عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-07-2013, 11:37 AM
 
[frame="1 80"]


من دلائل النبوة شفاء المرضى




أجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ على يد أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدلائل القاطعات ما يدل على صدق دعواهم أنهم رسل الله ، قال الله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: من الآية25) .. ولما أرسل الله نبيه عيسى ـ عليه السلام ـ آتاه من الآيات والمعجزات ما يقيم به الحجة على بني إسرائيل ، ومن ذلك إبراء الله الأكمه والأبرص على يديه كما قال تعالى : { وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي }(المائدة: من الآية110) ..
******
وكذلك أيد الله خاتم أنبيائه وأفضل رسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمثل هذا الدليل وهذه المعجزة ، حين شفى على يديه وبِرِيقهِ ونفثه (نفخ بلا ريق) بعضا من أصحابه .. فالله ـ عز وجل ـ الشافي ، وهو الذي جعل ريقه ونفثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سببا في الشفاء ، ليكون برهانا على ما أكرم الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الكرامات والدلائل العظيمة ، بيانا لعلو منزلته ، وتأييداً لدعوته ، وتصديقا لنبوته ..
******
والأمثلة في ذلك كثيرة ، منها :
*********
عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون (يتحدثون) ليلتهم أيهم يُعْطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلهم يرجوا أن يعطاها ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين علي بن أبي طالب ؟ ، فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأُتِيَ به فبصق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية )(البخاري)..
******
وفي رواية لابن ماجه أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال : ( إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث إليَّ وأنا أرمد العين يوم خيبر ، قلت : يا رسول الله إني أرمد العين ، فتفل في عيني ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اللهم أذهب عنه الحر والبرد ، قال : فما وجدت حرا ولا بردا بعد يومئذ )
******
وعند بريدة في الدلائل للبيهقي : " فما وجعها علي حتى مضى لسبيله أي مات " ..
******
وعند الطبراني من حديث علي : " فما رمدت ولا صدعت مذ دفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليَّ الراية يوم خيبر .." ..
قال الشوكاني : " فيه معجزة ظاهرة للنبي " ..
.******
وعن يزيد بن أبي عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال : ( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ ، فقال هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة )(البخاري).
******
ويرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبدَ الله بن عتيك ورجالاً من الأنصار لاغتيال سلام بن أبي الحُقَيق الذي آذى الله ورسوله ، وبينما عبد الله بن عتيك في طريق العودة وقع فانكسرت ساقه ، فعصبها بعمامة ، ثم يقول ابن عتيك : فانتهيت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : ( ابسط رجلك ، فبسطت رجلي ، فمسحها ، فكأنها لم أشتكِها قط )(البخاري) .
******
وذكرالبيهقي في دلائل النبوة : عن حبيب بن يساف ـ رضي الله عنه ـ قال : " شهدت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشهدا فأصابتني ضربة على عاتقي فتعلقت يدي ، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتفل فيها وألزقها فالتأمت وبرأت ، وقتلت الذي ضربني " ..
******
وروى ابن حبان : عن عبد الله بن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت أبي يقول : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ ..
******
إن جموع الصحابة التي شاهدت سلمة ـ رضي الله عنه ـ يشتكي ساقه ثم رأوه لا يشتكي منها ألما ولا وجعا ، ورأت عليا ـ رضي الله عنه ـ يشتكي عينيه ثم يبرأ منها ، وشاهدت عبد الله بن عتيك ـ رضي الله عنه ـ تنكسر ساقه ثم يبرأ ولا يشعر بألم ـ وكل ذلك بريقه ونفثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لا يسعهم ـ ومن يأتي بعدهم ـ إلا أن يشهدوا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعلو المنزلة والمكانة ، وبالنبوة والرسالة ..
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-08-2013, 02:05 PM
 
[frame="1 80"]

الطب النبوي




الصحة من نعم الله - عز وجل ـ العظيمة على الناس ـ أفرادا ومجتمعات ـ، فعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )(البخاري) ..
والأخذ بمبادئ وتعاليم الصحة وسيلة للتقوي على القيام بأركان الإسلام، وإعزاز ذروة سنامه الجهاد، وهو أيضا وسيلة الاكتساب والسعي على الرزق ..
******
وقد احتوت كتب السنة على أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تتعلق بالأمراض وعلاجها، وكتب بعض العلماء كتبا خاصة في ذلك ، مثل : النووي في كتابه الطب النبوي، وابن القيم في كتابه زاد المعاد، وابن حجر في شرحه لصحيح الإمام البخاري، والذهبي في كتابه الطب النبوي وغيرهم
******
والطب النبوي هو مجموع ما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما له علاقة بالعلاج والشفاء من الأمراض والأوجاع .. والطب النبوي ينقسم إلى قسمين :
******
الأول : الطب النبوي الوقائي :
**************
تناولت السنة النبوية جوانب طبية وقائية عديدة في الصحة العامة منها : الأخذ بوسائل صحة البدن، وأسباب وقاية الإنسان من الأمراض قبل وقوعها، وهو ما يسمى بالحَجْر الصحي، وذلك بمنع المصابين بالأمراض الوبائية من مخالطة وملامسة غيرهم، ومنع غير المصابين بالاختلاط بمن هو مصاب بمرض وبائي، والتحذير من عدوى الأمراض كالجذام والطاعون .
******
فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه )(البخاري)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا توردوا الممرض على المصح )(البخاري)
******
وهذه الأحاديث وغيرها يؤخذ منها إثبات العدوى والحجر الصحي، والأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض .. ومن المعلوم أنه قد ثبتت أحاديث في نفي العدوى مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا عدوى ولا طيرة )(البخاري)، وهذه من الإشكالات التي تُسمَّى في علم الحديث بالمتعارض، وقد أزال العلماء هذا التعارض وجمعوا بين النصوص ..
******
قال الإمام النووي بعد أن نقل وجوب الجمع بين الأحاديث التي في ظاهرها تعارض : " ثم المختلف قسمان : أحدهما يمكن الجمع بينهما فيتعين ويجب العمل بالحديثين جميعا، ومهما أمكن حمل كلام الشارع على وجه يكون أعم للفائدة تعين المصير إليه، ولا يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع، لأن في النسخ إخراج أحد الحديثين عن كونه مما يعمل به .. ومثال الجمع حديث ( لا عدوى ) مع حديث ( لا يورد ممرض على مصح )، ووجه الجمع أن الأمراض لا تعدى بطبعها، ولكن جعل الله - سبحانه وتعالى - مخالطتها سببا للإعداء، فنفى في الحديث الأول ما يعتقده الجاهلية من العدوى بطبعها، وأرشد في الثاني إلى مجانبة ما يحصل عنده الضرر عادة بقضاء الله وقدره وفعله
******
وقال الشيخ الألباني : " واعلم أنه لا تعارض بين الحديث وبين أحاديث العدوى، لأن المقصود منها إثبات العدوى، وأنها تنتقل بإذن الله تعالى من المريض إلى السليم " ..
******
فعلى المسلم أن يعلم الارتباط بين الأسباب والتوكل على الله، وأن الأخذ بالأسباب الشرعية لا ينافي التوكل على الله، وكذلك لا يعتقد في الأسباب فيقع في شرك الأسباب، ولا يترك الأسباب الشرعية فيقع في التواكل والتفريط ..
******
الثاني : الطب النبوي العلاجي :
**************
وهو الأخذ بوسائل الاستشفاء والعلاج من الأمراض التي قد وقعت، وذلك بالتداوي بالرقى الشرعية والأدعية، وبالأدوية المباحة، والأمثلة في ذلك كثيرة منها :
******
العلاج بالرقى الشرعية والدعاء :
*****************
الفاتحة :
****
فاتحة الكتاب هي السبع المثاني وأم القرآن، والرقية والدواء النافع، التي من أسمائها الشافية من الهم والغم، والخوف والحزن، وأما تضمنها لعلاج وشفاء الأبدان فقد دلت عليه السنة الصحيحة، فعن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ : ( أن رهطا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انطلقوا في سفرة سافروها، حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم شيء ؟، فقال بعضهم : نعم والله إني لراق، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا(أجرا) ، فصالحوهم على قطيع من الغنم .. فانطلق فجعل يَتْفُل (النفخ مع قليل من الريق) ويقرأ: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(الفاتحة:2)، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي ما به قَلَبَة(عِلة)
قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم : اقسموا، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا .. فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له فقال : وما يدريك أنها رقية ؟ أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم )(البخاري).
******
فدل ذلك على مشروعية الرقية بفاتحة الكتاب، بل مشروعية الرقية عامة وبفاتحة الكتاب خاصة، وعلى أن أخذ الجُعل عليها لا بأس به مطلقا ..
وصحَّ عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الرقية أشياء كثيرة، منها :
******
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما من مسلم يدخل على مريض ، لم يحضر أجله فيقول : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات إلا عافاه الله )(أحمد)..
******
وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي ـ رضي الله عنه ـ أنه شكا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعا يجده منذ أسلم، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا، وقل : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات )(ابن حبان)..
******
وعن أبى نضرة عن أبى سعيد أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال : ( يا محمد اشتكيت ؟، فقال : نعم، قال : باسم الله أرقيك من كل شىء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك )(مسلم).
******
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أتى مريضا، أو أُتِيَ به قال : ( أذهب الباس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما )(البخاري) ..
وغير ذلك من الرُقَى التي هي من أسباب الشفاء ورفع البلاء بإذن الله، وفي ذلك دلالة على أنَّ الرقية مشروعة، وهي من وسائل الطب النبوي ..
******
قال ابن القيم : " .. ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء، والتضرع إلى الله والتوبة، والتداوي بالقرآن الكريم، وتأثيره أعظم من الأدوية، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها " ..
******
الدعاء :
***
الدعاء من أنفع الأدوية، خاصة حينما يوقن الداعي بإجابة الله لدعائه، وان يلح في الدعاء، ويترصد لدعائه الأوقات والأحوال الشريفة، كيوم عرفة ورمضان ويوم الجمعة ووقت السحر، ونزول المطر، والسجود، والتحام القتال في سبيل الله، وافتتاح الدعاء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
******
وهذه نبذة مختصرة من الأدعية المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم ـ مشتملة على الشفاء من أمراض القلوب والأبدان :
( اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام )(أحمد).. ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم والقسوة، والغفلة والعيلة والذلة، والمسكنة، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام )(الحاكم).. ( اللهم إني أسألك العفو والعافية )(أبو داود) ، ( اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء )(الترمذي) ..
******
من أدوية العلاج النبوي :
***********
العسل :
***
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : ( جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم ـ فقال : إن أخي استطلق بطنه(أصابه إسهال)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اسقه عسلا، فسقاه ثم جاءه فقال : إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال : اسقه عسلا، فقال لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صدق الله وكذب بطن أخيك ، فسقاه فبرأ )(مسلم).
******
وقد أثبت العلماء أن للعسل خاصية عالية في علاج كثير من الأمراض، وله من الفوائد الكثيرة العظيمة ما يجعله موصوفا بما قاله الله ـ عز وجل ـ : { فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ }(النحل: من الآية69)..
******
ماء زمزم :
*****
أشرف المياه وأعظمها قدرا، وأحبها إلى النفوس وأغلاها، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأبي ذر ـ رضي الله عنه ـ وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة ليس له طعام إلا ماء زمزم : ( إنها مباركة، إنها طعام طعم )، وزاد غير مسلم : ( وشفاء سِقم ) .. وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( ماء زمزم لما شُرِب له )(ابن ماجه) ..
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحمل ماء زمزم في الآنية ، فكان يصب على المرضى ويسقيهم ..
******
وعن مجاهد قال : " ماء زمزم لما شُرِبَ له ، إن شربته تريد شفاء شفاك الله ، وإن شربته لظمأ أرواك الله .." ..
وقال ابن القيم في كتابه زاد المعاد : " وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر، ولا يجد جوعا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقى عليه أربعين يوما ..
******
الحجامة :
****
والحجامة : لغة المص، وهي تشريط موضع الألم لإخراج الدم الفاسد منه، وهي علاج ودواء تعرفه العرب قديما، وأقره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا يزال يستعمل حتى يومنا هذا، وقد احتجم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
******
فعن حميد قال : سئل أنس بن مالك عن كسب الحجام فقال : ( احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة ، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه، وقال : إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو هو من أمثل دوائكم )(مسلم).
******
وفي حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي )(البخاري)..
والحجامة نافعة ـ بإذن الله ـ من أوجاع كثيرة خاصة من وجع الرأس، فعن سلمى ـ رضي الله عنها ـ خادمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسل ـ قالت : ( ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعا في رأسه إلا قال : احتجم ..)(أبو داود) ..
******
الحبة السوداء :
********
الحبة السوداء وتسمى بحبة البركة أو الكمون الأسود أو الشونيز، وقد عُنِيَت بالاهتمام من قبل الطب الحديث لما احتوته من مستخلصات نافعة للصحة، وعلاج لكثير من الأمراض، وتقوية لجهاز المناعة للإنسان ..
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : ( إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء ، إلا من السَّام ، قلت : وما السام ؟ قال : الموت )(البخاري) ..
يقول ابن القيم : " .. وقد تقدم في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجده ويسأله عما يشتهيه، ويضع يده على جبهته، وربما وضعها بين ثدييه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في علته، وربما توضأ وصب على المريض من وضوئه، وربما كان يقول للمريض : ( لا بأس، طهور إن شاء الله )، وهذا من كمال اللطف، وحسن العلاج والتدبير " ..
******
لقد تناول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طِبه أدواء كثيرة، وبين خصائص كثير من الأدوية .. والطب النبوي هو مجموع ما ثبت وروده عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما له علاقة بالطب، سواء كان آية قرآنية كريمة، أو أحاديث نبوية صحيحة ..
******
قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد إلى هدي خير العباد) : " وليس طِبُّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كطِبِّ الأطباء، فإن طبَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ متيقَّنٌ قطعي إلهيٌ، صادرٌ عن الوحي ومِشْكاةِ النبوة وكمالِ العقل، وطبُّ غيرِه أكثرُه حَدْسٌ وظنون، وتجارِب، ولا يُنْكَرُ عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطبِّ النبوة، فإنه إنما ينتفعُ به مَن تلقَّاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان .." ..
فلنحرص على صحتنا البدنية والروحية بتطبيق هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياتنا ، فهديه أكمل الهدي ، فصلوات الله وسلامه عليه ..
******
*إسلام ويب*



[/frame]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة شهرزادانا ; 04-08-2013 الساعة 02:41 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-10-2013, 06:02 PM
 
[frame="1 80"]
الأدب مع الحبيب صلى الله عليه وسلم




أنقذ الله تبارك وتعالى البشرية المتخبطة في ظلمات الجهل والشرك بخاتم رسله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكشف به الظلمة، وهدى به من الضلالة، وعلم به بعد الجهالة، وجعله إمام الهدى إلى قيام الساعة ..
******
وقد حبا الله تعالى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأخلاق وصفات عظيمة، وأوجب على كل مسلم حبه وتوقيره، فقال تعالى: { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }(الفتح: من الآية9) . قال السعدي: أي: تعظموه وتُجِّلوه، وتقوموا بحقوقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
******
ومن حبه وتعظيمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأدب معه، فالأدب معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدب مع الله، إذ الأدب مع الرسول هو أدب مع المُرْسِل ـ سبحانه ـ، كما أن طاعة الرسول طاعة لله تعالى، كما قال الله: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }(النساء:80)، فلا يُتصور محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع سوء أدب معه، ومن هنا قال ابن تيمية : " إن قيام المدحة والثناء عليه والتوقير له ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله .." .
ويقول ابن القيم : " وأما الأدب مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالقرآن مملوء به ، فرأس الأدب معه كمال التسليم له والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولاً، أو يحمله شبهة أو شكا، أو يقدم عليه آراء الرجال وزبالات أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم، والانقياد والإذعان، كما وحد المُرْسِل بالعبادة والخضوع، والذل والإنابة والتوكل، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما : توحيد المُرْسِل، وتوحيد متابعة الرسول فلا يُحاكم إلى غيره
******
ولما كان الأدب سلوكا يتعلق بأعمال الإنسان، والأعمال إما قلبية أو قولية أو فعلية، كان الأدب مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لابد وأن يكون أنواعا ثلاثة :
أدب قلبي، وأدب قولي، وأدب فعلي
******
الأدب القلبي:
*****
وهو رأس جميع الآداب، وأصله الإيمان به ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتصديقه، وحبه وتعظيمه وتوقيره، مع اعتقاد تفضيله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كل أحد من الخَلق، فهو كما وصف نفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ متحدثا بنعمة ربه عليه، قائلا: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع ) (مسلم)
******
ومما ينتج من اعتقاد تفضيله ـ صلى الله عليه وسلم ـ استشعار هيبته وجلالة قدره، واستحضار مكانته ومنزلته، وأخلاقه وشمائله، وكل ما من شأنه أن يجعل القلب ذاكراً لحقه من التوقير والتعظيم، والقلب ملك الأعضاء فمتى كان تعظيم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستقراً في القلب، فإن آثار ذلك ستظهر على جميع الجوارح ..
******
أما النوع الثاني للأدب مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
الأدب القولي :
******
وهو ما يتعلق باللسان، واللسان دليل القلب ، والمؤمن كما يتأدب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقلبه ، فإنه يتأدب معه بقوله ، لأن هذا أمر الله تعالى للمؤمنين، وعلامة من علامات محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
******
يقول ابن القيم : " من الأدب مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يُتقدم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو ويأذن، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }(الحجرات:1)، وهذا باق إلى يوم القيامة ولم يُنسخ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته، ولا فرق بينهما عند كل ذي عقل سليم
******
ومن الأدب القولي معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا تُرفع الأصوات فوق صوته فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظن برفع الآراء والأفكار على سنته وما جاء به؟!، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }(الحجرات:2) .
ومن هذا الأدب ـ مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا نذكره باسمه فقط، بل لابد من زيادة ذكر النبوة والرسالة لقول الله تعالى: { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }(النور: من الآية63).
******


ومن الأدب القولي مع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة عليه، كما أمر الله تعالى بقوله : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }(الأحزاب:56)، فالصلاة والسلام على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفضل القربات، وأجَّل الأعمال، ومن مظاهر حبه والأدب معه
******
أما كيفية الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - فقد بينها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين سألوه عن ذلك، وقد وردت هذه الكيفية من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، فعن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قيل يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )(البخاري) .
أما النوع الثالث للأدب مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
الأدب العملي :
*****
وهو ما يتعلق بعمل بالجوارح، ويكون بالعمل بشريعته، والتأسي بسنته ظاهراً وباطنا، والتمسك بها والحرص عليها، والدعوة إليها، وتحكيم ما جاء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأمور كلها، والسعي في إظهار دينه، ونصر ما جاء به، وطاعته فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه ـ صلى الله عليه وسلم قال القاضي عياض : " اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعياً، فالصادق في حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(آل عمران:31)
******
ويقول ابن القيم : " ومن الأدب معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يُسْتشكل قوله، بل تستشكل الآراء لقوله، ولا يُعارَض نصه بقياس، بل تهدر الأقيسة وتلقى لنصوصه، ولا يوقف قبول ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على موافقة أحد " ..
ومن ثم لا يُتصور ممن يدعي حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأدب معه إلا أن تنطلق جوارحه بطاعته واتباعه، واتخاذه قدوة وأسوة، فليس الأدب معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجرد كلمات مدائح خالية من الاتباع والعمل، بل الأدب معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يكون إلا بمحبة صادقة تستوجب اتباعه فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، واتخاذه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة في الظاهر والباطن، والعبادات والمعاملات والأخلاق، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }(الأحزاب: من الآية21) ..
******
*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-11-2013, 06:04 PM
 
[frame="1 80"]
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون




مدينة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - طَيْبةَ الطيِّبةَ، ملتقى المهاجرين والأنصار، وموطن الذين تبوؤوا الدار والإيمان، والعاصمة الأولى للمسلمين، فيها عقدت ألوية الجهاد في سبيل الله، فانطلقت كتائب الحق لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنها شعَّ النور، فأشرقت الأرض بأنوار الهداية، وهي دار هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، إليها هاجر، وفيها عاش آخر حياته - صلى الله عليه وسلم -، وبها مات، ومنها يبعث ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومن ثم عظُم شرفها، وعلت منزلتها، حتى فُضلت على سائر بقاع الأرض ـ عدا مكة المكرمة ـ، وفضائلها كثيرة، منها :
محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعاؤه لها :
****************
دعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه قائلا.. اللهم حبب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد )(البخاري)، وعن أنس - رضي الله عنه - قال: ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر، فأبصر إلى درجات المدينة، أَوْضَع ناقته(حثها على السرعة)، وإن كان على دابة حركها )، زاد الحارث بن عمير: ( حركها من حبها )(البخاري).
******
دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها :
****************
عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفي ما جعلت بمكة من البركة )(البخاري)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ( كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإذا أخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه . قال: ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر ) (مسلم).
******
حفظها من الدجال والطاعون :
************
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال )(البخاري).
******
فضيلة الصبر على شدتها :
***********
وعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صبر على شدة المدينة وضيق عيشها بالشفاعة يوم القيامة . فعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها (الشدة وضيق العيش)، إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة )(مسلم).
******
تنفي الذنوب والأوزار، ويجتمع فيها الإيمان :
********************
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن الإيمان ليأرز(ينضم ويجتمع)إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها )(البخاري).
وعن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إنها - أي المدينة - طَيْبةُ، تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة )(مسلم).
******
حفظ الله إياها ممن يريدها بسوء :
***************
فقد تكفل الله بحفظها من كل قاصد إياها بسوء، وتوعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحدث فيها حدثاً، أو آوى فيها مُحْدِثاً، أو كاد أهلها بالهلاك، وبلعنة الله وعذابه .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ: ( لا يكيد أَهْلَ المدينة أحد، إلا انماع(ذاب) كما ينماع الملح في الماء )(البخاري) .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( المدينة حرم ما بين عائر(جبل بالمدينة)إلى كذا، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ..)(مسلم).
******
ومن فضائل هذه المدينة المباركة :
*************
أن الله تعالى جعلها حرما آمنا كما جعل مكة حرما آمنا، وقد جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلى ما دعا به إبراهيم لأهل مكة )(مسلم). حَرَّم مكة: حَرَّمها بأمر الله تعالى له، وأعلم بتحريمها .
ومن فضائلها أن الله سماها "طيبة"، و"طابة"، فعن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كانوا يقولون يثرب والمدينة ، فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ إن الله ـ تبارك وتعالى ـ سماها طيبة )(أحمد).
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن الله سمى المدينة طابة )(مسلم).
وطيبة وطابة مشتقان من الطيب، لطيبها لساكنها، وقيل من طيب العيش بها، وقيل من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها .
ومما اشتملت عليه هذه المدينة المباركة من فضائل، وجود مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها، وقد جاء في فضل الصلاة فيه قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )(البخاري).. وفي مسجده ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقعة وصفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها روضة من رياض الجنة، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة )(البخاري).
******
فضيلة الموت فيها :
********
عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها )(الترمذي)، ومن ثم كان عمر ـ رضي الله عنه - يدعو فيقول: ( اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(البخاري). وقد استجاب الله له - رضي الله عنه -، فاستشهد في محراب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر .
هذه هي مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتلك بعض فضائلها، فلا عجب إذاً أن تكون لها مكانة في النفوس ليست لغيرها، فمن وفقه الله لسُكْنى هذه المدينة المباركة، عليه أن يستشعر أنه ظفر بنعمة عظيمة، فيشكر الله عليها، ويحمده على هذا الفضل والإحسان، ويعلم أن لسكنى هذه المدينة آدابا كثيرة، منها :
******
الاستقامة على أمر الله، والالتزام بطاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والإكثار من العبادات وفعل الخيرات، والحذر من الوقوع في البدع والمنكرات، ففيهما خطر كبير، فإن من يعص الله في الحرم ذنبه أعظم وأشد ممن يعصيه في غير الحرم .
******

وأن يكون المسلم في هذه المدينة المباركة قدوة حسنة في الخير، لأنه يقيم في بلد شع منه النور والهداية، فيجد من يفد إلى هذه المدينة في ساكنيها القدوة الحسنة، والاتصاف بالصفات الكريمة والأخلاق العظيمة، فيعود إلى بلده متأثرا مستفيدا بما شاهده من الخير والمحافظة على طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم
******
ومن آداب السكن في المدينة المنورة: أن يتذكر المسلم وهو فيها أنه في أرض طيبة، هي مهبط الوحي، وملتقى الإيمان، ومقام الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وصحابته من المهاجرين والأنصار، عاشوا على هذه الأرض، وتحركوا فيها على خير واستقامة، والتزام بالحق والهدى، فيحذر أن يتخلق بغير أخلاقهم، ويهتدي بغير هديهم، فيعرض نفسه لسخط الله ـ عز وجل ـ، ويعود على نفسه بالمضرة والعاقبة الوخيمة في الدنيا والآخرة .
******
ومن آداب السكن بالمدينة الصبر على ما يحصل فيها من ضيق عيش أو بلاء، حتى يفوز بشفاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعليه أن يحذر من إيذاء أهلها، فإن إيذاء المسلمين في كل مكان حرام، ولكنه في المدينة أشد وأعظم، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( من أراد أهل هذه البلدة بسوء ـ يعني المدينة ـ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء )(مسلم).
ثم على من أكرمه الله بالسكن في المدينة أن لا يغتر بذلك، فإن مجرد السُكْنى إذا لم يكن معها عمل صالح واستقامة على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبُعْد عن الذنوب والمعاصي لا يفيده شيئا، وهذا كالنسب، فمجرد كون الإنسان نسيبا بدون عمل صالح، فإن ذلك لا ينفعه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (.. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )(مسلم)
******
لقد شرع الله لنا أن نحب ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحبه، وأن نعظم ما كان يعظمه، ولما ثبت حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمدينة أصبحت محببة لجميع المسلمين, وما زالت وستظل قوافل الشوق والحب تشد رحالها إلى هذا البلد المبارك، الذي هو مأوى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومهد الدعوة, ومنارة الهدى .
******
*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-12-2013, 03:51 PM
 
[frame="1 80"]
من دلائل النبوة : نبي ، وصِدِّيق ، وشهيد
******
الموت وما يتعلق به علم اختص الله ـ عز وجل ـ به نفسه ، فهو وحده من يعرف أعمار البشر وأماكن قبض أرواحهم وطريقة موتهم ، قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً }(آل عمران: من الآية145) ، وقال : { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(لقمان: من الآية34)
وجاءت أدلة تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم ، وجعله معجزة لهم ، ودلالة صادقة على نبوتهم ، قال تعالى: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }(الجـن : 26 : 27) ******
وقد أعلم الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزمان وكيفية موت بعض أصحابه وآل بيته وغيرهم من أعدائه ، وكان وقوع ما أخبر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ دليلا من دلائل نبوته ، وعلما من أعلام رسالته ، إذ لا يمكن لأحد معرفة ذلك والإخبار به إلا من قِبَل الله علام الغيوب ومن ذلك : إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عمر وعثمان وعلي وطلحة ـ رضي الله عنهم ـ بأن موتهم لن يكون على فرشهم ، بل يموتوا شهداء
فعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اهدأ ، فما عليك إلا نبي ، أو صِدِّيق ، أو شهيد )(مسلم) .
فشهد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه بالنبوة ، ولأبي بكر بالصديقية ، ولعثمان وعلي وطلحة بالشهادة ..
قال النووي : " وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها : إخباره أن هؤلاء شهداء وماتوا كلهم غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر شهداء ، فإن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير ـ رضي الله عنهم ـ قُتِلوا ظلما شهداء ، فقتل الثلاثة مشهور ، وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركا للقتال ، وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال فأصابه سهم فقتله ، وقد ثبت أن من قُتِل ظلما فهو شهيد
******
وقد بشر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مرة أخرى بالشهادة ، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى علىَََ عمر قميصا أبيض ، فقال : ( ثوبك هذا غسيل أم جديد ؟ ، قال لا ، بل غسيل ، قال : البس جديدا ، وعِشْ حميدا ، ومُت شهيدا )(ابن ماجه)
وكان ما قاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي إمام بالمسلمين صلاة الصبح ..
******
وأما عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ فعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حائط من حيطان المدينة ، فجاء رجل فاستفتح ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : افتح له وبشره بالجنة ففتحت له ، فإذا أبو بكر ، فبشرته بما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فحمد الله .. ثم جاء رجل فاستفتح ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : افتح له وبشره بالجنة ، ففتحت له فإذا هو عمر ، فأخبرته بما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فحمد الله .. ثم استفتح رجل ، فقال لي : افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ، فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ فحمد الله ثم قال : الله المستعان )(البخاري) .
******
أما ثالث المبشرين بالشهادة في هذا الحديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد كان موقنا بأنه سيموت شهيدا لإخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له بذلك ، فعن زيد بن أسلم : أن أبا سنان الدؤلي حدثه أنه عاد عليا ـ رضي الله عنه ـ في شكوة اشتكاها فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أبا الحسن في شكواك هذا ، فقال : ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه لأني سمعت الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( إنك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا ـ وأشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك ، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود )(الحاكم) .
فكان لسان حال علي ـ رضي الله عنه ـ ما قاله عبد الله بن رواحة ـ رضي الله عنه
******
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ من الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
******
ومن هؤلاء الذين أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن موتهم ـ حفيده ـ الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ ، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإحدى زوجاته : ( لقد دخل عليَّ البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي : إن ابنك هذا : حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يُقتل بها . قال : فأخرج تربة حمراء )(أحمد).
******
ومن دلائل نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إخباره لابنته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ أنه يموت قبلها ، وأنها أول أهله موتا بعده ..
عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت : ( اجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشية رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال : مرحبا بابنتي ، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم إنه أسرَّ إليها حديثا فبكت فاطمة ، ثم إنه سارها فضحكت أيضا ، فقلتُ لها : ما يبكيك ؟ ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فقلت لها حين بكت : أخصَّك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديثه دوننا ثم تبكين !! ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. حتى إذا قُبِضَ سألتها فقالت : إنه كان حدثني : أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر أجلى ، وإنك أول أهلي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك .. فبكيتُ لذلك ، ثم إنه سارني فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك ..)(مسلم) .
قال النووي : ( فأخبرني أني أول من يلحق به من أهله فضحكت ) : هذه معجزة ظاهرة له ـ صلى الله عليه و سلم ـ بل معجزتان ، فأخبر ببقائها بعده ، وبأنها أول أهله لحاقا به ووقع كذلك وصدق حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ حين قال مادحا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
******
نبيّ يرى ما لا يرى النّاس حوله ويتلو كتابَ الله في كلّ مشهد
وإن قال في يومٍ مقالة غائب فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
وعلى ذلك فإن ما وقع على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ من الإخبار بموت بعض أصحابه وآل بيته وأعدائه فبوحي من الله تعالى ، وهو إعلام من الله ـ عز وجل ـ لرسوله - صلى الله عليه وسلم - للدلالة على ثبوت نبوته ، وصحة رسالته ، وعلو قدره ومنزلته
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة شهرزادانا ; 04-12-2013 الساعة 04:03 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:43 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011