عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. عيون الاقسام المخفية.•°`¯)}§¢¤~ > معلمين و معلمات (كاد المعلم أن يكون رسولاً)

معلمين و معلمات (كاد المعلم أن يكون رسولاً) قسم خاص بالمعلمين, المعلمات في الوطن العربي , اساليب التدريس, اخر المستجدات التعليميه, تحضيرات للمناهج الدراسيه في جميع المواد, باوربوينت, وورد, برامج تهم المعلم.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-29-2012, 12:07 AM
 
موضوع تعبير عن الأمانه <<<منقول (:



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الأمانة ثلاثة أنواع؛ :
أيها الأخوة المؤمنون، مع الدرس الواحد والعشرين من دروس: "آيات الأحكام"، والآية اليوم هي قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾
[ سورة النساء : 58 ]
أيها الأخوة الكرام، هذه الآية أصل في موضوع الأمانة، الأمانة شيء وضع بين يديك، وأنت مخير إما أن تحسن وإما أن تسيء، شيء وضع بين يديك إما أن تعطيه حقه أو ألا تعطيه حقه، هذه حقيقة أساسية في الأمانة.
العلماء قالوا: الأمانة ثلاثة أنواع: أمانة متعلقة بالإنسان، وأمانة متعلقة بالله عز وجل، وأمانة متعلقة بالآخرين، أي أمانة هي حق الله، وأمانة هي حق نفسك، وأمانة هي حق الآخرين، لنبدأ بالأمانة المتعلقة بحق نفسك.
الأمانة :
أول شيء: الله عز وجل جعل نفسك التي بين جنبيك أمانة بين يديك، فإما أن تعرفها بربها، وتحملها على طاعتها، وعلى التقرب من الله عز وجل، فتسعدها في الدنيا والآخرة، الأمانة كما يفهمها الناس تعني: إنسان وضع عندك مبلغ من المال، ثم جاءك بعد حين وطالبك بالمبلغ، هذا فرع صغير من فروع الأمانة، أودع عندك مال، لكن مفهومات الأمانة واسعة جداً لدرجة أنها تشمل الحياة كلها، لذلك جاء قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ ﴾
[ سورة النساء : 58 ]
الأمانات جمع، معنى ذلك نفسك أمانة، ابنك الذي أناطه الله بك أمانة، ابنتك التي جعلك الله عليها قيّماً أمانة، حرفتك التي ترتزق منها أمانة، فإما أن تنصح المسلمين وإما ألا تنصحهم، طبك أمانة، هندستك أمانة، تدريسك أمانة، أي عمل على الإطلاق أمانة، بل إن الطرف الآخر يعد هو الأمانة، فالطالب بين يدي معلمه أمانة، إما أن تعلمه وإما ألا تعلمه، إما أن تهذبه وإما ألا تهذبه، إما أن ترفق به وإما أن تقسو عليه، إما أن تثني عليه فترفع معنوياته وإما أن تحطمه، الطالب أمانة، الموكل عند المحامي أمانة، المريض عند الطبيب أمانة، الجندي عند قائده أمانة، الشاري عند البائع أمانة، إما أن تغشه وإما أن تنصحه، وقد تنصحه بالبضاعة وتغشه بالثمن، المواطن الذي يقف أمام الموظف يسأله أن يوقع له هذه المعاملة أمانة، إما أن توقع له ببساطة وإما أن تضع له العراقيل حتى تبتز ماله.
شيء غريب هذه الآية الكريمة من أوسع الآيات التي تدور مع الإنسان في كل شؤون حياته، الأمانة الكبرى نفسك التي بين جنبيك.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
[ سورة الشمس : 9-10 ]
الأمانة التي تليها أهلك، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ﴾
[ سورة التحريم: 6]
زوجتك أمانة قد تسعدك ولا تؤدي لها حقها، حقها عليك أن تأخذ بيدها إلى الله، هي تسعدك، تطبخ لك، وتنظف لك بيتك، وتربي أولادك، ترى كل شيء على أكمل ما يكون، ولكنك لم تدلها على الله، لم تعبأ برقة دينها، لم تمحضها النصيحة.
الأمانة تدور مع الإنسان أينما اتجه :
أيها الأخوة، والله الذي لا إله إلا هو كلمة أمانة لو عرفناها على حقيقتها لارتعدت مفاصلنا، الله عز وجل سيسأل كل إنسان عما استودع عنده من أمانة، إذاً شيء أودع عندك وأنت مخير لك أن تحسن ولك أن تسيء، لك أن تنصف ولك أن تظلم، لك أن تعطي ولك أن تمنع، صدقوني أيها الأخوة ما من حرفة على وجه الأرض إلا وتنطوي تحت هذه الآية، أنت بإمكانك أن تبيع دواء قد انتهى وقته دون أن يشعر هذا الذي اشتراه وهو صغير، أو امرأة لا تقرأ ولا تكتب، مكتوب باللغة الأجنبية نهايته سنة سبع وتسعين ونحن بالثماني والتسعين ولا تدقق، فهذا المرأة التي جاءت إلى الصيدلي أمانة، إما أن يؤدي الأمانة إلى أهلها فينصحها ويعطيها الدواء الصحيح أو أن يغشها.
إذاً كملخص لهذه المقدمة الأمانة شيء وضع بين يديك وأنت مخير بإمكانك أن تفعل كل شيء تحسن أو تسيء، تعطي الحق أو تبخس الحق، تنصح أو لا تنصح، تصدق أو لا تصدق، فإذا فهمنا الأمانة بهذا المفهوم الواسع الأمانة تدور مع الإنسان أينما اتجه، قال تعالى:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
[ سورة الأحزاب: 72 ]
من أوجه تفسيرات الآية أن الأمانة نفسك التي بين جنبيك، يؤكد هذا المعنى قوله تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
[ سورة التحريم: 6]
تزكي نفسك بأن توصلها بالله، تزكي نفسك بأن تحملها على تطبيق منهج الله، تزكي نفسك بأن تتقن عباداتك، تتلو كتاب الله، تؤدي الصلوات الخمسة كما أراد الله، تصوم رمضان كما أراد الله، تحج البيت كما أراد الله، بهذه الطريقة تؤدي حق نفسك كأمانة بين يديك.
كل شيء متعلق بالإنسان أمانة في عنقه :
الآن من حولك، من حولك أمانة في عنقك، هناك أب يحسن تربية أولاده وأب يضيع، الذي ترك ابنه هملاً، والذي أطلق لابنته العنان، والذي لم يرع أسرته، هذا ضيع الأمانة، الأبوة مسؤولية، والزوجة أمانة عند الزوج، والأولاد أمانة عند الأب، انتقلنا من نفسك التي بين جنبيك إلى أهلك الذين حولك، إلى حرفتك التي ترتزق منها هي أمانة، وما أوسع المفارقات في الحرف، فبينما ينمو الغش على قدم وساق وبينما يكون النصح بشكل مدهش.
البارحة أخ من أخواننا المحامين قال لي: إذا جاءك موكل وتعلم أنت علم اليقين أن دعواه خاسرة لأنه ليس معه وثيقة إطلاقاً، والقانون لا يقبل إلا بوثيقة والدعوى خاسرة لو تسلمها أكبر محامي، فلمجرد أن تقول: أنا أربحها لك وأعطني دفعة مقدمة فقد خان هذا المحامي الأمانة.
والمريض الذي يأتي إلى الطبيب لمجرد أن يعلم الطبيب أن هناك طبيباً أقدر على معالجة المريض منه ويبقيه عنده ولا يدله على من هو أقدر منه في المعالجة فقد خان الأمانة، وسع الموضوع، وسع في الحرف كلها، في التجارة والصناعة والزراعة، هذا الذي يشتري منك هذه الفاكهة أو هذه الخضرة هذه أمانة، قد تعطي هذا النبات الهرمون المسرطن تنمو الحبة نمواً رائعاً وتعطي لوناً رائعاً تبيعها بسعر مرتفع ولكن على حساب صحة الناس.
الموضوع واسع جداً قد تنشئ معملاً للثلج فنوع المياه التي تستعملها أمانة، إما أن تستعمل مياه نظيفة أو مياه آبار ملوثة، فإذا استعمل هذا الثلج في الشرابات انتقلت هذه الجراثيم إلى الناس، والله الذي لا إله إلا هو أكاد أقول لكم ما من حركة ولا سكنة ولا موقف في الحياة إلا ويتصل بهذه الآية، نفسك أمانة يجب أن تعرفها بالله، نفسك أمانة يجب أن تحملها على طاعة الله، نفسك أمانة ينبغي أن تزكيها، نفسك أمانة يجب أن تصطبغ بصبغة الله، نفسك أمانة يجب أن تعرفها بسرّ وجودها وغاية وجودها، وزوجتك أمانة، وأولادك أمانة، أولاد أخوك أمانة، وجيرانك أمانة، وإخوتك أمانة انصحهم، وزملاؤك في العمل أمانة، لا تعبأ بانحرافهم بل دلهم على الله بلطف ورقة، ثم حرفتك أمانة.
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
[ سورة القيامة:14-15]
لا إيمان لمن لا أمانة له :
لذلك الآيات التي وردت في الحديث عن الأمانة والحض على أدائها كثيرة، قال تعالى الآية ذكرتها قبل قليل:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
[ سورة الأحزاب: 72 ]
والآية الأخرى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
[ سورة الأنفال: 27 ]
النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( لا إيمان لمن لا أمانة له ))
[أخرجه أبو يعلى والطبراني عن أنس بن مالك]
ذكرت البارحة مع بعض الأطباء أحياناً طبيب ناشئ يعين في قضاء في ناحية كطبيب شرعي، وتأتيه قضية إذا كتب الوفاة طبيعية يأخذ خمسة ملايين ليرة، وإذا كتب الوفاة جنائية لا يأخذ شيئاً إلا أن علمه أمانة، فلو كتب خلاف الواقع خان الأمانة، دققوا بأي كلمة وأي حركة تخون الأمانة ولاسيما في غش البضاعة، وفي الإعلان عنها، وفي تزويد مواصفاتها، وفي معاملة الناس، قال له: افتح البطن وأخرج له السرطان وخذ خمسة وعشرين ألفاً وإن كان ميئوس من شفائه، سرطان من الدرجة الخامسة ومنته، وليس هناك أمل من الشفاء، هذا خان الأمانة، كلفت المريض بعشرة تحاليل وأنت بحاجة إلى واحد والتسعة مناصفة بينك وبين المحلل خنت الأمانة، حتى في المساحات ركبت منجور مسح، المنجور أمانة، حتى الحسابات، حتى في الحسومات، كل شيء أمانة.
الأمانة مع الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته :
أنا بطريقي أفكر في تعريف جامع مانع للأمانة، وجدت شيئاً وضع تحت تصرفك، أنيط أمره إليك، وأنت مخير ومعك منهج، رأيت هذه العناصر تجمع كل أنواع الأمانة، شيء وضع بين يديك، وأطلقت يدك فيه، ومعك منهج من خالق الكون، وأنت مخير فإما أن ترعى هذا الشيء، أو لا ترعاه، إما أن تصدق أو لا تصدق، تحسن أو لا تحسن، تنصح أو لا تنصح، تعتني أو لا تعتني.
أحياناً الطبيب على عجل من أمره لا يسأل المريض على نوع الحساسية، يعطيه دواء يسبب صدمة فيموت، يقول: انتهى أجله، لا، هذا الكلام خطأ، هذا الإنسان يحاسب، لو دخلنا في هذا الموضوع لوجدنا أن هذه الآية تدور مع الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته، إنسان جاء من السعودية بسيارته في طريق البر احتاج أن يغير زيت علبة السرعة وقف في محطة، صاحب المحطة أمر طفلاً أن يغير الزيت، الطفل لم يحكم إغلاق الفتحة، على طول الطريق سال هذا الزيت واحترقت هذه العلبة، الحرارة خمس وخمسون تحت أشعة الشمس وقفت السيارة، خرج صاحب السيارة وفتح غطاء المحرك ما فهم، أصابته ضربة شمس ومات، وقعت هذه الحادثة، هذا الذي جاءك يطلب منك تغيير الزيت هذا أمانة عندك ، أنت كلفت طفلاً أن يغير له الزيت لعل الطفل قادر على فتح الغطاء وصب الزيت أما إحكام الإغلاق فهذا يجب أن يتم بيدك أنت لأنه أمانة.
من حاسب نفسه حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة يسيراً :
أيها الأخوة، إذا حاسبنا أنفسنا حساباً عسيراً كان حسابنا يوم القيامة يسيراً، لي صديق عنده بنت صغيرة ، أي شيء لا يصدق بما آتاها الله من جمال، وفطنة، وذكاء، وهي في الصف الثالث، هي تمشي في الطريق صحن من هذه الصحون تفلت من مكانه وقع على الأرض وجاء فوق رأسها فقتلها، جيء بهذا الذي ركب الصحن فوجد أن الصحن له أربعة براغي ركب اثنين فقط، طبعاً موضوع الصحن شيء ثان ليس لنا دخل به، أما قصر في واجبه في تركيب هذا الصحن فقتل طفلة.
لذلك الأمانة واسعة جداً، لو فهمنا هذه الآية فهماً صحيحاً والله الذي لا إله إلا هو لارتعدت مفاصلنا، كل إنسان يحاسب عما أنيط به، قبل أن تطلع على وضع المسلمين في العالم، وقبل أن تنزعج وتثور وتغضب، أنت أديت الأمانة فيما يخصك؟ أديت الأمانة في عملك؟ أديت الأمانة في أسرتك؟ كم من طفل شارد لم يجد أباً رحيماً ولا أما رؤوماً ولا عناية ولا تثقيف ولا اهتماماً بالتربية والمنزل مضطرب والطعام غير موجود؟ الأب شارد والأم شاردة ضيعوا الأمانة، فابدأ أنت إنسان لك أمانة، نفسك أمانة، زوجتك أمانة، ابنك أمانة، ابنتك أمانة، جارك أمانة، لك أخ أمانة، لك أخت أمانة، لك عمة أمانة، لك خالة أمانة، حرفتك أمانة، زبونك أمانة، المريض أمانة، الموكل أمانة، الطالب مع المعلم أمانة، المواطن أمام طاولتك أمانة، ممكن أن تضع له عراقيل، ممكن أن تقول: تعال غداً وهو من حلب سيضطر إلى أن ينام في فندق، وأن يضع مبلغاً ضخماً أقله مئة ليرة، تعال غداً، وأنت تشرب فنجان القهوة مع صديقك، جاء فطالبك بتوقيع المعاملة فأفسد عليك الحديث، تعال غداً هذا أمانة.
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[ سورة الحجر: 92-93 ]
أحياناً نضع مبيضات للمواد الغذائية، مواد كيماوية مؤذية ضارة، أما حينما تنصع هذه المادة الغذائية فيرتفع سعرها، ولا نعبأ بصحة الناس، ولاسيما الذين يعملون في المواد الغذائية هي أمانة من أعظم الأمانات.
عظمة الدين في الوازع والقانون في الرادع :
عظمة الدين في الوازع، والقانون في الرادع، القانون خارجي، كنت في أمريكا قبل فترة راكب سيارة وجدت أصوات، قلت: ما هذا الصوت؟ قال: هذا يشعرني أن بعد مسافة جهاز رادار، يسير بسرعة كبيرة عندما سمع الصوت يخفف من سرعته، سار حسب القانون، معنى هذا أن المدنية الحديثة والقوانين قائمة على الردع الخارجي، فلما انقطعت الكهرباء في نيويورك مرة تمت في ليلة واحدة مئتا ألف سرقة، فلما اضطرب حبل الأمن في سان فرانسيسكو أو في لوس أنجلوس مرة الخسارة قدرت بثلاثين ملياراً، فالنظام الغربي أساسه الردع، القاعات مراقبة، تشتري حاجة إن لم تدفع ثمنها تخرج من المخرج هناك قوس، اللصاقة التي عليها تتفاعل مع القوس فتصدر صوتاً مزعجاً معناه أنك لم تدفع ثمنها، الكل يدفع لكن لا فضل لهم في هذا الدفع، انتهت الأمانة.
أما النظام الإسلامي فقائم على الوازع، قال: بعني هذه الشاة وخذ ثمنها؟ قال: ليست لي، قال: قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب، قال: والله إني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادق أمين ولكن أين الله؟
الإيمان يعني أن تؤدي الأمانة مطلقاً والدين يعني الوفاء بالعهد :
الفكرة الدقيقة يقول عليه الصلاة والسلام:
((لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ))
[أبو يعلى عن أنس بن مالك]
الإيمان يعني أن تؤدي الأمانة مطلقاً، والدين يعني الوفاء بالعهد، والإيمان يعني أداء الأمانة بمعناها المطلق الواسع، وقال عليه الصلاة والسلام:
((... إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ))
[ متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]
الكلمة التي لا تفارق الإنسان هي الأمانة، أديت حق هذا الإنسان؟ أديت حق هذا الطالب؟ أديت حق هذا المريض؟ أديت حق هذا الموكل؟ أديت حق هذا المواطن؟ أديت حق هذا الجندي؟ أديت حق أولادك؟ أديت حق زوجتك؟ أديت حق نفسك؟ إذاً شيء وضع بين يديك، وأنيط أمره إليك، أطلقت يدك في تصريفه، معك منهج إلهي وأنت مخير، فإما أن تؤدي هذه الأمانة وإما ألا تؤديها، لذلك الذي يعتمر ويذهب إلى زيارة النبي عليه الصلاة والسلام ويقف أمام قبره الشريف يقول: أشهد أنك بلغ الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشفت الغمة، وجاهدت في الله حق الجهاد، وهديت العباد إلى سبيل الرشاد.
النبي حمل أمانة التبليغ والعلماء حملوا أمانة التبيين والولاة حملوا أمانة الرعاية :
النقطة الدقيقة أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام حمل أيضاً أمانة التبليغ، والعلماء حملوا أمانة التبيين، والولاة حملوا أمانة الرعاية، سيدنا عمر كان يتجول في المدينة مع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، رأيا قافلة قد اتخذت طرف المدينة طرفاً لها، قال له: تعال نحرس هذه القافلة، فبكى طفل في خيمة من الخيام فقام عمر وذهب إلى أم الغلام وقال: أرضعيه، فأرضعته فسكت ثم بكى ثانية فقال: أرضعيه فأرضعته فسكت، ثم بكى ثانية فغضب عمر وقال: يا أمة السوء أرضعيه، عندئذ غضبت وقالت: ما شأنك بنا إنني أفطمه، قال: ولمَ؟ قالت: لأن عمر - ولا تعرف أن من تكلمه هو عمر - لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام، أي التعويض، يستحق هذا الابن التعويض بعد الفطام، فأنا أفطمه كي أخذ التعويض، فما كان من هذا الخليفة العملاق إلا أن ضرب جبهته وقال: ويحك يا بن الخطاب كم فقتلت من أطفال المسلمين، رأى نفسه أساء للأطفال، الصغار يفطمون قبل أوانهم كي تأخذ أمهم العطاء، ولما ذهب كي يصلي بأصحابه ما سمعوا قراءته من شدة بكائه، كان يقول: يا ربي هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أما رددتها فأعزيها؟
ولما سأل أحد الولاة: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو قاتل؟ قال: أقطع يده، قال: إذاً إن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك، قال له: إن الله قد استخلفنا على خلقه لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر حرفتهم، إذا وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.
سيدنا عمر بن عبد العزيز دخلت عليه زوجته رأته يبكي في مصلاه، قالت له: مالك تبكي؟ قال: دعيني وشأني، ألحت عليه، قال: نظرت في الفقير والعاجز والأرملة والمسكين وذو العيال الكثير وابن السبيل وغيرهم فعلمت أن الله سيسألني عنهم جميعاً، وأن خصمي دونهم هو رسول الله فلذلك أبكي.
من يخاف من الله لا يستطيع أن يهمل واجباته أبداً :
كل إنسان مظلوم في ذمة من ظلمه، وكل إنسان مهضوم حقه في ذمة من هضم حقه، وكل إنسان يعاني من مشكلة كبيرة، وكل إنسان قادر على أن يحل هذه المشكلة ففي ذمته، فلذلك الإنسان لما يقف بين يدي الله عز وجل يسأله الله عز وجل، شيء مخيف بإمكانك أن تحق الحق ولم تحقه، بإمكانك أن تنصف فلاناً وما أنصفته، بإمكانك أن ترحم فلاناً وما رحمته، بإمكانك أن تزيل هذا المنكر و ما أزلته، هناك تقصير كبير من الإنسان، لذلك والله الذي لا إله إلا هو لو علم الناس ما ينتظرهم من حساب دقيق لانخلع قلبهم، ألم يقل الله عز وجل؟
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[ سورة الحجر: 92-93 ]
ألم يقل الله عز وجل؟
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾
[ سورة الزلزلة: 7-8 ]
أمثلة كثيرة لا تنتهي في كل شيء، في كل حرفة، في كل صناعة، في كل زراعة، الفران إذا كان عنده موظفون لا يعتنون بالنظافة، لو واحد منهم دخل للخلاء ولم يغسل يديه وعجن بهما العجين ماذا فعل هذا الفران؟ لو كان هناك حشرات تدخل مع الطحين وتخبز، هذا الإنسان أمانة عندك، لذلك:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾
[ سورة النساء : 58 ]
جمع، أدِّ الأمانة، إنسان صباحاً قال: أنا أرسلت إليك من درعا مريضاً داوه، هل تستطيع أن تدعه؟ لا تقدر الله يحاسبك، ساقه لك ليتلقى العلاج حتى يرتاح، الذي عنده حساسية أو عنده ضمير حي إن صح التعبير أو عنده خوف من الله الكلام الأدق لا يستطيع أن يهمل واجباته أبداً.
﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾
[ سورة النساء : 58 ]
إقامة العدل بين الناس أمر تقتضيه طبيعة الحياة وتشهد به العقول :
إقامة العدل بين الناس أمر تقتضيه طبيعة الحياة وتشهد به العقول، ولا بدّ للمجتمع الإسلامي أن يحكم فيه بالعدل كي يأمن الضعيف سطوة القوي، ماذا قال سيدنا الصديق؟ قال: إن القوي ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه، وإن الضعيف قوي عندي حتى أخذ الحق له، العدل كما يروى في الكتب أن حجراً عَبَدَ الله خمسين عاماً، ووضعه الله في أس كنيف أي بمرحاض، قال: يا رب عبدتك خمسين عاماً وتضعني في أس كنيف؟ قال: تأدب يا حجر إذ لم أجعلك في مجلس قاض ظالم، أي هذا المكان أشرف لك ألف مرة من أن تكون في مجلس قاض ظالم.
عدل ساعة يعدل أن تعبد الله ثمانين عاماً، والله أحياناً يأتيه طالب يشتكي على طالب يضرب الطالبين معاً ويطردهما، ماذا فعل المعلم؟ كان بحق هذين الطالبين مجرماً، أين العدل؟ طالب مظلوم مرجعه معلمه، اشتكى ضرب الاثنين وارتاح، تكون معلماً وتحاسب!! تكون مدير دائرة تقرب إنساناً و تبعد آخر!! إنسان له إجازات و آخر لا يوجد له إجازة!! إنسان له تعويضات وآخر لا يوجد له تعويض لأسباب لا ترضي الله عز وجل، كل إنسان سوف يحاسب.
﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾
[ سورة النساء : 58 ]
العدل و الإحسان :
يقول الله أيضاً:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾
[ سورة النحل: 90 ]
هذه الآية لطيفة جداً أي إذا كان هناك قضية لا يتسع لها العدل يسعها الإحسان، أحياناً أخ يشتكي يقول: ليس له عندي شيء، أنا المحضر آخذته من المحافظة وهو خال، وهذه الدكان يجب أن تهدم، قلت له: معك الحق لكن الله يأمرك بالإحسان، إنسان عنده محل وليس عنده غيره صار في الطريق، كما أنت مأمور بالعدل مأمور بالإحسان، لذلك الله عز وجل ذكر العدل في أماكن كثيرة قال:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾
[ سورة النحل: 90 ]
﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾
[ سورة الأنعام: 152 ]
أحياناً هناك حوادث السير، أحياناً هناك بعض المخالفات، تأتي شهادة تنقذ الموقف، راكب سيارة وصار حادث والسائق بريء دعيت إلى الشهادة ليس عندي وقت، أنت إذا قدمت الشهادة الحقيقية أنصفت السائق وأنقذته من ورطة كبيرة جداً، فالشهادة واجبة، قال تعالى:
﴿ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ﴾
[ سورة البقرة: 282]
﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
[ سورة ص: 26]
العدل أقرب للتقوى :
﴿ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾
[ سورة المائدة: 8]
يروى أن رجلاً يهودياً اشتكى على سيدنا علي لسيدنا عمر، فقال عمر: قم يا أبا الحسن وقف إلى جانب الرجل، فوقف وحكم سيدنا عمر بالعدل وانتهى المجلس، سيدنا علي تغير وجهه وقال: أوجدت عليّ؟ قال: نعم، قال: لمَ لم تقل لي يا علي وقلت با أبا الحسن؟
القاضي شريح، سيدنا علي فقد درعاً غالياً جداً وجده عند يهودي فرفع الشكوى وهو أمير المؤمنين، رفع الأمر إلى القاضي شريح، وقف سيدنا علي وهو أمير المؤمنين أمام هذا الخصم، قال له: أمعك بينة؟ قال: الحسن والحسين، قال: لا تقبل شهادة الابن لأبيه، قال: النبي بشرهما بالجنة؟ لا تقبل شهادة الابن لأبيه، شهادة الابن لأبيه مرفوضة.
سمعت قصة لكنها مؤثرة جداً، إنسان موظف ساكن في بيت رفع الأجرة مرتين وثلاث وأربع حتى بلغت نصف دخله، لكن صاحبة البيت تريد أن تطرده من البيت ليس عنده طريق آخر، فسألت محامياً فأرشدها إذا أثبتِ أنه فاسق فاجر أي سلوكه منحرف نخليه من البيت، فقدمت دعوى إلى القاضي أنه كان يكشف عورته أمام جارته، دعوة فجور، والرجل مستقيم، ويغض بصره، وملتزم، فالقاضي سألها من عندك من الشهود؟ فقالت: ابنتي، قال: لا تقبل شهادة البنت لأمها، قالت: عندنا طالبة في البيت تسكن نأتيك بها، فعرضوا عليها الأمر فقالت: أنا أشهد معكم، فأكرموها إكراماً وأطعموها الطعام، أي قدموا لها خدمات خلال الشهر كثيرة، فلما جاء يوم الدعوى جيء بهذه الطالبة سألها القاضي، فقالت: والله يا سيدي هذا الإنسان لو رآني عن بعد مئة متر لغض بصره، وما لمحته في حياتي يطلق بصره في امرأة، وهو من أرقى الناس، هذه الطالبة ذكية جداً، لو رفضت لجاؤوا بمن يشهد شهادة كاذبة فقالت: أنا أشهد وفي نيتها أن تشهد بالحق والدعوى سقطت فوراً، أي شهادة حق لا تقدر بثمن، والله هو الحق، لذلك العلماء قالوا: ليس بين المظلوم وبين الله حجاب، اتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافراً فليس بينه وبين الله حجاب، وإياك أن تظلم لأن الظلم مرتعه وخيم، والإنسان في الدنيا قبل الآخرة يعجل له العقاب إذا كان ظالماً، عقوق الوالدين والجور يعجل لهما العقاب في الدنيا قبل الآخرة، الأمة في خير إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت وإذا استرحمت رحمت.
لذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( إنَّما أَهلك الذين قبلكم أنَّهمْ كانوا إذا سَرقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكُوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أنَّ فاطمةَ بنْتَ محمدٍ سَرَقَت لقطعتُ يَدَهَا ))
[متفق عليه عن عائشة أم المؤمنين ]
هذا هو الإسلام.
عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
قرأت أن سيدنا عمر أقام الحد على أحد أولاده، وقال له: حينما تلقى وجه ربك قل: إن أبي أقام عليّ الحد، وسيدنا عمر كان إذا أراد أن ينفذ أمر دعا أهله وخاصة أمره وقال: إني أمرت الناس بكذا ونهيتهم عن كذا، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا، و أيم الله لا أوتين بواحد وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العقوبة لمكانه مني، قال العلماء: فصارت القرابة من عمر مصيبة.
رأى مرة إبلاً سمينة في الطريق قال: لمن هذه الإبل؟ قالوا: هي لابنك عبد الله فغضب وقال: ائتوني به، فلما جاؤوا به قال: لمن هذه الإبل؟ قال: لي، ماذا فعلت اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى المرعى لتسمن، فماذا فعلت؟ وأين الخطأ والمعصية؟ قال له: ويقول الناس ارعوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، اسقوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، وهكذا تسمن إبلك يا بن أمير المؤمنين، فقال له: بع هذه الإبل وخذ رأسمالك وردّ الباقي إلى بيت مال المسلمين.
مرة اشتهى اللحم فخاطب بطنه قائلاً: "قرقر أيها البطن أو لا تقرقر فوالله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المؤمنين".
مرة جاءته هدية من عامله على أذربيجان وهو في المدينة، وأذربيجان في الاتحاد السوفيتي سابقاً قبل أن يتفكك، فتح الهدية طعام نفيس وضع لقمة في فهمه ثم استدرك فقال: يا هذا أكل عندكم عامة المسلمين من هذا الطعام؟ قال: لا، هذا طعام الخاصة، فلفظها من فمه ووبخ الوالي وقال: كيف يعنيك أمر المسلمين إن لم تأكل مما يأكلون؟ وقال: أعطوها لفقراء المدينة فحرام على بطن عمر أن يأكل طعاماً لا يأكله فقراء المدينة.
وضع أمامه لحم من جزور وقدمت له قطعة من سنام الجزور وهي أطيب ما في الجزور، فبكى وقال: "بئس الخليفة أنا إذا أكلت أطيبها وأكل الناس كراديسها".
ومرة سأله أحد الولاة قال: إن أناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم لست أقدر على استرجاعه منهم إلا أن أمسهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت؟ قال: يا سبحان الله أتستأذنني في تعذيب بشر وهل أنا لك حصن من عذاب الله؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله؟ أقم عليهم البينة فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقروا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يقروا فادعهم إلى حلف اليمين فإن حلفوا فأطلق سراحهم، و أيم الله لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من ألقى الله بدمائهم.
العدل أروع ما في الحياة :
العدل، قرأت مرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية وقف زعيم رئيس وزارة في بريطانيا وسأل وزراءه واحداً واحداً، وزير الصناعة كيف المعامل عندك يا مستر فلان؟ قال له: كلها مخربة، سأل وزير الزراعة: كيف المحاصيل؟ قال: ليس عندنا محاصيل الأرض محترقة، سأل وزير الخزانة: كيف الخزانة عندك؟ قال: لا يوجد شيء، بلاد منهارة بعد حرب، فسأل وزير العدل عنده: كيف العدل عندك؟ قال: بخير، فقال له: كلنا إذاً بخير، هذه قيمة كبيرة العدل، الله هو العدل، وهو أروع ما في الحياة.
أطفال يقفون في المدينة مرّ سيدنا عمر فتفرقوا إلا واحداً بقي واقفاً بأدب، قال له يا غلام لمَ لم تهرب مع من هرب؟ قال: أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك، ولست مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك، البريء يجب ألا يخاف، والمذنب ينبغي أن يخاف، بهذا ترقى الأمة.
الأمانة شيء بين يديك أمره أنيط لك :
أيها الأخوة الكرام، كملخص للدرس: الأمانة لها مفهوم موسع جداً، شيء بين يديك، أمره أنيط لك، أنت محكم فيه، معك منهج إلهي، وأنت حر فيما تفعل، فإما ن تؤدي حقه وإما ألا تؤدي حقه، وهذه الأمانة تبدأ بأمانة الله، له أوامر وله نواه، هل أديت الأوامر وهل انتهيت عن النواهي؟ ليس الولي الذي يمشي على الماء ولا الذي يطير في السماء ولكن الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام، أن يجدك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك، ثم هذه النفس التي جعلها الله بين جنبيك أمانة في يديك هل زكيتها أم دنستها؟
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
[ سورة الشمس : 9-10 ]
ثم الزوجة والأولاد، ثم حرفتك، ثم أهلك الأباعد، ثم كل حركة وسكنة وأنت مخير ومعك منهج هل أديت الأمانة في أي موضوع؟ إذاً ما من موضوع إلا ويدور مع الأمانة.
﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾
[ سورة النساء : 58 ]
فأدِّ الأمانة واحكم بالعدل تدخل الجنة بسلام.
والحمد لله رب العالمين


اتمنى يعجبكم وآكون أفدتكم :glb::glb:
__________________




*
« إن ككنت تريد السعاده
-إستغففر ربكك بكل الأآوقات
- أستغفر اللهُ العظيم من كُلِِ ذنبُ عظيمَ
»




مدونتي هنا »







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-11-2013, 01:31 PM
 
قراسيس وؤدي ،
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-20-2013, 08:57 PM
 
متشكرات ^^
اتذكر اننا زمان اخذنا تعبير امانةة
بس عاد انا ابدعت هوع
__________________

#
#
.
لَو يَعلَم أحدكُم حَقيقَة جَهنمَ ,
لَصرَخ مِنهآ حَتىْ يتقَطَع صَوتُه ,
و لَصلّى حَتىْ يَنكسِر صَلبُه ,


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تكتب موضوع تعبير باللغة الأنجليزية نوسي الفسفوسي تعلم اللغة الانجليزيه 7 06-27-2013 10:48 PM
موضوع تعبير عن الماء ماراح تصدقوا مين كاتبه Past papers نكت و ضحك و خنبقة 38 01-16-2010 01:37 PM
للأسف موضوع مسروق ..منقول ..موضوع .. (الأصل والصورة ..والشبه) وشل ختامه مسك 90 03-03-2007 03:44 PM


الساعة الآن 05:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011