عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree54Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-09-2013, 12:32 PM
 
[frame="2 80"]
الإنسان الحكيم
19/02/2013
أ.د. عبد الكريم بكار
******
قالوا كثيرًا في الحكمة، واختلفوا في شأنها اختلافًا واسعًا؛ وذلك بسبب اتصال الحكمة بعدد من العلوم والقوى الخلقية والعقلية. وحين يقف الإنسان الموقف الذي عليه أن يقفه، فإنه يكون قد أنجز إنجازًا ليس بالقليل.
******
في بعض الأحيان يكون هناك نوع من الغموض والالتباس أو نوع من التقاطع بين المعطيات المعرفية، أو نوع من ضعف الإدراك للمنافع والمضار، وحينئذ فإن قلّة قليلة من الناس هي التي تتمكن من فهم المحيط واتخاذ القرار الصحيح.
قبل أن أتحدث عن بعض سلوكات الرجل الحكيم ومواقفه أود أن أوضح مكونات الحكمة، وما يحتاجه الموقف الحكيم.
لعل أصح تعريف للحكمة هو ذلك التعريف الذي يقول: إن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه.
وحتى نضع الشيء في موضعه، فإننا نحتاج إلى أمرين أساسيين:
*******************
الأول: هو معرفة ما يجب علينا قوله أو فعله، وما يجب علينا تركه أو رفضه أو تجاهله... وهذا يعني أننا نحتاج إلى معرفة جيدة وخبرة ممتازة بما نحن مقدمون على التعامل معه.
******
الثاني: هو الإرادة والعزيمة التي نحتاجها كي نقاوم رغباتنا وشهواتنا، وما لدينا من طموحات غير مشروعة وأمور غير لائقة، وكي نتجاوز ما لدينا من قصور ذاتي.
وقد نحتاج حتى نكون حكماء فعلاً إلى شيء ثالث هو الرضا والقناعة بما قسمه الله تعالى ، والنظر إلى كل ما لم نستطع الوصول إليه بعد بذل الجهد على أنه شيء ليس لنا، وبالتالي فإننا لا نتحسر عليه، ولا نحسد من ظفر به، ونشعر أن ما جرى لنا شيء طبيعي وجيد.
******
من المهم أن نتذكر دائمًا أن ما لدينا من معرفة، يظل دائمًا أقل مما هو مطلوب، أي أن مواقفنا ستظل تفتقد في بعض الأحيان إلى المعرفة، التي لا نعرف كيف سنحصل عليها.
******
ومن وجه آخر فإن سيطرتنا على رغباتنا ومشتهياتنا، تظل هي الأخرى غير كاملة، أي أننا نرى الصواب في موقف ما، لكننا لا نفعل ما نراه بسبب عدم امتلاكنا للطاقة الروحية المطلوبة لذلك .
******
والخلاصة لكل هذا، هي: أنك لا تجد حكيمًا هو حكيم في كل المواقف وكل التصرفات، فالنقص ملازم لبني البشر مهما كان شأن الواحد منهم.
******
مواقف وسلوكات حكيمة:
***********
- المسلم الحكيم هو المسلم التقي الملتـزم الذي يتحرّج أشد التحرّج من التقصير في واجب أو الوقوع في محرّم. إنه يعرف واجبه تجاه خالقه –جل وعلا-، ويملك الإرادة والعزيمة على الامتثال لذلك الواجب.
******
إن المسلم الذي يعيش أزمة مفارقة بين معتقده وسلوكه لا يمكن اعتباره حكيمًا مهما كانت براعته المعرفية، ومهما كانت مقدرته الإدارية ومهارته في القيادة والاتصال... لأنه بعدم التـزامه خسر أكبر ميدان يمكن للحكمة أن تتجسد فيه.
******
- لا يكون الإنسان حكيمًا إذا لم يعرف الحدود الفاصلة بين ما يعلمه، وبين ما يجهله. إن هذه المعرفة ضرورية جدًا لتجلي الحكمة في حياتنا. إننا من خلال تلك المعرفة نستطيع التوقف عن الكلام والجدال والإعلان بأننا لا نعرف أكثر مما قلنا، أو الإعلان بأن الكلام لم يعد مفيدًا؛ لأنه صار عبارة عن مراء، يُظهر أمراض النفوس أكثر مما يُظهر إشراقات العقول.
******
- من علامات حكمة المرء معرفته بقدر نفسه، فلا يرفعها فوق ما هي عليه حقيقة، ولا ينـزل بها عن ذلك. حين يرفع المرء نفسه فوق قدرها فإنه يقع في الكبر والغرور والوهم، وتأتيه الصدمات من كل مكان، وحين يستخفّ بها، وينظر إليها نظرة احتقار فإنه يذلّها، ويحرمها الكثير من الخير.
******
لا يكفي كي يكون المرء حكيمًا أن يعرف ما هو ناجز في حياته وفي شخصيته، وإنما عليه أن يعرف أيضًا الطاقات الكامنة لديه، أي الصورة العقلية والثقافية والاجتماعية والمهنية التي يمكن أن يكون عليها إذا بذل جهده في الاهتمام بنفسه.
وتلك المعرفة، لا تكون كافية إذا لم يصاحبها تفتّح عقليّ على الجديد، وعمل متواصل على الارتقاء.
******
وإذا كان هذا المعيار صحيحًا –وهو صحيح إن شاء الله- فإن معظم الناس ليسوا حكماء؛ لأنهم راضون بأوضاعهم، وكثيرًا ما يكونون خائفين من التغيير، متهيّبين لتكاليف الإصلاح.
******
- من الحكمة أن نتعرف على اتجاهات الناس، وأن نأخذ بعين الاعتبار ظروفهم وأشكال معاناتهم. إن أعقل الناس أعذرهم للناس – كما كان يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه- وإن المعرفة الكاملة صفح كامل.
******
إن من المهم أن ندرك أن كثيرًا من عباد الله يعانون من مشكلات لم يصنعوها بأيديهم، ويعيشون في بيئات وفي ظروف لم يختاروها لأنفسهم؛ ومن ثم فإن إعذارهم والإشفاق عليهم ومؤازرتهم إن كل ذلك يدل على حساسية أخلاقية عالية، ويدل على رؤية واسعة وحكيمة.
******
شيء من الحكمة هو فيض يجود به الله – تباركت أسماؤه - على عباده، وشيء آخر نصل إليه عن طريق المعرفة المدققة والمجاهدة الحسنة لنفوسنا، وبداية كل خير كثيرًا ما تكون في الاعتراف بالقصور والتقصير والسعي في مدارج الكمال على قدر المستطاع.
******
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-10-2013, 06:23 PM
 
[frame="2 80"]
سلام دمشق
11/02/2013
د.عائض القرني
*****
قبل مدّة زرتُ دمشق فسطرتُ فيها هذه الرسالة
سَلامٌ من صِبَا بَردى أرقُّ ودَمعٌ لا يُكَفكَفُ يــا دِمِشقُ
ومعذرة اليَرَاعة والقَوافِي جَـلال الرزء عن وَصفٍ يَدقُ
دخَلتُكِ والأصِيلُ له ائتِلاقٌ ووجهك ضاحك القسمات طلقُ
السلامُ عليك يا أرض شيخ الإسلام، ورحمة الملك العلام، أيها الحضور الكرام، في دمشق الشام.
يا دمشق ماذا تكتب الأقلام، وكيف يرتّب الكلام، وماذا نقول في البداية والختام؟
في دمشق الذكريات العلمية، والوقفات الإسلامية، والمآثر الأموّية. وفيها يرقد ابن تيمية، وابن قيم الجوزية. وفي دمشق حلقات الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية.
******
يحق لحسّان أن ينوح على تلك الأوطان، ويسكب عليها الأشجان:
لله در عصابة نـادمتهم يوماً يحلق في الزمـان الأولِ
أبناء جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
******
تذكّرك دمشق بمعاوية بن أبي سفيان، وعبد الملك بن مروان، وبني غسان، والشعر والبيان، والمجالس الحسان. دمشق سماء زرقاء، وروضة خضراء، وقصيدة عصماء، وظلٌّ وماء، وعلوّ وسناء، وهمّة شمّاء.
ما أبقى لنا الشوق بقية، لما سمعنا تلك القصيدة الشوقية، في الروابي الدمشقية
قمر دمشقي يسافر في دمي وسنابلٌ وخمــــائلٌ وقبابُ
الحبُّ يبدأ من دمشق فأهلـه عشقوا الجمال وذوّبوه وذابوا
******
دخلنا دمشق فاتحين، وصعدنا رباها مسبّحين. فدمشق في ضمائرنا كل حين. وهي غنيّة عن مدح المادحين. ولا يضرّها قدح القادحين.
آه يا دمشق كم في ثراك من عابد، كم في جوفك من زاهد، كم في بطنك من مجاهد، كم في حشاك من ساجد. أنت يا دمشق سفر خلود، وبيت جود، منك تهبّ الجنود، وتحمل البنود. يصنع على ثراك الأحرار، ويسحق على ترابك الاستعمار، ويحبّك يا دمشق الأخيار. فأنت نعم الدار. تقطّع إليك من القلوب التذاكر، من زارك عاد وهو شاكر، ولأيّامك ذاكر، يكفيك تاريخ ابن عساكر، صانك الله من كل كافر.
******
في دمشق روضة العلماء، وزهد الأولياء، وسحر الشعراء، وحكمة أبي الدرداء، وجفان الكرماء
في دمشق عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، والملك الزاهد، والوليّ العابد، يطارد الظلم والظالمين، ويحارب الإثم والآثمين، فيذكّر الناس بالخلفاء الراشدين، ويعيد للإسلام جماله في عيون الناظرين.
في دمشق براعة ابن كثير، وعبقرية ابن الأثير، وتحقيق النووي، وفطنة ابن عبد القوي.
لولا دمشق لما كانت بلنسيةُ ولا زهت ببني العباس بغداد
يكفيك أيها الشام السعيد، أن فيك القائد الفريد، والبطل السديد، خالد بن الوليد. سيف الله الهمام، كاسر كلّ حسام، السلام عليك يا أبا سليمان، يا قائد كتيبة الإيمان، ويا رمز كتيبة الرحمن..
يا ابن الوليد ألا سيف تناولنا فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا
******
وقد نسي ابن كثير نفسه، وملأ بالمدح طرسه، لما تحدّث عن دمشق، فقلمه بالثناء سبق، وبالإطراء دفق، وحار الحكماء في وصف دمشق وطيب هوائها، وعذوبة مائها، واعتدال أجوائها، وذكاء علمائها، وبلاغة خطبائها، وتقدّم شعرائها، وعدل أمرائها، وجمال نسائها، حتى إن بعض العلماء ذكر أن دمشق أم البلدان، وأنها في الدنيا جنة الجنان
دخل دمشق الصحابة، كأنهم وبل سحابة، أو أسد غابة. فلقيتهم بالأحضان، وفرشت لهم الأجفان، فعاشوا على روابيها كالتيجان.
******
في دمشق فنون وشجون، وعيون ومتون، وسهول وحزون، وتين وزيتون. دمشق جديدة كل يوم، وهي حسناء في أعين القوم، وقد بكى من فراقها ملك الروم.
إذا دخلت دمشق تتمايل أمامك السنابل، وتتراقص في ناظريك الخمائل. وتصفّق لقدومك الجداول، وترحّب بطلعتك القبائل. دمشق أعيادها يومية، وأعلامها أموّية، وأطيافها سماوية، وبسيوف أهلها محمية..
******
كتب ابن عساكر في دمشق تاريخ الرجال، وسطر المزي في دمشق تهذيب الكمال، وألّف الذهبي في دمشق ميزان الاعتدال، واحتسب ابن تيمية في دمشق الردّ على أهل الضلال، وأرسل لنا المتنبئ من الشام تلك القصائد الطوال، وذاك السحر الحلال.
******
ليس لدمشق الشام، دين غير الإسلام. فُطرت دمشق على الإيمان، ولذلك طردت الرومان، ورحّبت بحملة القرآن. ليس بقيصر الروم في دمشق قرار، ولذلك ولّى الأدبار، ولاذ بالفرار، لأنّ الدار دار المختار، والمهاجرين والأنصار.
في الشام يرقد سيف الدولة الملك الهمام، وابن نباتة خطيب الأنام، وابن قدامة تاج الأعلام، وأبو فراس الحمداني الشاعر المقدام. وفي دمشق سكن الزهري المحدّث الشهير، والأوزاعي العالم النحرير، والسبكي القاضي الخطير.
******
أتانا من دمشق كتاب "رياض الصالحين"، وكتاب "روضة المحبين"، و"نزهة المشتاقين"، وكتاب "عمدة الطالبين"، وكتاب "مدارج السالكين"، وكتاب "أعلام الموقعين"
فسلام على دمشق في الآخرين.
******
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-11-2013, 06:24 PM
 
[frame="2 80"]
الانتفاع بالوقت
27/01/2013
موقع : قصة الإسلام
******
الإسلام دين يعرف قيمة الوقت، ويُقَدِّر خطورة الزمن، وجعل من أمارات التُّقَى أن يَعِيَ المسلم هذه الحقيقة، ويسير على هداها، قال تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}.
******
فالمسلم الحق يغالي بالوقت مغالاة شديدة؛ لأن الوقت عمره، فإذا سمح بضياعه، ترك العوادي تنهبه، فهو ينتحر بهذا المسلك الطائش.
******
وقد وزَّع الإسلام عباداته الكبرى على أجزاء اليوم وفصول العام، وهو ترتيب دقيق للحياة الإسلاميَّة، ومن فضل الله ودلائل توفيقه أن يُلهم المرء استغلال كل ساعة من عمره في العمل والاستجمام من جهد استعدادًا لجهد آخر، قال تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
******
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" ( البخاري).
ومن استغلال الإسلام للوقت بأفضل الوسائل حثُّه على مداومة العمل وإن كان قليلاً، وكذلك حثُّه على التبكير، ورغبته في أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطًا، طيِّب النفس، مكتمل العزم، وفي الحديث: "بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا" (أبوداود) .
******
وكما أن الزمن يستغرق التكاليف التي نيطت بأعناق العباد، فهو يستوعب الأقضية التي يرسلها الله على الناس من خير وشرٍّ، وهي أقضية تفيض بالعظات الحقَّة، والدروس القيمة، {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ}.
والله سبحانه لا يسوق الأحوال المختلفة على الناس إلاَّ لحِكَمٍ يتدبَّرها العارفون، فيزدادون به إيمانًا، وبلقائه يقينًا، {يُدبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} .
******
ومن الاتعاظ بالزمن دراسة التاريخ العامِّ، وتتبُّع آيات الله في الآفاق، وتدبُّر أحوال الأمم كيف تقوم؟ وكيف تنهار؟ كيف تتقلَّب بين ازدهار وانحدار؟ {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كيف كان عاقبة المجرمين}.
******
كما يدعو القرآن إلى دراسة الحضارات البائدة وعِلَلِ فنائها؛ حتى يتجنَّبَ الأخلافُ مواطن الزَّلَل، التي هَوَتْ بالأولين، وكم تكشف مطالعة التواريخ من غرائب!!
******
والذي يجب أن نعقله أن حياتنا هذه ليست سدًى! وأن الله أَجَلَّ من أن يجعلها كذلك، وإذا انتفعنا بمرور الزمن على خير وجه سجَّلنا لأنفسنا خلودًا لا يناوشه الزمن بهرم ولا بِلًى.. عند الرفيق الأعلى .
******
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-12-2013, 04:14 PM
 
[frame="2 80"]
لدي حلم
20/01/2013
د. سلمان العودة
******
حين قال "مارتن لوثر كنج" كلمته السائرة: "أنا لديّ حلم"؛ كان يتحدث بأكثر من لغة، أهمها لغة الإنسان.
******
أحلام المنام ضرب من الخيال، ما زال الإنسان يدأب حتى حقق معظمها، فطار في الفضاء، وأبدع وابتكر وذلل الصعاب وقهَر المستحيل.
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
الهدف حلم مؤقت له مدة ينتهي إليها؛ أما الحلم فهو شوق دائم متصل بنبض القلب وخفق الروح وتطلع العقل وسبح الخيال.
******
حين يتحقق الحلم كأنه يتبخّر، إذا قطفته مات، فأجمل ما في العمر هو الانتظار، لحظات الترقب مشحونة بتفاعل غريب هو ذروة الحياة.
******
سيظل الحلم حلماً، يُروى بدموعنا، ويقتات من سهرنا، ويستحوذ على يقظتنا ومنامنا.
كان "مارتن لوثر كنج" يقول: "سأزرع شجرة التفاح، ولو كنت أعلم أن نهاية العالم هي الغد"؛ وهو اقتباس من مكنون الحكمة الإنسانية الرفيعة ، مشكاة النبوة كانت أبلغ حين قال في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"، مقام النبوة ذكر النخل "الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل"، لم يقل: غداً، وإنما قال: الآن.. لو اختلست بضع ثوانٍ لتغرس الفسيلة قبل أن يلحقك الموت فافعل!
الحلم نقلة من ضيق اللحظة إلى سَعة المستقبل، من الإحباط إلى الأمل والتفاؤل، من الخوف إلى الرجاء والتطلع.
******
الطفل الفقير يحلم بتفاحة يقضمها، أو فراش وثير ينام عليه، أو دمية يلعب بها.
الخائف يحلم بالأمان، ولا يفكّر بما سواه، والمخاوف هي عدو الأحلام، وحينما يستحوذ الخوف يبدو المرء مكبلاً بالقيود، قد يعيش المرء في زنزانة يراها ويلمس قضبانها ويحس بأنه محبوس. وقد يعيش في زنزانة لا يراها، ولا يلمس قضبانها ويظن بأنه حرّ، وهو قنٌّ مثقل بأوزار الحديد! تأمّل لغتك.. كم مرة في اليوم تقول: نعم، ولكن أخشى! .
العائلة حلم جميل، إشباع لرغبة الامتداد الإنساني، ورؤية الذات في الآخر، بشكل منفصل جسدياً، متصل روحياً و وجدانياً.
******
قمة الهرم الثقة بالنفس وقدراتها، والجرأة على بدء الخطوات الأولى نحو الحلم العظيم.
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
******
ثَمّ مَن يحاصر الحياة، وأسوأ منه من يحاصر الأحلام، فلا يريد من الناس أن يحلموا، أو أن يمتدّ خيالهم إلى أبعد من معاناتهم اليومية.
السعادة حلم، والنجاح حلم.. والسعادة نجاح، والنجاح سعادة. والحرية حلم، حتى لدى الطائر يضرب شباك القفص ويرنو إلى الفضاء، أو القطّ يموء ويتمسح بالباب يطلب الانعتاق من ذل القيد.
******
والعدالة حلم المجموع، حين تذوب الفوارق المصطنعة ويتساوى الكل أمام سلطة الدنيا أو سلطة الآخرة.. سألني فتى عن أهم أحلامي؟ فقلت: أن أموت وأحلامي تنبض بالحياة، وتواجه التحدّي، وتنفخ روح الأمل في ضمائر البائسين واليائسين والمحبطين. لا تَخَفْ على حلمك متى كنت مخلصاً وصبوراً، لأن العالم حينئذٍ سيتآمر كله لتحقيق حلمك، كما قال "باولو كيليو" ذات مرة .
******
عندما سجّل الصبي المعدم حلم الطفولة أن يمتلك حقلاً وخيولاً ومضماراً؛ شطب المعلم على درجته، وحرمه من متعة الحلم.. كيف تحلم بهذا وأنت لا تمتلك قيمة الدفتر الذي تدون فيه حلمك، والذي كان هدية من جمعية خيرية!
******
يعرض على تلميذه أن يعيد الامتحان؛ فيرد الصبي بكبرياء: احتفظ بدرجتك، وسأحتفظ بحُلُمي !يا للعظمة! حين تتمثل موقفاً شامخاً يستعلي على الاستلاب، ويصرّ على المواصلة ليجد نفسه في نهاية المطاف حيث يحب! إنه التحدي الذي يضطرك أحياناً إلى المضي قدماً في طريقك غير عابئ بسارقي الأحلام.
******
"احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ" ؛ دعوة نبوية للتعاطي الجاد مع الفرص الإيجابية بروح المبادرة و الإنجاز ."وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ"؛ فحين تربط حلمك بالله تمنحه أزلية وسرمدية؛ ليتحول من حلم فرد إلى أحلام أمة، من حلم دنيوي معزول إلى أفق فسيح ممتد إلى حيث الآخرة والعدل والقسط والفضل الرباني، في نعيم لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال.
******
"وَلاَ تَعْجِزْ"؛ وكيف يعجز من وقود روحه من جذوة الإيمان ." وَإِنْ أَصَابَكَ شَيء فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدر اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ" .فالإيمان ليس جبرية عمياء، ولا استسلاماً ولا جحوداً للطاقة الإنسانية الهائلة، وليس بكاء على الأطلال، ولا جزعاً من تغيرات الأحوال، إنه اليقين بأن الخير حيث يضعك الله، وأنك كل يوم تنشئ حلماً جديداً، وأملاً جديداً، ونجاحاً جديداً.
******
وما لم تمتلك القدرة على الحلم، فلن تفعل شيئاً ، يقول "أينشتاين": "الخيال أهم من المعرفة" .عليك أن تحذر أن تدجّن حلمك؛ لتجعله صورة مشوهة مسكونة بتعرجات الواقع واعوجاجاته..
******
احلم دون قيود.. أطلق خيالك.. واصنع عالمك الافتراضي الذي سيغدو حقيقة ملموسة متى آمنت بها ..سوف نتفوق حينما نمتلك أحلاماً وردية بعدد شخوصنا، أو حينما يفلح أولئك الذين يمتلكون الأحلام الجميلة من الإمساك بناصية الحياة.
سوف نتفوق حينما يصبح الخطاب المتدين حافزاً للأحلام وليس رقيباً عليها.
******
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-19-2013, 03:21 PM
 
[frame="2 80"]
العمل أو الموت
14/01/2013
د. عائض القرني
*****
رفع الألمان بعد الحرب شعار: العمل أو الموت.. فتحوّلت ألمانيا إلى ورشة عمل، وبعد أربع سنوات صارت دولة صناعية مرموقة، وفي كتاب: متعة الحديث..يقول إسحاق نيوتن: النجاح يحتاج إلى ثلاثة عوامل: العمل ثم العمل ثم العمل، والعمل يبدأ بالعلم، والعلم يبدأ بالقراءة، وأمة لا تقرأ لن تتعلّم ولن تعمل ولن تنال المجد.
*****
إن أمة لا تعمل لا تستحق البقاء، والإسلام جاء بالعلم والعمل، وقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً فأساً وأمره أن يحتطِب ويبيع لئلا يبقى عالة على المجتمع، وضرب عمر بن الخطاب شباباً جلسوا في المسجد وتركوا الكسب (اخرجوا واطلبوا الرزق فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة).
*****
وشارك الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في بناء مسجده وحفر مع الصحابة الخندق
وقال: إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقِنَه، وقال: المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف
وكان إدريس خيّاطاً وزكريّا نجاراً وداود حداداً، ورعى موسى الغنم بالأجرة
من أسباب تقدم الغرب اعتماده على العلوم العملية التطبيقيّة فدخل المصانع والمعامل، واعتمدنا على العلوم النظرية فانشغلنا بالجغرافيا حتى حفظنا عن ظهر قلب أسماء عواصم تشاد والسنغال وأوغندا،
وحفظنا نقائض جرير والفرزدق وهي لا تُطعم خبزاً ولا ترفع مجداً، وأسرفنا في الفنون والرياضة على حساب الإبداع والاختراع والصناعة ، فمنتخب الكاميرون الرياضي أقوى من منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، بينما عجزت الكاميرون عن إطعام رعاياها الخبز اليابس، وإذا أرادت الشعوب أن يحالفها الإخفاق ويُختم لها بالخذلان تحوّلت من الجامعات إلى الملاهي الليلية ومن المصانع إلى مقاهي اللهو ومن الإنتاج والإبداع إلى لعب الورق وأكل الفصفص.
*****
رأيت في ألمانيا: مزاين المرسيدس.. وفي فرنسا: مزاين الكونكورد سابقة الصوت.. وفي أمريكا: مزاين أف 16 العاصفة القاصفة.. ولأننا أقمنا: مزاين الإبل.. فينبغي أن نقيم مهرجانات: مزاين العقول.. لنحيّي فيها الموهوبين ونكرم المبدعين ونشجع المخترعين والمكتشفين.
*****
ينبغي أن نعالج مرضانا النفسيين بالإيمان والعمل؛ لأن الفراغ يولّد لهم الخيالات الفاسدة التي توصل صاحبها إلى الانتحار، والعمّال أسعد الناس وأشرحهم صدوراً؛ لأنهم ليس عندهم فرصة للتفكير الخاطئ، وأي دولة لا تتحوّل إلى ورشة عمل هي دولة نامية نائمة كُتب عليها الموت، وإذا عملنا واجتهدنا فسوف تتقلّص مشكلاتنا وبطالتنا وفقرنا وأمراضنا، ولنرفع شعار: نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع.
*****
إن عَرَق العامل أزكى من مسك الفاشل، وإنّ ساعد المثابر أكرم من جبين الكسلان، وإن زفرات البنّاء أجمل من غناء المترف
لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَيّاً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
وَلَو نار نفختَ بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخُ في رَمادِ
*****
شكراً لكل مسؤول جلس على كرسيّه يعدِلُ في القضايا، ويقمع الظالم وينصر المظلوم ويواسي المنكوب، شكراً لكل أستاذ وقف يصحح مفاهيم، ويصلح قلوباً ويبني عقولاً، شكراً لكل طبيب يعالج مريضاً ويداوي مبتلى ويضمّد جراحاً، شكراً لكل مزارع يغرس شجرة، ويعدّل ماءً ويحرث أرضاً، شكراً لكل جندي يحمي ديناً، ويحرس وطناً، ويدافع عن أمة، شكراً للسواعد القويّة والهمم الوثّابة والأفكار الخلاّبة، وشكراً للناجحين.
*****
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:58 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011