّم به..




"والله يعصمك من الناس"





إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديه، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفُسنا، وسيّئاتِ أعمالنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده، نصرَ عبدَهُ، وأعزَّ جندَهُ، وهزمَ الأحزابَ وحدهُ، ثمَّ الصلاةُ والسلامُ على البشيرِ النذيرِ، والسراجِ المنيرِ،نبيّنا محمّدٍ، إمامِ الموحّدين، وقائدِ الغرِّ المحجّلين، فتحَ اللهُ به أعيناً عمياً، وآذاناً صمّا، وقلوباً غلفا..

اتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، اتقوهُ فهوَ أهلٌ للتقوى..
هذه التقوى التي هيَ أعظمُ وصيّةٍ يوصَى بها، وأجلُّ عملٍ يتمسّكُ به. فقد أوصى بها اللهُ تعالى الناسَ جميعاً فقال عزَّ من قائلٍ:
"يا أيُّها الناسُ اتقوا ربَّكم، إنَّ زلزلةَ الساعةِ شيءٌ عظيمٌ"
ثمَّ خصَّ بها عبادَه المؤمنين فقالَ سبحانَه:
" يا أيُّها الذينَ آمنوا اتقوا وقولوا قولاً سديداً* يصلحْ لكمْ أعمالكمْ ويغفرْ لكمْ ذنوبكمْ، ومنْ يطعِ اللهَ ورسولَه فقدْ فازَ فوزاً عظيماً".
ثمَّ زادَ في خصوصيّتها فأوصى بها نبيَّه محمّداً عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ فقالَ سبحانَه:
"يا أيُّها النبيُّ اتقِ اللهَ ولا تطعِ الكافرينَ والمنافقين".
فلو لم تكن التقوى بهذهِ المنزلةِ العاليةِ، لما تكررتْ الوصيّةُ بها في الكتابِ الكريمِ على هذا النحوِ.

لا ظلَّ للمرءِ يُغني عن تقىً ورضا *** وإن أظلّته أوراقٌ وأفنــــــــــــــــانُ
من استعانَ بغيرِ اللهِ في طلـــــــبٍ *** فإنَّ ناصرَهُ عجزٌ وخـــــــــــــذلانُ!
فاشددْ يديكَ بحبلِ اللهِ معتصمــــــاً *** فإنّهُ الركنُ إن خانتكَ أركـــــــــــانُ

عبادَ اللهِ، وإنَّ منْ أعظمِ أبوابِ التقوى، التي يُنالُ بها الأجرُ الوفيرُ، والخيرُ الكثيرُ، الذبَّ عن عرضِِ المعصومِ عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ، فإنّهُ من أعظمِ القربِ، وأنفعِ الأعمالِ عندَ اللهِ تعالى، كيفَ لا، وهوَ سبحانهُ قدْ دافعَ عنهُ، وذبَّ عنْ عرضهِ، أليسَ سبحانهُ القائل:
"إنَّ اللهَ يدافعُ عن الذينَ آمنوا"
ونعلمُ جميعاً أنّه عليهِ الصلاةُ والسلامُ إمامُ المؤمنين وقائدُهم.
أليس سبحانه هو القائلُ: " واللهُ يعصِمكَ منَ الناسِ" فعصمهُ سبحانَهُ حيّاً، وعصمَ ذكرَهُ ودينَهُ ودعوتَهُ ميّتاً..
ولعلَّ منَ المناسبِ أنْ نذكرَ قصّةً حفِظها التاريخُ، وسجّلها بمدادٍ من الدموعِ والدماءِ، قصّةًٌ تجلّى فيها حفظُهُ سبحانَه وتعالى وعصمَتُهُ لنبيّهِ الكريمِ، حفظهُ لروحهِ منَ القتلِ، ولدعوتِهِ منَ الإجهازِ عليها..
قصّةً لو لم تذكرّنا بها هذه السنّةُ الهجريّةُ الجديدةُ، التي أطلّت علينا منذُ ثلاثةِ أيامٍ، لذكرتنا بها تلك الهجمةُ الشرسةُ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والتي تتزعمها دولةُ الدينمارك الظالمةِ، هجمةٌ قوامُها السخريةُ به عليه الصلاة والسلام، وأساسُها الكفرُ به وبدينه، ومبتغاها إطفاءُ نورِ اللهِ تعالى..
يريدون ليطفئوا نورَ الله بأفواههم، يريدون ليطفئوا نورَ الله برسوماتِهم، يريدون ليطفئوا نور الله بمدافعِهم ورشّاشاتِهم، ويأبى اللهُ إلا أن يتمَّ نورَه، ولو كرهَ الكافرون..
قصّتنا اليوم هي قصّةُ التاريخِ العظمى، وقصّةُ الإنسانيةِ الأولى.
قصّة الدين؛ يومَ انتصرَ الدينُ على أعدائه.
قصّة الدين؛ يومَ انتصرَت مبادئ الدينِ على مبادئِ الطينِ..
قصّةُ نبيّنا محمّدٍ عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ، يومَ أن عصمه اللهُ من الاغتيال، وعصمَ دعوته من الإجهازِ، وعصمَ الحقَ من أن يتدنّسَ بأوضارِ الباطلِ البئيسِ..
إنّها قصّةُ الهجرة..
يومَ أن انتهت السبلُ برسولِ الله، ولم يبقَ إلا أن يغادر..
يومَ أن بقيَ يطرقُ أبوابَ تلك القلوب الغلف، ثلاثة عشر عاماً ولم تفتح؟
يومَ أن انتحرت جميعُ المبادئِ في مكّةَ، واختفت جميعُ المُثل..
يومَ أن بلغَ أذى قريش بالرسول الكريم مبلغهُ، فآذوه في أصحابهِ، وفي دعوتهِ، وفي نفسهِ..
لم يتركوا ثقباً صغيراً يمكنُ لتفاهاتهم أن تلجَهُ إلا ولجوه.
حاصروهُ في الشعبِ ثلاثةَ أعوامٍ، وضعوا على ظهرهِ سلا الجزورِ، قتلوا أصحابَهُ، نابذوهُ العداءَ حتى أصبحَ لا يدخلُ مكّةَ إلا بإذنٍ! وبات أصحابه لا يستطيعون الصلاةَ عند الكعبةِ إلا بخطابٍ رسميٍ!
ولمّا ادلهمت عليه الخطوبُ، وأوشكت تلكَ الدعوةُ الفتيّةُ أن تذوب، وآذنت شمسُ حياتهِ بالغروبِ.. أذنَ اللهُ له أن يهاجر..
أذنَ اللهُ له أن يرحل..
إذا ترحّلتَ عن قومٍ وقد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلونَ هـــمُ

ولكن قبلَ أن يأتي هذا الإذنُ، حصلَ أمرٌ عظيمٌ، تكادُ السماواتُ يتفطّرنَ منهُ، وتنشقُّ الأرضُ، وتخرُّ الجبالُ هدّا..
فهاهمْ كفّارُ قريشٍ، يجتمعون في برلمانهمُ الظالمِ الغاشمِ (دارِ الندوةِ) ولكل زمنٍ دارُ ندوةٍ!!،
هل اجتمعوا ليتخلّصوا من مشكلةٍ اجتماعيةٍ حالّةٍ؟ كلاّ..
هل اجتمعوا ليتدارسوا أمراً يهمُّ اقتصادَهم؟ كلاّ..
هل اجتمعوا حتى لتبادلِ النكتِ الباردةِ؟ كلاّ..
إنّما اجتمعوا لقتلِ محمّدٍ...
إنّه اجتماعٌ ملعونٌ، ملعونٌ من فيهِ!!
يريدون قتلَ الرجلِ الذي يسعى في إحيائِهم..

هل تطلبون من المختارِ معجزةً *** يكفيهِ شعبٌ من الأمواتِ أحياهُ!

يريدون خنقَ المبادئِ، وتكميمَ القيمِ، وسحقَ المُثلِ!!
يريدون إطفاءَ نورِ اللهِ، ولكن ليس بأفواههم هذهِ المرّة، وإنّما بسيوفهمُ المصلتةُ!
ولم يرضَ إبليسُ أن يكونَ بمعزلٍ عن ذلكَ الاجتماع ،بل لا بدَّ أن يضمنَ لهُ مقعداً على طاولةِ الحوارِ! فتمثّلَ في صورةِ شيخٍ نجديٍّ، فلبسَ رداءهُ القذرُ وإزارَهُ الدنسُ، وتعمّمَ.. ثم دخل إليهم وهم حول بغيهم عاكفون..
سمحوا له بالدخول، لأن الطيورَ على أشكالها تقعُ..
بدؤوا ندوةَ الكفرِ بسم الشيطان الرجيم..
مجلسُ كفرٍ وظلمٍ، وقّّّعَ فيه الشيطانُ بالحضورِ..
الكلٌّ في ذلك المجلس يعلنُ توجّسَهُ وتخوّفَهُ ممن أرسلهُ اللهُ رحمةً للعالمين..
وبعد أن أعلن مديرُ الاجتماعِ السماحَ بإدلاءِ الآراءِ، بدأت الاقتراحاتُ بالتوافد:
قال أبو الأسود:
نخرجُه من بين أظهرنا وننفيْه من بلادنا ولا نبالي أين ذهبَ ولا حيثُ وقعَ...
فقال الشيخُ النجديُّ: لا والله ما هذا لكم برأيٍ..
فقال أبو البخترى: احبسوهُ في الحديد وأغلقوا عليه باباً ثم تربّصوا به ما أصابَ أمثالَه من الشعراء الذين كانوا قبلَه حتى يصيبَه ما أصابَهم.
فقال الشيخُ النجديُّ: لا والله ما هذا لكم برأي..
فلمّا برّرَ الشيخُ النجديُّ رفضَهُ للاقتراحين، بقيَ القوم يفكّرون، ثم خرج الشؤمُ كلُ الشؤمِ، من رأس أبي جهلٍ عليه لعائن الله تترى فقال:
أرى أن نأخذَ من كلِّ قبيلةٍ فتىً شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثم نعطي كلَّ فتىً منهم سيفاً صارماً ثم يعمُدوا إليه فيضربوهُ بها ضربةَ رجلٍ واحدٍ فيقتلوه فنستريحُ منه! فإنّهم إذا فعلوا ذلك تفرقَ دمهُ في القبائلِ جميعاً..
فقال الشيخُ النجديُّ: القولُ ما قالَ الرجلُ.. قالها ثمّ وقَّّع بالانصرافِ..
هكذا تدبّرُ الأمورُ الرهيبةُ، بمباركةٍ من الشيطانِ.. هكذا يرادُ لنبيِّ الهدى والرحمةِ..
يقولُ تعالى عن هذا الاجتماعِ الظالمِ:
"وإذْ يمكرُ بكَ الذينَ كفروا ليثبتوكَ أو يقتلوكَ أو يخرجوكَ، ويمكرونَ ويمكرُ اللهُ، واللهُ خيرُ الماكرينَ".
إنّها خطّةُ اغتيالٍ أثيمةٍ، إنّها محاولةٌ جادّةٌ لخنقِ الدعوةِ الإسلاميّةِ، بقتلِ رجلِها الأوّل! إنّها الإرادةُ في إطفاءِ نورِ اللهِ، المتمثّلِ في حياةِ محمّدٍ هذه المرة..
فكّروا، وخططوا، واتّفقوا، وسعوا في تنفيذِ اتفاقِهم.. واللهُ من ورائِهم محيطٌ.
لا عليكَ يا محمّدُ.. إنّكَ في رعايةِ اللهِ وحفظهِ..
يريدونَ قتلكَ، وأنت تريدُ حياتَهم..
يريدونَ الزيغَ والضلالَ، وأنتَ تريدُ لهمُ النورَ والهدايةَ.
يريدونَ طعنكَ في ظهركَ، وأنتَ تريدُ رفعَ رؤوسِهم في العالمين!!
معهمُ السيوفُ الصارمةُ، ومعكَ القرآنُ..
معهم إبليسُ اللعينُ، ومعكَ الرحمنُ..
"أفمنْ كانَ مؤمناً كمنْ كانَ فاسقاً؟ لا يستوون"
وفي هذهِ الأثناءِ، يأتي الإذنُ من السماءِ لرسولِ اللهِ بالهجرةِ إلى المدينةِ، لم يعدْ في الوقتِ متّسعٌ لإقناعِ هؤلاءِ الجبابرة، لم يعد هناكَ مجالٌ للتفاوضِ معهم!، إنّهم الآنَ جادّونَ في إرادةِ قتلهِ.. ولابدَّ من إنقاذهِ..
ويأتي الإنقاذُ والعصمةُ متمثّلاً في الإذنِ بالهجرةِ..
" يا أيُّها النبيُّ بلغْ ما أُنْزلَ إليكَ من ربّكَ، وإنْ لم تفعلْ فما بلّغتَ رسالتهُ، واللهُ يعصمكَ منَ الناسِ"
أتاهُ الوحيُ بالإذنِ بالهجرةِ، وكمْ كانَ متلهّفاً لهذه الهجرة عليهِ الصلاةُ والسلامُ، كمْ كانَ مشتاقاً لآفاقٍ أرحبٍ ينشرُ فيها دعوتَهُ، ورسالتَهُ.. وهاهو الإذنُ يأتي..
فيحزمُ أمتعتَهُ، ويسرُّ لرفيقهِ أبي بكرٍ الصدّيقِ رضيَ اللهُ عنه بذلكَ..
تقولُ عائشةُ:
أتانا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ بالهاجرةِ في ساعةٍ كانَ لا يأتي فيها. قالت: فلما رآهُ أبو بكرٍ قال: ما جاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ في هذه الساعةِ إلا لأمرٍ حدثَ...
ولمّا سألهُ أبو بكرٍ عن سببِ مجيئهِ قالَ عليه الصلاة والسلام:
إنَّ اللهَ أذنَ لي بالخروجِ والهجرةِ. فقالَ أبو بكرٍ: الصحبةُ يا رسولَ اللهِ الصحبةُ.
قالت عائشةُ: فو اللهِ ما شعرتُ قطُّ قبلَ ذلكَ اليومِ أنَّ أحداً يبكي منَ الفرحِ حتى رأيتُ أبا بكرٍ يومئذٍ يبكي!!

قررَ المشركون المسارعةَ في تنفيذِ قرارِ المجلسِ، بأنْ يكونَ التنفيذُ في نفسِ ليلةِ الاجتماعِ..
فيوحي سبحانَه لنبيهِ : أن لا تبتْ هذهِ الليلةَ في فراشكَ الذي كنتَ تبيتُ عليهِ. "..ويمكرونَ، ويمكرُ اللهُ، واللهُ خيرُ الماكرين"
فيأمرُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليَ بنَ أبي طالبٍ بأنْ ينامَ في فراشهِ، ليموّهَ على المشركينَ أمرَهُم، فلا يترددُ ذلكَ البطلُ، ولا يفكّرُ، وإنّما ينفّذ!

نامتْ الأعينُ إلا مقلــــــــــــةٌ *** تذرفُ الدمعَ وترعى مضجِعـكْ

كان اللئامُ مجتمعون حولَ بيتهِ عليه الصلاةُ والسلام، إحدى عشر لئيماً، من كلّ قبيلةٍ أحمقٍ!! ممسكٌ بسيفهِ!، ينتظرونَ خروجَهُ لينهوا أمره، ليوقفوا نبضاتِ قلبهِ! ليسفكوا دمهُ الطاهرُ!.
ما أشنعَ الحقدَ إذا بلغَ مبلغَهُ..
وما أوقحَ النفوسَ إذا تمادتْ في الغيّ..
يقفُ أبو جهلٍ بينهمْ، يقف ليرسمَ بلسانهِ القذرِ كاركاتيراً ساخراً برسولِ الرحمةِ والهدايةِ، كما يفعلُ أتباعُه في الدينماركِ الآنَ فيقولُ في تهكّم:
إن محمداً يزعمُ أنّكم إنْ تابعتموهُ على أمرهِ كنتم ملوكَ العربِ والعجمِ، ثم بعثتمْ منْ بعدِ موتِكم، فجُعلت لكمْ جنانٌ كجنانِ الأردنِ، وإنْ لم تفعلوا كانَ لهُ فيكم الذبحُ ثمّ بعثتم منْ بعدِ موتِكم ثم جُعلت لكمُ نارُ تحرقونَ فيها!
يقولُها بسخريةٍ لاذعةٍ، وهم يضحكونَ، لأنّهم في يقينِهم سيقتلونَه الساعة..
وفي هذه اللحظةِ الحاسمةِ، يفتحُ محمّداً بابَ بيته في هدوءِ العظماءِ، وقد تألبَ حولَه الكفّارُ، فينظرُ إليهم!!
ينظرُ إلى هؤلاءِ الذين تجمّعوا لقتلهِ!!
وكأنّه يسائلهم في عتبٍ: ماذا فعلتُ حتى تقتلونني؟
آهِ ما أبشعها منْ لحظةٍ، حينَ تكتشفُ فجأةً أنَّ أخيكَ الذي تفديهِ بنفسكَ قد قررَ التخلّصَ منكَ! إنّها لحظةٌ قاسيةٌ، يوم ترى السكّينَ يلمعُ في كفِّ عمِّك، وقد تهيأَ للانقضاضِ عليكَ..

وهم سنّوا الخيانةَ حيث كانــوا *** فكيفَ عجبتَ منهم حينَ خانوا؟

فينحنى عليه الصلاة والسلام، ثم يقبضُ بيدهِ قبضةً منِ الترابِ ثم يذرُّها على رؤوسِهم وهو يقولُ:
"وجعلنا من بين أيدهم سدّاً، ومن خلفهم سدّا، فأغشيناهم فهم لا يبصرون"
ثم يمضى إلى بيتِ إلى بكرٍ، فينطلقان من خوخةٍ في دارهِ حتى لحقا بغارِ ثورٍ في اتجاهِ اليمنِ..
وبقيَ الأنذالُ ينتظرون حلولَ ساعةِ الصفرِ، حتى أتاهم آتٍ وسألهم ما تنتظرون؟ قالوا ننتظرُ محمّداً!! فقالَ: خبتمْ وخسرتمْ، قدْ والله ِمرَّ بكمْ، وذرَّ على رؤوسكمُ الترابَ، ومضى لحاجته..
ارتفعت الأكفُّ تتحسسُ الترابَ.. إنّها علامةَ الهزيمةِ، ويأبى العظماءُ إلا أنْ يغرِسوا راياتِهِم في الأماكنِ التي وطئوها وكانت الرايةُ الترابُ، والمكانُ الموطوءُ هي تلكَ الرؤوسُ الفارغةُ!
وهنا تجلّت نصرةُ اللهِ تعالى لنبيهِ الكريمِ، والدفاعُ عنهُ صلى الله عليه وسلم..
تجلّتْ ظاهرةً واضحةً، ولكنّها القلوب المتلبّدةُ بالكفرِ، لا تعرفُ معروفاً ولا تنكرُ منكراً..
قررتْ قريشُ في جلسةٍ طارئةٍ مستعجلةٍ استخدامَ جميعَ الوسائلِ التي يمكنُ بها القبضُ على الرجلين، ودائماً ما تخسرُ الدولُ الظالمةُ في معركةِ المبادئِ، فتتنازلُ عن شروطِ النزاهةِ، لتُدخلَ أسلحةَ الدمارِ الشاملِ أرضَ المعركةِ بغطاءٍ شرعيٍ يبيحها!!
فوضعتْ جميعَ الطرقِ النافذةِ من مكةَ تحتَ المراقبةِ المسلّحةِ الشديدةِ!
كما قررتْ إعطاءَ مكافأةٍ ضخمةٍ قدرُها مائةُ ناقةٍ بدلَ كلِّ واحدٍ منهما لمنْ يعيدُهما إلى قريش حيينِ أو ميتينِ..
اشهدْ يا تاريخُ، وسجّلْ يا زمنُ!!
رأسُ محمّدٍ في خطرٍ!!
وحياةُ محمّدٍ مهددةٌ..
بدأَ الفرسانُ بالانتشارِ، للبحثِ عنْ رسولِ اللهِ!!
لم تعدْ المهمّةُ الآنَ منوطةٌ ببضعةِ عشرَ رجلٍ من رجالِ القبائلِ المتفرّقةِ، بل أصبحتْ المهمّةُ شائعةً في الجميعِ، بل وعليها جوائرُ قيّمةٌ!
أمّا هناكَ في الغارِ، فقد كانَ محمّدٌ صلى الله عليه وسلّمَ وأبو بكرٍ في عزلةٍ عن العالمِ، عزلةٍ فكريّةٍ روحيّةٍ، يتأمّلان الوجود..
وهكذا المؤمنُ، لا يفترُ لسانهُ عن الذكرٍ، ولا عقلهُ عن التفكّرٍ.. إن نُصبتْ له شباكُ الموتِ، أخذَ يتأملُ كيفَ ألهمَ اللهُ الإنسانَ صنعَ الشباكِ؟
وإن حُفرت في طريقهِ حفرُ الهلاكِ، وقفَ ليتذكّر حفرَ جنّهم!
وإن اجتمعتْ حولهُ الدنيا تريدُ هلاكهُ، أخذَ يسائلُ الدنيا بوقارٍ: من ربّكِ يا دنيا!!
إنّها الطمأنينة عندما يصبُّها الله في قلوبِ أوليائهِ..
ومع أنّ الرسولَ صلى الله عليه وسلمَ اختارَ لهجرتهِ طريقاً مموّهاً، وهو طريقُ اليمنِ، الذي لا يسلكه أهل مكّة عادةًً إن أرادوا المدينةَ، إلا أنَّ عملياتُ البحثِ كانت جادّةً، فلم تتركْ متنفساً في تلك الصحاري إلا دهمته..
وبينما رسولُ اللهِ في هدأتهِ، إذ بأصواتِ الرجالِ حولَ الغارِ..
بدأتْ نبضاتُ أبي بكرٍ بالتسارعِ، فحبيبهُ مهددٌ بالخطرِ، والدعوةُ آذنتْ بالارتحالِ، وعهدٌ منَ الدماءِ والدموعِ والتضحيةِ، يذهبُ هباءً..
أخذ يبكي أبو بكر، ويقولُ وهو ينظرُ لأرجلِ المشركينَ بالقربِ من بابِ الغارِ:
يا نبيَّ اللهِ، لو أنَّ بعضهم طأطأ بصرهُ لرآنا!
فيخرجُ رسولُ اللهِ على صوتِ أبي بكر، من أعماقِ تفكّرهِ وتأملهِ، يخرجُ ليطلَّ برأسهِ الشريفِ على دنيا امتلأتْ حباً لسفكِ الدم.. فيقولُ في يقينٍ، مطَمئناً صاحبه:
ما ظنّكَ يا أبا بكر باثنين، اللهُ ثالثُهما؟
هكذا بكلِّ اختصارٍ! المسألةُ عندهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، لا تحتاجُ إلى كبيرِ عناءٍ، أو طولِ تفصيلٍ..
إنّه اليقينُ والإيمانُ، إذا اختلطتْ بشاشتهُ بالقلوبِ..

هوّنْ عليكَ فليسَ الحرُّ مخذولا *** مادام نصركَ عندَ اللهِ مكفـــولا
خففْ أساكَ فإنَّ الله ثالثنــــــــا *** ما غير ربّكَ مرجوّاً ومأمــــولا

وبعد ساعةٍ يتفرّقُ الجمعُ، ويولّونَ الدبر، ويتيقّنُ أبو بكرٍ أنَّ اللهَ كانَ ثالثُهما حقيقةٍ لا غالبيّةَ ظنٍّ..
وينجو رسولُ اللهِ في طريقِ هجرتهِ من الموتِ مرّةً ثانية.. ينجو لأنَّ اللهَ عاصمهُ من أعدائهِ..
ثم يتحرّكُ الركبُ المباركُ، باتّجاهِ المدينةِ..
يتحرّكُ رسولُ اللهِ وفي قلبهِ دينهُ، وفي ذهنه دعوتُهُ الحبيسةُ، وفي أعلى قائمةِ أولويّاتهِ سؤالٌ مؤرّقٌ: كيفَ سأقومُ بمهمّةِ نشرِ الدين؟
لم يكنْ يفكر كثيراً في مسألةِ مطاردتهِ، لم يدُرْ في خلدهِ سؤالٌ من نوعِ: هل سأُقتل أم سأنجو.. أهمُّ شيءٍ في تفكيرهِ هو الدعوةُ والدينُ، وكلُّ شيءٍ بعدهما يهونُ، حتى الحياةُ تهونُ!
تمرُ الليلةُ تلوَ الليلةِ وهما يسيران ، فإذا ما بلغا في طريقهما مقرَّ بني مُدْلِج، وهي رابغ الآن، إذ بأحدهم يأتي إلى سُراقة،وهو أحدُ فرسان بني مُدلج ليخبرَهُ بنبأ رجلين، رآهما من بُعد يسيران في الساحلِ..
فيعلمُ سراقةَ أنّهما محمّدٌ وصاحبُه، وأنَّ الجائزةَ أصبحتْ قابَ قوسينِ أو أدنى، فيهُّبُ ليظفرَ بهما..
وفي يدهِ الموتُ الأحمرُ..
ولكمْ أن تتصوّروا رسولَ اللهِ وهو يقرأُ آياتٍ من القرآنِ الكريمِ، وفي سمعه أصواتُ أمواجِ البحرِ المتلاطم، وهو يمشي بتريّثٍ وسكينةٍ، أما أبو بكرٍ فقدْ أشغلهُ حرصهُ على رسولِ اللهِ عنْ نفسهِ، فهو يكثرُ من التلفّتْ، خوفاً من أن يدركهم الطلب..
يقولُ سراقةَ عنْ رحلته تلك في طلبِ رسول الله..
حتى إذا سمعتُ قراءةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ وهوَ لا يلتفتُ وأبو بكرٍ يكثرُ الالتفات.. ساختْ يدا فرسي في الأرضِ حتى بلغتا الركبتين فخررتُ عنها!
وتتكررُ المحاولةُ، وتتكررُ العصمةُ، وتصبحُ محاولةُ النيلِ من المصطفى منْ قبيلِ العبثِ..
إنّهُ الرسولُ الأمين..
لأجلِ حياتهِ تغدو الأرضُ كثيباً مهيلاً ،وتتحوّلُ من اليبوسةِ إلى قابليّةِ الإغراقِ!!

وإذا العنايةُ لاحظتكَ عيونُها *** نمْ فالمخاوفُ كلّهنَّ أمـــــانُ

فيكفُ سراقةَ عن حماقتهِ، ويقفُ بين يدي رسولِ الله كسيراً ذليلاً، ويطلبُ الأمان منه..

هذا رسولُ اللهِ قــــــدْ *** زادَ المكانُ به مكـــانْ
قد كدتُ أسلبُهُ الحيـاة *** والآنَ أطلبهُ الأمـــــانْ

"ويأبى اللهُ إلا أنْ يُتمَّ نورَه، ولو كرهَ الكافرون"..
وهكذا تمضي هجرةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بل تمضي كلُّ حياتهِ على هذا النحو، من خطرٍ في خطرٍ، ومن تهديدٍ إلى تهديدٍ، ولكن الله معَهُ أينما حلَّ وارتحل..
فالدينُ دينُ اللهِ، والأمرُ أمرهُ، ولنْ يسلّط الله كفراً على إيمانٍ، ولا شكّاً على يقينٍ..
وبعدَ لأواءٍ وتعبٍ، يصلُ إلى المدينةِ مظفّراً، وهناك يُبسط رداءُ الدين، وينتشرُ أمرهُ، ولا يبقى بيتُ مدرٍ ولا وبرٍ إلا وسمعَ أهلهُ بمحمّدٍ، وقصّةِ كفاحهِ المريرِ..
كلُّ ذلكَ، وأعداؤهُ ينظرون! يكادون يتميّزنَ من الغيظ..
والآن هاهيَ الدعوةُ ما زالتْ، وهاهمُ أعداؤها مازالوا، وهاهي السخريةُ مازالت، ومحاولةُ اغتيالِ سيرتهِ العطرةِ عليه الصلاة والسلام مازالتْ على أشدّها،ومازالتِ النصرةُ تأتي منْ عندِ اللهِ، واللهُُ غالبٌ على أمرهِ، ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون..
هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفروهُ إنّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

---

الخطبه الثانيه






الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وصحبهِ ومنْ والاهُ..
إن قصّةَ الهجرةِ قصّةُ المبادئِ عندما تنتصرُ على المهازلِ، وحديثُ الهجرةِ حديثُ القيمةِ الساميةِ يومَ أن تتغلّب على اللا قيمة..
إن الهجرةَ محطّةٌ يستزيدُ منها المؤمنُ المعاصرُ العبرَ والفوائدَ، فتضخُّ في قلبهِ الحماسَ والتصميمَ، وحبَ المغامرةِ، والجلدَ على الحقِّ ..
فمنها يستفيدُ المؤمنُ درساً في التضحيةِ، يومَ أن يبصرَ علياً ينامُ في فراشِ المعصومِ، وأبا بكرٍ يكثرُ التلفّتَ، وأسماءَ تحضرُ الطعام، وعبدَ اللهِ بنِ أبي بكر يأتي بالأخبارِ، هذا درسٌ قيّمٌ في التضحيةِ، الكل يضحي من أجلِ الدعوةِ، ومن أجلِ نصرةِ النبيِّ الكريم.
ودرسٌ آخرُ يستفادُ من جامعةِ الهجرةِ المباركةِ، نستفيدهُ خصوصاً في هذهِ الأيّامِ التي تكالبَ فيها العدوُّ علينا، بقضّهِ وقضيضهِ، وبكتاباتهِ ورسوماتهِ، درسُ العصمةِ للدين، و للنبيِّ الكريم، إن الدينَ دينُ اللهِ، ومحمّدٌ رسولُ اللهِ، وهو ناصرُهُ! " إلاّ تنصروهُ فقط نصرَهُ اللهُ إذ أخرجَهُ الذينَ كفروا ثانيَ اثنينِ إذ هُما في الغارِ إذ يقولُ لصاحبهِ لا تحزن؛ إنَّ اللهَ معنا!" فليعلمِ المسلمُ أنّهُ بتصديهِ لهذهِ الحملةِ الشرسةِ، إنّما يسجّلُ اسمهُ في سجلِّ المخلصينَ للدينِ، والمحبينَ للنبيِّ الكريم، أمّا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ في حقيقتهِ فلنْ يؤذى، ولن ينالهُ سوءٌ أبداً، وكل ما حدثَ إنّما هو كالغبارِ الذي يظنُّ مثيرهُ أنّه سيغطّي به نورَ الشمس، ولا تلبث المسألةُ إلا دقائقَ، حتى يختفي الغبارُ، وتعودُ الشمسُ كما كانتْ لم يمسّها سوء!.
إن ما حدثَ من سخريةٍ آثمةٍ برسولِنا الكريمِ، إنّما هو الانحناءُ الرهيبُ الذي يحدثُ للمركبةِ لتتأكدَ من أنّ مسارَها كانَ خاطئاً، فتعودُ للجادةِ من جديد، إننا كأمّةٍ تغافلْنا كثيراً عن هديهِ عليه الصلاة السلام، وعن سنّتهِ العظيمةِ، وقدْ أرادَ اللهُ بنا أن ننتبهَ من غفلتِنا، فابتلانا فيه عليه الصلاة والسلام، فمن دافعَ عنهُ، بأيِّ نوعٍ من أنواعِ الدفاعِ، حتى ولو بالدعاءِ والهمِ والحزنِ فقد أفلحَ وأنجحَ، خصوصاً إن تبعَ ذلك الدفاعُ عودةً جادّةً إلى سنّتهِ ودينهِ.. أما منْ لم يحرّكْ في هذه الفتنةِ ساكناً، فقد خُذل والله..
إن الدرسَ الأعظمَ من هذه الهجرةِ والذي نستفيدهُ في هذه الأحداثِ بالذاتِ، هو أنَّ الأبطالَ ضحّوا من أجلِ محمّدٍ ودينهِ بأموالهم، وأنفسهم، ضحّوا بأوطانِهم وأهليهم.. فهل يستطيعُ أبطالُ القرنِ العشرين أن يضحّوا من أجلِ محمّدٍ الكريم بتلكَ المنتجاتِ العذائيةِ التي تُصدِّرها لنا الدينمارك؟
يا أحفادَ محمدٍ؟ هل سيصيبكمُ الجبن؟ أمامَ قطعةَ الجبن؟
هل ستتجّمد مشاعرُكم، أمامَ مكعبِ الزبدةِ الجامدةِ؟

هل أصبحت بطونُ بعضِنا أهمُّ لديهمْ من نبيّهمُ الذي كانَ يربطُ على بطنهِ الحجرَ والحجرين جوعاً في سبيلِ إيصالِ الدينِ لهم؟
إننا في بداية هذا العامِ الهجريِّ الجديدِ، جديرٌ بنا نجددَ العهدَ مع سيرتهِ عليه الصلاة والسلامَ، ومعَ حادثةِ الهجرةِ بالذاتِ، وأنْ نقتبسَ منها العبرَ والدروسَ، وأنْ تكونَ لنا منهاجاً نسيرُ عليهِ، ونبراساً نستضيءُ بهِ.. فقدْ خابتْ وخسرتْ أمّةٌ قطعتْ الصلةُ بينها وبينَ نبيِّها وهاديها..
ولا تنتهي الدروسُ والعبرُ من حادثةِ الهجرةِ ، خصوصاً وأنَّ هناكَ أحداثاً كثيرةً لم نذكرها خشيةَ الإطالةِ، ومن أرادها فليرجِع إليها في مظانّها..
هذا وصلّوا وسلّموا على نبيِّكم الكريم ، قال تعالى: " إن الله وملائكته يصلّون على النبي، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما".




للآمانه
الخطبه منقوله من منتديات مفكرة الدعاه
__________________
"اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ، ولايغفر الذنوب الا انت
.فاغفر لي مغفرة من عندك ،وارحمني انك انت الغفور الرحيم "

  #2  
قديم 02-26-2006, 08:45 PM
 
مشاركة: "والله يعصمك من الناس" خطبة 4/1/1427هـ

اخي الكريم اني لا املك لك الا الدعاء على مجهوداتك المباركه

اسأل الله يجعلها لك علم نافع ينتفع به وتأجر عليها في الدنيا وفي الاخره
__________________
  #3  
قديم 02-27-2006, 06:08 PM
 
مشاركة: "والله يعصمك من الناس" خطبة 4/1/1427هـ

بارك الله فيكـ وعلى نقلك
__________________
:ht: روح الفجر :ht:
  #4  
قديم 03-10-2006, 01:18 AM
 
مشاركة: "والله يعصمك من الناس" خطبة 4/1/1427هـ

جزاك الله عنــــــــــا خير الجزاء


واســــال الله ان يجعلهاا في موازين حسنـــــاتكـ يوم تلقــاه.. وان تكون شاهد لك لا عليك
  #5  
قديم 03-11-2006, 02:11 PM
 
مشاركة: "والله يعصمك من الناس" خطبة 4/1/1427هـ

جزاكم الله خير اخواني واخواتي على ردودكم
__________________
"اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ، ولايغفر الذنوب الا انت
.فاغفر لي مغفرة من عندك ،وارحمني انك انت الغفور الرحيم "

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نقوش حناء انشالله تعجبكم صراخ الصمت أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 07-01-2007 12:26 AM
خطبة الجمعة مميزة بــو راكـــــان خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 4 12-13-2006 08:06 AM
احدث طريقة للولادة.. شوفوها تعجبكم الغروب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 23 11-02-2006 11:53 PM
( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث ) الشافعي نور الإسلام - 2 08-23-2006 07:28 AM


الساعة الآن 11:28 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011