عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree91Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 07-31-2013, 12:57 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر الكوون~ مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كيفك
رواايتك جدا رائعه شعرت بأني في القصه أطوف على البحر
الهائج المتقلب الأوضاع ذو البروده المميته وأرى النجوم تتلألأ بعيني النصف مفتوحتين
وأنا أتمنى أن أتعلق بإحداها حتى أخرج من تقلب البحر الهائج
هذا ما شعرت به حين قرأت قصتك الرائعه المذهله
أشكرك لوضعك قصتك الرائعه في منتدانى الحبيب وأتمنى أن تسعدي معنى هنا
وتتألقي وترينا روايه من كتابتك يا حلوه ^^
بالنسبه للأسئله

أكيييد ومررره أعجبتني
راح أذبحك لو ما كملتي هههههه
بس كبري الخط يكون أحسن للقارئ
ممكن أقول لك شيء
أي شيء تبغين تستفسرين عنه أو محتاجه مساعده لا تترددي تطلبيها مني ^^
وفي أي وقت حياك ملفي مفتوح لك
بس كثري مشاركاتك حتى توصلي 50 مشاركه وبعدها تقدرين تراسلين أي أحد على ملفه
لو حابه أساعدك في نشر روايتك أنا في الخدمه
لا تنسيني من رابط روايتك الحلوه مثلك
في آمان الله
جانا :glb:
ووآآآااه جد جد شكرًا حبيبتي ❤
تسلمي على كلامك 🌹
أسعدتني صرآحه🌹
لگ الشكر والتقدير على هـاذا المرور الجميل🌹
في حفظ الرحمان ❤❤❤
ṦĥŎŎĐ likes this.
__________________
ساابتسم لأن لدي حياھٓہ كبيرھٓہ
مليئھٓہ بقلۆب طيبھٓہ ♥♥
تجعلني آنسى آن هناك من خذلني
ۆسقط مني .. ♡♡♡♡*) !
~ ~ ~
قصةة قصيره / . . المبارز الأسود . . !!
http://vb.arabseyes.com/t426771.html
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-31-2013, 01:04 PM
 
الـبـــــــ الـثاني ــــــــــارت

بــــعنــــوان :

مــــطــــ الغــابـــات ــــــــر
الجــــــ الثانـــي ــــــزء

رافقت الزوجين إلى بيتهما القائم بجدرانه البيضاء وسط أشجار الصنوبر , وهناك كان طفلهما ينام في سريره , غير بعيد عن أكواز الصنوبر والخشب المشتعل في المدفأة , وتحدّثت ماري ليز مع زوجها , فأستأذن وخرج من المطبخ.
سمعتها أيفين تقول لزوجها :
" أمريتو أتصل بالسيد ".
وتطلّعت أيفين ألى ماري ليز التي كانت تعد المائدة وسمعتها تقول ثانية :
" السيد , حدثه يا أمريتو عن السيدة الأنكليزية , أفهمت ؟".
يبدو أن أمريتو على وشك أن يسلمها إلى سيد كبير في هذه المنطقة , تأملت أيفين الطفل النائم في مهده بإعجاب , وأكلت البيض المقلي الذي أعدته لها ماري ليز , وكانت تتناول فنجان قهوة حينما عاد أمريتو وأفهمها أن سيارة ستأتي لتنقلها إلى قصر السيد.
نظرت أيفين من النافذة وتساءلت :
" أين أنا ؟ أي جزء من أسبانيا هذا؟"
أخذت ماري ليز تهدهد إبنها بين ذراعيها , وتركت لزوجها الشاب مهمة الأجابة , وعلمت أيفين بشيء من الذهول والذعر أنه جيء بها إلى جزيرة على الساحل الأسباني تدعى , جزيرة دي ليون.
وما أن أستوعبت الحقيقة المذهلة , حتى سمعت صوت سيارة تتوقف خارج البيت , وفتح أمريتو الباب وخرجت أيفين إلى نور الشمس الذي كان يتخلل الشجر ويسطع على هيكل السيارة الرابضة هناك , سيارة ليموزين عليها شعار أسد فضي في مقدمتها وهلال على أبوابها , وألتقطت أيفين أنفاسها , إن آل ساندل لم يركبوا سيارات مثلها , ولم يكونوا من الأهمية بحيث يكون لهم شعار أو نبالة.
برز من وراء مقود السيارة سائق في بدلة ملونة وفتح الباب , إبتسمت أيفين وهي تودّع الزوجين وشكرت أمريتو قائلة:
" أنت أنقذتني ولساني عاجز عن شكرك بما فيه الكفاية".
رد أمريتو :
" في رعاية الله".
قبّلت أيفين خصلات شعر الطفل , وأرتمت داخل سيارة الليموزين , شعرت بنعومة مقاعدها المخملية وأمتلأت بالزهو , أنها لم تحلم أبدا بأن تقذفها الأمواج ألى جزيرة وتركب سيارة يقودها سائق خاص , كانت السيارة مزودة أيضا بسجادة تحت قدميها ووسادة خلف رأسها فجلست في غاية الراحة , وأخذت السيارة تترك طريق الغاب وتصعد في طريق جبلي دائري.
وأخيرا توقفت السيارة , وفتنها المنظر الطبيعي ولمعان البحر الذي يلف جزيرة دي ليون , من يكون دي ليون هذا , أيمكن أن تكون جالسة في سيارته التي أخذتها إلى قصره ؟ كانت تسمع عن بعض النبلاء الأسبان الذين لا يزالون يعيشون كاللوردات الأقطاعيين في هذه المناطق النائية , أن زوجة البحار الذي أنقذها كانت تسمي الرجل الذي استدعاها بالسيد
فجأة أمسكت أيفين مقبض باب السيارة الداخلي الفضي , وأحست بطعنة من الشك والخوف , أرادت أن تطلب من السائق أن يعيدها إلى عائلة أمريتو الطيبة التي تعيش في كوخها الوديع , ولكن لغتها الأسبانية لا تسعفها , فهي لا تعرف غير كلمات وعبارات قليلة, وليس من بينها : ( أوقف السيارة , أريد الخروج من هنا ).
حملقت من نافذة السيارة , ورأت صخور الشاطىء وشجر الصنوبر والصمغ , ومسحة ذهبية تعلة الجبال البعيدة , وزرقة أخاذة لمياه البحر .
كان البحر الذي وقعت فيه الليلة الماضية مخيفا , أما الآن فهو أشبه ببركة مملوءة بياقوت أزرق , وحين نظرت إلى المياه البعيدة لحظة زاد صعود السيارة إلى أعلى التل , فكرت في حال مخدومتها أيدا ساندل , هل نجت؟ وهل ستسعى للأستعلام عن خادمتها أيفين بلغريم
أيفين تعرف أن إسمها الأول غريب , قال لها أبوها أنه أختاره من كتاب حكايات خرافية , ولم تكن أبدا ساندل تحب إسم أيفين الخرافي , لهذا كانت تناديها دائما بأسمها العائلي , كانتتقول لها:
دلكي رقبتي يا بلغريم , خذي الكلب إلى الحديقة يا بلغريم ....".
صحيح أن الرحلة البحرية الأخيرة بدت مثيرة , ولكن ما من شيء تغيّر بالنسبة إلى أيفين على ظهر الباخر , إلى أن دوّت صفارات الأنذار ومال قارب النجاة ووقعت في البحر الذي قذفها قريبا من شاطىء تلك الجزيرة فأنقذها البحار الأسباني الشاب.
جزيرة دي ليون , أمتلأت عيناها العسليتان بالعجب , كيف لها أن تنسى الحكاية الخرافية التي أختار أبوها أسمها منها , أيفين كما تقول الحكاية فتاة أعانها أسد في صراعها مع التنين!
حينما تمهّلت السيارة في منعطف بالطريق الحلزوني , لمحت أيفين أبراج قلعة أشبه بقلاع القصص الخيالية فأحست بأشتداد دقاق قلبها وهي تتأمل روعة المكان , كانت القلعة أشبه بسجادة ساحرة , أراجها تشق السماء الزرقاء الذهبية , وفوق أحد الأبراج يرفرف علم عائلي , والألوان الذهبية والقرمزية تنتشر مع الريح والشمس.
تنفست أيفين بهدوء , لم يكن حلما لأنها أحست بالريح على خديها , وشمّت رائحة شجر الصنوبر وملح البحر في الهواء , لم يكن حلما لأن السيارة دخلت إلى فناء القلعة , ورأت أيفين تمثال أسد حجري يعلو المدخل.

دارت السيارة حول بئر حجرية وسط الفناء , ثم توقفت أسفل سلم يؤدي إلى بهو , ونزل السائق وفتح باب السيارة المجاور لأيفين , فأسرعت بالخروج وراحت تتأمل السلم وشعار النبالة الذي يعلو البهو.
أنها تدخل بيت أسرة عريقة ,ولا بد أنه يحفل بالمحبة والأطفال .
قال السائق وهو يشير إلى باب من الحديد المشغول في جدار الفناء:
" أسمحي لي".
وفتح البوابة ودخلت أيفين إلى باحة مرصوفة بهرتها , خُيّل إليها أنها تمشي داخل لوحة , وأحست أنها بهذه الثياب الغريبة تبدو شاذّة وسط الزهور العطرة التي تملأ الباحة حول النافورة , والورود التي تلتف حول أعمدة الممشى , قالت:
" ما أحلى الزهور والورود!".
أجاب السائق بأدب:
" حقا يا سيدتي , سيد القلعة رجل غني للغاية".
راحت تسير إلى حيث يقودها السائق عبر باب زجاجي مفتوح على قاعة ثم نحو سلم فخم من الرخام والحديد المشغول.
توقف السائق أمام باب مزدوج من الخشب المحفور , وطرق الباب مستأذنا وأمسك بالمقبض البرونزي وفتحه تاركا أيفين تدخل الغرفة وحدها.
وقفت أيفين مشدوهة عند العتبة تتأمل أثاث الغرفة الكلاسيسكية وسقفها وجدرانها المكسوة بألواح الخشب البنيّة اللامعة , وكانت على الجدران لوحات أسبانية ذات أطارات مذهبة , وكذلك سجادة حريرة رائعة الشگل.
خطت خطوة إلى الأمام , وفي الحال أنغلق الباب وراءها وأتسعت حدقتاها حين تركزتا على السيد الطويل القامة الذي وقف ينظر إليها عند أحدى النوافذ , كان يقرأه كتاباً صغير اسود , وبدت لها ملامحه كالنسر وعيناه الزمرديتين لامعتين باردتين , وأنفه الصغير يتناسب مع فمه المهيب , وقف بلا حراك قبالة النافذة ذات الزجاج الملون , بلفه السكون , وشعاع من الضوء الياقوتي يتلاعب فوق شعره الأسود الكثيف كاسوادالليل
كان أسبانيا مرموقا فيه نبل وتحفظ وحزن, يرتدي ثيابا حيكت بمنتهى الدقة , مما زاد في شعور أيفين بغرابة ثيابها.
أخذ السيد يقيّمها من رأسها حتى قدميها , وتعقّدت أصابعها بعصبية فوق بنطلونها الجينز الذي طوت ساقيه من فرط طولهما , وأنبهرت لعظمة الرجل وفخامة محيطه , ولم تجد في تلك اللحظة , الشجاعة لتفتح الباب وتلوذ بالهرب من عينيه العميقتين وفمه الذي لا يعرف الأبتسام على ما يبدو.
" أنت الفتاة التي أنقذها مريتو من المحيط؟".
" نعم".
قالتها وقد أنخلع قلبها من الأثارة , ومع أنها كانت تعلم قبل أن يتحدث أن صوته سيكون عميقا ومغناطيسيا , فأنها لم تكن تعرف أنه سيحدثها بأنكليزية صحيحة تماما مع لكنة أسبانية , كان صوته ساحرا قويا كنظرته.
" ما أسمك؟".
" أسمي..... أسمي أيفين بلغريم يا سيدي".
أشار إلى كرسي مخملي عالي الظهر وقال:
" أجلسي لنتحدث".
سرّها أن تجلس قبل أن تخونها ساقاها , كانت ترتعش , لم تشعر أبدا في حياتها هكذا ..... بالتأكيد هذا هو الخوف من أول نظرة!
أبتعد عن النافذة ولاحظت أنه يبدو صغير السن ولگن له هـيبته فالجميع يدعونه بالسيد, وعندما وصل إلى المدفأة التي يعلوها شعار عائلته أنحنى أنحناءة بسيطة وقال بصوت عميق يفرض الطاعة:
" أنا ليون دي كونك واراندا , المركيز دي ليون".
شعرت بالأغماء بعد سماع إسمه الرنان , هو أذن مركيز الجزيرة , لورد أقطاعي يحكم من قلعته , ولعّل كلمته هنا هي القانون ".
" عندنا مثل يا آنسة بلغريم يقول : الأسباني قد يجرحك ولكنه لن يسلخ جلدك على الفور , لا تنظري إليّ بمثل هذا الأضطراب!".
زاد أضطرابها عن قبل أذ أصبح الآن على مقربة منها وقد تركزت عيناه على وجهها وعلى فمها الذي لم يمسه رجل.
سألها:
" ألا يعجبك بيتي يا آنسة ؟ كثيرون يجدونه جميلا ببرجه البحري , وبساتين لوزه , ونافورة باحته".
أجابته :
" بيتك قلعة يا سيدي".
كرر بسخرية :
" بيتي قلعة ". وسأل : " ألم تدخلي قلعة من قبل؟".
أجابت أيفين وقد خفضت ذقنها :
" كلا يا سيدي , ماذا تفعل مرافقة مثلي في قلعة؟".
لمس بأصبعه الورود المنسقة في مزهرية فوق المدفئة الرخامية ورائحة عبير الورود المنتشرة , وقال :
" حقا , ماذا تفعل؟ ". وأستطرد سائلا: " كم عمرك يا آنسة بلغريم؟".
جلست مبهوتة , فسؤال كهذا لا يسأله رجل من مواطنيها على هذا النحو المباشر , وقطب هو جبينه , وتذكرت أنه أذا سأل المركيز دي ليون سؤالا فعليها الأجابة بدون تردد , بغض النظر عن خصوصية السؤال.
" في التاسعة عشرة يا سيدي".
" حسبتك أصغر".
وأخذت عيناه تتفحص قوامها النحيل في الثياب الفضفاضة التي أعطاها إياها أمريتو , وأبتعد عن المدفأة وسار بأتجاه طاولة صغيرة فوقها صحن عنب حباته كالذهب , وأخذ الصحن وناوله إلى أيفين , وقال :
" أنت صغيرة ويحسن بك أن تكثري من الفاكهة ".
وأرتسمت على شفتيه إبتسامة باهتة وأضاف:
" أنها من كروم القلعة"
كانت حبات العنب لذيذة , ولكن أيفين شعرت بالخجل بسبب العينين الزمرديتين اللتين تتطلّعان إليها وقد تناولت ثلاث حبات أو أربع.
سألها وقد وقف أمام الصورة وهو يتكىء بشدة على عصاه:
" هل أطعمك أمريتو؟".
لاحظت أيفين أن فمه الجميل يعلوه حزن يقربه منها .
" زوجته قدمت لي أفطارا يا سيدي .... كان مصيري الموت لولا أمريتو".
قال وهو يتأملها :
" أهدأي , كان شيئا لا يصدق بالنسبة إليك , كان كابوسا وعليك نسيانه".
" كان الناس يصرخون والسفينة تغرق!".
" لعل كثيرين منهم قد نجوا مثلك".
" كنت أسافر كمرافقة للسيدة ساندل , وأتساءل......".
" أذا كانت هي أيضا قد نجت؟".
" نعم يا سيدي".
قالت أيفين ذلك وقد أتسعت عيناها من الأسى , صحيح أنها لم تشعر أبدا بمحبة كبيرة لسيدتها , ولكنها عرفت تجربة الغرق في المحيط المظلم والخوف يزحف إلى قلبها.
" سأطلب الأستفسار عنها ". ثم نظر إليها وإستطرد : " أتودين العودة إليها أذا كانت قد نجت؟".
" كلا!". أنطلقت الكلمة قبل أن تتمكن من كتمانها : " أظن أنه يتوجب عليّ ذلك ...... فلا شيء لديّ , لا ثياب ولا مال".
" هل تفضلين البقاء هنا".
لم تصدق أيفين أنها سمعت العبارة صحيحة , ولكنها في لمح البصر وكأنما هزّها إنفجار قنبلة أيقنت أنها سمعتها بوضوح تام , وتطلعت إليه بحيرة لتفهم دعوته , هو مركيز وهي مجرد مرافقة , أتراه يعرض عليها وظيفة خادمة في القلعة؟ فسألته بصوت خافت:
" أتسمح لي بالعمل هنا يا سيدي؟".
مرة أخرى إرتسمت الأبتسامة المقتضبة على شفتيه وقال:
كلا يا آنسة , أنا أدعوك للبقاء هنا فترة , أن خدمي كلهم من الرجال بأستثناء مدبرة المنزل".
" ولكن....".
رفع حاجبيه وقال:
" ولكن ماذا , كان واضحا أنك غير راغبة تماما في العودة إلى عملك السابق , ألا تفضلين البقاء هنا في القلعة؟".
سألته وهي تشعر بشيء من العذاب:
" بأية صفة؟".
" بصفة ضيفتي يا آنسة بلغريم , أتظنين أنك أثرت عواطفي؟".
أنتابها الحياء , وأحسّت بعينيه تتابعان سريان هذا الحياء من خديها إلى شعرها الذي جعده البحر , طمأنها بسخرية:
" أؤكد لك أنني لا أمارس حق السيد على كل أنثى تطأ الجزيرة , أنت فتاة مشردة وستمكثين هنا , هذا ما أراه".
أستقرت أيفين في الكرسي المخملي الطويل الظهر , وبين يديها صحن العنب الذهبي , ماذا عن عائلته؟ لن يسرها بالتأكيد أن تحل فتاة تعيسة مشرد ضيفة عليها؟
أتكأ على الطاولة وأمعن النظر إليها كأنها شيء غريب في غير موضعه داخل هذه الغرفة الجميلة , إلا أن شيئا قد جذبه إليها , فسألها :
" ما هو الأعتراض الآن؟".
" ماذا تقول عائلتك؟".
" ليس عندي عائلة".
وفجأة أعتلت وجهه خشونة , وكأنما مسّت جرحا كان يخفيه , وأضاف:
" لا عائله عندي , في القلعة بعض القطط وكلب صيد كما ترين".
وضرب الأرض باقدمه اليسرى ثم قال:
" وها أنذا كالشيطان فـي هذه القلــعه "
وسرت قشعريرة في كيان أيفين , أجل أنها أحست من اللحظة الأولى للقائه أن هناك شيئا شيطانيا في هذا الرجل! سألته منزعجة:
" تعني أنك ستكون مسؤولا عني؟".
" سيكون ذلك شيئا جديدا".
وقرع جرسا فضيا لأستدعاء أحد حاشيته , وتابع:
" أرى أن الأنكليزية لا تريد أن يطوقها أحد بجميله , ولكن الجزيرة بعيدة جدا عن الأرض الأم ( أسبانيا ) وعليك قبول ضيافتي , شئت أم أبيت".
" هذا كرم منك يا سيدي".
" كرم؟ أنا عملي وأسباني , بيتي بيتك!".
نظرت الى ما حولها من سجلد غني بألوانه اللامعة والى المزهرية الذهبية , وشعرت كأنها شحاذة بين يدي أحد الكلوك!".
" كل الأجراءات اللازمة سيجري تنظيمها مع البوليس الأسباني ".
قال ذلك ثم نظر الى الباب وهو ينفتح وتدخل منه أمرأة , كانت متجهمة الوجه ترتدي ثوبا أسود , وقد تحدث اليها الماركيز بسرعة بالأسبانية , وشعرت أيفين بالنظرة الباردة التي مقتها بها المرأة .
" أمرك يا سيدي".
ثم أنحنت وأنسحبت من الغرفة , فقال:
" طلبت من مدبرة المنزل أعداد غرفة لك , اسمها آلما , وستجدينها معينة".
نظرت اليه أيفين في حيرة , أنه يتولى رعايتها كأنها هرة صغيرة وجدها عند عتبة بابه , ولكن ليس في تصرفاته أي شعاع من حنان , فهمست شاكرة بأحساس العارفة بقلة حيلتها , لعله قد دعاها للبقاء لكي يدرس أنطباعها عن قلعته , تمنت لو أنه في مقدورها معارضته , قال:
" سترين البحر من غرفة نومك , أنه بحر فاتن".
جفلت من وصفه للبحر بالفتنة , أنها لم تنس بعد أن البحر جرفها في عتمته كحطام سفينة , ولم تكن لتنسى الخوف والوحدة.
سألها ليون دي كونك وعيناه تطالعان خواطرها:
" أتفهمين لغتنا؟".
" عبارة من هنا وأخرى من هناك".
" يمكنني القول أنك ستفهمين الكثير قبل مغادرتك للجزيرة , وربما تسعدني وصايتي عليك".
أثارت فكرة الوصاية أيفين , أنها وصاية الشيطان , وقفت وأمسكت بصحن العنب ونظرت الى ثيابها في المرآة المعلقة على الحائط , وفجأة بدأت تضحك , وأذا بالهستيريا التي كتمتها تنطلق من كيانها فلم تكف عن الضحك , ورغم ضحكها , انسابت الدموع على وجهها , وأمرها المركيز بألتزام الهدوء , وبكت عندما رفع يده وصفعها متعمدا.
أرتعدت وتأوهت , وأحست بألم خدها , ووقفت كطفل حزين , الدموع في عينيها والصفعة على وجهها , وكرهت المركيز من كل قلبها , قال لها بهدوء:
" لا هستيريا بعد الآن , عليك التصرف بوقار أتفهمين؟".
ذرفت الدموع من عينيها الواسعتين في سكون:
" ولماذا ؟ ألم أقل أنني كنت مجرد خادمة عند أمرأة مدللة أنانية".
أمسك ذقنها ورفع وجهها المبلل بالدموع لكي يتأمله مليا بلا رحمة وقال:
" أيفين , لك أسم ساحر وعليك العيش في سحره".
أصابعه التي أمسكت بذقنها وهي بذاتها التي صفعته , كان قاسيا فوق تفهمها , وقبل أن يسلمها الى مدبرة منزله , أخرج منديلا من جيبه وطلب منها أن تمسح عينيها وقال:
" غدا تنسين الباخرة الغارقة , أتفهمين؟ أذهبي وأستريحي , وستتحسن حالتك".
مسحت عينيها وشعرت بالتعاسة , ما أجمل أن تجد الفتاة في الأزمات شخصا حنونا , ولكن ما أبعد ذلك الزمان الذي كان والدها يفيض عليها بحبه.
وفي هدوء أعادت اليه المنديل , فوضعه في جيب سترته المخملية السوداء , كان في يده اليسرى خاتم به ياقوتة واحدة حمراء , وكانت الياقوتة تتلألأ وسط سواد سترته , ألوان شيطانية تناسب تماما رجلا على شاكلة المركيز دي ليون.
تبعت أيفين مدبرة المنزل وصعدت السلم الدائري الى غرفتها , وعرفت من الجدران والنوافذ المقوسة أنها أعطيت غرفة في برج القلعة , وفتحت المدبرة بابا داخليا كشف عن حمّام يكسوه الفيشاني المذهب والأخضر .
قالت مدبرة المنزل بصوتها القاسي:
" هذا هو الجناح الخاص , ودلّت أيفين على صنبور الماء الساخن والبارد , وفتحت خزانة علقت بها المناشف وتحتها صابون وأسفنجة , كان في أحد أركان الحمام مغسلة من البورسلين , وأدركت أيفين في الحال أنها تنعم بخصوصية تامة في هذا الجناح من البرج.
وأبتسمت لمدبرة المنزل التي لم تبادلها الأبتسام , ووجدتها تنظر الى ثيابها بأزدراء , وتذكرت أيفين غطرسة الخدم في بيت آل ساندل , قالت:
" حسنا, سآخذ حماما".
وفهمت المرأة الكلمات الأنكليزية وقالت:
" ستجد الآنسة على السرير قميصا وروبا , أن السيد المركيز أمر بأحضار ثياب للآنسة من البلدة".
وتعجبت أيفين:
" هناك بلدة؟".
ورفعت آلما حاجبيها وقالت:
" بالطبع , القلعة منعزلة هنا..... ولكن على مسافة ستة أميال هناك محلات وفندق ومسرح , وبيوت كبيرة في ميناء بورتو دي ليون , وأصدقاء المركيز لهم بيوتهم هناك".
( ما أسعدني بمعرفة كون الجزيرة غير منقطعة عن االمدنية تماما! )
وأمسكت أيفين بقطعة صابون كبيرة من زيت الصنوبر وتشممت رائحتها الذكية , أن الحمام ثم النوم في السرير الكبير بالغرفة المجاورة سيعيدان عافيتها اليها.
" هل تود الآنسة تناول فنجان شاي؟".
" بكل سرور , أذا أمكن ".
ومرة أخرى رمقتها آلما بنظرة مؤنبة , وقالت:
" لسنا من المتوحشين في هذه الجزيرة , منذ سنوا وأحد أفراد أسرة دي ليون يتولى الأشراف هنا , وأمثال السيد المركيز هم من علية القوم".
وعلقت أيفين قائلة:
" أن المركيز يبدو محبا لطريقة حياته الخاصة".
" الأسباني عادة سيد في بيته , والمركيز أكثر من ذلك , فأمجاد عائلته مسجلة في كتب تاريخ أسبانيا يا آنسة".
ولم تشك أيفين لحظة في أقوالها , فتاريخ عائلته الأقطاعي مكتوب على وجهه , وعميق في دمه وعظامه , قد يكون كريما ولكنه يستطيع أن يكون قاسيا أيضا.
وقالت أيفين لكي تواصل الحديث:
لا بد أن الجزيرة رائعة للغاية".
" تستطيع الآنسة أن ترى بعينيها , تعالي".
وقربتها آلما من أحدى النوافذ المطلة على الخارج, وفي الحال , أستطاعت أيفين سماع صوت البحر كأنه ريح في أغصان الأشجار العالية تتنهد في قلق , وتهمس بأسرارها, وأستطردت آلما :
" أنظري الى البحر".
وتطلعت أيفين حيث أشارت آلما فرأت البحر بزرقته الفيروزية , والصخور الشبيهة بالأبراج تعانقه بأستمرار , وتستحم برغوته التي تتكاثر حينا وتتلاشى حينا آخر , وتطاير شعر أيفين بالهواء المالح الذي تجمع حول غرفتها , وشعرت كأنها هنا أسيرة الساحر الأسمر سيد القلعة.
كان صوت مدبرة المنزل بالقرب من أيفين وهي تقول:
" البحر يهمس , وستسمعينه ليلا , وسيبدو كصوت أحد البشر , أعلمي يا آنسة أن عروسا من آل ليون ماتت فوق هذه الصخور منذ زمن طويل".
ألتقطت أيفين أنفاسها وأبتعدت عن النافذة , وألتقت بعيني مدبرة المنزل ورأت فيهما كل معاني عدم الترحيب , والعزم عل أثارة أعصابها.
" كانت صغيرة في مثل عمرك , ومن بلد غريب مثلك , وتميل الى المشي بمحاذاة صخور القلعة مع كلب صيد من نوع كانت الأسرة تحب دائما تربيته , وقد جذبها الكلب بتقدمه الى حافة الصخور وبعدها غابا معا".
هذا ما قالته آلما وهي تتجه الى الباب وتخرج قائلة:
" سآتي لك بأبريق الشاي يا آنسة بعد الحمام".
أنغلق الباب بعد أبتعاد مدبرة المنزل المتشحة بالسواد , وأرتعدت أيفين بعدما ترامى اليها صوت البحر ودخلت الرياح من النافذة الخشبية محملة بنكهة الملح والرمل والزهر , ووجدت نفسها مسحورة بصوت غيّبته الصخور والأمواج.
ولأول مرة ألقت نظرة فاحصة على غرفتها فوجدتها جميلة للغاية ....وأشبه بغرفة صممت لشخص جاء ثم غاب........ أو لأمرأة لم تأت ولم تعش بها , كان السرير واسعا وعليه أغطية جميلة مطرزة وعليها الحرف الأول لأحد الأسماء , والمصباح المجاور للسرير من الفضة والخشب المحفور كبقية الأثاث , وفي الغرفة مقاعد صغيرة مريحة وكرسي أسترخاء طويل من الطراز ذاته , وفوق أرضية الغرفة سجادة سميكة في زرقة البحر.
وقارنت أيفين بين هذه الغرفة وبين الغرفة التي كانت تشغلها لدى آل ساندل , والتي غصّت ببقايا أثاث قديم من غرف البيت الأخرى .
وترامي الى سمعها , وكما لو كانت غارقة في حلم , رنين أجراس قريتا تختلط بصوت البحر.
( في خطوط كفك مفترق طرق) هذا ما سبق أن قالته لها غجرية رومانية عجوز في معرض ساحة سانت بليز قبل أسبوع من سفرها مع أيدا ساندل , في الرحلة البحرية التي أنتهت بكارثة , يومها كانت تتجول في المعرض بمفردها , وتستمع الى الضحكات السارة التي ترددها الفتيات الآخريات مع رفاقهن , وكانت تتمنى من أعماق قلبها أن تخبرها الغجرية بأنها ستلتقي على ظهر الباخرة بفارس أحلامها.
وألتقطت أيفين أنفاسها وصورة الأسباني الطويل الأسمر غير المبتسم الذي قدّم اليها المأوى المؤقت تملأ عينيها , ولكنه ليس بالشاب الساحر فتى أحلامها....مع انهـ وســيم جداً إلى انه قد أخافها بوجهه الجامدو عينيه الحزين
أن دعوته لها بالبقاء هنا سخرية منه.... ولكن ترى أي شعور أثارته في هذا الرجل الذي يعيش وحيدا في قلعة البحر؟

الأسئلة :
1:هل أكمل ام لا ؟!!!

أرجو الرد بللللللليز 😭😭😭
__________________
ساابتسم لأن لدي حياھٓہ كبيرھٓہ
مليئھٓہ بقلۆب طيبھٓہ ♥♥
تجعلني آنسى آن هناك من خذلني
ۆسقط مني .. ♡♡♡♡*) !
~ ~ ~
قصةة قصيره / . . المبارز الأسود . . !!
http://vb.arabseyes.com/t426771.html
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-01-2013, 05:57 PM
 
السلام عليكم
كيفك
البارت مررررره حلو
وكلماته معبره حقا شعرت بأني أرى كل شيء بعيني
واصلي يا قمر ولا توقفي
مثل ما قلت لك أنا بساعدك
أنا الأن سارسل لصديقاتي قصتك
وأنا متأكده بأنها ستعجبهم
عندي سؤال هل أنتي من السعوديه مثلي
في أمان الله
جانا يا حلوه :glb:
__________________


-استغفر الله -
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-01-2013, 08:17 PM
 
السلام عليكم

تسلمين اختي ع القصة الاكثر من رائعة

عجبتني الشخصيات وطريقة وصفك في القصة

والقصة جميلة وممتعة وانتظر البارت القادم بشوق

تحياتي
ṦĥŎŎĐ likes this.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-01-2013, 08:45 PM
 
1:هل أكمل ام لا ؟!!! اكيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد اكملي
اعتبريني من اشد المتاابعين
ṦĥŎŎĐ likes this.
__________________

nOna ❤❤ rinO
كم احبكي يا توامي الجراده


لقد رجعت اليوم الحمدالله نورت المنتدى اسفه على القطعه الطوييييييييييييييله

تبي تتابعني في الانستقرام??
sasha_kanato


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بقلمي سوف أنثر ماتبوح به ❤ حياتي ❤ مدونـتـي الـمـ ج ـــنونـهـ ❤ ᵈʳ ᵃᶰᵗᶤᵇᶤᵒᵗᶤᶜ مدونات الأعضاء 1835 02-21-2018 08:53 PM
للمجانين فقط العاقل لايدخل❤❤❤❤❤ Loooloo نكت و ضحك و خنبقة 35 05-08-2013 07:16 PM
{❤}فتاه استطاعت عبور الزمن{❤}{❤}رومنسي | خيالي | تشويق | حماس{❤} Ńεω ₥óØòŋ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 08-27-2012 04:29 PM


الساعة الآن 09:50 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011