عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-25-2012, 12:05 PM
 
Thumbs up فريد أبو سعدة يكتب عن حلمى سالم " الحداثة أخت التسامح"

يمنع وضع روابط لمواقع اخرى لؤلؤة بالقران


هل هناك علاقة بين الشعر و حقوق الإنسان ؟

وهل الحداثة فى الشعر حق من هذه الحقوق؟

فى كتابه الحداثة أخت التسامح الصادر عن مركز القاهرة لحقوق الإنسان، يطرح الشاعر حلمى سالم هذه الأسئلة، وغيرها، فاحصًا الشعر العربى المعاصر فى ضوء المفاهيم الجديدة لحقوق الإنسان، مؤكدًا على أن البداهة تحتاج من حين لآخر إلى كشط وحم العادة وتحريرها من سطوة الأسماء القديمة
ينقسم الكتاب إلى مقدمة وأربعة فصول هى الدودة فى أصل الشجرة، حجة ضد العصر، الكتابة بنون النسوة، الأبطال هم الكومبارس
فى هذه الفصول يناقش المؤلف واحدًا وعشرين شاعرًا من خلال رؤية تقول إن الحداثة هى حق وإن الحق هو حداثة
وبعد أن يطوف بنا حلمى سالم فى تجارب هؤلاء يختم كتابه بنماذج شعرية تضم خمس عشرة قصيدة
يبدأ المؤلف بالتأكيد على أن الفن، كظاهرة خلق، هو تجسيد لحق جوهرى من حقوق الإنسان، حقه فى الإبداع والابتكار والإنشاء، وإن الشعر، من بين هذه الفنون جميعًا، كان أقدمها ارتباطًا بحقوق الكائن البشرى، نشأ متواشجًا مع حقين أوليين من حقوقه هما حق العمل وحق الغناء
وهكذا إذا كان الشعر حقًا من حقوق الإنسان فإنه فى نفس الوقت قد عبر، منذ قديم الزمان، عن حقوق الإنسان المختلفة
سنجد المصرى القديم يتحدث، كما ينقل المؤلف، عن رغبته فى تجديد الكلام وابتكار صيغ أدبية لم يسبقه إليها أحد فيقول ليتنى أعرف صيغًا للكلام لا يعرفها أحد، أو أمثالا غير معروفة أو أحاديث جديدة لم تذكر من قبل، خالية من التكرار أو يقول كن كاتبًا فالكاتب رئيس نفسه وهو ما ينطوى على اعتبار ضمير الكاتب هو الفيصل لا الرقيب وهو ما يؤكد ارتباط حق الكتابة بحق الحرية، حرية هذه الكتابة من جهة وحرية الآخر فى الوقت نفسه من جهة أخرى يقول المصرى القديم : قبلى وضع فوق عرشه، نلت السيطرة على حديث فمي، نلت المعرفة ولم يقع علىّ عنف
هكذا كان إعمال العقل وإطلاق المخيلة الجامحة جزءًا أصيلا من الأدب القديم، أى حقًا أصيلا من حقوق البشر حتى لو أفضى إعمال العقل أحيانًا إلى القلق الوجودى أو جنحت المخيلة أحيانًا إلى الارتياب فى الأسس
ثم ينتقل المؤلف من العصر القديم إلى عصرنا فيقول : الحداثة، هى من حيث المبدأ، حق من حقوق الإنسان، ونعنى بالحداثة إيمان المبدع بالعقلانية فى مواجهة النقلانية، وإيمانه بحقه فى ابتكار فن يدل عليه، ويجسد ذاته، ويصور فردانيته فى مواجهة فن يدل على النمط الجاهز السابق، ويجسد القطيع، ويصور الخارج والجماعة والعموم
ويضيف المؤلف بهذا المعنى وما يصحبه من توجه إلى فتح صناديق المحرمات الثابتة الدين، والسياسة، والجنس، تغدو الحداثة ممارسة لحق من حقوق الإنسان هو حق الكشف والبحث والمغامرة، كما أنها فوق هذه الناحية المبدئية قد انطلقت فى التعبير التطبيقى الإبداعى عن حقوق الإنسان الكبرى : حق الأوطان فى الاستقلال، حق المواطنين فى العدالة، حق الفرد فى التعبير والاعتقاد.
ويتطرق المؤلف إلى بعض تجليات هذه الحقوق فى حداثتنا الشعرية المعاصرة فيشير إلى انشغال جبران بحق الاختلاف فى الدين والعقيدة، وإلى تصريف البياتي معظم شعره لتحرير الوطن انطلاقًا من نظرة أممية ترى الوحدة الخفية بين القاهرين والوحدة الخفية بين المقهورين فى كل مكان كما يشير إلى تأرق أدونيس بحرية العقل والحس وتأرق صلاح عبد الصبور بمعادلة الحرية والعدل و القوة والرحمة
حرية الوطن، حرية الرأى، حرية الجسد هذه هى الحريات الثلاث العظمى التى رفعت الحداثة الشعرية العربية لواءها عاليًا، وقد خاضت الحداثة، ولا تزال، صدامات عاتية مع السلفيين من خصوم الحرية، خاصة حرية الرأى والتعبير والاعتقاد، سواء كانت سلفية فكرية تنهض على الماضوية والجمود العقائدى وتنتهى بالواحدية إلى تكفير الآخرين، أو كانت سلفية سياسية سلطوية تنهض على نظم حكم مستبدة وتنتهى بفاشية تنفى الآخرين فتصادر كذلك الرأى والحياة وتصفى المعتقد والجسد
ولا تزال، كما يقول المؤلف، جولات هذه المعارك الضارية دائرة ، مبدعو الحداثة الشعرية يقطعون أشواطًا جديدة ويحررون رقعات مقيدة فى دفاعهم الصلب عن استقلال الوطن والعقل، وعن عدالة توزيع الثروة والسلطة، وعن حرية الرأى والجسد
ومبدعو السلفية، فى المقابل، يقطعون أشواطًا جديدة ويبتكرون أدوات كبح حديثة يستفيد بعضها بالقانون الشرعى ويستفيد بعضها بالقانون الوضعي فى دفاعهم الصلب عن احتكار الوطن والعقل، وعن الحق الإلهى فى الثروة والسلطة، وعن نفى الرأى والجسد
ويتطرق المؤلف، فى سياق هذه الحرب المتصلة، إلى ثلاث وقائع من محاكمات ومصادرات وقفت منظمات حقوق الإنسان المختلفة فيها ضد هجوم السلفيين وحلفائهم فى السلطة السياسية، كما تضامنت فيها أيضًا قوى الاستنارة المصرية والعربية على الشعر والشعراء والحرية، ولا شك أن عاصفة وليمة لأعشاب البحر التى انطلقت، الكتاب فى المطبعة، كانت امتحانًا مؤلمًا لقوى الحداثة والاستنارة فى مواجهة ضراوة السلفيين وسطوتهم
يخلص المؤلف إلى القول بأنه إذا كانت الحداثة هى حرية الإبداع، وإذا كانت الحرية هى حق من حقوق الإنسان، فليس من المبالغة أن نقول إن الحداثة هى حق وإن الحق هو حداثة
والمؤلف إذ يتأمل الأحداث الكبرى فى النصف الثانى من القرن الماضى يرى أنه لم يكن من المصادفات العابرة أن يرتبط صعود حركة الشعر العربى الحر بصعود حركات الاستقلال والثورات الوطنية كما لم يكن من المصادفات العابرة أيضا أن تتواكب لحظة بدء ثورة الشعر العربى الحديث على لحظة صدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان
ويرى أن تضافر بزوغ الحركات الثلاث حركة الشعر العربى الحر، الحركات الاستقلالية الوطنية، حركة حقوق الإنسان العالمية كان طبيعيًا، حيث تشاركت جميعًا فى قيم متماثلة أو متقاربة.
ويقول المؤلف فى هذا الضوء : يغلب على اعتقادى أن مفاهيم حقوق الإنسان فى مجال الشعر والأدب خاصة هى التعبير الجديد البديل لما كان المثقفون يسمونه من عقود قليلة الالتزام فى الأدب بقضايا الإنسان السياسية والاجتماعية والوجودية
ويستدرك ما يمكن أن ينشأ عن عنوان كتابه من لبس قائلاً إن فكرتى القائمة على أن الحداثة أخت التسامح لا تعنى بحال أن الحداثة نفى للصراع، ودعوة إلى الاندماج والتطامن والمسالمة، ولكنها إعلاء لتقاليد الصراع وأصوله الإنسانية المبدئية النزيهة، هذه التقاليد التى تعنى الإيمان العميق بالتعدد، وبعد امتلاك طرف من أطراف الصراع الحقيقة الكاملة وحده، وهو الإيمان الذى ينطلق من أن قبول الآخر هو قبول الذات مثلما أن نفيه هو نفى لها فى آن.
الحداثة إذن صراع لكنه ينهض على إدراك التنوع ويتناقض جوهريًا مع مبدأ الكل فى واحد
ولابد أن هذا المفهوم الواسع المتعدد للحداثة هو ما حكم اختيارات حلمى سالم للشعراء المدروسين فى فصول الكتاب الأربعة والتى تضم واحدًا وعشرين شاعرًا
" حتى لو لم تنطبق المدرسة الفنية لأحدهم مع ذائقتى الجمالية أو تفضيلاتى الشعرية "
الكتاب إطلالة جديدة، ومغايرة، على الشعر وعلاقته بالحريات الكبرى حرية الوطن، حرية الرأى، حرية الجسد، وهو رصد جديد لعلاقة الشعر بحقوق الإنسان، باعتبارها الورثية لمفاهيم احتكرت بعضها الأيديولوجيا، وبعضها ظلت كامنة فى غلافها الحقوقي، وبعضها الثالث كأشواق إنسانية تتجلى فى الأدب والفنون بأكثر منها فى السياسة والقانون .

التعديل الأخير تم بواسطة مـجـرة ; 07-25-2012 الساعة 03:43 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله"""‎ darҚ MooЙ موسوعة الصور 132 12-15-2011 09:33 PM
" الحداثة العربية " حمزه عمر مواضيع عامة 0 05-05-2010 07:06 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 04:32 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011