عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree211Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 02-27-2013, 05:54 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139093924387421.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


(((عيناك عذابي...............))))



الفصل الرابع ...

((عودة الابنة الضالة .......))

مرت عدة ساعات بعد ذلك اللقاء العاصف مع رايان ولا زالت تشعر برغبة في التقيؤ كلما تذكرت كلماته ....وتتمنى لو أنها سددت له صفعة إزاء تهديده الهمجي ....كيف يجرؤ ؟؟؟
على الرغم من إرهاقها إلا أنها لم تستطع النوم ....لقد أخطأت في تحديه !فهي لا تعرف ما قد يفعل ,لا سيما وهو يعتقد بصدق أنها صائدة ثروات .......صائدة ثروات !!!!!!!!!!
يا للكلمة البشعة التي لا تنطبق عليها لا من قريب ولا من بعيد ..
هي التي لم تنتهك القوانين في حياتها قال لها هذا ....جلست على السرير ومررت يدها في شعرها الكستنائي بتعب وتأوهت ,ماذا ستفعل الآن ؟ كيف تغير رأيه وتجعله يستمع إليها ؟؟؟
*لا شيء* تردد صوت في داخلها *لا شيء ستتصرف على طبيعتها ولن تقوم بأي جهد لتغير رأيه فهو لا يهمها ....
لكن إذا كان لا يهمك فلماذا أمضيت ساعات تفكرين فيه؟!!!!
*إنك حمقاء للغاية * تمتمت لنفسها وشدت الغطاء لتنام ...
كان نومها مضطربا مع أنه كان يخلو من الأحلام والكوابيس إلا أنها عند استيقاظها أحست وكأنها لم تنم , نزلت إلى كافيتيريا الفندق المتواضع وقد ارتدت بنطال جينز وقميص كحلي بعد أن استحمت ....كان الفندق جميل وصغير ليس لأنها لاتستطيع أن تتحمل تكاليف الفندق الغالي الثمن لكنها تفضل المريح وهذا يناسبها جدا ,قفز عقلها إلى رايان الذي اتهمها ...لو يعلم هذا الأحمق كم تملك من المال لما قال ما قاله !!
تناولت فطورها وهي تفكر كيف كان لقاءها مع والدها وعائلته ..لقد أحبتهم ما عدا رايان ,لماذا أخذ موقف الهجوم ضدها ؟أهو بسبب ما قالته في نيويورك .....إنها لاتلام فقد كانت متألمة ومستاءة من والدها لكن بعد أن رأته لم تستطع أن تحمل استياءها في قلبها تجاهه ...لكن هذا لن يمنعها أن تسأله عما حصل بينه وبين والدتها ...
إن والدتها لم تنظر إلى رجل آخر بعد انفصالها من جوناثان مع أن لديها مقدارا وافرا من الجمال ,فقد كانت ذات شعر بني كشعر ابنتها طويل وأملس ولها عينان عسليتان وكأنها حجران من التوباز تتناقض مع لون شعرها مما أضفى عليها سحرا وجاذبية .لم تكن دانييل تشبه والدتها إلا في لون الشعر أما تصرفات دانييل فكانت متزنة فهي لم تكن كوالدتها تثير الأعصاب أو كوالدها الهادئ إلى درجة السلبية مع أن دانييل عصبية إلا أنها لم تكن كوالدتها ..
غريب كيف أن والدتها لم تحب رجلا بعد والدها وتتزوج كوالدها ..لكنها كانت تعلم السبب ولم تفتش كثيرا ,فالحقيقة أن أماندا باركر كانت تحب جوناثان بعمق لدرجة أنها عقدت على نفسها عهدا ألا تحب رجلا بعده ,,لم تفهم دانييل هذا النوع من المشاعر لأنها لم تختبره بعد فقد كانت تستخف بوالدتها عندما كانت تقول لها وهي في الثامنة عشرة بأنها عندما تلتقي برجل الأحلام لن تقدر على المقاومة وستصبح بلهاء مرتبكة عندما تكون بجانبه فتضحك دانييل قائلة لأمها ( كم أنت رومنسية يا أمي ,لن يحدث هذا لي أبدا .لأن لا أحد سيحبني ولن أحب أحدا لأنني لا أريد أن يعاني أولادي ما عانيته من انفصال والديّ )وتذهب تاركة والدتها حزينة لطريقة تفكيرها ....
أنهت فطورها وخرجت إلى حيث ركنت سيارتها بعيدا عن الفندق فقد كانت في حالة نفسية لا تحسد عليها بالأمس لم تمكنها من التفكير جيدا .....
همست دانييل بخوف لذلك المنظر الذي أمامها (يا إلهي !)


***************************

تنهد رايان بتعب وهو يشرب قهوته ,لو أنهم يكفون عن الكلام عنها ...لقد أخذت عمته وشقيقته تتكلمان عن دانييل وكأنهما لم تريا بشرا في حياتهما ...لقد أعجبتا بها إلى حد أنهما لم تتوقفا عن الكلام عنها منذ أن عادوا من المستشفى وحتى صباح اليوم *آه * تنهد بغضب *لو أنهم يعرفون حقيقتها *
(أليس كذلك ,يا رايان ؟) كان السؤال من عمته
(ماذا؟) قال بفظاظة لم يتعمدها فقطبت مورا حاجبيها (ما بك؟ إنك لست على ما يرام ؟هل تعرف شيئا عن جوناثان لا أعرفه ؟) وبخ نفسه بعنف فعمته ستقلق من لا شيء وهذا كله بسبب الفأرة دانييل , رد قائلا
( لا يا عمتي ,لا شيء حصل لجوناثان .إنها فقط أعمال الشركة )
ردت كايت ( لا تقلقي يا عمتي إن رايان حتى وهو يضحك مقطب الحاجبين ) ضحكت عمته لقول كايت التي ضحكت لملامح رايان المتجهمة قائلا
( مضحك جدا يا كايت)
اندفعت ميا إلى داخل المطبخ وهي تجادل روزيتا مدبرة المنزل
قالت مورا
(مالذي حصل ؟)
ردت روزيتا غاضبة واضعة يديها على خصرها
(لقد رفضت ميا ارتداء التنورة الجديدة التي اشترتها كايت لها )
تدخلت ميا (إنها
تعيق الحركة !!)
قالت كايت غاضبة ( ومالذي تنوين فعله بها ؟تمارسين الجمباز بها ؟ستذهبين إلى المدرسة بها حبا بالله )هنا ارتدت ميا قبعة البيسبول المفضلة لتغيظ كايت التي قالت
(عمتي قولي شيئا )
(آه لقد سئمت هذه المناقشة كل صباح !) وخرجت ...ضحك رايان فقالت كايت
(كل هذ بسببك ,إنك وعمي تدللانها )
( أوه .,هيا لديها متسع من الوقت لترتدي هذه الثياب ,لا زالت صغيرة) اعترضت ميا (أنا لست صغيرة إنني في التاسعة )
قال رايان وهو يضرب كفه في كفها الصغير (لكنك طفلة كبيرة ,أكبر من فوكس ) وغمز لها ,ففوكس هو صديق ميا الذي وعلى الرغم من مشاجراتهما إلا أنهما صديقان حميمان وميا دائما أقوى منه وهو هادئ لكنه يغضب عندما تسخر من اسمه قالت ميا وهي تعانق رايان بمحبة هل قلت لك كم أحبك ؟)
(همممم.........ليس اليوم ) رد ممازحا (أنا أحبك) قالت مسرعة عندما سمعت حافلة المدرسة ......توجه رايان نحو شركة الأدوية وهويفكر بعائلته وحياتهم ....كل شيء يسير على مايرام لولا مرض جوناثان ...حياتهم مليئة بالسعادة والفرح لكن بظهور هذه المدعوة دانييل لا بد أن تتغير حياتهم هل يا ترى نحو الأفضل أم الأسوأ ؟ لكن مالذي يفكر به ,طبعا للأسوأ فهي انتهازية لا تعرف التعاطف وهذا واضح من لقائه بها في نيويورك وفي موقف السيارات ...كم أكرهها !!!! وضرب المقود بقوة وغضب


********************

ذهب الصباح الهادئ أدراج الرياح ,فهاهي الآن تتكلم مع الشرطة وهي غاضبة جدا لما حصل وزاد غضبها لأسئلة الشرطي الغبي ,قالت بحدة وهي ترجع شعرها للوراء ( ألا تدرك أن سيارتي مسروقة وأنت لا تساعدني بأسئلتك الغبية ...) صمتت حين سمعت الشرطي يقول (سيدتي هذه الأسئلة مهمة ,هل يستخدم أحد سيارتك غيرك ؟)
زاد غضبها إلى حد أنها صرخت ( كنت لأعرف إن كان أحد يستخدم سيارتي غيري !!رباه !!!) ساد صمت قصير قال الشرطي بعده
(سنكون عندك بعد دقائق )
أقفلت السماعة بقوة كافية لتحطيمها ثم قالت بأعلى صوتها

(آه كم أكره حظي ) وركلت حجرا صغير بقدمها
إنها بحاجة لتفرغ غضبها وإلا فقدت عقلها ,طوال فترة نشأتها في نيويورك لم تسرق سيارتها أبدا وهي هنا يحدث لها هذا ..غير معقول ..تسمرت مكانها عندما خطرت ببالها فكرة هل من المعقول أن يكون رايان هو من فعل هذا ؟..كلا غير معقول ..لكن مالذي يمنعه ؟ألم يهددها ؟؟ أحست بصداع فوضعت يديها على صدغيها لتخفف من ألمها ...
فجأة رن هاتفها فردت بسرعة
(دانييل هنا )
ساد صمت حذر ثم سمعت صوتا مألوفا يقول (إما أنك تمرين بصباح سيء أو أنك لا زلت نائمة ) لقد كانت كايت فقالت دانييل ضاحكة
( شيء من هذا القبيل كيف حالك يا كايت ؟)
(إذن تمرين بصباح سيء ! ) استنتجت مازحة
ضحكت دانييل بتعب
( يمكنك قول هذا ,بالمناسبة أتعرفين أحدا في قسم الشرطة ؟؟)
صرخت كايت
(بهذا السوء ؟ مالذي حصل ؟ سأكون عندك بعد دقائق )
(كايت ,لا ......) لكن لم يلق ندائها آذانا صاغية فأقفلت السماعة وقالت (أنا وفمي الكبير )



****************************

غادرت الشرطة وبدا أن وجود كايت مفيد جدا فقد انتهت المعاملات على خير مايرام وهدأت كايت من غضب دانييل
(لم يبق إلا شيء واحد ) قالت كايت وهي ترشف القهوة في المقهى الصغير
(ماذا ؟) سألت دانييل
( أن تحزمي أمتعتك وتأتي إلى بيتنا ...بيتك !)

( لا أظن هذا ) تمتمت دانييل وهي ترشف القهوة
(لكن لماذا ؟وأيضا عمتي أصرت

أن تأتي بعد أن عرفت ما حصل .)
(أخبرتها ؟)
( بالطبع ! وقالت إن لم تأت ستكلم والدك ليقنعك بنفسه , هل تريدين أن يقنعك والدك ؟)
ردت دانييل بسرعة ( كلا .ولكن ..)
قالت كايت بفرح ( إذن قضي الأمر ,ستأتين !)
(انتظري لحظة ,أنا لم أوضح موقفي ...)
قاطعتها كايت ( ومالذي توضحينه ؟ إنك ذاهبة معي الآن !)


*****************************


لم تعرف كيف أقنعتها كايت لكنها كانت ممتنة جدا لها ,فهي تود لقاء العائلة كثيرا وخصوصا أختها الصغيرة .
غفت قليلا في السيارة لأنها كانت متعبة منذ أسبوع ,سمعت صوتا رقيقا يناديها ( استيقظي يا دانييل ! لقد كدنا نصل )
استيقظت وهي لاتدري أين هي ..ثم تذكرت كل شيء
قالت كايت ( لقد نمت كالأطفال !)
ابتسمت دانييل بتعب فأكملت كايت ( لقد وصلنا ,انظري ها هي عمتي تنتظرنا في الشرفة )
أما دانييل لم تجد كلمة تصف صدمتها ,أحست أن الذاكرة تعود بها إلى أكثر من 14سنة ..تناهت إليها ضحكاتها السعيدة وهي تدور في ذلك المرج الأخضر الذي يحيط بالمنزل (إنه منزل جميل يا أبي ,إنه رائع ) وركضت نحو والدها الذي أمسك بيد والدتها بحب وهما يبتسمان لابنتهما الصغيرة ,رد والدها بحنان (لقد اخترته خصيصا لأنه قريب من البحر فهو على بعد ميل ونصف من البحر.) إنها لاتصدق أنه ما زال يسكن هذا المنزل ..المنزل الذي لم تسكنه هي ووالدتها أبدا فقد تطلقا قبل ذلك بكثير ..,كيف له أن يسكن فيه وله كل تلك الذكريات مع والدتها
(هل أعجبك البيت ؟) سألت كايت بتشكك
أومأت دانييل بحرارة وهي تكاد تذرف الدموع للذكرى
قالت كايت ( آه , لقد خفت من ملامح وجهك .فقد ظننت أنك لا تحبينه مثل كلوديت )
( من كلوديت ؟؟)
( سأخبرك لاحقا ! لننزل الآن !)
استقرت في غرفتها التي تأثرت لأن والدها قد اختارها لها منذ زمن وكأنه كان يعلم أنها ستعود يوما ما ..استلقت على السرير بعد أن استحمت وارتدت قميصا ورديا وبنطال جينز باهت تفكر في شكل أختها كيف ستكون , وتفكر في الأوقات التي ستمضيها معها ..سمعت صوت باص المدرسة فتوجهت نحو النافذة ورأت فتاة ذات شعر أسود ترتدي قبعة بيسبول وخلفها فتى في سنها وكأنهما كانا يتشاجران ..ابتسمت وخرجت متوجهة للسلالم لكنها أبطأت سيرها عندما سمعت صوت عمتها يقول ( اذهبي أو سأعاقبك ياميا)
توقفت عند منتصف السلالم ويبدو أن أحدا لم ينتبه لها سمعت ميا تقول (لن أذهب فأنا ليس لدي أخت )
(ميا ,كفي عن هذا الكلام.....) قاطعها الولد الصغير الذي قال ( هل هذه هي يا سيدة باركر؟) سكتت مورا عندما رأت دانييل التي استاءت من ردة فعل أختها لكنها ابتسمت لكن ميا أسرعت تصعد السلم متجاوزة دانييل ,نادتها مورا (ميا !!...) لكن دانييل قالت (اتركيها ,ستحتاج إلى الوقت لتتعود على فكرة ظهور أخت لها من العدم )
شرحت مورا ( لكن والدها كان يكلمها عنك طوال الوقت )
استغربت دانييل لكنها غيرت الموضوع وقالت محيية الصبي الظريالظريف ذو الشعر البني الذي يصل إلى أذنيه ويتدلى بحرية حول وجهه الصغير المغطى بالنمش ( مرحبا ,أنا دانييل ) ومدت يدها له
صافحها بخجل قائلا (أنا ....آه فوكس ستيوارت ,تشرفت بمعرفتك ) ضحكت دانييل من تهذيبه البالغ (كم أنت مهذب يا فوكس !) تحسرت مورا قائلة (أكثر تهذيبا من ميا ..) نظرت دانييل إلى ملامح فوكس الطفولية وأحست بحب كبير نحوه فضمته إليها قائلة ( سررت بلقائك يا فوكس ) خجل الصبي وخرج مسرعا فضحت المرأتان لمنظره المرتبك ..سمعت دانييل صوتا في الخارج لم يلبث أن انفتح الباب على اتساعه وشخص عرفته دانييل يبتسم وكأنه كان يكلم فوكس وقال اذ لم ينتبه لوجود دانييل ( عمتي ,ماذا فعلت ميا لهذا الصبي الآن ؟ إنه مرتبك جدا )
لكنه تسمر مكانه عندما رأى دانييل تقف مع عمته التي قالت ( إنها ليست ميا بل أختها ,يبدو أن الأختين اتفقتا عليه ..خصوصا وأن الكبرى جميلة جدا ) لم يصدق عينيه عندما رآها ,مالذي تفعله هنا؟
ساد صمت متوتر بينهما وهما يقفان في الردهة ,قالت مورا ولم تلاحظ الجو السائد( سأذهب لأرى إن كانت روزيتا تستطيع تقديم وقت العشاء قليلا لأن دانييل لابد مرهقة ) وذهبت تاركة دانييل تشعر بالغباء لوقوفها ذاك معه ..إذ لم ينطق بكلمة ,توجهت نحو السلالم لكنه أوقفها قائلا (إنك لن تستسلمي,أليس كذلك ؟)
نظرت إليه وقالت ( ماذا؟)
وصل إليها عند السلالم وقال ( حسنا ,لقد أعلنت الحرب لكن عندما أحطمك لا تقولي بأني لم أنذرك ) وصعد السلالم لكن جاء دورها الآن لتقول (اسمع أيها المتعجرف ,أنت من بدأ هذه الحرب أو مهما كان اسمها وأنا مستعدة لها تماما ..إنني أشفق عليك أتعلم هذا؟ لأنك مريض ) وتركته متوجهة نحو غرفتها بكل ثقة لكنها عنما أغلقت الباب كانت ترتجف بشدة ..

***************************


ساد صمت خلال العشاء ملأه حديث كايت ومورا أما دانييل فقد كانت تشعر بنظراته تحرقها من كثرة حقده عليها ,لماذا يفعل بها هذا ؟ ليس له الحق في معاملتها هكذا ..سمعت كايت تقول (أتعلم يا رايان أن سيارة نيلي قد سرقت ؟)
نظر رايان إلى دانييل وقال بلهجة لم يفهمها إلا دانييل ( أحقا؟ربما كان هذا عقاب !!) وحدج دانييل بنظرة ردتها له بصمت ,استفهمت مورا وقالت (ماذا تقصد ؟) هز كتفيه با ستهجان (إنني أضرب احتمالات يا عمتي !) تصاعد غضب دانييل وقالت بلهجة تماثل لهجته (أو ربما أحدهم فعل هذا متعمدا !) ونظرت إليه تتهمه بصمت ,زم شفتيه إذ فهم الرسالة فتساءلت كايت هذه المرة (ماذ تقصدين؟) فعلت ما فعل بكتفيه قائلة (إنني أضرب احتمالات يا عزيزتي !!) شعرت بضحكة خفيفة فرفعت نظرها نحوه وليتها لم تفعل إذ كان ينظر إليها بتلك العينان اللتان لا يسبر غورهما ..إنها بالغة السواد وفيها وميض مخيف ..لكنها عندما تنظر إليه لاتعرف ما يحصل لها ,إنها لا تقدر على إشاحة نظرها عنه ..هذا جنون ..
أخذت تتكلم عن مهنتها كمعلمة موسيقى وأحست إنها جذبت اهتمام أختها وربما رايان لكنه لم يظهر هذا ...كانت أختها تتكلم معه وكأنه شقيقها ..من الواضح أن الإثنين يحبان بعضهما كثيرا .لماذا لاتحبها أختها ؟؟سمعته يقول لميا (بالطبع ستذهبين لرؤية والدك وستذهبين معي) ضحكت ميا بفرح وتابع قائلا (إن كنا سنذهب إلى جوناثان فمن الأفضل أن لا نتأخر ) ونظر نحو دانييل وكأنها ستؤخرهم ..المتعجرف !!إنها تكرهه !!!
تجهزت بسرعة قياسية لزيارة والدها حتى لا كون هناك حجة للسيد المغرور مع أنها ستذهب مع أخته ..أخذت تنظر إلى غرفة الجلوس الدفئة بأثاثها الجميل الرائع ..ونقلت نظرها فيها حتى وقع على رف المدفأة المليء بالصور الرائعة ,التقطت صورة لوالدها ولرايان مبتسمين ومتماسكين كأصدقاء أو .........كوالد وابنه ..نظرت إلى رايان الباسم وجذبتها ابتسامته الرائعة ..تذكرت بزوغ الشمس بعد توقف المطر الغزير عنما رأت ابتسامته ..ما هذه الأفكار الحمقاء التي تفكر بها ؟ وضعت الصورة لكن صورة أخرى جلبت الدموع إلى عينيها ,إنها صورة لها مع والدها عنما كانت صغيرة ..كان والدها يغيظها جالسا على الأرجوحة وهي تضع يديها على خصرها مستاءة منه ..إنها من أجمل الصور مع والدها وهي تتذكر تلك الأيام كثيرا ..لماذا تركهم ؟ لماذا لم يعد إليها ؟
التفتت بسرعة عنما سمعت صوتا فوجدت رايان ينظر إليها فلعنت نفسها لأنه رآها هكذا قالت بسرعة (أنا آسفة إن كنت تأخرت ) وخرجت تاركة رايان يفكر لماذا كانت تبكي ! إنه لا يفهمها أبدا ورأى الصورة التي كانت تمسكها ..إنه يحب تلك الصورة فهي تمثل البراءة في العالم ...وخرج وهو يفكر في ابنة جوناثان ....

*********************************

انــــــتــــــهى الفصل الرابع ,,,

أتمنى ينال إعجابكم ,,,


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 11:04 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-27-2013, 10:15 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



(((عيناك عذابي...............))))



الفصل الخامس ...


((الأمان ..))





مرت أربعة أيام منذ وصول دانييل ,,مرت بسرعة ما بين زيارتها لوالدها والتفتيش المستمر عن سيارتها التي وجدوها مففكة في أحد المناطق المجهولة إلى قطع وهاهي الآن تتصل بشركة التأمين بسبب هذه المشكلة ..طبعا أصيبت دانييل بالإحباط لكنها قد تشتري سيارة جديدة عند وصولها إلى نيويورك .



شيء آخر كان يثير تساؤلات دانييل هو مهنة رايان ,,لطالم رأته مشغولا وهي تراه يخرج من المنزل ,وفي أحد الأيام رأته خارجا من المنزل وهي تجلس مع كايت وكأنها نطقت بالسؤال فقالت كايت (إنه طبيب !) نظرت دانييل إليها مندهشة ,,فقالت كايت ضاحكة (كأنك لا تصدقين) اعتذرت دانييل وقالت (لم أقصد ) لكنها كانت تقول في نفسها أيعقل أن يكون ذلك المتعجرف المتحجر الأحاسيس طبيبا ,إنها لاتتخيله يداوي الجراح أو يواسي عائلة فقدت عزيزا ...قالت كايت ( لاتقلقي ,لطالما كان رايان رجلا غامضا فتحت مظهره القوي يكمن رجل في غاية اللطف والحنان )


كانت دانييل تفكر في كلام كايت وهي ترتشف العصير في المطبخ

أيعقل أن يكون لطيفا ؟؟؟؟
( مرحبا ,مالذي تفعلينه هنا ؟) قالت مورا عندما رأت دانييل تجلس وحدها فقالت دانييل مبتسمة ( لاشيء ,لقد أصابني الملل فقط )
جلست مورا إليها على الطاولة قائلة ( فتاة في مثل سنك لا يجب أن تشعر بالملل ..حتما هناك أشياء تستطيعين القيام بها هنا )
(أعلم ولكن لاأجد هذا مناسبا ) قالت بجدية
( مالذي تعنينه يا نيلي ؟) قطبت مورا حاجبيها وأصبحت تشبه رايان كثيرا في تلك اللحظة *كفي عن التفكير به * نهرت دانييل نفسها ..
(لا تسيئي فهمي يا عمتي ولكن ماذا سيكون موقفي عندما يحصل شيء لأبي وأنا في الخارج أتنزه ) صمتت قليلا وقالت
(أنا لم آتي إلا لأجله )...
(أعلم هذا ) ردت مورا بتعاسة ثم قالت بحماسة (لكن بإمكانك الذهاب إلى البحر فهو لايبعد سوى .....)
(ميلين ونصف ) قالت دانييل مقاطعة مورا ثم نظرت إلى عيني زوجة أبيها وقالت (أعرف هذا ) ثم شربت ما تبقى في كأسها من العصير جرعة واحدة لتنظر بداخله بتمعن وكأنها بتحديقها إليه ستحل مشكلة السلام في العالم ..
ساد صمت قصير قطعته مورا قائلة ( لقد أخبرني والدك كل شيء)
اشتعل غضب دانييل ليس من زوجة أبيها بل من والدها بنفسه ,كيف يجرؤ أن يشرح للناس ما حصل ؟وهي لا تعرف ما حصل ولم يبالي بشرحه لها ,لكنها حاولت أن تخمد غضبها فما ذنبها المرأة على أي حال ؟ نهضت لتغسل الكأس فقد أرادت أن تشغل نفسها حتى لا يتأجج غضبها قالت وهي تدير ظهرها لمورا (أحقا ؟) هذا ما استطاعت قوله ,سمعت صوت عمتها وكأنه يأتي من البعيد ( إنه يريدك أن تفهمي أن ما حصل كان لابد أن يحصل ,أغنه سوف يشرح لك وسوف تفهمين لماذا فعل ذلك ..إنه نادم فعلا لأنه لم يرك طوال تلك النوات ,نادم لأنه لم يشاركك فرحك وحزنك ..) اخذ رأس دانييل يدور وأحست أنه على وشك الانفجار
لماذا تقول لها كل هذا ؟
(دانييل ,أنظري إلي !) كانت هذه مورا التي أصبحت خلف دانييل فاستدارت دانييل تنظر إليها بقوة زائفة وهي تعلم أنها إن لم تخرج من هنا ستجهش بالبكاء
(إنه آسف !) قالتها مورا واضعة يديها على كتفي دانييل
فتحت دانييل فمها لتقول شيئا لكنه ضاع عندما دخلت روزيتا بوجهها المحمر نشاطا وحيوية قالت دانييل في نفسها *ياله من توقيت * ابتسمت دانييل ابتسامة كاذبة (أظنني سأذهب لأتمشى في الحديقة ) واستطاعت أن تخلص نفسها من عمتها التي قالت بعد أن رأت أن دانييل لن تتحمل كلنة أخرى ( لا تتأخري على العشاء )
(لا تقلقي !) وخرجت مسرعة من الباب الخلفي
أخذت تفكر وهي تمشي بين زهور الحديقة المتفتحة في الشتاء وقد أخبرتها روزيتا أنها لاتتفتح إلا في الشتاء ..واتجه فكرها إلى زوجة والدها التي استطاعت أن تقرأ ما تفكر فيه فحتى والدتها كانت لا تستطيع فهم ابنتها في معظم الأحيان ...
وضعت يديها في جيبي تنورتها الطويلة واستنشقت ملء رئتيها هواء نقيا وأخرجته على دفعات صغيرة تماما كما تفعل عندما تتوتر مغمضة عينيها ,وعندما فتحتها وقع نظرها على الأرجوحة التي نصبها لها والدها عندما كانت صغيرة ..اقتربت منها متذكرة تلك المرة التي أتوا فيها ليروا المنزل هي ووالدها ووالدتها ,لقد ركبت هذه الأرجوحة وجعلت والدها يدفعها عاليا ..
بدون أي تردد ,جلست دانييل على الأرجوحة ثم أخذت تدفع نفسها عاليا مغمضة عينيها وكأنها عادت طفلة في العاشرة .زادت دانييل سرعتها وهي تتذكر عندما قالت لوالدها (بقوة يا أبي ,دعني أطير عاليا )
(لن تستطيعي الطيران بدون أجنحة )
أجفلت دانييل من الصوت الذي ظنته من مخيلتها وفتحت عينيها لترى رجلا غريبا يقف بعيدا عنها قليلا وهو يبتسم واضعا يديه في جيبيه ,من هو ذلك الرجل لم تره في حياتها .....عينان بنيتان وملامح طفولية
تقدم منها قائلا (ياله من عار أن تنسي شقيق صديقتك العزيزة )
صمت ثم ضحك إزاء ملامح الذعر الواضحة على وجهها فقال (دعيني أذكرك قليلا ..جيريمي الثرثار )
( يا إلهي !) شهقت وقد عرفت من هو ..إنه شقيق تيريزا مايسون ...صديقتها وهو توأم تيريزا وصديقها العزيز ...تخلصت من الأرجوحة وركضت إليه لتحتضنه كما تحتضن الأخ الذي طال غيابه وهي تضحك ..
قال ضاحكا (هذا يعني أنك عرفتني )
نظرت إليه غير مصدقة (إنني أعجز عن الكلام ,لقد تغيرت كثيرا .إنك ....) ولم تستطع وصفه .
(وسيم !) قال مكملا جملتها فضحكت وتابعت (وطويل أيضا ,من كان يظن أن جيريمي صاحب النظارات التي بحجم شاشة التلفاز والقصير سيصبح هكذا ؟)
قال ممازحا (صمتا يا فتاة ,ستدمرين صورتي أمام النساء ) صمت ثم قال ناظرا إليها من رأسها حتى أخمص قدميها (ومن كان يظن أن نيل باركر ذات الضفائر بلون الوحل والوجه المليء بالنمش ستصبح أجمل من عارضات الأزياء ؟؟!!) ضحكت دانييل من قلبها وقالت (إنك تجاملني يا جيري, كيف حال تيريزا ؟)
(ماتت!) قالها بجدية فانصدمت دانييل لكن ملامحه أنبأتها بالكذب
(أيها الكاذب !) ضحك جيري من أعماقه ,ضربته دانييل على كتفه وقالت (هذا ليس ظريفا يا جيري )
(بل ظريف صدقيني ,كان لابد أن تري تعابير وجهك ) وأخذ يقلدها فقالت دانييل (حسنا ,لست بهذه البشاعة .والآن أخبرني كيف هي تيريزا ؟)
(إنها أم لثلاثة أطفال صبيان وفتاة )
( يا إلهي ! بمن تزوجت ؟)
( برجل فرنسي ,أتى عن طريق شركة السياحة التي تعمل فيها ..)
سألت بمكر(وماذا عنك أنت ؟هل هناك فتاة في حياتك؟)
تهد تنهيدة طويلة قائلا وهو ينظر إلى شيء خلفها (إنني مخطوب لهذ المرأة الجميلة ) فاستدارت لتنظر وإذا بنظرها يقع على كايت التي أتت إليهم ,لم تستطع دانييل أن تنبس ببنت شفة ..قالت بسعادة (لا أصدق ,,) واحتضنتهما قائلة (أنا سعيدة من أجلكما )
(شكرا ) أجاب الاثنان في نفس الوقت فضحكوا ,قالت دانييل
(لم لم تخبريني يا كايت ؟)
(لقد أردت أن أخبرك لكنه أراد أن يفاجئك ) ردت كايت بخجل
(وقد فاجأني حقا!) ثم تابعت (لندخل إلى المنزل وأخبراني كيف حصل ذلك ,هيا ) ثم دخلوا جميعا ..



**********************


كل شيء يسير على ما يرام ,فوالدها تحسنت صحته وعلاقتها بمورا وكايت كانت طيبة أما علاقتها مع أختها فلم تكن مثل علاقتها مع كايت ومورا لكنها بدأت تتحسن فبعض الأحيان كانت ميا تضحك عندما تسمع دانييل تضحك مع كايت لكنها تعود وتنغلق على نفسها مرة أخرى لكن مشكلتها الحقيقية ليست مع ميا بل مع رايان ,وتذكرت مشاجرتها منذ يومين فهو لازال على اعتقاده السخيف ...ذلك اليوم كانت في غرفة مكتب والدها والتي من الأفضل أن تسميها مكتبة لأنها فسيحة بسقفها العالي المزين بالنقوش وبتلك الثريا المتوسطة الحجم . كانت قد انتهت من اتصال لشركة التأمين بشأن سيارتها ,فأخذت تتأمل المكتبة برفوفها المليئة بالكتب المنوعة وحدثت دانييل نفسها أنها ستمضي الكثير من الأمسيات وهي تقرأ في هذه الكتب ..لفت نظرها لوحة معلقة على الحائط وقد عرفتها ,أنها لوحة لكاندينسكي فقد قدمت أطروحة تخرجها عنها عندما درست في جوليارد ..(أي شخص ينظر لهذه اللوحة سيظن أنها خربشات أطفال لكن المحترف هو الوحيد الذي يقدر الفن ) كانت افتتحت الأطروحة بهذا السطر ونالت عليها علامة رائعة ... لكن مالذي تفعله هذه اللوحة هنا ؟صحيح أن والدها يقرأ الشعر والروايات لكن اللوحات والتحف هي آخر اهتماماته


(هل أعجبتك؟) أتى هذا الصوت الساخر من عند الباب فالتفتت ورأت رايان يقف ممسكا بالباب ,,تسارعت نبضات قلبها تماما مثل ما تفعل عندما تراه ,كان وسيما جدا فقد نمت لحيته بشكل طفيف وارتخت ربطة عنقه الرمادية التي تلاءمت مع بذلته السوداء ..لابد أنه رجع لتوه من الشركة كما علمت أنه يعمل فيها مع والدها منذ سنة ونصف ...


كانت تريد شكره للكذبة التي أطلقها بشأن سفرها إلى بوسطن حتى يغطي غيابها لكنها تتردد مخافة أن يقوم بفتح ذلك الموضوع عن سبب قدومها إلى هنا ويبدأ باتهامها مرة أخرى ,ويبدو أنها ستؤجله مرة أخرى فملامحه تدل عل أنه سينفجر في أي لحظة قالت (إنها المفضلة لدي لكني لا أعرف كيف يحتفظ بها أبي لأ.....)

دخل الغرفة ورمى الحقيبة على أحد الكراسي مقاطعا بعبوس
(إنها هدية من عمتي بمناسبة عيد زواجهما.)
(آه !) هذا مااستطاعت قوله وكان هذا غباء منها فقد فسرها رايان بشكل خاطئ ,لأنه نظر إليها بحدة بتلك العينين التي لن ترى فيهما غير الحدة والكراهية والغضب وقال
( ماذا يعني هذا ؟)
(لاشيء,إنها جميلة ) ثم ابتسمت متابعة كلامها (لابد أنك متعب ,سأتركك الآن ) واستدارت مغادرة الغرفة
(انتظري!) اخترق صوته العميق سكون الغرفة فتجمدت مكانها ,مالذي يريده ؟إنها تتمنى أن يكف عن ذلك التهديد والتوعد ,لتعيش بسلام في هذه الفترة مع والدها .
استدارت لتجده جالسا على حافة مكتب والدها عاقدا يديه على ذراعيه ووجهه خال من التعابير ,,,,قال وعينيه مثبتتين على وجهها (هل كنت تخططين للاستيلاء على تلك اللوحة ؟؟) لم تصدق دانييل ما قاله وتصاعد غضبها الذي جعل وجهها يحمر مثل ميزان الحرارة تقدمت إليه وقد أعماها الغضب (اسمع أيها المتذاكي ,أنا لا أسمح لك بأن تتهمني بهذا الشكل ..)
(بل لي كل الحق بذلك يا عزيزتي ) نهض الآن وأصبح قريبا منها لدرجة أنها لم تستطع التنفس فابتعدت خطوة إلى الخلف لتضع بينهما مسافة لأنها قد تتهور وتصفعه مع أنه يستحق هذا .
تابع يقول(واسمعيني جيدا ,لأني سأقول هذا مرة واحدة ولن أكرره ..من الواضح أنك لن تذهبي قبل أن تحققي مرادك لذلك قولي الآن ماهو ثمن خروجك من حياتنا ؟؟) استغرق دانيل لحظة لتفهم قصده ثم شهقت عندما فهمت ..أيرشوها هذا الأحمق المجنون ...فقالت بحدة (ماذا قلت ؟)
(أظنك سمعتني جيدا ) قال واضعا يديه في جيبيه
(سمعتك لكنني لست واثقة مما تعنيه ,أترشوني ؟)
صرخت به بحدة
(لا داعي لادعاء الدهشة عزيزتي ,إنك تضيعين الوقت على كلينا .فكم..) لم يكمل لأن دانييل رفعت كفها لتصفعه لكنه أمسك بيدها بدون أن يهتز مقدار أنملة وكأنه كان يتوقع ردة فعلها هذه
قالت وهي تهتز غضبا (لم يحدث أن رفعت يدي في وجه أحد لكنك تستحق هذا ..دعني أيها المختل ... ) نفضت يدها من يده فتركها وتابعت (من تكون لتقول هذا عني ؟هل أتيتك طالبة المال لتستنتج أني لست هنا إلا من أجله ؟هل أبدو كالمتسولة ؟أجبني..)
(إني أعرف شاكلتك من النساء ) قال وعيناه تقدح شررا
اهتز صوتها لكنها ضبطته (إنك لا تعرفني )
تابع وكأنها لم تتكلم (وأعرف أيضا كم يقاسي المعلمين في أحوالهم المادية ,لذا وفري علي هذا الهراء .)
(يا إلهي! إنك مريض عقليا ,إنك تعاني من جنون الارتياب ) مشى بسرعة إليها وأصبح قريبا منها لدرجة استطاعت معها أن تلاحظ رموشه الطويلة وقال والغضب يتطاير من عينيه التي أصبحت مثل الكهف المظلم (لن أسمح لامرأة أخرى باستغفالي!) ثم وكأنه صحا من حلم مزعج فقد ظهرت عليه الدهشة فعرفت دانييل أنه قال الكثير مما لم يرد أن يقوله ؟,لقد باح بما لم يكن يريد أن يعرفه أحد وخصوصا هي ..من هي تلك المرأة التي خدعته واستغفلته كما قال ,أرادت أن تسأله لكنها لم تفعل ..
إنه يراها على هيئة هذه المرأة الجشعة ..فغضبت ولمعت عيناها وكررت (إنك لاتعرفني) ثم استدارت بشجاعة لتخرج من هذه الغرفة فقد أحست بالاختناق لكنه أمسك بذراعها مانعا إياها من الخروج فسقطت خصلة من شعرها على جبينها
قال (لقد اسنفذت كل الفرص ,لقد عرضت عليك المساعدة لكنك رفضتها أنا أحذرك , سأبقى أراقبك ) نفضت يدها منه وقالت بسخرية ( هل تسمي هذه مساعدة ؟بل هي ابتزاز ..) تابعت وهي تضحك بسخرية ( لقد اعتقد أننا من الممكن أن نصبح أصدقاء لكن من المستحيل أن يكون لدي صديق بهذه العقلية المختلة ) خرجت من الغرفة صافقة الباب وأحست بأن الدموع تتجمع في عينيها لكنها لن تسمح له أن يبكيها أبدا ,أخذت نفسا عميقا وتوجهت إلى غرفتها لكن مورا استوقفتها عند باب غرفة الجلوس قائلة ( مالذي حصل يا دانييل ؟لم أنت غاضبة ؟؟)
لو تعرفين !!حدثت دانييل نفسها ...
لكنها ردت كاذبة (إنهم أصحاب شركة التأمين الأغبياء سيؤخرون معاملاتي ,,كنت أود الجلوس والتحدث معك قليلا لكنني أشعر بصداع ..سأصعد قليلا لأرتاح ..أراك لاحقا ) وصعدت السلالم بسرعة ولم تنتظر جواب مورا التي أخذت تتساءل عما أصاب دانييل ...ماذا جرى لها ؟أرادت أن تريها البيانو الجديد الذي اشترته من أجل دانييل وميا لتتعلم دروس الموسيقى ..
فتح باب مكتب جوناثان وخرج رايان غاضبا جدا ,,مثل دانييل ..لكن ألم تكن دانييل هناك منذ دقائق ؟هل تصادمت مع رايان ؟
منذ أن ظهرت دانييل وهناك نوع من التوتر بينها وبين رايان ..
مالذي بينهما ؟لقد أملت بأن يكون هناك نوع من الترابط بينهما فدانييل هي الفتاة التي ستجعل رايان سينسى تلك المخلوقة المنحطة ..فمنذ سنة ونصف ورايان لم يعد كما كان ,لم يعد اللطيف والضحوك بل أصبح يغرق نفسه في العمل ليل نهار وكأن العمل هو طعامه وشرابه ,ليس من الصحيح أن يبقى هكذا وليس من الصحيح أن يخرج غاضبا بهذا الشكل
(رايان ؟) تداركته قبل أن يخرج فتوقف واستدار فقالت
(مابك؟إلى أين أنت ذاهب؟)
(لقد نسيت شيئا في المكتب ,يجب أن أحضره لن أتأخر ) وخرج بنفس السرعة التي صعدت بها دانييل السلالم ..هناك شيء وستحاول أن تعرف ما هو ...



*****************************

هبت ريح رطبة قادمة من البحر , تخللت خصلات شعرها الكستنائي وهي تجلس متذكرة ما حصل مع رايان منذ يومين

ما أروع هذا المكان إنه كما تتذكره تماما عندما كانت تأتي هنا في صغرها . الأمواج المتلاطمة بهدوء تريحها وتذهب التوتر منها .نهضت ونفضت بنطالها الجينز الذي يتناسب مع الكنزة البيضاء التي ترتديها والسترة الوردية وعادت أدراجها نحو المنزل مفكرة في والدها الذي لم يخرج من المنزل إلى الآن ,لقد تحسن كثيرا عن أول مرة رأته فيها فقد أزالوا الأنابيب والأجهزة منه ... مرت من طريق مختصر فرأت منزلا رائعا في البعيد يبدو مهجورا ,يا للأسف فهو يبدو جميلا جدا ,,المنزل الذي لطالما حلمت بامتلاكه ...من قد يترك منزلا مثله ,,مع أنه يبدو حديث البناء ..أكملت طريقها وفجأة أحست بصوت قريب فظنته أرنبا فالأرانب تكثر في هذه الأنحاء لكنها رأت جسما صغيرا يستند إلى شجرة وكأنه طفل ,اقتربت أكثر فرأت فوكس صديق ميا شقيقتها


(مرحبا ,مالذي تفعله هنا؟) جلست بجانبه وقد بدا على ملامحه الطفولية الجميلة الحزن (مرحبا آنسة باركر!) ياله من طفل مهذب!

(ما بك؟) سألت دانييل وقد رأت التردد على ملامحه فأجاب سائلا (هل لي أن أقول شيئا ولا تقولي لأحد خاصة ميا ؟)
(بالطبع!)
(هل تعدين بذلك ؟) قال ملحا وخصلات شعره تتطاير وفقا لحركاته فأجابت ( أعدك وبشرف الكشافة !) ثم رفعت يدها تؤدي تحية الكشافة فضحك فسألت مدعية الغضب (ماذا؟)
(إنها اليد الخطأ ) فضحكت قائلة
(لم أدخل الكشافة لذلك لاأعرف والآن أخبرني !)
بدأ فوكس بالكلام شارحا لها أنه قد اشترى هدية عيد ميلاد ميا لكن أحد الأطفال في صفه قد كسرها وأراها الهدية التي كانت عبارة عن مجموعة أحصنة صغيرة فخارية جميلة أحست دانييل بالكآبة للطفل الصغير وأكمل قائلا (وضربته !!) شعرت أن أحدهم قد عاقبه على فعلته وقد أصابت لأنه قال (وأمي رفضت أن تعطيني نقودا لكي أتعلم ألا أضرب شون مرة أخرى لكنه يستحق هذا لأن ميا كانت مستاءة لأنها تظن أنهم نسيوا عيد ميلادها )عندها بزغت فكرة رائعة سوف تقربها من أختها الصغيرة وقالت (لدي فكرة )
(ماهي ؟) سأل ببراءة فقالت (يجب أن تساعدني وسوف أساعدك)
نظر إليها وتابعت ( سأشتري لك هدية أخرى لميا وسوف تساعدني لأقيم حفلة عيد ميلاد رائعة لميا ,ما رأيك ؟)
تردد الطفل وقال (لكن أمي سترفض )
(لا تقلق ,سأتدبر الأمر!والآن هل تساعدني أم لا ؟)
فكر قليلا وقال (حسنا ,اتفقنا !) ثم احتضنها قائلا (شكرا لك !)
وعندما كانا في طريق عودتهما قال فوكس فجأة (إن اسمي ليس فوكس!) نظرت إليه باستغراب وقالت (ما هو إذن؟)
قال (اسمي سامويل !لكن لاأعرف لماذا ينادونني بفوكس لأنه اسمي الأوسط؟) قالت دانييل (أتريد أن أناديك به؟) هز رأسه موافقا وقالت ( سأناديك سامي اذا ناديتني نيل أو دانييل

(حسنا !)


**********************


عندما وصلت إلى المنزل وجدت سيارة رايان متوقفة عند الممر الرئيسي للمنزل واستغربت هذا لأنه ليس موعد عودته إلى المنزل عندما دخلت إلى المنزل سمعت أصواتا عالية
آتية من غرفة الجلوس
توقفت عند الغرفة وسمعت ميا تقول


( لقد اشتقت لك كثيرا يا أبي!)

أبي!!!
دخلت دانييل إلى الغرفة ورأت والدها يجلس هناك وأحست أن الدموع تتجمع في عينيها وهمست (أبي!!) التفت إليها الجميع ولم تعرف كيف وصلت إلى والدها واحتضنته بقوة وهي تنشج بهدوء
قال ممازحا( لقد أصبحت طويلة جدا يا نيلي ) ضحكت من بين دموعها التي مسحتها وقالت (لقد اشتقت إليك كثيرا ,لم لم تخبرني بقدومك اليوم ..)
تدخلت مورا وقالت (حتى نحن لم نعرف ,,لقد أتى مع رايان ) انتبهت دانييل إلى وجود جيريمي وكايت بالإضافة إلى مورا ووالدها وميا ..عندها دخل رايان فضحكت كايت قائلة (عندما نتكلم عن الشر يظهر ) تسمرت دانييل مكانها عندما رأت ,كان أوسم من كل مرة تراه فيها وقد ارتدى بنطال أسود وكنزة كحلية مع سترة بنية ,,لم تره بالملابس العادية فقد تعودت شكله بالبذلات وتلك الابتسامة التي أطلقها لأخته عندما سمعها كانت أروع ابتسامة رأتها في حياتها ,,أحست بوهن في عظام ركبتيها لابتسامته ..
قالت مورا ( ويحك يا كايت ,,إن رايان ليس شر بل هو الابن الذي لم ألده ) واحتضنته بحب ,توقعت أن يبدو غير مرتاحا لعناق عمته فقد رأت ترافيس عندما تحتضنه والدته ,كان يشعر بالحرج لكن رايان احتضن عمته بحب متبادل ,,لم تستطع أن تشيح بنظرها عنه إنه يحيرها ,,إنه يبدو محبا مع الجميع لكن معها ينقلب حاله 180 درجة وترى في عينيه التي ترى فيها الحب الآن ,ترى فيها البغض والكره ...نظر إليها عندما ترك عمته ووجدها تنظر إليه فأشاحت بنظرها بسرعة ,,,رأته يتجه نحوها فأدركت أنه سيجلس بجانبها ,,لاتريده يجلس بجانبه فالمشاعر التي تشعر بها تجاهه لاتريحها لكن لامفر لأن الأريكة التي تجلس عليها هي الوحيدة الفارغة لكن لو تفسح كايت المكان الذي تجلس فيه سيكفيه ,,,,ماهذا؟؟لو نهضت الآن سيشعر الآخرين بما فعلت ,,,تبا لهذا ...
جلس بجانبها وقال لها بعفوية ( كيف حالك يا داني ؟؟)
رمشت بعينيها وقالت بتوتر (ماذا تعني بهذا السؤال ؟)
ابتسم ساخرا وقال ( لا يوجد إلا معنى واحد لهذا السؤال!)
ردت بتوتر ( أنا بخير ما دام أبي كذلك !)
( جيد ) رد ثم أهملها كليا وقد انسجم مع والدها الذي أحسته كأب له أكثر من مجرد زوج عمته ..كيف يحبان بعضهما هكذا


*********************


جلسوا بعد العشاء يرتشفون القهوة وقد بدت دانييل مستغرقة في أفكارها تفكر في العلاقة الوطيدة التي تجمع بين والدها ورايان .


أحس رايان بشرودها فتساءل عما يشغل بالها ,,كانوا يتكلمون عن دروس ميا للموسيقى واعتراضها على هذه الدروس
(إنها صعبة للغاية ) كررت ميا بغضب فتخل رايان وقال

(لنسأل داني !)
التفتت دانييل إليه وقالت (عفوا ؟؟) نظرت إليه متصلبة
سأل رافعا حاجبيه (هل دروس الموسيقى صعبة ؟)
(آه!) رت ثم تابعت ناظرة إلى ميا (إنها ليست صعبة وبإمكاني المساعدة إذا أردت ) حدقتها ميا بنظرة عنيفة وقالت ( لاأريد أن أتعلم !) وخرجت مسرعة من الغرفة فقال والدها ( ما هذا ؟؟)
ردت كايت ( إنها مدللة فقط !) أحست دانييل بالغضب يمتزج داخلها فقالت (اعذروني ) وخرجت خلف ميا سأل الأب (مالذي يحدث؟) مالت كايت على رايان وقالت (لاأدري لنسأل رايان !)
(وما شأني أنا ؟) ثم تابع ( ربما ميا مستاءة لأنها تظن أننا نسينا عيد ميلادها ) لكن كايت أكملت هامسة ( ربما هو شأنك بسبب التوتر الذي ألاحظه بينك وبين دانييل !)
( إنك حمقاء يا كايت ) هزت كتفيها بعدم اقتناع
سمع عمته تقول (أوه لاتقلق فقد أخبرتني نيل أنها ستقوم بهذه المهمة فهي ستقوم بحفلة مفاجأة لأختها )
(أحقا ؟؟) رد رايان بتشكك وقد فرح الجميع
صعدت دانييل السلالم وهي تشعر بالغضب من أختها ..هذا يكفي من الألعاب الطفولية ,وصلت إلى غرفة ميا وقد علق عليها إشارة ابق خارجا ,طرقت الباب عدة مرات لكن لارد ففتحته ووجدت أختها تتصفح مجلة رسوم متحركة وقالت بحدة (ألاتعرفين أن تطرقي الباب ) ردت دانييل بغضب ( لقد طرقته )
( ماذا تريدين ؟) تابعت ميا بوقاحة فسحبت دانييل المجلة منها وقالت (اسمعيني ,أتظنين أني قد أتيت لأفسد حياتك أو آخذ منك أبي ,إنه ليس لي وحدي ,إنه لي ولوالدتك وكايت ورايان ..إنني فقط أريد أن أعرفه ,أريد أن أراه عندما يصرخ....)
قاطعتها ميا (إنه لايصرخ !) ردت دانييل بحزن
(لكني لاأعرف هذا)
ثم سكتت وقد أرادت أن تقول أريد أن نكون أصدقاء لكن ستكتفي بهذا ثم خرجت من الغرفة فاصطدمت برايان عند الباب فتأففت قائلة (ليس أنت أيضا !!) وابتعدت


*************************


مرت ساعة وهي تجلس في الشرفة في زاوية مظلمة مستندة على حاجز الشرفة ....نظرت إلى تحرك أغصان الأشجار واستمعت إلى حفيف الأوراق تحت الليل الدامس الذي تضيئه ألف نجمة والتي تعكس أضواءها على بركة السباحة ومياهها الراكدة التي تكاد تكون مثل السماء في سوادها ..أخذت تنظر إلى ذلك براحة وهدوء ناسية ما وتر أعصابها قبل وقت قريب .


كادت أن تنام من الهدوء والسكينة فالجميع لابد أن يكونوا نيام الآن .سمعت حركة عند باب الشرفة فرأت ظلا طويلا لم تتبينه لكنها أحست بشيء غريب يسري في أوصالها ..تقدم ذلك الشخص حتى ظهر وجهه تحت ضوء النجوم ,أظهرته أضواء النجوم الخافتة وسيما جدا فحبست أنفاسها ,,لقد جعلها متأرجحة بين مشاعر لم تألفها ,,,لماذا أتى ؟؟ثم تذكرت أنها رأته عند غرفة ميا فتأجج غضبها ..أيظن أنها ستجرح أختها الوحيدة ؟


تصاعد غضبها فأشاحت بنظرها وقد لاحظها فتقدم منها ..

تمتمت بصوت مسموع لتجرحه (لقد تساءلت ما سيفسد هذا المنظر علي؟؟) استند على الحاجز ولم ينظر إليها بل نظر إلى الأشجار التي تحيط بهم كالأسوار (حقا وماهو ذلك ؟)كان صوته أجشا وظهرت فيه لكنة خفيفة فاستغربت لأنها لن تنتبه لذلك
أجبته بحدة (أنت ) ونظرت إليه متوقعة أن ترى الغضب لكن لدهشتها ضحك ضحكة خفيفة ..إنه لم يضحك لها أبدا
وبهذه المسافة القريبة ,أحست باندفاع حمرة الخجل إلى خديها حتى كادت أن تلمسها لتخفف الاحمرار لكنها لم تفعل ولم تستطع أن توقف خفقان قلبها الأحمق ،ماذا دهاها ؟؟
لحسن حظها لم تكن الأضاءة قوية ليلاحظ ماحدث من تغيرات في وجهها لكن مزاجه تبدل عندما لاحظ سكوتها وتحديقها به فقال (ما بك؟)عادت ملامحه إلى العبوس مع أنها لاتحب هذه الملامح لكنها أسلم لها من ابتسامته الجذابة ,ردت (لاشيء ,لكني ظننت أنك تتكلم بلكنة .لابد أنيي أتخيل لأنك أميركي ..) قالت جملتها الأخيرة بهمس وكأنها تكلم نفسها ..أخذ يحدق إليها للحظات ثم استدار عنها وتهالك على الأريكة التي في الشرفة وقال بملل
(لا تقولي لي أن كايت لم تخبرك عنا ..)
نظرت إليه وقالت (عنكم؟؟)
(أنا ,هي وعمتي؟؟) قال بعدم تصديق وفهمت قصده فقالت بنفاذ صبر(ماذا تعني؟) لمعت عيناها تحت الضوء الخفيف فبدت جميلة جدا حتى بشعرها الكستنائي المربوط إلى الخلف والغير مرتب وقد بدت بشرتها بلون الفضية النقية تحت النجوم .
وضع رايان يده على جبينه مغمضا عينيه ليبعد عنه الصورة الجميلة عنها بلمعان عينيها وبشرتها الجميلة ..ماذا دهاه؟*قل لها ما تريد واذهب فلديك مناوبة بعد أربع ساعات *لابد أنه الإرهاق الذي يجعله يهلوس هكذا ,قال بنفاذ صبر
(نحن إيرلنديون )
(أحقا؟) ردت بلهجة فكتمت حماسها عندما رأته يدعك جبينه فقالت(يجب أن تذهب لتنام .) رفع رأسه بحدة فأكملت وهي مرتبكة وخافت أن يفهمها خطأ ( أقصد أنك تبدو متعبا ولديك عمل في الغد !!) ثم صمتت وقد أحست بالغباء لما قالته ..
حدق بها للحظات ثم قال بجدية ( اسمعي,أظن بأن العائلة لاحظت ما يحصل بيني وبينك ..لذلك..)
قاطعته ( مايحصل بيني وبينك ؟ماذا يعني هذا ؟)
(أقصد ما يحصل من مشاجرات لأن كايت لاحظت وبما أنها لاحظت هذا يعني أن عمتي لابد قد لاحظت لذلك يجب أن نتظاهر بعدم كره بعضنا حتى نقوم بتسوية ما بيننا )
ردت بحدة (قد ننجح بذلك إذا قمت بشيء واحد وهو أن تتخلى عن الأفكار الحمقاء التي كونتها عني ) وتابعت بغضب وتهور (ليس لأن امرأة مختلة خانتك يعني أن كل النساء مثلها فأصابع اليد غير متساوية !) لاحظت أنها تمادت لأنها رأت ملامحه تسود وفكه يشتد فهمست (أنا آسفة ) نهض واقترب منها حتى أصبحت تشم رائحة عطرة فارتجفت ظنا منها أنه سوف يضربها لكنه قال ( لقد جئت ظنا مني أن بإمكاني القيام بمعاهدة صداقة كما يقول السياسيون لكنني غيرت رأيي ,,وأتعرفين المثل القائل أبق أصدقائك قريبين ....أنا متأكد أنك تعرفين البقية ..)
فأكملت هامسة ( وأعدائك أقرب ..هل أصبحت العدو الآن ؟؟؟)
هز كتفيه وكأنه يقول لها أنها لم تبق لديه أي خيار ..
قالت بكل مرارة( لماذ تفعل هذا؟)
قال (أنت تعرفين لماذا , وأيضا ألم تقولي بأنك لا تريدين صديقا مختلا مثلي ؟؟) ثم تابع ببرود مخيف ( وأيضا لا تبدي رأيك في ما لايعنيك ,فأنت لاتعرفين عني شيئا )
قالت ساخرة (أذكر أنني قلت نفس الشيء عني ) لكنه لم يستمع لها واستدار خارجا فنادته (رايان!)
(نعم ,عزيزتي !) رد بسخرية
قالت بتصميم ( عندما تعرف الحقيقة وتعرف أنك مخطئ ,
ستعض أصابعك ندما )
أجاب ليغيظها ( لا ,لن أفعل لأنني أعرف الحقيقة وأعرف أنني دائما محق ) أحست بالجنون لثقته فصرخت به
(ولا تنادني بعزيزتي ,فأنا لست عزيزتك أيها الأبله ) لكن الصمت هو الوحيد الذي رد فتهالكت على الأريكة والغيظ يأكلها ..


انتهى الفصل الخامس ...


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 11:21 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-28-2013, 02:18 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



(((عيناك عذابي...............))))


(( الفصل السادس))

( الخــــداع )


استغرقت دانييل في التحضير لحفلة ميلاد ميا السرية لكن ذلك أسعدها وملأ أوقات الفراغ التي كانت تشعر بها ,,,والأهم من ذلك جعلها تنسى المشاعر الغريبة تجاه رايان ,,,لم تشعر بهذه المشاعر طوال حياتها ,,إنها مزيج من الخوف والارتباك والاضطراب ,,طوال حياتها كانت تتعامل مع مختلف الأشخاص من خلال عملها ,,فقد صادفت كل أنواع الآباء والأمهات ,,منهم المتطلب والمهتم والمخيف والمثير للإضطراب والمتكاسل ,وتعاملت مع كل منهم فحاولت أن تلبي طلبات ذلك المتطلب لكن ليس إلى الحد الذي يجعله يتدخل في عملها بل وضعت له الحدود لتطلبه وطمأنت المهتم ووقفت في وجه المخيف ,فلماذا يصيبها الارتباك كلما رأته ؟؟أهو بسبب تلك العينان التي تطل منهما المودة والدفء ....غريب كيف أنها عندما رأته لأول مرة ظنت أنها باردتين لأنها رأت البرودة فيهما تلك الليلة عند الشرفة عندما أخذت تثرثر عن تلك المرأة التي استغلته كما قال ...
من هي يا ترى ؟أهي مميزة بالنسبة إليه ؟؟لابد أنها كذلك
وإلا لما بقي مريرا إلى الآن!!!لابد أنه أحبها كثيرا
ليصاب بخيبة الأمل هذه !!!
استحمت دانيل بعد أن ركضت قليلا في الصباح ثم جلست عند ضفة البحر لتشاهد الشروق ...فهي دائما تقوم بالهرولة ..لأنها تجعلها تشعر بالانتعاش ...أخذت تنظر إلى ثيابها المعلقة في خزانتها . كانت قد جلبت ثلاثة فساتين بسيطة إلى جانب فستان السهرة الذي أصرت جيسيكا على أخذه .
لقد أصيبت بالملل من تلك التنانير الطويلة وسراويل الجينز ..سترتدي شيئا مختلفا اليوم ,ذلك لأن مزاجها كان ضبابيا ولاتعرف لماذا ؟ والأكثر أهمية هو بسبب نظرات تلك المرأة لها ,,مديرة كايت في العمل التي أتت لتزور والدها ,لقد كانت جميلة جدا بذلك الثوب الأسود الصوفي الذي كانت متأكدة من أنه من إحدى الماركات العالمية ,قد تكون من سان لوران أو ديور ..
ضحكت باستخفاف ..لقد رأتها تلك المرأة في أسوأ حالاتها فقد كانت ترتدي بنطالا عاليا يصلح لطفل صغير أكثر منه لامرأة راشدة لونه كحلي ولبست تحته بلوزة خضراء بلون العشب وقد كانت تمشي بجوار المنزل حين هطل المطر فجأة فركضت نحو المنزل لكن بلا فائدة فقد التصق الوحل في بنطالها ووصل الى كاحلها وعندما دخلت المنزل وجدت تلك المرأة الأنيقة الجذابة التي تجلس بكل وقار مع رايان في غرفة الجلوس فنظرت الى دانييل بعبوس وكأن دانييل آتية من المريخ لكنها لاتلومها ,,,
لكن الذي أغضب دانييل حقا هي نظرات الدهشة والازدراء من رايان ...فليذهب الى الجحيم ذلك الأبله ,انها لاتهتم به ولابرأيه ,لابد أنه يراها كالفأرة المبللة بشعرها المبلل وثيابها المتسخة
كانت تلك المرأة تجلس مع والدها ومع مورا ورايان في غرفة الجلوس وكان اسمها كلوديت ماننغ ,لقد ذكرت كايت
هذا الاسم في أول يوم لها في البيت
عندما استحمت ولبست تنورة طويلة رمادية وبلوزة صفراء وسرحت شعرها وتركته منسدلا ذلك اليوم ,دخلت على كايت في المطبخ مع روزيتا وقد كانت غاضبة ..
ألقت دانييل التحية وهي تجلس على احدى الكراسي
(مابك ؟تبدين غاضبة)
( تلك الأفعى المنافقة ,إنها تثير غضبي )
اكلت دانييل قطعة من كعك روزيتا اللذيذ وقال
(لماذا ؟ماذا فعلت لك ؟
قالت كايت وهي ترتب أكواب القهوة مع روزيتا بعصبية في صينية (إنها تدعي الطيبة بمجيئها لزيارة عمي جوناثان )
صمتت ثم قالت بسخرية (كلنا نعرف لماذا هي هنا )
ثم تنهدت متابعة (ما عداه )
أحست دانييل بشيء غريب (ماذا تقصدين؟)
دفعها الفضولالى السؤال ,قالت كايت بهمس
( إنها تقوم بهذه المناورات لتحصل على اهتمام رايان )
تابعت ( والذي يبدو غير مدرك لهذه الاهتمامات التي تقذفها اليه)
أخذت روزيتا الصينية من كايت بهدوء وخرجت من المطبخ فأكملت كايت ( ذلك اليوم أخذت تقول بأنها تحب ايرلندا وتحب الشعب الايرلندي أمام رايان ثم نظرت اليه
بكل وقاحة نظرات كلها هيام وحب )
صرخت كايت (آآه كم أكرهها ..أقسم أنه لو لم تكن مديرتي لقتلتها
ضحكت دانييل ضحكة خفيفة لكنها في داخلها تشعر بالاختناق ..أحست وكأن أحدهم يقبض على صدرها ..لماذا تنتابها هذه الأحاسيس ؟وماذا لو كانت تلك المرأة الجميلة والجذابة معجبة برايان ؟أو حتى تحبه ؟نعم ماذا لو كانت كذلك ؟ إنها لاتهتم ..لكنها فجأة أحست برجفة وهي ترفع كوب العصير فوضعته لئلا تلاحظ كايت ذلك ..ازدردت ريقها وقالت بصوت مبحوح عندما لاحظت أن كايت كانت تنتظر تعليق (إنها جميلة جدا)
أطلقت كايت صرخة احتجاج (عندما تقوم بمسح ذلك الماكياج عن وجهها ستصبح مثل الغول ) ضحكت دانييل (إنك تبالغين !)
عندها دخلت روزيتا لتقول بأن مورا تريدهم في غرفة الجلوس ,انضمت دانييل اليهم مع كايت وما ان دخلت حتى أحست بكره بالغ تجاه تلك المرأة الجالسة بكل ارتياح بجانب رايان الذي كان مستمتعا بتلك الجلسة ..

لايبدو عليه الضيق من تلك المرأة .. هل هو معجب بها وفجأة طرأت على بالها فكرة هل هو يظهر عدم المبالاة ليخفي إعجابه بكلوديت أو كلوي كما تحب أن يسموها ؟
؟في أعماقها أحست بالغضب لسبب لاتعرفه ..
وضحكت بسخرية في نفسها ..لقد كان هناك امرأة لايكن لها رايان كل الحقد بسبب تلك التي خانته ..
كا ن من الممكن أن تعجب بتلك المرأة لولا أنها تكثر من الكلام عن نفسها وهذا ما تكرهه دانييل فهي ليستمن ذلك النوع ..ورأت أن كايت تبالغ عندما قالت أن كلوي تضع كثيرا من مستحضرات التجميل وتخيلتها بدون الماكياج ,ولابد أنها ستبدو جميلة بعينيها الزرقاوين وشعرها الأشقر النحاسي ,,سمعت كلوي تقول لها ( لقد سمعت بأنك معلمة موسيقى متخرجة من جوليارد )
كانت قد قالت هذا بالاسبانية فضحكت وقالت (اعذروني ,لازلت متعودة على اللغة الاسبانية ..فقد كنت هناك منذ أشهر)
قالت دانييل بنفس اللغة ( ما سمعته صحيح يا عزيزتي !)
فقد درستها في الكلية
التفت اليها كل الموجودين في الغرفة وقال والدها
(لم أكن أعرف بأنك تتكلمين الاسبانية يا نيل )
فقالت دانييل في نفسها بحسرة *أنى لك أن تعرف يا أبي ؟*
هزت دانييل كتفيها بخفة (تعلمتها في الكلية وأنا أقوم بممارستها مع جيسيكا صديقتي الاسبانية )
قالت مورا (هذا جميل ,أليس كذلك يا كلوي ؟حتى أن لكنتك
جميلة وقوية يا نيل )
ردت كلوي ببرود (أجل ,جميل جدا )
قالت كايت وهي سعيدة جدا بخيبة كلوي (رايان يعرف اللغة جيدا )
لم تستطع دانييل أن تنظر الى رايان لترى دهشته ..فلسبب ما كانت تريده أن يندهش من معرفتها ..فنظرت الى كايت( هذا رائع )
فنظرت الى ساعتها مرتبكة بسبب صمت رايان وقالت كاذبة
(يجب أن أذهب ,لدي ما أقوم به من أجل حفلة ميلاد ميا ,سررت بمعرفتك يا كلوي )
قالت كلوي ببرودة ( أنا أيضا ) اصطدمت عينا دانييل بعيني رايان التي كان فيها تعبير غريب لم تعرفه . عندما خرجت ,كانت دقات قلبها مسرعة وكأنها كانت تركض لساعات فأخذت نفسا عميقا وأكملت طريقها ..
تذكرت دانييل كل هذا وهي ترتدي فتانها العشبي المزين بورود حمراء برتقالية ذو أكمام قصيرة .زثم نزلت الى المطبخ حيث سمعت أصواتا تتردد في الردهة ,كان صوتا أنثويا يقابله صوت عميق دافئ ..لابد أنه والدها ومورا فدخلت سعيدة ووجهها ينضح نضارة وقالت (صباح الخير) لكن صوتها اختفى عندما رأته جالسا في قميص أبيض ناصع وبنطال أسود ولم تنتبه الى مورا التي قالت بإعجاب (عزيزتي ,تبدين جميلة جدا ,أليس كذلك يا رايان ؟) فنظر اليها بتعبير جامد لثوان معدودة وقال
(تبدين مختلفة يا داني ) ثم عاد يشرب من قهوته ..
وجدت أن هذا أقصى ما سيخرج منه فهو لايريد أن تشك عمته في الخلاف الذي بينهما وأيضا عرفت بأنه يسميها داني لاعتقاده أن هذا الاسم يلائمها أكثر من نيل فقد قال عندما سألته كايت
(لماذا تسميها داني ؟)
(لماذا ؟هل تستاء من هذا الاسم ؟لأنه على حسب قول صديقها هذا الاسم يناسبها أكثر ) دهشت من تذكره لما قالته عندما سألتها كايت ماهو الاسم الذي تفل أن تناديه به
لكنها تعرف أنه لا يقصد بهذا اهتماما بل ليراقبها ..
رجعت الى الواقع وقالت ( شكرا عمتي ) ثم قالت وهي تجلس بعيدا عن رايان (وشكرا لك يا رايان )
ثم سألت مورا وهي تصب بعض العصير لها وقد لاحظت أن مورا تعد صينية لوالدها ( هل استيقظ والدي ؟)
(نعم عزيزتي .إنه يستيقظ عندما تخرجين للهرولة كل صباح )
أحست دانييل بالذنب ( إنني آسفة .لم أقصد أن أثير الضجة )
لوحت مورا بيدها بالهواء قائلة ( لا ,يا عزيزتي إنك لا تثيرين الضجة لكن والدك تعود أن يأخذ دواءه في هذا الموعد )
(هذا جيد فقد ظننت أني أيقظت الجميع ) ومدت يدها الى صينية الخبز في الوقت الذي كا ن رايان يأخذ قطعة فاصطدمت اليدان ..فأحست دانييل بحرارة تصعد الى ذراعها حتى استقرت في أولى فقرات عمودها الفقري وارتفعت الحمرة في وجنتيها فتمتمت
( آسفة )وأبعدت يدها عندما أخذ رايان قطعة
(صباح الخير ) قالت كايت وهي تدخل الى المطبخ بصوت ناعس وآثار النوم لازالت ظاهرة على وجهها ردوا التحية فقالت
( فيم كنتم تتحدثون ؟)
قالت مورا (عن دانييل ورياضتها الصباحية فهي نشيطة
وليست مثلك ...)
( من الذي سيقدر على مزاولة الرياضة في الصباح الباكر ؟بالنسبة الي أفضل النوم بدلا من ذلك )
ضحك الجميع ثم قال رايان
( إنك كسولة ,أتساءل مالذي رآه جيمي فيك ليتزوجك ؟)
عبست كايت مما أضحك دانييل ومورا وقالت كايت
( لقد رأى جوهري الداخلي ..) فابتسم رايان بخبث فلم تعره كايت أي اهتمام وبدلا من ذلك قالت لدانييل ( ولكني أحسدك فعلا يا نيل ,كيف تقدرين على ذلك ولاتفوتين يوما واحدا ؟)
فتدخل رايان ( ربما هي تفعل ذلك من أجل شخص ما ؟)
فقالت دانييل (مالذي تقصده؟)
(قد تكونين تقومين بالرياضة إرضاء لصديقك الحميم ؟!)
قال بمكر ..ابتسمت دانييل ابتسامة خالية من أي تعبير ( أنا لاأفعل ذلك من أجل شخص ما ,أقوم بذلك من أجلي ,,من أجل صحتي .)
قال رايان بتحدي (أهذه طريقتك الحزينة للقول أنك وحيدة وليس لديك صديق مميز؟)
(رايان !) كانت هذه الصرخة التأنيبية من مورا وكايت ,نظرت دانييل الى ذلك الذي ينظر الى أعماق عينيها ولم يهتم بالمرأتين نظرات تبحث عن شيء لم تعرفه دانييل فبادلته النظرة بثقة وقالت (لست من ذلك النوع أبدا ..ولعلمك أنا لست بائسة ووحيدة ..فلدي العديد من الأصدقاء اللذين أعتبرهم عائلتي ..) صمتت ثم تابعت (وأنا أشمئز من أولئك اللذين يقولون بأن المرأة يجب أن تكون مرتبطة برجل لتشعر بالأمان والحماية ..فبضع دروس في الكاراتيه والدفاع عن النفس ستضمن لك ذلك ) لقد كانت غاضبة من هذا الرجل الذي يحملق بها ساخرا منها بكل جرأة فلم تهتم بالحاضرين أو تراعي التهذيب أمامهم ..
( إنك تشبهين أمك في هذه اللحظة !) رفرف جفنيها قبل أن يستقرا على والدها عند باب المطبخ وقد بدا بخير وبصحة جيدة ..لكنها قطبت حاجبيها عندما سمعت ما قاله ولم يلاحظ ذلك أحد كما اعتقدت لكن رايان لاحظ ذلك الوجه المتوهج تحت الأشعة المنسابة من نافذة المطبخ لتضفي شيئا رائعا على وجهها ,لم يشعر رايان بالارتياح من هذه المشاعر التي تنتابه فهذه المرة الثانية التي يشعر فيها بذلك ..لحسن حظه لم يلاحظ أحد ذلك التعبير المتأمل على وجهه ,فقد كانوا يصبون اهتمامهم على جوناثان الذي دخل الى المطبخ ثم جلس على كرسي بجانب ابنته وسمع عمته تعنف زوجها قائلة ( من المفترض أن تكون في الفراش ,كنت على وشك أن آتيك بالفطور في الغرفة ..)
قال والدها بعبوس (لقد مللت من الجلوس في تلك الغرفة والجدران تحيط بي من كل جانب )
ابتسمت دانييل (من المفترض أن تدلل نفسك يا أبي بهذا الاهتمام الذي يحيط بك )
ردت مورا بجدية واستياء من زوجها (لطالما كان والدك مريضا صعبا ) فرد جوناثان معترضا(كلا ,لست كذلك )
(أحقا ؟ وعصيان أوامر الطبيب بأخذ الأدوية ,ماذا تسمي ذلك ؟)
أخذت دانييل تضحك لمرأى والدها محاصر باتهامات مورا ,فقد كان عابسا ومستاء كالطفل (هذا غير صحيح..رايان؟؟!) استنجد والدها برايان الذي أضاءت وجهه ابتسامة جميلة
كما هي حاله عند حضور والدها
..غريبة هي هذه العلاقة التي تربط بين والدها ورايان ,,كأنهما صديقين بل إنها كعلاقة الأب والابن ,,ووالدها لايعدو أن يكون زوج عمته والسؤال الأكثر غموضا هو كيف أتى رايان وأخته ليعيشوا مع عمتهم وزوجها ؟وأين والديهم ؟هناك شيء غريب ..
انتبهت الى أن رايان نهض من كرسيه وهو يقول لوالدها مازحا (أنت بمفردك يا جوناثان فأنا لاأقدر أن أفوز في جدال مع عمتي )
ضحكت دانييل ,لم تكن تعرف أنه يقدر على المزاح فلطالما ظنته متحجر وثقيل الظل ..إن هذا الرجل ملئ بالغموض والأسرار والأسوأ من هذا هو أنه يثير فضولها ..وأيضا هناك شيء فيه يثير مشاعرها ,إنها لاتعرف ما هو هذا الشعور فهي لم تشعر بهذه الأحاسيس في حياتها وهي لاتريد أن تحس به لأنه يهدد شعورها بالاستقرار والطمأنينة ..
أخذت تقلب الطعام في صحنها وقد أصابها فقدان شهية مفاجئ بسبب التوتر الذي هاجمها بسبب أفكارها الغبية ..
(أين ستذهب ؟) كان ذلك والدها ,يسأل رايان عندما رآه ذاهبا
(لدي أشياء أقوم بها ..) قال رايان وهو يرتدي سترته السوداء على قميصه الناصع البياض والتي تتماثل
في سوادها مع بنطاله الأسود ..
( وماهي هذه الأشياء ؟ لقد قلت بأنك أخذت عطلة لمدة أسبوع من العمل في المستشفى ..) قالت مورا بغضب ,إنه يرهق نفسه بذلك العمل ..
قطب رايان حاجبيه ,إنه لايريد أن يسمع هذه المناقشة من عمته فحاول أن يبسط أساريره فقال (بقي لدي الشركة يا عمتي ,هل نسيت ؟أراكم لاحقا ) ثم خرج تاركا دانييل في دوامة منذ أن سمعت كلامه ثم أغمضت عينيها ..يا للهول إنه في عطلة من المستشفى ,هذا يعني أنه سيكون في المنزل معظم الأوقات ..صحيح أنه سيذهب الى الشركة لكنه لايأخذ وقتا طويلا هناك ..فهي وبدون أن تدرك أصبحت تعرف مواعيد دخوله وخروجه من المنزل ولكن لماذا يوترها هذا فهي لاتهتم ما اذا كان سيبقى في البيت أم لا..صحيح؟
لكنها لم تصدق ذلك الكلام الذي تحاول إقناع نفسها به ..فرايان ولسبب ما يسكنها ويثير خوفها ليس فقط بسبب كلامه الغير منطقي بل لسبب لاتريد الاعتراف به ..
(داني !) أجفلت من ذلك الصوت العميق والذي جعل قلبها يتخبط في مكانه لعودة الشخص الذي تفكر فيه ولمرأى تلك الجاذبية والرجولة التي كانت تفيض منه
..أحست بأنها سوف تبكي لأفكارها تلك ..
قال مقطب الحاجبين (اتصال لك)
(لي أنا ؟؟؟) سألت بغباء ,,لكنها لم تسمع صوت الهاتف يرن.وكيف تسمعينه وأنت مستغرقة في أفكارك الحمقاء رددت في نفسها ..
قال بجمود (قال أن اسمه ترافيس )
(ترافيس !) صاحت بفرحة جعلت وجهها يشع فلم تلاحظ العبوس الذي لاح على وجه رايان ونهضت عندما سأل والدها ( من هو ترافيس؟)
(انه صديقي ) ردت وهي تخرج من المطبخ وحبست أنفاسها وهي تمر من جانب رايان تلقائيا ,,أخذ رايان ينظر اليها وهي تقطع الردهة وشعرها يتطاير بفعل الهواء من سرعتها .
سمع ضحكة أعادته الى الوقع
صدرت من جوناثان الذي قال(يبدو انه مميز)
خرج من المطبخ وهو يشعر بغضب غير مبرر ,مر بغرفة الجلوس وسمع صوتها السعيد وهي تتحدث مع المدعو ترافيس وسمعها تسأل عن أشخاص آخرين ,,جيسيكا وتشارلي وستيلا وجوزيف ...من هؤلاء أهم أصدقاؤها ولماذا ترافيس الوحيد الذي يتصل بها لابد أنه صديق مميز ,,نظر الى نفسه في مرآة غرفته وهو مستغرق التفكير في هذه المرأة ,ارتد بصره الى الساعة المعلقة على الحائط وشتم غباءه فقد ضاعت عشر دقائق وهو يفكر في هذه الحمقاء ,أخذ يبحث عن حقيبته لكنه لم يجدها وضاعت عشر دقائق أخرى تمتم غاضبا (أين هذه الحقيبة بحق الله ؟) عندها تذكر أنه وضعها في غرفة الجلوس *أيها الأحمق* ونزل الدرجات مسرعا وكاد أن يصطدم بدانييل عند غرفة الجلوس لولا أنها قالت بحدة (انتبه!) فنظر إليها ..كان قريبا منها لدرجة أنه رأى ما يشابه الشامة بالقرب من أذنها ..ثم انتقل الى عينيها الخضراوين اللتين تلمع بشدة ..أهو الغضب ؟لكن لا ..لقد رآها وهي غاضبة ولم تكن عينيها هكذا ..لابد أنه بسبب المدعو ترافيس ثم عاد غضبه المجهول يتأجج ..فأخذ يحاول تهدئة نفسه فأخذ نفسا عميقا لكنه أخطأ في ذلك اذ استنشق عطرا جميلا هو مزيج من اللافندر والتوت البري التي تغلغلت في أعماقه فاجتاحته شحنة كهربائية ..عندها تراجعت دانييل الى الوراء لتسمح له بالدخول ..فلاحظ حركتها الرشيقة *كفى * قال لنفسه ..
قالت ببرود وصلابة ..(حسنا ,هل ستمشي أم أمشي أنا ؟)
اشتعل غضبه من كلامها ومن نفسه ,لأنه شرع في تأملها ولابد أنها لاحظت ذلك ,,لابد أنه بدا كالأحمق
فقال ليرد اعتداده بنفسه (بإمكاني البقاء مكاني ان أردت )
(سوف يسبب لي هذا مشكلة )
قال بسخرية (أحقا؟) ثم صمت وتابع (اذن سأبقى هنا بالتأكيد فأنا لاأمانع في أن أسبب لك مشكلة ) ابتسم متهكما ليزيد غضبها ..
قالت غاضبة (من الأفضل لك أن تبتعد قبل أن أرفسك لأني لست في مزاج لتقبل تهكمك الأرعن ) ثم مرت من جانبه تخرج من الغرفة ..ماذا أصابها ؟لم هي غاضبة بهذا الشكل ؟حسنا لطالما كانت تغضب عندما تكون برفقته لكن ليس لدرجة أن تضربه ؟مابها؟ كان يفكر بذلك وهو يقود سيارته الجيب الرمادية من نوع شيفروليه الى شركة الأدوية ..إنه يذكر عندما استلم العمل في الشركة منذ حوالي السنة وتسعة أشهر ..كان ذلك بعد تلك الحادثة المؤسفة والتي قلبت حياته رأسا على عقب بدءا من ذلك اليوم الذي التقى فيه صاحبة الجمال الطفولي والتي اكتشف فيما بعد أنها أفعى سامة ..فخلف مظهرها الطفولي يكمن شر خالص .
.كان اسمها صوفيا لورمير .
(صوفيا لورمير !) صرخ رايان ذلك اليوم في غرفة الانتظار المزدحمة في قسم الطوارئ الذي يعمل به مناديا على المريض الذي سيتولى علاجه ,كان في ذلك الوقت في الثامنة والعشرين من عمره سعيد بما أنجزه خلال سنوات توظيفه في مستشفى ميرسي*الرحمة* كطبيب مقيم في غرفة الطوارئ ,لكنه لم يكن يعرف بأن ذلك اللقاء سيأتي بأشياءلم يحلم بها رايان في أسوأ كوابيسه .
ظهرت أمامه وهي تعرج بكل براءة ودلال ..لم يلحظ هو تلك الحركات في البدء إلا عندما أخذت تطلق الملاحظة بشأنه أولا حول كفاءته وكيف أنه استطاع تشخيص ما بها ,ضحك رايان ذلك اليوم وقال (إن طالب في كلية الطب سيعرف أنه مجرد التواء بسيط .هذا ليس بالشيء الكبير يا آنسة )
فقالت وعيناها البنيتان تحملقان بكل إعجاب فيه (أرجوك نادني صوفيا ,إنك صاحب أجمل ابتسامة في هذا العالم)
وغيره من تلك المجاملات لدرجة أن الممرضات لاحظن ذلك ..
فقال رايان وقد أحس بالدهشة من جرأتها (هذا من لطفك) فقد وضع قاعدة لنفسه بألا يتورط مع أي مريضة يعالجها ..وهذه الفتاة تتضمن القاعدة مع أن رايان رآها جميلة ..
قال لها وهو ينهي ربط قدمها الصغير (عودي اذا آلمتك أكثر ,اتفقنا ؟) وكتب في وصفتها القليل من المسكنات
وياليته لم يقل هذا لأن تلك الحمقاء فسرتها كدعوة ,وما ان جاء اليوم التالي حتى وجدها أمامه مبتسمة إحدى ابتساماتها التي أطلقتها مساء البارحة فظن رايان أن قدمها تؤلمها
(هل تؤلمك قدمك؟) هزت كتفيها بنعومة (قليلا فقط )
عندما أعاد ربطها (سوف تشفى خلال أيام ..أتمنى ألا أراك )
قاطعته وقطبت حاجبيها وأوشكت على البكاء (لماذا ؟لابد أنني مزعجة ) كانت ممثلة بارعة جدا
(لا! لم أقصد ذلك بل أقصد بأني أتمنى أن لا تصابي بأذى فتأتين الينا ) قالت( لاتقلق ,ستراني كثيرا خارج المشفى ) كانت واثقة جدا
في نفس الليلة كان رايان قد أنهى مناوبته في الثامنة مساء فاتجه الى سيارته فوجدها هناك تنتظره فأحس رايان بالغرابة
(ماذا تفعلين هنا؟)
(كنت أريد أن أدعوك الى عشاء بسيط كعربون شكر
هذا ان لم تكن مشغولا )
(ليس هناك من داع ,,حقا يا صوفيا )
(أعرف ذلك ولكني لاأحب أن أتناول العشاء بمفردي لكن يبدو أنك مشغول .سأتركك ,لابد أن صديقتك تنتظرك الى اللقاء )
وابتعدت قليلا تبدو مجروحة ووحيدة ,,
فكر رايان واتخذ قرارا قلب حياته (انتظري ,صوفيا )
توقفت واستدارت (نعم؟؟)
(سأذهب معك)
أخذت تقول (ليس هناك داع لذلك حقا ,فصديقتك ...)
قاطعها (ليس لدي صديقة ..فلنذهب )
توالت الأيام وأخذ يخرج معها معظم الوقت ..كانت حقا فتاة جيدة ,كانت محدثة رائعة إلا أنه لم يكتشف حقيقتها إلا عندما لاحظ المسكنات التي تطلبها وفي فترات قصيرة ..ذات يوم طلبت منه أن يعطيها بعض المسكنات م المستشفى فرفض وقال ( ألم أصرف لك شريط قبل يومين لصداع رأسك وقبلها لألم معدتك ؟)
تغير وجهها وأصبح مسودا وأصبحت عصبية لدرجة فظيعة
(هل تقوم بعد الحبوب التي تعطيني اياها ؟)
فشعر رايان أنها تعاني من مشكلة بل متأكد من ذلك وتحتاج الى المساعدة فقال بهدوء ( صوفيا ,هل تعانين من مشكلة التحكم في نفسك بشأن المسكنات ؟)
فدفعته بعيدا بقوة وقالت بوحشية ( لاتبدأ بالكلام كأحد المستشارين النفسيين )
(دعيني أساعدك ..أستطيع مساعدتك ..) قال متوسلا ,فقد أحس بأنها ضعيفة ولا تستحق أن يحصل لها هذا بل لايصلح
أن يحصل لها أو لأي شخص آخر ...
أخذت ترفض مساعدته بكل عنف فقال لها مهددا لتقبل
مساعدته ( اذن يجب أن ننفصل )
(لك ذلك ) وابتعدت عنه لكنها قالت (أنا لم أصادقك إلا من أجل المسكنات ) وذهبت ..أحس بالحزن من أجلها فهي وحيدة كما قالت له ..لكن هل هي صادقة في كل ما قالت
قبل أن يكتشف حقيقتها لم يرها لمدة شهر أو نحوه
,حتى ذلك اليوم الذي وصلت إليه فيه رسالة
عندما قرأها أحس بالأرض تنهار تحته ..هذا مستحيل ..هذا لا يحدث ,لقد كانت مذكرة استدعاء الى المحكمة بتهمة التحرش وبتهمة سوء ممارسة المهنة باسم المجني عليها صوفيا لورمير
ياللقذرة ,لم يقدر على ايجاد وصف لها ,,إنه لايصدق ,,رايان ويليامز الذي لم يتلق مخالفة مرورية يستدعى للمحاكمة
أجفل رايان عندما سمع بوق السيارة خلفه ينطلق بإلحاح فاستيقظ من الكابوس الذي حاول أن ينساه لكنه كان مختبئا في مكان ما ..مالذي جعله يتذكر ذلك الآن ؟ إنها هي ..تلك التي تنضح براءة كلما تحركت أو تكلمت لكنه تعلم أن المظاهر خداعة ..ألم تكن صوفيا ممتلئة بالبراءة عندما التقاها وأيضا جميلة مع أن دانييل أجمل منه بكثير بشعرها الكستنائي وعينيها الجميلتين لكن هذا لايجعلها آمنة بل هي أخطر بكثير من صوفيا فكيف سيطمئن بأنه لن يتعرض للخداع مرة أخرى ؟
نظر الى المتاجر والمكاتب التي تحيط به وفجأة وجد الجواب ماثلا أمام عينيه ,لقد نجحت هذه الطريقة في التخلص من الخداع الأول فلا بد أن تنجح هذه المرة ,لكن رايان لم يفكر في عواقب ما بفعله ,لقد كان في غمرة غضبه وثورته عندما دخل الى المكتب الصغير فقال الرجل الذي خلف المكتب (كيف أساعدك؟)
(أريدك أن تستعلم عن أحد الأشخاص !)
ابتسم الرجل ابتسامة صغيرة ( تقصد أتحرى ,هذه الكلمة الصحيحة فأنا متحري خاص ! من هو الشخص ؟)
تردد رايان قليلا لكن أحداث المحاكمة أخذت تزدحم في ذهنه فأحس بالغضب يتزايد( دانييل باركر!!!!)


******************** ********


( نيل ,دعي الأطباق واذهبي للتسوق مثلا !) كانت تلك روزيتا المدبرة الحنونة تحاول جعل دانييل تترك أطباق الطعام والتي كانت تغسلها ,كانت دانييل تحاول مساعدتها وأيضا تساعد نفسها على نسيان ما حدث منذ ثلاث أيام
منذ ذلك الاتصال الذي كان من ترافيس وعكر مزاجها لكنها حاولت النسيان وذلك بإقامة حفلة ميلاد ميا التي نجحت وقربتها من أختها واقتحت أن تأتي دانييل لتراهميتدربون على لعب البيبسبول ,,
لقد تمتع الجميع بتلك الحفلة حتى رايان الذي أدهش دانييل بشخصيته الرائعة تحت مظهره المخيف لكنه وخلال الحفلة كان يبدو شارد التفكير ,,بمن يفكر ياترى ؟؟
تلك الليلةحصلت ميا على ثلاث هدايا من دانييل
وحدها وقد اشترك معها فوكس أو سامي
الأولى كانت عبارة عن قبعتي بيسبول موقعة من لاعبها المفضل أما الثانية فهي عبارة عن كرة ثلجية داخلها حمامتان بيضاوان على غصن صغير صرخت ميا (إنها رائعة ) واذا كانت ميا أُعجبت بالهديتين الأولى فالثالثة أفقدتها عقلها (كيف عرفت ِ؟)
سألت وقد انعقد لسانها
قالت دانييل مبتسمة (لقد أخبرني سامي عنها !) لقد كانت عبارة عن كاميرا متطورة مرا بها عند واجهة متجر عندما قال سامي بعفوية ( لطالما أرادت ميا الحصول على كاميرا مثل هذه لكنها لم تجرؤ على القول فهي تحب التصوير ) ثم وكأنه صحا م حلم وضع يده على فمه فاشترتها دانييل
قال سامي (هل أنت غاضبة ياميا ؟) هزت رأسها نافية ثم التفتت الى دانييل قائلة(شكرا ) ثم ما لبثت أن عانقتها بقوة
في تلك الليلة عندما خلد الجميع الى النوم ,أخذت دانييل تعزف على البيانو في غرفة الجلوس وقد أغلقت الباب لتمنع الصوت أن يتردد في المنزل ,وعندما اندمجت في العزف سمعت صوتا خلفها فأجفلت واستدارت لتجد ميا تقف عند الباب في بيجامتها الزرقاء ,قطبت دانييل حاجبيها فقالت بصوت دافئ حنون
(ميا ,عزيزتي .ما بك؟) لم يكن هناك رد من ميا بل اقتربت من البيانو تتلمسه (هل أنت مريضة ؟)
(لا,لم أستطع النوم !) ثم نظرت الى البيانو
أوه لا , لقد أيقظها صوت البيانو ..
(إنني آسفة ,لم أشعر بنفسي وأنا أعزف )
قاطعتها ميا بابتسامة ( إن عزفك جميل ) ابتسمت دانييل (حقا؟)
جلست ميا على المقعد بجانب دانييل ثم مررت يديها
على البيانو ثم قالت وقد نظرت الى دانييل بجدية(هل تعلمينني العزف على البيانو ؟) لقد نجحت ! لقد نجحت في إقامة رابطة بيني وبين أختي ..ابتسمت دانييل ( سأكون سعيدة بذلك )
فنظرت اليها ميا بحزن وقالت
(أنا آسفة على مافعلته ,لقد كنت....)
قاطعتها دانييل ( كلا ,إنني أفهم ما تشعرين به )
ثم احتضنت أختها


***************************


تذكرت هذا وهي تساعد روزي الحبيبة في غسل الأطباق التي تصر على أن تترك هذا العمل وتخرج من المنزل الذي تلازمه دانييل برأي روزي لكنها لم تشعر بالملل أبدا فبين مساعدتها لمورا في تنسيق الحديقة الخلفية وقضاء الوقت
مع والدها كانت سعيدة ,,قالت دانييل
( روزي ,لن أذوب اذا غسلت بضعة أطباق وسأنهيها الآن )
استسلمت روزي وقالت ( حسنا ,لكني أشعر بأني
لم أعد أفعل أي شيء في هذا المطبخ عندما تدخلينه!)
ضحكت دانييل وقالت ( إنك تبالغين ,ألم تساعديني
في عمل الكعك بالشوكولا للأولاد ؟)
(هذا لأني لاأعرف كيفية صنع ذلك النوع من الكعك !)
ثم أكملت بعد أن ابتسمت بخبث
( لكنه لذيذ ,ستكونين زوجة وأم رائعة لشخص ما !)
ابتسمت دانييل وقد استندت على الطاولة الموجودة في منتصف المطبخ والمصنوعة من خشب السنديان اللامع
(أحقا تظنين ذلك؟)
قالت روزي بكل ثقة ( بالطبع ,أي أحمق هذا الذي لايتأثر عندما يرى جمالك وبراءتك وطيبتك وخصالك الطيبة كلها ؟) لكن دانييل لم تقتنع بذلك ..فقد كانت متخوفة بأنها ستصبح مثل أمها تربي طفلا مراهقا بمفردها محاولة قدر المستطاع أن بألا ينقصه شيء ..فهي لن تحتمل ذلك بل لا تريد أن تكون كوالدتها التي أخذت تجتهد في عملها ناسية بأن لديها طفلا يحتاج الى أن يتحدث عن نفسه ,عن أفكاره ,عن أي شيء تافه يثير اهتمامه معللة عدم قيامها بذلك بأنها يجب أن تؤمن مستقبل ابنتها التي لن تجعلها تحتاج الى أحد ولم تحتج أحد لكنها في نفس الوقت أصبحت وحيدة على الرغم من صداقتها مع عائلة ترافيس ..
لم يكن هناك من يستطيع أن يفهمها من دون أن تتكلم ,يعرف حزنها من دون أن تتفوه بكلمة ,لشخص يعرف ما تريد أن تقول من دون أن تقوم بشرح مفصل ,إنها تحتاج لشخص بهذه المواصفات ..تبحث عن التفاهم والانسجام ,الاحترام والمودة ,,واذا اجتمع كل ذلك أتى الحب ,,فالحب من غير تفاهم وانسجام لايكون حبا بل لايعدو أن يكون وهما ..
أين ستجد ذلك الشخص يا ترى ؟
كانت روزي تقول ( إن حياة المدينة لاتناسبك ,فعندما أتيت الى المنزل كنت نحيفة وشاحبة ,أما الآن فقد زدت بعض الباوندات واكتسبت لونا جميلا ورديا على خديك ..آه لم لا تنتقلين الى المنزل بشكل دائم؟) أكملت روزي كلامها بفرح ..
وأرى رايان دائما ,فيكفيها أن تراه خلال هذه الفترة
التي ستمضيها مع أهلها فبين اتهاماته وطريقة تأثرها به
ستصاب بانهيار عصبي ..
لكنه خلال اليومين الأخيرين تغير قليلا فلم يعد يعيد عليها تلك الاتهامات بل أصبح مهذبا ودائما مستغرق التفكير
أو يعمل لكن خلال وقت فراغه لاتدري أين يذهب وتراه دائما يدخل الى المنزل مع ميا وسامي ,,أيعقل أنه يمضي وقته معهم ؟لكن هذا مستحيل ! إن هذا الرجل سيفقدها صوابها حتما .. لكن لم لا؟ فهو لطيف مع أختها ويمازح سامي دائما ,,وكأن روزي علمت أن دانييل تفكر برايان فقالت (ورايان يحتاج أيضا الى إجازة فهو دائما يعمل ولم يذق طعم الراحة منذ سنة ونصف منذ أن ...) وبترت روزي جملتها ,,كادت دانييل أن تسألها عما حصل لرايان منذ سنة ونصف وهل له علاقة بتلك المرأة ؟؟لكن يبدو أن روزي لاتريد التكلم عن الموضوع وبدلا من ذلك قالت ( إنه بحاجة الى امرأة جميلة وطيبة الأخلاق ,تجيد التعامل مع الأطفال
وتجيد صنع الكعك !)
رفعت دانييل رأسها بحدة عندما سمعت كلام روزي فوجدتها تبتسم بخبث ماكر ,,ياإلهي !إنها تقصدني أنا ,مالذي أوحى لها بهذا الكلام ؟هل لاحظت ما يحصل لي عندما أراه ؟رباه ! ماذا لو لاحظت وقالت لمورا ؟أو الأسوأ من ذلك ماذا لو لاحظت وقالت لرايان ؟رباه ! ماذا أفعل ؟؟؟ أفضل سياسة هي عدم الفهم .
قالت ببرود مصطنع وقد كانت تغلي من الداخل (أرجو له التوفيق في ذلك ..) ونظرت الى ساعتها مدعية عدم الاهتمام ثم قالت
( يجب أن أبدل ملابسي لأذهب الى الملعب ..أراك لاحقا )
(ماذا عن الكعك ؟)
(سآخذ البعض منه في طريقي الى الخروج ..)
صعدت مسرعة الى الطابق العلوي وأغلقت باب غرفتها ثم وقفت عند المرآة تنظر الى نفسها ..إلام كانت روزي تلمح ؟هل كانت تقصد أنها هي ورايان يكونان ثنائيا جميلا ؟هذا مستحيل فرايان يكرهها ويكره الأرض التي تمشي عليها وذلك لاتهام لايوجد فيه أي أثر للصحة ..لكنها أخذت تفكر كيف كانا سيكونان لو أنه لايكرهها هذا اذا كان معجب بها ,,فأخذت تتخيل نظراته الدافئة والحميمة لها والكلمات العذبة التي سيهمس بها في أذنها أخذت تتخيل كيف سيطوقها بذراعه بحنان فتصاعدت الحمرة في وجهها وارتفعت حرارتها فنظرت الى وجهها في المرآة فوجدته محمرا من الخجل فاستدارت وقد غضبت من نفسها وأمسكت وجهها بيديها *حمقاء * نهرت نفسها إنك حمقاء فهو لن يفعل شبئا كهذا لك أبدا فأنت ستكونين آخر امرأة ينظر إليها بإعجاب ومودة ..
(مرحبا يا روزي ) قال رايان بتعب وقد عاد لتوه من الشركة على الرغم من أنهم في عطلة الأسبوع فقد واجه مشاكل مع المحاسب فبعد كل سنتين يقومون بكشف للحسابات ووجد في هذه السنة أنه تم سحب مبلغ لايستهان به من أرباح الشركة قبل سنتين الى رقم حساب مجهول وهم الآن يحاولون أن يعرفوا صاحب هذا الحساب
(مرحبا عزيزي,كيف حالك؟) قالت روزي
وقد رأت معالم التعب على وجهه
(متعب جدا ) ثم جلس الى الطاولة فاشتم رائحة طيبة ..رائحة شيء مخبوز فوقع نظره على سلة مليئةبكعك الشوكولا ,
كان منظرها شهيا
(هل أعد لك بعض الشطائر قبل أن تذهب ؟)
قال وهو يقضم قطعة من الكعك ( لا, سأكتفي بهذه ..امممم إنها لذيذة جدا ياروزيتا لقد أصبحت تجيدين خبز هذا النوع !)
ثم أخذ قطعة ثانية
(إن دانييل هي هي التي أعدتها !) كاد أن يغص بالقطعة عندما سمع ما قالته وحاول أن يتصنع الهدوء (أحقا؟)
هزت روزيتا رأسها بحماسة وقالت (إنها رائعة تلك الفتاة )
(نعم ,لقد تأخرت ,أراك لاحقا ) قا
ل وهو يضع القطعة في الصحن ثم خرج صاعدا الى غرفته
توجهت دانييل نحو الملعب سعيدة وهي تحمل الكعك والعصائر والفواكه للأولاد ولدهشتها وجدت ميا وسامي فقط جالسين على الأرض ,,وصلت اليهما وقالت وقد رأت ملامح الاستياء على وجوههم (مابكما ؟هل أنتما بخير ؟)
ردت ميا غاضبة ( نعم ,لكن بيبر الحمقاء لم تأت بعد؟!)
قال سامي حانقا ( ستأتي ,لقد وعدتني )
(من هي بيبر؟)
قالت ميا ( إنها الفتاة التي في فريقنا وقد تأخرت هي وشقيقها في المجيء ,إنهم في فريقنا ) ثم نظرت الى سامي
( فريقنا الذي سيهزم أمام فريق شون بسببك)
(لقد قلت لك ....)
(أنا هنا !) قالت ذلك فتاة جميلة في عمر ميا لكنها أقصر من ميا ذات شعر أحمر ووجه مليء بالنمش
قالت ميا وهي تقف غاضبة لمرأى الفتاة وحدها ( أين أليكس؟)
(لقد التوت قدمه وهو يتسلق شجرة !) ردت بيبر بانزعاج
(ماذا ؟) صرخ سامي وميا في نفس الوقت
حاولت دانييل أن تخفف عنهم
(أنا واثقة من أن كل شيء سيكون على ما يرام
اذا وجدتم بديلا له )
وافق سامي ( أجل ,لابد أن المدرب سيجد حلا لكن أين هو ؟
لقد تأخر ...)
(أنا هنا !) أحست دانييل أن شعرها قد استقام بسبب ذلك الصوت ,كانت تدير ظهرها وأخذت ترجو في سرها ألا يكون هو لكن ولخيبة أملها كان هناك بشحمه ولحمه ..
ركض الأولاد لملاقاة رايان شارحين له مصيبتهم وهي تقف متجمدة مكانها ,,إن هذا الرجل لاينفك عن مفاجأتها
أولا مدير تنفيذي في شركة ثم طبيب
ثم مدرب فريق بيسبول للصغار ,,
لاحظ رايان دهشة دانييل عندما علمت بأنه هو المدرب
فقد اتسعت عينيها الخضراوين وأخذت ترفرف بجفنيها ..
(هل أكلت القطة لسانك؟) قال بعد أن سمع شكوى الأولاد
وأصبح قريبا منها .
ردت وهي تزدردي ريقها ( أنت المدرب؟؟!)
(نعم ,هل لديك مشكلة في ذلك؟)
(أجد هذا صعب التصديق قليلا )
(ولماذا ؟) قال ضاحكا بخفة
قالت بكل جرأة ( لأنك لم تعطني الانطباع بأنك لطيف )
نظر اليها متأملا شكلها الطفولي ..إنها حقا امرأة غريبة فهو لم يقابل امرأة تحب أن تخفي نفسها تحت ذلك الطابع الصبياني فهاهي ترتدي سروالا عاليا بلون رمادي وبلوزة زيتية اللون تحته أما شعرها فضمته في ضفيرة فرنسية فبدت كفتاة في السابعة عشرة ..
أيقظه صوت ميا من تأملاته (ماذا سنفعل يا رايان؟)
خطرت في باله فكرة (لدي بديل عن أليكس ) قال وهو ينقل نظراته من دانييل الى ميا (أحقا ؟) قال الأولاد ثم قالت ميا ( من هو؟)
نظر الى دانييل بمكر ( إنها دانييل ) نظرت إليه بحدة حتى أن عنقها كاد ينكسر قالت صارخة (ماذا ؟)
قال بخبث (نعم ,إنها فكرة جيدة ,أليس كذلك يا أولاد ؟)
ضحكت دانييل ضحكة جوفاء وذلك لفرح الأولاد ثم قالت
( هل سيقبلون بي في الفريق ؟)
لاحظ انزعاجها من اقتراحه هذا ولكنه يجد متعة كبيرة في ازعاجها ( إنها ليست مباراة دولية فهذا تحد فقط بين الصغار فاسترخي يا داني ..بالإضافة ..)
ثم عاد ينظر اليها متأملا فاحمرت من الخجل وقد أجفلت .
..لماذا ينظر إلي بهذا الشكل لكن خجلها تحول الى غضب عندما قال ( تبدين في هذه الملابس كمراهقة في السابعة عشرة
لذلك لن يلاحظ أحد ) ثم حمل مضرب البيسبول والكرات
وصرخ محمسا ( هيا لنبدأ التدريب )
كان الغضب قد استبد بها فاحمر وجهها حتى وصل إلى جذور شعرها كيف بجرؤ؟ أحمق ,,,نظرت الى ملابسها ’إنه محق إنها تبدو كمراهقة لكن هذا لايعطيه الحق
لاحظ غضبها كما لاحظ كيف نظرت الى ملابسها ,لقد لمعت عيناها من الغضب ,,هل تعلم أن عينيها تتحول الى الرمادي عندما تغضب ؟إنه لون جميل ,إنه لانفك يفكر في هذه المرأة ,امرأة؟ بل فتاة هو التعبير الأصح فهي ليست كغيرها من النساء ,إنه لم يسمعها تتذمر من إمضاء الوقت مع والدها أو مع عمته بل إنها تمضي الوقت مع روزيتا ,إنها تبدو كفتاة في مثل عمر ميا فهي تحب اللعب مع الصغار وتعلمهم أيضا وعندما تنتهي تذهب لتقرأ لوالدها في المكتبة بعد العشاء وتساعد عمته في الحديقة ,,ومن الواضح أن العائلة تحبها كثيرا فهم لايتوقفون عن الكلام عنها ,,
كل ليلة بعد أن ينام الجميع أو هكذا يخيل اليها ,,تذهب لتعزف على البيانو ,عندما سمعها تعزف للمرة الأولى ,شعر بالارتياح بل وشعر بشعور آخر لم يعرفه ,كان في الشرفة تلك الليلة والتي تطل على غرفة الجلوس ,,لقد عزفت بعاطفة جياشة أحس بها من خلال الجدران التي تفصل عنهما ,,كانت مقطوعة حزينة تنبأ بحزن الشخص الذي يعزفها ,,هل تتألم يا ترى ؟ هل رؤيتها لعائلته تحزنها ؟ لماذا؟
عنَّف نفسه قائلا *كف عن التفكير فيها ولماذا تهمك ؟*
لكن السبب أصعب من أن يتفوه به ,فقد كانت تسكن أفكاره وصورتها في عقله ليل نهار ,فهو لايستطيع أن يبرر شعوره بالبهجة عندما يراها في مكان ما أو تأثره بكلامها الحكيم عندما يسمعها تتكلم مع والدها أو اللمعان الذي في عينيها والذي ينبئه بحالتها النفسية ,,هذا لايدل الا على شيء واحد إنه معجب بها ,لكنه لايستطيع المخاطرة بمشاعره ,,ليس قبل أن يرد عليه ذلك المتحري لقد قال أنه سيستغرق أسبوعا وها قد مرت ثلاثة أيام ..
كانت تلك الأفكار تضج في رأسه وقد أحس بثقل في صدره ,,لماذا يؤنبه ضميره على فعلته ؟إنه فقط لايريد أن يتعرض للخداع مرة أخرى ,,
كانت غاضبة منه ومن نظراته التهكمية والتي على الرغم من التهكم الذي فيها الا أنها ستشقا نصفين ,كان يبحث في حقيبته الرياضية عن شيء فأخرج قبعة بيسبول واقترب منها قائلا
( هل تعرفين لعب البيسبول ؟)
ردت كاذبة فهي لاتعرف شيئا عن البيسبول
لكنها لن تعترف له( بالطبع أعرف )
كان قد اقترب منها لدرجة أجفلتها فحبست أنفاسها
ودون أن تدري وضع القبعة على رأسه
ا فأخفت جزءا من عينيها وكان ذلك من حظها فقد اضطربت لحركته العفوية ولرائحة عطره الزكية لكن ذلك لم يدم طويلا لأنه انحنى ونظر الى عينيها ثم اقل (لنر ما لديك يا آنسة باركر ) وضرب باصبعه مقدمة القبعة رافعا حاجبيه ثم ابتعد
غضبت ثم قالت ( ماذا عنك؟) فقد رأته من دون قبعة ..
صرخ لأنه ابتعد (أنا لاأتأثر بالشمس ) ياله من متباه !فرفعت دانييل قبعتها ثم وضعتها بالمقلوب ( بل لأن لديك رأس مثل الحجر) تمتمت بذلكفقال ( قلتِ شيئا ؟) أعادت عليه ماقالت بجرأة
فرسم ابتسامة مذهلة ( هل هذا مديح يا داني ؟)
هزت كتفيها بسخرية ( ما رأيك ؟هل هو كذلك ؟)
فضحك قائلا ( أظنه كذلك !) وهز رأسه
كان التدريب ممتعا ,فقد كان الأولاد ماهرين أما دانييل فجلست تراقب كما قال المدرب الأبله فقد عرف بأنها لاتعرف اللعبة لكن يجب أن تعترف أنه رائع بل مذهل فطريقته في التعامل مع الأولاد ممتازة ,مابين التشجيع والتدريب كان رايان ساحرا ..
(داني ,إنه دورك !) قال باستعجال
أخذت موقعها بسرعة واستعدت فسمعت ضحك الأولاد الخافت ورايان يهز رأسه بنفاذ صبر فقالت (ماذا؟)
تقدم اليها ثم أمسك بإحدى يديها ووضعها على مكانها الصحيح على قبضة المضرب ,أحست دانييل بكهرباء تصعد الى ذراعها وتستقر في قدمها وتسارعت نبضات قلبها
وأحست بالنيران تشتعل في يديها عندما لمسها
(هذا هو مكانها الصحيح ) قال وهو ينظر اليها
وقد تحولت عينيها الى الأخضر القاتم ,,مابها؟
هزت رأسها موافقة وحاولت أن رتجع خصلة الى الوراء كانت تضايقها لكنها لم تستطع فقد خشيت أن تغير مكان يدها فتركتها ,,
مد رايان يده وأرجع الخصلة وراء أذنها برقة متناهية ثم عبس عندما نظرت اليه بدهشة (ستشتت انتباهك ,والآن لنبدأ ) ثم عاد الى موقعه تاركا دانييل تتخبط في مشاعر لم تعرفها من قبل
,تبا له وتبا لها لأنها تشعر بهذه الأحاسيس ,,
سمعته يقول ( هل أنت مستعدة ؟) (مئة بالمئة !) كانت غاضبة جدا
رمى رايان الكرة فضربتها بكل ما أوتيت من قوة وكانت مغمضة عينيها ,,
( آه ,أيتها الحمقاء !) سمعت صرخة رايان ففتحت عينيها ووجدته جالسا القرفصاء ممسكا برأسه
(يا إلهي ) ركضت اليه مسرعة (هل أنت بخير ؟أجبني !)
تهالك رايان على العشب الأخضر
وأخذ ينظر الى السماء الزرقاء وأحس بدوار
,لقد ضربته بالكرة بكل ماأوتيت من قوة تلك المتوحشة .
على الرغم من أنها كرة صغيرة إلا أنها قوية ,رأى أربعة وجوه أحدها كان قريبا جدا ..لقد كانت هي فقد اشتم رائحة اللافندر فأغمض عينيه ليتمالك نفسه ,,هل يخيل اليه أم أن عينيها أصبحت أكثر خضرة مع رموشها الطويلة السوداء
بأطراف ذهبية وبشرتها أصبحت أكثر نقاوة
(هل أنت بخير؟ ) سألت وفي صوتها الكثير من الاهتمام
فغضب لتأثره باهتمامها ..
(ماذا تعتقدين وقد قذفت بالكرة بكل قوتك ؟هل أنت مجنونة ؟)
ثم حاول الجلوس لكنها عارضت ( لا, ربما تعرضت لارتجاج)
قاطعها ( من كرة صغيرة ؟ لاأظن ذلك
..بالإضافة أنا طبيب وأعرف الأعراض )
ثم جلس عندما قالت (الأطباء لايستطيعون معالجة أنفسهم )
( ومن أين أخذت شهادتك في الطب
؟من قاعات الغداء في مدرستك المتواضعة ؟)
نظر اليها وقد رأى الغضب في عينيها فشتم نفسه فقد كانت تريد مساعدته وكانت مهتمة به فقد رأى الاهتمام ( لاتقلقي ,فأنا أرى عينان خضراوان يطل منهما الغضب بدلا من ثلاث )
وأمسك برأسه شاعرا بالألم
(هل أنت بخير؟) كانت تلك ميا
( أظن ذلك ,آه ) تألم عندما لمس جبهته في مكان الضربة ,أحس بها وهي تغالب ضحكها فقد لاحظ اهتزاز جسمها فنظر اليها وهي تعض شفنيها تمنع نفسها من الضحك وقال
(من الأفضل لك أن تمسحي تلك الابتسامة الحمقاء من وجهك )
فقالت وهي تحاول أن تكبت ضحتها (لست الوحيدة التي تضحك!) فنظر الى الأولاد فكانوا مثلها يغالبون ضحكهم فانخرطت في ضحك متواصل ,نظر اليها وهي تضحك ,,كانت ضحكة رائعة مثل انسياب الماء في النهر ولإشراقة الشمس بعد المطر الغزير لقد كانت جميلة وهي تضحك ,وقد كانت عيناها تتألقان ,فلم يلبث ن ضحك عاليا ليشاركهم الضحك
...لقد مضى وقت طويل منذ أن ضحك هكذا ..
أخذا ينظران الى بعضهما البعض ,أحست دانييل بشيء غريب يدخل أعماقها ,لقد كان شيئا متسللا كاللص في الليل المظلم ,لم يسبق أن رأته بهذه العفوية من قبل
..لقد أضاءت عيناه فرحة لم تر مثلها من قبل ..
(هذا يعني أن وقت الراحة قد حان !) صرخ سامي وصرخت الفتاتان معه وابتعدوا متوجهين الى سلة الطعام التي أحضرتها دانييل ,لكن دانييل ورايان لم يبرحا مكانيهما فقد أسرتها عيناه ولم يطلق سراحها ,,نظرت الى جبهته المحمرة من أثر الضربة فمدت يدها تتحسسها وقد شعرت بالذنب وقالت هامسة
(أنا آسفةحقا ’لم أقصد ذلك )
شعرت به يجفل للمستها ثم عبس ناظرا إليها وقال
(لاشيء يستحق الأسف!) ونهض بسرعة ,,
*حمقاء* مالذي جعلها تلمس الكدمة ؟ سيظن بأنها تتقرب منه ,وكيف لا وهو الذي يظن بها أسوأ الظنون
تناولوا الطعام بصمت يملؤه أحاديث الصغار ,أما هما فكانا غارقين في أفكارهما الخاصة ,كل منهما يفكر بما حصل له منذ قليل خاصة رايان فقد انصدم من ردة فعله عندما لمست الكدمة ,نظر اليها وهي تشارك الأطفال أحاديثهم ..هل يا ترى أحست بما شعر به ؟ مدت اليه بقطعة من فاكهة الكيوي فقال ساخرا
(هل تريدين قتلي ؟)
قالت بحدة
(ماذا؟)فنظر اليها ,قالت ميا ضاحكة
(إن رايان لديه حساسية من الكيوي !)
قالت بتهذيب وهي تغلي من الداخل ..(أنا آسفة !)
(أحقا أنت كذلك ؟) قال بسخرية ثم تابع (ألن تستغلي الفرصة ؟)
فقالت بالأسبانية حتى لايفهمها الأولاد
( سأفعل ذلك عندما لايكون هناك شهود يشهدون مقتلك !)
فقال يرد عليها بنفس اللغة ( لقد كنت محقا فأنت متوحشة حقا)
آثرت الصمت على الرد عليه ,لأنها لم تجد ما تقوله
انتهت فترة التدريب وعادوا الى المنزل ,دخلوا من الباب الخلفي وهناك وجدوا العائلة بأكملها في المطبخ بالإضافة
الى جيريمي وديمتري معلم ميا للموسيقى
,,لقد أصبح يكثر من زياراته للمنزل ,فكر رايان ..
لماذا؟ لكنه عرف الإجابة بسرعة عندما وجده ينظر الى دانييل بإعجاب وقد كانت تتحدث معه ,أحس رايان بشيء مثل لهيب النار في صدره وجاءته رغبة طفولية في التعارك مع ديميتري
,,,,لكن لماذا ؟
كانت ميا تهمس في أذن والدها شيئا فرفع جوناثان
حاجبه ونظر الى رايان وقال ( كيف هي الضربة ؟)
فضحك رايان وقال لميا (إنك ثرثارة !) فردت
(لكن شكلك كان مضحكا )
نظر الى دانييل التي مازالت تتكلم مع ديميتري ,,مالذي أتى به الى المطبخ ؟أليس من التهذيب أن يجلس في غرفة الجلوس ؟هاه ..يجلس هنا وكأنه فرد من العائلة ,فقال بصوت مسموع لتسمعه دانييل ( لم أكن أعرف أن دانييل متوحشة هكذا يا جوناثان )
نظرت اليه بحدة فأدار وجهه ينظر الى الذي قال بسعادة (أوه ,هي تصبح كتوحشة عندما تكون غاضبة فاحذر غضب دانييل .)
فاحمر وجهها وتابع والدها ( هل تذكر يا جيريمي عندما تعاركت مع تلك الفتاة في الثامنة بسبب أن تلك الفتاة نعتت دانييل بذات الشعر الموحل ؟) ثم ضحك والدها الذي شاركه جيريمي الضحك
فقال جريمي (أذكر ؟ذلك المشهد مطبوع في ذاكرتي ,لم أكن أتوقع أن تتحول دانييل اللطيفة لإلى قطة ذات مخالب !) ثم أخذوا يضحكون لمنظر دانييل المحرج ..
أحس رايان بالمتعة لسماع تلك القصة
وتمنى لو أنه عرفها عندما كانت صغيرة ,,فقال ببطء وهو يرى جمال وجهها المحرج( إذن يجب أن نحذر منك في المستقبل )
حدجته بنظرة ثابتة (نعم ,يجب أن تفعل ) ونظرا الى بعضهما
(أنا لاأصدق بأن امرأة بهذا الجمال قد تكون متوحشة كما يقولون!) رفعت حاجبيها لهذا المديح الغير متوقع من ديميتري ونظر اليها نظرات إعجاب فتمتمت محرجة (شكرا )
أحس رايان بالقرف من نفسه ومن ذلك المتملق ذو الشعر الأشقر ,فشرب كوب الماء جرعة واحدة وقال بتسرع
(لاتثق أبدا بامرأة جميلة )
نظر اليه الجميع أما هو فثبت نظره على ديميتري الذي أجفل من نظرات رايان له ,,فقال رايان (المعذرة ,لدي ملفات أراجعها !) وخرج تاركا دانييل في موجة من الحزن ,,لقد آلمته تلك المرأة كثيرا ,,لابد أنها جميلة وإلا ماذا عنى بجملته تلك
؟أحست بالغيرة من تلك المرأة التي أحبها ,,,نعم ,الغيرة
حاولت دانييل جهدها أن تبدو طبيعية ولاتتأثر بكلام رايان حتى أنها قبلت دعوة ديميتري للعشاء الليلة راجية أن ينسيها رايان

...................



أتمنى يعجبكم وسامحوني على القصور




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 11:28 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-01-2013, 03:18 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




(((عيناك عذابي...............))))


(( الفصل السابع ))

(( كـيــف؟؟ ))


بينما كانت تنتظر ديميتري لينتهي من درس مياالموسيقي في المطبخ ,دخلت مورا وهي متحمسة وقالت (لدي خبر جميل ,سنقيم حفلا رائعابمناسبة شفاء والدك وسيأتي أبي ليزورنا من لندن)
داني بتعجب !! (ألستم ايرلنديين؟)
(بلى ولكن أبي يعيش في لندن ليدير شركاته ,إنه مدير مصانع النسيج)(ولماذا يأتيالآن؟) كانت هذه كايت التي بدت غاضبة جدا لمجيء جدها (كايت لايصح أن تتكلمي هكذا عن جدك ,إنه آت بداعي الواجب سيزور عمك جوناثان )
أخذت دانييل تفكر بما يزعج كايت منزيارة جدها ؟كايت التي لم ترها ابدا منزعجة هي الآن غاضبة بشكل غريب ,,حاولت دانييلأن تبدد جو التوتر فقالت (ومتى ستقيمين الحفل ؟)
(قد يكون ذلك بعد خمسة أيام على الأكثر ) ثم أخذت تفكر وقد أخذمنها الحماس كل مأخذ فأكملت متابعة (سندعو طبعامدراء الأقسام في الشركة وندعو ..) وأخذت تعدد الأسماء فأجفلت دانييل من كثرة العدد وقالت(هل تنوين دعوة كل الولاية ؟)
(إذا كانوا يعرفون والدك سأدعوهم ..فأريدهمأن يروا زوجي الحبيب وقد تماثل للشفاء وأريدهم أن يروا ابنته الجميلة دانييل )
(إذا كنت ستقيمين الحفل وتدعين العديد من الناس فقط لأجل أن يروني فلا داعي لذلك ..) قالت عابسة ,,لكن اعتراضها لم يجد آذانا صاغية من مورا التي خرجت وهي تعددالأشياء التي ستجلبها للحفلة ,,نظرت إليها كايت وقالت (لاتقلقي ,كلنا نعاني منها عندما تخطط لحفلة فلا تتعبي نفسك بالاعتراض ,)
كانت كايت تجلس إلى طاولة المطبخ تتظر جيريمي ليأخذها الى العشاء وقد كانت تبدو جميلة جدا بثوبها الأسود والعقد الذي يزين عنقها ,,قالت كايت وهي تنظر الى ملابسها (هل أبدو جيدة ؟)
ردت دانييل مازحة (لا! )
(نيل! إنك تبدين أجمل من هيلين طروادة ) فاحمر وجه كايت ثم قالت (في كل مرة أخرج مع جيريمي أشعر بالتوتر وكأنها أول مرة ,,لاأدري لماذا ؟هل شعرتِ بذلك نيل؟)
(لا,ليس فعلا ) ثم ضحكت متابعة ( لاتسأليني عن هذا فأنا أبعد مايكون عن هذه المشاعر )
سألت كايت بخبث (حتى الآن ؟) أحست دانييل بشيءغريب (ماذا تعنين؟)
(أعني ألاتشعرين بالتوتر لخروجك مع ديميتري ؟)
(لا ولمَ أشعر بذلك؟)
(هذايعني أنه لايعجبك ؟)
أجفلت دانييل (بلى يعجبني ,ألم أقبل دعوته للعشاء ؟فهولطيف ووسيم ومهذب ..) ثم لم تعد تعرف كيف تصف ديميتري فقالت (ولطيف )
ردت كايت بمكر (لقد قلتِ هذا ,,)
(أعرف ,لقد كررتها للتأكيد على لطفه ..) قالت كاذبة لأنها لم تكن تعي أنها كررت هذه الصفة وهذه غلطة فادحة فهذا دليل على أنها غيرمقتنعة بديميتري ,,بل هي مقتنعة ,,أقنعت نفسها بقوة ,,
قالت كايت بمكر (رايان لطيف ووسيم ومهذب)
ماذا تقصد بهذا ؟ هذا ما كان ينقصها ,,تلميحات من كايت
فردتمدعية عدم الاهتمام (بالطبع هو كذلك ,,وأتمنى أن يجد شخص مثل ماوجدت ديميتري
(وحدها الأيام ستثبت لنا ) قالت كايت هذا فأحست دانييل بالاختناق من هذا الكلام (سأرى إن كان ديميتري قد انتهى )
(أراكِ لاحقا )
خرجت دانييل من المطبخ متوجهة إلى غرفة الجلوس وماإناقتربت منها حتى سمعت صوت مفاتيح البيانو الغير متناسقة ..
قالت وهي تقترب من ميا وديميتري(هل تستمتعون بوقتكم؟)
(لا,إن البيانو صعب وديميتري يزيده صعوبة )
(اعترفي أنك لاتريدين التعلم ,فلولا أنه ليس من ضمن المنهاج لتركته ) قال ديميتري وهو يبتسم في وجه ميا(بالطبع )
أكملت دانييل بحزن مصطنع ,,(وتتخلين عنالتحدي
...لقد ظننت أنك مغامرة يا ميا ,,)

(إذاً لمَلا تعلميني ؟) ابتسمت دانييل لنجاحها في تحفيز أختها
(يبدو أنني قد خرجت من اللعبة ) ثم نهض لتجلس دانييل على المقعد فقال(والآن دعينا نسمع من فتاة جوليارد الجميلة )
ابتسمت دانييل ( المفتاح الأول للنجاح في العزف هو أنك عندما تنظرين إلى البيانو فحاولي ألا تنظري إليه علىأنها عيدان خشبية بل تخيليه مثل الكلمات أو الحروف التي تنتظر أن تنظم على هيئةجملة أو كلمة ,,عندها وعندها فقط ستعرفين العزف فكل عود خشبي هو عبارة عن نوتةوالنوتة هي حرف إذا جمعته مع حرف آخر سيشكل كلمة ..) نظرت إلى ميا ثم أكملت بمحبة
(هل تريدين أن تجربي ؟)

نظرت ميا بتردد إلى البيانو فقالت دانييل (لاتترددي فقط اعزفي لي النوتات التي تعرفينها ,اتفقنا؟)
(حسنا ) عندها بدأت تضغط علىالمفاتيح التي تعرفها فكانت تعرف معظم النوتات وهذا جيد
(عمل رائع ,ميا ) استدارت الأوه لتنظر إلى رايان الذي اتكأ بعفوية على باب غرفة الجلوس واضغا معطفه بلا مبالاة على كتفه ..تسارعت نبضات قلب دانييل الأحمق لرؤيته فقد كان وسيما جدا في بذلته السوداء والتي عكست لون عينيهالسوداوين فأصبحتا لايسبر غورهما ,,أحست بتعرق مفاجئ في كفيها
ركضت ميا إليهقائلة بفرح( أحقا؟ هل عزفي مثل عزف نيل؟)
نظرإلى دانييل الرائعة الجمال فيفستانها الأزرق الذي عكس لون شعرها الكستنائي وعينيها الخضراوين فقال (لاأدري إنكان مثل عزف داني ولكن عزفك مشابه له ,,) ابتسمت دانييل للفرح الذي ظهر على وجه أتها دانييل
(هل بإمكاني الذهاب ؟لقد وعدت بيبر أن آتي لأدرس معها ..)
(لنسأ لمعلمك ,,) قال رايان وهو ينظر إلى ديميتري المحدق في دانييل بغباء بنظرات تثيرالغثيان فقد كان ينظر إليها
بكل هيام ,,ياله من أحمق

(ديميتري ,هل انتهى الدرس؟) وكاد أن يضيف أيها المراهق ,,فقد كان يماثل المراهقين بنظراته الهائمة ولكن كيف له ألا يفعل وهو ذاهب إلى العشاء مع امرأة جميلة
(نعم ,,بإمكانك الذهاب ياميا فقد تأخرنا أنا ودانييل )
(سأجلب حقيبتي ) وخرجت مسرعة بعد خروج ميا
بقي رايان وديميتري في غرفة الجلوي وساد الصمت
وهما ينظران إلى بعضهما ,,

تنحنح ديميتري قائلا (سأعيدها في العاشرة والنصف )
(ولماذا تقول لي هذا؟) سأل بسخرية وتابع (لست ولي أمرها )
(لكنك بمثابة أخيها ..!)
اعتراه شعورغريب لايعلم ماهو لكنه يعلم أنه لايريد
إطالة الحديث فقال(إلى اللقاء ديميتري )

أراد أن يتوجه إلى غرفته لكنه كان جائعا فذهب إلى المطبخ وعند الباب اصطدم معدانييل والتي كانت محمرة الوجه فوقعت حقيبتها وتناثرت أغراضها
(أنا آسفة !) قالت هذا وهي تجمع أغراضها من الأرض ,,انحنى يساعدها أما دانييل فأقحمت الأشياء بسرعة ووقفت تتمتم شاكرة فقال ناظرا إلى وجهها المحمر(نسيتِ فرشاة شعرك)
فنظرت غليه وهو يلوح بالفرشاة فمدت يدها إليها إلا أنه أبعدها وقال ساخرا (أكل هذا استعجال لملاقاة ديميتري العزيز)
أجفلت (هذا ليس من شأنك ) وأخذت الفرشاة بسرعة منه
(طبعا) رد ساخرا ثم مر من جانبها لكنها أوقفته قائلة (كلا! لاتدخل ,,انتظر إلى أن ....يخرج جيريمي وكايت ..) ثم احمر وجهها
ابتسم ,,إذن لهذا السبب هي محمرة الوجه ,,إنه بسبب الخجل وليس بسبب حماسها للخروج مع ذلك الأحمق
بادلته الابتسام ,,فقال (لهذا أرادنا أن ننهي عملنا مبكرا ذلك المحتال ) فقد كان جيريمي هو محاسب الشركة
(وهل تلومه ؟إن أختك جميلة جدا ) قالت وقد اتسعت ابتسامتها
هز رأسه موافقا ( إنها كذلك ,فهي تشبه جدتي كثيرا ) ولمحت نظرة حزينة في عينيه لكن صوت ديميتري قطع عليها تأملاتها ..
كان العشاء ليكون رائعا لو أنها توقفت عن التفكير به ,,كان ديميتري محدثا رائعا لكنها أصيبت بالملل لسبب لاتعرفه ,,بل هي تعرف فكرت في نفسها فهي لم تتوقف عن التفكير في رايان لدقيقة واحدة وفي تلك النظرة الحزينة في عينيه
,,مابالها هذه العائلة المعقدة ؟ .

فكرت ساخرة في نفسها *وكأن عائلتك كاملة * .
عند العاشرة والنصف عادت إلى المنزل واستعدت للنوم لكنها سمعت صوت كايت (هل نمتِ يا نيل ؟)
فتحت دانييل الباب ودخلت كايت جذلى تكاد تتشقق من السعادة ,,أخبرت دانييل أن جيريمي حدد موعد الزفاف وأخذتا تضحكان على رد فعل كايت الباكيحول القرار فقد ظنت أنه سيقطع خطوبتهما .
بعد ان خرجت كايت نزلت دانييل إلى الطابق السفلي فقد جافاها النوم وهي تفكر في سعادة كايت الواضحة ياترى هل سيحدث له اذلك هي الأخرى ؟!
هل ستشهد اليوم الذي يعلن فيه الرجل الوحيد الذي تحبه ويحبهاعلى هذه الأرض حبه اليائس لها وأنه لايستطيع العيش بدونها .
بدا ذلك مستحيلا بالنسبة لدانييل فقد كانت مقتنعة أن الحب لايدوم أبدا حتى إن وجدته ,تماما مثلماحصل لوالديها فقد أحب بعضهما البعض بشغف لدرحة أن ظنوا أن هذا الحب لن يفرقه أحدأو أي شيء ,,لكن أحلامهم تلاشت وحبهم كذلك ,واكتشفوا أنه على الرغم من الحب الذي يجمعهما فهولايكفي ..فقد كان التفاهم والقدرة على المناقشة على والحوار بالمنطق والهدوء معدومةبينهم ..نزلت وقد وعت فوق بيجامتها عباءة نوم فضفاة فهي متاكدة أن لاأحد مستيقظ ,
أعدت لها كوبا من الكاكاو الساخن ودفعت باب غرفة الجلوس وقد أحضرت كتاباكلاسيكيا اسمه لاروشفوكو لتقرأه بهدوء
,,ثم قد تعزف قليلا ,,

أضاءت النور وجلس تعلى الأريكة بارتياح (مرحبا)
أطلقت صراخا مدويا عندما سمعت هذا الصوت الأجش آتيا من النافذة البعيدة من غرفة الجلوس وقفت مفزوعة ,,لكنه لم يكن إلا صوت رايان ,,
قال ساخرا ( هذه الصرخة كافية لتحطيم ناطحة سحاب ياداني )
نظرت إليه بغضب (لقد أخفتني أيها الأحمق ,,مالذي تفعله هنا؟)
لم يجبها بسرعة إذ نظر إليها قليلا عابسا (لقد ظننت أنك رأيتني عندما أضأتِ النور لكن يبدو أنكِ مستغرقة في التفكير فلم تريني )
(وكيف أراك وانت تتوارى في الركن المظلم كاللص )
فجأة نهض وتقدم منها فلاحظت أنه في ملابس نومه فاضطربت ,قال ولايفصل بينهما سوى الأريكة (أنا آسف لإخافتك ) واستدار حول الأريكة ليجلس براحة ممسكا بكوب من العصير في يده
نظرت إليه بدهشة وهي تقف على مقربةمنه
(ماذا تفعل ؟) قالت وهي ترفرف بعينيها فقد ظنت أنه سيغادر
رفع الكوبليرشف لكن قبل أن يقول باستهزاء (في هذه اللحظة أشرب العصير ) ثم جرع قليلا منالعصير
هزت دانييل رأسها بحدة ثم انفجرت قائلة (لاأريدك هنا )
لم يهتمبانفجارها ذاك ,فقط رفع حاجبيه بتساؤل ودهشة وسخرية كعادته دوما ثم استوى في جلسته بعد أن وضع الكأس على طاولة القهوة وقال(عفوا؟! ماذا قلتِ ؟لم أسمعك جيدا )
شعرت بالحرج فهي لم ترد أن تخرج الكلمات بهذه الحدة والفظاظة لكنها لم تكن تريد أن يشاركها أحد خلوتها لم ترد لأحد أن يعرف بوعدها ,,لاأحد خصوصا هو ,,لكنكان دافع خفي يدفعها دفعا لأن تخبره فلم تعرف كيف خرجت الكلمات
(لقد وعدتُ أميأنأعزف لها كل ليلة )

نظرت إليه بثبات وهي تتابع التغيرات على وجهه ,,الصدمة,الدهشة ,عدم التصديق ثم السخرية
(إنك فاشلة في الكذب ,داني)

تصاعد الغضب في نفسها لأنه لم يصدقها واحمر وجهها حتى أصبح كحبة طماطم ناضجة تكادتنفجر ,,ضغطت على الكتاب بين يديها بقوة حتى ابيضت أصابعها ,,وكادت الدموع أن تنهمرعلى وجنتيها لكنها صّرت على أسنانها تمنعها من الانهمار ,,قالت والعذاب ينهشأحشاءها (لقد جعلتني أعدها وهي على فراش الموت أن أعزف لها كما اعتدتُ أن افعلعندما كنت صغيرة .....)
صمتت واغرورقت عينيها بكثرة فاتجهت نحو الباب لتخرج وهيتتابع (لكن لماذا تصدقني ؟فأنا المرأة التي أتت لتسرق خزنة العائلة الثمينة .) شتم تنفسها بعنف لصوتها المهزوز بتلك النبرة المهينة ,,لقد عاهدت نفسها ألا تبكي أبداخصوصا أمام هذا المتعجرف العديم الأحاسيس ,,أخذت تصارع قبضة الباب لكنها لم تستطعأن تفتحه للمشاعر التي تنتابها وتهدد بالانفجار ,,عندما استطاعت فتحه ,,امتدت ذراعهمن فوق كتفها بكل هدوء لتغلق الباب فانتفضت وتسمرت مكانها مطأطئة رأسها مخافة أنيرى دموعها التي تموج في عينيها ,,

قال بصوت أجش عميق(لاتخرجي ,,دانييل ) فرفعت رأسها بحدة لتنظر إلى وجهه الذي حمل تعبيرا غريبا ,,أهي الشفقة أم الازدراء لكن لايمكن أن يكون ازدراء ,,بل هي مزيج من التفهم والتأثر ,,لايعقل هذا ,لايعقل أن تكون كذلك بل هي شفقة وهيلاتريد شفقته ,,لاتريد شفقة أي أحد ,,
قالت محذرة وهي تحاول السيطرة على اتزانصوتها المهزوز
(إياك أن تشفق علي !)

لم يجب وبقي صامتا ,,كان الصمت الذي يترددفي المنزل أقوى من الرعد فرفعت رأسها إليه بعد أن نكسته في محاولة ضعيفة للسيطرةعلى دموعها ,,تشابكت نظراتها مع نظراته الغاضبة والعابسة ..لماذا هو غاضب هكذا؟
لايحق له ان يغضب بل هي التي يحق لها ذلك لسخريته المعدومة اللياقة والأحاسيس ,,لكنها كانت تشعر بأشياء غير الغضب ..كان هناك نوع من الترقب والخوف وهي تنظر إليه ,فجأة أسدل جفونه كأنه كان يخفي شيئا خلف ذلك الستار السميك وفتحهما بسرعة قائلا( لاتخرجي ,وأكملي ماكنت تفعلينه ..) ثم فتح الباب وأكمل وهووهو يدير ظهره لها (أنا آسف,) وخرج مغلقا الباب بهدوء

لم تصدق أبداماسمعته ,,هو يعتذر لها ,,إنها لاتكاد تصدق ,,إن هذا الرجل خليط من التناقضات ,,تارة يكون لايطاق ,فظ ساخر وتارة يصبح ساحر ومذهل ,,مدرِّب ,وطبيب ,,إنهالاتستطيع التكهن بما ستكون عليه حاله فهو كالثعبان يغير جلده كلما طاب له ذلك ,,
لم تشعر بدموعها وهي تنهمر على خديها فقد كانت في دوامة أحاسيس ومشاعرمتضاربة ..لمَ أصبح بهذه الرقة والعذوبة ؟لقد أصبح في الأيام الماضية يعاملها بدونتلك المرارة التي كان يشعر بها ..ولم يعد يهددها ويمطرها بوابل من التحذيرات ..لماذا ياترى ؟هل صدق أخيرا أنها بريئة من تلك الاتهامات التي يرميها بها ؟ وهويحاول جاهدا أن يعقد الصلح معها ,,تذكرت أنه ناداها باسمها كاملا وبدون ذلكالاختصار الذي تكرهه ,,أحست بالبرد عندما تذكرت كيف نطق به ..كان بمنتهى العذوبةوالرقة وقد نطق به بتلك اللكنة الايرلندية التي تحبها والتي لازمته على الرغم من عيشه في أمريكا ..كانت تبعث القشعريرة في جسدها ,,
إنها على وشك الوقوعفي شيء خطير ,,شيء لن تستطيع تحمل عواقبه هذا إن لم تكن قد وقعت فيه ,,لقد سحرهاذلك الرجل بطيبته التي لاتظهر إلا مع أقرب أقربائه وتفانيه في عمله المضني وحبهللأناس المقربين منه وجاذبيته وسحره اللذان يطغيان على المكان ..
أحست أنها انجرفت في أفكارها ,فنهرت نفسها وتوجهت إلى البيانو لكنها لاحظت الكوب الذي تركهعلى الطاولة ..أحست بأنه يزال في تلك المنطقة التي جلس فيها على الأريكة مستريحامثيرا في نفسها الغضب ,وتذكرت كيف أمسك بالكأس بقوة ,,بأصابعه القوية الطويلة
*إنك حمقاء *نهرت نفسها وجلست على البيانو لتعزف لكنها حدقت إلى البيانو بغباءوكأنها تراه كقطعة خشب جامدة *ياإلهي ماذا حصل لي *

*******

سألت زوجها باهتمام (ماذا نفعل ؟)
(بماذا ؟) نظر جوناثان إلى زوجته من فوق الصحيفة الصباحية التي يقرؤها ولم يكن هناك سواهما في المطبخ ,,
قالت مورا منزعجة ,,(مالذي قلته لك ليلة البارحة ؟ألا تتذكر؟)
طوى جوناثان الصحيفة وقال يمازح زوجته ( كلام الليل يمحوه النهار ,يا عزيزتي )
(كن جادا أرجوك ,,فمستقبل الولدين يعتمد علينا ,,)
لقد تحدثا عن نيل ورايان ليلة البارحة وقد لاحظا التوتر الذي بينهما ,,والذبذبات السلبية والحذر الذييحيط بهما ,,
قال جون لزوجته ساخرا( كيف تكونين متأكدة من أنهما قد يكونا نمعجبان ببعضهما ؟) ثم أكمل بعد أن رشف قليلا من عصير البرتقال(بصراحة أنتم النساءلديكن مخيلة خصبة ,,)
استاءت زوجته من كلامه وردت بحدة (إن مابينهما واضح وهوليس من نسج مخيلتي الخصبة كما تقول )
(ولكن كيف ؟وهما بالكاد يتكلمان مع بعضهما )
ردت مورا بانتصار (هذا هو العارض كما يقول الأطباء ,,فهما يحسان بالتوتر من هذه المشاعر فيلتزمان الصمت ,,إنها فقط لم ينسجما بعد ,,إنني متأكدة من ذلك )
عبس جوناثان ( كيف تعرفين هذه الأشياء ؟)
قالت بتودد ومحبة (لأن هذا ماشعرت به عندما أحببتك )
أمسك جوناثان بيدها عبر الطاولة وضغط عليهابحب ,,(وأنا أحبك )
ابتسمت وهي تتذكر كيف التقت به ,,
كان محامي الشركة التيأسسها شقيقها على الرغم من اعتراضات والده _روبرت ويليامز_على عمله,عندما نجحشقيقها في إدخال الشركة _شركة الأدوية _في المراتب الأولى في نيويورك ,,أصابه شيءلايعرفه أحدفقد أصبح مهملا في واجباته نحو الشركة وأيضا نحو عائلته ,,فتلقت اتصالامن شخص وهي في لندن تعمل مع والدها في شركته للنسيج اسمه جوناثان باركر ,,كانوالدها قد قاطع أخاها لأنه انفصل عن كنف والده واتخذ مهنة خاصة به مغايرة لطبيعةعمل والده ,,ملك النسيج كما يلقبونه في لندن
قال جوناثان بصوت مضطرب عبر الهاتف ( يجب أن تأتي ,,شقيقك يحتاجك)
لكن من سوء حظها كانت الرحلات إلى نيويورك ممتلئة وعندما وصلت كانالأوان قد فات ومات شقيقها وزوجته إيرينا في حادث سيارة شنيع ,,
وقابلت جوناثان ووقعت في حبه منذ النظرة الأولى ,,في المستشفى ,,على الرغم من أنه كان متزوجا فيتلك الأثناء ..وقد شعرت بالذنب وظنت بأنها إنسانة مريعة لحبها الخفي لذلك الرجل المتزوج لكنها لم تستطع أن تقاوم حبه خصوصا أنها تراه في الشركة التي استلمتإدارتها ..بعد ذلك عرفت أنه يواجه مشاكل زوجية وتعاظم ذنبها بشدة عندما شعرت بمايشبه الغبطة لذلك ,,كرهت نفسها في تلك الأيام وحاولت أن تكون مثال الصديق الذي كان عندما توفي شقيقها ..
لكن في أحد الأيام فوجئت به وبعد فترة من طلاقه يعترف لهابحبه ويريد أن يتزوجها ويكون أبأً لأولاد شقيقها ..رايان وكايت ,,
كان رايان في التاسعة عشرة مراهق غاضب من الكل لكنه أبدىارتياحا لجوناثان الذي كان مثل الوالد للاثنين ,,
عادت إلى الحاضر وهي تتأملعيني زوجها التي اختفى منها المرض وحلت السعادة بدلا منها لكنها لازالت تدرك بأنهلايزال يحب زوجته السابقة ,
هي تحبه ومن لايفعل فهو كريم وشهم ومحب للكل ,و
قالت له(أنت عائلتي الوحيدة) قال ممازحا (حتى مع قدوم والدك ؟ ملك النسيج؟)
كررت له( أنت عائلتي الوحيدة ,,أنت ورايان وكايت وميا وحتى دانييل ) ابتسم زوجها ,,فزوجته لديها قلب كبير يتسع للكل بدون استثناء ,,قال (بالنسبة لدانييل ورايا ,,فلا تفعلي أي شيء )
(ماذا؟!)
(دعيهما يكتشفان مشاعرهما لأنهما إذا عرفا بخطتنا سيعاندان ولن يعترفا أبدا,,فاتركي الزمن يحل كل شيء)

***

تجولت مع كايت في المتاجر لتتبضع للحفلة التيستقيمها مورا وتتبضع من أجل زفاف كايت التي أشرقت منذ تحديد الموعد .
كان عقلدانييل بعيد آلاف الأميال عن كايت التي أخذت تهاجم المتاجر كسمك القرش ,,
كا نتتفكر في وظيفتها التي على المحك فمنذ اتصال ترافيس بها ذلك اليوم وأعلمها أن المجلسالتعليمي يقوم ببعض التغييرات في المدارس ومن بينها مدرسة دانييل وقد يقومون بفصلبعض المعلمين وإنهاء خدماتهم التعليمية ,لمشاكل في الميزانية وخصوصا أولئك اللذينلم يمضوا الكثير في الوظيفة ,,
إنها أزمة حقيقية ,,إنها لاتحتاج المال لكنهالاتريد أن تكون عاطلة عن العمل ستبحث عن عمل بشهادة التعليم أو شهادة إدارة الأعمال التي أصرت أمها على أن تحصل عليها ,,كانت معارضة لذلك في البدء لكن والدتها وهي الأستاذة في الحقوق أقنعتها ,,كانتبارعة جدا في الإقناع
قالت لها في ذلك الوقت (سوف تحتاجينها دانييل ,,إنك لاتعرفين كيف سيكون العالم بعد عشر سنوات بل بعد خمس سنوات ,,سوف تبقى الشهادة معكولن تثقل عليك أبدا,,صدقيني )
أخذت دانييل تدرس اقتراح والدتها وقد أعجبها قليلا فقالت ممازحة (إنك بارعة في الإقناع ,أتمنى لو استعملت هذه الموهبة
لمنع أبي من الرحيل ,)

أظلم وجه والدتها وقالت (لم يكن باستطاعتي فعل ذلك ..دانييل )
)ولماذا ؟) غضبت فجأة لازالت تعاملها كطفلة ,,
(لن تستطيعي أن تفهمي )
(أليس لديك غير هذه الجملة لتسكتيني ,,لقد مللت منها ياأمي )
(ماذا تريدي نأن أقول ؟) ردت والدتها بحدة كافية لجعل دانييل تتراجع مراعاة لمشاعر والدتها ,,
لكنها لم تتراجع كثيرا ..إنها تريد أن تفهم ..فردتبحدة (أي شيء ,قولي أي شيء لكن لاتقولي أني لن أفهم )
ظهر حزن في عيني أمها وقالت هامسة (أتريدين أن أقول بأن والدك لم يحبني في حياته ؟)
تدحرجت دمعة يتيمةعلى خد دانييل ولم تشعر بها لصدمتها بما سمعت(أنتِ تكذبين ..)
(دانييل ..) توسلت والدتها بخنوع ,,صرخت وقد وضعت يديها على أذنيها (كـــلا !!! توقفي )
نظرت دانييل إلى صاحبة الصوت وقد تشوش رأسها بالذكريات الأليمة كانت ترى والدتها لكن الصوت ليس صوتها بل صوت كايت
(دانييل !,مابكِ؟ هل أنت مريضة ؟) أخيرا اتضحت الرؤية وانجلى ضباب الذكريات ,, اغتصبت ابتسامة وقالت مازحة (لقد تعبت من الدوران حول المتاجر لقد اشتريتِ كل شيءيا كايت ..)
(بل بقي شيء واحد ..) قالت كايت غير مدركة ماحصل لدانييل لحسن الحظ
(ماذا ؟) قطبت حاجبيها ونظرت إلى اللائحة التي كتبتها روزي
(فستان جديد لك في الحفلة ..) قالت كايت بافتخار
(لا ,لاوألف لا ..) هزت دانييل رأسها نافية بقوة واستدارت مبتعدة عن كايت
(ولمَ لا؟) استفهمت كايت وهي تحاول اللحاق بدانييل
(لدي فستان في الخزانة ..) قالت وهي تنظر إلى اللائحة
(ذلك الفستان الذي أكل عليه الزمان وشرب ..لاأقصد الإهانة لكنك لن ترتدي ذلك الفستان فاللون أولايناسب الحفلة وثانيا أنتِ تريدين فستانا يظهرك وليس يخفيك ..أريدك أن تضيئي الحفلة )
توقفت عن المشي واستدارت إلى كايت ( إنني لاأحب التسوق ! بل لاأعرف وخصوصاشراء الفساتين الثمينة وفستاني لم يأكل عليه الزمان ويشرب كما تقولين والأكثر منذلك أنا لاأريد أن أضيء الحفلة فالمصابيح التي ستضعها عمتك ستكفي ..)
قطبت كايت حاجبيها (هذا ليس مضحكا ,,دعي هذه المهمة لي )
(كايت !) لكن كايت أبت الاستماع ,,

****

(ناوليني مقص الأعشاب الضارة ,,) قالت مورا وهي مستغرقة في تنظيف حديقتها ,,استدارت دانييل لتناولها المقص وقد كانت أيضا تنظف الحديقة لتساعد مورا ,,
قلبت المقص في يدها وقالت (هل لي أنأسألك سؤالا ؟)
ردت مورا (بالطبع ,عزيزتي )
(أين والديّ كايت ورايان؟)
لقد كان الفضول يقتلها ولكنها لم تستطع أن تبوح بذلك ..لقد كانت تنتظر أنتخبرها كايت أو مورا ,,فمن طبعها ألا تسأل عن أي شيء ليس من شأنها فقد كانت خجولةوهي تكره هذا الخجل بعض الأحيان نظرت مورا إليها باستغراب( لقد توفيا ! ) وأطالت النظر إلى دانييل المصدومة (ألم تخبرك كايت ؟لقد ظننتك تعرفين عندما أسمعكما تتحدثان في غرفتك )
هزت دانييل رأسها نافية وقالت بعدم تصديق (أنا آسفة ,,لم أكن أعرف ,,)
استقامت مورا ونفضتالتراب من قفازيها المخصصين للعمل واقتربت من دانييل (لا تقلقي ,لقد مر زمن طويلعلى ذلك ,,)
رفعت دانييل نظرها إلى وجه فقرأت مورا السؤال الذي لم تستطع التفوهبه (كيف؟! لقد توفيا في حادث سيارة غامض ,,لاأحد يعرف إلى الآن ماجرى وأظن هذاالسبب أن كليهما لم يتكلما عنه ,,خصوصا رايان فقد كان في السيارة معهما ونجا بأعجوبة ولم يقل لنا ماحصل ,,لقد ادعى بأنه كان نائما )
(ألا تصدقينه؟) استفسرت دانييل بصعوبة ,,
(عزيزتي ,إنني أعرف رايان ..ومن المستحيل أن ينام في السيارةهذه ليست عادته أبدا لكن قد أكون مخطئة وغلبه النوم ,,أما كايت فقد كانت تنام في منزل إحدى صديقاتها ,,لقد كان ذلك صعبا عليهما وصعب علي أيضا فقد كان أخي الحبيبوالذي لم أره منذ سنة تقريبا ,,فقد انشغلتُ في وظيفتي الجديدة والتي كانت في مصانعوالدي فلم يقدر أن يزورني بسبب الخلاف بينه وبين أبي ,,لقد كان عنيدا جدا ورايانيشبهه جدا إنه نسخة مصغرة منه ,,كلما رأيته رأيت أخي إدموند ..)
غامت عينيها فيسحابة الذكريات للحظات ثم هزت رأسها (لما استطعت اجتياز تلك المحنة ,لولا مساعدة والدكِ )
ابتسمت وأكملت (لقد ساعدنا في المعاملات العالقة في الشركة ..وساعدنيفي إدارة الشركة وساعدني أيضا في تحسين علاقتي مع رايان حيث أصبح صعب المراس بسببإصابته في ساقه بكسر مضاعف وقد كان لايطاق إلا أن والدك قام بتحسين مزاجه وأصبحقريبا منه ..كانا ثنائيا لا ينفصلان ..)
صمتت فجأة للتعبير الذي علا وجه دانييل ..تعبير الحزن والحرمان ,,
أخذت دانييل تغوص في دوامة أفكارها الحزينة ..إذن هذاما كان والدها يقوم به عندما كانت في أمس الحاجة إليه ..لكن هذا غير مستغرب ..ألايقولون أن الرجال يفضلون المواليد من الصبية ..لقد كان ..لقد كان يلعب دور الأب بدل أن يفعله مع ابنته الوحيدة ..
راعها أن تسمع موراتكرر ماكانت تفكر به (أعرف بما تفكرين به ,,ولاأستطيع أن أقول لك أي شيء ..وتظنينأنني سرقته منك ومن والدتك ,,لكن ..)
قاطعتها ( لا تقلقي عمتي ,لقد فات أوانتبادل الاتهامات وإلقاء اللوم وعلى كل حال ,,المرأة ليس لها ذنب ,,
انتبهت إل ىشيء يحرقها في راحة يدها ,,لقد كان جرحا صغيرا من كثرة الضغط على المقص وقد دخل فيه بعض الغبار والأتربة ..وجدت فيه الملاذ لتلعق جروحها المعنوية بعيدا عن الكل ..فقالت وهي تغتصب ابتسامة (سأغسل يدي لكي لا يتلوث ) مشيرة إلى الجرح الصغير
دخلت المطبخ وفتحت الصنبور لتنهمر المياه على جرحها وكأنها دموعها التي لم تنهمر آبية (ياله من جرح!!)
أطلقت صرخة صغيرة عندما سمعت الصوت الساخر بالقرب من كتفيها ,,فتناثرت قطرات منالماء على قميصه الكحلي والذي بدا متناسقا مع بذلته الأنيقة ..
توقعت أن يغضب لكنه نظر إلى قميصه ثم إليها وفي نظراته تسلية فابتسمت غير مدركة لفعلتها تلك وقالت (هذا سيعلمك بألا تتسلل على الناس خفية ..)
مسح قميصه وقال ممازحا (حسناً ,لقدأحسنت صنعا في تنظيف البقعة في قميصي ..فقد وجدتُ صعوبة في ذلك)
ومسح بقعةوهمية مبتسماً ..ضحكت وهي تستغرب مزاحه المرح ..ماذا حصل له ؟
لكن ابتسامته كانتكشعاع شمس ..تضيء العالم بصدقها لقد طردت الحزن من قلب دانييل بسرعة البرق ..أخذتتنظر إليه مسحورة ..الحق يقال أنها دائما عندما تراه تصاب بذلك الإحساس من الترقبوالإثارة ..إنه ذلك الإحساس الذي لم تكن تعتقد أنها ستصاب به .. إنه الـــــــــــحب !!
لكن كيف تحبه وهي تعرف بأن هذه اللحظات الهادئة بينهمالا تدوم لأكثر من خمس ثوانٍ ؟
كيف؟! وتعرف بأنه يعتقدها ..إنها لا تريد أن تفكربذلك حتى
كيف؟! ياله من سؤال سخيف ..لقد عرفت عنه خلال هذه الأيام ما جعلها تقعفي حبه من رأسها حتى أخمص قدميها ..
(كيف حصل هذا؟!) أجفلت من سؤاله ..هل علمبما تفكر فيه ..
سألت متخوفة ..(ماذا؟)
أشار إلى يدها المجروحة ..وارتاحتلأنه قصد ذلك ..ابتسمت
( لقد جرحتُ نفسي وأنا أقطع الأعشاب الضارة في الحديقة )

أمسك يدها قبل أن تعترض وبدون أن تنتبه ,,أخذ يتفحص الجرح ,,لحسن حظها أنه كانمحنيا رأسه الأسود .لكن هذا لم يساعدها في تهدئة أعصابها المتلفة ..فقد كانت لمستهمثل فعل النار في الهشيم ..لقد تصاعدت الحرارة في يدها حتى أصبحت متيبسة ..فازدادتضربات قلبها وأخذت تدعو ألا يلاحظها ,,
كان ذهنه بعيدا كل البعد عن مشاعرها التي تتأجج داخله فقد قال ممازحا (أظن هذا الجرح يحتاج لعملية ملحة يا داني ..) ثم رفع رأسه لكنه لا يزال ممسكا يدهابرقة وقال بجدية عندما نظر إلى عينيها (لحسن الحظ لم تدخل شوكة من الأشواك الصغيرةفي يدك
(إذأً ,لن أحتاج لعملية أيها الطبيب ..!) هنأت نفسها
على صوتها الثابت

ضحك وقال (لا , لن تحتاجيها ..) وأخذ ينظر إليها ..
قالت له وهي تسحب يدها من يده الدافئة (شكراً)
وابتلعت ريقها بحذر ..لماذا يفعل هذا؟ لماذا هولطيف هكذا؟ لماذا يعذبها ؟ أيعقل أنه عرف بمشاعرها تجاهه ويريد استغلالها ..إن كان كذلك فهو دنيء
استند على الجدار قائلا (لماذا لا تستخدمين إحدى القفازات التي تستعملها عمتي عند عملها في الحديقة ؟)
قالت بجدية بالغة (إنني لا أحب ارتداءهافهي تعيقني عن العمل ..)
(لقد صممت لسلامتك ..) قال هذا وهو يضع فنجانين في صينية ويهم بإعداد القهوة ,,
(حسناً ,إنها تعيق العمل ..مالذي تفعله ؟) نظرت إليه وهو يعمل بكفاءة
(إنني أعد القهوة للضيفة !)
(الضيفة؟)
(أجل ,كلوي هنا !) قال ناظرا ثم عاد إلى عمله ..
إذن هذا يفسر المزاج المرح ,,وأحست بلهيب ,,بدأ بالاشتعال كالنيران التي تشتعل في غابات الأمازون ..وشعرت بأنها على أهبةالبكاء ,,إنها الغيرة ,,إنها تعرف ذلك مع أنها لم تشعر بها من قبل ( هل بإمكانك مساعدتي ؟)
ترددت ما بين القبول والرفض ,,من جهة تريد الرفض بقوة فهي لن تساعده في خدمة غاليته كلوي ومن جهة تريد مساعدته ..
(لقد تأخرت يا عزيزي !) كانت هذه كلوي التي كانت تتبختر في فستان من المستحيل أن ترتديه دانييل ..فهو يكشف أكثر ممايخفي من عنقها وصدرها ,,اقشعر جسد دانييل من الاشمئزاز
(أوه ,دانييل عزيزتي ,,لم أرَك !)
تمتمت دانييل بصوت خافت لايسمع *وكيف تريني وأنت تسمرين نظرك عليه ؟!*
اغتصبت ابتسامة (مرحبا ,كلوي )
نظرت إليها كلوي من رأسها حتى أخمص قدميها ثمردت ببرودة (مرحباً) وأشاحت نظرها إلى رايان قائلة بهيام
(هل تريد مني المساعدة؟)

إنها تثير الغثيان ..وتلك النظرات ! لاعجب أنه واقع في غرامها ..فنظرة منهاتجعل أقسى القلوب تركع عندها ..وأحست بسكين ينغرز في صدرها ..لماذا لا يحبها؟ لماذايعاملها هكذا؟ حتى أنه لم ينظر إليها منذ دخلت كلوي ,,نظرت إلى ملابسها المكونة منجينز باهت وكنزة خضراء عكست لون عينيها فوجدتها ملطخة بالوحل والأتربة ثم نظرت إلىكلوي البالغة الأناقة وسخرت من نفسها ..بالطبع لن ينظر إليك وأنت بهذا الشكل ..فأمامه سيدة الأناقة ..يجب أن تخرج من هنا بسرعة .. فقالت بمرح زائف (يبدو أن لديك من يساعدك يا رايان ..لذلك سوف أذهب ..)
قال مقطبا حاجبيه الساحرين (أين؟)
فكرت *هاه ! ,,وكأنك تهتم * ,,إنه فقط يسألهابداعي التهذيب ..تباً له ! إنها لا تريد شفقته أو تهذيبه فقالت كاذبة (سأذهب لأرى ديميتري ,,إلى اللقاء ) ولدهشتها لم تتكسر الابتسامة المزيفة التي رسمتها عل شفتيها على الرغم من حزنها البالغ ..لماذا قالت بأنها تريد رؤية ديميتري هافرشام ,,إنها لا تريد رؤية أحد فاكتشافها أنها تحب رايان قد صدمها ,,
لقد تسلل إلىأعماقها مثل المخدر ..وانتهى بها الأمر إلى حبه ..حب ذلك الرجل الذي يظن بأنها هنالتحطم عائلته ..بل عائلتها ..نعم! عائلتها ,,إنها لاتهتم بذلك الأحمق المتعجرف ..إنها لاتهتم به مثقال ذرة ,,إنها لا تحبه ,,هذا وهو وخيال ,,لكن عقلها وقلبها لميرضخا لقرارها بعدم حبه ,,وأخذت تردد لنفسها وهي تبتلع الأرض بخطواتها المسرعة ,,(أنا لاأحـــبه ! لا أحــبه ) فمن المعروف عن الدماغ البشري بأنه يختزن المعلومةالتي تتردد مراراً وتكراراً عليه حتى تصبح واقعاً حتمياً ..(أنا أحــــبه! لا أحـــبه ) رددت لكن قلبها ردد شيئاً واحداً (لاتكذبي على نفسك! )

****

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 11:33 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-01-2013, 07:03 PM
 
حلوا الروااايه ابداااااااااااااااع
مستنيه التكمله
roxan anna likes this.
__________________
انا مصرية و افتخر
مصر
فوق الجميع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
*the promise of life*.."وعد الحياة"..رواية مشتركة بين"سيموني اوزوماكي"و "ايرزا سكاليت".. مـــدى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 11-03-2012 04:20 PM
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله"""‎ darҚ MooЙ موسوعة الصور 132 12-15-2011 09:33 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 04:29 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011