01-16-2013, 01:43 AM
|
|
اذا غلب الهوى العقل صرف محاسن خصاله أحمده على قديم إحسانه وتواتر نعمه حمد من يعلم أن مولاه الكريم علمه ما لم يكن يعلم وكان فضله عليه عظيما وأسأله المزيد من فضله ، والشكر على ما تفضل به من نعمه ، إنه ذو فضل عظيم ، وصلى الله على محمد عبده ورسوله ونبيه وأمينه على وحيه وعباده ، صلاة تكون له رضا ، ولنا بها مغفرة ، وعلى آله أجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا أما بعد : فإني قائل وبالله أثق لتوفيق الصواب من القول والعمل ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، موعظة بليغة عن احد الحكماء . قال
إذا غلب الهوى العقل صرف محاسن خصاله إلى المساؤى، فجعل الحلم حقداً، والعلم رياء، والعقل مكراً، والأدب فخراً، والبيان هذراً، والجود سرفاً، والقصد بخلاً، والعفو جبناً. وإذا بلغ الهوى من صاحبه هذا المبلغ تركه لا يرى الصحة إلا صحة جسده، ولا العلم إلا ما استطال به، ولا الغنى إلا في كسب المال، ولا الذخر إلا في أتخاذ الكنوز، ولا الأمن إلا في قهر الناس، وكل ذلك مخلف في الظن، مباعد من البغية، مقرب من الهلكة. وإذا غلب العقل الهوى صرف المساوىء إلى المحاسن، فجعل البلادة حلماً، والحدة ذكاء، والمكر عقلاً، والهذر بلاغة، والعي صمتاً، والعقوق أدباً، والجرأة عزماً، والجبن حذراً، والإسراف جوداً. |