عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree1117Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #566  
قديم 08-15-2014, 04:41 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_14140786065587641.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



























[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









؛الفصل الثالث عشر؛


حيرة مجنونة، وسط حظ... غريب؟؟



**
*


أشعة الشمس بدأت تبزغ خالعة لزي الظلمة الذي كانت ترتديه

النور أباد عبوس المكان وأبان على هالة من الكآبة حول عينيها المحمرتين من البكاء

كان من غير المنطقي أن تبكي ليلة كاملة دون علم شريكتها بالغرفة.

تلك الغرفة الصغيرة نوعاً ما، تحتوي على أثاث مرتب بطريقة لطيفة، دليل على أن من يقطن الشقة شخص واحد
كل شيء فيها منظم بعناية فائقة... حتى المكتب الذي تموضع وسطها

طغى عليها اللون السكري الهادئ مع الزهري البارد... لكن من فيها لم يكن بهادئ يوماً كطفلة صاخبة بالمكان.


سحبت نفسها مسندةً لظهرها على الجدار حيث نامت بالأسفل رغم إلحاح كانا عليها بأن تنام بالفراش وهي تنام مكانها أسفلاً

فبكل أنفة أبت الطلب وبكل ود متجنبة الدخول بصراع


دكت وجهها بالغطاء الزهري ومسحت الدموع عن عينيها المنهكتين
- حياتي باتت أكثر صعوبة... كرهتها

همست ميدوري مخافة أن تجعل كانا تشعر بها لقد أخبرتها بكل شيء ووقفت معها بأن واستها وطلبت منها أن تنسى

النسيان بعيد عن ميدوري فقد سهرت الليلة تفكر بالمستقبل فيما ستفعله بيومها هذا وغدها القادم والأكثر بأي عين سينظر إليها الآخرون.

رفعت رأسها الممتلئ بالأفكار الهائجة وقد تساقطت خصلات شعرها البني على هامتها وذاك ما زاد من غرابة مظهرها ومن بؤس حالها، كآخر خطوة سحبت نفسها من المكان ونهضت قررت أن تمضي بشجاعة
عليها أن تخفي ضعفها بكل مرة تواجه شيئاً يكسرها.

جمعت خصلات شعرها المبعثرة بشريط ورفعته كذيل حصان ثم استهلت دربها لتحضر الطعام لها ولكانا رغم أن الوقت مبكر
و لجت المطبخ لتجهز كل ما يلزمها وتستأنف الطهو بكل حرفية وسرعة لم تمر سوى نصف ساعة وقد أنهت كل شيء
- هذا رائع...ستسر كانا حتماً، على ذكر كانا

ابتسامة متسعة خبثاً رسمت على وجه ميدوري التي واتتها فكرة خطيرة جعلتها تبتعد عن واقعها بأميال
- أظن أن الآن وقت لنلهو قليلاً!

أعلت ناظرها للساعة الموضوعة بجوارها



تتشبث بالوسادة بكل قوة منها لم تكن عازمة على أن تتركها بأي شكل، متكورة بفراشها
صاحت الأخرى محاولة سحبه منها بقوة أيضاً
- أنا لا أكذب لقد تأخرتي

- لو كان ما تقولينه حقيقةً لرن هاتفي الآن... أرغب بالنوم ميدوري اتركيني!!!


عناداً وبعدم مقدرة تركتها ميدوري وصاحت
- غبية أنا قلقة بشأنكِ سأغادر الآن، إلى اللقاء


ثم توجهت بخطواتها نحو الخارج عالمةً بأن كانا ستصدقها بسرعة من فعلتها
فجأةً قفزت أمامها بثياب نومها الزهرية المبهرجة وشعرها الأشقر البارد قد إتخذ شكلاً غريباً مفزعاً وهي تهزها
- هل أنتِ واثقة حقاً!


بعد مدة استوعبت كانا جدية ما قالته ميدوري فهي ترتدي ثيابها وكذلك متجهزة للذهاب تمسك بحقيبة اليد خاصتها
- يا إلهي لمَ لمْ تقومي بإيقاظي مبكراً ؟؟؟


بغير مبالاة مثلت ميدوري
- بذلت وسعي عزيزتي و من حســـ


قبل أن تنهي ميدوري كلامها كانت خارجا أمام باب الغرفة بسبب أن كانا دفعتها ليتسنى لها تغيير ثيابها لزيها المدرسي


ضحكت بمكر وهي تحاول أن تخفي صوتها... لقد نجحت فعلياً بذلك وجعلت صديقتها بحال مرتبكة


لم تمضي سوى ثانيتين لتقف أمامها كانا بتلك النظرات القلقة حيال الوقت، أطلت على الساعة المعلقة بالمطبخ وانطلقت راكضة للباب دون أن تأخذ طعامها معها، همست ميدوري بخفوت
- على ماذا تستعجلين، ألأجل ساناتو؟


جثمت كانا مكانها وهي تستدير ببطء تحاول فهم أن صديقتها خدعتها تواً، لا لم تخدعها، بل خدعت أصلاً

تلك أفكار ضربت بأواصر عقلها فصرخت بعد أن صدحت ضحكات ميدوري بالمكان وهي تشير إليها على أنها وحتماً خدعت
- تباً لكِ ميدوري، ألا تجيدين فعل أي شيء آخر غير تعكير مزاجي بأول اليوم


نفخت كانا وجنتيها بهزيمة ذريعة وخطت عائدة للمطبخ لتأخذ الساعة وتعيد إصلاحها للوقت الصحيح الذي كانت عليه
- بربك كانا، كنت أمزح... وأنتِ الأدرى بالوقت ألم تذكري بأن منبه هاتفكِ يعمل!!!؟


أكملت ميدوري ضحكتها الهوجاء وأضافت لكانا التي تجاهلتها
- سأنصرف الآن، احترسي بالطريق


- ألن تتناولي فطوركِ؟


تغيرت ملامح كانا فجأةً إلى المكترثة لميدوري وسبب عدم تناولها لطعامها فما من شيء واضح يجعلها تفعل ذلك عدا مشكلتها البارحة
- لقد تناولته وأنا أعد لكِ الخدعة


عادت كانا لطعامها ثم قالت بحدة بعد أن اطمأنت لحالها متجاهلةً فكرة الخدعة وما صاحبها
- هذا أفضل، ومن الأفضل أن تخفي هالة الشجن المحيطة بعينيك، لقد لاحظتها ولقد وعدتني بأنكِ لن تبكي ميدوري؟!!!


وضعت ميدوري يدها على المقبض لتديره لكنها توقفت اثر سماعها لكلام كانا المؤثر بنسبة كبيرة عليها، فكل ما ذكرته صحيح ميدوري نكثت بوعدها
- ما باليد حيلة كانا، حاولت... لكن الفشل حليفي دائماً


رفعت عينيها الحزينتين وأضافت
- سأكون بخير إن استطعت النسيان، والآن إلى اللقاء

فتحت الباب وانطلقت بخطواتها لتمضي إلى قصرغاكيجاوا هناك حيث ينتظرها الكثير من الألم والحزن، لكنها عازمة على تفجير حرب بوجهه وإرداءه بعيداً عنها




- صباح الخير هايتو

- صباح الخير عزيزتي، ما بال وشاحكِ؟؟


توقفت مينابو أمام السيارة تنظر للمرآة الخارجية لها وهي تعدل من هيئة وشاحها الرمادي الذي صنعته السنة الماضية، كانت ترغب بأن تهديه لشخص ما، لكنها وفي آخر لحظة احتفظت به لنفسها سبق وصنعت لأجله وشاحاً أحمر اللون وقد أهدته لصديقها الظريف أيضاً... هديتها هذه لا يمكن أن يعير لها انتباهاً فمن تعود على أشياء باهظة الثمن، ليس بإمكانه أن يحب شيئاً تقليدي الصنع من يدي فتاة محتقرة بين أقرانه
زفرت بملل فتطاير شعرها المحيط بوجهها من فرط تذمرها فقالت متغاضية عن الأمر
- هذا الوشاح، إنه يسبب لي الضجر!!!


- أدخلي أولاً ثم تصرفي معه، أخشى أن تقتلي نفسكِ وأنتِ تقومين بتدويره بذاك الشكل


سحبته بعنف من على عنقها ثم حشرته بحقيبتها وولجت للسيارة شابكةً يديها بملل
- رغبت بأن أكون أنيقة بيوم واحد في عمري


شغل السيارة ومضى مبتسماً يحدثها
- في كل أوقاتكِ أنيقة


بدا أن كلام هايتو لم يعجبها حول أناقتها فحملقت به من فوقه لأسفله تشتمل كل ما يرتديه من بذلة رسمية وتسريحة شعره المعتادة... همست له بخفوت

- تتحدث براحة كبرى، من يرانا مع بعضنا لا يظن بأننا مرتبطين؟


- ومن يهمه الأمر، أنتِ فقط تجعلين الأشياء البسيطة كبيرة بشأن أعظم من حالها

- هايتو!!!


زجرته بنبرة صارمة لتزيد بذلك تجبرها بمكانها، عاقفةً لحاجبيها بشدة


أدار هايتو زاوية نظره نحوها بدهشة تداعت وهو يهجج اسمها
- مينابو، ما الأمر، ما الذي أصابكِ؟؟

- لا شيء


نظرت نحو الخارج ولم تزد أي كلمة... شعرت بالضجر من اللاشيء حولها فقالت تتغاضى عن تساؤل خاطبها الذي عاد لقيادته متعجباً من مزاجها اليوم
- لا أرغب بأن ترمقني الآنسة آشي بتلك العيون المزدرية لشكلي


- آنسة آشي... متى ذلك؟


وضعت يدها بفاجعة على فمها، صحيح أن الآنسة آشي دائماً ما تشك بأن مستواها لا يناسب شخصاً كهايتو الشاب الأنيق والعامل المميز بشكله كما بأخلاقه في المؤسسة

لطالما أخافت مينابو بنظراتها المتفحصة لشكلها وتصرفاتها العفوية الطفولية ومنذ وقت توليها منصب موظفة في قسم الاستقبال كانت آشي تزورها بشكل فجائي عسى أن تجد مبرراً لطردها من مكانها، لكن الأخيرة ملتزمة بأبسط التفاصيل بعملها لذا فهي بالنهاية تركت آشي تغضب زيادةً عنها... على غير مبرر سابق
الآن غلطة من لسان مينابو كانت ستجعل علاقة هايتو والآنسة آشي ترحل للاضطراب فصححت بسرعة

- لا، لا شيء الآنسة آشي قالت بأنك عامل مثالي... لذا عليّ الاقتداء بك


وضعت ابتسامة تلقائية على ثغرها علها تمحو غمامة التعجب عن ملامح خاطبها، فابتسم الأخير لتغير مزاجها رغم عدم وثوقه بهذا التقلب



- تامينا، انهضي أرجوكِ


- خالة يوسان، لازال الوقت مبكراً!!!


تكورت تامينا بفراشها المترامي أشبه بزوبعة نشبت به وراحت تقبض على ما أمسكته منه وشدت عليه على غير عزم لتركه، لم ترد أن تخرج من دفء مكانها فراحت يوسان تقول بيأس
- لقد طلبتي مني البارحة أن أيقضكِ باكراً، هيا يا فتاة


- هو من بدأ الحرب، وسأخوضها بما يجهله

تعجبت يوسان مما قالته لها الناعسة هناك فتركتها وأضافت
- حسناً أخشى أن ينعكس هجومكِ عليكِ!!


رفعت جسدها بتثاقل عن فراشها وتثاءبت بكسل توضح حول الهالة السوداوية تحت عينيها
- لا، هو الخاسر لأنه البادئ


- عليكِ التجهز لقد تأخر الوقت


- هذا ما أرغب به، تأخر الوقت


ابتسمت يوسان بسعادة، فصحيح أنها جهلت ما بعقل تامينا من خطط وتجهيزات للنيل من لوكا غريمها الجديد والعنيد مثلها، كليهما في نطاق التعادل الآن ولكن النهاية ستبقى منتظرةً لكل النتائج المحتملة



- قبل الموعد بدقيقتين، هذا مبكر آنسة ميدوري؟


عاقف لأحد حاجبيه بشكل متعجب كان ينظر لساعة يده ثم عاد ببصره نحوها، لم يخفها هي ولا حتى بذرة فشبكت يديها ناظرة نحوه بعيون ذابلة غير مكترثة لأمر بشر وبالأخص هو
- أترغب بأن أتأخر أم أن الوقت المبكر لم يناسبك لتتشاجر معي يا سيد... الرئيس المحترم يوغامي!!!!؟؟


ما هذه الجرأة التي لونت إجابتها بتلك الوقفة المجابهة لسلطان أمره نداً بند، لم يرف لها جفن ولم تتزحزح عن نيتها بأن تعجزه أمام صمودها المشحون بالإصرار
- ماذا قلتِ؟؟

- كما سمعت سيد يوغامي، لست بمزاج جيد لأخذ وقت مستقطع من عملي الكثير هناك وأخذ نزال صامت متلبد معك...

كانت ستكمل لو أنه صرخ بوجهها، أخيراً استطاع أن يستوعب أنها نسته ونفت كل ما قالته قبل عدة أيام بأنها تكن له مشاعراً عدةً
توضح هذا له بأنه كان غبياً كلياً ليستسلم بأن يفكر بما ذكرته ويعطيه اهتمامه
- من ذكر لكِ بأني كنت سأتشاجر معكِ!!


كان متوتراً رغم إظهاره للعكس فردت ميدوري بغير مبالاة
- أنت من فعل هذا، كلما سنحت لك الفرصة لتوبيخي تسرع نحوي وكأنك تنتظر غفلة مني


أشارت له نحو أحد الخادمات وأضافت
- أمامي عمل، سيدي الرئيس يوغامي... سأنصرف عن إذنك



مضت بعنفوان طاغي على ملامح وجهها التي لم تتغير منذ الأمس تاركةً له خلفها محتاراً بعدة أشياء لم يستوعبها بما فيه الكفاية، كان عليه أن يفهمها منذ أول مرة أوضحت فيها ذلك

لكنه أظهر تجاهلاً غير منطقي لهذه المواجهة والآن عادت عليه بعكس ما وضع من توقعات






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس
  #567  
قديم 08-15-2014, 04:44 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


- أأنتِ واثقة بأنها خادمة من بيت غاكيجاوا؟


- أجل، لقد رأيتها عندهم قبل عدة أيام في حفلة خطوبة ابنهم


- يال السخف، ما هذه الوضاعة كيف استطاعت أن تعمل معنا!!! فتاة مثلها


- هذا الغريب بالأمر؟


كانتا تسترقان النظر إليها من خلف مكتبهما تارة وتتهامسان لتارة أخرى وتضحكان عليها وعلى تغير حالها

- أنظري إلى وشاحها الغريب... أظن بأنكِ إن أخذته فسيليق بكِ

- لا تهينيني، حتى إن أخذته لأختي الصغيرة فإنها سترفض بأن تضعه على عنق دميتها

لفت خصلة من شعرها بإصبعها وتلفتت نحو رفيقتها الضاحكة تقول
- ما هو الشيء الذي يجعل السيد هايتو يرتبط بها؟


أشارت نحوها بازدراء
- شكل شعرها الملفوف بطريقة بشعة بذاك الدبوس العتيق أم عينيها الأشبه بعين شبح لا يعرف حال العالم؟؟؟



حولت عينيها العشبيتين من زميلتها نحو مينابو المنهمكة هناك بعملها تسطر جدولاً لأحد المواعيد بكل حقد رمتها
فقالت صديقتها بخفوت


- أجل معكِ حق وهذا ما يجعلني أحتار من ذوقه، أتمنى أن ينفصلا هو لا يستحق فتاةً بمثل شكلها أو حتى مستواها الاجتماعي


- ما الذي تفعلانه كلتيكما هنا؟؟؟ عودا إلى عملكما بسرعة


رفعت مينابو عينيها المتعجبتين نحو الفتاتين لترى سبب تلك الصيحة المصحوبة بنبرة غضب صاخبة فهمست بخفية تزدردي ريقها
- الآنسة آشي؟؟؟



علمت بأن كلتيهما كانتا بغير موضعهما في العمل فهما قد جعلتا من مكتبيهما مكاناً للاستمتاع بالطعام والأحاديث حول مينابو وعلاقتها مع هايتو ومينابو لم تكن تعلم بأي شيء كما السذج... وهذا الموقف أنصفها بحيث قدمت آشي بأحد نوباتها الفجائية لتفاجئ مينابو لكنها قابلت عاملتين غير مهتمتين





كانت تسير بشموخ نافي لمشكلة البارحة واضعة ليديها بجيب سترتها الجلدية السوداء الطويلة كما الأمس والتي أخفت بنطال الجينز ذا اللون الأزرق الحانق وأبانت على حذائها العليقي ذا الكعب العالي المناسب تماماً لتسريحة شعرها المتمردة المقبوضة بمشبك تناثرت من على جانبيه خصله الذهبية الطويلة

مضت بكل خطواتٍ واثقة نحو موعد كارثي آخر متناسية أي هدنة عقدتها معه على الهاتف البارحة وآماله المرجوة منها، على أنها ستعتذر ويعيد هو بدوره الدفتر إليها، كضرب من الخيال حاولت تجاهل أي حديث ابتزازي قد يتحفها به كونها لم تنم من فرط تفكيرها

- لمَ عليّ التفكير بشخص غبي، أحمق، مغرور، متعجرف، غريب أطوار مثله؟؟


أخرجت نفساً عميقاً لتعتدل بقامتها ناظرة لواجهة الطريق حيث كانت تقف بمحطة الحافلات

- في النهاية استطاع إغضابي بسهولة دون عناء يذكر!


وضعت يديها على رأسها وضغطت بكفها على صدغيها بغضب حتى أن من جاورها احتار من تصرفها المنافي تماماً لعمرها وحتى شكلها

تمنت تامينا في هذه اللحظة المخجلة بعد أن فطنت لنفسها بأنه لا أحد رآها عبثاً في داخلها ترجت ذلك، أدارت عينيها ببطء وقالت
- نوبة جنون تصيبني بين الفينة والأخرى


كما توقعت الجميع مشدوه بها فأجبرت نفسها على وضع ابتسامة واهية لعلهم يلتفتون متغاضين عنها لكنهم صدموا منها ومن قولها فعادوا منهم المبتسم ومنهم الضاحك الساخر
مرت دقائق معدودة لتتوقف الحافلة التي ستقلها لمكان الموعد فركبت واتخذت موضعها، لكن قبل ذلك رأت عجوزاً واقفاً رغم عدم وضوح كبر سنه فقد وقفت وسمحت له بالجلوس مكانها بكل ابتسامة ودودة منحتها له، هو كذلك كان يربت على كتفها ويحدثها عن القديم وتغير الحال

كيف أن الشاب الواضع لمشغل الموسيقى أمامها لم يترك مقعده لأجل أن يجلس به العجوز بدل تامينا وهي تبتسم وتستمر بحديثها معه مؤيدة له


تامينا لطالما كانت فتاة تحب أحاديث كبار السن وذوي التجربة فقبل وفاة جدتها حرصت على أن تقضي أكبر وقت معها لكن الأخيرة ماتت بعد عدة أشهر فقررت بذلك العودة والعمل كما كانت ببيت كيران
وكذلك هي دقائق عدتها تامينا ثوانٍ مع ذاك العجوز البشوش وأحاديثه التي لم تملها بل أرادت المزيد منها، لم يفوت العجوز أن سألها بأنها متزوجة أم لا فأجابت متغاضية بكذبة سريعة أنها مرتبطة فصدقها.


نزلت من الحافلة بخطوات متوثبة حتى أراحت قدمها على الطريق، انتظرت مغادرتها لتقطع للضفة الأخرى من الطريق وبذلك الوقت تفقدت حافظة نقودها اختصاراً لأي مشكلة تنجم آثارها في العودة
رفعت رأسها على حين غرة لترى سيارة قادمة من بعيد وتلك العجوز تهم بالمضي للطريق المقابل دون احتساب للمشاق فرمت ما بيدها وانطلقت نحوها ساحبةً لها تحت تعجب الآخرين حيالها
- عليكِ الحذر جدتي؟؟


مسحت تامينا العرق عن جبينها وهي تشير للسيارات المقابلة لها بالتوقف، فأمسكت بيد العجوز وأعادتها معها
لكنها انتبهت على حقيبتها وحافظة نقودها، استدارت سريعا فرأت عدة أطفال يحملونها
أسرعت راكضة نحوهم

- توقفوا أيها الأشقياء الصغار، سأقرص آذانكم إن أمسكت بكم، صبراً فقط وسأقضي عليكم


فروا ورموا حقيبتها بعد أن أخذوا حافظة النقود، مشكلة أخرى كانت بغنى عنها وضعت رحالها على كاهلها فتوسطت تجلس بقارعة الطريق تندب حظها العاثر كل مرة
- يا إلهي، ألا يمكن أن يمر يوم وأكون بحظ جيد؟؟


تشجعت بأن تقف وتمضي علها تجد حلا آخراً غير ملاحقة الأطفال الذين اختفوا
ما إن استدارت لتعود حيث الطريق حتى وجدت ذات العجوز تقف وكأنها تنتظرها وتنتظر عودتها

بقيت تامينا تحملق بها مستغربةً أمرها فقالت العجوز
- يوكي، عدتي أخيراً!


علامات التعجب سيطرت على ذهن تامينا تماماً، فمن هي يوكي هذه ومن هي هذه العجوز التي بقيت تنتظرها...
همست تستفهم فربما يكون هذا خطأً
- أنا لسـ... ؟؟؟


أمسكت العجوز بيدي تامينا وهي تذرف الدموع فرق قلب الأخيرة واتسعت نظراتها أكثر تحاول أن تفهم

- يوكي لقد كنت أنتظركِ، لا أحد يعتني بي... لقد تركني وغادر، كل يوم يفعل هذا معي

- مــ... من هذا، يا جدتي؟؟


- إنه هو لقد تركني وحيدة... أخبرته بأن يبحث عنكِ يوكي!!


ابتلعت تامينا ريقها فما عليها إلا أن تتبع هذه العجوز التي أحكمت إمساكها من يديها ومضت تسحبها معها تحدثها عمن تركها لوحدها




- أنظري إلى هذا الثوب عمتي كيران!!


رغبت بأن تغير من خالتي إلى عمتي كون هذا أصح بهذا الظرف، بأنها ستصبح زوجة لابنها بغضون أسابيع فقط.

رفعت كيران عينيها الهائمتين بالماضي كما عادتها وقالت بنبرة حانية
- إنه جميل ريناتشي


كانت تجلس معها على الطاولة وترتشف الشاي من القدح بكل هدوء منها رغم خوضها حواراً صامتاًً مع ذاتها حول ما آل إليه حالها في تلك الحديقة الخضراء الخارجية المقابلة لواجهة القصر

بفظاظة ردت ريناتشي
- إنه لا يعجبني عمتي


- ولمَ؟؟


على تصور مسبق تعلم كيران سبب عدم إعجاب ريناتشي بالثوب فهو يتمحور حول شيئين مهمين أولهما هو عدم شهرة من صممه وثانيهم هو

- ثمنه لا يليق بمستواي كما أنه لم يرق لي فلونه مائل للاصفرار أكثر من البياض


قلبت المجلة تنظر لباقي الأثواب فخطفها شكل أحدها وراحت تقرب المجلة منها أكثر فأكثر وفاها مفتوح على وسعه من فرط الدهشة
ثوب فاخر بحمالات دقيقة مرصعة بنهايتها بألماسات لامعة كما أنه طويل وذو انحناءات أسفله ويكشف معظم ظهرها، لم يعجب كيران عندما رأته معها... رغم أن الذي قبله قد أعجبها فعلاً

أظهرت كيران ذلك بنفيها
- لم يعجبني


رفعت ريناتشي عينيها الرماديتين إدعاءً بالحزن ثم أضافت

- إنه رائع عمتي كيران، سأطلب من كيوجا أن يبتاعه لي، أرجوكِ عمتي لقد أعجبني

وضعت يدها على المجلة حيث كتب سعره
المهول واسم من صممه

- أنظري عمتي إنه يليق بزوجة رئيس مجموعة غاكيجاوا... عمتي أرجوكِ


تغيير رأي كيران أمر شبه مضمون عند ريناتشي حتى دون تلك النظرات فكيران امرأة لا تحب التدخل بمشاكل ابنها، تثق بقراراته ومن بينها هذا... والمرجح الأكيد لديها هو كلمة"لا"التي سيقولها حال رؤيته... فالثوب لا يتناسب مع ذوقه العالي


طوت ريناتشي المجلة على صفحة الثوب وأخرجت هاتفها من جيب سترتها الخزامية
وضعت قدماً على الأخرى بحيث كانت كسيدة بذاك الحذاء الأبيض ذي الأشرطة الرقيقة اللائق تماماً بتنورتها القصيرة السوداء وراحت تضغط على أزراره لاتصال حميمي مع خطيبها وأمام أمه

مرت ثوانٍ ليرن الأخير
- عزيزي!!


- ما الأمر؟


يعلم بأن تلك النبرة المتميعة التي تخرج من حنجرتها بذاك الصوت الرقيق خلفها مطالب كبيرة فيختصر هو بسؤاله

- أردت أن أطمئن عليك لا أكثر


كسرت ريناتشي كل توقعاته حيالها بشيء من المكر لأنها وكفتاة ذكية تعرف كيف تمسك طريدتها وكيوجا لم يكن يوماً طريدةً سهلة عند أحد فحتى وإن كان فكل شيء انتهى عنده

تمتم بسخط ورد عليها بتريث حاول إلصاقه بنبرة صوته
- لدي عمل ريناتشي، لا تتصلي مجدداً


- انتظر لا تغلق الخط


آخر مرة تلقى فيها كيوجا اتصالا من ريناتشي أغلق الخط بوجهها والآن هي بمرحلة لإعادة ماء وجهها وأمام والدته
- هل من شيء آخر؟؟


بملل تام قالها
- آه، أجل لم تمر سوى يومين وأنت مشغول، أنا أغار من قضائك للوقت هكذا دون أن تسأل عني بمجرد مرور يومين لا أكثر وهــ


كانت ستكمل لكنه قاطعها بتعصب
- ريناتشي لا وقت لي لألاعيب الأطفال... أنا بالعمل الآن


وكنهاية منتظرة منه أغلق الخط دون زيادة تحت صدمتها وعيون والدته نحوها، تنتظر إجابة لتوقعاتها حيال هذه المكالمة التي دامت لأقل من دقيقة

- يا إلهي، كيف سأغيره عمتي كيران؟؟


بتذمر ألقت ريناتشي الهاتف على الطاولة شابكة ليديها على صدرها ضجرةً تنتظر نصيحة كيران الوحيدة عندها
- هنا


وضعت كيران يدها على قلبها مشيرةً
- كيف عمتي؟


حملقت بها ريناتشي دون استيعاب فردت كيران بحكمة

- إذا أردتي تغير كيوجا فغيري قلبه... وقلبكِ


كان من الصعب على فتاة مادية كريناتشي أن تفهم ما ذكرته كيران... لكن كيران بصميم فؤادها مؤمنة بشيء واحد تغير في ابنها وهو قلبه



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس
  #568  
قديم 08-15-2014, 04:45 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




- أنا ذات حظ عاثر



- ما الأمر ميدوري؟


- أنا بخير "نانابا"


كانت تلك الخادمة المدعوة نانابا تحاول معرفة ما يدور بعقل ميدوري والتي كانت تجلس على العشب متوسطة الشراشف البيضاء وهي تنوح كطفلة
عينيها الكبيرتين ممتلئتين بالدموع المنهمرة تنوح وتندب حظها
- لا أراكِ كذلك ميدو؟


- أخبرتكِ أنني بخير نانابا، اتركيني!


رفعت ميدوري إحدى الشراشف من الأرض ومسحت دموعها بها ثم أعادت النواح بصوت أعلى من قبل


على اثر هذا لم تفهم نانابا فاحمة الشعر ما ببال ميدوري فراحت راكضة على جناح السرعة إلى يوسان هامسةً لها...
- سيدة يوسان، لقد جنت ميدوري

- يال الهول!



وضعت يوسان يدها على صدرها وهي تستمع لنانابا وكيف تصف لها حال ميدوري بالتفصيل كما التمثيل... بأدق اللقطات


دون علم منهما كان هناك يستمع لكل كلمة في حوارهما، في بادئ الأمر لم يهمه الحديث، لكنه تعلق الآن بشخص مثير للشغب فراح مختبئاً خلف الجدار يسترق السمع
همس بوعيد
- ميدوري، سينتهي أمركِ أيتها الغبية


زم شفتيه بينما السعادة اتخذت موضعها على عينيه ليسحب خطواته نحو الجهة الأخرى وبسرعة كاد يسابق بها البرق وصل إليها ليجدها كما كان معها قبل عدة أيام عندما أسقطت حبل الغسيل عليه
- تبلين حسناً، بإهمالك اللامنتناهي آنسة ميدوري!!!


هذا ما كان ينقص ميدوري في هذه اللحظة التعيسة المحبطة والغريبة نوعاً ما


رفعت عينيها المحاطتين بهالة دالة على سهرها إليه

وجدته كما تخيلت تماماً مشبكاً ليديه بتجبر تام أبانت عليه حركة حاجبيه السوداويين الممزوجين بلمعة زرقاء بتلك التقطيبة المنزعجة
- ما بالك يوغامي، أنا لا أحبك، ألا تفهم... أتركني!!!؟

بماذا سيجيبها وقد ارتبك مكانه بفعل تلك الكلمات منها، هو لم يسألها


تراجع عدة خطوات أراد الهروب من كلامها... لكنه تذكر فنفى وعاد قائلاً بنبرته الصارمة المعهودة
- أفهم كل شيء... حتى دوام تذمركِ وإجباري على قول ما لا أحبذه معكِ أنتِ تجبرينني ميدوري



- إجبارك على ماذا؟؟


وضعت يديها على رأسها وهي تقف مترنحة وقد جفت دموعها بقدرة غريبة منها على مسحها

- آسفة، نسيت أن علي إعادة غسل كل هذا... آسفة لم أرد أن أغضبك بشأنـ...


لم تستطع ميدوري أن تكمل بسبب أنها أحست بانهيار كافة أطرافها وعدم قدرتها على التحرك بتلك الثانية فهوت ساقطة هناك مع ما جمعت من شراشف
لحظة لم تكن منتظرة بالنسبة ليوغامي الذي هب جالساً دون وعي أمامها يحاول إيقاظها
- ميدوري، لا تمزحي!


صفعها بخفة على وجنتيها لكن لم تتحرك بالأصل، هو لازال يذكر المرة التي تصنعت فيها الإغماء عندما اصطدمت به


الآن أمر مخالف تماماً والدال هو ما رآه تحت عينيها من هالات توضح التعب فيهما



كانت يوسان قادمة هي ونانابا لكن كلتيهما اندهشتا عند رؤية يوغامي جالساً فهرعتا نحوه فزعتين ليجداها هناك بين يديه يحاول إيقاظها
- ميدوري!!!


هتفت نانابا بفزع فجثت يوسان هناك أمامه وهي تسأله
- ما بالها يوغامي، ما بها ميدوري؟


- لا أعلم سيدة يوسان، كنت أحدثها فأغمي عليها فجأةً


رفعت يوسان يدها تبعد شعر ميدوري عن هامتها لتتحسسها قائلةً
- حرارتها غير مرتفعة...


همست لها
- ميدوري، انهضي... ميدوري


- سآخذها إلى غرفتكِ نانابا!


رفع نظره نحوها فقالت بتحشرج خشية غضبه

- لكــ... لكن اليوم هو يوم تنظيف غرف الخدم أيها الرئيس


نظر نحوها بشيء من الحسرة فوجهها شاحب مصفر أشبه بأن خالٍ من الدم، شعر بكونه جزءاً مما حصل لها الآن، لكن لمَ هو بالذات؟
- غرفتك، لازالت كما هي ولم نقم بفتحها لحد الساعة


حولت نظرها بسرعة منه إلى ميدوري، بدا أنه لا حل آخر لهذا
- حسناً خذاها إذاً إلى غرفتي


لا يرغب بأن يحملها وعند استيقاظها تظن بأنه بطلها الخيالي، فكر بتلك الطريقة لكن نظرات كل من يوسان ونانابا جعلتاه يعدل عن قراره ويحملها مرغماً


هب واقفاً بها، أحس بأنها هزيلة مقارنةً بما ظنه... لم يدم التفكير على حاله


استغل ذلك ليتوجه بخفة منطلقاً نحو غرفته متجاهلاً استفسارات كل الخدم هناك، يكره ذلك أن يظن أحد بأنه شخص متعاطف رغم صرامته التي يظهرها أثناء إصداره للأوامر




- يوكي! هل تملكين أبناءً؟؟


- لا، لم أتزوج بعد


منذ ساعة تقريباً وتامينا تجلس مع هذه العجوز، لقد تأخرت عن موعدها بأكثر من ساعة ونصف، وبالتأكيد حققت انتقامها وأزيد عنه للسيد لوكا


في الحديقة تجلس معها على المقعد تراقب الصمت المحيط بها وبالعجوز الثرثارة بجوارها، في أول محادثتهما تامينا بدت الشخص الأغبى، فلا علم لها بمن تكون يوكي هذه؟؟


لكن بعد توطد المرأة الكبيرة بالسن أمامها في الكلام علمت من هي يوكي... يوكي هو((عنوان لسلسة أفلام قديمة)) تتمحور أحداثها حول فتاة شابة تدعى بـ"يوكي" وهي تشبه تامينا شبهاً كبيراً لذا فالعجوز ظنتها نفسها ومن هذه الاستنتاجات التي عرفتها تامينا علمت بأن العجوز مصابة بالخرف وقد قابلت نفس المرض مع جدتها قبل بضع سنين أي أنها متمرسة بمسايرة مرضاه فأي حركة مراوغة مع هذه العجوز ستؤثر على حالة أعصابها...
- ألن تذهبي إلى بيتكِ جدتي؟


- كنت أبحث عنكِ يوكي لتذهبي برفقتي إلى البيت ونحتسي الشاي معاً


- أين هو بيتكِ جدتي؟؟


نظرت تامينا ليدي العجوز الخاليتين عدا عكاز لترتكز عليه ولا شيء آخر... تقدمت منها تحاول أن تستمع إليها وهي تهمس
- بيتي ليس هنا


- ألا تذكرين طريق العودة إليه؟؟


تمنت تامينا في تلك اللحظة أن تعرف من هو المسؤول عن هذه الجدة لتبرحه ضرباً أياً كان سنه أو مستواه، احتارت من برودة أعصابه لترك شخص طاعن بالسن يجوب المدينة سيراً لوحده... تذكرت موقفها عندما أنقذتها وقادتها معها إلى الحديقة

زفرت بملل وعادت تشير إلى الجدة تقول
- ألا يوجد في جيوب معطفكِ شيء يدل على بيتكِ؟


أدخلت العجوز يديها إلى جيب معطفها الطويل وراحت تخرج ما به من نقود وأوراق وصورة مطوية بدا كأنها قديمة
- هنا


أخذت تامينا الأوراق وبحثت فيها حتى وجدت مساراً مرسوماً بخط اليد للبيت... أي أن أبناء هذه العجوز يعون جيداً بأن أمهم ستضيع بيوم ما عن طريق بيتها.


أخرجت نفساً شبه مرتاح وهي تستوعب أنها أخيراً ستتخلص من مشكلة هذه المرأة بينما شحنت في نفساً الكثير من الاتهامات والأقاويل والأحاديث وربما إن توصل بها الأمر لضرب أبناء هذه العجوز المريضة
لم تستطع تامينا أن تمنع فضولها من إلقاء نظرةً على تلك الصورة المطوية فهربت يدها ناحيتها وأخذتها بسرعة
- من هذه؟


همست للعجوز فردت دون أن تنظر للصورة أصلاً
- إنها ابنتي التي ذهبت وتركتني


أعادت تامينا عينيها تتفحص صورة تلك الطفلة التي قارب عمرها سبع سنوات، كانت تمتلك شعراً بنياً كما عينيها الواسعتين المميزتين برموش كثيفة وابتسامة تتربع على ثغرها، بدت شخصاً مرحاً بزي المرحلة الابتدائية... تامينا تعجبت عندما قالت العجوز ذلك، فقبل قليل تكلمت بصيغة المذكر أي عن فتى والآن تقول أن هذه الفتاة التي في الصورة هي ابنتها التي تركتها
استغربت ذلك وحاولت أن تستنتج بأن العجوز هي أم لابنين عاقين لها
بعد مدة من إمساك الحيرة بالمكان تركته فرفعت العجوز عينيها الزرقاوتين بتساؤل قرأته تامينا منها
- ستعودين معي يوكي؟


- آه، أجل سأعود


بخفة جمعت ما كان على الكرسي بينهما لتعيدها إلى العجوز عدا تلك الصورة القديمة
- ابنتي ليست هنا لذا خذيها يوكي!


تحيرت تامينا فجال بخاطرها ربما أن الفتاة ماتت... وهذا يفسر أنها تركتها
أخذت الصورة من بين يدي العجوز المرتجفتين ووقفت لتضع يد العجوز بين يديها وتأخذ بها إلى الطريق الذي تتبعت مساره من الخارطة




خرجت من المقصف حاملة طعامها بيدها لتذهب وتجلس لوحدها في الحديقة المتوسطة للثانوية، مللت من أحاديث زميلاتها حول الشبان وروعتهم وما يمتلك ذاك وهذا وما يفتقده هذا والذي هناك...

لكن شيئاً ما شوش تفكيرها عنه بعدما رأته يتحدث مع نفس الفتاة التي كانت معه البارحة، فتساءلت وتساءلت عن أي قرار وعن سبب مشاورة الفتاة له.


أخرجت فطيرة وبدأت بأكلها بهدوء لوحدها دون أي شخص يزعجها، صحيح أن المكان بارد قليلاً بحكم أنهم بنهاية فصل الخريف، لكن كانا لم تشعر بأي رغبة في الدخول مخافة تزاحم أفكارها من جديد
- من الغباء أن تأكلي هنا لوحدكِ دون شخص يشاطركِ!


- ومن الغباء أن تتهرب عند اعتذار فتاة منك!


- من الغباء أن تعرفي من أكون دون أن تري من أنا


- الشبه بينك وبين شقيقك واضح حتى للأعمى فكيف لي!


جلس مقابلاً لها على المقعد، أخرج نفساً متأنياً متجاهلاً آخر ما قالته ومنتظراً لها أن تنهي أكل شطيرتها والتي تماطلت في ابتلاعها متغاضيةً النظر في وجهه بعد آخر مشادةٍ لهما

- لست هنا لأنقاشك بمسألة مشاعرك نحوي فقد نسيت كل شيء


تلعثمت بما وضعته في فمها فغصت وحاولت ابتلاع ما بفمها بجهد جهيد فأسرع هو لإخراج قارورة من كيسها وفتحها

- يا لكِ من طفلة كان عليكِ التريث قبل الحديث


أخذت القارورة من عنده وشربتها على عجل
- حسناً، وما هي المسألة أيها المتناسي، أنا لمْ أنسى أي شيء إن كنت كذلك


استعاد هدوءه رغم الجو العكر المصاحب لكلامهما فشبك يديه على صدره ناظراً لها بجدية بينها رمته بنظرات تشكك حول جلسته هذه أمامها
- ما الأمر ساناتو؟؟


- الأمر هو أنه هناك رحلة نظمها نادي الجمباز في الثانوية


- المطلوب؟؟؟ مني


أشبه بتغير عاصف من الخجل إلى الجدية ومن الأمر إلى الطلب، كل أوراقهما الآن باتت مفضوحة لكليهما فلا شيء يسمى بورقة رابحة إذ أنه بذات الوقت سيكون غشاً طغى على مشاعرهما

صمت داهمهما عند سؤالها فرد عليها بجدية
- المطلوب منكِ هو إعلام طلاب صفكِ


هذا غير بديهي لها، بعد حوار الأمس البارد
كان عليه أن يجد شيئاً أكبر ليتحدث عنه خصوصاً تجاهله المربك لمشاعرها


راحت ضحية اتخاذ قرار أغلبية إجابته هو هزة رأس فقط وفعلت ذلك بكل أناة
- اعتبر الأمر تم على أكمل وجه، بالمناسبة وبما أنك أتيت أرغب بسؤالك


دار حوار بينه وبين نفسه على أنه سيغادر المكان فقد غدا الهواء خانقاً لما كبته في معمعة عواطفه


بحركة سريعة حول نظره نحوها
- تفضلي، لكن أسرعي لا أملك كل الوقت معكِ


- كيف كان موعد البارحة؟


أشبه برمية ناجحة كانت قد ظفرت بفوز صعب بسؤال مار جعلها تفكر به ليلتها
- أي موعد؟؟


أراد الكذب لكن ما من مهرب أمامه وقد حشرته بزاوية سؤال فارغ مملوء بالاستفهامات بنفس الآن

- أقصد ذاك الموعد، موعد فحسب كنت قد سمعتك تتحدث عنه بالأمس قبيل مغادرتك


كانت ترسم دوائر وهمية بإصبعها على سطح الطاولة في المسافة التي بينهما، تشعر بالغرابة حيال ما قالته لكنها لم ترد النظر إليه مباشرة فهذا بحده تحدٍ


أجاب بعد صمت دام لبضع ثوانٍ عدتها ساعات في نفسها

- الموعد، كان لزيارة جدي مع شقيقتي الصغرى


وقف بسرعة تحت اتساع ابتسامتها فما فكرت به تلاشى بمجرد نطقه وإن كان كذباً منه فقد صدقته بالواقع


أخذ نظرة واضحة على أنها بدأت تكن له بعضاً من المشاعر أيضاً لربما تحسنت علاقتهما مع الزمن، فابتسم كذلك وهتف بسكون مغادراً
- إلى اللقاء، كانا


التفت لوجهته فوقفت هي وردت عليه دون أن تعلم إن سمعها أم لا
- شكراً لأنك سمحت لي بالكلام معك


لطالما أحست بأنها فتاة اجتماعية تستطيع الكلام مع أي كان، ولكن حاجز التحدث مع الفتيان بدا من الصعب عليها تجاوزه وبدا كذلك بأن ساناتو أهداها فرصة لا تعوض ورحل رغم أن حديثهما لم يكن سوى بضعة كلمات لا غير






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس
  #569  
قديم 08-15-2014, 04:47 PM
 
حجززززززز الاولى
رايـآن likes this.
رد مع اقتباس
  #570  
قديم 08-15-2014, 04:47 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_1414078606561283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


- أشعر بالصداع... صداع شديد!!

وضعت يدها على رأسها وهزته تنظر إلى ملامح يوسان القلقة حيالها


رفعت يدها بإعياء لترشف رشفةً أخرى من عصير الليمون الذي أعدته لها نانابا أثناء فقدانها لوعيها
- ما الذي تشعرين به الآن ميدوري؟

- لا شيء غير الصداع، أشعر بأن رأسي سينفجر بأي ثانية

هبت يوسان واقفة وخرجت بسرعة وهي تهتف دون الالتفات لميدوري
- استرخي الآن، وسأعود إليكِ بالدواء

أنزلت ميدوري كأس العصير بين يديها تراقب سكونه كما سكون تلك الغرفة، إلا صوتٌ ما فيها إنه أشبه بصوت مواء قطط صغيرة
بعد أن دار بخلدها هذا رفعت رأسها تنظر إلى زوايا الغرفة التي طغى عليها الهدوء والسكينة كما ملامح صاحبها

أنزلت عينيها تتحسس السترة السوداء التي كانت تغطيها، إنها طويلة ومن الواضح بأنها لخادم مميز، شخص ما وهو رئيس الخدم
عبرت بخيالها بحاراً من التساؤلات، وقطعت بذلك أشواطاً من العقبات بين المكان الذي كانت فيه عندما أغمي عليها والآن هي جالسة على فراشه في غرفته
- إنها غرفة يوغامي!!!

تيقنت من ذلك عندما رفعت سترته وقلبتها بحيرة

وضعت كأس العصير على الطاولة بجانبها ثم أعادت وضع السترة على قدميها
اتضح بأن الخدم وصلوا إلى غرفته ولكنهم أخذوا غطاءه فاضطر بهذا أن يضع سترته كبديل لكنه لم يضع أي شيء عداها، كان بإمكان أي شخص آخر مكانها أن يشعر بالبرد، فسترة لوحدها لا يمكن أن تقي من هذا الجو المرعد للفرائص
لكن لميدوري وجهة نظر أخرى، رغم البرد فهي لم تشعر به، أحست بالدفء لمجرد تفكيرها بأن يوغامي قد غطاها بسترته وتركها تمكث في غرفته الخاصة.

طرق الباب ليخرجها من تفكيرها ومن وجع رأسها وهمها
- هل بإمكاني الدخول؟

كان طرق الباب فيه شيء من الحرج والتردد وصوته كذلك
لم تتردد هي بالإجابة
- أجل، غرفتك وتستأذنني!!!

نكس رأسه أسفلاً وولج إلى الداخل بقي صامتاً لم يتحدث وكأن وقفته تلك تعبر عما في باله من مناوشات حول أخبارها
نظرت إليه وكم أعجبتها هيئته وهو دون سترته الطويلة التي تميزه، قميصه الأبيض رافع لأكمامه كما وأنه كان يعمل قبلاً وكذا بزته السماوية الباهتة... منظر تعلقت به عينيها بينما هو لا يدري بما يبتدئ كلامه معها

تحدث متحشرجاً
- أنا، أتيت لأخذ القطط وإطعامها

رفع نظره إليها بصرامته لكن ملامحها باهتة، كانت كلماته قد خانته وهربت فأسرع هو بفعل ما لم يأتي لأجله
أخرج الصندوق والذي يعتبره بيت قططه ثم هم بالمغادرة
- أنا بخير يوغامي، وشكراً لك

- هل أتصل بالإسعاف؟؟

التفت ناحيتها بعيون متعجبة جعلته أكثر جاذبية فأشاحت وجهها عنه إلى كأس العصير، كان لكلامها مفتاح لخروجه من حالة ارتباكه وجعله يتحدث معها بأريحية أكثر
- لا، لا ضرورة لذلك أبداً

- حسناً شأنكِ، لكن عليكِ الحذر أكثر

صمت قليلاً قبل أن يخطو خطوةً أخرى ثم قال
- لمَ لمْ تخبريني عن حالتكِ الصحية! كنت سأتفهم الأمر

- لم أستطع ذلك، كل شيء كان سريعاً؟؟

حتى هي لا تعرف كيف ولمَ أغمي عليها

أراح أنفاسه بأن أخرجها بزفرة متنهدة ومضى للباب ليصادف يوسان التي دخلت معاكسة له والتي لم تحتر من زيارته فحتى وإن كان كذلك فهو يحمل قططه العزيزة ليطعمها كعذر واضح للجميع غيرها
- خذي، كلي هذا وستشعرين بالتحسن بسرعة

أخذت ميدوري كأس المياه وقرص الدواء من عند يوسان
- ما الذي حصل لكِ يا ابنتي؟؟ أظن أن سبب إغمائك هو تفكيرك واختزان عقلكِ لأشياء وقعت سابقاً

أماءت برأسها إيجاباً ثم ابتلعت الدواء لتكمل يوسان عنها
- والآن هل تحسنت حالتكِ النفسية؟

يوسان تعلم بأن ميدوري تمتلك قلباً كبيراً فهي لا تتكلم أثناء عملها، وتمضي بجد عندما يحتاجها شخص ما وتتحدث مع الجميع وأحياناً تقوم بمساعدة الخدم وعلاقاتهم كذلك.

وضعت يدها على يد ميدوري التي بقيت مشدوهة بمكان آخر وزمن آخر غريب عنها
- أفرغي همومك قبل أن تأخذكِ؟

ابتسمت ميدوري ناظرةً إلى يوسان، كشخص ذاق تجربة مماثلة فبدأت برواية قصتها

تلك كانت دقائق تعجبت فيها يوسان من كل شيء، من عائلة ميدوري إلى قرار والدها وآخر حدث هو مشاعرها نحو يوغامي
طرق الباب لتصمت كلتيهما عن الكلام
- أدخل

تلفتت يوسان إلى الباب وهي تنتظر الداخل منه
- مرحباً، كيف حالكِ ميدوري؟؟

- بخير

كانت تلك كحيلة الشعر وزيتونية العينين نانابا، فتاة بعمرها تقريباً لكنها تدرس بالجامعة وبما أن اليوم خالٍ من المحاضرات فهي لم تذهب
ثرثارة وتحب الكلام كثيراً، تعمل في قصرغاكيجاوا منذ قرابة ثلاثة أشهر فقط لكنها كسبت الجميع وتعرفت عليهم رغم قصر المدة، يوغامي دائم الصياح بوجهها وتوبيخها، يخبرها بأنها لو امتلكت نفس القدرة على العمل مثل نفس مقدرتها على الثرثرة لكانت كيران قد طردت كل خدم المنزل واستغنت عن تواجدهم

جلست على حافة السرير مقابلةً ليوسان حيث قالت مستغربة مما يحدث
- أتعلمان أمراً!!

كلتيهما هتفتا بترقب
- ماذا؟؟!!

يوسان تعرف بأن أخبار نانابا دائماً ما تكون حصرية وغريبة تثير التساؤلات وكذلك ميدوري التي أوقفت كل شيء في عقلها
- يوغامي

قاطعتها ميدوري بلهفة
- ما به!!؟

- لقد منعني من أن أنهي عملكِ عندما أردت إعادة غسل الشراشف

- هذا فقط؟؟

قالتها ميدوري بسخرية ظنت أنه خبر حارق جديد، لكنها لم تستمع للباقي
فأكملت نانابا بحيرة شديدة وهي تشرح لهما
- لقد تبعته وهو من أعاد غسلها بنفسه وكذلك وضعها على حبال الغسيل، بربكم أرغب بأن أفهم ما هذا التصرف الغريب؟؟أهناك عاصفة ستهب بنا

وضعت يدها على رأسها في حين أن ميدوري أدارت عينيها المنبلجتين بدهشة نحو يوسان المبتسمة
استطاعت ربط تساؤل رفعه لكم قميصه وكذا خبر نانابا ضحية الصدمة
- أمر عادي، إنه يهتم

- بمن!!

هتفت نانابا بغير إدراك تنتظر إجابة يوسان فقالت يوسان بسرعة محت بها كل التوقعات
- يهتم بأمر الخدم، شيء عادي فهو رئيس الخدم هنا



بيت بعد آخر كانت تمضي معها آخذة بيدها وتواسيها على فقدان ابنتها كما ذكرت منذ مدة
لو علمت تامينا إلى أي مكان كانت ستذهب لما خطت خطوة أخرى برفقتها، ولكنها مضت تسير دون رادع
- جدتي، أظن أننا وصلنا!!

- يوكي، هذا هو بيتي إنه هو عزيزتي

رفعت عينيها نحو مدخل البيت، بدا بيتاً حديثاً ذا هندسة عصرية
ابتسمت وتقدمت نحوه، طرقت الباب لعدة مرات وانتظرت ليفتحه أحدهم
رفعت رأسها للافتة الملاصقة بالباب، قرأت الاسم المرفق بها مستغربة ومتذكرةً "الدكتور تاكيشيما تيزن"

اتضح لها أن الاسم الأول مشابه لبعد كبير لإسم لوكا فضحكت لكونها توقعت هباءً أنه بيته ولأنه ما من أحد فتحه فولت أدراجها مع العجوز التي لم تهتم للأمر
- هل سنذهب إلى بيتكِ يوكي؟

قالتها العجوز مترقبة لإجابة مقنعة
- أجل جدتي

لا مفر لها غير المتابعة، في مثل هذه الحالة أرادت الذهاب بها إلى أقرب مقر للشرطة لأجل أن يتولوا أمرها حتى مجيء أحدهم لكنها عدلت عن ذلك فهو ينقص من شأن نفسها الأبية فقررت العودة نحو البيت والبقاء هناك حتى وقت لاحق، لعل من في البيت يعملون وسيعودون

ولت أدراجها إليه ثم جعلت العجوز تجلس على عتبته وجلست معها

تتحدث وتتحدث عن يوكي تلك وتامينا بدأت تصدق وتلعب الدور على أنها هي


دقائق مرت قبل أن تقف أمامهم سيدة بدت في أول الأربعينيات من عمرها ذات قامة قصيرة ممتلئة وظريفة بحتةً

قالت بسعادة ضامة لكلتي يديها
- سيدة كلارا

وقفت تامينا بسرعة مبتعدة عنهما وطرفت عينها نحو القصيرة التي أتت بغرابة
هتفت لمرة أخرى وهي تساعد العجوز في الوقوف
- سيدة كلارا لقد قلقنا عليكِ أين كنتِ طوال اليوم؟؟

فهمت تامينا من هذا بأن تلك السيدة التي كانت برفقتها تدعى كلارا فهزت رأسها معيدة لنظرها نحوهما

تلفتت العجوز بغير صبر باحثة عنها
- يوكي، أين هي يوكي... ابتعدي عني أنتِ لا تشبهين يوكي؟؟!! لا تشبهينها؟

شدهت السيدة أمامها فأدارت عينيها نحو تامينا المفزوعة من ردة فعل العجوز حيالها

قالت بتردد
- سيدة كلارا، أهذه الفتاة هي يوكي!!؟

أكملت بهمس تزم شفتيها
- يال المصيبة

- مرحباً سررت بلقائكِ، والآن عن إذنكما سأنصرف

انحنت تامينا أمام السيدة القصيرة وأسرعت للالتفات لتغادر عنهما فلم تنتظر الثناء أو حتى أن تعاتب من ترك هذه المسنة لوحدها، تظن بأن تلك العجوز لن تتركها وقد تلتصق بها لذا فالهرب أسلم من أن تورط نفسها من جديد

بآخر لحظة أحكمت الإمساك بها
- يوكي ستبقين برفقتي

- إنها ليست يوكي سيدة كلارا

بابتسامة قالتها فردت العجوز بتجهم معيدة لتامينا معها
- بل إنها هي "هينا"، افتحي الباب، سآخذ يوكي إلى غرفتها لترتاح لقد تجولنا معاً اليوم

ابتسمت تامينا بود وتلفتت تهمس بخفوت نحو هينا التي أخرجت المفتاح بأمر من سيدتها
- لا تقلقي سأتدبر أمري معها

رمتها بالمثل وبحركة سريعة عاكست هيئتها فتحت هينا الباب لتلج المنزل، كان بيتاً متوسط الكبر

ذو تصميم عصري أنيق لعدة ثوان نسيت تامينا نفسها فمضت مع العجوز تمسك بيدها

قطعت هينا الصمت بقولها
- سأخبر السيد بأنكِ بخير سيدة كلارا



- هكذا إذاً، إن تحسنت حالتها اتصلي بي مجدداً أخبريها بألا تُقلق شأنها بالأمر... فكل شيء سيحل إلى اللقاء كانا، اعتني بها جيداً

أغلقت الخط لتطلق تنهيدة آسية على ما آلت إليه حال ميدوري فالأخرى نائمة الآن في شقة كانا بعد عودتها وبهذا اضطرت لعدم الذهاب إلى مينابو كما كان متفقاً فيما بينهن

وضعت الهاتف جانباً وتوجهت نحو مطبخها تفكر بأمر ما لم تعي ما هو، فقط تفكر

تشعر بأن المستقبل بات قريباً بعيداً في نفس الوقت
بين يديها وخارج متناولها... لا تستطيع القرار والاختيار، بين ماذا وماذا؟؟

أخرجها من دوامة أفكارها صوت جرس الباب فأسرعت نحوه متسائلة عمن يكون يا ترى؟؟
وكاحتياط سألت
- من هناك؟؟

- إنه أنا افتحي الباب وكفاك اصطناعا للخوف مينا

نبرة صوت ضجرة ومنكسرة وتكاد تصيح غيضاً
بسرعة فتحت الباب ناطقة بدهشة منقطعة
- تامينا؟؟

كانت تضع قلنسوة سترتها على رأسها حتى أن ملامحها لم تظهر

نبرة صوتها هي الشيء الوحيد الموحي بحالها
دخلت بسرعة وخلعت سترتها ورمتها بإهمال على المشجب مع حقيبتها لتلج الصالة وترتمي بثقل أرهقها على أول أريكة قابلتها

توجهت نحوها مينابو عندما لاحظت تجهم ملامح وجهها الفاتنة على غير العادة... تامينا لم تزرها أبداً هي تعرف العنوان من عند ميدوري، فلم تبدي رأيها حول المكان الذي تقطن به الآن

وهذا المفترض به أن يحصل... وتمزح بسماجة كما كانت
بالتأكيد ما وقع هو شيء أكثر من أن تتجاوزه هذه الروسية بتلك الطريقة

جلست بجوارها وقالت بتساؤل
- ما الأمر تامينا؟؟!

- لا شيء عزيزتي مينا، أمر تافه لا غير

- تافه، ليس من عادتك ذلك، أقصد أن تكوني هكذا

زفرت تامينا بملل مشيحة بوجهها إلى الجهة الأخرى بعيون ذابلة ناكرة متكتفة اليدين
- حسناً، إذاً... إذا رغبتي في أن تعرفي فأحضري لي عصير ليمون؟

- أجل سأفعل لكن لا تماطلي أرغب في معرفة كل ما حصل معك

ركضت مينابو إلى المطبخ ومن فرط حماسها عادت مع كأس عصير في أقل من عشر دقائق

في تلك الأثناء رتبت تامينا كل ما كانت ستقوله عما أصابها اليوم من مفاجئات حسبتها هي فاجعة حالت بينها وبين مبتغاها

أخذت العصير من عندها لتجلس مقابلة لها هذه المرة تترقب بعينيها المتسعتين براءة كل ما ستتفوه به تامينا
- حسناً كل ما حصل كنت أنا الضحية به

- أجل تابعي دون مقدمات

أخذت تامينا رشفة أولى وقالت بتأني
- هناك شخص يدعى لوكا، إنه مصمم...

- هذا جيد؟؟

هتفت مينابو بحماس فأخمدته تامينا ببرود مكملةً
- دعيني أنهي

شبكت مينابو يدها على صدرها لتكمل الأخرى كل ما بدأت به حتى وصلت إلى أكثر لحظة خانتها بها الأقدار
- لقد اتضح فيما بعد بأن السيدة كلارا تلك العجوز التي وجدتها... هي زوجة والده الأجنبية

- يال الهول!!!

أمأت تامينا برأسها ووضعت الكأس جانباً ثم قالت مكملةً
- والأدهى من هذا بأنه عاد ليجدني في بيته، لقد تأخرت عنه لأزيد من ثلاث ساعات ولم أرد على مكالماته لأنني قد عرفت بيته وأنا فيه فلمَ أقلق نفسي

- أي أنكِ انتقمتِ منه!

- أجل كان هذا لصالحي لو أنه لم يهددني بدفتري، لقد رفعه أمامي وأراد تمزيقه

ضمت مينابو يديها إلى صدرها تفكر بشيء ما ثم هتفت
- أي أنكما الآن بتعادل

بملل حركت عينيها نحو السقف وهي ترد
- لم يستمر هذا التعادل لقد طلبت مني السيدة كلارا البقاء معها... وكان هذا نقطة لصالحه ليضع الشروط

- هذا رائع

عقفت تامينا حاجبيها بعد تعليق مينابو الغريب فقالت بسرعة غير آبهة
- أي شيء الرائع، لقد انقلبت حياتي وذاك اللوكا اللئيم غير راض بأن أبقى، وكأنني أنا أرغب بأن أنظر إلى وجهه كل يوم وكل صباح، سأصاب بالجلطة من مجرد التفكير

- إذاً أي شرط قد طالبك به إن لم يكن راضياً

- تعاهدنا بأنني إن بقيت معه لشهر، لا يقترب مني ولا أقترب منه سواء بكلمة أو بحركة فإنه سيسلمني الدفتر، وفي الحقيقة هذا أمر ثانوي بالنسبة له... الأساسي هو ظن زوجة والده السيدة كلارا بأنني يوكي، وهي مصابة بالخرف وذهابي قد يجعلها تصاب بالكآبة والانهيار لأعصابها... في النهاية سأراجع كيران، فبنفسي لا أزال غير واثقة لكن الأمر مرتبط بالعجوز
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_08_14140786097449721.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






















[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور الانمي kaichou wa maid sama cao pi صور أنمي 19 02-10-2015 08:40 PM
مجـــــرد خادمــــــة E V A أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 11-06-2013 10:28 PM
Kaichou.wa.Maid-sama ^^ الاميره هينا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 04-18-2012 07:31 AM
||~.. Kaichou wa Maid-sama_Avatars ..~|| ღ« يكفي عتب « ღ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 06-19-2010 05:51 PM
|~ْ Kaichou wa Maid-Sama ْ~| © مَـنـتـوهـيْ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 46 04-28-2010 05:18 PM


الساعة الآن 06:37 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011