عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2012, 12:37 PM
 
Thumbs up سمير الجمل يكتب.. الانتصار العظيم (الحلقة الثالثة) الشاذلي بين مطرقة "السادات" و سندان "مبارك"

القاهرة 05 اكتوبر 2012 الساعة 10:22 ص

حلقات يكتبها : سمير الجمل


من هزيمة 1948 في فلسطين تعلم الضابط الشاب الملازم سعد الشاذلي الدرس العظيم وكان له أكبر الأثر عندما تولي رئاسة أركان الجيش المصري في حرب اكتوبر 1973. وبما خرج به من الهزيمة كان هو مهندس النصر العظيم والمخطط الأول له الذي حسب لكل شيء حساباته الدقيقة.. بالعلم والخبرة والتدريب والأهم من ذلك أن الجيوش العربية لو توحدت تستطيع أن تقهر عدوها مهما تحصن بغيره وبمعداته لأن عقيدة القتال لها مفعول السحر.

وقد استقرت في وجدان الضابط الشاب حالة عداء دائمة للدول الصهيونية التي تمر تأسيسها علي اغتصاب حقوق الأبرياء واستخدمت التصفيات العرقية والإرهاب في ترويع وتهجير السكان الأصليين. باختصار هي دولة الشر الأولي التي تقوم علي الغدر والقهر والسطو. وكما قال جمال عبدالناصر: إن كفاح الشعوب لا يتوقف ولا يستقر عند نهاية إنه طريق بعيد المراحل كلما بلغ الشعب منه مرحلة لاحق أمامه في المني مراحل.
في قصر عابدين قال لقائد الحرس الملكي:

أرفض الراحة وأبحث عن المتاعب
إلي فلسطين علي بركة الله إما النصر.. أو الشهادة
بعد أن انتهت حرب فلسطين وعادت الجيوش منها وبعد أن أفلت ناصر من حصار الفالوجا. لم يضيع الوقت فقد أدرك أن تحرير فلسطين يجب أن يبدأ أولاً من القاهرة وهو ما آمن به الشاذلي مبكراً أيضا وظل مؤمناً به إلي نهاية حياته ودفع لذلك ثمناً غالياً من التجاهل والنفي والسجن.
في نفس البيت الذي يسكنه الشاذلي جرت حركة غير عادية في الطابق الأعلي الذي يسكنه جمال عبدالناصر أنها زيارة مفاجئة وغير مرغوبة فيها قام بها الفريق عثمان المهدي رئيس أركان الجيش ومعه مجموعة من ضباط البوليس الحربي وكان الهدف القبض علي جمال عبدالناصر وبعد تفتيش بيته لم يجدوا سوي بضع طلقات فقد كان حريصاً للغاية ومع ذلك تم اصطحابه إلي دولة ابراهيم عبدالهادي باشا رئيس مجلس الوزراء والحاكم العسكري العام ووجهت إليه تهمة التعاون مع الإخوان وتدريب بعض الشباب منهم علي السلاح ولا يعرف جمال كيف كان صبوراً علي هذه المناقشات.. وخشي عبدالهادي أنه هو أمر باعتقال جمال المحجوب بين زملائه أن يشتعل الموقف وتأتي الرياح بما لا تشتهي سفينة الحكومة في هذا الوقت بدأت تتضح معالم قيادة الضباط الأحرار كما يقول السادات واستثمروا وجودهم بالقاهرة.. جمال الذي كان يحمل رتبة الصاغ ويعمل كمدرس بمدرسة الشفور الإدارية للجيش. وعبدالحكيم عامر بمدرسة المشاة.

وزكريا محيي الدين المدرس بالكلية الحربية. وصلاح سالم. وظهرت الملامح الأولي للضباط الأحرار الذين وضعوا لأنفسهم عدة أهداف واضحة منها القضاء علي الاستعمار الأجنبي وأعوانه من الخونة المصريين. وتكوين جيش وطني وحكم نيابي سليم.. وكان قانونهم السرية المطلقة وتخصيص ضابط من كل سلاح يتولي شئون الخلية التي تعمل بعيداً عن الخلايا الأخري وتكليف كل ضابط بتقديم تقرير أسبوعي عن مجموعته ومن هنا اختلطت الأوراق علي بعض المؤرخين حول الضباط الأحرار.. خاصة قبل الثورة. حيث يلتقي الضابط بزميله في التنظيم وهو لا يعرف ولا زميله أيضا ومن هنا لعبت السرية دورها في نجاح التنظيم. ومن هنا اختلفت الآراء بعد ذلك حول انضمام فلان إلي الضباط الأحرار من عدمه الذي جاء في منشورها الأول بضرورة ضم أعضاء جدد كل أسبوع وهو ما يعني توسع الإعداد بعد أن بدأت الخلايا خماسية أي من خمسة أعضاء.. ثم يصبح كل عضو منها نواة لخلية جديدة.

وبدأ التحرك لمواجهة القصر ومخابراته الخاصة.. وكذلك قيادة الجيش وتحرك صلاح سالم لكسب ثقة حيدر باشا وزير الحربية وتحرك السادات كما يقول داخل القصر عن طريق الدكتور يوسف رشاد.

وهنا يجب الوقوف في نقطة مهمة للغاية فقد هاجم البعض الشاذلي واتهموه بالانضمام إلي الحرس الحديدي الذي أنشئ في الأربعينيات لخدمة القصر والملك. وانتهزوا في ذلك وجود الشاذلي كضابط بالحرس الملكي. ويكشف الأمر بوضوح ويعترف للإعلامي أحمد منصور في قناة الجزيرة وفي برنامج شاهد علي العصر.. حيث قال:
- لم يكن لي علاقة بالحرس الحديدي بل انني لم أعلم بأمره إلا بعد قيام ثورة 23 يوليو. وعندما سأله منصور إن كان الانضمام إلي هذا الحرس جريمة أم أنها خدمة يفخر بها الضابط؟!

فقال الشاذلي:
عندما كان التنظيم يقوم بتصفية الانجليز وقتلهم فإن ذلك أمر مشرف لكنه عندما يصفي خصوم الملك فإنه لا يشرف. وقد حدث ذلك مع أمين عثمان وزير الخارجية في حكومة الوفد في عام 1946. وقد كان عثمان مكروهاً من جانب الجماعات الوطنية المختلفة لأنه وصف علاقة مصر بانجلترا بأنها زواج كاثوليكي.
وقد لعب يوسف رشاد دوراً بارزاً في تكوين الحرس الحديدي بمجموعة أصدقاء وكانوا يسهرون في منزله من صغار ضباط الجيش وقد كلفهم باغتيال مصطفي النحاس وأمين عثمان.
وأحضر أحد أفراد الحرس سيارة مطافئ وانطلقوا ناحية منزل النحاس واقتربوا من البيت وأطلقوا النيران بالفعل وفشلت المحاولة ثم في مرة أخري أحضروا سيارة حملوها بالديناميت وقادها الضابط مصطفي كمال صدقي وتركوها أمام منزل النحاس وانفجرت بعد ربع ساعة ونجا النحاس مرة أخري رغم أن الشظايا التي تطايرت كسرت زجاج غرفة نومه.. واعتبر الناس أن النحاس رجلاً مبروكاً وأكد هذا الكلام جمال عبدالناصر الذي قال لأنور السادات:
يبدو أن النحاس من أولياء الله ومن يظلمه لا يكسب!. ويكشف المؤلف سعيد جاد في كتاب "الحرس الحديدي" كيف أن بعض أعضاء هذا الحرس تلونوا وتغيروا بعد ثورة يوليو ومنها حسن عبدالمجيد وخالد فوزي وقد عينا بعد سفيرين لمصر بالخارج.. وأصبح مصطفي كمال صدقي مناصراً متطرفاً للثورة. ثم انقلب عليها وحوكم بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وتزوج تحية كاريوكا ثم مات في إحدي المصحات النفسية.. أما سيد جاد نفسه وهو أحد أعضاء الحرس الحديدي فقد قبع في السجن عدة شهور ثم عمل بالمحاماة فترة وجيزة ولم يحقق نجاحاً.
وهكذا تثبت كل الوثائق والكتب التي تناولت قصص الحرس الحديدي بما في ذلك الوثائق البريطانية أن سعد الشاذلي لم يكن له صلة من قريب أو بعيد.
صفحة جديدة
ولأن جمال عبدالناصر بدأ الانشغال بالثورة علي القصر والنظام في فترة تقارب فيها مع الشاذلي عسكرياً والسكن الواحد. وكذلك حب الوطن والرغبة الصادقة في تحريره من الاستعمار. والإيمان المطلق بالقومية العربية والحب المشترك لكتابات أحمد حسين وإحسان عبدالقدوس وفي حوارات طويلة جمعت بين الرجلين كان الوطن حاضراً.. وبعد ما جري في فلسطين اتجه الكثير من الضباط بشكل أو بآخر إلي السياسة بعضهم انضم إلي منظمة سرية "حدتو" التي ضمت اليساريين وبعضهم الآخر انضم إلي الإخوان المسلمين.. فعلوا ذلك تمرداً علي القصر والحكومة والاحتلال.
وعندما أصدر الرئيس أنور السادات قراراً بمنح معاش خاص تكريمي ل 168 ضابطاً كانوا ضمن تنظيم الضباط الأحرار وخلت القائمة من اسم الشاذلي وهو دليل قاطع علي أنه انضم فقط لهذا التنظيم بطريقة شفهية أو أمسك العصا من المنتصف خوفاً من كشف التنظيم رغم تعاطفه معه. وهو قول مردود عليه بإجابة بسيطة للغاية.. إذا رجعنا إلي تاريخ قرار السادات وهو عام 1972 ووقتها كان الشاذلي رئيساً لأركان حرب الجيش المصري أي أنه في الخدمة. وبالتالي لا يحتاج إلي معاش.. بدليل أن القائمة خلت من بعض الاسماء الكبيرة المعروفة في تنظيم الضباط الأحرار لأن لهم وضعية سياسية خاصة وفي غني عن المعاش.
وعند الشاذلي أدلة أخري!!
سر الابتعاد
لا يعترف الفريق سعد الدين الشاذلي بالإنسان الكامل. فهو يستطيع كما يري المزايا أن يكتشف العيوب وغالباً ما يبدأ ذلك مع نفسه.. وقد يأتي هنا السؤال: كيف كان الشاذلي قريباً من جمال عبدالناصر. ومع ذلك لم يظهر بين الضباط الأحرار بعد قيام ثورة يوليو 1952 وكان من بينهم؟.. وإذا كانت السرية قد فرضت عليه ذلك.. فلماذا لم يتم تصعيده ومنحه المناصب مثل غيره؟
من يسأل هذا السؤال حتماً لا يعرف طبيعة الفريق الشاذلي الذي لا يجب أن يزاحم غيره علي منصب أو موقع. لكن يجب أن يأتيه هذا المنصب إلي حيث يكون. ومن يقرأ سيرته جيداً يدرك هذا. وكم كلفه الكبرياء الكثير إلي حد المبالغة. ولكن هذا هو قدر الأبطال بل إنهم أحياناً من يدفعون الثمن لأنهم رفضوا الاستسلام لمنطق الخضوع للأمر الواقع وحاولوا حتي الموت أن يثبتوا بأن الحياة لا توهب إلا بقدر التآلف والانسجام والموت. والنصر لا يتحقق إلا بالاعتراف المر بالهزائم. لكن للسياسة حساباتها التي تصطدم بالعسكرية. وأنا لا أريد أن أكشف أوراق الفرصة المثيرة مبكراً لأنها تمثل الذروة الدرامية في رواية الكبرياء وبطلها الشاذلي.. لكننا لن نبتعد عنها كثيراً.
وفي الأشهر القليلة قبل الثورة مباشرة كان الضابط الشاب سعد الشاذلي منتظماً في دورة دراسية لأركان الحرب وكان الضابط "معروف الخضري" مسئول الخلية التي تضم الشاذلي مع الضباط الأحرار. يعرف هذا وبالتالي لم يكلفه بشيء لعلمه بانشغاله بتلك الدورة التي تحتاج إلي تفرغ وهي مهمة حداً في الميدان العسكري.
ويكشف الشاذلي كيف أن جمال عبدالناصر كان هو قائد الثورة ومحركها الأول بعكس ما قيل عن استخدامه للقائد محمد نجيب كستار ثم الانقلاب عليه ولك أن تسمع القصة من أنور السادات كما رواها في حلقات نشرتها جريدة "الجمهورية" وقت أن كان هو مديرها العام الأول.
** في عام 1950 كنا قد اكتملنا من حيث التنظيم الداخلي والخلايا والمخابرات وبدأنا نفكر في تحديد ميعاد الثورة وقررنا أن أمامنا خمس سنوات علي الأقل لكي تكتمل قوتنا وبما يجلعنا كضباط أحرار نستطيع أن نتغلب علي الملك والاستعمار. لكن السياسة لا تستقر علي حال. ولذلك عدلنا الفترة الزمنية إلي ثلاث سنوات والسبب في ذلك ما جري من حزب الوفد وقد كانت الحسابات تعول عليه دوراً كبيراً لكنه هادن القصر مما تحول إلي صدمة لدي الشعب ويعترف السادات بأنه كان يتحرك بصعوبة بعد خروجه من السجن علي إثر قضية مقتل أمين عثمان. وفي عام 1951 تم نقل صلاح سالم وعبدالحكيم عامر والسادات إلي سيناء وجمال سالم إلي العريش وكان لابد للبحث عن رئيس يجمع شتات الضباط وقد تفرقت بهم السبل علي هذا النحو وبالإجماع تم انتخاب جمال عبدالناصر.. وفي نفس الاجتماع تقرر اختيار اللواء أركان حرب محمد نجيب قائداً للحركة يوم تنفيذها فهو من كبار الضباط وشخصية محبوبة. ولكن هذا القرار ظل سراً لا يعرفه اللواء نجيب. وكان عبدالحكيم عامر هو الذي عمل معه ورأينا أن يكون هو همزة الوصل بينه وبين البكباشي جمال عبدالناصر بعد عودته من الفالوجا. وكان عبدالحكيم أيضا قد تم تكليفه بعمل ما يسمي "تقرير حالة" أو "تقدير موقف". وقد جاء فيه أن الحركة تستطيع أن تنفذ مخططه في أول فرصة تحين لها. وكان جمال قد قام بجولة داخل العديد من وحدات الجيش للوقوف بنفسه علي ما يحدث. وفي نفس الوقت جرت اتصالات مع الوفدي الكبير فؤاد سراج الدين. وجاءت انتخابات نادي الضباط لتكون أول اختبار لتحركات الضباط الأحرار واستشعر القصر بذلك فأعلن تأجيل الانتخابات حتي ضغطت الحركة ونجحت.
وقد أكد الفريق الشاذلي في أحاديث عديدة أن جمال عبدالناصر هو العقل المدبر للثورة قولاً وفعلاً.. لذلك أعلن عن تأييده للثورة. وكان طبيعياً أن يعرض جمال بعد أشهر قليلة من الثورة علي الفريق الشاذلي أن ينضم إلي جهاز المخابرات بعد إعادة تنظيمه. لكنه طبقاً لشهادته ثم شهادة زوجته فيما بعد السيدة زينات السحيمي اعتذر عن قبول العرض مفضلاً الاستمرار في الخدمة داخل القوات المسلحة.. وهنا يوضح الكاتب مصطفي عبيد ويفسر هذا الأمر في كتابه "العسكري الأبيض" فيقول:
جهاز المخابرات كان قائماً في مصر تحت مسميات أخري لكنه لم يتحول إلي جهاز حقيقي مهمته الدفاع عن الأمن القومي إلا بعد الثورة ومن الثابت تاريخياً أن عبدالناصر أوكل مهمة إنشاء الجهاز لزكريا محيي الدين وفيما بعد شهد الجهاز نهضة كبيرة خلال عهد صلاح نصر الذي حقق من خلاله كثيراً من العمليات الناجحة قبل أن يقال ويقدم للمحاكمة بتهمة الانحراف بعد نكسة يونيو .1967
ولا شك أن ذلك يدفعنا إلي استنساخ أن قرار الشاذلي بالاعتذار عن العمل في ذلك الجهاز كان في محله لأن طبيعة الشاذلي نفسه طبيعة أخلاقية أقرب إلي التدين والالتزام ولا تتوافق مع أفكار ومبادئ الاستغلال والتجسس والوشاية وانتهاك حقوق الإنسان.
كان الشاذلي كاشفاً للحياة العسكرية ومحباً للعلوم البحرية وكان يري أنه يمكن أن يقدم خدمات جليلة للوطن من خلال القوات المسلحة لذا كان عبدالناصر حريصاً علي تكريمه وتقديره ومساندته داخل الجيش المصري الذي بدأت شهرته وقدراته تتسع بعد نجاح مجلس قيادة الثورة في الاستثار بجميع شئون الحكم بعد أزمة مارس الشهيرة في عام .1954
ولنا هنا وقفة مهمة بطلها الدكتور ثروت عكاشة أحد الضباط الأحرار من سلاح الفرسان ورائد الثقافة المصرية في مستهل الثورة. حيث يرشدنا إلي كتاب "قائد البانزر" للألماني الجنرال هاينز جوديريان. وهو من أبرز القادوة وأحد صانعي التاريخ العسكري من خلال فكرة المبتكر في استخدام المدرعات.. وسنجد أن الشاذلي كما لو كان قرأ الكتاب وحفظه. حيث يقول الجنرال إن أفضل المزايا التي تخلق القائد العسكري العظيم أولها دقة الملاحظة وعمق التحليل وسرعة الرد والثقة بالنفس والقدرة علي مفاجأة الخصم وإبقائه في حالة اضطراب تنتهي به إلي الشلل. هذا إلي جانب قدرته علي تعميق المودة بينه وبين جنده وتحريك إعجابهم والتأثير فيهم بما يحفزهم لبذل أقصي جهد ممكن. ويذكر الدكتور عكاشة أن الجنرال الألماني كان شديد البراعة في التحاليل علي جعل المستحيل ممكناً إذ كان واسع الخيال في الإفادة مما لديه من معدات بإدخال تحسينات علي بعض الأسلحة أو تطويرها والإسراع بتجربة ابتكاره. وهو الأمر الذي لم يقدم عليه قائد عسكري من قبل إذا كان ذلك قد وكان للإخصائيين المدنيين والعسكريين وأنا أتمني من القارئ الكريم أن يحتفظ بتلك الأسطر في ذاكرته لكي يعرف عندما نصل إلي رئاسة الشاذلي لأركان حرب الجيش المصري كيف انطبقت عليه كافة شروط الجنرال الألماني بل وزادت.
ويضيف عكاشة: وبقدر أن نجد في التاريخ مبتدع فكرة تسنح له الفرصة كي يضع نظريته موضع التنفيذ والتطبيق ولقد كان لجو ديريان من القدرة علي التخيل الإنشائي والطاقة الديناميكية والجسارة في استغلال الفرص التي تسنح له ما هيأ له أن يخرج علي العالم بنتائج ثورية في فن الحرب. ومما أثار دهشتي أن وجدت بين ثنايا الكتاب اسم الجنرال "مونزل" يتكرر في أكثر من موضع موشي بالثناء عليه من قائده الأعلي فزادني هذا إعجاباً به وعدت استفسر منه تفصيل ما ذكر في الكتاب عنه مجملاً وإذا بي أجدني مسوقاً إلي ترجمة هذا الكتاب إلي العربية بعد أن وجدت فيه من الدروس ما ينبغي أن يستفيد منه كل مقاتل في قواتنا المدرعة وقدمته إلي القوات المسلحة التي تولت طبعه ونشره وظهرت طبعته الأولي عام 1960 في جزأين ضخمين مزودين بالخرائط بعنوان "قائد البانزر".
وكنت قد قرأت فيما قرأت شيئا عن القائد الغولي "جنكيز خان" مما كتب في العربية لابنه الأثير وابن الفرات ومحمد بن القسوي ثم علاء الدين الجويني وعبدالله بن فضل الله. ولقد كان يعوز بعضهم حديث لا يعرفونه ويملي علي بعضهم الآخر ويحملونه فأصابوه في شيء وأخطأوا في أشياء. وفي ظل هذه البحوث الإسلامية نشأت محاولات غربية ما أشك في أن هذا التراث الشرقي كان مادتها الأساسية فكانت بعض هذه المحاولات ترجمة لما كتب في العربية وبعضها تأليف استبعد فيه بتلك المادة العربية ورأيت في جنكيز خان صورة من الفتوة العارمة التي لا تأبه للشدائد والعنف الصاخب الذي يستهين بالمصاعب.
حالة بديغة
أن تجتمع الثقافة مع روح الانضباط العسكري إلي جانب الروحانيات والتمسك بالأخلاقيات تكون النتيجة دائماً قيادة رشيدة وطنية عرفنا عن جمال عبدالناصر أنه العاشق للقراءة وقد كانت له محاولات عديدة في الكتابة الأدبية والسياسية. منها قصة "ثمن الحرية". وكتاب "فلسفة الثورة". وكان السادات فصيحاً وخطيباً وتولي إدارة مؤسسة دار التحرير "الجمهورية" وله أكثر من كتاب. والفريق الشاذلي كان حريصاً في مستهل حياته أن يقرأ كل ما يكتب "أحمد حسين" في مصر الفتاة وكذلك كتابات إحسان عبدالقدوس. إلي جانب ذلك درس الكثير من العلوم العسكرية في أمريكا والاتحاد السوفيتي وكان حريصاً علي متابعة كل مستجدات العلوم العسكرية. وله عدة مؤلفات وختم القرآن الكريم عدة مرات في سجنه الذي فرضه عليه الرئيس السابق مبارك. وهو أول قائد كان يتواصل مع جنوده بشكل مباشر فلما اتسعت الدائرة وشملت الجيش المصري كله بعد أن تولي رئاسة الأركان كان يصدر تباعاً كتيبات يخاطب فيها رجال الجيش من ضباط وجنود أولاً بأول ومازال بعضهم يحتفظ بتلك الكتيبات التي كان لها أبلغ الأثر في رفع الروح المعنوية والعبور من إحباط الهزيمة إلي آفاق النصر.
والآن نسأل كيف لقائد أن ينفتح علي المدرسة الأمريكية العسكرية ثم المدرسة السوفيتية وهي علي النقيض منها ثم يرتد إلي بلاده مصرياً خالصاً؟!

نقلا عن الجمهورية
http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=18711
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سمير الجمل يكتب.. قصة البطل الحقيقي لحرب أكتوبر "سعد الدين الشاذلي " بين مطرقة "السادات" و سندان "مبارك" (الحلقة الرابعة 4 ) الجيش المصري يستعرض في وسط البلد..قبل مهزلة حرب فلسطين yousrielsaid أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 10-07-2012 12:26 PM
سمير الجمل يكتب.. قصة البطل الحقيقي لحرب أكتوبر: (الحلقة الثانية) سعدالدين الشاذلي بين مطرقة "السادات" وسندان "مبارك" yousrielsaid مواضيع عامة 0 10-04-2012 02:37 PM
سمير الجمل يكتب.. الشاذلي بين مطرقة "السادات" و سندان "مبارك" تلخص مسيرة الفريق سعد الدين الشاذلي.. كل الحروب العربية.. yousrielsaid مواضيع عامة 0 10-04-2012 12:30 PM
الحلقة الثالثة من برنامج :: ففروا الى الله :: " تارك الصلاة " للشيخ " محمد الزغبي " ! Nicemoody خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 06-27-2010 01:17 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011