الـــبـــ الــسابـــــــع ــــــارت -الجزء الاول-
(مفاجئات)

تذكير:

اخذت ضربات قلب توشيرو ترتفع، وهو يشعر ان جواب اهم تساؤلاته سيصله بأي لحظة، وقال:
- ولما هذا؟
قالت بصوت صاخب وبلكنة باردة ونظراتها تكاد تخترقه:
- لأن الحادث الذي تعرضت له عائلتها لم يكن عادياً.. كان جريمة قتل..!
.
.
.
شعر توشيرو بالدم يتجمد في عروقه، شُل تفكيره وكأن غشاء اسود حالك الظلمة قد غطى مقلتيه، شعر بصدره يضيق تدريجياً والحقد يتغلغل الى اعماقه، جريمة قتل؟! دمروا عائلتها وابعدوها عني من هم، وردد بلكنة قاسية ونظرات الحقد تتأجج في عينيه المشتعلتين:
- ساقتلهم بيدي هاتين سادمرهم كما دمروني ودمروها..
- وهل كنت تظن اننا سنترك الجاني وشأنه طيلة عامين؟
واعقبت بمرارة:
- لم تتوفر الادلة الكافية للوصول الى هوية الجاني.. وبحكم عمل والد ايانو فهناك كثير من المشتبهين بهم.. لم يكن بوسعنا سوى حماية آخر افراد العائلة ونقلها الى بر الامان..
كان توشيرو يصغي الى ما تقوله وكل ذرة في جسده تحرضه على الانتقام، كان يشد على قبضته الغاضبة، وانيابه قد انغرست في شفتيه، ليشعر بطعم الدم في فمه، اعجب ماكي تحول توشيرو امامها، فهذا كان الهدف من اخباره منذ البداية، تريد منه ان يبقى بجوار سيدتها الصغيرة ويكون الدرع الذي سيحميها والسيف الذي ستنتقم به لمقتل والديها، واخيراً قررت ماكي عدم اخفاء سر نسيان ايانو لتوشيرو، حتى تكون صدمته اقل من معرفته للامر بنفسه:
- هناك شيء آخر علي اطلاعك به..
وهل هناك شيء آخر سيعصف باوصالي اكثر مما سمعت؟ عدت وكلك اسرار دفينة ايانو، اخذت عيناه تراقبان ماكي التي كانت على وشك التفوه بالحقيقة التي ستدمي قلبه:
- يبدو ان ايانو-ساما كانت تفكر فيك وقت الحادث.. حسب كلام الطبيب فإن ايانو-ساما قد نست كل شيء عنك بعدما اجبرت عقلها على نسيان الحادث المروع الذي حل بها وبعائلتها واضطر عقلها ان يمحو ذكرياتك معه حتى لا تذكرها بالحادث..
عاصفة ثلجية، لا بل صقيع، اهو البرد القارس الذي جمد اوصاله الى حد الارتعاش؟ لقد نستني ايانو؟ انها لا تتذكرني؟ شعر بالاختناق وكأن الاوكسجين معدوم حوله، عسر تنفسه وعيناه تجوبان المكان بصدمة، دنت منه ماكي لترخي كفها على كتفه وهي تقول:
- اتمنى ان تبقى بجوار ايانو فأنت كل ما تبقى لها الآن..
وتركته عائدة الى ايانو، ارتطمت ركبتي توشيرو بعدها بالارض بقوة وكأن وقوعه من ظهر آكو لم يسبب له الماً كافياً، الجراح التي ترممت بعد عناقهما الطويل عادت لتفتح، قلبه الذي شفي اخيراً عاد لينزف دماً، وصخب الافكار التي تلاطمت في رأسه تكاد تدفعه للجنون، محبوبته الصغيرة لا تتذكره؟ اجبرت نفسها على نسيانه متروعة من الحادث الذي انتشل روح والديها عنها، وضع كفه على ثاهه يكبت شهقاته الحزينة، بينما اخذت الدموع تترقق من عينيه شاقةً طريقها على خديه المتوهجين، اخذ يبكي كطفل سلبت منه دميته، ازاح كفه ليغرسه في خصلات شعره ويبعدها عن وجهه وصرخ بنحيب:
- دوشتيي.. (لماذا؟)..
هل شروق الشمس كئيب في عادته؟ ام ان شروق الشمس في حياة توشيرو هو الكئيب؟




وفي المطعم الموجود في الطابق الثاني من المسكن، انواع كبيرة من الطاولات منتشرة هنا وهناك، الجدران الزجاجية الشفافة المطلة على ابهى المناظر في الخارج، السقف المزين بالرسومات ذات طابع العصور الوسطى ، بينما تتخلل هذه الرسومات الثريات العملاقة التي يتدلى منها الكرستال، كل هذا هناك حيث يتم تقديم ارقى المأكولات واشهاها، حتى تتناسب مع ذوق صغار العائلات المرموقة، كانت قوائم الطعام تختلف حسب الوجبات، وفي هذا الوقت يتم تقديم وجبة الافطار، قانون الاعتماد على النفس الذي غلف المدرسة لم يكن يشمل المطعم، حيث كان الطلاب يتخذون مقاعدهم، امامهم قائمة الطعام الالكترونية، كل ما عليهم هو الضغط على صور ما يودون تناوله، ليأتيهم الطبق بعد دقائق معدودة..
كان رين يجلس منفرداً بذاته وهو يتناول افطاره بشهية زائفة، يرغم نفسه على الاكل ليستمد الطاقة التي ستسمح له بمصارعة المرض للساعات الطويلة القادمة، لمحته ناتسومي جالساً فودعت صديقاتها وتقدمت نحوه، ستتناول الافطار مع من يشاركها المسرح هذه المرة، جلست على المقعد امامه ولوحت بيدها ووجهها الجذاب مكلل بابتسامة خلابة:
- اوهايو قوزايمس رين-كن.. (صباح الخير رين).. هل يمكنني الجلوس؟
كبح رين ابتسامة مشرقة من ان تعلو شفتيه، واستبدلها بابستامة صغيرة وهو يقول:
- اوهايو قوزايمس ناتسومي-سان (صباح الخير ناتسومي).. موتشيرون ديس (بالطبع يمكنك هذا)..
وضغطت ناتسومي بعض الصور على قائمة الطعام الالكترونية، وهي تقول بتساؤل:
- اذاً اين هو كيوشيرو-سان؟
- لا احب ان تقتحم خصوصيتي في المسكن.. سيوافني في قاعة الدراسة فيما بعد..
- سوكا (هكذا اذاً)..
وصل طلبها بعد قليل، ووضع النادل الطعام على الطاولة امامها لتبتسم بشهية، وقعت نظرات رين على طبق ناتسومي ليتفاجىء بأنها طلبت ذات طبقه:
- هل تفضلين تناول هذا الطبق؟
اطلقت ناتسومي ضحكة ناعمة وكأنها تعزف موسيقى مرحة، ليتراقص قلب رين عليها:
- حسناً سأعترف لك.. هذه اول مرة اطلب فيها هذا الطبق.. بدا شهياً عندما رأيتك تتناوله..!
لاحت اسارير البهجة على محياه، وتسلسل السرور الى داخله لوهلة، فضلت تناول طبق لم تجربه من قبل فقط لانها رأتني اتناوله! وسرعان ما اخفى كل هذا وقال بجمود:
- لا تجبري نفسك على تناوله ان لم يرضي ذوقكِ..
- سوري وا ايي ديس (لا بأس بهذا).. فذوقي ليس صعب الارضاء!
والصقت كفيها ببعض لتغمض عينيها وهي تردد:
- ايتاداكيماس.. (شكراً على الطعام- تقال في اليابان قبل البدء بتناول الطعام)..




انهيا طعامهما وانطلقا يمشيان الى وجهتهما الجديدة، جناح السنة الاولى حيث استوقفهم صوت فتاة تلهث ويديها على ركبتيها:
- ناتسومي-تشان.. نيتوري شيزو غا كاتيكتا.. (ناتسومي.. لقد عاد نيتوري شيزو)..
بدت ناتسومي متفاجئة جداً وظهر هذا جلياً في نبرتها حين هتفت:
- هونتوكا؟ (هل هذا صحيح؟)..
واعقبت بعد ان رأت الفتاة تومىء لها:
- الم يكن يصور فلماً في الولايات المتحدة؟
- يبدو انه انها تصوير مشهاده في الفلم قبل بداية العام الدراسي.. انه يطلب رؤيتك..!
لاحت ابتسامة رقيقة على ملامح ناتسومي التي لم تتردد في لقاء شيزو قبل بداية يومها الدراسي المتعب، لذلك قالت مودعة لرين:
- جا نيه رين-كن.. (اراك لاحقاً رين).. يجب علي الذهاب الآن سألتقي بك في النادي لاحقاً..
ولوحت له بيدها على عجل، واكملت مسيرها مع الفتاة التي اكملت كلامها باثارة:
- نيتوري شيزو سيدرس معنا في اوسترايا..!!
وخفت صوتهما شيئاً فشيئاً ليتلاشى عن مسامع رين، الذي راوده الشعور ذاته عند مفارقة ناتسومي له، مد قبضته ليطارد خيالها الا انه اعادها الى مكانها بسرعة رادعاً تهور مشاعره، من هذا النيتوري شيزو؟ اطلق تنهيدة مكنونة ليطرد كل ما يعكر مزاجه من جوفه، ودخل فصله بعد ان التقى بكيوشيرو، جلس على مقعده بهدوءه المعتاد، عكس ما يدور حوله من ازعاج وصراخ، جمع من الفتيات متراصات امام نوافذ الفصل الكبيرة وهن يشاهدن ما يحدث خارجاً، لمح ناتسومي تحدث شخصاً من خلف الزجاج، فخمن انه نيتوري شيزو، الفتى المشهور الذي احدث ضجة فور دخوله اوسترايا، قطع عليه شوتارو استرسال افكاره حين نطق بتفاخر:
- يوو.. مسياتو رين.. (اهلاً ميساتو رين).. اجل انا اعلم ان اسمك ميساتو رين..!
تمتم رين ببرود منزعج:
- هل اجريت بحثاً عني؟
قهقه شوتارو وضرب طاولة رين بخفة وحماس:
- ببساطة.. لا! ما بك نحن في الفصل ذاته.. وهذه اسهل طريقة لمعرفة اسمك..
جر شوتارو احد المقاعد بالجوار، ووضعه امام طاولة رين ليجلس عليه بطريقة معاكسة بينما تحدث وهو يشير لنفسه:
- سأسهل عليك عملية البحث.. انا ادعى يوو شوتارو..
- ومن قال لك بأنني مهتم بمعرفة اسمك..
- حسناً حتى ولم تكن مهمتاً اصبحت تعرف اسمي الآن..!
واكمل كلامه بنظرات حالمة:
- دعك من هذا الآن.. من هي تلك الجميلة التي كنت تجلس معها في المطعم..
حملق به رين والانزعاج باد على قسمات وجهه، ما باله هذا الفتى يتجسس علي.. بينما اردف شوتارو بعد ان احس بنظرات رين المنزعجة تخترقه:
- اه واروي ( اه اعتذر).. كانوجو ديس كا؟ (اهي حبيبتك)..
استساغ رين فكرة كون ناتسومي حبيبته، ما الذي افكر فيه؟ تعرفت عليها قبل بضعة ايام والآن اريدها حبيبة لي؟ وردد زاجراً بشوتارو ظاهرياً وبنفسه باطنياً وهو يوجه سبابته الى وجه شوتارو:
- ومن قال هذا.. اوماي (انت- بطريقة عير مهذبة).. لا تتدخل فيما لا يعنيك..
واشاح بوجهه، قال شوتارو باصرار محاولاً تحطيم الحاجز الذي امامه، حاجز مزاج رين الحاد:
- واكاتا وا(حسناً حسناً لقد فهمت)..
واشار الى احدى الفتيات في الفصل بيد واشار الى نفسه بيده الاخرى، ونطق بنبرة العاشق الحالم وافكاره نقلته الى عالم احلامه الوردية:
- مهما بلغت الفتاة التي جلست معها من جمال.. فهي لن تكون بلطافة فتاتي هناك..!
ارتعد بعدها شوتارو حين رأى نظرات الفتاة منصبة عليه وهو يشير لها، دب الرعب في اوصاله واخذ يلوح لها بسذاجة، لكن هذا لم يمنع الفتاة من الاقتراب منه، والتي لم تكن سوى اليس التي ضربت الطاولة امام رين وشوتارو بكلا كفيها، لتصدر صوتاً صاخباً يزيد من ارتعاد شوتارو:
- يوو شوتارو..!! هل كنت تتحدث عني؟ اخبرني ما الذي قلته لصاحبك..!
- ل..لم..لم اقل شيئاً.. صدقيني..
- وتكذب ايضاً..!! اخبرني والا..
قال شوتارو في محاولة لامتصاص غضبها وبلهجة سريعة متهورة:
- قلت له انني معجب بكِ..!
تسمر مكانه بعد ان سمع ما تفوه به فمه، معجب بها؟ ما هذا ما الذي فعلته ومن قال بأنني معجب بها!! وقال متداركاً الوضع وهو يلوح بيديه ببلاهة:
- اقصد انني كنت ابدي اعجابي بغناءك..! هه اجل بغناءك..!
وسمح لنفسه باطلاق ابتسامة خرقاء ليبعد الشكوك عن نفسه، استدارت اليس بعدها عائدة لمقعدها بالقرب من ميكوتو، وهي تمتم بغرور وتلعب بخصلات شعرها الاسود الحريري:
- هه بالطبع ستعجب بغنائي..
وتصنمت مكانها حين طرأ على ذاكرتها ان شوتارو معجب بغناء والدتها لا بغناءها، لتكمل طريقها والضيق قد تملكها من جديد، بينما قال رين بنبرة ساخرة والذي بدى مستمتعاً بمشاهدة العرض الحي امامه قبل قليل:
- اقلت انها لطيفة؟
- لن الوم سوى حظي السيء مع الفتيات!





بعد انتهاء الحصص الدراسية، خرجت ايانو من فصلها برفقة ماكي التي تحرك الكرسي والتي كانت ترتدي زياً مماثلاً للذي ترتديه ايانو، ابتعتدا عن جموع الطلاب، وامام النافورة العملاقة توقفتا، حيث اخذت اصابع ايانو الرقيقة تداعب الزهور المحيطة بالنافورة، تستنشق عبق الزهور الزكي، الذي ملأ روحها شعوراً بالراحة والسكينة، لم تدم هذه الراحة على محيا ايانو طويلاً حين قالت ماكي بلهجتها الرسمية المغايرة للهجتها في القاعة الدراسية:
- لقد اخبرته بكل شيء اوجوساما (سيدتي الصغيرة)..
هذه المهمة الاخيرة في استرداد توشيرو الى جانبها، قد تفشل وتٌلقى روح ايانو الى قاع هاوية الوحدة القاتلة، وقد تنجح وتُبعث روح ايانو لتحلق مع الطيور في سعادة، ردت على ماكي بهدوء ظاهري وجوفها محشو باشواك الحزن الدامية:
- وكيف تلقى الخبر؟
- يستوجب عليكِ مقابلته لنعرف النتيجة اوجوساما ..
رفعت مقلتيها الزرقاوتان الى صفحة السماء الصافية، داعب وجنتيها نسيم الربيع الذي حمل في جعبته روائح الزهور العطرة وبعض من قطرات الندى الباردة، لتتمتم برجاء يتخلله الأمل:
- لن يتخلى عني.. صحيح؟





خرج لتوه من مسكن الطلاب وهو يطلق العنان لساقيه في الرواق الذي يجمع بين مسكن الطلاب والطالبات، استوقفه حديث مارجريت مدبرة المسكن ذات الجسم الممتلىء والابتسامة الحنونة:
- ايدن!
كاد ان يتعثر لولا ان اخذ يقفز على ساقٍ واحدة حتى استعاد توازنه وتقدم نحوها وهو يحييها بالايطالية:
- مرحباً مارجريت..
اخذته بالاحضان حتى كادت تسحقه بين يديها، ولم يبعدها عنه سوى صوت سعاله المخنوق، لتتكلم بسعادة غامرة وبلغة ايطالية:
- لقد افتقدتك كل هذه المدة.. تعال لتناول الكعك الذي اعددته قبل قليل..
داعبت حنيتها المفرطة مشاعره حتى كاد يوافق على الذهاب معها ونسيان الامر المهم الذي دفعه للجري في اروقة المسكن، اشار لها بيده مودعاً وقال بلغة ايطالية هو الآخر:
- لدي امر مهم انجزه الآن.. اتمنى ان تتركي لي بعض الكعك سآتي لتناوله فيما بعد!
وعاد ليطلق العنان لساقيه وعيناه على بوابة المسكن، حدث كل هذا على مرأى من هيميكو وايومي التان خرجتا من مسكن الطالبات قبل قليل والتان استوقفهما المشهد الذي حدث امامهما عن الخروج، استغربت هيميكو اللغة التي تحدث بها ايدن، لم تكن يابانية بالطبع! اذاً ماذا كانت؟ طرأ على بالها ان مارجريت ايطالية الاصل، لذا حزرت ان ايدن كان يتحدث الايطالية:
- هل كان الرئيس يتحدث الايطالية قبل قليل؟
- سو دا يو.. (هذا صحيح)..
الا ان الجواب الذي اتاها لم يكن صادراً من ايومي المقابلة لها، بل من نوريكو المارة بالجوار والتي دفعها ما سمعته للاجابة:
- لقد سمعت حديثكما بالصدفة..
رحبت بها هيميكو وايومي باحترام، لتعقب هيميكو بعدها بنظرات تأمل ويتراآى لها ايدن الذي كان يتحدث الايطالية في مخيلتها:
- يبدو ان الرئيس يحب تعلم اللغات..
لم تستطع نوريكو كبت ضحكتها التي ادت الى استنكار هيميكو:
- ايدن يتعلم اللغات؟ كم هذا مضحك..
وما ان تلاشت ضحكتها حتى ازالت الدموع التي فلتت من عينيها براحة يدها لتكمل:
- ايدن هو اكثر شخص يكره تعلم اللغات.. فهو لا يجيد سوى اليابانية والايطالية بما انهما لغتاه الام..!
تضاربت الافكار في عقل هيميكو، وجالت عبارة نوريكو الاخيرة في عقلها تبحث عن تفسير، حتى سكنت هيميكو عن الحركة وصدرت منها شهقة بسيطة مندهشة:
- اتقصدين ان الرئيس...؟
لتكمل عنها ايومي ببساطة:
- نصف ياباني ونصف ايطالي..!
فتوجه هيميكو نظراتها لايومي التي تحدثت اخيراً:
- هل كنتي تعلمين هذا مسبقاً ايومي-تشان؟
اومأت لها ايومي، وتدخلت نوريكو موضحة:
- اعتقد انكِ علمتي عن هذا الامر من هيكارو.. اليس هذا صحيحاً هانازونا ايموتو (الاخت الصغرى هانازونا- وهنازونا اسم عائلة ايومي وهيكارو)..
- سو ديس (هذا صحيح)..
- في الحقيقة قليلون هم من يعلمون عن امر ايدن بسبب ملامحه التي لا تبدو ايطالية البتة.. والسبب الآخر انه لا يتحدث بالايطالية كما كان يفعل في السابق..
تحرك فضول هيميكو الكبير لترضيه بقولها:
- الهذا سبب معين؟
- بسبب تخلي والدته الايطالية عنه..
تخلي والدته عنه؟ تحولت نظرات هيميكو للحزن جراء انجرافها في تيارات التعاطف التي اغرقت مشاعرها في نهر الحزن الذي نشأ منه ايدن، حتى الرئيس كان يعاني في حياته؟ يبدو ان الرئيس جعل من مهمة اخفاء الشخص لمشاعره الحقيقة امراً سهلاً بعد معاناته طويلاً، قاطعت نوريكو سلسلة افكار هيميكو حين قالت:
- هل انتما متفرغتان الآن؟
جاءها صوت ايومي وهيميكو التان قالتا معاً:
- هاي (اجل)..
- اذاً تعاليا معي فأنتما الانسب لهذه المهمة..!
بانت علامات الاستفهام على قسمات وجه الفتاتين التان تبعتاها في محاولة لاستكشاف ماهية "المهمة"..




صرخ ايدن بحماس طفولي حين رأى ذلك الشخص:
- كايجو..! ( ايها الرئيس)..
ازاح ذلك الشخص النظارات الشمسية عن عينيه وهتف بذات الحماس:
- بوكو نو كاوايي كوهاي! ( كوهاي عكس سينباي- كوهايي اللطيف!)..
وانخرطا في عناق اخوي بعدها، ثم قال ذلك الشخص وهو يتصنع البكاء بطريقة كوميدية:
- كيف لك ان تناديني بالرئيس يا سارق لقبي الحبيب..!
فوجه له ايدن له لكمة بمزاح:
- الست انت اول من رشحني لهذا المنصب تاتسويا-سينباي؟
وادخل تاتسويا اصابعه بين خصلات شعر ايدن واخذ يبعثرها بفوضوية:
- هذا صحيح يا خليفتي العزيز..!
ابعد ايدن كف تاتسويا بانزعاج فتسريح شعره ليس بالامر السهل:
- توقف عن هذا.. لم اعد طفلاً ..!
- اهذا كلامٌ يقوله الشخص الذي صرخ..
واخذ تاتسويا يقلد ايدن عند رؤيته له قبل قليل بطريقة فكاهية مبالغ بها:
- كايجو..!!
واكمل بلكنته المعهودة:
- عند رؤيته لي..!
لم يستطع ايدن ردع نفسه من الضحك على تقليد تاتسويا الساخر له وهو يتمتم بين ضحكاته:
- انت تبالغ..!!
واردف بعد ان توقف عن الضحك وعاد تنفسه لانتظامه:
- لماذا لم تتصل بي فور وصولك للمطار؟ كنت سآتي لاصطحابك..!
- وهل تظن انني سأسمح لصورتك بالظهور مع صورتي في صفحات الجرائد الاقتصادية..!
وشكل مربعاً كبيراً بيديه وهو يقول بغرور:
- عودة وريث الملايين يامازاكي تاتسويا الى اليابان..!
بينما قال ايدن بضحكة ماكرة:
- سببك مقنع.. فانت تخشى على معجباتك المسنات ممن يقرأن الجرائد الاقتصادية ان يملن لي انا..
وشكل مربعاً كبيراً بيديه هو الآخر وقال:
- كاتسوراقي ايدن وريث المليارات..!
وانغمسا في ضحك هستيري، حتى قال تاتسويا بلهفة:
- اذاً اين هي فتاتي؟
- هل نبدأ الخطة الآن؟
- اجل فأنا اتحرق شوقاً لرؤيتها..!





في ساحات الفروسية الشاسعة، يقف على مقربة من فرسه ورغبة عارمة في امتطاءه قد اعتصرت دواخله، الا انه ممنوع من ذلك بسبب اصابة كتفه، يده السليمة تعانق آكو الفرس الممييز باللون الاسود القاتم المماثل للون شعر فارسه، اخذ يناجيه ونظراته التائهة تبحث عن مخرج، مشاعره المتضاربة اختلجت مع خوفه من فقدانها من جديد، احس باحدهم يقترب منه مقاطعاً خلوته، فاذا بها هي الشخص الذي انهك عقله بالتفكير، كانت تقترب منه وهي على كرسيها المدولب، وعلى فخذها كتاب كبير، نظراتها مبهمة الا انها منصبة نحوه حتماً، زحزح نفسه عن آكو، وتمتمت هي بنبرة حاسمة:
- حانت لحظة المواجهة..




يااه واخيراً بارت تظهر فيه جميع الشخصيات الرئيسية :ha3:

الاسئلة:

- رأيكم بمفاجئات البارت؟
- ما هي المهمة التي ذكرتها نوريكو؟
- كيف ستكون لحظة المواجهة بين "توشيرو" و "ايانو"؟
- ما هو افضل مقطع في هذا البارت؟ وما هي افضل شخصية؟
- ما هو رأيكم في البارت بشكل عام؟

لقاءنا في الجزء الثاني من البارت