عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2013, 03:03 AM
 
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام

الحمد لله الذي فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وجعله موسما للمنافسة في الخيرات، والتجارة التي لن تبور. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن، الذي خصَّ شهر رمضان بإنزال القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله، نبينا محمد الذي لا خير إلا دلّ الأمة عليه وسبقها إليه، ولا شر إلا حذرها منه وكان أبعدها عنه. ورضي الله على آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الأئمة المهديين، والتابعين لهم لإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : يقول الشيخ عبد الله بن صالح بن محمد بن أحمد القصير
فهذه تذكرة موجزة بشيء من فضائل الصيام والقيام، وما يتيسر مما يتعلق بهما من أحكام. جمعتها لنفسي من كتب مشايخي، ومَنْ سَلف من أهل العلم جزاهم الله خيرا، وضاعف مثوبتهم، وأحببت أن ينتفع بها من شاء الله من إخواني المسلمين، تبليغا للعلم وقياما بواجب النصيحة. وسميتها:
تذكرة الصُّوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام".
وأسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه، مقبولة لديه، وأستغفر الله من الخطأ والزلل في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أولا: حقيقة الصيام وحكمه.
ثانيا: من حكم فرضية الصيام.
ثالثا: فضائل الصيام.
رابعا: خصائص شهر رمضان.
خامسا: أحكام تتعلق بالصيام.
سادسا: أمور يفطر بها الصائم.
سابعا: أمور لا يفطر بها الصائم.
ثامنا: فضل قيام الليل.
تاسعا: فضل قيام رمضان.
عاشرا: فضل ليلة القدر.
أولا:- حقيقة الصيام وحكمه
هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح، وغيرها من المفطرات - بنية العبادة فريضة أو نافلة - من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
قال تعالى: { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } (1) .
فأباح سبحانه التمتع بهذه الأمور في ليل الصيام إلى الفجر، ثم أمر بالإمساك عنها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وقد جاء في السُنة الصحيحة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ذكر أمور أخرى يفطر بها الصائم، غير تلك المذكورات في الآية ، تأتي الإشارة إليها في موضعها - إن شاء الله - وألْحق أهل العلم بها أمورا من جنسها قياسا عليها لاتفاقها في العلة.
_________
(1) سورة البقرة , الآية : 187 .
وصيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة، ودليل فرضيته قوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } إلى قوله: { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ... (1) .
وفي الصحيحين عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان » (2) ، ولمسلم : « وصوم رمضان وحج البيت » (3) . وأحاديث كثيرة بمعناه في الصحيحين، وغيرهما من دواوين الإسلام.
_________
(1) سورة البقرة, الآيات 183-185 .
(2) أخرجه البخاري برقم (8) في الإيمان، باب: «قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: »بني الإسلام على خمس«. ومسلم برقم (16). في الإيمان، باب: »بيان أركان الإسلام . .« عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(3) أخرجه مسلم برقم (16) - 22.
وأجمع المسلمون على فرضيته إجماعا قطعيا معلوما بالضرورة من دين الإسلام، فمن أنكر وجوبه فقد كفر. فإن العلم بفرضيته من العلم العام، الذي توارثته الأمة خلفا عن سلف.
ويجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع، لقوله تعالى: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } (1) وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كما في الصحيحين وغيرهما: « صوموا لرؤيته - يعني الهلال - وأفطروا لرؤيته . . . » الحديث. (2) .
تذكير :
يجب على المسلم أن يصوم رمضان إيمانا واحتسابا، لا رياء ولا سمعة ولا مجاملة لأحد، ولا موافقة لأهله، أو متابعة لمجتمعه.
_________
(1) سورة البقرة:185 .
(2) أخرجه البخاري برقم (1909) في الصوم، باب: «إذا رأيتم الهلال فصوموا». ومسلم برقم (1081) في الصيام، باب: «وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال. عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فإن الصائم لا ينال ثواب الصيام؛ ولا تجتمع له فوائده إلا إذا كان الحامل له إيمانه، بأن الله تعالى فرضه عليه رحمة منه به وإحسانا إليه، واحتسب الأجر على صيامه عند ربه، الذي وعد به الصائمين. كما في الصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » (1) وقد قال تعالى: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (2) سواء كانت صوما أو غيره، والإحسان هو المتابعة والتأسي برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وكذلك يتعين على الصائم - فرضا أو نافلة - أن يصون صومه عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال والوسائل التي تبطل الصيام، أو تقدح فيه أو تنقص ثوابه، فإن المقصود بالصيام هو طاعة الله تعالى، وتعظيم حرماته، وجهاد النفس على مخالفة الهوى في طاعته، وتعويدها الصبر على محابه وعن محارمه ابتغاء وجهه.
وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب وسائر الشهوات فقط، بل إنما شرع ترك هذه الأمور لأنها وسيلة توصل إلى ذلك، وتعين عليه، ولقطع الشواغل عنه والصوارف إلى ضده.
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (38) في الإيمان، باب: «صوم رمضان إيمانا واحتسابا». ومسلم برقم (760) في صلاة المسافرين وقصرها، باب: «الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح» عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) سورة البقرة، الآية :112 .
ولذا صح في الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: « الصيام جنة؛ فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم » (1) . لذا ينبغي للصائم أن يحفظ صيامه، وأن يصون لسانه من جميع الكلام إلا ما ظهرت مصلحته، وترجحت فائدته. ففي الصحيحين عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت » (2)
وقد كان السلف الصالح رحمة الله عليهم إذا صاموا قعدوا في المساجد، وقالوا: نحتفظ صومنا ولا نغتاب أحدا، وذلك لأنه صح في الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » (3) رواه البخاري .
وروي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: « رب صائم حظه من صيامه الجوع والظمأ » . (4)
وفي ذلك التحذير الشديد، والزجر الأكيد عن أن يعرض الصائم نفسه إلى ما قد يفسد صيامه، أو ينقص ثوابه من قول الزور والعمل به، كالكذب، والبهتان، والغيبة، والنميمة، والشتم، وفاحش القول، بل كل ما لا مصلحة فيه من الكلام فينبغي اجتنابه والحذر منه في كل زمان ومكان.
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (1904) في الصوم، باب: «هل يقول: إني صائم إذا شُتم؟»، ومسلم برقم (1151) في الصيام، باب: «فضل الصيام» . . عن أبي هريرة .
(2) جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (6018) في الأدب، باب: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره». ومسلم برقم (47) في الإيمان، باب: «الحث على إكرام الجار . .» عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري برقم (6019) ومسلم برقم (48) عن أبي شُريح رضي الله عنه .
(3) أخرجه البخاري برقم (1903) في الصوم، باب: (من يدع قول الزور والعمل به«. عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه ابن ماجه برقم (1690) وأحمد في المسند (2 / 373 ، 441) والبيهقي (4 / 270). وصححه السيوطي في الجامع الصغير، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وإذا شَرُف الزمان كرمضان، أو المكان كمكة، فإن السيئات قد تعظم، كما أن الحسنات تتضاعف، وربما كسب المفرط من آثامه ما يفوق حسنات صيامه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم. وغدا ان شاء الله سناتي على ذكر حكم فرضية الصيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب .. الصيام سؤال وجواب - تعلّم الصيام وأحكامه بكل سهولة مبدع قطر نور الإسلام - 4 06-19-2017 12:22 PM
بعض فضائل الصيام 0ياسمينة0 نور الإسلام - 11 10-02-2009 10:49 AM
الفرق بين صلاة التراويح والقيام؟ alaayaseen خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 5 09-13-2008 07:57 PM
..ii.. مجلة طاب الخاطر ..ii.. لشهر رمضان 1429 ه.. اللهم تقبل منا الصيام والقيام ..!! طاب الخاطر مواضيع عامة 0 08-31-2008 04:59 PM


الساعة الآن 03:56 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011