عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2013, 04:44 PM
 
رواية مذهلة ~ قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاملة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


بسم الله الرحمن الرحيم
اسم الرواية : قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي


قطار منتصف الليل
،،




الساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربعاً،الجو المظلم والسحب الداكنة تغطي السماء منذرة بهطول الأمطار الشديدة .. ومن بينركام المدينة التي أثقلت كاهلها الحروب، اندفعت فتاة وحيدة تركض مسرعة وهي تقفز فوق صخرة أو أخرى محاولة عدم التعثر في الأنقاض ..
"يجب أن أسرع، سوف يفوتني قطار تلك السنة "


من بعيد لاح شبح القطار الذي يقف في المحطة التي تحطمت أجزاء كبيرة منها ، لم يكن هناك أي بشرٍ سواها، واقتربت كثيراً وما إن سمعت صافرة القطار العالية التي تنبيء عن الاستعداد للتحرك،حتى تعثرت وسقطت في الأرض الموحلة، لم تتباطأ للحظة عادت تحمل حقيبتها الصغيرة ووقفت مجدداً لتمسك بمقبض الباب وتضع فيه تلك البطاقة الصغيرة ليفتح ...
وعندما أقفل الباب، كان القطار قد بدأ في التحرك بالفعل ولهذا استندت بكتفها على احدى الاعمدة المعدنية بداخل القطار وهي تلتقط أنفاسها وتعانق حقيبتهاغير مصدقة بأنها لحقت بقطار منتصف الليل .


_-_
آممم يوجد أخطاء يعني حروف متشابكة مثل:
استندتبكتفها عدلتها ترا
للأمانةة منقوول :wardah:





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 05:12 PM
  #2  
قديم 06-08-2013, 04:58 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


(1)

اقترب أحد موظفوا القطار الذين يرتدون نظاراتٍ سوداء وتكلم قائلاً:
- سيدتي ، لاتوجد غرفٌ شاغرة بالقطـار . ولكن ربما نعثر لك على واحدة بالمحطة المقبلة .


تساءلت في نفسها :
" هذا غريب، لقد ظننت بأنه لن يكون مزدحماً .."

تابع الموظف وهو يشير إلى كرسيّ صغير بالقرب من البوابة :
- يمكنك الجلوس هناك حتى اقتراب المحطة ، سوف نصلُ بعد ست وعشرون ساعة .

مشت ببطء حتى الكرسي، وجلست بدون أن تقول شيئاً، أكثر من يومٍ كامل .. هو فترة طويلة بالنسبة لها لكي تجلس على ذلك الكرسي بدون تغيير وضعها!

نظرت من النافذة الزجاجية الكبيرة إلى الخارج، كانت الأمطار قد بدأت بالهطول بشدة، ظلت تنظر مودعة إلى بلدها التي عاشت فيها تلك العشرون سنة الماضية بأفراحها وأتراحها .. تذكرت كل شيء فقدته ، وكل الناس الذين ماتوا أمام ناظريها، لطالما أرادت الهروب بعيداً .. إلى حيث لا يجدها أحد .. ومع ذلك فكلما فكرت في هذا، شعرت بالخوف وأرادت أن تبقى في المكان الذي ولدت فيه .. بجانب الذكريات المتبقيّة.

لكنها اليوم ..

قررت أن تهرب، تهرب من نفسها ومن ذلك المكان المظلم .. من تلك الوحدة الرهيبة التي تحيط بقلبها والبرودة التي تعصف بحياتها فتجعلها بلا معنى ..

شاهدت أنعكاس وجهها الجميل على الزجاج، مع شعرها القصير المتناثر بسبب الركض، ابتسمت وهي تحاول أن ترتب شعرها ثم أومأت لنفسها، نعم من الآن سوف تبدأ بداية جديدة هادئة .

دخلت إلى دورة المياه وقامت بتنظيف ملابسها التي اتسخت من الوحل، كان يبدو القطار هادئاً، كيف يمكن لقطارٍ مزدحم أن يكون بهذا الهدوء؟ ذلك الهدوء القاتل، سبب الخوف لها ..
فبدأت الوساوس تدور في رأسها حول اشياء مرعبة يمكن أن تحدث لها وهي وحيدة بالقطار!
حاولت طرد تلك الوساوس الغريبة وهي تجلس على مقعدها بصمت، كانت الساعة في القطار تشير بان ساعة واحدة قد مرت، تنهدت وتململت في مقعدها فأكثر ماتكرهه هو الانتظار !
وبعد مرور فترة طويلة ، تسلل النعاس إلى عينيها فغفت على المقعد .
--------------
"يبدو المنظر رائعاً من هنا. هل هي بلاد الثلج؟"

جلس في مقعده وهو مأخوذ بالنظر من النافذة، كانت ملامحه تبدو هادئة لكنه كان مثاراً بشدة من داخله، شعر بالملل من البقاء داخل المقصورة الضيقة ، فأخذ يتطلع يمنه ويسرة محاولاً اكتشاف شيء جديد ..
وضع رجليه فوق الطاولة وأسند رأسه على الكرسي وبينما يحدق في السقف بملل إذا به يرى شيئاً غريباً حول المصباح الصغير المثبت ! كان هناك سائل أخضرٌ لزج على وشك السقوط على رجليه الممدة بشكل قطرات ..

وقف على الأريكة الصغيرة وهو يمسك بالمصباح، ولكن يده اليمنى التصقت بذلك السائل الأخضر الذي كان ساخناً!
"ماهذا! مقزز"

خرج على الفور وهو يركض لكي يغسل يده ولكنه توقف فجأة ينظر أمامه ..
كانت هناك فتاة نائمة على الكرسي لوحدها، تضع يديها فوق بعضها ورأسها يميل قليلاً إلى الجهة الأخرى ، وقف يتطلع مشدوهاً .. "أليس لديها مقصورة، لماذا تنام هنا؟"

كان ينظر إليها وهو يفكر ولكنها فتحت عينيها ثم انتبهت على حقيبتها ونظرت نحوه فجأة!
شعر بالخجل الشديد لأنه كان يحدق إليها أثناء نومها فاندفع يركض في الممر واتجه نحو دورة المياه ليغسل يده ..
"أين حقيبتي؟! لقد !! سرقها ذلك اللص!!"

هذا الشيء الوحيد الذي تبادر إلى ذهنها عندما لم تجد حقيبتها في أي مكان، واندفعت تركض خلفه وهي تصيح :
- توقف أيّها اللص!! توقف!

سمع صوتها وهي تناديه باللّص!! شعر بالذعر ودخل إلى دورة المياه الخاصة بالنساء بدون انتباه منه ..
لم يكن هناك أحدٌ بالداخل ولكنه وقف ينظر حوله وقبل أن يقوم بفعل أي شيء دخلت وهي تكمل صياحها:
- توقف هنا!! لن تتحرك قبل أن تعيد لي حقيبتي!! انها مهمّة جداً بالنسبة لي!

نظر لها وهو يفكر " يالها من مجنونة! كيف يعقل بأنني سرقت حقيبتها ويداي مليئة بذلك السائل الأخضر! "
- لماذا لا تتكلم .. هل انت أخرس؟!

كانت تنظر إليه وهي تفكر " لا بد بأنه أخفى الحقيبة هنا، ولكن ماهذا السائل الذي يغطي يديه؟"
نظرت حولها تعتقد بأن النجدة يجب أن تصل حالاً ، ولكن لم يتحرك اي شيء فالقطار ساكنٌ جداً!
وقفت معتدة بنفسها وقالت :
- هيّا، سلم لي حقيبتي وإلا ..
نطق أخيراً بتلكؤ :
- أ .. أنا لم أسرق شيئاً منكِ .. لقد كـ .. كنت فقط ..
قاطعته بحدّة :
- سوف أطلب الأمن ليعتقلوك، من الأفضل تسليمها بهدوء!

"لافائدة منها! إنها لن تصدقني ولو تكلمت لمائة عام .."
هكذا كان يفكّر .. واقترب منها بسرعة وهو يلوح بيده في وجهها شعرت بالذعر وتراجعت بظهرها إلى الخلف .. كاد يهم بالهروب ولكنها مدت رجلها فتعثر وهو يمسك بطرف ملابسها ..!
سقط الأثنان أرضاً ولكنها شعرت بالخوف وحاولت أن تقف فلم تستطع! كانت يده اليمنى ملتصقة بملابسها!!

"ماهذا الجحيم! " .. تحولت أفكارها لصرخات :
- ماذا تفعل!! اترك ملابسي!!

رفع رأسه وجلس وهو ينظر لها باستغراب ، حاول أن يسحب يده ولكن بلا فائدة! فقد كانت ملتصقة فعلاً! .. وتكلم بصوتٍ خفيض :
- إ .. إنها .. ملتصقة .
- ماذا؟
سحبت طرف قميصها بقووة ولكن يده لم تتزحزح!

كان يفكر " هل كان نوعٌ من الغراء؟ أي نوع من الغراء هذا الذي يلتصق في ثانية واحدة؟"
- اتركني ايها الوقح!
هي تشعر بالخجل الشديد .. لقد نسيت امر الحقيبة واصبح همها الشاغل ان تبعد يد ذلك الفتى عن قميصها!!

مر بعض الوقت بينما كان الاثنان يقفان بصمت وكل واحد ينظر في جهة. هو لا يعرف ماذا يفعل .. بالنسبة له كا الأمر مخجلاً ، لا يمكن أن يفكر في أي حل ويخبرها به بسهولة!
هي متضايقة جداً، تود ضربه وركله بعيداً لكنها لا تتحرك، كانت تشعر بالخجل أيضاً ولكنها تكلمت فجأة:
- من الجيد حدوث هذا حتى لا تهرب قبل أن تعيد حقيبتي!

نظر لها ببطء وقال :
- انا لم أسرق منكِ شيئاً فعندما خرجت من مقصورتي بسبب هذا الغراء كنتِ نائمة بدون أي شيء في يدك!
- إذاً من سرقها؟
- لا أدري أنا لم أر أي شخص في الممر!

عاد الاثنان للصمت وعندما حاول أن يسحب يده اقتربت منه قليلاً فتفاجأ وقال :
- آسف!
صاحت بقهر:
- لا تسحب يدك قبل أن تنبهني!!

شعر انه يريد ان يضحك، فالموقف كان مضحكاً حقاً، أدار وجهه للجهة الأخرة مجدداً وهو يكتم ضحكته وبعد برهة تكلمت قائلة :
- أنت، سوف اتمسك بهذا الباب وانت اسحب يدك.. افعلها بقوة !
تساءل بخفوت:
- ماذا لو انقطع قميصك؟

مجرد التفكير في الأمر جعلها تطلق صرخة مفاجئة فقالت :
- إذا سأغسل يدك من قميصي!
- لكن الجو بارد، كما أن هذا لن يفيد!
- أليست لديك حلولٌ أخرى إذاً؟

صمت قليلاً ثم قال :
- ليس لدي... ولكن يمكننا الجلوس في المقصورة حتى المحطة القادمـة، وبعدها نشتري أي شيء يمكنه ازالة هذا الغراء.

ترددت كثيراً .. وتساءلت بقلق:
- ولكن علي البحث عن حقيبتي، بها أشياء مهمّة.. ماذا سأفعل ؟
- نبحث معاً!
نظرت اليه .. من المقلق ان شخصاً غريباً يساعدها في البحث . وتكلم مجدداً :
- الجميع مازالو بالقطار. يمكننا أن نجدها إذا تكلمنا مع الحراس .
- لكن القطار يبدو فارغاً .
- تعالي ..

مشى الاثنان على التوالي ، أطبق يده على طرف قميصها وكأنه من يمسك بها، ووصلا إلى مقصورة القيادة .. طرق الباب عدة مرات ولكن لم يجب أي شخص وعندها تكلم :
- مرحباً، هل يمكنني الدخول؟
لم يسمع أي اجابة ولهذا، أمسك بمقبض الباب وبدأ يفتحه ببطء .
نظر إلى الداخل ثم اخرج راسه فتساءلت بخفوت:
- ما الأمر ..؟
- لم أر شيئاً! هناك ظلام حالك! يجب أن ندخل!

هزأت رأسها نفياً وقالت على الفور :
- لا !
تساءل باستغراب:
- لماذا؟
- لأن .. لأنه .. !
توقفت عن الكلام لفترة ثم قالت :
- لأنه لايجب أن ندخل هنا!

عادت بسرعة ومشى خلفها وهو يقول مدافعاً:
- لكن لماذا؟ تريدين العثور على سارق حقيبتك!
- سنجدهم في مكانٍ آخر! نعم ..

كانت تكلم نفسها وهي تتمتم بكلمات لم يفهمها ... بالأأحرى لم يسمعها! ولكنها كانت تبدو متوترة وخائفة، فكل ما حدث معها حتى الآن لم تتوقعه ولم تتخيله حتى!!
تكلم قائلاً :
- إذاً ، سنذهب إلى مقصورتي؟
- لا!
ظلت تسير في الممر الطويل وتمر بالغرف الصغيرة، الواحدة تلو الأخرى ولم تتوقف أبداً لكي تتحدث أو تتناقش في الأمر، وصمت مستسلماً وهو يسير خلفها وينتظر ماذا ستفعل ..
وصلا إلى نهاية القطار ثم رفعت يدها وضغطت على زر الطوارئ!
بدأ الجرس بالرنين في انحاء القطار بصوتٍ مرتفع فصاح معاتباً:
- يالهي! ماذا فعلتِ!؟
- لقد سرقت حقيبتي!! اليس هذا مدعاة للطواريء!

لم يجبها واكتفى بالنظر من خلال زجاج النافذة الخلفية للقطار، كانت واسعة جداً والمنظر رائعٌ من خلالها، كان القطار يسير بسرعة ويمر بالأراضي الثلجية البيضاء ..
تكلم باستغراب :
- لقد مرّت بضع دقائق وجرس الانذار يرن بلا مجيب!

بدأت تشعر بالخوف وهمست :
- ربما القطار فارغٌ من الاساس!
تذكرت فجأة وقالت :
- لكن هناك شخصٌ ما التقى بي و ..

توقف القطار فجآة فارتطم الاثنان بالزجاج ..
"ماهذا؟ يبدو بأن هناك شيء ما غريب في الأمر!" تساءل بسرعة :
- هل انتِ بخير؟
استعادت توازنها وقالت بصوت متعب :
- أجل.

سار للأمام وسارت خلفه وإذ بهم يرون ابواب القطار تفتح فجأة!! كانت الشمس قد بزغت تقريباً وامتلأت السماء بضوء النهار ..
لكن لم تكن هناك أي محطات! علاوة على ذلك، عندما انفتحت الأبواب بشكلٍ مفاجئ، دخلت الرياح الباردة وجعلت المكان مثلجاً!
عادت بسرعة وهي تقول :
- سأضغط على زر الانذار مجدداً!
ركض الاثنان بسرعة والهواء البارد يعيق حركتهما، ضغطت على زر الإغلاق ولكنه لم يغلق، حاولت أن تضغط بقوة ولكنه لم يجدي نفعاً ولهذا قام "هو" بضربه بقوة فعاد إلى مكانه وقفلت الأبواب ثم بدأ القطار في التحرك مجدداً!

" هل هذا يعني بأن القطار فارغ؟!" شعرت بأن دموعها على وشكِ النزول، قاومت نفسها ومشت ببطء .. لاحظ توترها فمشى بجانبها بدون ان يقول شيئاً ..
توقفت عند الكرسي ثم نظرت إليه وهي تقول بعصبية وجزع :
- ماذا؟ أليس هناك حلٌ لذلك الغراء!

نظر امامه وتكلم قائلاً :
- لا أعتقد بان القطار فارغ، دعينا نفتح تلك الأبواب .
ترددت وهي تقول بدون ان تتحرك :
- ماذا؟ لكن بتلك الطريقة سوف نهتك خصوصية الآخرين .
- سوف نجرّب فقط ..

سارت معه بقلق، بدأ يفتح ابواب الغرف واحدة بعد الاخرى . لكن جميعها كانت مغلقـة من الداخل ، ولهذا تكلمت وهي تحاول أن تبدو قوية :
- لأنها مغلقة من الداخل، أي أن هناك أناسٌ نائمون، أليس كذلك؟

"ماهذا! حقاً غريب " .. كان يفكر ولم يستطع الإجابة على سؤالها، وبدلاً من هذا تكلم قائلاً:
- سوف ندخل إلى الغرفة المظلمة، يجب أن نجد سائق القطار ليوضح لنا ذلك الشيء الغريب ..!

" لا! يا ألهي أنقذني! " دمعت عيناها، لم تستطع اخفاء خوفها وقالت :
- لا يجب علينا ان ندخل إلى تلك الغرفة المظلمة ..
- لكن لماذا؟
تجمدت في مكانها ورددت :
- لا أريد الذهاب إلى هنـاك .

شعر بأنها خائفة ومتوترة، لذلك قرر التراجع وقال :
- ماذا ستفعلين؟ هل ستقومين بالتخلي عن حقيبتك ..؟
- أ .. أجل . سأتخلى عنها !
توقف الاثنان عن الكلام .. وظلا يتطلعان من النافذة الكبيرة التي توجد بجانب الكرسي على منظر الثلج المتراكم . وعندها قال مبادراً :
- الجو بارد هنا، لماذا لا ندخل إلى المقصورة ..؟

نظرت له بسرعة وقالت بفزع :
- ماذا؟ معاً؟
تردد وهو يقول :
- أ .. أجل ؟

أدارت وجهها وقالت بقوة :
- سابقى هنا مهما كلف الأمر .
- لكن تبقى أكثر من خمس عشرة ساعة حتى نصل إلى المحطـة ..!

" ماذا سافعل في تلك الورطة! لكن هو من بدأ، هو من ألصق يده بملابسي، يستحق هذا" .. كانت تتمتم لنفسها بعصبية وهي تشعر بالجزع والبرد .
نظرت إليه بضيق وهي تقول :
- هل تشعر بالبرد؟ أليست لديك ملابس ثقيلة ..؟

أجاب وهو ينظر نحو الغرف :
- حقيبتي هناك، في المقصورة! على الأقل سأذهب لأحصل عليها قبل أن يقومَ احدٌ ما بسرقتها .

الخوف يعتصرها ، وهي تفكّر .. " من هو ..؟ لماذا هو الوحيد الذي لم يختفي على متن هذا القطار، هل يمكن أن يكون شبحاً او شخصاً مؤذياً؟ باي حال لا يجب أن أذهب معه إلى أي مكان مغلق .. نعم .. نعم هذا ما سأفعله "
عندما رفعت عينيها كان ينظر إلى وجهها، شعرت بالارتباك وصاحت :
- لا !! لن نذهب إلى مقصورتك!!
كانت ترتجف .. الوقوف بدون فعل أي شيء، مع ذلك الخوف والقلق يجعلان من البرد أشد قسوة .. بدأ يمشي وتبعته على الرغم منها ، كانت مذعورة وحاولت أن تفلت ملابسها من بين يديه ولكنه كان يقبض عليها بإحكام ليسحبها نحو المقصورة ..
- اتركني، أيها الوغد .. اتركني ... !!

لم يبال لصراخها وظل يسير نحو المقصورة، ولكنه ما إن حاول فتح الباب حتى توقفت عن الصراخ والمقاومة .. لان الباب لم يفتح معه ..!!

تأكد من الرقم على الباب وهو يفكر " انا متأكدٌ بأنها مقصورتي! .. لماذا لا يفتح الباب هل هناك طريقة ما ..؟" .. حاول أن يفتحه مجدداً ولكن لا فائدة!!
ضرب الباب بعنف ولكنه لم يستجب!! كان هذا غريباً جداً وعندها تكلم قائلاً :
- أنا متأكدٌ بانه باب مقصورتي! ..
تطلعت إلى الباب باستغراب وهمست:
- ولكن لماذا لا يفتح ..؟ أليس معك مفتاح لها؟
- لا، المفتاح موجود بالداخل .. لقد تركت المقصورة على وجه السرعة لكي أغسل يدي من الغراء .






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 05:27 PM
  #3  
قديم 06-08-2013, 05:04 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


(1)


[center]إنها تركض وتركض ... نظرت خلفها بسرعة، كانوا يلاحقونها .. هؤلاء الرجال الثلاثة .. نبضات قلبها ترتفع، تحاول أن تسرع ولكن حركتها تصبح بطيئة على الرغم منها ، لا تريد أن تستسلم، لكن في كل مرة تصبح حركتها أكثر بطئاً ..

حاولت أن تختبيء خلف أحد الأبواب .. لكن أحدهم عثر عليها! امسك بها فصرخت!!
سوف يقتلونني !! صرخت مرة أخرى!!

فتحت عينيها وفوجئت بضوء الشمس يملأ القطار فتنهدت " حمداً لله ، كان مجرد حلم غبي آخر .." . لكنها كانت ماتزال قلقة حول حلمها ..

تلاشت الأفكار حول حلمها فجأة عندما شاهدته، كانت تجلس على الكرسي، بينما نام جالساً على الأرض، وهو يستند بذراعه ورأسها على رجليها ، شعرت بالخجل الذي تحول إلى عصبية فضربته على وجهه بكل قوتها!!
- آخ!

استيقظ وهو ينظر حوله باستغراب .. ، فتح عينيه جيداً وكانه بدأ في استيعاب مايحصل معه .. فكر للحظات "ماذا، أين أنا .. وماتلك الضربة .. امم يبدو أنها تلك الفتاة الغريبة " .. ابتعد عنها قليلاً ثم تكلّم قائلاً وهو يتحسس وجهه :
- ماذا؟ ألم نصل بعد ..؟

نظرت إلى الساعة الكبيرة داخل القطار وأجابت:
- إنه وقت الظهيرة .

تثائب وهو يقول :
- أنا جائعٌ للغاية ... !! وانتِ؟
نظرت بعيداً بدون أن تجيبه على شيء، حاول نزع يده من قميصها ولكن بلا فائدة .. إنها ملتصقة بقوة .
فتكلم بإحباط :
- لم لانحاول فتح باب مقصورتي مجدداً . ربما يفتح تلك المرة !!
وقف الاثنان ونظرا بشكلٍ تلقائي للنافذة .. كانت مناطق الثلج قد انتهت وبدأت قرى خضراء في الظهور .. فتساءل وهما يمشيان متجاورين :
- إلى أين ستذهبين؟
كان السؤال مفاجئاً، فهي لم تفكر به من قبل، أرادت فقط الهروب من بلدها بدون أن تحدد وجهة معينة . وبدون أن تفكر قالت :
- لا .. أعرف !
توقف عن السير، فتوقفت بدورها . كان ينظر إليها بصمت ، وبدأت تساورها الشكوك " لماذا ينظر إلي هكذا، ربما يظن بأنني فتاة وحيدة، ثم يقوم باستغلالي أو فعل شيء سيء لي .." .. تكلمت على الفور متداركة وهي تتعثر في كلماتها:
- أنا .. أنا ذاهبة إلى .. إلى ... جـ .. جدتي . في الجبال .

لوهلة، كان يظن بأن هناك شخص ما يشبهه، هو أيضاً ، لا يعرف إلى أين يذهب، لقد ركب في قطار منتصف الليل هارباً من حياته السابقة . حول نظره بعيداً عندما سمع جملتها الأخيرة ، " أما أنا فسوف أهيم على وجهي بدون هدفٍ ما .. على مايبدو! " تابعا السير نحو المقصورة بدون أن يتكلما ..

وضع يده على مقبض الباب بتوجس، ثم أداره بهدوء فانفتح بسهولة !!
.. همس لنفسه "غريب!" ، أما هي فبدأت تشعر بالخوف وهي تكلم نفسها " ماذا، هل كانت خدعة منه ليلة الأمس! بأي حال يجب ان لا أدخل معه .. نعم ، سوف أدافع.."

فتح الباب على مصرعه ونظر إلى الداخل، كل شيء يبدو كما هو! .. حتى حقيبته الي وضعها بحرص فوق رفٍ علوي كبير .. التفت إليها وفوجئ بتلك النظرة العدوانية على وجهها .. فخاطب نفسه " مابها ..؟ هل هي خائفة مجدداً؟ لابد بأنها تشك بي "
تكلم ببطء وهو يحاول طمأنتها:
- سوف احضر حقيبتي، فقط . حسناً؟

مشى ببطء وتبعته، فالتقط حقيبته بسرعة وقال:
- استسلمي!
بدأت في الصراخ ومحاولة الركض للخارج أما هو فقد انفجر في الضحك وهو يقول :
- أنا أمزح فقط!

نظرت إليه وهتفت :
- يالك من مزعج!! أنت حقاً مزعج، هيا اتركني!
كان مايزال يضحك، لقد استطاع فعلاً أن يتأكد بأنها خائفة منه . خرجا معاً وتوجها نحو الكرسي الخاص بـها .
وضع الحقيبة على الكرسي وقال :
- معي طعام من الأمس، أنا آسف ولكن ليس لدي غيره ..


تناولا بعض المعلبات، لم يكن الطعام جيداً ، ولكنها تكلمت ببساطة :
- إنه ليس سيئاً ..
- كما أنه ليس جيداً .
نظر لها وعلى وجهه ابتسامة ، فبادلته ابتسامة لطيفة .. ولهذا بدأ يفكر " بالنهاية تبدو مثل فتاة لطيفة " ، قاطعت أفكاره وهي تقول مترددة:
- هل يمكنني أن اسألك عن شيء ما ؟
- بالتأكيد ..
- من أي محطة ركبت؟ هـ . . هل كانت المحطة الماضية؟

كانت مترددة وهي تسأل، وأجاب بصدق :
- لا ، لقد اخبرني رجل القطار عندما ركبت، بأن المحطة القادمة سوف تكون بلدة انتهت منها الحروب منذ وقت قصير، لذا أنا لم انزل عندما توقف القطار .

عادت تتساءل :
- لكن ألم تر أحداً منذ ذلك الوقت؟
صمت قليلاً كان يفكر " إنها ماتزال خائفة، ولكن أليس هذا القطار غريب جداً بالفعل " ، أجاب بعد فترة صمت قصيرة :
- لقد كنت في غرفتي، لذلك لم أقابل أحدهم ، وعندما خرجت ..
فكر للحظة ثم قال :
- لم أقابل احدهم أيضاً.


[b][center]نظرلها ثم قال مع ابتسامة :
- انتِ الوحيدة التي قابلتكهنا!
- هل استقبلكموظفواالقطار؟
- استقبلني واحد، يرتدي نظارات الشمسية بعد منتصفالليل!

"هذا ما حصل معي أيضاً، هذا غريب .." وقف الاثنان ينظران من النافذة،كانالقطاريسير على القضيب الحديدي بسرعة، الكثير من المناظر الخلابـة تمر أمامهم بعدأن تخطوا المنطقة الجليدية..

كانت هناك فكرة واحدة تراود عقله ولكنه خشي بأنها لن تقتنع ابداًبفعلها ، ولهذا قام بسؤالها أولاً :
- ماهو اسم البلدة التي تعيش بها جدتك؟

ارتبكت كثيراً، ظهر ذلك في وجهها على الفور، " ياالهي ماهذه الورطة؟ أنا لا أعرف اسم البلاد التي يسيرحولهاالقطارالسنوي " نظرت بعيداً وهي تقول :
- امم .. إنها في المحطة القادمـةبأي حال، لقد كان العنوان في حقيبتي التي اختفت .
- آها! لذا قلتِ بأن حقيبتك تحتوي شيئاًمهماً؟

اومأت بالايجاب، وبدأ يفكر "إذا ضاع عنوان جدتها بأي حال ... لذا من الممكن بأنها ستوافق علىاقتراحي؟" تنحنح قليلاً ثم قال :
- نزولنا في أي مكان بالقرب منالمحطة القادمة لن يؤثر على خطتك صحيح؟
" فيم يفكر هذا الشخص الغريب الأطوار، أنا لن اجيب على تساؤلاته مهماحدث!! " نظرت نحوه بعدوانية وقالت :
- ماذاتقصد؟
نظر إلى وجهها وهو يضحك داخل قلبه " لا اصدق بانها عادت لأفكارها المخيفة مجدداً ، اقتراحي سيجعلها خائفةجداً، لذا .. هل يمكنني أن أغير الموضوع الآن " ، ولهذا ابتسم وقال:
- لا بأس، كنت أظن أن هناك خطـة ما لوصول إلى جدتك بعض أن سرقت منكالحقيبة .
بدأت تفكر " لايمكن، هل يكون هو من سرقها؟ إذا بما انه لم يعترف، علي إذا أنأجعله ينام ثم افتش حقيبته بأي طريقة " ..

وقفا لفترة طويلة وهما يحدقان أمامهمابصمت .. "هي" تفكّر كيف يمكن أن تستعيد حقيبتها من الشخص المخيف الذي يريد منهاشيئاً ما ، لا تعرف حقيقته ..

أما "هو" فيفكر بأن يضغط زر الطوارئوعندما يتوقفالقطار .. سوف ينزل في ذلك المكان الجميل ليستأنف رحلته منجديد!

إنهما يفكران بعمق .

ولهذا فقد كان ينظر لها بشكلٍ لا شعوري، حينما رفعت عينيها كانتنظراته غريبة ومليئة بالغضب والكراهية!! ولهذا شعرت بالذعر وبدأت تقول كلاماً غيرمفهوم :
- ماذا؟ لا تستطيع التفكير بأنالقطارفارغ .. عندما نفتح البابسنجد قائدالقطار .. آآ .. آعني .. الشخص الذي يقودالقطارنحو الـ .. انت لا يمكنك أنتتفهم ..!! إنــ ..

"إنها خائفة جداً، ومذعورة .. هل يعقل بأنه بسبب وجودي ومحاولتيلقرآءة افكارها " تحولت نظرات التفكير الغريبةإلى نظرات دهشـة وعندها قال بسرعة وهو يحاول تهدئتها :
- أعرف انه يوجد الكثير من الناس هنا، ربما هم نائمون فقط، لذا لا داعيللقـ ...

"ماذا سيفعل هذا الشخص بحلول المساء، عندما لا يظهرأحدٌ بداخلالقطارمجدداً، هل يمكن بأنه سيقلتنيأو يؤذيني؟ هل سيفعل هذا؟ " كانتتفكر حتى بدون أن تستمع لما يقوله ، ومن ثم نظرت إليه مستجمعة كل قواها وقالتمقاطعة كلامه :
- سوف أضغط على زر الطوارئ وعندما يتوقفالقطارسوفأنزل هنا! ولا يمكنك الرفض!!


لم يستطع التفكير بأي شيء، وابتسم على الفور وهويقول:
- إذا لم يكن لديكِ مخططات؟ هذا رائع!
بدأت تفهم ان هذا ماكان يريده منذ البداية. ولهذا قالتبتردد:
- هل يعقل أنك .. كنت تقصد ذلك ..!
- أجل . إذا افعليها ..

توجها معاً نحو نهايةالقطار، وقامت بالضغط على زرالطواريء الذي أطلق صافرة الأنذار مرة أخرى، ومن ثم توقفالقطاربشكلٍ مفاجئ ، حمل حقيبته ونظر إليها وهو يقول :
- الآن!

سارامعاً في الممر ولكنأحدهم قام بفتح بابه ونظر للخارجوهو ما أصابها بالذعر فتوقفا مكانهما ينظران للرجل الغريب .. من بعيداقتربأحدالموظفين اللذين يرتدونالنظارات وتساءل بهدوء:
- ما الأمر أيّها السادة؟ لماذا أطلقتم جرسالأنذار!؟

"لا أصدق! إنهم يخرجون الآن!!" تكلم متداركاً الأمر :
- لقد ، قامأحدهم بسرقةحقيبتها!

نظر موظفالقطارنحوها بتفحص وهو يقترب ثم عاد يتساءل :
- متى حصل هذا؟
أجابت وهي تحاولاخفاء توترها:
- بعد منتصف الليل، عندما كنت نائمةهناك!

أشارت نحو المقعد بجانب الباب ،نظر الموظف للخلف ثم تمتم :
- هذا غريب ..
تطلع نحوهما وقال علىالفور:
- لكن ياآنسة نحن لا يمكننا المساعدة بما أنه من غير المسموحتفتيشالقطار ..

عاد الرجل الغريب إلىمقصورته وتكلم الموظف قائلاً:
- من فضلكما، عودا إلى المقصورةالخاصة بكما!
تكلمت معترضة قبل أن يغلق جرسالأنذار :
- سوف ننزل هنا!

تبادلت نظرةمعه .. كانت تفكر " كان هذا اتفاقنا صحيح؟" وأومأ هو بالإيجاب ، ولكن الموظف كان ينظر لهما مندهشاً وتسائلباستغراب :
- حقاً ستنزلونهنا؟
أجاب :
- نعم .


- لكنكم لا تعرفون المكان ، يمكن أن يكون خطيراً ..
- أي مكان من الممكن أن يكون خطيراًلذا اسمح لنا بالنزول .

تطلعا أمامهم إلى القطار الذي يسير مبتعداً، اختفى صوته الرتيب وسط أكوام الأشجار وآلاف الشجيرات التي تغطي القضيب وكأنه لم يكن موجوداً .. ولهذا تساءل :
- إلى أين سنذهب الآن؟
أجابت وهي تتخذ خطواتها الأولى فوق القضيب الحديدي:
- على مسار القطار نفسه!

مشى خلفها وهو يتسائل باستغراب:
- لما هبطنا إذا ما دمنا سنسير على طريق القطار نفسه؟

نظرت إليه وقال والخوف ظاهرٍ على وجهها :
- لأنه قطارٌ مخيف وأنا لن أتحمل أن يأتي الليل وأنا بداخله!
- هل ستحبين الليل عندما يأتي علينا ونحن في تلك الغابة إذاً؟

[center]نظرت حولها وهي تفكر بقلق ومن ثمقالت:
- لم أفكر بذلك، ولكننا سنجد مدينة قريبة!

"هل تفكر بتلك الطريقة حقاً؟"كانيفكر وهو ينظر إليها، لكنها شاهدت تلك النظرة المخيفة مجدداًوصاحت:
- ما الأمر..؟

تكلم وهو يحاول نزع يده للمرة المائة منقميصها :
- كنت أفكر لماذا تعتقدي بأننا سنجد مدينة هنا؟ ألا يمكن أننا ضائعونوسط تلك الأحراش .. واننا لن نخرج منها أبداً ...؟ الاتستطيعين التفكيرهكذا؟

انتزعت قميصها وهي تقول بحدة :
- لا يمكنني فأنا لستُ متشائمة!
- لو لم تكوني متشائمة لما خرجنا منالقطارفيوسط الغابات!
- كف عن توبيخي فقد كانت فكرتك أيضاً!
- ولكنها لم تعد فكرتي بعد أن خرج الرجل! لقد تراجعتعنها!
- وما أدراني بأنكتراجعت؟


ظلوا يتجادلون لفترة حتىبدأت قطرات المطر تهطل هطولاً خفيفاً! وعندها تمتم :
- هذا ماكان ينقصنا!!
نظر إليهاوقالبحدة :
- اركضي معي، يجب أن نجد مكاناً نحتمي به منالبرد!
كانت غاضبة، وخائفة .. ولهذا لم تتحركمن مكانها ، أما هو فقد شعر بتأنيب الضمير لانه قام بإخافتها والصراخ عليها بدلاًمن تهدئة الوضع ..

بدا متردداً وهو يقول :
- أ .. اظن أنه كان علينا النزول منالقطاربالفعل .. لهذا لا تقلقي سوف أجد حلاً ما..
تبعته بدون أن تقول أي كلمة، أصبح الجو غائماً ومظلماً، وبالرغم منكل تلك الأحراش الكثيفة فقد كان وابل المطر قوياً واستطاع أن يضرب رؤوسهم ويبللملابسهم بالمياه الباردة ..


كان يمسك بقميصها ويركض، حتى انها لمتستطع مجابهة ركضه السريع وصاحت بعصبية:
- توقف قليلاً لقد انقطعت انفاسي!!
اخفض من سرعته قليلاً قبل أن يتوقف ونظرت إليه وهي تقول بحدة :
- ألا يكفي ان يدك ملتصقة بقميصي الوحيد، ولكنك ايضاً تمسك به وتجرنيخلفك بتلك الطريقة!

ترك قميصها ولكن يدهانزلقت بعيداً، حتى ان الغراء لم يعد له وجود ..!!

نظر الاثنان بذهول إلىبعضهما!! وعندها هتف باستغراب :
- الأمطار ،، لقد كان يزول بالماءفقط!!
نفضت قميصها المبتل بالمياه وقالتبتذمر:
- أشعر بالراحة الآن!!

نظرإليها، كان يشعر بانه فقد شيئاً مهماً، كانت نظرات الافتقاد الغريبة التي تشع منعينيه!! عندها نظرت إلى وجهه وهي تحاول أن تعرف فيما يفكر ..!!

"مابه ؟ لا يبدو سعيداً بزوال الغراء الذي كان يكبلحركته! " تكلمت ببطء:
- ما الأمر هل هناك شيء ما؟

بدا متردداً وهو يقول محركاً اصبعه أمام وجهها :
- الآن اصبحتِ حرة!! لكن لا يمكنك السير بعيداً عني فنحن في وسطالأدغال!
- أنا لم أفكر في هذا .. ولكن ..
كان ينظر لها بترقب وهي تقول :
- لكن إذا وصلنا للمدينة سوف نفترق!

وقف صامتاً، فقد كان يفكر " لا بأس ان افترقنا الآن حتى،وكأنها مهمٌة بالنسبة لي" .. نظر اليها وهي تمسكذراعيها من البرد، انها تشعر بالبرد فعلاً فالأمطار الغزيرة بللتهما من رأسيهما حتىاخمص قدميهما ... فتح حقيبته واخرج معطفاً ثقيلاً رمادي اللون ثم وضعه فوق كتفيهاوهو يقول :
- البسي ذلك، انه كبير قليلاً ولكنهسيجعلك تشعرين بالدفء!

نظرت اليهباستغراب وقالت :
- وانت ..؟
لم يقل شيئاً وسار نحو احدى الاشجار فتبعته بصمت وعندها تكلم وهويبتسم :
- أنا في الغالب لا اشعر بالبرد.

جلس الاثنان متجاورين تحت ظل شجرة كثيفة، كانت الأمطار مستمرةبالهطول .. وتكلمت بنفاذ صبر:
- يبدو بأن الأمطار لن تتوقف،والليل سيهبط هنا قريباً!

نظر لها بصمتوتنهد بدون أن يقول شيئاً!

" مابه؟ لا يبدو مثل ذلك الفتىالمزعج الذي عرفته في اليوم السابق! " .. كانتتفكر وهي تنظر إليه، لكنه كان هادئاً بشكلٍ لا يصدق ونظر أمامه بدون ان يتكلم كلمةواحدة .

شعرت ببعض الخوف بسبب الظلام الذي هبط فعلياً على المكان وأصبحت شرارات البرق تضيئه بطريقة موحشـة، حتى أن كلشيء حولها يبدو كالظلال .. ولكن فجأة لمست رأسه كتفها ..

تحركت بقلق وهي تشعر بالخجل ونظرت إليه بصعوبة وهي تتمتم بجزع:
- يا الهي أهذا وقت النوم!!

لم يتحرك، كانت انفاسه ساخنه جداً ولهذا وضعت يدها تتحسس رأسه لتفاجأ بأن درجة حرارته مرتفعه للغاية!


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 05:41 PM
  #4  
قديم 06-08-2013, 05:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(3)
شهقت بخفوت وقالت وهي تبعده عن كتفها برفق:
- انت!! هيه! هل انت بخير؟ ما الذي جرى لك؟

اسندته على جزع الشجرة ، ووقفت تنظر أمامها وهي لاتعرف ماذا تفعل؟! لكن أفكاراً من الماضي كانت تراودها ..

" كانت تتذكره عندما مرض وبدأ المرض يتعب جسده ، .. كانت تنظر إليه بلا حول ولا قـوة .. غير قادرة على فعل شيء ما ..
يتنفس بصعوبة شديدة ، جلست بجانبه وأمسكت يده بعينين دامعتين وهمست : "جدّي"
نظر إليها بعينين هادئتين ولم يستطع التكلم ، فانهمرت دموعها وشدت وثاقها على كفي جدها وهي تقول بصوتٍ مرتجف : "جدّي، أرجـوك .. لا تتركني وحيدة"


كانت تحبس دموعها بينما تتذكر هذا، وعندما عادت إلى الواقع .. في تلك الغابة المظلمة نظرت نحوه والأمطار قد بدأت في التوقف، كان فاتحاً عينيه ينظر إليها .. ارتبكت قليلاً ثم قالت :
- هل انت بخير؟
- أجل .
- لكنك .. كنت .. لقد أيقظتك ولم تنتبه لي!

تثاءب وهو يقول :
- آه لأن نومي ثقيل بعض الشيء!

فكرت بتوتر " نومه ثقيل؟ لكن أنا متأكدة بأنه مريض" .. وقف باعتدال وحمل حقيبته وهو يقول مع ابتسامة:
- يبدو أن المطر قد هدأ، لذا دعينانمشي قليلاً قبل أن يهبط الليل بالكامل ..


توقف المطر جعل السماء منيرة بعض الشيء بألوان الغروب الحمراء،ولكنها قالت بحسم:
- لا يمكن، لن تتحرك من هنا قبل أنتنخفض درجة حرارتك! انت مريض !

تساءل بنبرة استغراب:
- أنا حقاً لست مريض، لكن .. كيف عرفتِ بأن .. درجة حرارتي مرتفعة؟
"ياالهي ماهذا الموقف؟ ماذا سأقول الآن، لستُ مهتمة بذلك الشخص الغريب المزعج! لقد كانت مجرد صدفة!" التفتت وسارت امامه وهي تقول :
- إذاً لا بأس! سوف نمشي ..


"ايه؟ مابها غضبت فجأة!" لحق بها بصمت وهو يضع يديه في جيبيه،كانت تنظر اليه بين الحين والآخر للتتأكد ما إن كان يسير جيداً، وفي داخلها كانت تشتعل غضباً وهي تقول لنفسها " ذلك الفتى الطويل الأحمق! لقد أجبرني على معاملته بتلك الطريقة! كيف يسألني سؤالاً مثل هذا، لقد شعرت بالخجل حقاً"

قطع صوته افكارها وهو ينظر إليها و يقول :
- لماذا انتِ غاضبة؟ ملامح وجهك تتغير كل ثانية!
ضحك ضحكة قصيرة فتوقفت ولوحت بأصبعها في وجهه هاتفة :
- لقد سئمت من صحبتك حقاً! فأنت .. أنت .. أنت ..
توقفت لتفكر للحظة وهي تعقد حاجبيها ، ثم أكملت بسرعة :
- أنت بغيض!

ضحك وقال معقباً:
- أنا بغيض؟ وماذا أيضاً ..؟

"تلك الابتسامة .. ! تجعلني اضحك أيضاً"حاولت منع ابتسامتها وهي تقول :
- ومزعج !
قال باندهاش وهو مايزال يضحك :
- اوه! انكِ تبتسمين، هيا اضحكي لماذا تمنعين نفسك!! يالك من حمقاء!!

أمسك بكتفيها ودفعها للأمام بقوة فقالت بعصبية:
- توقف يالك من مزعج! أنا لست حمقاء .. انت هو الأحمق كيف تدفعني هكـ .. آآآآه! توقف عن دفعي ..!!

- لكن عليك ان تركضي بسرعة ! ايتها الحمقاء!
- توقف ايهاالمزعج!

ركض وهو يمسك بكتفها ويدفعها امامه مما يضطرها للركض وهي تحاول ابعاد يديه وتصيح "مزعج! بغيض" .. أما هو فكان يضحك ويستمر في الركض بلا مبالاة!

بعد فترة قصيرة توقف فجأة وهو يقول :
- حسناً وقت الراحة!
كانت تلتقط انفاسها ونظرت أمامها فشاهدت من بعيد اضواء مدينة خافتة، يتوسطها قصرٌ أبيض اللون محاطٌ بالشعلات الكبيرة المضيئة .. كان المنظر مدهشاً وهتفت وهي تبتسم :
- لقد وصلنا إلى المدينة فعلا! انظر !

التفت خلفها وتابعت هتافها بفرحة :
- انظر يا ..!
نظرا إلى بعضهما للحظة ، ولكنه قال بسرعة مع شبح ابتسامة :
- عماد .

ابعدت عينيها بسرعةوقالت بتوتر وهي تهز كتفيها :
- أياً يكن، سوف تظل مزعجاً!

لقد نسيت في تلك اللحظات أنها كانت سعيدة برؤية المدينة، وحتى الجو البارد قد أصبح ساخناً فجأة ، فتساءلبهدوء:
- ماهو اسمك إذاً؟ نحن معاً منذ يومين ولم أعرف اسمك ..
كانت مرتبكة وقالت بدون تفكير:
- لن اخبرك اسمي أبداً! سوف نفترق وانت لاتعرف اسمي!
- انتِ خجولة جداً،صحيح؟
أصبح وجههاً احمر اللون فاستدارت وقالت وهي تنزل الجرف بحذر :
- يجب أن نصل للمدينة بسرعة فأنامتعبة جداً!
ابتسم وهو ينزل الجرف بسرعة ويجرها خلفه فتبدأ بالصياح ..
- غبي! مزعج ! مزعج! اترك يدي سوف نسقط!
------------
كانت هذه أول خطواتهم في المدينة الكبيرة، الجو البارد، الضباب يغطي الأفق ويتخلل الشوارع الضيقة، والظلام يملأ الجزء الأكبر من النوافذ في البيوت، وعندها همس قائلاً:
- هل الوقت متأخر أم انها مدينة أشباح!

سرت ارتعاشة في جسدها وقالت بصوتٍ عالٍ :
- بالتأكيد الوقت متأخر!!

رن صدى صوتها في الأرجاء وتطلع عماد حوله لثوانٍ ثم قال وهو يدخل يديه في جيبه:
- أعتقد بانها مدينة أشباح!
- ليست كذلك ..!
استدارت وهي تنظر حولها وتتدقق في البيوت الخشبية المتراصة، والظلام الدامس وعندها تكلم بالهمس مجدداً:
- لا توجد هنا أية انارة، ليست هناك مصابيح في الطريق، أيضاً ...

نظر إلى الأرضية وتابع :
- الأرض ترابية وغير ممهدة، علاوة على أننا لم نتأخر كثيراً لقد غربت الشمس منذ ساعة واحدة أو أقل .. لماذا الكل نائمون برأيك؟ ليس هناك أي متجر حتى!

كانت تشعر بخوفٍ شديد وقالت بصوتٍ مرتجف وهي تحدّق أمامها :
- لـ .. لكن، فقد كانت تبدو منيرة وعامرة من أعلى الجرف، لماذا لاتتوقف عن تحليل الأمور بتلك الطريقة وحسب؟

سمعا صوت خطواتٍ تسير من مكانٍ مجهول فقفزت مرتعبة وأمسكت بذراعه .. لكن توقف صوت الخطوات فجأة وعندها بدأت تتمتم :
- يبدو أنني اتخيل!
- لكن انا ايضاً سمعته! انها صوت حوافر خيل!


" لقد كان هناك قصر صحيح؟ لكن لا يجب علي قول هذا فهي قد نسيته وانا سوف اثير ذعرها أكثر" وعندها تكلمت بخفوت وهي ماتزال متشبثة في ذراعه :
- اسمع! لقد كان هناك قصر في نهاية المدينة، وكان مضيئاً لم لا نذهب إلى هناك؟

[center]نها تتذكره فعلاً! ماذا سأخبرها الآن؟ هل اخيفها لنخرج من هنا؟ أم اوافقها ونستمر في السير بجانب تلك الأطلال الغريبة!" كان يفكر بعمق بدون أن ينطق بكلمة وعندها سمعا صوت حوافر الخيل التي تطرق الأرض بسرعة مقتربة منهم ..


بدأت تتلفت حولها في خوف، يميناً ويساراً .. أما هو فقد تساءل بقلق:
- لكن! من أين يأتي الصوت؟ لا يمكنني تحديد مصدره!
قالت بذعر وهي تشير إلى الصف الأيمن من المنازل :
- إنه آتٍ من بين البيوت! اعتقد أنه من هنا!

لم تكمل جملتها حتى ظهر من بين احد الشوارع الصغيرة، رجلٌ يمتطي صهوة جواد أسود، نظر الى الاثنين اللذان ظهرا أمامه، يرتديان ملابس غريبة .. " انهما بالتأكيد ليسا من تلك البلاد! " تحرك بحصانه يمنة ويسرة ثم سحب اللجام نحوه برفق ليوقفه عن الحركة ..


شاب وفتاة يبدوان متشابهين إلى حدٍ ما، تساءل " هل هما اشقاء؟" الشاب، طويل القامة بشعرٍ بني قصير وعينين داكنتين يحدق امامه ببرود ،، يرتدي قميصاً خفيفاً أبيض اللون، وبنطالاً رمادي اللون، أما الفتاة فقد كانت تنظر بخوف لديها شعر قصير أسود وعينان واسعتين وملامح جميلة .. كما أنها ، ترتدي معطفا كبيراً،، فقط أطراف اصابع يدها تظهر من أكمام المعطف ..

"يبدو أن المعطف لشقيقها الذي يحمل حقيبة متوسطة الحجم سوداء اللون على ظهره .. لكن الفتاة جميلة جداً، انها تعجبني"
تساءل الشاب الملثم :
- هل انتما غرباء عن تلك المنطقـة؟
تكلم عماد متسائلاً:
- من أنت، هل هذه المنطقة مهجورة ..؟




إنه يجيب على سؤالي باستفسارات!" تكلم بحدة:
- لقد سألتك هل انتما غرباء؟ من أينجئتم ..؟
أجابت بذعر :
- نعم نحن من منطقة الحروب! قدمنا بواسطةالقطارالسنوي!
قال عماد بعصبية :
- لماذا لا تتكلمين عن نفسك!
- مـ . ماذا هل ستتركني هنا؟؟

نظر عماد إلى وجهها،لقد كانت خائفة بالفعل على الرغم من أنها تحاولكتم الأمر .. ولهذا تكلم عماد قائلاً:
- لماذا لا تجيب على تساؤلاتنا، هل انت من تلكالأطلال؟
- هل تسخرمني؟


قامت بضربه على ذراعه وقالتبالهمس :
- لا تقُم باستفزازه ايها المزعج!
اجاب عماد بسرعة:
- لا، انا فقط اتساءل ..!

أشار الشاب الملثم الى الناحية التيجاء منها وقال:
- المدينة من هنا، ذلك حي القبيلةالخائنة، وقد تم حرق البيوت كلها .


تساءل عماد مجدداً:

- اتعني انه ليس مدخل المدينة ..؟
- هذا صحيح .
"سوف اثير الذعر فيقلبيهما" تابع كلماته قائلاً :
- أي شخص يمكن ان يشك الملك بأمرهفإنه يحرق على الفور، الأمر ينطبق على الغرباء أيضاً فاحذرا .

[center]ركض بحصانه الاسود إلى الطريق خارجالبلدة بدون أي كلمة وتركهما وحيدين يفكرا .. وعندها تكلم فجأة وهو يضيق عينيه بلؤم :
- انتِ ايتها الحمقاء! مازلت مصرّة على الذهاب للمدينة ..؟
احتشدت الدموع في عينيها وقالت بصوتمرتجف :
- لـ .. لكن .. إلى أين سنذهب؟


أمسك بذراعها وقال وهو يتقدم :
- دعينا ندخل إلى تلك المدينة فأنا أتضورجوعاً!


سحبت ذراعها وقالت بصوتمنخفض:
- لا، دعنا نعود!
- إلى أين؟
- إلى .. لا أعرف ، لكن ماذا إن كانوا يحرقونالبشر!!
أغرورقت عيناها بالدموع وكادت علىوشك أن تنزل لولا أنه بدأ يضحك على شكلها المرتعب، مما جعلها تشعر بالغضب وتقولبعصبية :
- ما المضحك في الأمر! لقد حذرنا رجلٌ من البلدةنفسها!

عاد يسحبها خلفه وهو يقول ببرود :
- لمرة واحدة يجب أن تستمعي لما أقوله وتطيعي الأمر، نحن ليس لدينامكانٌ آخر .
- اتركني أيها المزعج! اذهب لوحدك!


توقف فجأة بدون ان يلتفت اليها. فتساءلت في نفسها " ماذا هل هو مصدوم؟ " ، ولكنه أجابعلى سؤالها بتحريك ذراعيه ثم قال وهو يسير للأمام :
- لا بأس، سوف اتقدم إذاً ..

نظر نحوها أخيراً وقال بابتسامة :
- كانت الرحلة ممتعة بصحبتك!


صاحت وهي تحاول أخفاء خوفها :
- ماذا؟ هل سترحل لوحدك حقاً؟


توقف عن السير وعاد ينظر إليها مجدداً على بعد خطوات وتكلم :
- ألستِ من طلب ذلك؟ تريدين العودة إلى الغابة المخيفـة؟ افعلي إذاً .
كانت مترددة الخوف يتملكها من كل شيءحولها، فهي لم تعتد على هذا النوع من الارتباك الدائم! نظرت إلى الأمام، لقدكانيبتعد فعلاً .. سوف يختفي في ضباب تلك الليلة وسوف تكون وحيدة مرةأخرى!!


"ماهذا الصوت ياأمي؟
فقطأركضي!!
انه مخيف .. مخيف ..
ماهو .. ؟ ماهو ياأمي .."

تلك المرة، اختفى "عماد" بالفعل وسط الضباب.
أطلقت ساقيها للريح وركضت وهي تحتضن نفسها، ولكنذلك النوع من الركض .. عندما تركض من أجل حياتها، بينما هي خائفة وتسمع دقات قلبهاالذي يتناقز بداخلها، هذا النوع من الركض الذي يحرق الأنفاس، ويجعلها تتلاشى، ثميبدأ الألم ينتشر في رئتيها وصدرها ، لأنها عاجزة عن التوقف لكي تستريح لحظات .. لقد أعاد إليها الذكريات ..
عندما نظرت أمامها كان يقف امامها بشكل قريبللغاية حتى إنها كادت تصطدم به،

توقفت فجأة وهي تلتقط أنفاسها وعندها تسائلبنوع من التذمر :
- هيه! لماذا تلحقين بي ..؟
"ماذا سأقول له؟ أنا حقاً خائفة منالبقاء لوحدي! " قالت بتعب :
- أنت ... أنت ...


انخفض إلى مستوى وجهها وهو يفكر " كنت اعلم بأنها ستلحق بي" ، نظرتبعيداً وهي تشعر بالخجل وصاحت فجأة وهي تضرب رأسه :
- يالك من أحمق لقد نسيت معطفك معي!


اصطنعت ضحكة قصيرة ثم سارت نحو الأمام مشية غريبة متسارعة، لحق بهاوقال وهو يلف ذراعه حول كتفها :
- بالنهاية سوف ندخل المدينةمعاً!
أبعدت ذراعه بسرعة وتقدمت في مشيها وهيتقول :
- لاتفكر أننا أصدقاء او شيئاً من هذا القبيل!! هلفهمت؟

أصدر همهمة لاتدل على شيء ووضعيديه في جيبيه وسار بجانبها وهو يبتسم .. نظر إلى وجهها بينما يسيران ، كان ينظرإليها بين الحين والآخر، ولكنها كانت تنظر بقلق أمامها وهي تسير بثبات .. ولكنهاتساءلت فجأة:
- هل انت بخير .. الآن؟

نظرنحوها مجدداً وتساءل :
- ماذاتقصدين؟
- انت! لقد كانت حرارتك مرتفعةصحيح؟


بدأ يفكر " إنها تبدو لطيفة جداً الآن .. " ابتسم وقال :
- لكن انا بخير الآن.

تنهدتبراحة وبعد فترة سير قصيرة وصل الاثنان إلى مشارف المدينة .. كانت مدينة جميلة،وهادئة .. المحلات بدائية ومضاءة بمصابيح الفتيل،، حتى البيوت، اغلبها من طابقواحد، ولكنها كانت فريدة وجميلة، وتكلمت قائلة وهي مبهورة وناسية لخوفها تماماً :
- آه كأننا عدنا بالزمن إلي العصور الوسطى!

قال بنبرة ساخرة:
- ومالجيّد في العصور الوسطى؟ مدينة بدائية قاحلة لن تجدي فيها النقود نفعاً!
نظرت إلى مبنى من طابقين كتب عليه "استضافة" ثم اشارت وهي تقول :
- ايها المزعج، دعنا نذهب إلى هناك ..

دخل الاثنين إلى المبنى، كانت هناك ردهة صغيرة بها عدة نوافذ مغطاة بالستائر الحريرية الزرقاء المنقوشة بالتطريز الأبيض،، وفي المنتصف درجٌ صغير يصعد للطابق الثاني، على اليمين هناك ممرٌ واسع يقود إلى داخل المبنى، أما اليسار فيوجد مكتبٌ خشبي ،، يجلس خلفه شابٌ يافع يرتدي زيًا أنيقاً أمامه بعض الأوراق وجرسٌ ذهبي يدق باليد .. وخلف ظهره لوحة خشبية عليها الكثير من المفاتيح النحاسية عتيقة الطراز ..


اقتربت ولوّحت بيدها وهي تقول :
- يبدو مثل فندق!

ركضت نحو الشاب الذي يقبع خلف مكتب الاستقبال وتسائلت :
- هل هذا فندق؟
ابتسم الشاب وقال وهو يحاول اخفاء نظرة الاستغراب من على وجهه الوسيم :
- هل يمكنني مساعدتكِ آنستي؟

اقترب عماد وقال وهو يدفعهاجانباً:
- هل يوجد غرفٌ شاغرة؟
- أجل سيدي.
- ماذا عن السعر ..؟

أخرج محفظتة البنيّة وقال وهو يعطيه فئة من النقود ويتساءل:
- هل تتعاملون بتلك العملة ..؟
ظهر الاندهاش على الرجل ولمس الورقة النقدية وهو يتساءل:
- هل هذه "كينتات" من امبراطورية الجليد؟

نظرت إليه متسائلة وتكلمت بالهمس :
- الجليد؟ لا عجب انك بهذا البرود!
بادلها نظرة باردة وعاد يقول للشاب:
- هل يمكننا التعامل بها هنا؟ فنحن قادمون مع القطار السنويّ .

- بالتأكيد يا سيدي.
- هل تعدّون الطعام أيضاً؟
- نعم سيدي.
- حسناً نريد غرفتان .. وأيضاً، العشاء.
- حاضر سيدي.

الرقم "ثلاثةعشر" كان رقم الغرفة الأولى، ولهذا قذف عماد بالمفتاح إليها وهو يقول :
- لا أحب هذا الرقم، اسكني في تلك الغرفة .

- اسكن؟


ضحك ضحكة شريرة وفتح الغرفة المجاورة ثم دخل بدون أن يقول أي شيء.
دخلت إلى غرفتها ببطء وهي تنظر حولها، الستائر حمراء داكنة، والشموع تضيء الغرفة وتهز الظلال على الحائط الأبيض. همست :


- مخيف! هل سأبقى لوحدي هنا؟/






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 05:48 PM
  #5  
قديم 06-08-2013, 05:42 PM
 
[[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

(4)
نظرت حولها، كانت الغرفة مرتبة، هناك سريرٌ كبير في المنتصف،مغطى بمفرشٍ أبيض ومطرز بنقوش ورود ملونة . حاولت أن تنسى خوفها وقالت وهي تبتسم وتلقي نفسها فوق السرير :
- آه! لطيف!
أدارت رأسهاوهي تتأمل بقية الغرفة .. إلى طاولة دائرية خشبية حولها أريكتان صغيرتان حمراوتا اللون . عادت تقول بصوتٍ عالٍ لتشجع نفسها :
- يالها من غرفة جميلـة ..!

خلعت المعطف الرمادي الخاص بعماد، أمسكت به من الكتفين وهي تتأمله جيداً، ثم أمتعض وجهها فجأة وقالت :
- أيها المزعج! أنت مزعج .. أيضاً من امبراطورية الجليد .. ياللبرود! أوف!
طوته على ذراعها وخرجت من غرفتها بسرعة وهي تفكر "ماذا لو استيقظت في الصباح ولم أجده في الغرفة المجاورة؟ ماذا سأفعل ..؟" .. طرقت بقوةعلى باب الغرفة رقم "أربعة عشر" ..

فتح عماد الباب فجأة، ونظر باستغراب، عندما نظرت أمامها شاهدته عاري الجذع مما جعلها تصرخ وترمي بالمعطف في وجهه وهتفت وهي ترجع إلى غرفتها :
- يالك من منحرف!
أمسك بالمعطف ولحق بها وهو يقول معتذراً :
- لـ .. لقد ظننته العشاء! خلت بأنه جاء سريعاً بالفعل!
لم تستدر ودخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة ... كانت تتنفس بسرعة وضربت الأرض برجلها اليمنى وهي تتمتم بعصبية :
- ياله من منحرف! كيف يفتح الباب وهو عارٍ هكذا! حتى ولو كان العشاء!
فكرت " مـ .. ماذا؟ ماذا لو أحضرت العشاء فتاة مثلاً ..؟ ياله من أحمق ومزعج وبغيض .." .. فجأة سمعت طرقاً على باب غرفتها، ولهذا جلست وهي تقول:
- من هنـاك؟
سمعت صوت فتاة تقول :
- إنه العشاء،آنستي!
فتحت الباب بسرعة وركضت إلى الغرفة رقم "اربعة عشر" وهي تضرب الباب بقوة، فتح مجدداً، تلك المرة كان يرتدي قميصاً بلا أكمام وعندها زفرت بارتياح وقالت :
- لم أقصد أن أطرق على بابك القبيح .
" ما الأمر؟ هل هي مريضة..؟ " تأملهاوهي تبتعد، وشعر ان هناك خطباً ما،وعلى الفور رأى فتاة ترتدي فستان كحلي اللون وتدفع عربة خشبية انيقة أمامها وقالت وهي تبتسم :
- العشاء سيدي .
نظر لها عماد وقال:
- هل حصلت الآنسة في الغرفة ثلاثة عشر على عشائها؟
- أجل.
فقط شعر انه يريد التفكير بتلك الطريقة، أنها خائفة بشكلٍ ما .. "ربما، من الأفضل أن أذهب تلك المرة" .. ابتسم للفتاة وشكرها ثم حمل عشاءه وتوجه إلى غرفتها وضرب الباب بقدمه ..
- من هناك؟
- إنه أنا ، افتحي .
فتحت الباب وأخرجت رأسهاوهي تنظر بعدوانية متساءلة بعينيها عن مايفعله ، ولكنه أجاب حيرتها بسرعة وهو يتساءل :
- هل تسمحين لي بتناول العشاء في غرفتك!
" هل يجب علي أن اوافق؟ هل سيظن بأنني فتاة متساهلة .. لكن أنا لا استطيع احراجه بالرفض .. " كانت تفكر فدفع الباب بقدمه وقال:
- هيّا دعيني أدخل ! يالكِ من بخيلة.
دخل الى غرفتها ووضع الطعام على سريرها وهو يتأمل السقف ويقول :
- لماذا تبدو غرفتك أفضل! لقد ظننت بأن الرقم ثلاثة عشر رقمٌ منحوس!
بدأ يضحك وجلس بجانب طعامه وهو ويقول:
- لكنه يظل سيء الحظ بوجودك معه ...
قالت بعصبية :
- أ .. أنت!! من سمح لك بالجلوس على سريري!
بدأ يتناول شطيرته وهو يقول :
- الطعام ليس سيئاً!
جلست على احدى الاريكتين وكشفت عن عشائها الموضوع على الطاولة بدون ان تقول شيئاً ، وهكذا تناولا عشائهما بدون تبادل الأحاديث وعندها تساءل عماد وهو يحمل طبق التقديم ويقول :
- ألن تخبريني عن اسمك ..؟ هل هو محرمٌ أن يعرف احد اسمك .. حتى .. انني سجلت الغرفتين باسمي .
نظرت له بهدوء ولم تقل شيئاً ، وعندها نظر بلؤم وقال مع ابتسامة مضحكة وهو يضيّق عينيه :
- أو .. هل يمكن أن يكون اسمك قبيحاً !
ظهر الامتعاض على وجهها فبدأ يضحك ويهتف :
- شيء مثل "عنزة" ؟؟
وقفت واقتربت منه ثم بدأت تدفعه خارجاً وهي تقول :
- ايها المزعج! أنا لا أريد اخبارك اسمي وحسب!
- عنزة!
- لا تنادني هكذا ..
ضحك وفتح الباب وقبل أن يخرج شاهدت سماعة داخل أذنه، لم تشاهدها من قبل، مما دفعها للسؤال :
- أيها المزعج، ماهذه السماعة في أذنك؟
تحسس اذنه وقال :
- هذه لأنني لاأسمع.
- لاتسمع!
- أجل فقد ولدت أصماً .
كانت متفاجأة، وحدقت إليه بدون قول شيء .. إنها بالأحرى لم تعرف ماذا تقول، وعندها تكلم مع ابتسامة :
- امممـ .. حسناً أيتها العنزة، تصبحين على خير .
نظرت إليه وقالت ووجنتيها تحمر خجلاً :
- انت! أيها المزعج ...
توقف وتساءل:
- ما الأمر؟
- شكراً على كل شيء. كنت اتسائل ماذا سيكون حالي إذا لم أقابلك في قطار منتصف الليل.
ابتسم بهدوء، ولأنه شعر بالخجل الشديد .. انصرف بدون قول أي شيء .


مع بزوغ أول ضوء النهار قفز عماد من سريره، هو في الحقيقة شخصٌ لايحب النوم، ويحب ان يركض هنا وهناك طوال اليوم .
قبل أن يخرج من الفندق ، كان هناك شابٌ مختلف خلف مكتب الاستقبال.. وسأله بسرعة :
- هل تعرف أين تباع معاطف الفتيات؟
- المعاطف؟ ليس هناك سوى متجر آل همام . ولكنها باهظة الثمن .
- وأين عنوانها ...؟
ركض متجولا في المدينة بسعادة وكان الجميع يحدجه بنظرة استغراب، مع قميصه الأسود بلا اكمام وبنطاله من قماش الجينز الرمادي وحذاءه الرياضي الابيض .. بدا غريباً للناس الذين يرتدون ملابس كلاسيكية ثقيلة، ملفتٌ للنظر وكأنه قادمٌ من المستقبل .
كانت هناك عرباتٌ تجرّها الخيول وسأل عماد أحد الرجال الذين يقودونها، كان رجلاً اسمر البشرة غليظ الشارب يرتدي عمامة وثوباً فضفاضاً :
- من فضلك، أين تقع متاجر آل الهمامي .. أوه ان كان اسمهاهكذا!
- هل تريد مني ايصالك؟
- من فضلك ..

في ذلك الوقت استيقظت في غرفتها بالفندق ، نظرت حولها باستغراب للحظة، ثم تذكرت على الفور.
ولهذا وقفت واتجهت إلى ملابسها التي قامت بغسلها وفردها على الاريكتين والطاولة في الليلة الماضية،، تحسستها لكي تتأكد من جفافها . بعد ان لمستها قالت لنفسها بقلق " ما تزال رطبة، ولكن لا بأس .. يجب أن اذهب قبل ان يستيقظ عماد ، لن احتمل رؤيته مجدداً، فأنا محرجة .. محرجة بشدة" ..
ارتدت ملابسها الرطبة، كانت تشعر بالبرد وبأن عظامها تؤلمها .. تجاهلت ذلك ونزلت إلى الاستقبال ثم وضعت مفتاح غرفتها على المكتب الخشبي وهي تقول :
- من فضلك، أنا راحلة، هذا مفتاح الغرفة الثالثة عشر.
ابتسم موظف الاستقبال وقال بتهذيب :
- رحلة موفقة آنستي .
ترددت قليلاً قبل أن تقول :
- هل يمكنك إخبار السيد عماد بأنني رحلت ..؟ وأن تشكره على استضافتي .
- بالتأأأكيد آنستي .
- شكراً لك.

كان الجو بارداً وكئيباً، حاولت أن تلهي نفسها بالنظر إلى المنازل والمتاجر والمارة وبائعوا القماش .. كان هناك الكثير من الخيول التي تحب النظر إليها .. ومع ذلك فقدكانت متجمدة وتشعر بالبرد حتى إنها لم تقدر على الابتسام ..
ومن بعيد شاهدت موكباً يتقدم،، وبدأ الناس يبتعدون عن الطريق وبدلاً عن السير يقفون للمشاهدة،، النساء والأطفال، حتى الرجال والعجائز .. الكل يلوّح بيده بسعادة، فسألت امرأة تقف بجانبها :
- من فضلك ، لمن هذا الموكب الكبير ..؟
- إنه وليّ العهد، الأمير سامي .
- أمير ..؟
لمعت في عيناها الفرحة وهتفت لنفسها :
- يا إلهي أمير سوف يمر من هنا بعد قليل ...
عاد عماد إلى الفندق وهو ينظر بداخل العلبة الورقية ويبتسم، ولكنه سمع صوت موظف الاستقبال ينادي :
- سيد عماد .
التفت خلفه وتساءل :
- ما الأمر ..؟
- لقد تركت لك الآنسة في الغرفة ثلاثة عشر رسالة ..
" تركت .. رسالة !! هل رحلت أم ماذا؟ " تابع الموظف كلامه إلى عماد الذي تغيرت ملامح وجهه :
- لقد رحلت .. وهي تشكرك على استضافتك .
تركه عماد واندفع إلى الخارج، وقف في الشارع ينظر يمنة ويسرة وتكلم لنفسه وهو يشعر بالضيق :
- مـ .. ماهذا الزحام!
حاول أن يمشي وسط الناس اللذين بدؤوا يلوحون للموكب الملكي .. وتطلع عماد وتساءل وهو يدخل رأسه وسط الناس :
- ماهذا؟ هل هو الحاكم؟
أجاب أحدهم :
- إنه ولي العهد ..
زفر عماد وأخرج رأسه وهو يتمتم :
- كل هذا من أجل ولي العهد ..
مشى وسط الزحام وهو يدقق في وجوه الناس وتساءل لنفسه " هل سيعجبها أن تقف وتشاهد الموكب الملكي؟ هل تحب تلك الأشياء يا ترى .. أم أنها استمرت بالسير في طريقها إلى بلدة جدتها ... " ولكنه بالنهاية كان يشعر بأنها تقف لتشاهد الموكب الملكي ..
بدأ يبحث عن فتاة مميزة، بشعرٍ قصير .. ترتدي قميصاً وردياً لطيفاً وبنطالاً أسود اللون .. لكنه لم يصادف أي فتاة ترتدي قميصاً وردياً، جميع الفتيات يرتدين الفساتين .. ولهذا دخل في الزحام وبدأ يمشي نحو الصفوف الأولى وهو يتمسك بالعلبة جيداً .
وقف عند حافة الحاجز الذي وضعه الجنود ونظر يمنة ثم يسرة، وعندها شاهدها .. " أوه! إنها تلوّح أيضاً " انتابته ضحكة قصيرة وصاح باعلى صوته :
- أيتها العنزة!
مرّ موكبٌ من الجنود وأحدثوا ضجة مما جعل صوته يذهب أدراج الرياح، وعندما بدأ الصوت في الخفوت مع اقتراب الموكب الملكي نادى مرة أخرى :
- أيتها العنزة الحمقاء!

- توقف!

توقفت احدى عربات الموكب الملكي وتوقفت بعدها بقيّة العربات . كان الناس متعجبون كثيراً، وأخرجت فتاة غريبة رأسها من داخل العربة المذهبة التي تجرها الخيول وقالت وه يتشير نحو عماد :
- أحضروا ذلك اللعين إلى هنا!
نظر الجنود نحو عماد وتكالبوا عليه! "ماهذا انهم لايقصدونني بالتأكيد!" .. ولكنه مشى معهم إلى العربة بهدوء وعندما وصل كانت الفتاة تحدجه بنظرات الكراهية وقالت:
- كيف تجرؤ على أن تسب أميرة؟! أميرة البلاد باكمله!
" يبدو بانها سمعت العنزة الحمقاء " .. تأمل في وجهها ببرود .. كانت غريبة الشكل، لديها حاجبين دائريين وعينان خبيثتان وملامح مستفزة .. فقال وهو يرفع صوته قليلاً :
- ولكنكِ تشبهين العنزة فعلاً!
ضج الناس بالضحك ، فاشتاطت الأميرة غضباً وهي تقول :
- سوف أزج بك في السجن!
شاهدت ذلك الموقف .. كانت تضع يديها على فمها وهي تراقب بجزع " ماذا سيفعلون به الآن! ذلك المزعج الأحمق! "
أشارت الأميرة الفضولية نحو العلبة وقالت:
- وماهذه؟
أجاب عماد :
- هديّة .. ولكنها ليست لكِ بالتأكيد ، فالعنزات لا يرتدون مثل تلك الأشياء!
صاحت الأميره :
- خذوه إلى السجن ..

- يالها من فتاة متعجرفة ومثيرة للمشاكل! كيف تجرؤ على تخريب موكبي بتلك الطريقة! كان عليها تجاهل الأمر فقط!!
قالها الأمير سامي الذي كان يستقل العربةالمجاورة بضيق، وعندها تكلم مستشاره بسرعة :
- سوف انزل وأحل الأمر، لا تقلق أبداً يا سيدي .
تابعت الأميره :
- اضربوه أولاً حتى تسمعوا تحطم عظامه!
" لا .. لا .. سيضربونه حقاً!" صرخت وهي تزيح الحاجز :
- ارجوكِ لا تفعلي ذلك ، انه .. انه لم يكن يقصد،لقد كان يناديني أنا!
- ابعدوها ..
قالتها بتعجرف، ونظر عماد نحوها بقلق وصاح :
- ابتعدي من هنا! انها لاشيء!
اقترب الأمير ونظر من النافذة يراقب الأمر،وعندها تكلم في نفسه "هذان الاثنان ..!" وبدأ يتذكر :
من أنت، هل هذه المنطقة مهجورة ..؟

لماذا لا تجيب على تساؤلاتنا، هل انت من تلك الأطلال؟

لا تقم باستفزازه ايها المزعج!

ضحك ضحكة خافته وهو يتمتم " لقد تحدث مع دعاء بذلك الاسلوب المستفز، جعلها تغضب .. يجب ان اكافئه على هذا حتى اجعلها تموت قهراً " .. نظر إلى نائبه وقال :
- ادعو هذان الاثنان إلى القصر .
- حاضر سيدي .
اتجه المستشار نحوهما ولكن اقترب أحد الجنود وضربها بقوة فأسقطها أرضاً! ترك عماد العلبة لتسقط واندفع نحوها ولكن الجنود أمسكوا به .. " كيف يجرؤ على ضربها!! كيف .." كان يغلي من الغضب ، وتركه الجنود فجأة عندما تكلم مستشار الأمير :
- اتركوه !
اقترب عماد منها وحملها من فوق الارض فبدأت بضرب كتفه وهي تقول بصوتٍ مهتزٍ بالبكاء :
- دعني انزل ! انا لست طفلة لكي تحملني ..! دعني ! مزعج!
تساءل وهو يتجاهل ضرباتها :
- هل انتِ بخير ..؟
نظرت إليه وأومأت بالايجاب، ولهذا جعلها تقف على الأرض برفق .
تكلمت الاميرة دعاء وهي تنظر إليهما بغيظ :
- ماهذا أيّها المستشار! هل تقبل بشخصٍ يرمي السباب إلى أفراد العائلة المالكة ..؟!
تكلم المستشار قائلاً :
- ولكن، سيدي ولي العهد يدعوهما إلى القصر .
ثم فتح باب العربة الثالثة وقال :
- تفضلا، سيدي الأمير يدعوكما لزيارة القصر وحل الخلاف!


[/[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 06:05 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطار منتصف الليل...//للمبدع ايرومي kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 292 07-09-2013 08:19 PM
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ Heavens ❤ علوم و طبيعة 6 02-08-2011 10:12 PM
تكملت رواية للكاتب اهار الليل فيصل وميهاف عاشقة الانمي ساسكي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 07-19-2010 06:35 PM
في منتصف الليل نور العين200 شعر و قصائد 2 12-23-2008 07:33 PM
منتصف الليل,,, دقة قلب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2008 11:00 PM


الساعة الآن 09:14 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011