عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree351Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-28-2013, 04:00 PM
 
موضوعنَا الأول فِي حملَة ( لون حيَاتك بِالطاعَات ) : الأمر بِالمعروف وَ النهي عن المُنكر




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَلامُ عَليكُمْ وَرحْمة اللهِ وَبرَكاتُه
أسعد الله أوقَاتكُم ، وملئهَا بِالخَير وعطرهَا بِالطَاعة :wardah:

[flas=http://im37.gulfup.com/hrxls.swf]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flas]

موضوعنَا الأول فِي حملة ( لون حياتك بِالطاعات ) :
الأمر بِالمعروف وَ النهي عن المُنكر ( الحسبة )

فهي أهم شعائر الدين ، التي يتم من خلالها نشر الهدى والخير بين الناس ، كما يتم من خلالها المحافظة على المجتمع المسلم من أخطار المعاصي والمنكرات ، وبذلك تؤدي الحسبة دوراً هاماً في الدعوة إلى الله وحفظ المجتمع المسلم .

ما الحسبة !؟

الحسبة وظيفة دينية يقصد بها: القيام بالأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله .

وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانة رفيعة في الإسلام ، وهو من فروض الكفاية ، قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)

ما أهميتهَا !؟

للحسبة أهمية من الكتاب والسنة ، ويجب أن يدرك الجميع أهمية هذه الشعيرة وضرورة القيام بها ، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدال غيرها بها ، وإذا علم المسلم هذه الأهمية وهذه المكانة السامية لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه سيتحمل الأذى الناتج عن القيام بها ، لأنها من أشد المجالات تعرضاً للابتلاء .

وتظهر أهمية الحسبة من وجهين ، وهما : الوجه الأول : فضائل القيام بها :

- القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهامه العظام التي بُشر بها في الكتب السابقة ، كما قال تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر) (الأعراف: من الآية157) .

- وهو كذلك من صفات عباد الله المؤمنين التي مدحهم بها ، والتي تميزهم عن المنافقين ، كما قال سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر ) (التوبة: من الآية71) ، وقال عن المنافقين : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف ) (التوبة: من الآية67) فقد وصف سبحانه المؤمنين بهذه الصفة ووصف المنافقين بضدها ..

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات الصالحين الذين يطمع كل مسلم أن يكون منهم فقال : ( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) (آل عمران:113-114) .

- أنهما سبب الخيرية لهذه الأمة ، التي جعلها خير الأمم لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) (آل عمران: من الآية110) .

- سبب للنصر والتمكين ، وواجب من واجبات من مكَّنه الله في الأرض ، كما يقول تعالى : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (الحج:40-41) .

- سبب لحصول الثواب وتكفير السيئات ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة يؤجر عليها المسلم .

- جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم أنواع الجهاد ، عن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « أفْضَلُ الجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ ». رواه أَبُو داود والترمذي، وَقالَ: «حديث حسن» . الوجه الثاني : خطورة ترك الاحتساب :

- إن ترك الاحتساب سبب للعذاب ، فالأمة التي لا يقوم أفرادها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ تصبح أمةً تعمّها المعاصي والمنكرات ، وتتفشى فيها الأمراض الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية فتكون أمة لا تستحق البقاء .

- فترك الاحتساب موقع في العذاب والهلاك ، وعدم استجابة الدعاء ، وهذه سنة الله في الخلق ، فأيّ أمة تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فسيأتيها العذاب والهلاك ، عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُوْنَهُ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ ». رواه الترمذي، وَقالَ: «حديث حسن» .

- تارك الاحتساب ملعون على لسان أنبياء الله ورسله عليه السلام ، قال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (المائدة:78-79) .

بعض مما قِيل عن الأمر بِالمعروف والنهي عن المنكر :

- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ الإيمَانِ ». رواه مسلم .

- قال القرطبي : (( فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقاً بين المؤمنين والمنافقين ، فدلَّ على أن أخص أوصاف المؤمن : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورأسها الدعاء إلى الإسلام والقتال عليه )) [ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (4/47) ].

- قال الغزالي: (( فلم يشهد لهم بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) [ الإحياء للغزالي (2/334) ].








يتبع :
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-28-2013, 04:08 PM
 

عن ابي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه . ومن لم يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان "
رواه مسلم
----



روى البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه"
--------
عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم } رواه الترمذي وحسنه .
--------



وقال صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" قلنا : لمن ؟ قال : "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"
[لراوي: تميم الداري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 55

-----------
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال نعم قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال الإيمان بالله قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم صلة الرحم قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله قال الإشراك بالله قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم قطيعة الرحم قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
الراوي: رجل من خثعم المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/304

--------------



قيل : يا رسول الله ، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال : إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم . قلنا : يا رسول الله ، وما ظهر في الأمم قبلنا ؟ قال : الملك في صغاركم ، والفاحشة في كباركم ، والعلم في رذالكم
الراوي: أنس بن مالك المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/717

---------------
قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )[آل عمران : 110]
---------

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)

----------
يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)) آل عمران

-------------
يتبع
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-28-2013, 04:11 PM
 

المعروف:
يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير، وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه. وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏

‎‎المنكر:
ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً وسمّي منكراً، لأن أهل الأيمان ينكرونه ويستعظمون فعله.‏


‎‎والمعروف يدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله من الأمور الظاهرة والباطنة ، مثل:
شرائع الإسلام والإيمان بالله والصلوات الخمس والزكاة والحج، والإحسان في عبادة الله وإخلاص الدين لله، والتوكل عليه ومحبته ورجائه، وغيرها من أعمال القلوب، وصدق الحديث والوفاء بالعهود وأداء الأمانات وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار واليتيم، ومكارم الأخلاق.‏

‎‎والمنكر يدخل فيه كل ما نهى الله عنه ورسوله مثل:
الشرك بالله صغيره وكبيره، وكبائر الذنوب: كالزنا والقتل والسحر وأكل أموال الناس بالباطل، والمعاملات المحرمة: كالربا والميسر والقمار، وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وسائر البدع الاعتقادية والعملية، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.




حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وقد يكون هذا الواجب فرض عين على بعض الناس، إذا رأى المنكر، وليس عنده من يزيله غيره، فإنه يجب عليه أن يزيله مع القدرة.

أما إن كانوا جماعة فإنه يكون في حقهم فرض كفاية في البلد أو القرية أو القبيلة، فمن أزاله منهم حصل به المقصود وفاز بالأجر.. وإن تركوه جميعا أثموا كسائر فروض الكفايات.

وإذا لم يكن في البلد أو القبيلة إلا عالم واحد وجب عليه عينا أن يعلم الناس، ويدعوهم إلى الله، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر حسب طاقته، لما تقدم من الأحاديث، ولقوله سبحانه وتعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16].




مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: { من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } [خرجه الإمام مسلم في صحيحه].

فبين مراتب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر الثلاث:

المرتبة الأولى:
الإنكار باليد مع القدرة، وذلك بإراقة أواني الخمر، وكسر آلات اللهو، ومنع من أراد الشر بالناس وظلمهم من تنفيذ مراده إن استطاع ذلك كالسلطان ونحوه من أهل القدرة، وكإلزام الناس بالصلاة، وبحكم الله الواجب اتباعه ممن يقدر على ذلك، إلى غير هذا مما أوجب الله.

وهكذا المؤمن مع أهله وولده، يلزمهم بأمر الله ويمنعهم مما حرم الله باليد إذا لم ينفع فيهم الكلام.
وهكذا من له ولاية من أمر أو محتسب، أو شيخ قبيلة أو غيرهم ممن له ولاية من جهة ولي الأمر، أو من جهة جماعته، حيث ولوه عليهم، عند فقد الولاية العامة يقوم بهذا الواجب حسب طاقته.
فإن عجز انتقل إلى:

المرتبة الثانية:
وهي اللسان، يأمرهم باللسان وينهاهم كأن يقول: يا قوم اتقوا الله، يا إخواني اتقوا الله، صلوا وأدوا الزكاة، اتركوا هذا المنكر، افعلوا كذا، دعوا ما حرم الله، بروا والديكم، صلوا أرحامكم، إلى غير هذا، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر باللسان، ويعظهم ويذكرهم، ويتحرى الأشياء التي يفعلونها، حتى ينبههم عليها.
ويعاملهم بالأسلوب الحسن، مع الرفق، يقول عليه الصلاة والسلام: { إن الله يحب الرفق في الأمر كله }، ويقول صلى الله عليه وسلم : { إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه }.

المرتبة الثالثة:
إذا عجز المؤمن عن الإنكار باليد واللسان انتهي إلى القلب، يكره المنكر بقلبه، ويبغضه ولا يكون جليسا لأهله.
وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال له بعض الناس: "هلكت أن لم آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. فقال له رضي الله عنه: هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر".



أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الخصائص والميزات التي أختص الله تعالى بها هذه الأمة من بين سائر الأمم الكافرة الضالة عن سواء السبيل، يقول الله عز وجل: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].
إذاً سبب وسر خيريتكم هو أنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، وسبب فشل وضلال غيركم، أنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ويقول الله عز وجل:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) [التوبة:71]


ومن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من تكافل الأمة
الإنسان في الإسلام ليس فقط شهوة، إنما هو جسد وروح، فكما أننا مطالبون بالمحافظة -مثلاً- على أموال الآخرين، وعلى أرواحهم، كذلك، نحن مطالبون بالمحافظة على أخلاقهم وعلى أديانهم. فالإسلام ضمن الحقوق الكلية للإنسان، فلا يجوز أن يجلس مسلم جائع ونحن نأكل ملئ بطوننا، ولو حصل هذا لكان واجباً عليه أن يأخذ منا بالقوة إذا لم نتبرع، يأخذ ما يسد رمقه، ونكون نحن آثمون، وكذلك الحال في أي حاجة من الحاجات الضرورية التي يحتاجها الفرد المسلم، مثله سواء بسواء، قضية المحافظة على الأخلاق والمحافظة على عقيدته، والمحافظة على دينه هي -أيضاً- جزء كذلك من هذا الواجب، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتحقيق هذا الأمر أنك إذا وجدت على أخيك المسلم نقصاً في دينه أو عقيدته أو خلقه تقوم بتكميل هذا النقص.

2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمان للبيئة من التلوث
أحياناً قد ينتشر في البيئة جرثومة معينة تنتشر في الهواء مثلما وصل إلى أسماع الناس اليوم من قضية ما يسمى اليوم بالحرب الكيماوية، أو الأسلحة الكيماوية، ومثلها تماماً جراثيم الأخلاق والأفكار تنتشر في الهواء مثلما تنتشر الجراثيم القاتلة للجسم
نشر الشبهات التي تشكك الناس في دينهم من خلال الكتاب والمجلة والجريدة والشريط والمحاضرة والقصيدة والأمسية هي الأخرى أيضاً تلوث البيئة العامة، بحيث تجد أن الإنسان يبدأ يسمع شبهة هنا وشبهة هنا، وشبهة هنا، وليس صحيحاً أبداً أن الناس كلهم محصنون ضد الشهوات والشبهات، حتى الإنسان التقي النقي الطاهر العَلَم قد يسمع شبهة، فتظل تدور في عقله أياماً، حتى يطردها بإذن الله عز وجل
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطهران وينقيان البيئة من التلوث الأخلاقي

3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمانة لعدم نزول العقوبات
فضلاً عن أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ضمانة دون نـزول العقوبات الإلهية التي تصيب المجتمعات في العاجل أو الآجل
فإذا حق العذاب على أمة من الأمم فإن الله تعالى لا ينجي إلا الذين ينهون عن السوء. فإذا كانت هناك أمة من الأمم لا يوجد فيها الذين ينهون عن السوء، لا ينجو منها أحد، ولذلك قال الله عز وجل:( فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ [هو66]

فإذا وجد في الأمة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر نجا إذا نـزل العذاب، فإن حقق فعلا المعروف وأزال المنكر نجا ونجت الأمة، فإذا فُقِد هذا الصنف حق العذاب على الأمة بأكملها ولم ينج منها أحد. ولذلك روى البخاري ومسلم في صحيحهيما أن النبي صلى الله عليه وسلم نام ثم استيقظ فزعاً، وهو يقول: {لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد أقترب، لقد فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وأشار بإصبعيه السبابة والإبهام، فقالت له زينب بنت جحش -راوية الحديث- رضي الله عنها: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث}.




فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو وظيفة الرسل وأتباعهم.
2-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سهمان من سهام الإسلام
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعان من أنواع الجهاد.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علامة على الإيمان وترك ذلك علامة على النفاق.
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب الرحمة والرضوان والفوز بالسعادة الأبدية.
6- الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم خير الناس.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب النصر والتأييد وتركهما سبب للذل والخذلان.
8- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب قبول الأعمال ورفعها إلى الله تعالى وتركهما سبب لرد الأعمال وعدم قبولها.
9- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب استجابة الدعاء وتركهما سبب للرد والحرمان.
10- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفضل الأعمال.
11- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مكفرات الخطايا.
12- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعان من أنواع الصدقة.
13- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب النجاة من عذاب الدنيا والآخرة وتركهما من أعظم أسباب الهلاك وعموم العقوبات.
14- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستنقذان صاحبهما من ملائكة العذاب.
15- القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه حسم لمواد الشر والفساد.
16- القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمان من لعنة الله وسخطه ومقته وفي ترك القيام بهما تعرض لذلك كله وفيه أمان عن تعلق العصاة بالعبد يوم القيامة.
17- القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمان من الذم والتوبيخ في الدنيا والآخرة.
18- القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمان من مشاركة العاصين في وزر المعصية وعارها وفيه إعزاز لدين الإسلام وحراسة له ولأهله وفي تركه سلب الملك وإبدال العز بالذل والأمن بالخوف ولا حول ولا قوة إلا بالله.


يتبع
آداب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

الرفق
إنك قلما أغضبت شخصاً فقبل منك، وكلما أمكن أن تأمر وتنهى برفق، كان هذا هو المتعين عليك.

الحلم
من الممكن أن تواجه من المُنْكَر عليه كلمات جارحة وأسلوباً غير مناسب. فعود نفسك على أن تكون واسع البال، واسع القلب بطيء الانفعال، واجه الكلمة بالابتسامة، واجهها برد حسن واجهها بنكتة أحياناً وطرفة، فوِّت الفرصة على هذا الإنسان؛ لأنه يجن جنونه إذا رأى أنه في ذروة الانفعال والغضب وأنت أعصابك كما يقال: في الثلاجة، لم تتحرك ولا انفعلت، إنما قابلت كلامه الغليظ بابتسامة أو بنظرة أو بكلمة حلوة أو بنكتة قلتها له، فإن هذا أعظم ما تستطيع أن تغلبه به.

العدل
العدل يأخذ صوراً شتى، منها:
أن هذا الإنسان الذي وقع في المنكر لا تنس أن له حسنات، فلو أتيت وقلت له: يا أخي في الحقيقة أنت رجل صالح، وأنا أشهد لك، ليس على سبيل المجاملة، لكن من باب العدل الذي أمرنا الله به، أنك محافظ على الصلاة في جماعة، وهذا هو الذي أغراني أن أقول لك كذا وكذا، فهذا من أسباب القبول لأنك عادل، لكن إذا تجاهلت كل حسنات هذا الإنسان وأهدرتها ربما لم يقبل منك. وكذلك العدل تحتاج إليه فربما يحصل من جراء إنكار المنكر -أحياناً- موضوعات تطول مثل قضية مخاصمة أو رفع إلى القضاء أو ما أشبه ذلك، فهنا أكون عادلاً وأقول الكلام الذي لي، والكلام الذي علي، وأراقب الله عز وجل في ذلك.

الصبر
إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يلقى الأذى: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [لقمان:17].

الإسرار والإعلان
قضية الإسرار والإعلان في موضوع المصلحة، هل تنكر سراً أم تنكر علناً؟ كلاهما وارد في الشرع، فقد يكون من المصلحة أن تنكر علانية وقد يكون من المصلحة أن تنكر سراً.

الحكمة
الحكمة قضية مشكلة جداً؛ لأن كثيراً من الناس لا يستطيع أن يعرف بالضبط ما المقصود بالحكمة، فبعض الناس يعتقد أن الحكمة تعني ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا قلت لشخص: يا أخي بارك الله فيك صلِّ، قال: ادع بالحكمة، تكلم لكن بحكمة، تكلم بحكمة، فماذا فعلنا نحن؟ كل ما في الأمر أننا وجهنا إليك نداء ودعاء بأن تصلي! قال لك: يا أخي بحكمة.
ولا شك أن هذه من الأشياء التي أصبح كثير من الناس لا يعرفونها حق معرفتها، وبالمقابل قد يخفى على بعض الناس وجه الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يقوم بعمل لا تتوفر فيه الحكمة بشكل كافٍ، فلا بد من الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكمة في كل شيء بحسبه كما يقول الشاعر: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى من الحكمة أن تستخدم اللين في موضعه، لكن من الحكمة أن تستخدم الشدة في موضعها أيضاً.

النظر في المصالح والمفاسد
هي قضية مهمة وهي قضية المصلحة والمفسدة، لماذا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟
نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حتى نحقق المصالح وندفع المفاسد، وإنما بعث الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام من أجل جلب المصالح وتكميلها وتقليل المفاسد وتعطيلها، فأنت حين تأمر أو تنهى تقصد المصلحة. فلو علمت أن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر يترتب عليه مفسدة حينئذ يكون ممنوعاً عليك



الصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لا بد أن يكون لدينا الصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: {رأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد}، ونحن اليوم نملُّ من الدعوة؛ لأن بعض الناس استجابوا وبعضهم لم يستجب!

لقد ظل نوح - عليه السلام - يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولم يمل ولم يكل، والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جاهد قومه، ودعاهم إلى الله - عز وجل - كثيرًا، فطريق الدعوة هو طريق الصبر على الأذى: ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ﴾[إبراهيم:12]، والصبر إما على الطاعة أو عن المعصية أو على الابتلاء.

إن تخويف الشيطان إياكم أولياءه أو تسليطهم عليكم لا ينبغي أن يمنعكم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك أمر لا بد منه إلا أن يشاء الله امتحانا من الله وابتلاء إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قائم مقام الرسل كما قال الله تعالى في وصف خاتمهم وسيدهم محمدا : ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ) فإذا كان قائما مقام الرسل فلا بد أن يناله من الأذى ما يناله كما قد لاقى الرسل.

ولقد لاقى الأنبياء والرسل من أقوامهم أشد الأذى وأعظمه حتى بلغ ذلك إلى حد القتل قال الله تعالى: ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم )فهذا أول الرسل نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فكان ملؤهم وأشرافهم يسخرون منه ولكنه صامد في دعوته يقول: ( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ) حتى قالوا متحدين له: ( يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) وقالوا مهددين له: ( لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ) أي من المقتولين رجما بالحجارة.

والأنبياء كلهم تعرضوا للأذى في سبيل دعوتهم ولم يسلم منهم أحد

وهذا خاتم الرسل وأفضلهم وسيدهم أعظم الخلق جاها عند الله هل سلم من الأذى في دعوته إلى الله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر؟
لا بل ناله على ذلك من الأذى القولي والفعلي ما لا يصبر عليه إلا من كان مثله ولم يثنه ذلك عن دعوته إلى الله عز وجل دعاهم إلى عبادة إله واحد: ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحداً إن هذا لشيء عجاب ) وكانوا إذا رأوا النبي اتخذوه هزوا وقالوا ساخرين به: ( أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها )، (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) ، ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ، ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون )فآذوا النبي بكل ألقاب السوء و السخرية ولم يقتصروا على ذلك فحسب بل آذوه الأذى الفعلي فكان أبو لهب وهو عمه وجاره يرمي بالقذر على باب النبي فيخرج النبي فيزيله ويقول: ((يا بني عبد مناف أي جوار هذا)). وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: ((بينما النبي قائم يصلي عند الكعبة وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال قائل منهم: أيكم يذهب إلى جزور آل فلان أي ناقتهم فيجئ بسلاها ودمها وفرثها فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ فذهب أشقى القوم فجاء به فلما سجد النبي وضعه على ظهره بين كتفيه قال ابن مسعود وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كانت لي منعة فجعل أبو جهل ومن معه يضحكون حتى يميل بعضهم إلى بعض من الضحك ورسول الله ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءت ابنته فاطمة تسعى وهي جويرية حتى ألقته عنه فلما قضى النبي الصلاة قال: اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش ثم سمى فلانا وفلانا)). وفي صحيح البخاري أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((بينا رسول الله يصلي بفناء الكعبة إذا أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبي عدو الله ودفعه عن النبي قائلا: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟ ولما اشتد به الأذى من قومه خرج إلى الطائف رجاء أن يؤوه ويمنعوه من قومه)). فلقى منهم أشد ما يلقى من أذى وقالوا: اخرج من بلادنا وأغروا به سفهاءهم يقفون له في الطريق ويرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبيه قال النبي : ((فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب)).

إن هذا الصبر العظيم على هذا الأذى الشديد الذي لقيه النبي وإخوانه لأكبر عبرة يعتبرها المؤمنون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ليصبروا على ما أصابهم ويحتسبوا الأجر من الله ويعلموا أن للجنة ثمنا: ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) .













يتبع :
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-28-2013, 04:18 PM
 
الله عز وجل عندما وصف هذه الأمة و صفها بالخيرية فقال " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ" (آل عمران/110)
وقد فرضها الله عز وجل على هذه الأمة لأسباب منها:
1-حتى لا ينحرف البعض جهلا وإتباعا للهوى، فكان لابد من وجود من يصحح المسيرة ويهدى الضال ويعظ المقصر ويأخذ على يد الظالم.فلا بد من عزل الشر وعزله عن الخير (صندوق الفاكهة به حبة معطوبة لابد من إخراج هذه الحبة وإلا أعطبت جميع ما فى الصندوق)
2- لا بد من فئة تتعصب لله وليس لشئ آخر –تغير على محارم الله
3- النصيحة للمسلمين والرحمة لهم ورجاء أنقادهم .
4 ـ حمد الله تعالى وإعظامه وأنه أهل لأن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر وأن يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال , قال بعض السلف وودت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض .
حكمة
ولذلك جعله الله عز وجل من شعائر الدين تقوم به الأمة جمعاء . فهو ليس مجرد جهد شخصي من المتطوعين أصحاب النوايا الحسنة وليست أصواتاً تعلوا فوق المنابر .
حتى قال بعض العلماء في قوله تعالي " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ( آل عمران - 104 )

وعن عدي بن عمر (رضى الله عنه ) قال : " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول إن الله لا يعذب العامة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون علي أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة "رواه أحمد
كيف نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ؟
1- الإخلاص
2- أن يكون المنكر محرماً مجمعاً عليه
3- أن يكون المنكر ظاهر فلا يجوز التجسس
4- أن يكون من يغير المنكر عنده القدرة على تغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان
5- ألا يؤدي تغيير المنكر إلي منكر أشد منه
6- إلزام نفسه بالمعروف الذي يأمر به ونهيه عن المنكر الذي ينهي عنه
لا تنهي عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا فعلت فأنت حكيم
7- ضرورة الرفق في تغيير المنكر ( فنحن دعاة لا قضاة )
فالرفق والسياسة واللطف أنفع وأجدي من الغلظة " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " ( طه / 44 )
قال أحمد : الناس محتاجون إلي مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل معلق بفسقه فلا حرمة له " .
اللهم اجعلنا نأمر بالمعروف ونأتيه وننهي عن المنكر ولا نأتيه , أرزقنا عملاً مقبولاً
وصل اللهم على سيدنا محمد على وآله وصحبه وسلم




يُتبع:
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-28-2013, 04:20 PM
 


1 - عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .



2 - عن ابي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه . ومن لم يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان "
رواه مسلم و ابو داود .



3 - أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال نعم قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال الإيمان بالله قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم صلة الرحم قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله قال الإشراك بالله قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم قطيعة الرحم قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف .
الراوي: رجل من خثعم المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/304
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد


يتبع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
باب النهي عن سب الريح homeahmed نور الإسلام - 1 08-21-2010 05:27 AM
- باب ما جاء في الرياء أي من النهي عنه والتحذير منه homeahmed نور الإسلام - 0 11-14-2009 01:25 PM
النهى عن ضرب الوجه بقايا امراة نور الإسلام - 3 08-25-2009 04:25 AM
النهي عن المنكر بستخدامه احلى بنوته!!! نكت و ضحك و خنبقة 7 06-18-2009 04:29 AM
النهي عن شتم الدهر محمد طه المغربي نور الإسلام - 2 06-08-2007 05:29 PM


الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011