عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات و قصص بالعاميه

روايات و قصص بالعاميه قصص و روايات باللهجه العاميه

Like Tree9Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-14-2013, 08:08 PM
 
في ضيافة الجن

قصه من امتع القصص واقضلها في السرد
قرأتها واعجبتني جدا جدا
فحبيت اشاركم بيها هيا من عشر اجزاء اتشرف بعرضها عليكم


اتمنى ان تنال اعجابكم

في ضيافة الجن

الجزء الأول


البحث عن لقمة العيش من أحد ألأسباب التي أبعدت الناس عن مسقط رأسهم و خالد كذلك...

هو شاب في مقتبل العمر يعمل حديثا في مدينة تبعد ما يقارب 300 كلم عن مسقط رأسه...

في كل عطلة أسبوعية يعود إلى مسقط رأسه, يقضي أياما بين أهله و أحبابه ثم يعود ليذوب في زحمة العمل...


هذا الأسبوع سيخرج من عمله متأخرا قليلا و ذلك لإنجاز عمل إضافي..

كل دقيقة يقضيها بين أهله كانت تعني له الكثير لذلك كان متكدرا من هذا التأخير...

هبط الظلام و لم ينهي عمله بعد... فاته فترة العصر بكل ما فيها من نشاط و حيوية و ربما لن يصل إلا متأخرا يكون
حينها الوقت قد ضاع ...



ما أن أنهى خالد عمله حتى أنطلق راكضا... وصل لسيارته و استقلها...

أطلق لها العنان في ذلك الطريق السريع عله يدرك بعضا ما فاته...

لم يمض كثيرا على غياب الشمس بيد إن رحلته ما زالت في بدايتها...

زاد إحساسه بالوحشة طول المسافة و غياب القمر و قلة السيارات...



وصل إلى نقطة يجب أن يهدئ فيها من سرعته قليلا, فهي منطقة لنقطة تفتيش عسكرية مهجورة و ضعت أمامها بعض
"المطبات" الاصطناعية...

خف من سرعته حتى إذا جاوز نقطة التفتيش بدأ يزيد من سرعته تدريجيا...



أمامه و على الطريق لمح شيئا يتحرك... ربما كان كلبا...

أضاء خالد الأنوار العالية لسيارته ليتبين أن ما يتحرك ليس كلبا و لكن إنسان...

شخص يقطع الطريق من الجهة الأخرى...



نظر إلى الخلف من خلال مرآته ليعطي نفسه الوقت الكافي ليتوقف إن استدعى الأمر لذلك... كان

كان هناك شاحنه كبيره خلفه لكنها على مسافة بعيده نوعا ما ... في الجهة ألمقابله كانت سيارة أخرى...

أضاءت السيارة المقابلة من أنوارها ما يعنى أن صاحبها أيضا قد لاحظ ذالك الشخص الذي يعبر الطريق بطء ...

الغريب في الأمر أن الشخص قصير جدا...

لا ... لم يكن شخصا عادى...بل كان طفلا ...

بدء يهدئ خالد من سرعته... أما الطفل فمازال في طريق السيارة القادمة ويتحرك بطء ...

عبر الطفل الطريق المقابل و أصبح في طريق خالد مباشرا ...


نظر خالد من خلال مرآته إلى الخلف ليجد أن الشاحنة قد اقتربت منه كثيرا...

أمام خالد عدة خيارات ... يستطيع أن ينحرف بسيارته ويخرج خارج الطريق إلى المنطقة الترابية حتى يتجاوز الطفل
وأيضا يستطيع أن ينحرف قليلا باتجاه السيارات القادمة ويتجاوز الطفل بسلام ...

المشكلة أن الشاحنة خلف سيارة خالد قد تدهس الطفل فسائقها لا يعلم بما يحدث...



بسرعة قر خالد!!!



لحظة!!!!!



لم يكن طفلا!!! بل كانت طفلة!!!

فتاة صغيرة... اقترب منها خالد بسيارته فلم تعرها أي اهتمام...

أستمر خالد في التخفيف من سرعته حتى إذا وازى الفتاة فتح باب سيارته و حملها من ذراعها بسرعة و هو يخرج إلى
المنطقة الترابية خارج الطريق و باب السيارة ما زال مفتوحا...

مرت الشاحنة و سائقها يطلق أبواقها بشدة موجها لخالد سيلا من الشتائم...

في نفس الوقت عبرت السيارة المقابلة و أبواقها تنطلق بقوة...

تنفس خالد الصعداء بعد أن أنقذ الطفلة و أصبح هو أيضا في مأمن من حادث وشيك كاد أن يودي بحياتهما معا...


وضع خالد الفتاة في حضنه و هو في دهشة من أمرها...

لاحظ خالد أنها خفيفة بخفة ريشة...

ينظر إليها بإعجاب و دهشة...

فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها... كالقمر...

ترتدي جلبابا أبيض مائل إلى الحمرة...

شعرها كستنائي الون متد على ظهرها بشكل جديلة...

شعر خالد بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء...


حاول أن ينظر إلى عينها لكنها كانت تشيح بوجهها عنه...

لم تنظر الفتاة إليه و لم تبكي أيضا...

عيناها مفتوحتان تنظر إلى البعيد بهدوء عجيب...

لم يكن خالد ينظر إليها فقط بل كان يشعر بها.. غير الطفولة لا شئ في ملامحها...

لا خوف.. لا رعب.. لا ابتسامة.. و لا حتى تعجب...

ملامح جامدة لكن جميلة...

لم يستطع خالد تحديد الغريب فيها... ما يعرفه أنها أجمل طفلة رآها يوما في حياته... براءة...




أين أهلها؟!! و كيف وصلت إلى هنا؟!! هل تراهم من البدو الذين يعشون في هذه المنطقة؟!! و هل يتركون أطفالهم
هائمين حول الخطر بهذه الطريقة؟!!

تلفت خالد يمنة و يسرى لكنه لم يرى أحدا في إثر الفتاة...

قبلها خالد دون شعور منه فأغلقت عينيها...

رائحتها عبقة, ليست رائحة عطر أو طيب, بل رائحة العشب الأخضر الندي...

قبلها بعمق فاستكانت... قبلها ثانية و ثالثة فغطت وجهها بكفيها.. أسره جمالها و بهرته طفولتها...


هم خالد بسؤالها كيف وصلت إلى هذا المكان غير أنه شعر بحركة غريبة...

شيء ما لفت انتباهه...

نظر إلى النافذة البعيدة عنه ليرى شخصا واقفا و قد الصق وجهه بزجاج النافذة...

كان ينظر إلى خالد باستهجان و هو يقبل الطفلة...


تحرك الشخص إلى الخلف قليلا و هو ينظر إلى خالد بتوجس و كانت عيناه تحركان بشكل غريب جدا...

تحركت الطفلة و نظرت باتجاه الشخص...

سمعها خالد و كأنها تهمس بكلمات...

جمد الشخص في مكانه حرك شفتيه بكلمات لم يسمعها خالد..

ابتعد قليلا عن النافذة ثم تحرك باتجاه مقدمة السيارة...

دار نصف دورة حول السيارة ليلتف و يقترب من نافذة خالد...

كان خالد يتابعه بنظراته حتى وصل أمام الباب ليتبين لخالد أنه فتا في حدود الثانية عشرة من عمره...


التفت الطفلة إلى خالد... نظرت إلى عينيه مطولا...

عيناها بلون موج البحر الهادئ... كأن زرقتهما تماوج...

نقلت بصرها إلى الفتى الغريب و الذي بدوره لم يتحدث مع خالد بل وجه كلامه إلى الطفلة قائلا: ما الذي أتى بك إلى هنا؟!!

طبعا لم تجب الطفلة و كل ما استطاع خالد قوله كان بصوت خافت جدا...

قال: انتبهوا عليها!!!


حملها الفتى دون أن يعلق على كلام خالد و غادر من نفس الجهة التي حضر منها


و قبل أن يغيبهما الظلام نظرت الطفلة إلى خالد ثم أبتسمت و أغلقت عينها و رمت برأسها على كتف الفتى...

سارا قليلا ثم غابا في الظلام...

كل هذا و خالد واقف يراقب...


سؤال يسأله خالد لنفسه: إذا كانوا يسكنون هذه الجهة فما الذي أوصل طفلة كهذه إلى الجهة الأخرى من الطريق السريع؟!!


كان خالد كالمشدوه لا يدري ما الذي يحدث... لكنه يعرف أن رؤيته لهذه الطفلة أشعرته براحة غريبة جدا...

وضع خالد رأسه على مقود السيارة... أغمض عينيه... تنفس بعمق...

ما زال يجد رائحة الطفلة... رائحة جميلة بحق...

فجأة, شعر بطرقات على جوانب سيارته... سيل من الحجارة تقذف باتجاهه...

فتح عينيه... نظر حوله ليجد السكون... و السكون فقط...

(خالد من الذين لا يخشون الظلام و لا ترهبهم أخبار الجن...)

رد بينه و بين نفسه بحنق:" أطفال البدو!!!

لماذا هذا الإزعاج... سأغادر قبل أن يحطموا السيارة "

أدار مقود سيارته و انطلق متابعا رحلته......




يتبع فما زال للقصة أحداث!!!

وانتظروني على الجزء الثاني...

__________________
إذا ما طالت الأيام أم جنحت مع الطوفان
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس في الميزان





  #2  
قديم 06-15-2013, 06:09 PM
 
يوميا في تمام الثامه بتوقيت مصر الحبيبه

سيتم اضافة جزء من اجزاء الروايه

تحياتي
__________________
إذا ما طالت الأيام أم جنحت مع الطوفان
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس في الميزان





  #3  
قديم 06-15-2013, 08:29 PM
 
الجزء الثاني...


وصل خالد إلى أهله و انشغل مع أصدقاءه لكنه أبدا لم ينسى تلك الطفلة... خفتها جمالها عبقها و غموضها...



صورتها تستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيره...

يتمنى أن يراها مرة أخرى...

يتمنى أن ينظر إلى عينيها...



لم يكن خالد كعادته بين أهله...



بل كان مشغول البال... لا يدري ما الذي يجعل صورة الطفلة راسخة في ذاكرته...

وعلى غير العادة, تمنى أن تنتهي العطلة الأسبوعية سريعا ليعود إلى مقر عمله فربما يصادف الطفلة مرة أخرى



أصبح يرسم صورا و أحداثا في عقله...

تارة يتخيل أنه لو لم يحضر ذلك الفتى لذهب بها إلى أهلها و وبخهم...

تخيل أيضا أنه يدخل القرية دخول الفاتحين و هو يحمل الطفلة فيستقبله الجميع بالشكر و العرفان...



تخيل والدة الطفلة مهرولة إليه باكية فتحتضن الطفلة و تشكره على صنيعه...

ثم تخبره بأنها فقدتها من أيام ثلاثة...



و تخيل فتاة في ريعان الصبا تقترب منه فتقبل رأسه و دموعها قد سالت على خديها...

تخيل أن هذه الفتاة هي أختها فتعجب بشهامة خالد ثم تحبه و تتعلق به...
و كانت هذه أكثر صورة استحوذت على تفكيره و رسمت قرارا يتخذه لاحقا



وتارة يتخيل أن أهلها يغدقون عليه بالمال والمجوهرات شكرا وعرفانا ...

لكن يعود خالد إلى واقعه... فيحتسب عند الله ويسأل الله أن يجعل ما فعله لوجهه خالصا لا رياء فيه ولا شبهه...



ظل خالد على هذا الوضع حتى انتهت العطلة الأسبوعية وحان وقت عودته إلى حيث عمله...

أنطلق خالدا من رحلة العودة وهو يدافع صورة الطفلة من خياله...

حين أقترب خالدا من نفس المكان... شعر بحاجة ملحه للتوقف... حاول أن يتجاهل هذا الشعور ويمضي في طريقه لكنه عجز عن ذلك...

فكر أن يتوقف ليقضي حاجته إلا أنه كان يحاول الصمود حتى يصل إلى أقرب استراحة
صورة ولحدة في خيله تحكم تصرفاته...
كان يتخيل شقيقة الطفلة...
, فتاة جميلة تتعلق برجولته و شهامته دونا عن كل شباب القرية فتحبه و يحبها ليصورا أجمل قصة حب في تلك الصحراء...

أخيرا قرر خالد... سيتوقف ... يجب أن يقضي حاجته... لن يستطيع أن يصبر دقيقه واحده , فربما يرى ما يتمنى...

. . ! ! وربما كان يقنع نفسه...

توقف خالد في نفس المكان الذي ظهرت منه الفتاة وجه سيارته على خارج الطريق وأضاء الأنوار العالية ليجدها أرضا منبسطة جرداء ممتدة بمد البصر....

أرض خالية...لا شجر فيها ولا بيوت شعر...

أدار مقود السيارة وأتجه بها إلى الجهة الأخرى...

الجهة التي ظهر منها الفتى وغاب فيها بعد أن أخذ الفتاة...

توقع أن يرى شيئا في هذا الاتجاه...نزل من سيارته... ألقى نظرة فاحصه شامله ليعود إليه بصره بلا شيء...ارض خاليه...

جلس خالد وقضى حاجته... وما أن انتهى وقفل راجعا إلى سيارته حتى تسمر في مكانه...

رأى شخصا واقفا جوار سيارته... تقدم قليلا ليجده ذات الفتى...

تلفت خالد يمنه ويسرى قبل أن يوجهه كلامه إلى الفتى قائلا: أنت؟ من أين أتيت؟!!!

أشار الفتى إلى البعيد ودون أن يتكلم ...

كان الفتى يرتدي ثوبا طويلا جدا...

همهم بكلمات غريبة قبل أن يقول لخالد بصوت أقرب لأصوات الرجال: ماذا تفعل هنا؟!!

كان صوته أكبر من سنه بكثير...

أجاب خالد: أردت أن أقضي حاجتي وأرى في أي الجهات قريتكم...

قال الفتى مباشرة: إذن فلنذهب فوالدي يتمنى أن يشكرك على صنيعك..

لم ينتظر الفتى جواب خالد بل فتح باب السيارة من جهة السائق وركب... قضى وقتا وهو يجمع ثوبه قبل أن يرمي بنفسه على المقعد الآخر... نظر إلى خالد وأشار له بأن يركب...

ركب خالد السيارة وهو يسأل الفتى: في أي اتجاه؟... أشار له الفتى قائلا من هنا!!!

شعر خالد بأن رائحة الفتى قوية نوعا ما... كان جالسا وقد جمع الزائد من ثوبه أمامه... ليتبين لخالد أن الثوب طويل أكثر مما يتوقعه العقل...

نظر الفتى إلى خالد وهو يقول: هل أتيت لتراها؟!!

لكن ما أن نظر في عيني الفتى حتى لاحظ أمرا غريبا... سرت قشعريرة قوية في جسده...

نظر خالد إلى عيني الفتى ليجدهما بلمعان عيون القطط...

لاحظ الفتى تركيز خالد في عينيه فأغلقهما لبرهة قبل يفتحهما فيجدها خالد بلون أبيض مشع لا سواد بهما أقنع خالد نفسه بأنه يتوهم....

رأى الفتى علامات التعجب في وجه خالد فأغمض عينيه من جديد...

فتحهما فرآهما خالد كعيون البشر قبل أن يشيح الفتى برأسه مشيرا لخالد أن يسلك اتجاه الوادي...

شعر خالد بأنه في مكان نسيه بني البشر...

بدأ يشعر بخوف لم يعرف كنهه...

خوف من المجهول... من العالم السفلي...

لكنه و رغم ذلك يحاول أن يقنع نفسه بالعكس...

سار خالد بسيارته في الوادي وهو مسلوب الإرادة...

يعجز عن التوقف يعجز عن الكلام أيضا...

دخل خالد بين جبلين عظيمين وفي الأمام جبل آخر يغلق الطريق...طلب الفتى من خالد التوقف... فقد وصلا إلى القرية...

ترجل الفتى فتبعه خالد...

نظر إلى الخلف فرأى أنه بين جبال أربعة...

سار الفتى وخالد خلفه لينزلا إلى منطقة منخفضة عن الوادي...

ما أن نزل خالد حتى رأى القرية أمامه...

قرية مظلمة إلا من بعض الأضواء المنبعثة من أمام أبواب المنازل...

هناك بعض الفوانيس الضوئية موزعة على أرجاء القرية...

منازل صغيرة متباعدة...

هدوء غريب و سكون رتيب...

كانت خطوات الفتى سريعة فأسرع خالد للحاق به...

انعطف الفتى بعد أول منزل في القرية فهرول خالد ليدركه...

وما أن انعطف خالد حتى شد انتباهه مشهد غريب...

رأى رجل ضخم الجثة يجلس القرفصاء و قد ربطت إحدى قدميه بسلسلة كبيرة مثبتة إلى جذع شجرة شامخة...

ظنه خالد في بادئ الأمر مجنونا

إلا أن قدم الرجل الأخرى كانت مربوطة بسلسلة أصغر لكن نهايتها ربطت حول رقبة شاة سوداء...

...



يتبع......
__________________
إذا ما طالت الأيام أم جنحت مع الطوفان
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس في الميزان





  #4  
قديم 06-16-2013, 08:35 PM
 
الجزء الثالث

حين مر خالد بجوار الرجل وثبت الشاة مطلقة صوتا غريبا...

رفع الرجل رأسه لتلتقي نظراته بنظرات خالد...

هاج الرجل وصاح صيحة عظيمة و هو يندفع باتجاه خالد لكن السلسلة حالت دون وصوله إليه...

كان الرجل قريبا من خالد بحيث لفحت أنفاسه النتنة وجه خالد...

كان يطلق زمجرة غريبة و يتمتم بكلمات لا قبل لخالد بها...

هنا .. و هنا فقط سكن الرعب بين أوصاله فسرت في جسده قشعريرة كادت أن توقف قلبه...شعر أنه لا يقوى على
الوقوف على قدميه...


تراجع خالد خطوات إلى الوراء ثم تلفت حوله في خوف...

رأى الفتى بعيدا ينظر إليه...
تحرك خائفا وجلا وانطلق في إثر الفتى و الذي بدوره اختفى بين المنازل...


في هذه اللحظة لمح خالد شخص يقترب منه ببطء...

ثبت خالد في مكانه و هو موقن أنه ليس بين بني البشر...

حركة الشخص الغريب تدل على أن هناك خطب ما...

شعر أن ما سيحدث أمر لن تحمد عقباه...

كان الشخص الغريب مخيف ففي خطواته...

يخطو خطوة ثم يقفز في الثانية و يرجع رأسه إلى الوراء بقوة... أوجس خالد منه خيفة و سلم أمره لله...

حين تبين خالد شكل الشخص الغريب صعق مما رأى...

رجل بلا ملامح!!!

بل بلا وجه!!!
لا شيء سوى فتحات تقوم مقام الفم و العين أما الأخرى فممسوحة...

قطعتا لحم سوداء تتدلى من كتفيه بدلا من الذراعين...

ساقان قصيرتان متصلتان بقدمين مفتوحتين في الاتجاه الآخر...

أنحلت العقدة عن لسان خالد ليصيح بأعلى صوته"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"...

توقف الرجل أمام خالد مباشرة ...

تقلص حجم ما يفترض أن تكون عينه الوحيدة...

كشر عن فم لا أسنان فيه أطلاقا...

تمتم بكلمات غريبة و بصوت كالرعد يصم الآذان...

تحدث إلى خالد بغلظة وقال: لماذا تستعيذ بالله؟!!

هل رأيت شيطانا؟!!!

لم يجبه خالد بل فتح عينيه على مصراعيها...

تابع الغريب كلامه قائلا: هل تظن أن أشكالكم أنتم بنو البشر تعجبنا؟!!

هل تعتقد بأن هذا التشكل القبيح يعجنا؟!! لقد أجبرنا من ملك القبيلة بأن نتشكل بهيئة البشر بسبب وجودك على أرضنا...


كان خالد يستمع وقد تجمدت أوصاله حتى عن الهرب...

يشعر ببرد يسري في أطرافه...

يقرأ في سره ما قد حفظه من كتاب الله...


لم ينتظر الغريب أي رد من خالد بل باغته بسؤال:

هل تريد أن ترى شكلي الحقيقي؟!!

قلها... ليس عليك سوى أن تطلب ذلك!!!

استرسل الغريب قائلا: لا داعي لأن تطلب سترى شكلي الحقيقي

بدأ الغريب في التشكل...

أول ما لحظه خالد كان تلك القطع اللحمية و هي تكتسب صلابة...

تمددت القطع اللحمية و اكتست بأجزاء مثل قشور السمك...

تلاشت القدمين ليسقط الغريب على ركبتيه ويتخذ وضعية السجود...

من منتصف ظهره برزت مجموعة عظمية متصالبة ذات رؤوس حادة...

تمتد الرؤوس الحادة لتغرس في جانبي الرقبة...

أنفتق رأس الغريب ليكشف عن رأس صغير جدا شبيه برؤوس الكلاب...


ترنح خالد في مكانه وسقط أرضا و هو يطلق صرخة عظيمة "يا الله"...

سمع خالد صوت من خلفه كصوت الريح و لاحظ أن الغريب قد جمد مكانه...

التفت خالد إلى الخلف برعب ليرى تلك الطفلة مقبلة إليه مهرولة...

لكنها في هذه المرة كانت أكبر من قبل...

فقد رآها بحدود السابعة أو الثامنة من عمرها...

تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما رآه خالد...
__________________
إذا ما طالت الأيام أم جنحت مع الطوفان
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس في الميزان





  #5  
قديم 06-16-2013, 09:40 PM
 
__________________
بس تتحرر#فلـــسطـــين !!
رح نسكر ابوابها ونكتب "ممنوع الدخول"
لانو مثــل ما ‫#‏بكينا‬ لحالنا .... بدنا ‫#‏نفرح‬ _ لحالنا !!



 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عضو في ضيافة قسم الشعر jehan1970 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 53 03-05-2012 01:50 PM
في ضيافة عضو ,, احمد اطيوبه أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 07-28-2010 06:53 PM
الحيوان الوحيد الذي يأكل (((الجن)))وايضاا (((الجن))) تخشاه vἿƝȖṨ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 07-08-2010 04:39 PM
هذه ضيافة لا تضاهيها ضيافة oays tamim نور الإسلام - 1 03-03-2007 07:50 PM


الساعة الآن 04:38 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011