عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 05-02-2014, 01:09 AM
 
[frame="9 80"]
جدلية شكوى الزمان وملامة الدهر!!
10/04/2014
اسلام ويب ( د. محفوظ ولد خيري )



يتأثر الإنسان دوما بما حوله من المؤثرات، وتضعف وتقوى مؤشرات المقاومة لديه لما يشعر به من نكبات وعقبات تعترض طريق حياته، وهو إذ يكابد ويقاوم مشاق الحياة ومتاعب العمل يبدو محتاجا لأمل يدفعه إلى تخطي تلك المتاعب والمشاق، وهو كذلك بحاجة لمبرر – واقعي أو متوهم – يسند إليه العجز والضعف عندما يفشل في تخطي تلك الصعوبات، ومن أكثر المبررات التي استخدمها ويستخدمها الإنسان باستمرار ليجعلها المسؤولة عن كل مظهر من مظاهر الفشل لا يروق له: شكوى الزمان؛ وهي فيما يبدو عقدة من أقدم عقد الإحباط التي عانت منها النفس البشرية، فهي لا ترضى أبدا عن زمانها مهما كان خصبا، وتتظاهر بالحنين دوما إلى الماضي مهما كان تعيسا وتتذمر من الحاضر مهما كان أنيقا.

والنفس إذ تلقي باللائمة على الزمان وتنسب إليه كل عيب تتناسى أنه لا وجود لما يسمى ب"الزمان" بمعزل عن الإنسان والمكان، وأن هذين المؤثرين يتقاسمان مع الزمان المسؤلية في كل ما يمكن أن ينسب إليه، على أننا في الواقع عندما نمعن النظر في مفرداتهم ومصطلحاتهم فإننا سنجد أنهم لا يقصدون بالزمان الوحدة الفيزيائية المعروفة، بل هم يستخدمون رمزية الزمان لشكوى الحال والجيل ... ونحو ذلك، لكن حتى هذا يضعنا أمام تساؤل منطقي؛ وهو هل كل الأجيال الماضية تفضل كل الأجيال اللاحقة؟! بكل تأكيد ليس هذا الافتراض بالسليم دائما

ولا تبدو الشكوى من الزمان وتحميله المسؤولية في تبدل طباع ومعاملات الناس بالجديدة؛ فقد خلد الشعراء هذه الظاهرة في قصائدهم في أقدم شعر وصل إلينا؛ ومن أغرب ما قرأت في ذلك في بعض الأساطير أنه وجد في خزائن عاد قوم هود عليه السلام سهم من سهام حربهم كأطول ما يكون من رماحنا، وإذا عليه مكتوب:
بلاد بها كنا وكنا نحبها ... إذ الناس ناس والبلاد بلاد

هذا قيل منذ ذلك الزمن البعيد! والطريف في الأمر أن بعض الشعراء في تلك الأزمنة المتقدمة بكوا زمانهم ونسبوا إليه كل نقيصة ومدحو الأزمنة التي سبقته، ثم جاء جيل من الشعراء بعدهم فمدح تلك الأزمنة التي ذم الأوائل وهجى زمانه ... وهكذا، وقال أحد الأدباء: يقولون: فسد الزمان، أفلا قالوا: متى كان صالحا؟! وليس غرضنا في هذا المقال تتبع أو استقصاء هذه الظاهرة في شعر الشعراء ومقولات الحكماء والأدباء وإنما نهدف إلى التنويه بهذه الظاهرة والإشارة إلى أبعادها النفسية والتاريخية.

وأيا ما كان الأمر فإن ترسخ هذه الجدلية يؤكد حقيقة تمكن القلق من النفس البشرية وعدم استبشارها الخير في قابل الأيام، ومن ثم فهي تركن دوما للماضي الذي ألفته وجربته على الأقل، ولا تحب مجرد التفكير بالمستقبل الذي لا تستبشر بقدومه الكثير من الخير، كما أنه من ناحية أخرى يعد مؤشرا قويا يدل على تعطش النفس البشرية لاختلاق الأعذار والمبررات تخفيفا من الضغط الدائم لجرح الضمير الذي ينزف بداخلها كلما تعرضت لمواقف الإحباط .
وإذا ما توقفنا قليلا عند الأسباب الموضوعية لنشوء هذه الظاهرة الإنسانية فسنجد أن من أهم أسبابها الطموح العالي، والغرور غير الواقعي، ومحاولات الوصول إلى الغايات دون استكمال الوسائل، والنظر إلى الجانب الفارغ من الكأس دوما، ومسحة التشاؤم المطبوع في ذهنية كثير من الناس، كذلك من أسبابها التقليد الواعي أو غير الواعي لملاحم الحزن الذي يجده الناس في أشعار وآداب الأسلاف وتسربلهم بلباس البؤساء رغم كونهم يرفلون في فيوضٍ من النعمة في أغلب الأحيان، ولا يمكن تخصيص الشعراء دون غيرهم بظاهرة الشكوى من الزمان ولكن لعل الحساسية الزائدة عندهم وشعورهم المرهف أدى لبروز أعراض هذه الظاهرة بحدة أكبر بينهم .

وفي الختام فإن مناقشة جدلية هذه الظاهرة وتجذرها في النفس البشرية يؤدي بنا للقول بأن ظاهرة الزمان بشكل عام من الظواهر المشكلة فلسفيا وعلميا، فبالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي حققته البشرية في عصورها المتأخرة إلا أنها لم تستطع حتى الآن حسم كثير من المفاهيم المرتبطة بالزمان، وإن أصبح من المؤكد - حسب كثير من الأبحاث العلمية - أن إدراك اﻟﻮﻗـﺖ وﻇـﯿﻔﺔ ﻣﺘـﻔـﻮﻗـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎﺣـﯿﺔ اﻟﻌـﻘـﻠﯿﺔ؛ ﻟﺬﻟﻚ فھـﻲ ﺧـصيصة يتميز بها اﻹﻧﺴـﺎن عن غيره من سائر الكائنات الأخرى، كذلك تم إثبات كون اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت اﻟﺼﻐﯿﺮة ﺗﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﺳﺮﯾﻊ ﺟﺪًا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﻛـﺒﯿﺮة اﻟﺤـﺠـﻢ... وﻃﺒﻘﺎً ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ فإن ﺳﻨﺘﺎن ﻣﻦ ﺣﯿﺎة اﻟﮭﻤﺴﺘﺮ (ﻣﻦ اﻟﻘﻮارض) ﺗﺴﺎوﯾﺎن – ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺬھﻨﯿﺔ واﻟﺴﯿﻜﻮﻟﻮﺟﯿﺔ – 70 ﻋﺎﻣًﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺎة اﻹﻧﺴﺎن، وتأسيسا على نتائج هذه النظريات العلمية فربما تكون رتابة الزمان وقوة إحساس الإنسان به هي السبب فى الشكوى والتذمر الدائمين منه.


[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 05-02-2014, 05:40 PM
 
مواضيع كثير مهمة يسلموا
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 05-03-2014, 05:27 PM
 
جزاك الله خيرااااااااااااا
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 11-20-2014, 08:18 PM
 
[frame="9 80"]
ليس في كلام العرب
29/05/2014
د.محفوظ ولد خيري


ثمة علم نادر من علوم العربية يعتني ويهتم باستقصاء القواعد المضطردة ليس للتراكيب والاستخدامات المستعملة في اللغة العربية؛ وإنما يقعد لتلك المفردات والتراكيب التي لم تستخدم في اللغة أو استخدمت في ألفاظ محصورة، وهذا العلم من أطرف وأندر العلوم وهو يدل على تمكن فقهاء العربية من أزمة نواصيها والجهود الضخمة العظيمة التي بذلوها في خدمة هذه اللغة؛ في باب المستعمل والمهمل منها والمضطرد والشائع والنادر والشاذ .
وقواعد هذا العلم الجليل تتميز بالاستقصائية والاستغراق؛ حيث إنها تخرج بقواعد كلية مضطردة تأتي على نوعين اثنين:
*****
النوع الأول: القواعد المضطردة في كل أفراد جنسها من دون استثناء؛ وذلك مثل قول ابن سيده: ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة عربية محضة، الشينات كلها في كلام العرب قبل اللامات.
*****
النوع الثاني: القواعد المنطبقة على أفراد جنسها مع استثناءات محصورة، وهي الأكثر من بين قواعد هذا العلم، وربما هي المقصودة أساسا من التصنيف فيه إذا تخيلنا أن الغرض منه تغطية تلك المساحات والدوائر التي لم تنجح القواعد في إدراجها تحت عمومياتها المضطردة، مثال ذلك قولهم: ليس في كلام العرب (فاعل) وجمعه (فُعَلاء): إلا في ثلاثة ألفاظ: شاعر وشعراء، وعاقل وعقلاء، وصالح وصلحاء، والقياس أن يكون (فُعَلاء) جمع (فَعِيل)؛ نحو ظُرفاء جمع ظَرِيف، وعُلماء جمع عليم.
*****
واللافت للانتباه أن قواعد وكليات هذا العلم الجليل متنوعة المباحث متعددة الفروع متشتت المعارف؛ فهي تشمل قواعد نحوية صِرفة، وقواعد صَرفية خالصة، وحيثيات لغوية تتعلق بالقواعد الكلية للنطق العربي وعلم الأصوات؛ كقولهم: إن الانتقال والخروج من كسر إلى ضم مُستثقل؛ ولهذا ليس في كلام العرب شيء على وزن "فِعُل"، ومنها قواعد تتعلق بالدخيل والوافد إلى العربية من اللغات الأخرى، كقولهم: لا تجتمع السين والذال في كلمة عربية، وأما كلمة: أستاذ، وساذج ونحوهما فمعرب من الفارسية، وبعضها يتعلق بتصحيح الأوهام والأخطاء الشائعة في اللغة؛ كقول أبي عمْرو بن العَلاء: ليس في كلام العرب: أتانا سحَراً، ولكن يقولون: أتانا بسَحَر، وأتانا أعلى السَّحَرين.
*****
ولعل أول مصنِّف في هذا العلم الجليل وواضع للبناته الأولى هو العلامة ابن خالويه؛ أبو عبد الله الحسين بن أحمد (المتوفى سنة 370 هـ) الذي ألف فيه مصنفا لطيفا لا يزال هو المرجع الأخصب والأوحد في هذا العلم رغم مضي أكثر من ألف عام على تصنيفه، وكل المراجع في هذا العلم - على ندرتها – عالة على هذا الكتاب ما بين استدراك عليه وانتقاد وتذييل له وتتميم ونقل منه ... الخ .
وقد أثنى على هذا العلم السيوطي فقال: "هذا نوع مهم ينبغي الاعتناء به، فبه تعرف نوادر اللغة وشواردها، ولا يقوم به إلا مضطلع بالفن واسع الاطلاع، كثير النظر والمراجعة، وقد ألف ابن خالويه كتابا حافلا، في ثلاثة مجلدات ضخمات، سماه: كتاب ليس، موضوعه: ليس في اللغة كذا إلا كذا، وقد طالعته قديما وانتقيت منه فوائد، وليس هو بحاضر عندي الآن – يعني وقت تأليفه كتابه المزهر في علوم اللغة وأنواعها - وأنا أذكر إن شاء الله في هذا النوع، ما يقضي فيه الناظر العجب، وآت فيه ببدائع وغرائب، إذا وقع عليها الحافظ المطلع، يقول: هذا منتهى الأرب".
*****
ويمكننا أن نعتبر ابن خالويه بهذا الكتاب الجليل قد أسس فرعا جديدا من فروع المعرفة واخترع حقلا جديدا من حقول العلم بالشواذ والنوادر ربما لم يسبق إليه، ولا حام طائر فكر مؤلِّف قبله عليه؛ وهو ذلك العلم الذي يضع ويهتم بحصر القواعد المضطردة لما لم يضطّرد في اللغة، ويلحق بالاستدراك ما أهمله المقعدون الأوائل من فطاحلة علماء العربية ورواد التقعيد البنائي لمفردات الفصحى .
ورغم كل ما نبهنا عليه ونوهنا به من المكانة الجليلة لهذا العلم والتأليف فيه فإنه لم يسلم من الانتقاد؛ فقد رآه بعض النقاد هروبا إلى الأمام وبحثا سلبيا في اللغة؛ قالوا: وذلك أن العلماء حين أدهشتهم هذه اللغة بأبنيتها المتكاثرة وعجزوا أن يحصوا صيغ الأسماء والأفعال لعلهم يحصرون القوالب التي يبني الفصحاء على أمثالها ألفاظهم، لما لم يتيسر لأحد منهم - مهما يكن قد أكثر - أن يستوعب هاتيك القوالب، فإذا هم يستعيضون عن هذا البحث الإيجابي العسير ببحث سلبي يسير؛ فمن لم يحصر الأشباه والنظائر عن طريق الأبنية التي جاءت على لسان العرب اضطلع بحصر الألفاظ التي خرجت عن هذا اللسان المصطفى، وظن بعد ذلك أنه بلغ بسعيه ذروة المنتهى!
*****
ولا أدري سر هذا الهجوم العنيف الشرس على هذا المنحى من التأليف وكأني ألحظ أن من انتقدوه ربما لم يستوعبوه ومن ثم فإنهم لا يقدرونه حق قدره، ولولا ذلك لما قالوا إن البحث فيه يسير؛ فلعمري إن البحث فيه والخروج بقواعد كلية لمباحثه لهو أصعب بأضعاف من البحث في قوالب الألفاظ العربية وأوزان الأفعال والأسماء المضطردة، لأنه يتطلب البحث فيما اضطرد وفيما شذ عن هذا المضطرد، هذا إضافة إلى ما يشتمل عليه هذا العلم الجليل من نوادر اللغة وشواردها، وملحها ونكاتها، والمعلومات الإحصائية الدقيقة التي يقدمها, وما يستفاد منه أيضا من استقراء قواعد أغلبية متعلقة بالأبنية والجموع من حيث كثرة الورود أو قلته، ويظل هذا العلم دوحة من نوادر علوم العربية شاهدا على حضارة لسانية أصلها ثابت وفرعها في السماء، تتسع في الاشتقاق مع ثبوت في المباني وتتفرع علومها وتتوسع مباحثها وتتنوع لكنها تشترك جميعا في تأدية غرض واحد وهو ضبط المفردة العربية وإحاطتها بسياج متين من القواعد والقوانين يصون حماها ويذود عن حياضها ويميز الدخيل والأصيل من مفرداتها .

*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011