عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree54Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 04-05-2013, 05:26 PM
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
اشكرك على إهتمامك
وأسعدنى رأيك فى موضوعى
******
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-05-2013, 05:44 PM
 
[frame="2 80"]


إرادتك هي السبب !
17/03/2013
د.سلمان العودة
*****



قال لي صاحبي ، وقد قرأ رسالة من فتى حديث السن ، يتقد حماساً وغيرة ، يهاجم فيها رأياً لم يرق له ، ويستخدم لغة مكتظة بالمفردات الحادة ، والتعبيرات القوية ..
كيف تعيش حياتك وتهنأ بنومك وأنت تقرأ مثل هذه الرسالة وربما غيرها ؟
******
ابتسمت وأنا أقول لصاحبي .. ليس ثمّ ما يدعو إلى الجزع من شخص يختلف معك ، ويعبر عن اختلافه بطريقة تناسبه ، وهو يتحمل هو تبعتها .. كما قال أحدهم :
لأسبنك سباً يدخل معك قبرك !
قال له : بل يدخل معك أنت !
ربما المشكلة هي في استخدامه لغة دينية ، لأن دافعه فيما يظن هو ديني ، فالغيرة والصفاء والصدق والإخلاص هو ما يحس به تجاه ذاته .
******
والشك والحيرة أو سوء الظن هو ما يحس به تجاه من يختلف معه ، وهنا عمق المشكلة .
أن يكون يريد تحطيمك وتدميرك على الأقل معنوياً باسم الله !
قلت لصاحبي .. أعظم ما تواجه به مثل هذا الصنع هو الانكسار بين يدي الله ، والسجود والتذلل لوجهه ، مع استحضار قربه وعظمته ، واستذكار علمه بالدوافع والنوايا وخطرات القلوب ، وما تخفي الصدور ، فيما يخصك ، وفيما يخص خصمك .

******

وعلمه التام بأحوال العباد ومصالحهم ، وما يترتب على الأقوال والأعمال من الآثار والمآلات التي تعبّدنا فيها بالاجتهاد وبذل الوسع ، ثم جعل الآخرة مملكة العدل التي لا سلطان فيها لغيره ، ولا ظلم ، ولا أسرار (لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ )، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)، (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ )
هو الله الذي تعبده دون وسيط ، وتتضرع إليه أن يأخذ بيدك إلى الحق والخير والعدل في المضايق والمشتبهات ، وتحاول أن تتجرد من مقاصد الشر والإثم والبغي والأذى ، ونيات السوء وظنون السوء ، وأن تعترف بنقصك وجهلك وظلمك وخطئك وعجلتك ، وتضع بين يديه عجرك وبجرك ، وخيرك وشرك ، وتناديه بأن يحميك من نفسك أولاً ، ثم من شر الآخرين وضرهم وأذاهم ، وإذ قدر ألا أحد من خلقه يسلم من أذى الخلق فالضراعة إليه أن يمنحك القدرة على الاحتمال والصبر والانضباط ، فلا تخطئ في حقهم ، ولا تظلم أو تبغي ، ولا تصر على خطأ بان لك فيه وجه الحق ، ولا تتزحزح عن صواب أنت مؤمن به في دخيلتك ، فالله الذي باسمه يتوعدك هذا الفتى ، هو الله الذي تؤمن به ، وتستغيث وتستنجد ، إياه تعبد ، وله تصلي وتسجد ، وإليه تسعى وتحفد .
******
يا صديقي .. لا أحد من الخلق يستطيع أن يغضبك أو يحزنك دون إرادتك !
ما تحس به في داخلك من مشاعر سلبية ليس بسبب ما يحدث حولك ، ولا برسالة منتقصة ، أو ازدراء عابر ، أو ظن سوء من بعيد ، أو جفاء من قريب .. كلا .
ما يحدث في داخلك هو بسبب تحليلك أنت للأمور من حولك .
وعندما تغيّر طريقة نظرك للأحداث ستتغير مشاعرك ، وتهدأ انفعالاتك حتى بالنسبة للحدث ذاته .
وَما الخَوفُ إِلّا ما تَخَوَّفَهُ الفَتى وَلا الأَمنُ إِلّا ما رَآهُ الفَتى أَمنا
كنت ذات مرة أداري سؤالاً محرجاً أخشى أن يواجهني به أحد فينتزع مني كلاماً لم أرتبه جيداً ، أو يُربكني فأقول ما ليس لي به علم .
******
ثم تأملت السؤال مرة ومرتين فانقدح في نفسي له جوابات فيها بعض السداد والتوازن ، فصرت أتمنى أن لو أتيح لي من يقول السؤال ذاته الذي كنت أخافه ، أياً كان مقصده في عرض السؤال ؛ لأنه سيمنحني فرصة جميلة لأقول كلاماً مناسباً .

******

حينما تقع مشادة كلامية بينك وبين آخر ، وتؤدي إلى أن يقول عنك شيئاً يؤذي مشاعرك ويجرح أحاسيسك ، فيمكنك أن تفسّر الأمر بأنه إهانة أو انتقاص أو تحقير لشخصك ، وأن يظل الحزن مخيماً عليك سحابة نهارك ، فإذا أويت إلى فراشك صرت تتقلب على جمر الغضا ، وتتذكر الموقف ، وكأنه شريط تعرضه المرة بعد المرة ، وتحاول نسيانه فلا تقدر !
وحين تغير طريقة التحليل للموقف ، وتتوقع أن هذا الإنسان كان يمر بظروف صعبة وتعب نفسي ، رجل أثقلت كاهله الديون ، مجهد نفسياً لا تزيده الأيام إلا قلقاً وعناء ، زوج غاضب زوجته ، أو فاصلها وخسر أولاده وأسرته ، مستور تلاحقه الشائعات وتقلقه الأقاويل ويتهامس الناس عنه بما لا يجمل ، مريض حار الأطباء في شفائه ، كئيب يعاني هموماً أمثال الجبال ، شاب ضاعت به السبل فلا عمل ولا وظيفة ولا شهادة ولا زواج .. إلخ
******
إن الحياة ملأى بأنواع المتاعب وضروب المعاناة ، ولا يتسنى لكل إنسان فيها أن يكون هادئاً مطمئناً ساكن النفس مرتاح البال ، يتعاطى القضايا والمواقف بكل أريحية واعتدال وحكمة ..
وربما هو مثلك الآن يتقلب على فراشه ألماً وندماً على ما فرط منه في حقك !
وإذا قلت .. فلم لا يبادر ويعتذر إليّ .. فهذا حسن جميل ، وخير دواء للندم حين تسيء للآخرين هو أن تبتسم لهم وتقدم اعتذاراً ليس فيه شرط ولا مثنوية ولا تردد ولا خجل ..

******

على أنك لا تدري فربما كان الرجل حزيناً ؛ لأن هذا دأبه معك ومع الآخرين ، وأنها طبيعة نفسٍ حار هو فيها ، ويئس منها أو كاد ..
غيّر رؤيتك وتصوراتك عن المواقف التي تعرض لك وستتغير انفعالاتك إزاءها ، وتذكر أن ربك العليم لا يغير ما بك حتى تغير ما بنفسك ..
سمعت فتى ذات مرة يتضجر من خصومه ويقول :
-اللهم اكفنيهم بما شئت وأنت السميع العليم !
فقلت له : لقد دعوت عليماً رحيماً قديراً سميعاً بصيراً ، وكان أولى بك أن تقول : اللهم اكفني شر نفسي ، وشر كل ذي شر ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم .
******
يا صديقي .. هذه الحجارة التي رماك بها صاحبك يمكن أن تبني بها طريقاً إلى دروس الصبر والنجاح متى كنت يقظاً مستثمراً للفرص ، إيجابياً في مواقفك ونظراتك ، مدركاً أنك لست مركز الكون ، وصاحبك أيضاً ليس هو مركز الكون والسلام .
******

*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-06-2013, 12:54 PM
 
[frame="2 80"]

صدى الحياة
10/03/2013
د/ خالد سعد النجار
******
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة وهمومها ..... سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة ، وأثناء سيرهما ، تعثر الغلام في مشيته .. سقط على ركبته ... صرخ على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآه
نسي الغلام الألم ، وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت ؟؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟
انزعج من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً : بل أنا أسألك من أنت ؟ ومرة أخرى لم يكن الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟
******
فقد الغلام صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب ، فصاح غاضباً : " أنت جبان " وبنفس القوة يجيء الرد : " أنت جبان " وقبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تمالك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف... لقد أدرك الصغير أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .
******
تعامل - الأب كعادته - بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي : " إني أحترمك " كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " .... عجب الغلام من تغير لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً : " كم أنت رائع " فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
ذهل الغلام مما سمع ، ولم يفهم سر التحول في الجواب ، ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .... علق الأب الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة قائلا : أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء ( صدى ) .. لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ... الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك .
أي بني .. هذه سنة الله تعالى التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ... إنه صدى الحياة .. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت .
******
يقول عالم النفس الإرشادي " روجرز " - رائد الحركة الإنسانية في علم النفس - : " إن الناس قادرون على ضبط حياتهم ، وتوجيه سلوكهم ، واتخاذ قراراتهم ، والتخطيط لمستقبلهم ، وهم يحملون بداخلهم بذور سعادتهم ، وهم ليسوا عبيداً للظروف البيئية ، ولا رهائن للنزاعات الجنسية والعدوانية ، وهم مسئولون أمام ذواتهم ، ولا يحق لهم أن يلوموا إلا أنفسهم " .
قال تعالى { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } { أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى}
الطريق من هنا
******
- فكر في نفسك ، وفي محيطك ، وفي عملك ، وفي نقاط ضعفك ، وفي نقاط قوتك ، وفي إمكانية تطوير مواهبك ، وفي السبل الكفيلة لنجاحك ، وفي تطوير أعمالك وترميم إنجازاتك .
******
- قم بعمل دراسة وافية لكافة المعارف والمهارات والإمكانيات التي تحتاجها للقيام بعمل ما والنجاح فيه ، وطبق هذه الدراسة بجميع طرقها واستراتيجيتها ، وبالتالي سترفع من احتمالات نجاحك في هذا العمل بإذن الله تعالى .
******
- أي شيء تريده في الحياة مهما كان شاقاً وصعب المنال تأكد أن بإمكانك الحصول عليه إن شاء الله تعالى .. فقط قم بكل شيء ممكن لتزيد من احتمالات الوصول إليه ، ومهما يكن من ضآلة تأثير ما تقوم به من أمور ، فقد يشكل هذا فارقاً في المستقبل لنجاحك أو إخفاقك في الحصول على ما تريد .
******
- نظم حياتك ، لا تجعل منها عرضة للعشوائية وعدم اليقين ، ضع خطة لحياتك ، نظام تمشى عليه لترفع من احتمالات بلوغك لأهدافك إلى الحد الأقصى . حدد أهدافك وكيف يمكنك بلوغها ، وما الأشياء والأشخاص والأحداث التي تحتاجها لإحكام السيطرة الكاملة على كل جزء من حياتك .. لا تترك أي شيء للمصادفة ، استخدم إمكانياتك الكاملة ، واصنع واقع حياتك بنفسك .
******
- سر على نفس طريق الناجحين أو كما يقولون عنهم " المحظوظين " وأفعل ما يفعلوه واتبع خطواتهم واستفد من خبراتهم وآرائهم لتحصل على النتائج ذاتها بإذن الله تعالى .
******
- أعمل ما تحب ، واختر من الأعمال ما يتناسب مع قدراتك وإمكانياتك ومواهبك الطبيعية ، ولا تقوم بمهام تعجزك ثم ترجو نتائج جيدة .. دوماً أجعل (مدخلاتك صحيحة) لتحصل على النتائج المرغوبة أو المخرجات الصحيحة. وزد دوماً من تحسين مقدار إنجازك فيما تريد النجاح فيه من أعمال فتصبح المحصلة النهائية نتيجة لعملك وليس ضربة حظ . وتذكر دائماً : أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا .
من وعاء الحكمة
*******
- لا يهم أين أنت الآن ، ولكن المهم إلى أين تتجه في هذه اللحظة .
******
- قبل أن تتمكن من استغلال طاقاتك وإمكانياتك ، يجب أن تحدد أولاً ما هي هذه الطاقات والإمكانيات..." مايكل جوردن".
******
- خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح ، على أن يكون غزالا في الطريق الخطأ .
- الأيادي المنقوشة بالحناء لا تستطيع إدارة الرحى !
- ليس للذل دولة ، وليس للعبيد وطن !
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-07-2013, 11:11 AM
 
[frame="2 80"]


بين ليلى وجاكي
04/03/2013
أحمد فال ولد الدين
*****
في شتاء عام ألفين وعشرة، قررت ترك العمل في "جنوب الجنوب" وحزمت متاعي منتقلاً من مهجر إلى آخر. قررت الانتقال من بلاد قوس قزح إلى جزيرة العرب.
كان من أهم دوافع القرار أن لدي عصفورة ( ابنتي ) في عامها الرابع، وكنت أوقن أني لو بقيت في ديار العجم لصارت لغتها الأولى اللغة الإنكليزية. وأنا رجل لا يضيق بشيء ضيقه أن يشقى عقديْن كيْ يربي سمسارا حضاريا في أحسن الحالات..
كانت ليلى تدرس في روضة تعتبر عريقة وممتازة، فقد كانت خاصة بالبيض أيام التمييز العنصري. دخلتُ إلى المدرسة في أحد الصباحات الوضاءة بجوهانزبيرغ، فخرجت لي سيدة بيضاء تتهادى في عقدها الرابع ما زلت أذكر أنها تدعى "جاكي". بادرتني قائلة: "سمعت أن ليلى ستغادر. لدي وصية واحدة: احرص على أن لا تدرس بنتك إلا في مدارس أمريكية أو بريطانية محضة".
******
بادلت السيدة ابتسامتها التجارية بابتسامة ورددتُ: "سرّ تركي لهذه الديار هو الخوف من أن تظل ليلى تدرس بالإنكليزية فقط ، مما سيحرمها من لغة تختزن أربعة عشر قرنا من الثقافة والفكر والتاريخ. إنها اللغة الوحيدة على ظهر الأرض التي يوجد بها كتاب سماوي بنصه الأصلي هي لغتي التي أهوى.. اللغة العربية. إنها لغة عتيقة تختزن الذاكرة الجمعية لبني قومي، ولو فات بنتي إتقانها وهي صغيرة لن تتقنها وهي كبيرة.
كنت أتحدث بتدفق كأني أطارد ثاراتي مع كل بلهاء الآباء الذين يضج بهم العالم العربي.
******
ثم كان مما قلت لجاكي أني أشجع دراسة اللغات الأجنبية وأني أومن – كما قال عبد الرحمن بدوي- بأن اللغات كالبنيان يشد بعضها بعضا، لكني أحرص على لغتي من أي لغة أخرى ولن أتمكن من الاطمئنان على لغة بنتي إذا ظلت في محيط إنكليزي ضاغطٍ ثقافيا.
******
وبفضل الله- ثم بفضل قراري ذاك - ها هي ليلى اليوم تتحدث لغة عريبة صقيلة إضافة إلى تعاطٍ مميز مع لغة أجنبية.
تذكرت هذه القصة قبل أيام وأنا أقرأ تغريداً لزميلتي الإعلامية ديمة الخطيب.
******
كتبت ديمة على صفحتها العبارات التالية:
*****************
"تحدثت مع طفل عربي بالعربية فرد بالانكليزية، أصررت على العربية، فقال: دونت يو سبيك انغليش؟ قلت: لا. فسخر مني أمام الأطفال: شي دازنت نو انغليش". وللعلم فإن الزميلة ديمة تتقن خمس لغات، لكن لديها حسا حضاريا شفافا، ولا تعاني من عقدة النقص التي تكبل معظم الخريجين ( يسميهم السفهاء ب"المثقفين") في ديارنا.
******
قرأت ذلك التغريد فتذكرت حجم أثر عقدة النقص التي تأكل مجتمعاتنا في العالم الثالث، وخصوصا في العالم العربي.
متى سيفهم العرب أن الأمم لا تتحرر ثقافيا واقتصاديا إلا إذا تحررت من عقد النقص ونظرت إلى الحياة من خلال ثقافتها الذاتية وشرحتها بلغتها الخاصة لا بعدساتٍ وألسنةٍ مستعارة؟
******
إن التغيير يبدأ باحترام الإنسان لذاته. فقد ظل العبيد تاريخا يمثلون ستين في المائة من سكان المدن الكبرى إلا أنهم ظلوا في قيد الأسر بسبب اقتناعهم بأنهم عبيد... لكنهم تحرروا وتحررت معهم البشرية عندما نظروا إلى أنفسهم باحترام.
متى نحترم ذواتنا؟


******

*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-08-2013, 02:53 PM
 
[frame="2 80"]
الغرور آفة مدمرة
24/02/2013
رمزي السعيد
*****
إن المرء الذي يسعى إلى النجاح ينبغي عليه أن يتحلى بعظيم الخلق فليكن لديه ثقة بنفسه يسعى نحو التفوق بخطى مدروسة ومعلومة يزينها التوكل على الله والاعتماد عليه فتجده واثقا بنفسه يسير على الأرض ملكا يعلم أن الخالق سبحانه وتعالى يحب عباده المتواضعين لأنهم أقوام أرواحهم مشرقة وأفئدتهم عامرة، وقلوبهم مضيئة بنور الإيمان الخالص الذي لا تشوبه شائبة فهم ينكرون ذاتهم لأنهم عقلاء لا يعرفون إلا سيدهم وولي نعمتهم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فأوجد وخلق وأعطى ورزق.
******
فإن الذي يتطاول بعلمه أو يتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته فقد وكله الله لنفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه فلا سند له ولا ظهير فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه، أما من ستر نفسه برداء التواضع فقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي من دخله كان من الآمنين.
******
فإن الثقة بالنفس تأتى من عوامل عديدة منها تكرار النجاح، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة والحكمة في التعامل وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت والحرص على تصويب الأخطاء والاستفادة منها ومعالجة السلبيات وهذا شيء إيجابي، فإن العلم والمال والذكاء أشياء لا تعاب ولا تكره إلا إذا امتزجت بجحود أو اقترنت باستكبار وغرور وامتلأ صاحبها بالعجب والتيه فتؤدي به إلى الضلال وتورده المهالك وتكون سببا في خلوده في النار والعياذ بالله.

******
فلقد امتلك قارون القناطير المقنطرة وما عاب أحد ذلك عليه بل طلبوا منه أن يعرف مصدر النعمة ويتوجه إلى المنعم عليه بهذا الفضل بالحمد والشكر وأن يبتغي بماله وعلمه الدار الآخرة مع استمتاعه بالحياة الدنيا، لكنه اختار طريق البغي والبطر ولجأ إلى التعالي والغطرسة وقال كلمته الفاجرة كما وضحت لنا آيات القرآن الكريم قال إنما أوتيته على علم عندي) وهي كلمة المطموس المغرور الذي يحسب الأسباب الظاهرة هي سبب كل شيء ويتناسى قدرة العليم الخبير الذي يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة يدبر الأمر فكل ما يجري في هذا الكون العجيب بتقدير العزيز العليم ولسنا هنا في مقام سردا لقصة قارون مع موسى عليه السلام، ولكنا بصدد التنديد والإنكار على كل من سولت له نفسه الاستعلاء والفخر والزهو.
******
إن لسان حال كثير من العلماء والأذكياء الذين ظنوا أنهم علموا كل شيء وملكوا زمام الأمور وأن كل شيء بأيديهم فيقولون بما أرادوا وما شاءوا فتأخذهم الأنفة في دين الله هؤلاء أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وكذلك المتعلمين الذين ينطقون بما نطق به قارون الأول لكن دون شعور ودون وعي لعاقبة ذلك، فربما هذا المتعالي يكون صاحب كلمة أو صاحب نفوذ فيكون ارتكب بذلك سيئة تصاحبه في قبره إلى يوم القيامة فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، فهذا الشعور الدخيل الذي لا يمت لطبيعة الإنسان الجوهرية بصلة مع أنه وثيق الصلة بشخصية الإنسان السطحي وتفكيره القاصر وتبختره الساذج كالطاووس الزاهي الألوان يتعالى بالكبرياء والعنفوان.
******
فالعاقل هو من يحاول أن يكسب مودة الناس من خلال التواضع لهم، ولين الجانب وخفض الجناح وإشعارهم بمكانتهم وتقديره واحترامه لهم وعدم التعالي عليهم لأي سبب كان أشعرهم أنه مثلهم، وأنهم أفضل منه في عدة نواح يجلس حيث يجلسون ويستمع إليهم ويستفيد منهم ويتعلم منهم، فنصيحة لقمان لابنه في التواضع وهي لكل مسلم ومسلمة وليست لابن لقمان وحده يقول الله تعالىولا تصعر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً) ، فإن الغرور يتناقض مع الثقة بالنفس وينسى المرء ثمار النعمة وفضل المنعم وذلك لأنه آفة خطيرة وسرطان نفسي، إذا تغلغل في عقل الإنسان واحتل خلايا دماغه يصبح من العسير بل من المستحيل استئصاله، فيسري في خلايا الفكر ويتلف أنسجة التمييز ويقتل في الإنسان المزايا النبيلة ويدمر القيم الإسلامية ويستبدلها بغرائز دخيلة لا تمت للتكوين السوي بصلة لأنها معدن غريب لذا فإن امتلاكها أمر معيب.
******
فالمغرور يظن نفسه حكيما عليما وصاحب تجارب سواء على المستوى الخاص بين أسرته وأهله وعشيرته أو على المستوى العام في بلده ووطنه، كما يتبادر له أنه طويل الباع وغير محدود القدرات فهو يعلم كل شيء ويعرف خبايا الأمور وخفاياها ولأنه زئبقي يظن أن بمقدوره الإمساك بكل صغيرة وكبيرة وكل ما هو ثابت ومتحرك لأن عقله القاصر دائم الحركة والاندفاع في كل اتجاه، فيتسم بسمة الاستعلاء ويهنئ نفسه على مقامه الرفيع وتأثيره على الجميع ولنتعلم من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن نكون من المتواضعين فنفوز بجنة النعيم.


******
*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:10 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011