عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree1646Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #166  
قديم 05-15-2013, 10:49 AM
 
‏*

‏~مضمض

في إنتظارك بشوق ..


‏~هيناتا

مقدرة ظروفك حبيبتي .. الله يسهل لك
في إنتظارك باي وقت
__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #167  
قديم 05-15-2013, 10:49 AM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.

أهلا جوريا الحلوة .. أخبارك أنت ؟!
تمام و الحمد لله .. أما الدراسة اتركيها على جنب أحسن =.=

شكرا على الإطراء عزيزتي .. أخجلتني !

أحاول بالفعل أن أصف كل شيء و لا أهمل أي تفصيل ..

المسلسلات العالمية و سوبر جونيور مرة واحدة .. حرام عليك ههههههه
احم .. بدري علي .. أكتب بهالاحتراف يمكن مستقبلا إن شاء الله !


سعدت لأن الشخصيات أعجبتك ..
و بالنسبة للصور فقد كانت نزعة لن أقوم بها مجددا ..
لطالما كتبت بدون صور و كان هذا أسهل علي .. فأنا أيضا أفضل أن أتخيل على راحتي


شكرا لك جوريا على هذا التعليق الرائع ..
لقد سررت به حقا


دمت بخير
‏.‏
‏.‏
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]‏
جُمانهْ* likes this.
__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #168  
قديم 05-15-2013, 10:50 AM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.

أهلا فلوري .. نورت حبيبتي


شكرا لك .. رأيك أفتخر به بشدة ، كونك كاتبة متميزة ..


الأغنيات .. الواقع انني أكتبها على شكل خاطرة هههههه هذا هو السر ،
أنا تحت الخدمة طالما أستطيع المساعدة


ويلو و ليس ييرما فلوري .. شكلها ييرمات مضمض سلبت عقلك هههههههه

لازم اغير اسم ويلو .. شكله مخبص الكل ~~"


احم .. تحليل منطقي لكلى شخصيتي أليستر و ويلو ..

و كذلك باقي الشخصيات .. نظرة ثاقبة بالفعل

تدوري على خطط هههههههه الله يعين شريك المستقبل !


ان شاء أرسل لك رابط الفصل ، و ها هو قد وصل ..


شكرا لك عزيزتي على التعليق المذهل .. سررت به حقا


و دمت بخير
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]‏
__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #169  
قديم 05-15-2013, 10:51 AM
 
جاري تنزيبل الفصل الجديد ^^
جُمانهْ* likes this.
__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #170  
قديم 05-15-2013, 11:03 AM
 
الفصل الرابع

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im36.gulfup.com/vpjl3.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









.

.


*الفصل الرابع*








قدماه بحذاء الاسيكس كاكي اللون ..
راحتا تتحركان فوق الساحة المغطاة بالثلوج .. حركاتا راقصة رشيقة ،
تتماشى بتوافق و الألحان المنسابة من السماعتين التين في أذنيه ،
و الموصولتين بدورهما بمشغل الموسيقى الصغير في جيب سترته المدرسية الرمادية !

كان يحرك أطرافه برقصة سريعة ،
تجعل شعره الكثيف المجعد يتبعثر بفوضى ،
بينما يبدو الشرود على ملامحه الصبيانية !

بحركة إنزلاق جانبي .. توقف ليو ناثرا بقدميه كما من الثلج حوله ..
و سكن في وقفته وسط الساحة الفارغة للحظات .. يلتقط أنفاسه !

لم يكن أحد هناك ..
الجميع كانوا داخل فصولهم فهو وقت الدروس.
لكنه ما كان يملك مزاجا للجلوس في الفصل و الاستماع لشرح أي شيء الآن !
عليه أن يتحرك .. يحتاج ذلك بشدة ،
فعندما يفكر لا يستطيع أن يثبت بمكان !


تلك الفتاة و رسائلها .. تسللا عميقا بداخله ،
و سيطرا عليه بحيث لم يكن قادرا على التركيز في أي شيء آخر حاليا !

رسالتها الجديدة ..
عباراتها الصادقة الإحساس ..
و حديثها عن شعورها نحوه ..
بات يغيظه كيف يتأثر بكل ذلك كما لو أنه يسمع كلمات حب لأول مرة !
إنه حتى لا يعرف من تكون !!

أخذ نفسا عميقا و أطلق زفرة حارة .. خرجت على هيئة بخار كثيف نتيجة برودة الجو.
انتزع السماعات عن أذنيه .. و أطفأ الجهاز الصغير.

تمتم بشيء من التبرم :
_"جميل الروح" ها ... و كيف لها أن تعلم ؟!!


صيحة خوف مكتومة انبعثت من خلفه ،
و جعلته يلتفت لمصدرها على عجل ..
ليرى دراجة هوائية تتمايل بعدم توازن
و فوقها فتاة ما .. تندفع نحوه !!

أول ما قفز إلى ذهنه لحظتها كان مدى خطأ تلك الصورة ،
لقد كانت الفتاة بالزي المدرسي .. و هذه كانت الساحة الخلفية للمدرسة ..
لا طريقا عاما يبرر قيادتها للدراجة فيه !!!

ثانيتين فقط ..
حدث الاصطدام بعدها دون أن يستطيع تفاديه ..
وقع أرضا .. و فوقه وقعت الفتاة و دراجتها !!‏
لم يسبب له اصطدامه بالأرض المغطاة بالثلوج ألما ..
لكن الدراجة كانت تسحقه إضافة للفتاة !

أطلق ليو تأوها بدا مزيجا من الدهشة و الوجع معا !
جعل ذلك الفتاة تستعيد اتزانها و تبتعد عنه بسرعة .. جالسة على الأرض.
أزاحت الدراجة من فوقه بجهد .. و ساعدته على الاعتدال جلوسا هو الآخر !

هتف ليو بسخط :
_و لكن هل أنت عمياء أم ماذا ؟!

أدار رأسه إليها .. فتفاجأ بالدموع المتجمعة في عيونها المتسعة ذعرا !
قطب حاجبيه و تساءل إن كنت قد تأذت ؟!
خففت تلك الفكرة من حدة سخطه عليها !

و وجد نفسه يجيب عن السؤال الخائف و الغير معلن في عينيها :
_أنا بخير !

قالها رغم تعارض هذا التصريح مع الطريقة التي كان يدلك فيها صدره بألم !
لم ترد الفتاة .. و الواقع أنها لم تحاول حتى أن تنطق بشيء ،
نظرت إليه بعينين نجلاوتين مشدوهتين ..
تلمع فيهما الدموع دون أن تسيل ،
وجهها مرعوب .. و وجنتاها متوردتان من فرط الانفعال ..
كما لو أن الدراجة قد صدمتها هي !!

_ماذا عنك .. هل أنت على مايرام ؟!
سألها ليو ملاحظا كيف بدت في فوضى ،
خصلات من شعرها الأسود الطويل كانت تتهدل حول وجهها و كتفيها ..
متحررة من رباط شريطها الزهري ،
و خدش صغير على جبينها الأبيض و آخر على خدها ،
بدت مصدومة .. كمن رأى شبحا !!
بطريقة خدشت هالة الإرستقراطية التي تلبسها -مرغمة و لا شك- !
فلا شيء كان إرستقراطيا حول قيادتها للدراجة الهوائية قبل قليل !

استمر ارتباكها لدقيقة أخرى .. ظلت تحدق فيه خلالها كما لو أنها تجد صعوبة في استيعاب حقيقة وجوده أمامها ..
حتى استطاعت السيطرة على ارتباكها أخيرا.
تكلمت بصوت خجول خافت .. وهي تلتقط وشاحها الصوفي -زهري اللون- عن الأرض لتنفض الثلج عنه :
_أنا آسفة .. لقد .. كنت أتدرب ، فأنا لا أجيد ركوب الدراجة كما لابد و أنك لاحظت !

ارتفع حاجباه لحظة بينما يراقبها تعيد لف الوشاح حول رقبتها بتركيز ..
ثم لم يلبث و أن انفجر ضاحكا بطريقة فاجأتها !
عبست بإحراج :
_ما المضحك ؟!


أجابها مشيرا إلى الدراجة الملقاة أرضا بجوارهما :
_جديا ... هل تسمين هذا الذي حدث توا تدريبا ؟!

احمر وجهها وهي تتمتم :
_ألا يتدرب المرء عادة لأنه ليس بارعا ؟!

ابتسم ليو وهو ينهض واقفا :
_بلى كما أظن ... لكن ألم تجدي مكانا أفضل من ساحة المدرسة لتتدربي فيه ؟!

هزت رأسها نفيا دون أن تعلق ... بدت من النوع الخجول قليل الكلام ،
فكر متعجبا .. ارستقراطية الهيئة ، خجولة التعامل ، و مع ذلك مجنونة التصرفات ، يا له من مزيج !!

مد يده إليها ليساعدها على النهوض ، قائلا بابتسامة :
_أنا ليونيل وارن ، لا أظننا التقينا رغم أننا نرتاد المدرسة نفسها.

نظرت إلى وجهه المبتسم ثم إلى يده الممدودة إليها ،
و عدم التصديق يظهر جليا في عيونها السوداء المعبرة ،
احمرت وجنتاها و هي تضع يد مترددة في يده قائلة :
_أنا كيلي ميتشل .. و .. هذا غير صحيح !

ساعدها على النهوض سائلا :
_ما هو الغير صحيح ؟!

همست تتدارك موجة خجل سببتها لها حقيقة كونه لايزال محتفظا بيدها في كفه :
_أقصد أنني أعرفك من قبل .. فنحن نتشارك صفي الإسبانية و التاريخ !

_أحقا ؟!

عبس ليو محاولا التذكر .. و في باله فكرة غريبة ،‏
فابتسمت له مؤكدة :
_ربما أنت لم تلحظني ، لكن ما من أحد لا يعرف ليو وارن في المدرسة !

أعادت كلماتها تقطيبة الانزعاج إلى وجهه ،
إذا كان هذا صحيحا .. فسيكون صعبا عليه معرفة هوية فتاة الرسائل !
هي قد تكون أي طالبة في المدرسة ..
و من المحتمل أن تكون فتاة لا يعرفها حتى ..

كمحاولة لصرف ذهنه عن التفكير في معجبته الغامضة ،
انحنى ليو و رفع الدراجة عن الأرض .. ليوقفها في وضع صحيح ، قال :
_لماذا تريدين قيادة دراجة هوائية على أي حال .. إنها ليست وسيلة التنقل الأفضل ؟!

أمسكت كيلي بمقبض الدراجة الثاني .. بحيث كانت الدراجة تفصل بينهما ،
ترددت لحظة .. فما كانت معتادة على الحديث عن نفسها أمام الآخرين ،
لكنها سرعان ما أعلنت بحزم :
_أنا أحاول أن أثبت نفسي !

_تثبتين نفسك بقيادة دراجة ؟!

ظلت كيلي صامتة لبضع ثوان ،
لم يسبق و أن اهتم أحد بسؤالها عن أهدافها و إن في شيء بسيط كهذا ..
و الآن ليونيل وارن كان يسألها ، يحاورها كما لو كان مهتما !!
جزء منها كان راغبا في الهرب من أمامه .. و الجزء الآخر كان ذاهلا و منبهرا بهذه الواقعة !!

اخذت نفسا عميقا لتهدأ اضطرابها الذي لم يكن له سبب ،
و قررت أن هذه هي فرصتها لتثبت أنها تستطيع اجراء محادثة مثل أي فتاة عادية ،
أجابته بصوت هادئ و يدها تعبث بمقبض الدراجة تحركه دون وعي :
_الحقيقة .. رغبت في أن أقود دراجة منذ كنت طفلة ، منذ رأيت ذات مرة مجموعة أطفال يلعبون بالدراجات معا و وددت لو ألعب بها مثلهم ، لكن والدي لم يسمحا لي ... شيء له علاقة بكوني "ابنة ميتشل" و ... و بعد أن كبرت صرت أرى كم هو سخيف مقدار التعليمات التي يقيدانني بها .. فقررت أن أخوض هذه التجربة بغض النظر عن أي شيء آخر ..

و فقط حين توقفت كيلي عن السرد .. شاعرة بالغباء مما تحكيه ، سمعت ليو يقول :
_و بخوضك للتجربة تتمردين على عناية والديك و حرصهما الخانق .... أستطيع أن أفهم هذا.

رفعت بصرها إليه بدهشة حين واصل بضحكة صغيرة :
_و الواقع أنني أعيش المأساة ذاتها !

هتفت قبل أن تستطيع منع نفسها :
_أنا لا أصدقك !!

_و لماذا ؟!

احمر وجهها دون أن تجد جوابا يكون آمنا النطق به ..
لطالما نظرت إلى ليو على أنه شخص واثق ، عفوي منطلق ، و مفعم بالحياة ..
حتى و هي لا تعرفه عن قرب ... كانت لا تستطيع أن تصدق أن حياته مكبلة بذات القيود التي تكبلها هي !
غمغمت :
_لا يبدو عليك ذلك .. أعني .. أنت تعيش كنجم في نهاية المطاف !

_ربما ..

قال ليو و هز رأسه :
_و مع ذلك ليس لديك فكرة عن مدى صعوبة الأمر !

_ربما ..

غمغمت بغير اقتناع .. فسألها ليو سؤالا قفز إلى ذهنه فجأة :
_ألا يجب أن تكوني في الفصل الآن ؟!

سرت ارتجافة في جسدها لتذكرها ذلك :
_بلى .. لدي درس تشريح الآن ... لكنني لا أستطيع أن أقطع كائنا حيا ، كان علي تفويت الدرس !

أرجع ليو رأسه للخلف و ضج في الضحك دون أن يستطيع منع نفسه !
قال مناكفا :
_دعيني أحزر .. أنت خائفة على مشاعر الضفادع ؟!

عبست كيلي ثانية مخفضة رأسها ..
تحاول قدر الإمكان تجاهل تأثرها بجمال ضحكته .. رغم أن وجهها كان متوردا :
_و ماذا عنك ، لماذا لست في الداخل تدرس الآن ؟!

مط شفتيه قائلا :
_و أنا أيضا رغبت في تفويت الدرس ... أريد أن أبقى هنا في الخارج ، و كما يبدو أحتاج شيئا لتمضية الوقت فماذا لو ساعدتك في تدريبك ؟!

رفعت رأسها إليه سريعا ، و برقت عيونها النجلاء بتعبير غريب إثر عرضه ..
بدا مثل فرحة مكبوتة .. و خشية تصديق شيء غير صحيح :
_هل .. تريد مساعدتي حقا ؟!

موجة من التعاطف مرت به ..
كيف أنها تستغرب عرضا بسيطا كهذا ،
ترمش بعينيها خائفة من أمل زائف ... أإلى هذا الحد هي وحيدة ؟!!

ضيق عينيه بلطف ، وهو يهز رأسه علامة الإيجاب :
_لا أظنك تحققين أي تقدم بالعمل وحدك ، أليس كذلك ؟!

أومأت موافقة راسمة ابتسامة جميلة على شفتيها ، سألته :
_هل تجيد ركوب الدراجة ؟!

_منذ كنت في الخامسة !

أعلن ليو بإعتداد ، ثم واصل :
_أؤكد بأنك لن تجدي مدربا أفضل مني !

ضحكت كيلي بسرور قائلة :
_سأصدق ذلك ..

أمسك بالدراجة من الخلف بينما يشير لها أن تصعد عليها ..

_لدينا نصف ساعة قبل أن يكتشف أحد ما نفعله هنا فنقع في المشاكل !

قالتها كيلي وهي تهز رأسها بقلق ،
فأخبرها ليو :
_لن تحتاجي نصف هذا الوقت لتصبحي خبيرة كيلي .. ثقي بي !

غمز لها بعينه مؤكدا حينما نظرت إليه من خلف كتفها وهي تتمسك بقوة بمقبضي الدراجة ،
عيونها السوداء ..
ملامحها الرقيقة ..
ابتسامتها التي عكست فرحة مترددة ..
كان مزيجا معبرا عن كل الأفكار التي تدور في رأسها !
أومأ مؤكدا على تلبية طلبها المتردد الصامت بأن لا يفلت الدراجة ..
شاعرا بألفة غريبة تجاه هذه الفتاة ..
ألفة أنسته في تلك اللحظات .. فتاة الرسائل و تشويشها الخاص !!








_جئت لرؤية ويل إذا ... هي ليست هنا ...
لكنها ستعود في أي وقت الآن ، لما لا تدخل لإنتظارها ؟!

قالها دون بابتسامة هادئة ، لم يعلم أليستر لما بدت له غامضة على نحو ما !
لكنه تقدم إلى داخل البيت الصغير يلحق بالرجل المقعد ..
أغلق الباب خلفه ملبيا طلب الرجل ،
ثم وقف في الحجرة الصغيرة الشبه فارغة .. و يداه في جيوب معطفه ، بوجه غير مقروء التعابير !


_بإمكانك أن تجلس .. سأحضر لك شيئا ساخنا لتشربه ، تبدو و كأنك ستتجمد بردا !

حاول أليستر أن لا يرفض عرضه .. فيظهر إشارة -من نوع ما- إلى إعاقة الرجل ، أجابه :
_ما من حاجة لتتعب نفسك سيدي ، أنا ..

قاطعه دون وهو يدفع كرسيه نحو باب المطبخ الصغير المطل على الحجرة :
_أنا لا أفعل ، لقد كنت أحضر القهوة حين طرقت الباب ..

و بهذه الكلمات كان دون قد تركه عابرا باب المطبخ المفتوح ..
جلس أليستر على المقعد الخشبي القريب منه ،
بعد أن التقط الكتاب الذي كان موضوعا عليه.

جال ببصره في المكان الصغير متأملا ...
كان عدد من كتب -بدت علمية المحتوى- منتشرة على الأريكة القديمة و فوق طاولة بقربها يعلوها مصباح صغير ،
إلى جانب عدد من الأوراق و الملفات و الأقلام !
بدا واضحا أن الرجل كان يعمل عليها قبل مجيئه ..


حائط الحجرة ذي اللون المصفر الباهت حمل لوحة واحدة ..
بدت كئيبة رغم أنها كانت لوحة لبعض الأزهار البنفسجية !

و أسفلها .. على الرف ،
كان ثمة عدد من الصور المؤطرة ... لم يستطع رؤيتها من مكانه ،
لكنه خمن أنها صور للعائلة !

نظر أليستر إلى الكتاب في يده ، و قد تعرف عليه ..
و بيده الأخرى قام بحركة سريعة لتصفحه .. ثم سمع صوت دون يقول :
_هل تهتم بالكتب ؟!

رفع أليستر عينيه عن الكتاب و نظر إلى الرجل الهادئ الملامح ..
و البعيد الأفكار بحسب ما انعكس في عينيه الغريبتين !

تناول كوب القهوة الممدود إليه ، بينما يضع الكتاب جانبا ، قال :
_ليس حقا ... لكنني سبق و قرأت هذا الكتاب !

ابتسم دون ثم دفع عجلات المقعد حتى يصل خلف الطاولة الصغيرة ،
حيث كان يعمل ...
التفت إليه و قال بابتسامته الهادئة :
_يفاجئني ذلك ... شباب هذه الأيام لا يملكون أي إهتمام بالقراءة !

أومأ أليستر :
_لست مختلفا .. لكن كتاب "ساروي" للفيزياء كتاب جيد ، قرأته قبل فترة لأني احتجته في مشروع علمي !

_محب للعلوم ؟!

سأله دون بدعابة أشارت إلى مدى غرابة هذا ..
كون مظهر أليستر لا يدل على أنه من النوع الذي يهتم بهذه الأمور !
رسم أليستر ابتسامة صغيرة .. بينما يشرد رغما عنه في تلك الحقيقة :
_أجل ..


ثم كان تعبير غريب يظهر على وجه أليستر.
راح دون يجمع أوراقه و ملفاته و ينظمها فوق تلك الطاولة ، قال :
_ما اسمك أيها الفتى ؟!

تنبه أليستر من شروده .. نظر إليه متتبعا حركته في جمع الأوراق كل في ملف و أجابه :
_أليستر شون ...

_دون فانينغ .. أنا والد ويلو ..

رفع عينيه الغامضتي البريق إليه و أردف :
_إذا .. هل أنت صديق لابنتي ؟!

ارتشف أليستر من قهوته .. ثم قابل تلك العينين بوجه خالي التعابير ،
استطاع أن يشعر -للمرة الأولى منذ أن قابله- بشيء من الأفكار التي تدور في رأس هذا الرجل.

_نوعا ما ...

لسبب ما لم يرغب في أن ينفي شيئا من الظنون التي قد تنتاب دون بشأنه و ويلو !


_لا تبدو من هنا .. أليستر !

_لست من هنا ... أتيت لأعيد شيئا لويلو فحسب !

ثم كان صمت غير مريح يلف جلستهما ...
صمت لم يدم طويلا .. فسرعان ما قطعته أصوات ضجيج قادمة من خارج المنزل ..
بدت الأصوات لأشخاص يتشاحنون ..
كلاهما تعرف على أحد تلك الأصوات بوضوح لا لبس فيه ..
وضوح بدا لأليستر غير مريح .. كونه لم يعرف صاحبة الصوت سوى للقاء دام عدة دقائق ،
و فاجأه أن يتذكرها بهذا الوضوح !


_كرايمر السافل !!

التفت أليستر باستغراب إلى دون الذي نطق الاسم ،
و على وجهه تعبير حنق بدا مناقضا لهالة الهدوء و الرزانة التي تحيطه !

ارتفع الصوت المألوف أكثر .. بحيث كان قادرا على تبين ما كان يقوله هذه المرة :
_قلت لك ابتعد عني !!


برد فعل تلقائي .. وجد أليستر نفسه ينهض متوجها إلى الباب الخارجي ،
و بخطوات سريعة كان قد سبق دون الذي يتحرك ببطء في كرسيه المتحرك.
فتح الباب و وقف عند عتبته للحظة ..
ينظر إلى المشهد أمامه بحاجبين معقودين ..


أمام المنزل كان رجل غائر العينين .. متبذل الثياب ،
يقبض على ذراع ويلو بعنف بينما يهتف مطالبا بنقود يريد أن تدفعها له في الحال !
في الوقت الذي كانت فيه ويلو تصيح بأن يترك ذراعها ..‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
وجهها محمر من الغضب و الجهد وهي تناضل لتحرير ذراعها من قبضته ،
حاولت إبعاده عنها بيدها الحرة لكن ذلك كان دون جدوى ،
تماما كما كانت محاولات تلك الطفلة الصغيرة التي راحت تهجم على الرجل ،
تضربه بيديها تارة و تركله تارة أخرى بينما تأمره بأن يدع أختها و شأنها !

نظرة واحدة سريعة على المشهد .. كان أليستر قد فهم الموقف كله بعدها ،
نزل الدرجات سريعا و خطا باتجاه الرجل ،
الذي أدار رأسه جهة المنزل ما إن صدح صوت دون من خلفه بغضب :
_دع ابنتي حالا كرايمر !!

توقف كرايمر لحظة ناظرا إلى دون الذي كان أمام باب المنزل ..
لم يستطع أن لا يتردد لبريق الغضب الثائر في عينيه .. و للهيبة التي لم تفارقه رغم تردي حاله و عجزه !

لكنه سرعان ما تماسك أمام الرجل المقعد قائلا بصرامة :
_أريد نقودي يا دون .. و إلا رميتك و ابنتك في السجن !!

هتفت ويلو .. تشعر بدموع القهر تحرق عينيها ...
لهذا الموقف الذي ابتدعه كرايمر ،
و لعبارته الأخيرة التي جعلت غضبها يتضاعف بشدة :
_سأدفع لك نقودك .. لم اتأخر عليك سوى يومين ، فلا تجرؤ و تهدد أبي متناسيا كل المرات التي وقف إلى جانبك خلالها .. أيها اللعين الجاحد !!

مع كلماتها الأخيرة .. كورت أصابعها على شكل قبضة قبل أن تضرب يده الممسكة بذراعها ،
لكن ضربتها كانت من غير قوة بسبب انفعالها ..

هزها كرايمر صائحا بسخط :
_لا تختبري صبري أيتها الفتاة ... أنا أعلم أنك تزاولين عملا لذا يجب أن تملكي المال ، أم لعلك تخططين لصرفه على أشياء أهم من أجرة البيت الذي يؤويكم ؟!!


_دعني !!

لم يخرج الأمر بالقوة التي أرادتها و صوتها يهتز موشكا على الاستسلام للبكاء ،
لكنها أبت أن تضعف في لحظات كهذه .. ليس وهي تسمع هتاف والدها الغاضب الذي لم يملك حيلة لمغادرة كرسيه ...
و بكاء أختها التي لم تستطع فعل شيء لمساعدتها ...
لن تضعف بينما كل من يهمها ينشد منها القوة ،
آلمها بقدر ما أحنقها كيف أن حقيرا ككرايمر -لم ينفع معه المعروف- يتعامل معها الآن كما لو أنها لصة !!


_اتركها !

يد شخص آخر قبضت على رسغ كرايمر بقوة بدت واضحة من اشتداد مفاصلها عليه ،
و الصوت الرخيم المألوف دوى في رأسها مستحضرا صورة آخر شخص توقعت رؤيته في تلك اللحظة !

عندما أدارت رأسها جهته كانت عيونها متسعة و الدهشة تملأ وجهها .. تستبدل تدريجيا تعبير الغضب و الانفعال المتوتر الذي يغمرها !!


_أ .. أليستر ؟!!

لم تستطع أن تنطق بشيء آخر وهي تحدق فيه و عقلها يحاول استيعاب ظهوره المفاجئ أمامها !

_اسمع يا هذا .. لا شأن لك بما يحصل هنا ، هذه الفتاة تدين لي بالمال !!

قالها كرايمر بثورة بعد أن أفلت ويلو مرغما .. ليخلص يده من قبضة أليستر !

بدا أليستر هادئا و متحكما بنفسه .. عيناه فقط من عكست حجم الإهتياج الدائر داخله ،
دفع الرجل إلى الخلف .. لا لشيء عدا أن يحجبه عن ويلو بوقوفه أمامها .. مواجها إياه بدلا منها !

_لا يمنحك ذلك الحق في معاملتها على هذا النحو !

_بل لدي كل الحق ... أستطيع إرسالها و أبيها إلى السجن إن لم يدفعا لي نقودي في الحال !

تحرك كرايمر جانبا ليوجه كلامه لويلو المسمرة مكانها بمزيج من المشاعر المتناقضة زاد عليها ظهور أليستر المفاجئ :
_هل تسمعينني أيتها الفتاة ؟! من الأفضل أن تخرجي النقود أينما ..

بتر عبارته حين تحرك أليستر ذات الخطوة الجانبية لتختفي ويلو وراءه عن عيني الرجل من جديد !

بحاجبين معقودين بشدة و نظرات تحدي تبادلها و الرجل ،
أخرج أليستر من جيب معطفه قلما و دفتر صغيرا عرفه الرجل كدفتر شيكات ،
دون رقما و وقع أسفله قبل أن يمزق الشيك بشيء من الحدة منتزعا إياه من الدفتر ،
ليمده نحو الرجل قائلا بهدوء أخفى وراءه سخطا شديدا :
_هذه نقودك .. خذها و انصرف !

تناول الرجل الشيك و نظر إلى المبلغ المدون عليه ،
-و الذي كان أكبر من أجرة البيت-
ثم سأل أليستر بتشكيك :
_هل هذا الشيك حقيقي ؟!!

_أجل ..

_من الأفضل أن يكون كذلك !

هدد كرايمر ناقلا بصره من أليستر إلى دون ،
قبل أن ينصرف من المكان بصمت .. نقيض كل الضوضاء و البلبلة التي أحدثها توا !

زفر أليستر بحدة منفسا شيئا من الغضب الذي يعتريه بينما يراقب الرجل وهو يبتعد ..
شعر أن شيئا عدا لكمه على وجهه ما كان ليرضيه ... لكنه ذكر نفسه أنه قام بالخيار الصائب بتركه يمضي !


_ويل .. هل أنت بخير ؟!

نداء دون كان ما نبه أليستر من أفكاره ..
تماما كما نبه ويلو التي كانت لاتزال تحدق في ظهر أليستر .. و كأنها لم تستوعب بعد وجوده أمامها !

استدارت إلى أبيها لترى ألما كبيرا يرتسم على وجهه .. ألم من أجلها !

كان يمسح على ظهر ساشا مهدئا ، بينما تبكي في حضنه ..
لم تعرف متى ذهبت ساشا إليه ، لكنها لم تتردد لحظة للقيام بالمثل ...
دفنت وجهها في صدره بينما تجثو على آخر درجة من درجات البيت الخشبية ..
حيث كان قد توقف بكرسيه .. و قد وجد استحالة في نزول تلك الدرجات الثلاث حتى لنجدتها !!

لم تستطع ويلو حبس دموعها أكثر .. و نظرة والدها المعذبة تخز صدرها بألم !!
لقد أرادت إخفاء الأمر عنه لهذا السبب ..
كي لا يشعر بالأسى لعجزه و يلوم نفسه ..
كي لا تجعله يقلق عليها و كي تثبت أنها قادرة على الاعتناء بكل شيء من أجله ..
لكنها أخفقت .. لقد أخفقت بشدة ..


_أنا آسفة !

همست بصوت متحشرج باكي .. فضمها دون و أختها إلى صدره أكثر .. يتمنى لو يستطيع منحهما الأمان ،
و الحياة الطبيعية التي تستحقان ..
قبل رأسها و همس :
_بل أنا الآسف صغيرتي .. أنا الآسف !



بوقفة لم يجد فيها أي راحة ..
راقب أليستر ذلك المشهد لتلك العائلة الصغيرة ..
و شعور -من نوع ما كان له أي داعي بعد كل هذا الزمن- يتحرك داخله الآن ،
إحساس خامد أنعشه فيه مرأى ترابط هذه الأسرة رغم سوء ظروفها و ترديها ..
لوهلة شعر بذلك الضياع القديم يعاود تغليفه ...
لكنه سرعان ما نفض عنه هذه الأفكار .. مستوعبا وقفته الدخيلة على مثل هذه اللحظات الخاصة ..

استدار بهدوء ليغادر المكان ..
كان قد خطى أول خطوتين حين سمع نداء ويلو مبحوح الصوت بسبب بكائها :
_أليستر .. تمهل !

التفت إليها ليراها تنهض واقفة بتعبير مرتبك بينما تمسح آثار الدموع عن عينيها ..
أمسكت بيد أبيها و كأنها تحثه على قول أي شيء و قد خذلها لسانها ..
فخاطبه دون بابتسامة هادئة .. ملبيا رغبة ابنته :
_لا يمكنك أن تغادر هكذا .. أنا مدين لك الآن !






_أبي .. عما يتحدثان ؟!

سألت ساشا مسندة ذقنها الصغير إلى ذراع كرسيه ،
لقد كانت هادئة على غير عادتها طيلة الساعة الماضية ،
أثناء حديثه مع أليستر معمقا معرفته بالشاب.
كان قد وعده بتسديد دينه خلال أقرب وقت ،
و لم يعترض أليستر على ذلك بل كان أكثر من مرحب .. مما زاد من إعجابه به !
منذ اللحظة التي رآه فيها أمام باب منزله شعر أن لديه مهمة ينوي القيام بها ..
مهمة لا تختلف كثيرا عن تلك الخدمة التي قدمها لهم .. و في حينها شعر برغبة في مجاراته فقط كي يفهم أسباب ذلك ..
وهو يعتقد أنه يفهم تلك الأسباب جيدا الآن !
ترك ويل ترافقه إلى الباب مقدرا رغبتهما في التحدث على انفراد ..

مسد دون شعر ابنته الصغرى متفهما تأثرها بما حدث اليوم و كون ذلك سبب هدوئها الغير معتاد ،
أجابها بمزحة محاولا التخفيف عنها :
_لما لا تخبريني أنت .. ألا تبرعين في التخمين دائما ؟!

ابتسمت ساشا و نظرت من نافذة الحجرة .. حيث كان أليستر و ويلو يتحدثان أمام المنزل ،
ثم قالت :
_لكنني لا أريد التخمين .. أريد أن أعرف ما يتحدثان عنه ، أبي هل تعرف أنه أليستر شون .. المغني الشهير ؟!

عقد دون حاجبيه مرددا :
_مغن شهير ؟!!

هزت ساشا رأسها إيجابا ثم نهضت واقفة :
_سأذهب إليهما !

_كلا ساشا .. دعيهما قليلا بعد و سأخبرك متى تذهبين إليهما ، اتفقنا ؟!

زمت ساشا شفتها السفلى بغير رضا .. ثم عادت تجلس بجوار أبيها ، غمغمت :
_اتفقنا !



خارج المنزل كانت ويلو تجلس على إحدى درجات البيت ،
فركت كفيها محاولة تناسي برودة الجو من حولها ، بينما تسأل أليستر الواقف قبالتها ، بارتباك تحاول جهدها التخلص منه :
_إذا فقد حصلت على عنواني من صاحب المقهى ... لكنني لا أفهم لماذا قد تفعل ذلك ؟! أعني لماذا تأتي للبحث عني على أي حال ؟!

_كي أعرض عليك عملا !

أجابها أليستر ببساطة ،
فارتفع حاجباها دهشة و قد تبددت كل التفسيرات العجيبة التي تشكلت في رأسها طيلة الساعة الماضية :
_عمل ؟!!

ضيقت عينها تستفسر بغير اقتناع :
_أي نوع من الأعمال ؟!

أومأ أليستر بينما يجيب نبرة الارتياب في صوتها بصبر :
_إنها وظيفة في الواقع .. وكيل أعمال فرقتنا يحتاج إلى مساعدة تنظم المواعيد و أشياء من هذا القبيل ، فكرت أنك قد تقبلين هذه الوظيفة .. بدوت لي الشخص المناسب !‏

قلبت ويلو الأمر في رأسها لبعض الوقت ،
تعلم أن هذا أفضل عرض للعمل يمكن أن تحصل عليه بسنها و إمكانياتها المحدودة ،
لكن شيئا ما لم يبدو صحيحا ... كان هذا سهلا جدا ليكون حقيقة !

_و لماذا أنا بالذات .. يوجد ألفا فتاة ستكن أكثر من سعيدات بالعمل مع فرقتكم ؟!

زفر أليستر غير مصدق ، لم تكن ستجعل هذا سهلا بالرغم من كل ما مرت به اليوم !
تمتم داسا يديه في جيبي معطفه طلبا للدفء :
_الجو بارد هنا !

سرت رعشة في جسد ويلو كموافقة على هذا ، لكنها قالت بإصرار :
_هل هذا جواب ؟!

ضيق أليستر عينيه :
_أنا لا أعرف ألفي فتاة ، و لا رغبة لدي في التفتيش عن أناس أكثر ملائمة للعمل و أمامي خيار أراه مناسبا جدا ، هذا هو الجواب !!

أخفضت ويلو رأسها بصمت .. لتتمتم بعد لحظة تفكير :
_أنا آسفة .. أدرك أنك تحاول مساعدتي ، لكنني فقط لا أفهم لماذا ؟! لم يسبق و أن رأيت من يعرض شيئا دون مقابل .. و إن كان من أجل التباهي فقط فدائما ثمة سبب !

‏_أنت مخطئة ..

رفعت رأسها إليه بينما يواصل بنبرة هادئة لكن واثقة :
_لديك نظرة سلبية .. تفكرين أن كل شيء قائم على المصالح فقط و هذا خاطئ ، لقد ذكرت أن والدك وقف إلى جانب ذلك الرجل أكثر من مرة .. فهل فعل ذلك ليجني شيئا منه في المقابل ؟!

_هذا مختلف ..

_هل تجدين كل هذه الصعوبة في تصديق أن أحدا يعرض عليك عملا ، لماذا ؟! إنه مجرد عمل .. عمل كالذي كنت تزاولينه !

هزت رأسها كمن أسقط في يده :
_ليس .. لا أعني هذا ، أنت محق .. لكنني أقول فقط .. إن كنت تعرض شفقة فأنا لا أريدها !

كرر أليستر :
_إنه عمل و ليس شفقة ويلو ..

_نعم صحيح ! أتعني أنني لن أقضي الوقت بالوقوف جانبا كقطعة ديكور زائد و أتقاضى راتبا على هذا ؟!

ابتسم أليستر :
_أنت لا تعرفين مارتيل براندون إن ظننت أن بوسعك البقاء جانبا دون القيام بشيء !

ابتسمت له ويلو شاعرة بمودة غريبة تتشكل بينهما :
_و من مارتيل براندون ؟!

_وكيل أعمال و صديق قديم ، لقد أسس معنا الفرقة من الصفر كما يردد دائما !‏

_يبدو شخصا جيدا.

_إنه كذلك معضم الوقت .. سيعجبك العمل معه.

نهضت ويلو واقفة بعد فترة صمت ،
عضت شفتها السفلى ببعض الارتباك قبل أن تعلن :
_حسنا .. أنا موافقة !

_ياللإنجاز .. خلتك لن تقوليها أبدا !!

مازحها أليستر ، فابتسمت له قائلة :
_إنها "روح العيد" ، أليس كذلك ؟!

_ماذا تقصدين ؟!

_روح العيد .. هذه فترة الأعياد و من الطبيعي أن يجد الناس أنفسهم أكثر ميلا للعطاء !

رمقها أليستر بحاجب مرفوع :
_هل أنا المقصود بهذا ؟!

ضحكت ويلو و نزلت درجة أخرى لتصبح أمامه ،
عيناها تنظران في عينيه دون أن تحتاج لرفع رأسها فقد كان واقفا أسفل الدرج .. قالت :
_بالتأكيد .. أنا لا استسلم حتى أعثر على الدوافع وراء الأحداث !

_هل تؤمنين بهذا ؟!

_بوجود الدوافع ؟!

_بروح العيد !

أومأت ويلو إيجابا و قالت بابتسامة حنين :
_لطالما أحببت هذا الوقت من السنة ، كنا نسعد كثيرا .. جميعنا قبل رحيل أمي ..

تحولت ابتسامتها إلى الحزن بينما تواصل :
_أحب أن احتفل بالعيد فقط لأتذكر والدتي .. و لأشعر بها قريبة مني !


قسوة مفاجئة كست عينيه الرماديتين أجفلت ويلو لرؤيتها ،
لكنها انتبهت إلى أنه لم يكن ينظر إليها هي ..
بل كان ينظر من خلالها ... إلى ذكرى بعيدة تخصه ..

_لم أحب الأعياد يوما !


أكانت القشعريرة التي سرت بداخلها بسبب هبة الريح المفاجئة ..
أم بسبب النبرة الصقيعية التي تحدث بها الشخص الذي كان يشع دفئا قبل لحظة ؟!!

_أليستر ؟!

نظر إليها مستفيقا من تلك الذكرى ،
و إن كانت ويلو قد ظنت بأنها رأت حزنا في عينيه قبلا فقد كانت مخطئة ،
ما رأته الآن في عينيه كان أكثر بكثير .. بدا جريحا ، متألما ..
شعرت بنظرته تنفذ إلى أعماقها ..
لكن كل ذلك كان لثانية واحدة فقط ..
اختفت تلك المشاعر بعدها تحت واجهة من التحفظ .. يضعها كقناع صلب على وجهه !

الآن تلك الآلام كانت قد خبت حتى اختفت من عينيه ،
و بريق الشجن الاعتيادي كان كل ما يمكنها أن تراه ..
لم تعلم ويلو كم من الوقت بقيا واقفين ينظران في عيني بعضهما البعض ..
و كأن سحرا لا فكاك منه يسمر نظراتهما !

لكنها أجفلت حين سمعت صوت الباب يفتح من خلفها ..
لتندفع أختها الصغرى هاتفة بالسؤال الذي كان يشغلها :
_عما تتحدثان ؟!

نظرت خلفها إلى ساشا :
_ماذا هناك ؟!

هزت ساشا كتفيها و خطت إليها :
_حسنا .. لا تخبراني عما كنتما تتحدثان ، سأخمن بنفسي ..

رمقتها أختها بنظرة تحذير كي لا تتفوه بأي من أحلام الحكايات خاصتها فتحرجها أمام أليستر !
لكن ساشا ابتسمت لها ببراءة و كأنها لا تفهم مغزى تلك النظرة ..

نزلت الدرج حتى وقفت أمام أليستر ، مدت كفها إليه قائلة بجدية بدت مضحكة :
_أريد أن أقول شكرا لأنك أنقذت أختي ..

تبادل هو و ويلو النظرات ..
ثم قرفص أليستر أمام ساشا و صافح يدها الصغيرة مبتسما :
_لا شكر على واجب !

_أنا أدعى ساشا .. هل أستطيع أن أطلب منك خدمة ؟!

نادتها ويلو محذرة :
_ساشا ..

لكن أليستر كان قد هز برأسه موافقا :
_بالطبع.

تقدمت لتهمس شيئا في أذنه لم تسمعه ويلو لكن حدسها أنبأها بأنه شيء لن يعجبها حتما !
راقبت أليستر الذي كبح ابتسامة وهو يهز برأسه بجدية للصغيرة :
_أجل .. اعتمدي علي في ذلك ساشا !

تورد وجه ويلو حين التفت الاثنان إليها بطريقة أثبتت أنها موضوع تهامسهما ،
و توعدت على تلقين ساشا درسا بينما تستقبل إيماءة أليستر الذي اعتدل واقفا يقول :
_علي الذهاب الآن فلدي بعض الأعمال ، سأقوم ببعض الترتيبات غدا و سيكون بوسعك أن تبدأي العمل بعد غد ...

صمت برهة حامت نظراته عليها خلالها ثم أضاف :
_إلى اللقاء الآن.

_إلى اللقاء .. و شكرا لك من جديد !

تمتمت ويلو وهي ترفع يدها بتلويحة سريعة و ابتسامة ودود ، راقبته حتى ابتعد ..
ثم التفتت إلى ساشا تسألها بانزعاج :
_ماذا قلتي له ؟!

أجابت ساشا :
_إنه شيء خاص !

_و أي شيء خاص هو هذا الذي قد تقولينه عني ؟!

‏_أنا لن أخبرك لأنك ستغضبين !

قالتها ساشا ثم أسرعت تعتلي درجات المنزل و تندفع عبر الباب المفتوح هربا من أختها الغاضبة ..



صعد أليستر إلى سيارته بهدوء و أغلق بابها ..
ثم أسند رأسه إلى المقود متنهدا بإنهاك ،
بقي على تلك الحال لوقت غير قصير .. يحاول معالجة كل المشاعر التي دفنها داخله قبل وقت طويل ،
لتعود إلى الحياة الآن إثر ساعة واحدة .. ساعة واحدة فقط !!

لطالما كانت فترة العيد هذه هي أسوأ أوقات السنة بالنسبة له ،
و لكنه تمكن من تجاوز ذلك قبل زمن .. ظن بأنه لم يعد يتأثر !
لكنه كان مخطئا ..
تلك الفتاة .. لقد أعادت إليه كل ما حاول تناسيه لسنوات ..

ارتسم أمامه وجه أبيض بابتسامة جميلة و عيون زمردية ،
تعكس قوة صاحبتها و جانبا رقيقا فيها في ذات الوقت ..

أغمض عينيه هامسا :
_ما الذي يصيبني يا ترى ؟!




‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏




xX تحذير .. يرجى رجاءا حارا عدم الرد ~

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 05-15-2013 الساعة 11:21 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لم الحزن و أنا معك حبيبتي؟ Say Fallata أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 40 08-24-2014 04:59 PM
ستديو musical sound للانتاج الفني والتسجيلات الصوتيه مصعب ولويل إعلانات تجارية و إشهار مواقع 1 05-18-2010 03:20 AM
صور ممثلين high school musical miley cyrus أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 06-29-2008 09:25 AM


الساعة الآن 05:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011