عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2012, 05:53 AM
 
رواية قطرة وراء قطرة تكوّن بركة من الدماء "مكتملة "

السلامٌ عليكم ورحمه الله وبركاته
رواية جميييلة جداً للكاتبة | سمآ |,,
في البداية حسيت برعب حقيقي ولكن كل ما تخلصين بارت تشعرين بالحماس والتششويق
أتمنى تعجبكم ,,,



أولا : المعلومات العامة عن القصة .
النوع : رعب , اجتماعي , غموض .
العنوان : قطرة وراء قطرة تكوّن بركة من الدماء .
الأجـزاء : 11 جزء
الشخصيات : سيتم التعرف عليهم من خلال القصة .

روابط الفصول من هُنا :
[cc=الفصول]المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر والأخير [/cc]
.
.


التعديل الأخير تم بواسطة أخت أم خالد ; 02-27-2015 الساعة 07:00 PM
  #2  
قديم 08-24-2012, 05:54 AM
 
المقدمة :

مؤيد و أيمن شابان في المرحلة الثانوية يعشيانِ سوياً في شقة بسيطة في [ حي الظلامْ ]
في مدينة أجنبية بعيدة عن بلادهما , لأجل أنْ يلقَوا تعليماً جيداً .
مؤيدْ أطولُ من أيمنْ , شعره شديدُ السواد ذا عينِ محددةِ من الأطراف ,
وهو متقلبّ المزاج فتراه تارةً مرحاً وتارة حزيناً ويكونُ كلّ ذلكْ في لحظاتْ .
بينما أيمن شعره قريبُ من اللون البني المحروقْ , عيناه واسعتان ,
وهوَ شخصٌ مرحْ , وجبانٌ في أغلبِ الأحيان .
في كلّ يومْ وعندما تشيرُ الساعة 11 مساءاً , يحدثُ تغيرٌ مفاجئ لهما , وكأنّ
عقاربَ الساعة تبعثُ لهما إشاراتِ لتغير طبيعيتهما . ولكنّ هذا محال ويصعبُ تصديقه.
هما شخصيتان طبيعيتان لكلّ من يراهما ويخاطبهما ولكنْ في نفسْ الوقتْ
مرعبانْ ومخطاطانِ ذكيانْ , لكلِ واحدٍ منهم مشاكله الشخصية .

.
.
.

[/color]

التعديل الأخير تم بواسطة ورديــہ ♥ ; 08-24-2012 الساعة 06:08 AM
  #3  
قديم 08-24-2012, 06:16 AM
 
.
.
.
.






[ ليلةٌ مرعبة ]

12 \ 3 \ 2008


الساعة : 40: 10



أصواتُ ضحكْ تصدرُ من المنزل السابع على الشارع الخمسون الطابقُ الثاني
الشقة رقمْ ( 3 ), في كلّ ثانية يحضرُ شخصٌ جديد ليغلقَ باب شقتهما
حتى اكتملَ العدد 10 , صالة الكبيرة تحملُ لوناَ أسوداً بزخارفَ على شكلِ وردةْ سوى جدارٌ واحد يحملُ اللون الأحمر بخطوطٍ متعرجة .
أحسّ بضربةٍ مفاجئة على ظهره , التفتَ ليرى أنه أحدُ الزوار , ضحكَ وهو مغمضُ العينينْ .
ـ ما بكَ يا أيمنْ هل أنتَ خائفْ !.
وضع يده على شعره وابتسمَ ليبعدَ الارتباكَ عنْ وجهه.
ـ كـلا كـلا يا مروانْ .
نظرَ له بعدمِ تصديقْ :
ـ ولكني أراكَ خائفاً .
ضربه مروانْ مرة أخرى وهو يضحكَ
ـ مابكْ ! استمتع بهذه الحفلة ! .
نظرَ نظرةً خاطفةً إلى الساعة , تعرقّ جبينه وهو يرى مؤيد يخاطبُ أحدُ الأشخاص .



...

الساعة : 45 :10

( حي الظلامْ )

بدأ بعضُ الأشخاص يخرجون من ذلكَ المنزلْ وهمْ يتهامسونْ
وضعَ يده في جيبه بمللْ .
ـ كانتْ حفلةً سخيفة .
وافقه صديقه الأخرْ :
ـ أجل وهي أيضاً مملة .
.

.



تقدّمَ مؤيد إلى صديقه أيمنْ بخطى واثقة .
أمسكَ بذراعه بقوة مما جعلَ أيمنْ ينتفضُ رعباً .
ـ ماذا ؟!
قهقه مؤيدْ وهو يرى عينا أيمنِ الخائفة :
ـ أحقاً أنتَ خائف ؟! .
ابتسمَ مؤيد بشرْ وهو ينظرُ إلى الأشخاصْ الذينَ في الصالة :
ـ لا تقلقْ سوفَ نستمتعُ معهم , همّ منْ أحضروا أنفسهمْ إلى هنـا .
اقتربَ من أذنيه وهمسَ بثقة :
ـ سوفَ ترى دمائهم الآن , تخرجُ من أفواههم وإنْ أردتْ أخرجتُها لكَ من رؤوسهم
وقف أمامه واقتربَ من وجهه حتى لاصقَ شعره جبينه , أخذّ يحدقُ بعينه الخائفتين
ـ اليومْ سوفَ أعذبهم حتى تخرجَ الدماء من كلِ شبرِ من أجسادهم أريدُ أنْ أستمتعَ قبلَ أنْ أقتلهم .
ابتعدَ عنه واضعاً يده في جيبِ بنطاله الأسودْ وهو يقهقه بصوتِ عالِ .
وضعَ يده على مكان قلبه بقلقْ وأخذّ يتبعه بنظراته وهو يخاطبُ أحدَ الأشخاصْ .


الساعة: 58 :10

بدأتْ الأنوارُ تنطفئٌ فجأة وسطَ قلقِ الزوار من هذا الانقطاعِ المفاجئ ,
ولمْ يبقى في الشقة سوى ضوءٌ خافتْ .


الساعة : 10:59

لمعتْ عيناه في الظلامْ , وأخذَ ينظرُ للجميع بنظراتِ لاهفه .
التفتَ للخلفْ ليرى صديقة أيمنْ .
نظرَ له برعبْ :
ـ استعدْ فأنا متعطشٌ لدمائهمْ !
بدأَ قلبُ أيمن يعلو ويهبط من الخوفْ أغمضَ عيناه وهو يرى عقربَ الساعة بينما
مؤيد تتسعُ ابتسامته مع كلِ ثانية .


الساعة : 11:00 .


بدأَ الصوتُ يخرجُ منَ الساعة المعلقة على الجدار الأحمر وهي تشيرُ إلى الحادية
عشرَ تماماً كانَ صوتها شبيهاً لصوتِ ساعة [ لندنْ ] حلّ الصمتُ
لثواني ثمّ عادوا للحديثِ مرةً أخرى كانتْ أعمارهم تتراوح ما بين الخامسة عشر إلى الثلاثين .
ابتسمَ شابٌ في الثامنة عشر , ولوحّ بيده نحو مؤيدْ مودعاً .
وقف أيمنُ أمامَ الباب بسرعةٍ خاطفة , استغربَ الشخصُ من ذلكَ وقالَ له متسائلاً:

ـ ما بكِ يا أيمنْ ؟!
ظهرَ صوتُ أيمنْ المرتجفْ :
ـ لنْ أدعكَ تخرجُ أبداً يا مروانْ .

تحولتْ عينا مؤيد للونِ الأحمر بسبب الضوءِ الأحمرْ الذي ظهر فجأة .
ابتسمَ بسخرية وهو ينظرُ للأشخاصِ الذينَ ينظرونَ إلى ذلكَ الضوءِ الذي خرجَ فجأة:
ـ للأسف فموعدُ الخروجْ قد مضى , أخرج خنجراً صغيراً من جيبِ بنطاله الأيسر ,
أخذَ يحدقٌ بالشاب والذي لمْ يكنْ سوى مروان بشعره الأسودْ الذي يصلُ إلى نهاية رقبته وعيناه الضيقتان
يلبسُ بذلةً برتقالية وبنطالٌ أبيضْ , أسرعَ نحو الشابِ الأخر الذي خلفَ مروان بخفية ثمّ ........



.....

ظهرَ الضيقُ عليه وهو ينظرُ إلى أيمنْ الذي يقفُ أمامه :
ـ أنتْ دعني أخرجْ .. فأبي ينتظروني الآن !
فردّ ذراعه مانعاً إياه من الخروجْ , طأطأَ رأسه فجأة .
استغربَ مروانْ من تلكَ الحركةُ المفاجئة ,تقدّمَ نحوه وأمسكَ بمعطفه البنيّ ورفعه للأعلى بغضبْ , بينما
أيمنْ أبقى رأسه ينظرٌ للأسفلْ بدونِ أْنْ يرفعه .

قالَ بنبرةِ مرعبة :
ـ آسف لنْ أدعكَ تخرجْ ... لأنكَ لو خرجتْ فستبقى حياً ولكنّ الأن ..
ضاقتْ حدقة عينه وهو يسمعُ ما قاله وجعلَ قلبه يخفقُ بقوة .
سمعَ الشبانُ الآخرين الذين لمْ يطالبوا بالخروجْ , وشعروا بالقلق مما جعل كلٌ
من كان في الصالةْ يتجهونَ نحو الباب .
نطقَ وهو مطأطأٌ رأسه للأسفلَ ويرفع يده ويدخله في معطفه البني وتكلمْ بنبرة خائفة وهو يرفعُ رأسه وبدا وجهه مرعباً :
ـ حسناً سوفَ أدعكمْ تخرجونَ من هذه الحياة .
أخرجَ من معطفه خنجراً صغيراً لمعَ في الظلامْ مما جعلهم يتراجعونْ مندهشين .

.....

ابتسمَ مروانْ بارتباكْ :
ـ أتخيفنا بهذه , نستطيع كلنا أنّ نبعدها من يدكْ !.
جاءه صوتٌ من الخلفْ جعله يتصلبُ في مكانه .
ـ أرى أنكَ الوحيدْ الذي بقيتْ !
التفتتَ مروانْ للخلفِ بفزعْ وأخذَ يتلفتُ عن يمينه ويساره مندهشاً وهو يتمتم ويتصببُ عرقاً :
ـ أينْ أينَ همْ ؟!
رأى مؤيدْ يتقدَم نحوه بابتسامه ساخرة واضعاً يده اليسرى خلفَ ظهره .
ـ لقدْ انتقلوا للعالمِ الأخر أو لنقلْ للتوضيحْ أخرجتهم أنا .
أظهر يده اليسرى من خلفِ ظهره , لتتوسعَ عينا مروانْ, وينعكسُ لمعانُ الخنجرَ في عينيه .
ارتجفَ جسده وأخذَ يتراجعُ للوراء ببطء وهو يرى الدماءَ تقطرُ من الخنجرِ الذي يحمله مؤيدْ , مدّ ذراعه بارتجاف وأشارَ
إليه بيده التي لمْ تتوقف عن الاهتزاز .
ـ أنتَ , أنتْ , ماذا فعلتَ بأصدقائي ؟!

فتحَ أزارير معطفه الأسودْ , لتظهرَ بذلته البيضاء , رفعَ الخنجر وأخذّ يمسحُ الدماءَ الذي عليه ببذلته مما أعطى
لوناً أحمراً على بذلته البيضاء وكأنه يفعلُ ذلكَ لاستفزازِ الشخصِ الذي يرتجفٌ أمامه .
وبنبرةِ ساخرة قالَ مؤيد :
ـ أتحبُ أنْ تراهـم ؟!
تنحى للجهة اليسرى وهو لا يزالُ يمسحُ خنجره الصغير .
.....
سقطَ على الأرضِ جالساً , بدأتْ شفتاه بالارتجاف , تراجعَ للخلفِ حتى اصطدم بالجدارْ حركَ رجليه لعله يخترقه , ولكنَ لا فائدة
وضعَ يده على شعره وأدنى رأسه للأسفلِ ينظرُ إلى الأرضْ .
ـ لا لا أصدقْ , إنني أحلمْ , لااااااااااا .
قهقه بصوتِ عال على صرخته وأخذَ ينظرُ له بتمعنْ.
تقدمَ أيمن نحو مؤيدْ وهو يرى تلكَ الجثثْ المتراكمة والدماءْ تقطرُ من أجسادهم حتى غطتْ الأرضية بلونٍ أحمرَ داكنْ.
ظهرَ صوته المرتبكْ .
ـ هل قتلتهم !, لمْ أشعرْ بذلكْ ! حتى أنني لمْ أسمعَ صرخاتهمْ .
وضعَ يده في جيبِ بنطاله , وأخذَ يحدقُ بهمْ .
ـ طعنة مباشرةٌ في القلب !
قاطعه صديقة أيمنْ .
ـ ولكنْ ألمْ تقل أنكَ سوف تــ....
ووضعَ يده على فمه ليسكته .
ـ تبقى لنا واحد .
حركَ أيمنْ عينه للجهة اليسرى , ليرى الشابَ الذي يرتجفْ .
أبعدَ مؤيد يده وتقدمَ نحوَ ذلكَ الشاب الجالسْ .
ألصقَ مروانْ رأسه بالجدار ما إنْ رأى مؤيدْ يقتربُ منه , ابتلعَ ريقه , وأخذَ يحادثُ نفسه .
ـ لازلتُ حياً , أستطيع الدفاع عن نفسي .
أخذَ يتلفتُ وهو يبتسمُ بارتباكْ لعله يرى شيئاً يدافعُ بها عن نفسه .
رأى طاولةً صغيرة بالقربِ منه ,بلع ريقه ومدّ يده ليأخذها .
...
طعنةٌ تلقها مباشرة في بطنه ما إن أمسكَ الطاولة بيده .
همسَ مؤيد في أذنه ولازالتْ تلكَ الخنجرَ في بطنِ مروانْ .
ـ كنتَ بطيئاً , لا تقلقْ هذه فقط لتشلّ جسدكَ فقط .
أغمضَ أيمنْ عينيه بخوفْ , ورفعَ يده ليغطي بها على أذنه .
تشبثّ مروانْ بالطاولة , وحركها باتجاهه .
تلقى طعنه أخرى في كتفه جعلته يتركُ الطاولة منْ شدّةِ الألمْ .
بدأ أيمنْ يسمعُ صرخاتِ ذلكَ الشابْ , وهو يشعرُ بالطعناتِ التي يتلقها , ضغط بيده على أذنيه وهو جالسٌ يتصببُ عرقاً .
رفعَ مؤيدْ يده وصرخَ :
ـ الآن في القلبِ مباشرة .
تكلمَ بصعوبة والدماء تخرجُ من فمه .
ـ يـ...الـ....كم ممـ.. من مخادعيـــ...
انقطعَ نفسه بعدما أحسَ بتلكَ الطعنه تخترقُ صدره وسقطُ على الأرضِ بدونِ حراكْ .
.....
تقدّمَ نحو أيمنْ الذي يرتجفْ واضعاً يده على أذنيه , رمى بالخنجر على الأرضْ , ووضعَ يده على كتفه .
ـ هيْ , أنتْ .
رفعَ يده عن أذنيه وأخذَ ينظرُ لمؤيدْ الذي تلخطتْ ملابسه أكثرْ .
ـ ألا زلتَ خائفاً , لا أعلمُ متى سيأتي دوركْ .
ضحكَ أيمنْ بارتباكْ وهو ينهضُ ليقفْ .
ـ أنتَ تمزحَ أليسَ كذلكْ ! .
.
.
.
.
الساعة : 2:00 صباحاً

رمى بمنشفة بيضاء على وجهه . وجثا على ركبتيه يمسحُ الدماء .
ـ الآن قمْ بالتنظيفِ قبلَ أن يأتي أحدْ , غداً يومٌ دراسي .
أومأ أيمنْ برأسه وجثى على ركبتيه يمسحُ مع مؤيدْ وهو يقول ساخراً :
ـ أتظن أن أحداً سيأتي في مثل هذا الوقت
نظر له مؤيد بطرف عينه ثم تابع التنظيف متجاهلا ما قاله.
بعدَ لحظاتِ من الصمتْ .
نظرَ أيمن إلى مؤيد ورسمَ على وجهه ابتسامة وطأطأ رأسه يتابع عمله .
ـ سوفَ أخبرهم غـداً .
لمْ يشعرْ إلا بقدمً تقفُ أمامه , رفعَ رأسه ليرى لكنْه أمسكَ بمعطفه ورفعه للأعلى , ليرى تلكَ الملامح التي تغيرتْ فجأة
ـ إنّ أخبرتَ أحدَهمْ فسوفَ تكونُ نهايتكْ , غـــبيّ !
نطقَ بارتباكْ :
ـ أريدُ أنْ أخبرهمْ فقطْ بأننا عملنا حفلةْ.
ابتسمَ مؤيدْ وضغطَ على معطفه بشدة .
ـ إذاً ستكتشفُ الشرطة , وتَجعُلنا طعماً سهلاً .
أبعدَ يده عنه ليسقطَ على الأرض , رفعَ أيمنْ يده يتحسسَ بها رقبته وينظرُ إلى مؤيد.
ـ كمْ أنتَ مخيفْ .
سارَ مؤيد إلى الأمامْ متوجهاً نحوَ الكنبة الحمراء المخططة بالأسودِ العريض.
فتحَ أزرايرَ معطفه , ورمى بها من خلفه على وجهه أيمنْ , ثمّ أسقطَ نفسه على الكنبة لتتناثرَ خصلاتِ شعره على جبينه
وتختفي عيناه .
أيمنْ صارخاً وهو يمسكُ معطفه الرمادي قبلَ أنْ يصلَ إلى الأرضْ .
ـ أحمق , قبل دقائق ونحنُ نغيرُ ملابسنا والآن تريدُ توسيخَ معطفكْ .
التفتَ إلى الخلفْ ليرى مؤيد قدْ غطى في النومْ ويبدو عليه الإرهاق وكأنه طفلٌ صغير واضعاً يده قربَ فمه ويتنفسُ بهدوء .
تحركَ حاجبه الأيسر للأسفلْ وعليه ابتسامة يائسة :
ـ يا حبيبي , والآن التنظيفُ كله عليّ .
طأطأ رأسه بيأس , ثمَ عادَ لتنظيفِ الأرضْ .



عنوانَ الجزء القادم ::wardah:
[ شخصٌ مغرور ]


إذا أعجبتكم وتحمستوا راح أضع الجزء الثاني :looove:
  #4  
قديم 08-24-2012, 11:04 PM
 
الجزء الثاني ~



[ شخصٌ مغرور ]


13 \ 3 \ 2008

الساعة : 7:05 صباحاً

ـ أيمــــــــــــــــــــــــن .
نهضَ فزعاً من سريره وعلى وجهه علاماتُ النعاسْ , وضعَ يده على شعره بانزعاج , ثمّ أمال جسده ليسقطَ مرة أخرى على الفراش نائماً
نفذَ صبرُ مؤيد وأخذَ يحركُ كلا حاجبيه بانزعاج وهو يخاطبُ نفسه .
ـ في الفجرْ , تحملتكْ ولكنْ الآن سترى ماذا سأفعلُ بكْ .
أسرعَ بخطواته إلى الطاولة الصغيرة وأخذَ منها قارورة ماء رمى بالغِطاءْ ثمَ تقدّمَ نحوه بابتسامة شريرة .
ـ الآن ستستيقظْ .
رفعَ قارورة الماء عالياً , ثمّ أفرغَ كلّ ما فيها على رأسْ أيمنْ .
نهضَ فزعاً للمرة الثانية وهو يضمّ نفسه ويرى الماء المتساقطَ من شعره .
ـ بررردْ .. بــردْ .
جلسَ مؤيدْ على الكنبة الوردية الصغيرة التي تتوسطُ سريرهما في غرفة صغيرة بلونِ أبيضْ صافي واضعاً ساقه اليسرى فوقَ أختها
وعليه ابتسامة المنتصرْ .
ـ أتعلمْ ؟! , التفتَ إلى أيمنْ ليرى ذلكَ الوجه البائسْ بملامحَ غاضبه .
ـ كمْ من الوقتِ سأنتظركَ لتذهبَ للاغتسال , أعتقدُ أنّ هذا يوفرُ الوقتْ و.. .
لمْ يكد يكملُ كلامه إلا بضربة مباشرة على وجهه من الوسادة التي كانتْ على سريرِ أيمن .
أبعدَ الوسادة عن وجهه غاضباً وكادَ أنْ يتكلمْ , لولا أنه رأى أيمنْ يبتعدُ ضاحكاً .
نظرَ إلى الساعة بمللْ وهو على جلسته تلكْ .

......

الساعة : 7:30 صباحاً

تنهدَ بمللْ وعلى وجهه اليأسْ وهمسَ بضيقْ .
ـ لا أعلمْ , متى سيأتي اليومُ الذي أقتلكَ فيها سيكونُ يوماً ممتعاً .
جاءه صوتٌ من بعيدْ .
ـ لقدْ سمعتكْ , سمعتكْ .
خرجَ أيمنْ بزي المدرسة الرسمي بنطالٌ أسودْ محددٌ من الأطراف باللون الأبيضْ وكذلكَ بذلة سوداء بأزرار سكرية وأطرافٍ بيضاء .
ابتسمَ أيمنْ بمرحْ وهو يخللُ شعره بمنشفةٍ برتقالية يحملها بينَ يده :
ـ لا تفكر بذلكَ اليومِ أبداً .
رمى بالمنشفة على وجهه مؤيدْ وابتسمَ بانتصارْ وهو يرى شكلَ مؤيد المضحكْ .
ـ واحدةٌ بواحدة , .
نهضَ أيمنْ من مكانه بعدما أبعدَ المنشفة عن وجهه .
ـ هيا سنتأخرْ عن المدرسة .
وضعَ أيمنْ الوسادة على سريره بعدما رتبّه .
ـ هـه لا تقلْ سنتأخر بلْ قلْ تأخرنا .
التفتَ إليه مؤيد بعينانِ حادتينْ وهو يمسكُ مقبضَ الباب .
ـ بفضلكْ .
ابتسمَ أيمنْ بارتباكْ .
تغيرتْ ملامحُ مؤيدْ إلى المرح وهو يفتحُ الباب .
ـ سوفَ أسبقكْ , الأخير بيننا سوفَ يطبخْ ويغسلُ لمدّة يومان .
علتْ على وجهه أيمنْ الدهشة وأسرعَ في خطاه زلتْ قدمه وسقطَ على الأرضْ على وجهه :
قامَ متألماً وهو يضعُ يده على وجهه .
ـ يا لكَ من مخادعْ !
دخلَ مؤيدْ ضاحكاً وهو يحملُ هاتفاً محمولاً بلونِ أبيض محددٌ بلونِ أصفرْ .
تعجّبَ أيمنْ عندما سمعَ ضحكاتِ مؤيدْ وأنه لا زالَ ينتظره .
أدخلَ مؤيدْ هاتفه في جيبِ بنطاله وهو يضحكْ .
ـ لقطةٌ مميــزة جداً .
أطلقَ مؤيدْ العنانَ لرجليه عندما رأى أيمنْ يتبعه بغضبْ .


.......


الساعة : 7:36 صباحاً

هدأ الاثنان , وسارا معاً باتجاهِ طريقِ المدرسة , مع حقائبهمْ السوداء الصغيرة التي تحملُ باليد .
أيمنْ يبدوا مشغولاً بهاتفِ مؤيدْ الذي أخذَ وقتاً طويلاً حتى يأخذه منه , بينما مؤيدْ يبدوا غيرَ مهتماً بابتسامته
التي تدّلُ على انتصاره.
رفعَ يده اليمنى ووضعها خلفَ رأسه وهو يمشي برفقة أيمنْ , تنهدَ بمللْ .
ـ لا تحاولْ , فلنْ تعرفَ أبداً الرمزَ السري .
أخذَ هاتفه خلسة من يدِ أيمنْ وانطلقَ راكضاً وسطَ دهشة أيمنْ الذي لا زال واقفاً.
صرخَ أيمنْ وهو في مكانه ويرى مؤيدْ يركضْ باتجاه المدرسة .
ـ أيها الأحمقْ ! , سوفَ يُأخذُ منكْ .
التفتَ مؤيدْ وهو لا زال يركضْ وشعره يتمايلُ بسبب سرعته .
ـ سوفَ يؤخذْ إنْ أنتَ فتحتَ فمكْ !.
ابتسمّ بسخرية وهو يرى أيمنْ لا زالَ واقفاً , ثمّ صرخْ .
ـ سوفَ أفوزُ بالمسابقة يا سلحفاة .
فغُرَ فاه أيمنْ مندهشاً ثمّ ركضَ بأقوى سرعته وهو يصرخُ لـ مؤيدْ.
ـ ولكنّ السلحفاة هي من تفوزُ دائماً .
انحنى ما إنْ وصلَ أمامَ البوابة , وأخذَ يلتقطُ أنفاسه سمعَ صوتَ مؤيدْ الساخرْ .
ـ السلحفاة من تفوزُ دائماً !؟.
رفعَ أيمنْ رأسه وهو يرى مؤيدْ يقفُ عنْ يساره
ـ لا تسخرْ مني .
تعجبَ أيمنْ من ملامح مؤيد المتغيرة .
فتحَ أيمنْ شفتاه ليسأله , لكنّ مؤيدْ قاطعه .
ـ أتعلمْ, لقدْ نسيتُ أنّ غداً سيجتمعُ طلابِ الصفْ عندنا .
وضعَ أيمنْ يده على رأسه مفكراً .
ـ إننا لمْ نذهبْ عندَ أيّ أحدْ ومؤكدْ أنهم سيأتون غداً .
فتحَ أصابعه ليعدُ ولكنّ عده تجاوزَ العشرة طأطأ رأسه بيأسْ .
ثلاثونَ طالباً , هل سيتسعُ المكانُ لهم !
قطّبَ حاجبيه بتعجبْ وهو يتقدمُ نحو أيمنْ , أمسكَ بمقدمه بذلته دونَ أن يرفعه .
ـ أيها الغبي , ماذا تقصدْ بـ هل سيتسعُ لهمُ المكانْ؟!
نظرَ أيمنْ إلى وجهه مؤيد بارتباكْ
ـ أ..أأقصدُ الشقة .
أبعدَ مؤيدْ يده عنه .
ـ أيها الأحمقْ , هل تريدُ أن يكشفونا , ومن ثمّ أنتَ لمْ تنظفْ الأرضية جيداً .
ابتسمَ أيمنْ بشر :
ـ إذا أنتَ لا تريدُ الشقة فأنا أعلمُ مكاناً نقضي فيه غداً ليلةً مرعبة رفعَ أيمنْ يده إلى رقبته ومررها عليها .
ابتسمَ مؤيدْ بسخرية
ـ لأول مرة يظهرُ فيها أيمنْ شريراً بحقْ , سوفَ يندمَ بالتأكيدِ صاحبُ هذه الفكرة , سيكونُ يوماً مرعباً لنْ ينسوه أبداً .


ماذا تقصدْ بـ لمْ ينسوه أبداً !!


التفتَ الاثنان معاً بصدمة ما إن سمعوا ذلكَ الصوتْ .
شابٌ ذا قامةٍ طويلة , ببشرةٍ بيضاء صافية , يحملُ عينانِ عسليتانْ وشعرٌ فحمي ناعمْ , وذقنٍ محددْ , ببنطالِ أبيضْ ذا أطرافٍ بنية اللونْ
وبذلةٌ بيضاء بأزرار بنية , ويلبسُ نظارةً مستطيلة أكسبته جمالاً على وسامته .
همسَ أيمنْ إلى مؤيدْ وهو يحدقّ بالشابِ الذي أمامه .
ـ إنه سلمانْ , من منطقةٍ مجاورة وهو في الصفِ الأخيرْ ويقالُ إنه ذكيٌ جداً , حتى أنه انتقلَ من الصفِ الذي نحنُ فيه للصفِ
الأخيرْ أيّ أنه متقدمٌ علينا بعامْ , وأباه رجلَ أعمالٍ مشهور .
رفعَ النظارة بيده , وأخذَ ينظرُ لهما , تقدمّ للإمام وقالْ :
ـ أتقولُ قصةً جميلةً لأخيكْ ؟! أظنّ أنكما لنْ تخبراني عن سؤالي الأولْ .
استشاطَ أيمنُ غاضباً :
ـ وما دخلكْ ! هل أهمسُ لكَ أمْ له , وثانياً هو ليسَ بأخي بل هو صديقي .
أدخلَ مؤيدْ كلتا يديه في بنطاله وابتسمَ بمكرْ .
ـ لنْ تخبركْ , ألديكَ مانعْ !.
ابتسمَ سلمان بمكرْ وهو يتقدمُ لبوابة المدرسة :
ـ أنتمْ من الصفِ الحادي عشرْ , أليسَ كذلكْ ؟! .
التفتَ مؤيدْ له وابتسمَ بثقة :
ـ أجلْ , أظنّ أنكَ تعرفْ حتى بدونِ أن تسألَ هذا السؤال .
توقفَ سلمانْ عن المشي وابتسمَ بمكر, وهو يضعُ يده على نظارته :
ـ سمعتُ أنّ طلابَ صفكمْ سيجتمعونَ غداً .
ـ وما لطلوبْ ؟!
ابتسمَ عندما سمعَ إجابة مؤيدٍ الواثقة :
ـ إنّ أخي في صفكمْ , وهو مريض , ولنْ يستطيعُ الذهاب , لذا قررتُ أن أذهبَ أنا بدلاً عنه.
فتحَ أيمنْ فمه ليتكلمْ وعلى وجهه علاماتُ الغضب , لكنّ مؤيد رفعَ ذراعه مانعاً إياه من الكلامْ .
تقدمّ مؤيدْ باتجاهه وابتسم هو الأخرْ بمكرْ .
ـ على الرحب والسعة سلمان جرير .
اتسعتْ ابتسامةُ سلمانْ وتقدمّ دون أنْ يرد عليهمْ ليدخلَ المدرسة .

.
.
.

التفتَ أيمنْ لمؤيدْ بغضب :
ـ لماذا سمحتَ له !
ابتسمَ مؤيد بثقة وهو يرفعُ حقيبته لظهر بيده :
ـ إنه يكذبْ !
أوقفه أيمنْ عن المشي بتعجبْ :
ـ ماذا تقصدْ أنه يكذبْ ؟!
توقفَ مؤيدْ عندما رأى أيمنْ يقفُ أمامه :
ـ أقصدُ أنه لديه أخٌ في صفنا . انحنى للجهة اليسرى ليكملّ طريقة ويتجهة نحو البوابة وهو يبتسمُ بثقة :
ـ سوفَ تندمُ يا سلمان , لا تحاولْ أبداً !
بدا على وجهه أيمنْ الدهشة والتعجبْ وهو يرى مؤيد يدخلُ المدرسة :
ـ يبدوا أنهما قدْ التقيا .



عنوانَ الجزء القادم :

[ موَدة ]
  #5  
قديم 08-26-2012, 01:07 AM
 


الجزء الثالث ~
[ مَودة ]

.
.
.

دخلَ أيمن ومؤيدْ إلى صفهما بعدما حصلا على كلمةٍ صارمة من المدير , حيثُ أمرهما بأن يأتيا في وقتِ فسحة الطعامْ ..
مرتْ الحصصْ كالعادة عندَ أيمنْ ومؤيدْ, خرجَ المعلمْ قبل خمسِ دقائق من انتهاء الحصة .
تجمّعَ الطلاب حولَ أيمنْ .
ـ غداً سوفَ نجتمعُ عندكمْ .
تكلمَ طالبٌ أخر وهو يضعُ يده على شعره مفكراً :
ـ هناكَ إشاعةٌ تقولُ أنكم تسكنونَ في حي الظلام هل هذا صحيحْ؟ .
اقتربَ طالبٌ بدينْ وأخذ يسأل :
ولماذا أطلقَ عليه حي الظلامْ ؟
تكلمَ طالبٌ أخر وهو يجلسُ على الكرسي بالمقلوبْ :
ـ لقدْ أطلقَ عليه حي الظلامْ , لأن جميعَ إنارته مكسورة ومهما حاولَ الجميعِ إصلاحها تنطفئ .
رفعَ يديه ليرعبَ الطلاب وقْد غطى وجهه الظلامْ .
ـ وأيضاً سمعتُ أنهم في كلِ يومْ في الساعة الحادية عشرْ , يسمعونَ صرخاتِ أناسٍ مرعبة .
ارتعبَ الطلابُ الآخرين بينما تكلمَ الطالبٌ نفسه وهو يبتسمُ بثقة :
ـ إن كنتم تسكنونَ في حي الظلامْ فسوفَ أذهبُ للاستكشاف .
تصببَ العرق من جبينِ أيمنْ وهو يبتسمُ بارتباكْ .
نهضَ مؤيدْ من مكانه حيثُ كان موقعه عند الجدار من جهة اليمين ليلتفتَ الجميعُ نحوه :
ـ نحنُ لا نسكنُ هناكْ , ولنْ يكونَ في البيتْ بل شقةٌ سوفَ نستأجرها .
هدأتْ نفسُ أيمنْ عندما أنقذه مؤيدْ من الموقفْ .
جمعَ مؤيدْ كتبه من الطاولة ووضعها في الحقيبة , التفتَ لأيمن .
ـ هيا فالمديرُ ينتظرنا !
وقفَ أيمنْ وهو يضعُ يده على رأسه مرتبكاً :
ـ آسفٌ يا شباب عليّ الذهاب .
وقفَ مؤيد على باب الصفِ ينتظرُ أيمنْ وعيناه على الصفِ الثاني عشر .
جاءَ أيمنْ وأمسكَ بكتفِ مؤيد:
ـ هيا بنا .
أعقدَ مؤيد ذراعيه ما إنْ رأى الشخص الخارج من الصف الثاني عشر .
ـ أظنّ إنّ لدينا رفقة !
التفتَ أيمنْ , ليرى سلمان يتقدمُ نحوهم .
توقفَ سلمانُ أمامهم ورفعَ نظارته بخفة وأخذَ يمسحها بمنديلٍ أبيض .
سار مؤيدْ بدونِ أنْ يكترثَ له بينما همسَ أيمنْ .
ـ شخصٌ مغرور !

.....


الساعة : 10:15 صباحاً

.
.
.

وصلَ ثلاثتهم لغرفة المدير وتلقوا فيها محاضرة دامتْ عشرَ دقائق لعدمِ التأخرِ مرة أخرى .
تنفسَ مؤيدْ الصعداء ما إنْ خرجَ هو ومؤيدْ وسلمان .
جاء نائبُ المدير نحو أيمنْ وهمسَ له في أذنيه .
ـ أختكَ على الهاتفْ !!
اتسعتْ عينا أيمنْ ما إن سمعَ ذلكَ وكأنّ صاعقة نزلتْ عليه .
ذهبَ نائبُ المدير ليبقى أيمنْ متجمداً.
مؤيدْ متعجبٌ من تصلبِ أيمنْ .
ـ أيـــمن ما بكْ !
ابتسمَ أيمنْ لمؤيد وقالَ بارتباكْ .
ـ سوفَ أذهبُ إلى غرفة نائب المدير .
تنهدَ مؤيد ولوحَ بيده مبتعداً .
ـ إنني عطش سوف أشربُ الماء وأرجعْ .
ذهبَ أيمنْ إلى غرفةٍ نائب المدير , بينما ابتسامةٌ كبيرة ظهرتْ على سلمان وهو يتبعُ أيمنْ .

.
.
.

دخلَ غرفة نائب المدير التي تحملُ لوناً بنياً مع نقوشٍ صفراء حيثُ أعطتِ الغرفة فخامة و لكنها في نظره أقلُّ فخامةً من غرفةِ المدير .
اقتربَ إلى الهاتفِ الموضوع على المكتبِ الخشبي من طرازٍ انجليزي الصنع , رفعَ السماعة وتنهدَ قبل أن يضعها على أذنيه
وهوينظرُ إلى الغرفة .
ـ الحمدُ لله لا يوجدُ أحدٌ في الغرفة .
وضعَ السماعة على أذنيه .
ـ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
جاءه صوتٌ أنثوي :
ـ أيمـــنْ ؟!
تنهدَ أيمنْ بيأسْ :
ـ ومن غيري يا مودة ؟
في الطرفِ الأخر .
مسحتْ مودة دموعها التي تكادُ تخرجْ .
فتاةٌ في الخامسة عشر , عيناها واسعانِ , لها شعرٌ مموجٌ بني اللونِ كأخيها يصلِ إلى منتصفِ ظهرها.
استغربَ أيمنْ من صمتها :
ـ هيْ, مودة لماذا اتصلتْ على هاتفِ المدرسة أليسَ لدي هاتفْ ؟!
تغيرت ملامحُ وجهه مودة إلى الغضب وهي تكتمُ دمعاتها :
ـ أيهـــــــا الأحمق !!
أبعدَ السماعة عن أذنيه بسبب صراخها ثمّ أعادَ السماعة إلى أذنيه .
جاءه صوتُ مودة الباكي :
ـ لـ..للقد خشيتُ أنكَ ميتْ .
أمالَ أيمنْ رأسه بإحباطْ :
ـ ميتٌ مرة واحدة !
حدّتْ مودة في صوتها :
ـ أتصلُ عليكَ منذُ ثلاثةِ أيامْ على هاتفكْ وأنتَ لا تردْ .
نزلتْ قطرة من شعره وهو يتذكرُ أنّ هاتفه معطلْ وإنّه ذهبَ به ليصلحه وهو اليومْ ذاهبٌ لاسترجاعه.
أرادَ أيمن أن يغيرَ الموضوع فغيرَ نبرةَ صوته للمرح .
ـ أخبارُ أمي هل هي بخير !.
تكلمتْ مودة وقد تغير صوتها بجدية :
ـ إنها بخير , وتريدُ منكَ أنْ ترجعَ في هذا الشهر .
فغر فاه وهو يسمعُ ما قالته, وضعَ يده على شعره مرتبكاً .
ـ كـ ككيف لا أستطيع فقد تبقى لي سنةٌ واحدة للتخرجُ من المدرسة و...
قاطعته مودة :
ـ لقدُ افتتحت مدرسة جديدة في المدينة وأمي تريدُ منكَ أن تكملَ هناكَ .
شعرَ أيمنْ أنّ مودة لا تمزحْ , تكلمّ بجدية :
ـ مودة ! هل حصلَ شيء لأمي !
تغيرَ صوتُ مودةَ فجأة لصوت مرح :
ـ أجل إنــــ ..
صرختْ مودة وهي تمسكُ سلكَ الهاتفْ :
ـ مما هذا يا سلـمــــى ؟!
أبعدَ أيمنْ السماعة عن أذنيه بسببِ صراخِ مودة .
خافَ أيمن من أنّ شيء قد حصلَ لها .
وقالَ بنبرةٍ خائفة .
ـ ماذا حصلَ يا مـودة !
ـ أرجووكِ أرجووكِ دعيني أكلمُ أخي .
ظهرَ على وجهه أيمنْ السعادة .
وأخفضَ نبرةَ صوته .
ـ مودة دعيني أكلمُ سلمى .
فرحتْ الطفلة سلمى أختُ أيمن والتي تبلغُ من العمرِ 5 سنواتْ .
ـ أيمنْ ؟!
ظهرً له صوتٌ طفولي يعرفه ابتسمَ بسعادة وهو يتكلمُ بصوتِ حنونْ .
ـ أختي سلمى لقدِ اشتقتُ لكِ .
ضحكتْ سلمى ببراءة :
ـ إنه مولودٌ جديد .. مولودٌ جديدْ .
أخذتْ مودة السماعة من يدِ سلمى ووضعتْ يدها على شعرها البني .
ـ إنه هاتفُ المدرسة ولا يجوزُ أنْ نتأخر .
كلُ ذلكَ وأيمنْ يسمعْ .
ـ كما سمعتَ يا أيمنْ لقدْ رزقتَ بأخٍ صغير لقدْ أنجبتْ أمي طفلاً صغيراً وإن لمْ تأتي نهايةَ هذا الشهرْ
فإنّ أمي ستغضبُ عليكَ جداً , أمي تريدكَ إلى جانبها فهي قلقةٌ عليكْ وأنت ! , ولمْ تعلمْ مدى فرحتها
عندما سمعتْ بالمدرسة الجديد , قدْ ناقشتٌ الأمر عدةَ مراتْ معه ولكنها ترفضْ وأيضاً هي غاضبةٌ عليكْ لأنكَ لا تردُ على اتصالاتها طوالَ الثلاثةِ الأيامِ التي مضتْ ..
ظهرَ على وجهه مودة المزاحْ وهي تحدُ في صوتها .
ـ وأيضاً خطيبتكَ الحَسناءُ ميساء تبكي طوالَ الثلاثةِ أيامْ الماضية ..
تلونتْ وجنتا أيمن بحمرةٍ خفيفة ثمّ صرخَ :
ـ توقفي يا مودة , لا داعي لهذا الكلامْ .
ابتسمتْ مودة بسعادة :
ـ وداعاً .
ـ هي هي انتظري لقد كانَ هاتفي مـعـ...
أنزلَ السماعة عندما علمَ أنّ مودة قدْ قطعتِ الاتصال :
تنفسَ بعمقْ :
ـ يا إلهي كانَ لا بدّ من أقولَ لها من البداية أنّ هاتفي معطلْ , والآن كيفَ سأسافر لمْ يتبقى إلا القليل على نهاية هذا الشهر .
وضعَ السماعة على الهاتف .
وخرجَ من الغرفة وهو قلقْ ولكنه فوجئ بسلمانْ يقفُ أمامه وهو يضعُ يده على نظارته بثقة .
حاولَ تجاهله ومشى من عنده دونَ أنْ يكترثَ له , فهو الآن قلقٌ بسببِ سفره المفاجئ .
أمسكَ ذراعه بسرعة .
التفتَ أيمنْ لسلمانَ الذي يمسكُ به .
تكلمْ أيمنْ بضيقْ :
ـ اتركني .
ـ أريدُ أنّ أتحدثَ إليكَ في أمرٍ مهمْ .
انصاعَ أيمنْ وأخذَ يستمعُ لسلمانْ .

.
.
.
.

صاحَ أيمن بغضبٍ في وجهه سلمانْ.
ـ أتجسسُ عليّ ! يا لكَ من شخصٍ وقح !
سارَ للإمامِ متجاهلاً ما قاله .
ولكنّ سلمانْ رفع ذراعه مانعاً إياه من المرور .
ـ لا تنسَ ما قلته لكَ , اعلمْ أنني الوحيدُ الذي أستطيعُ مساعدتكَ ولكنّ بـ الشرطِ الذي قلته لكْ .
قطبّ أيمنْ حاجبيه بضيقْ :
ـ لا تفكرْ بذلكَ أبداً , لنْ أفعلَ شرطكَ أبداً وسوفَ أجدُ أنا ولنْ أحتاجَ إلى مساعدتكْ !
ابتسمَ سلمانْ بمكرْ وأنزلَ ذراعه ووضعَ ورقه بيضاء صغيرة في جيبِ بنطالٍ أيمنِ الأيسر .
ـ هذا رقمي , اتصلْ بي إنْ غيرتَ رأيكْ .
جاء مؤيدْ وهو يحملُ قارورةَ ماء بينَ يديه , رأى سلمان مؤيد قادماً فهمسَ إلى أيمنْ:
ـ لا تنسَ أنْ تتصلَ بي إنْ غيرتَ رأيكْ , وداعاً .
ابتعدَ سلمانْ عن أيمنْ بابتسامه واثقة .
استغربَ مؤيدْ ملامحَ وجهه أيمنْ المتغيرة وبادرَ بسؤاله
ـ أيمنْ ماذا جرى لك !
ابتسمَ أيمنْ لكي يبعدَ القلقَ عن وجهه :
ـ ليسَ هناكَ شيء ! هيا لنذهب .
تقدمَ أيمنْ وعادتْ ملامحه بينما مؤيدْ وقفَ متسائلاً
ـ ما لذي حصلْ له ؟! .
ركضَ إليه مؤيدْ وأمسكَ بكتفه :
ـ هل أزعجكَ سلمانْ !
اكتفى أيمنْ بالإيماءِ برأسه بالنفي وسارَ تاركاً مؤيدْ يفكرُ بمشكلته .


عنوانَ الجزء القادم : :wardah:
[ كمنْ فقدَ حناناً ! ]


أتمنى أشوف ردودكم إذا أعجبتكم ~
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطرة ندى شمعة العمر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 31 06-23-2009 03:25 PM
صورة قلمية: الحصار يعصر غزة قطرة قطرة ... وابو الهول يبحث عن الكعك في شوارع المدينة عبير القدس مواضيع عامة 6 01-21-2008 07:33 PM
قطرة من عبرات ayman28850 محاولاتك الشعرية 0 01-07-2008 06:59 PM
قطرة عرق شفاء للعين mbn أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 06-20-2007 03:03 PM
قطرة........حليب alassiya أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-03-2007 03:40 PM


الساعة الآن 12:18 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011