عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 02-13-2015, 07:26 AM
 
وقفَ في منتصفِ ساحةِ القصر الذي يعرفُ كلُّ شبرِ منه .. أخذَ ينظرُ إليه بصمت متأملاً إياه فمنذُ مدة ليست ببعيدة كانَ يعملُ هنا وقد كانت فترة هادئة بالنسبة له .
رفعَ رأسه للسماء فانعكسَ لونُ الفجر في عينيه , رغمَ أنّ الوقتَ لا زالَ مبكراً على زيارة من بداخله .. إلا أنّه يشعرُ بأنّه لن يطمئنَ قلبه إلا عندما يطلبُ منه ما جاء لأجله .. فذكرى ليلةِ الأمس لا زالت تتراءى على مسامع قلبه وبصره ..
رفعَ يده ولمسَ بها خدّه الأيمن الذي تورمّ جزءٌ منه واتخذَ لوناً أحمرَ شفاف .. والسبب هو لكمةٌ قوية تلقاها ولازالَ أثرها لم يختفيّ بعد .. أبعدَ يده فلمسةُ أصابعه هذه لن تجعلها تختفي أمامَ الناظرين إليه ,
فُتحَ الباب .. وكانَ أول ما ظهرَ له هو بِيْن الذي تملكته الدهشة ما إن رأى الزائرَ في هذا الوقت .
تحدثَ بصوتِ رخيم عندما علمَ أنّ من أمامه هوَ كبيرُ خدمِ هذا القصر .
ـ هل بإمكاني التحدث إلى سيدك ؟! .
أمعنَ بِيْن النظرَ إليه .. فهذا الشخص الذي يقفُ أمامه كانَ من قد حمدّ الله أنّه لم يكن في مكانه يعملُ تحتِ إمرةِ سيدِ جاف .
بدى أمامَ ناظريه مختلفاً عما عليه.. فهوَ ليسَ كهيئة خادم بل كأيّ شخصِ عادي .. أدركَ أنّه قد أطالَ إجابته وأنّه قد انغمسَ بعيداً عن سؤاله .
ـ انتظر قليلاً .
قالها ثمّ أسرعَ في خطواته نحوَ سيده الذي كانَ مستيقظاً بالفعل .. وجدَه يخرجُ من غرفةِ نومه بعدَ أن ارتدى ملابسَ عاديه تشابه ملابسَ نومه , شعره لا زالَ مبعثراً وها هوَ الآن يتثاءب , اقتربَ منه حتى لاحظه .
ـ سيدي .. خادمُ السيد ميلان في الخارج يطلبُ الحديثَ معك .
أوقفَ ألفريدو تثاؤبه فجأة ووضعَ يده على شعره المبعثر .. .. فما لذي يريده أحدَ خدمِ ميلان في هذه الساعة المبكرة .. بادرَ بسؤاله وهو يدرك أنّه لن يعلم الإجابة إلا بعدَ أن يقابله ..
ـ هل أدخلته !؟ .
أجابه بتردد :
ـ كلا .. أردتُ أن آخذَ الإذن منك .
ابتسم ألفريدو بكل طيبة .. ووضعَ يده على كتفه.
ـ رغمَ أنّك تعلمَ إجابتي ! .
ارتبكَ بيْن فهوَ حقاً يعلمُ بأنّ سيده لا يلزمه دائماً أن يأخذَ الإذن منه .. لكنْه يريدَ أن يكونَ حذراً قليلاً فليسَ كل من قَدم هو صديق .. ولم يملك سوى أن يعتذر له بتهذيب .. وهو واثق بأنّه سوفَ يكرر هذا الأمر .

دخلَ رولند القصر بعدما سمحَ له بيْن بذلك .. وأول ما حطت قدماه عتباته حتى التقت عيناه مع ألفريدو الذي كانَ خلفَ بِيْن .. والذي كانَ كعادته مشرقَ الوجه ,
شعرَ بالحرج بداخله فهوَ يعلم أنّ ذلك الوجه الباسم يحملُ في داخله قلباً كبيراً .. ولم يردِ يوماً أنْ يتسببُ في بعضِ الإزعاج له .. لذلك أخفضَ رأسه وقالَ له بكلِ صدق .
ـ أعتذر عن وقاحتي بمجيئي بمثل هذا الوقت .
علمَ ألفريدو من خلالِ نبرةِ صوته وهيئته هذه أنّه ليسَ عليه القلق على ابن عمه ميلان وأنّه قد جاء إليه في مسألة شخصية .. التفت نحوَ بيْن وقد تفهمّ الأمر قليلاً .
ـ حضّر كوبين من الحليب الساخن بنكهة الكراميل ...
وبنفسِ النبرة تحدث لرولند وهو يشيرُ نحوَ مجموعة من الأرائك داخل قصره ..
ـ لنجلس هنا ريثما يأتي بيْن ..
ــــــ
جلسَ رولند وأصابعه تحتضن الكأس الساخن الذي يتصاعد منه الأبخرة .. لم يكن يرغب فعلياً بالشربِ منه إلا أنّ ألفريدو قد أصرّ عليه بشكلِ طفولي بأن يشربه ويتناول معه بعضَ البسكويت ثمّ بعدها يبدأ بحديثه ..
التمعت عينا رولند وهو ينظرُ إلى ألفريدو الذي كانَ يجلسُ بهدوء ويرتشف من كوبه ذو الرسومات التي تشابه نقشَ الأطفال .. وعلى كتفيه غطاء صغير بلونِ عشبي يحميهِ من برد البكور .
أبعدَ ناظره عنه و بدأ يرتشفُ القليل مما حضّره بِيْن وهو شاردٌ الذهن
وضعَ ألفريدو كوبه بعدَ أن أنهاه وشعرَ بحرارته تسلل إلى جسده لتدفئه .. أرسلَ بناظريه نحوَ الشاب الذي بالقربِ منه ..
ـ يمكنك التحدث معيّ براحة .
قالها بابتسامةِ كبيرة وهوَ يشيرُ لكبيرِ خدمه بأنْ يتركهما ..
راقبت عيناه بيْن الذي ابتعدَ سريعاً ما إن سمعَ أوامر ألفريدو , لم يكن الأمر بداخله يستحق كل هذه السرية حتى لا يسمعه بيْن .. لكنّه تلمسَ بذلك جانباً آخر من الشخصِ الذي يجلسُ بقربه فهوَ بالرغم من تصرفاته العفوية والطفولية في بعض الأحيان إلا أنّ لديه جانباً آخر في شخصيته .
لم يتحدث ألفريود بل ظلَّ صامتاً وعليه ابتسامة تزين شفاه منتظراً أن يبدأ رولند بالحديث .. .
تردد كثيراً .. لكنه حزمَ الأمر فقد فات الأوان على التراجع ..لينطقَ وهو يغمضُ عينيه .
ـ فـ.. في الحقيقة ... أريدُ أن تسدّي لي معروفاً .
تعجبَ من جملته المفاجئة التي نطقها وهو لا زالَ يتجنبُ النظرَ إليه .. وشعرُ ألفريود بالفضول بمعرفة ما يريده .
ـ لقد علمتُ أنكّ تمتلك مطعماً في وسطِ المدينة .. لذا .....
رفعَ رولند عينيه التي ظهرَ فيها القليل من الألم .. وتابع كلامه .
ـ....أ.. أتمنى لو يستطيع صديقي العمل فيه .
انخفضت نبرةِ صوتِه وأخذَ يحدقُ في الكوب الذيّ بينَ يديه والذي لم ينههِ بعد .. لم يكن ما قاله من طباعه , فهذه هي المرة الاولى له .. لكن ما حصل بالأمس جعله يقول :
ـ أعلمُ بأنّني وقحٌ بأنْ أطلبَ منكَ هذا شخصياً ....... لكنّي... سأكونُ مرتاح البال عندما أعلمُ أنّه يعمل في مكان يطمأنُ قلبي فيه .
أمعنّ ألفريدو النظرَ في عينيّ رولند بل وفي هيئته التي يتحدثُ بها وخمّن سريعاً ما حصل .
فحديثه هذا .. وطريقته كذلك جعلَ الأمرَ يتضحُ له .. فهذا الشاب لم يأتي هكذا عبثاً أملاً في أن يحصل صديقه على عمل سريع بما أنّه يعرفُ مَالكه .. بل لأنّه قد حصلَ شيء أجبرَ قلبه أن يحملَ كمّية كبيرة من القلقَ .
تحدثّ بعدَ فترة من الصمت وقد علت عليه ابتسامة مريحة .
ـ أتقصد ذلك الفتى إيفان الذي جاءَ بحثاً عنك !؟.
أومأ رولند برأسه .. فاتسعت ابتسامة ألفريدو فهوَ لا زالَ يذكرُ ما قالته السيدة روزا عندما حدّثته عن نقصِ العاملين .
ـ سيكون من الجميل لو يعملُ صديقك هناك فقد بدا لي شخصاً ممتعاً كما أنني كنتُ أفكر في توظيفِ بعضَ الأشخاص , ... ليأتي هناك مساءاً وسأرى إن كانَ يستحقَ أن أقومَ بتوظيفه .
قالَ جملته الاخيرة وهوَ يشيرُ إليه بنفسِ مرحة قابلاً طلبه بأنْ ينظرَ إلى صديقه في أن يعمل في مطعمه ..

اطمأنت نفسُ رولند عندما انسابت إجابته على مسامعه والتمعت عيناه بنظراتِ والشكرِ العميقة ولم يملك سوى أن يقول له من اعماقِ قلبه ..
ـ أشكرك ..

غادرَ وقد طبعَ في نفسه أن يردّ هذا الصنيع له .. ويشكره فعلياً بدلَ الكلمات .
فهو يعلم تماماً أنها ليستْ المرة الأولى التي يساعده فيها ألفريود , بالرغمَ من أنّه لم يتعرف عليه إلا منذُ فترةِ بسيطة إلا أنُّه كانَ له أثرٌ جميل في قلبه وهذا ما استشعره جيداً وحفظه في قلبه وهوَ يبتعدُ عن قصره عائداً إلى المكان الذي يجبُ ان يكونَ فيه .

راقبه ألفريود حتى اختفى من أمامِ ناظريه وقد كانَ سعيداً لأنّه قد أدخلَ الراحة إليه .
ما ان التفت عائداً حتى وجدها تخرجُ من إحدى الغرف وهي تفركُ عينيها .. سارَ بخطواته إلى حيثُ كانَ يجلسَ وبدأ الحديث معها فهو لم ينسى أنّها باتت ليلة الامس في قصره .
ـ صباحُ الخير .. .
فتحت عيناها الناعستين وتبعت خطواته لترمي بجسدها على إحدى الأرائك بالقربِ منه و أغمضت عيناها ..
نظرَ إليها ألفريدو وابتسمَ لشكلها الناعس .. تناولَ كتابه الذي كانَ يقرأُ منه منذُ بضعةِ أيام , فتحَ آخر صفحةِ توقفَ فيها ثمّ تابعَ القراءة فهذه هي عادته المحببة كل يوم .. خاصة عندما يكونُ صباحه في قصره بدلَ الذهاب للعمل في المطعم أو حتى قبلَ أن يبدأ في النظرِ إلى سجلاتِ عمله الحالي ..
فتحت أليسا عينيها ورأت الطاولة التي احتوت على عدّة أكواب مع بعضِ البسكويت .. انتابها الفضول فرفعت جسدها وقالت لأخيها بصوتِ ناعس .
ـ هل زاركَ أحدٌ في هذا الصباح .. !؟ .
رفعَ ألفريدو عينه عن كتابه ونظرَ إليها .. وبكلِ هدوء وهوَ لا زالَ محافظاً على ابتسامته .
ـ كلا .. لم يأتي أحد .
أخذت أليسا تحدقُ في الطاولة الصغيرة التي أمامها ولم تقتنع بكلامه .. أشارت بإصبعها نحو الكوب الذي ارتشفَ منه رولند وتساءلت بعناد طفولي .
ـ وماذا تفسرُ وجودَ هذا ؟! .
ـ طلبتُ من بيْن ان يشاركني ..
هذا ما قاله سريعاً دونَ أن يفكر , اقتنعت بكلامه فهي تعلمُ أنّه لا يعاملُ بِيْن كخادم بل يعتبره كصديق لذلك لم تشكَ في الأمر .. وقفت لتغادر بعدَ أن أشبعت فضولها رغمَ أنها استيقظت الآن ..

راقبها ألفريدو من خلفِ كتابه فقد كانَ يعلمُ كمية الفضول التي لديها .. فهوَ لنْ يدعها تعلم بأنّ خادمَ السيد ميلان قد جاءَ إلى هنا فربما لن تمسكَ لسانها عندما تتحدثُ أمامَ ميلان وقد تخبره بكلِّ عفوية ...
جاءَ بيْن الذي قد سمعَ بالمحادثة التي دارتْ بين سيده وأخته ليلتقطَ ما كانَ على الطاولة .. نظرَ إليه ألفريدو و غمزَ له ليؤكدّ له بأنْ يخفيّ الأمر وهذا ما فهمّه سريعاً من خلالِ إشارته تلك ..
تابع قراءة كتابه وغادرَ بِيْن للاستعداد لتحضير الفطور .
ـــــــ




عادَ رولند إلى القصر وأول ما أرادَ فعله هو الذهاب إلى غرفته الصغيرة لكنّه رأى شيمون يأتي إليه بعجل قائلاً بتعجب .
ـ لقد عدتَ سريعاً .
نظرَ إليه فقد كانَ يعلمُ بمغادرته ... فهوَ طلبَ منه أنّ يذهب لبرهة قصيرة ثمّ يعودُ سريعاً فهذا سيكوُن أفضل من أنْ ينتظره وهو قلق من اختفائه كما حصل من قبل .. .
ـ أجل فموعدُ استيقاظَ السيد قد قرب .
قالها وهو يرى علامات القلق في عيني شيمون فمنذُ أن عمل هنا وهو يشاهدها واضحة عليه ويتمنى من كلِّ قلبه أن يتوقفَ عن ذلك.. و بكلِ هدوء قاله له ليطمئنه .
ـ سأذهب لأبدلَ ملابسي ..
أومأ له شيمون وابتعد عنه بضعَ خطوات ليجعله يذهب وقد لمحَ ما يريده من خلالِ تعابير وجهه الذي توحيّ له بأنّه بخير وبأحسن حال ..

نزلَ الدرجات للأسفل ... وبدّل ملابسه سريعاً فقد حانَ الموعد الذي دائماً ما يستيقظ فيه ميلان.
دخلَ غرفة سيده دون أن يطرق الباب فهو يعرف عادته سواء طرق أو لا فلن يجيب عليه.
ما إن وقعت عيناه على جوانبها حتى رأت كمية الغضب المرتسمة ، وكأنّما الذي هو نائم في سريره قد نفسَ باقي غيضه هنا ..
ملامح الغرفة مقلوبة رأساً على عقب ، جميع الزينة في الأرض خاصة الزجاجية التي تكسرت وتناثرت أجزاؤها ،.. كل ذلك ذكرَه أنّ مثل هذا قد تكرر ولكن هذه المرة كانت بطريقة أفظع.
شقّ طريقة بين تلك الأشياء المتناثرة حتى يصل إلى سرير سيده الذي كان نائما بعمق بطريقة فوضوية ، مدّ يده ليوقظه فهو يعلم أنّه يجب عليه الذهاب إلى الجامعة مبكراً ، لم ينظر إليه رولند بنظرات حاقدة أو غاضبة فيكفيه أنّه لم يقبل بعمل إيفان لديه وهذا ما أراحه كثيراً .
تحركت عينا النائم إثر الهزّ الذي يشعر به .. وما إن عادت جميع حواسه إليه حتى فتحها .

- صباح الخير .
تسلل ذلك الصوت العميق إلى داخله فنهض جالساً، بقيّ ساكناً لعدة ثواني ثمّ وضع يده على شعره مدّ رولند يده إليه ليجعله يبادرُ في النهوض فلمحت عينه ذلك وأبعدها بعنف قائلاً بصوته الناعس.
- لا تلمسني .
نهض من سريره ليأخذ حماما كما هي عادة كلُّ يوم . لم يتأثر رولند , فغضب سيده الذي تفجّر ليلة الأمس يبدوا أنّه لم يهدأ بعد بل بقيّ القليل منه ..

ـــــــ
كانت تلك هي الجملة الوحيدة التي نطقها ميلان منذُ بداية اليوم ,و لم يتحدث بعدها مطلقاً لأي أحد حتى شيمون الذي كانَ قلقاً هو الآخر من ذلك فيبدو أن ما حصل بالأمس أثّر كثيراً في نفسِ سيده الصغير فقد كانَ هادئاً وهالة من الغضب المكتوم تحيطُ به .

أمّا بالنسبة لرولند فقد التزم الهدوء هو الآخر , فها هو يراقبُ ميلان وهو يمشيّ باتجاه بوابة الجامعة .. حتى اختفى من أمام ناظريه ثم أخذَ يرجعُ السيارة ليركنها في موقفِ مناسب ..كما هي العادة .

ـــــــ

في قصرِ ألفريدو .. بدا على غيرِ عادته صاخباً .. حتى أن ألفريدو شعرَ بجوِّ الإزعاج المبعث في أرجاء قصره ولم يستطعَ أن يكملّ قراءة كتابه الذي بينَ يديه بشكلِ جيد صحيح أنّه بعضَ تصرفاته مزعجة قليلاً لكنها ليست مثلَ أخته التي هي في المركز الأول أما هو فيأتي في المرتبة الثانية ..
أقفله كتابه بهدوء وشعرَ برغبة بالفضول ليعلم سببَ هذا الجوّ الذي كان مصدره اليسا والتي كانت تمشي ذهاباً و إياباً ولم تتوقفَ عن الحركة في كلِ زاوية من زاويا القصر ..
رأى كبيرَ خدمه ينظرُ لها وقد بانَ عليه القلق اقتربَ منه وسأله .
ـ ما لذي يجري!؟ .
استفاقَ بيْن على صوتِ سيده .. فقد كان نظره مثبتاً على أليسا التي تجوبُ المكان كله .. التفت نحوه وأخبره بما يجري .
ـ قررت الآنسة أن تذهب إلى الجامعة .
ابتسمَ ألفريدو ضاحكاً .. فقد رأى على بيْن قلةِ حيلته أمامها وأنّه حقاً عاجزاً التصرف معها فلم يملك سوى أن يوقفها بنفسه عن الحركة الكثيرة التي تسببها بأن أمسك بذراعها ليجعلها تقف وتنصتُ له .
ـ ألا تريدينَ الراحة لهذا اليوم ! لقد جئتِ بالأمس فقط ! .
أومأت برأسها نافية وأخذت تنظرُ إليه ببراءة .
ـ يجب عليّ الذهاب فـ ميلان هناك.. فأنا لم أتحدث إليه بشكلِ كافي... كما أنّني نسيتُ إعطائه الهدية التي اشتريتها له .
أخذت تتلفتُ يميناً وشمالاً وقد كانت في حالة فوضى تماماً وهي تثرثرُ بصوتها الصغير .
ـ لو كنت أعلم لجلبتُ أغراضي معي من منزل أبي .. ولكن لقد كان أبي مشغولا .. يا إلهي .. ماذا عليّ أن أفعل ! .. .
نظرت إلى نفسها بقلق وتابعت حديثها .
ـ هذه أفضل واحدة كانت في حقيبة سفري .
وضعَ ألفريدو يده على شعرها ليجعلها تهدأ من حالتها الفوضوية .. وهمسَ لها بحب وهو ينظرُ إليها وإلى شكلها اللطيف .
ـ أنتِ جميلة دائماً .. لذلك اذهبي الآن قبلَ أن يتأخر الوقت .
كانَ يعلمُ تماماً أنها لن تستمعَ له إن طلبَ منها البقاء هذا اليوم فهي لن تغيرَ رأيها بسهولة فإن عزمت على شيء وقررت عليه فهو لا بدَ من أن ينفذَ لها ..
ودعها بابتسامة ضاحكة وطلبَ من بيْن أن يقومُ بتوصليها .. وبذلك عادَ الهدوء مجدداً إلى قصره لم يكن منزعجاً كثيراً فيكفيه أنه يشعرُ بالطمأنينة عندما يرى أخته بخير وبأفضل حالة ..
عادَ إلى مكانه ليكملَ قراءة كتابه .. فلم يتبقى له سوى القليل ليباشر النظرَ في أعماله .

ـــــــ


أما بالنسبة لإيفان فقد كانَ ملازماً السرير منذُ أن استيقظ في الغرفة الوحيدة التي استأجرها ... يملأه صدره الحزن .. على ما حصل ..وصورة رولند بملامحه المصدومة دائماً ما تمرَ على مخيلته ..
تقلبَ في سريره بانزعاج فقد فشل فيما أراده وعليه البدء في البحث عن عملِ جديد وأيضاً يجبُ عليه الانتقال من هنا فهذا المكان غيرُ مريح بالنسبة له ...
ولكنَ ما يشعرُ به في نفسه لم يشجعه على البدء ...
أغمضَ عينيه محاولاً أن يكمل نومه حتى يحينَ موعدَ خروجِ التوأمين ولكن هيهات فالأفكار التي تراوده ستجعله مستيقظاً .


ـــــــ


بالنسبة لـ ميدوري فها هي تمشي ببطء في أنحاء أورقة الجامعة وقد ظهرَ على محياها كتلة صغيرة من الإحباط فهي لم تحظى بأصدقاء بعد وكا العادة ذاهبة لتناولِ الغداء بمفردها ..
التفت نحو إحدى الممرات لتذهب لوجهتها فاتجهت أنظارها لفتاة تمشيّ سريعاً عكسَ اتجاهها .. راقبتها بعينيها فقد كانت جميلة في ناظريها... التقطت عيناها قلماً يسقطُ من بينِ الكتبِ التي في يدها فعلمت من خلالِ مشيها السريع أنّه لم يكن لديها الوقت الكافي لتضعَ أشيائها في حقيبتها الصغيرة التي تحملها بالفعل


دنت ميدوري لتلتقطَ ذلك القلم الذي سقطَ من تلكَ الفتاة وما إن التفت لتعطيه إياها حتى اختفت من أمامِ ناظريها ..
حدّقت في ذلك القلم فقد كانَ غطائه مطليّ باللون الاسود اللامع وقد نقشُ عليه حرف بلوِنِ ذهبي . بدا فاخراً بالنسبة لها لذا أدخلته في حقيبتها فهي لن تستطيعَ اللحاق بها فإن فعلت فسوفَ تفوتُ عليها وجبة الغداء بما أنّ محاضراتها ستستمرُ .. ففضلت الاحتفاظ به حتى تلتقي بها مرةَ أخرى ..

توقفت اليسا خارجَ مبنى الجامعة في الساحة .. وقد تملكها الغضب فبرغمَ من أنها لا زالت متعبة من مشيها السريع إلا أنّها لم ترضى بذلك نفخت وجنتيها المحمرّة وتحدثت بضيق وهي تنظرُ للمبنى المجاور .
ـ تباً .. لماذا قاموا بإغلاقِ البوابة إنّ ميلان موجودٌ هناك ! كنتُ أريدُ تناولَ الغداء معه .
عادت إلى الداخل خائبة غيرَ راضية بالتغيراتِ التي حصلت .. فهي تدرسُ في مبنى مختلفِ عن ميلان بما أنّها أصغرُ منه سناً .
لكنها كانت فيما مضى تستيطعُ الذهاب إليه عندما يكونُ لديها فراغ .. ولكن الآن لم تعد قادرة على ذلك بما أنّ البوابة التي ترتبطُ مبنيهما مغلقة لهذا اليوم .
جمعت كتبها التي اشترتها حديثاً في حقيبتها الصغيرة الملونة .. فتحت الدفتر الذي تسجلُ فيه ملاحظتها فانتبهت لاختفاء قلمها الثمين .. شعرت بالارتباك للحظة وبدأت تفرغُ حقيبتها مرة أخرى للبحث عنه .. فذلك القلم هو هدية لها من عندِ ميلان وهو عزيزٌ عليها ..
لم تجده في أي مكان في الحقيبة .. شعرت برغبة في البكاء فقد كانت تكتبُ فيه منذُ لحظات .. عادت إلى حيثُ المكان التي كانت فيه وبدأت بالبحث عنه .. أخذت تفتشُ في كلِ مكان مرت فيه .. أرادت البكاء والبحثُ عنه أكثر لكنها شعرت بالجوعِ يغزو معدتها ويمنعها من متابعة البحث بشكلِ جيد فقررت بخيبة أمل أن تذهب لتناول أيّ شيء ثمَ تعاودُ البحث عنه ..

ـــــــ


بدأت ميدوري تتناولُ غدائها وحيده في طاولة خالية بينما من بجانبها ممتلئة بالأشخاص والاحاديث المتنوعة فهي ليست من النوعِ الذي يندمجُ مع الآخرين بسرعة ..
لفت نظرها الفتاة التي رأتها مسبقاً ولكنْها كانت مختلفة قليلاً فأول مرةِ رأتها كانت بشوشة الوجه لكنها الآن تبدو خائبة حزينة .. فكرت في ذلك فأخرجت القلم الذي احتفظت به , سارعت في الذهاب إليها عندما رأتها تتجه لتطلبَ وجبة لتناولها ..
أمسكت بذراعها بخفة فالتفت أليسا إليها .. رأت حدقةُ عينيها القلم أمامها فردت البشاشة لوجهها وأمسكت بيدِ ميدوري التي تمسك بالقلم لتتأكدّ منه .. انغمرت في السعادة وقالت بصوتِ فرح .
ـ إنّه قلمي ...
ابتسمت ميدوري عندما رأتها تبتسمُ مجدداً وقالت لها بكلِ لطف ..
ـ لقد قمتِ بإسقاطه في الممر وقررت الاحتفاظ به إلى أن التقي بك مرة اخرى .
أمسكت أليسا القلم واحتضنته بيديها وبصوتها الصغير ووجنتيها قد بدأت بالتورد .
ـ إنّه هدية من الشخصِ الذي أحبّه ... شكراً لك .
ابتسمت ميدوري لسعادتها وشعرت بالطمأنينة عندما رأت القلم قد عادَ إلى صاحبته ... رجعت إلى حيثُ طاولتها لتكمل غدائها فقد انتهت مهمتها في ذلك
دقائق هي .. حتى رأت الكرسي الذي أمامها يُسحب ليجلسَ عليه أحدهم .. رفعت رأسها فوجدت الفتاة نفسها وقد أحضرت غدائها لتتناوله معها ...
ابتسمت أليسا عندما رأت الاستغراب في وجهه ميدوري فقالت لها بكلِ لطف لتعبرّ عن امتنانها .
ـ أدعى أليسا .. أتمنى ان نكونَ صديقتين .
انسابت جملتها على مسامع ميدوري فشعرت بالفرحة الغامرة فاخيراً ها هي تحظى بأول صديقه كما أنّها الآن تشاركها الغداء معها وبكلِ فرح تشعرُ به في قلبها قالت .
ـ وأنا ميدوري .. .
ضحكت أليسا عندما رأت وجنتيّ ميدوري متوردة فقد اتضحَ لها ما كانت تشعرُ به ... بدأتا الاكل سويةً وبدأت صداقتهما بأحاديثَ عادية يتشاركانِ فيها الضحك وكم كانت ميدوري سعيدة بالحصول على صداقة فتاة لطيفة مثلَ
أليسا وتتمنى لو كانَ دائماً ما تشاركها تناولَ الغداء .
ـــــــ

انتهى الوقتُ سريعاً وبدأ الطلابُ بالتدفقِ خارجاً ، استقام رولند واقفاً بعد أن لمح ميلان قادماً وبرفقته الفتاة التي كانَ قد أصطحبها من المطار ..
عندما وصل ميلان وأراد رولند الدخول حتى التقط منه مفاتيح السيارة ودفعه للخلف ليجلسَ خلفَ المقود متجاهلا وجود رولند ، أشار لأليسا التي كانت تتبعه .
- اصعدي سأخذك في جولة سريعة .
استجابت له سريعاً وركبت في المقدمة فقد بدا لها أنّ ميلان غاضب من الشخصِ الذي هوَ بمثابة خادم له وخمنت سريعاً أنه قد حصل شيء بينهما .
بقيّ رولند صامتا بكلِّ هدوء يراقب تصرفات ميلان وابتساماته التي يوجهها لتلك الفتاة التي بجانبه .
وما إن همّ بالمغادرة حتى فتح نافذة السيارة قائلاً له بوجه متهجم لتكونَ هي جملته الثانية لهذا اليوم له .
- لتعد أنتَ إلى القصر .
تحركت السيارة مغادرة وكأنما الوقت الذي قضاه رولند في انتظاره قد ذهب هباءاً ودونِ فائدة ، أطلقَ تنهيدةً عميقة وسارَ إلى الأمام حيث البوابة التي يخرجُ منها الطلاب .

ـــــــ


قامت بجمع أغراضها للعودة وعلى شفتيها ابتسامة جميلة كيف لا وقد حصلت على أول صديقة لها ..
مشت بخطواتها وهي تفكر في الغد وماهي الأحاديث التي يمكن أن يتحدثا عنها ،وبينما هي كذلك رأت عيناها صدفة الشخص الذي تحبه فتملكتها الدهشة وأسرعت نحوه ،
كان يقفُ متكئا على إحدى الأعمدة ينظرُ هنا وهناك وكأنما ينتظر أحداْ .
- رولند ؟.
التفت سريعا ما ان سمعَ صوتها فأسرعت بفرحة غامرة وكلها فضول في أن تعرفَ سبب مجيئه .
- من تنتظر هنا؟! .
هكذا سألت بلهفة عابرة فكيفَ لا وقد تسنّى لها رؤيته اليوم , ابتسمَ رولند لرؤيتها وبكلِ لطف قال لها .
- كنتُ أنتظرك .
بتلك الكلمة فقط خفق قلبُها ... تمنّت أن تبقى معه طويلاً , فلم يكن ذلك اليوم كافياً بالنسبة لها , فهي لا زالت تريدُ الحديثُ معه مطولاً , أمسكت بيده تريد منه أن يتبعها لمكان يجلسان فيه , لكن سرعان ما اختفت أمنيتها عندما أمسكَ بيدها تلك ليوقفها .
ـ أنا اسف ميدوري.... يجبُ عليّ الذهاب سريعاً .
أصابتها الخيبة ولم ترضى أن تغيّر من تعابير وجهها رغمَ خلاف مافي قلبها , اكتفت بابتسامة مشرقة وصمتِ رزين منتظرةً فيه أن يخبرها بسببِ قدومه .
ـ جئت لأطلب منك أن تقنعي ايفان للحصول على هذا العمل .
قالها ثمّ قدمّ لها ورقة صغيرة تحتوي على العنوان ..
نظرت لها مطولاً فقد كانَ أسلوبُ رولند كغير عادته وعلمت سريعا ان هنالك ما حصل بينه وبين ايفان , هي تعرفُ نبرته تلك بل وأصبحت تعرفها خاصة عندما يتعلق الأمر به ..
فالأوقات التي قضتها معهما في الماضي جعلتها تدركُ ذلك حتى دونَ أن تستفسر .
أخذتها بصمت وأومأت برأسها موافقة .
ـ اعتمد عليّ .
ودَعته بكلَّ حب متمنيةً له في قلبها قضاء يوم غير شاقِ , وسارت بخطواتها عائدة ما ان اختفى من أمامِ ناظرياها .
ما إن وصلت حتى فتحت الباب وصرخت بكلِ حماس .
ـ مرحباً لقد عدت .
نهضَ التوأمان سريعاً لاستقبال ميدوري التي وصلت فاحتضنهم هي بكلّ حنان وسرور , فقدَ أصبح المكان مليئاً بالمرح والحياة بوجودهم كما أنّها سعيدة بما حصل لها اليوم .
نطقت لين بكل خفوت ونظرات التساؤل البريئة على عينيها .
ـ أختي ميدوري .
استغربت من نبرة لين تلك .
ـ أجل ! .
نظرت إليها وبدأت تخبرها بما تشعرُ به .
ـ أخي إيفان لا يرغب باللعب معانا اليوم , أخشى إن كنّا قد أغضبناه , إنّه هكذا طول اليوم ..
وضعت أصبيعها السبابة تحت شفاتها لترسم ملامح حزينة ..
تقدم لير ووضعَ هو كذلك اصبعيه على حاجبيه ليجعلَ من ملامحه وجههاً عبوساً .
بهذا لم تكن ميدوري قد أخطأت فيما أيقنت به عندما قابلت رولند , أمسكت بأيديهما الصغيرة وتقدمت للداخل لترى بنفسها شكلَ إيفان .

كانَ يجلسُ بالقربِ من المكان الذي كانا فيه الطفلين بالقربِ من ألوان الرسم خاصتهما وبعضِ الألعاب البسيطة , ينظرُ إلى الفراغ بكلِ صمت ..
كانت هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيه إلى البيت ولم يشعر بها إيفان ..
تقدمت نحوه سريعاً وعلى غفلة منه ضربته على ظهره بكلِ قوة ليستفيقَ هوَ من غفلته على ذلك الألم ويوجهه نظره سريعاً للخلف .
ضحكت ميدوري خاصة عندما التفت ايفان ورأت الملامح نفسها التي رسمها التوأمين على وجهه .
جلسَ التوأمين بالقربِ منها يراقبون بكلِ براءة ما يجري, وجههت الكلام لهما وقد انفجرت بالضحك .
ـ إنها نفسُ الملامح .. ..
التفت نحوَه وهي تحاول أن تخفف من موجة الضحك التي أصابتها .
ـ إيفان بالله عليك غير من ملامح وجهك هذه لقد حفظها الطفلين عن وجه قلب .
ابتسمَ إيفان بصعوبة على ضحكها المرح , وقالَ بصوتِ خافت .
ـ مرحباً بعودتك .
ما إن سمعت عبارته حتى التفت نحوَ التوأمين بكلِ فخر .
ـ انظروا كيفَ سأخرجُه من داومة الكآبة التي تكادُ تبتلعه .
قالتها ثمّ حملت حقيبتها لتخرجَ الورقة الصغيرة التي أعطاها إياها رولند وبكلِ براءة وكأنما هي شخصُ يريدُ إنقاذ أحدهم من الموت .
ـ أنتَ تبحثُ عن عمل صحيح ! ولذلك أنتَ حزين ! .
استغرب ايفان من ذلك ورأى يدها الممدودة والتي تخبره أن يأخذ ما فيها .
ـ أختك رأت بالصدفة لافتة تبحثُ عن موظفين فدونت ذلك وهاهي تعطيه لك .
لم يكن هذا ما يريده إيفان حقيقة ! لذلك قال بتردد ليزيل سوء الفهم لدى ميدوري .
ـ لـ .. لكن في الواقع أنــ ...

ـ هـــــــــذا رائــع .
هكذا صرخت لين بكلِ طفولية مقاطعةً ما يريدُ قوله ايفان, أمسكت بذراع أخيها سريعاً .
ـ عندما تكبر أنا من سيبحثُ لك عن عمل مثل أختي ميدوري .
ابتسمت ميدوري من كل أعماقِ قلبها فبهذا قد ضمنت أن يذهب إيفان ... رغمَ أنّها ترى التردد فيه إلا أنها قالت لتشجعه .
ـ ستكونُ فرصة جيدة إن قبلتَ فيها .
استسلم إيفان للواقع سريعاً فهوَ لن يتمكن أبداً من العمل بالقربِ من رولند .. بعدما حصل بالأمس
قبلَ بما أعطته ميدوري وقرر الذهاب .. وبذلك بدت ميدوري سعيدة بما أنّها قد أتمتَ ما أراده منها رولند , لكنها في الوقت أدركتْ شيئاً ما .. !
فمجيء رولند إليها وحزنُ إيفان هذا كلُّ هذا بدأ يتضحُ لها شيئاً فشيئاً ... فيبدوا أنّ إيفان قد أقدمَ على شيء لم يرضه رولند بتاتاً وهو يدورُ حول العمل .
مع انها عرفت قليلاً .. إلا أنّها التزمت بالصمت وقررت عدمَ الخوضِ في ذلك أكثر .. فهما شابين وكلُّ منهما يعرفُ مصلحة الآخر .

ـــــــ


حلّ المساء وبدأ الهدوء يعودُ تدريجياً إلى الاجواء ...
لا زالَ الجو مشحوناً بينَ رولند وميلان ... حيثُ أنّ الثاني يتحاشى الأول .. وكانَ هذا جلياً واضحاً
لكن ما إن يبدأ ميلان بالحديث مع اليسا التي هي في قصره حتى تتغير معاملته وتظهر ابتسامته ... بعكسِ رولند ! الذي يقابله بنظرات ساخطة ووجهه متهجم .
توقفت سيارة بالقربِ من القصر فنزلَ منها شخصُ بكلِ وقار ... لاحظ شيمون ذلك فأسرع للخارج ما إن علمَ بالقادم .
ـ مرحباً بالسيدِ هايدن .
التفت المعنيّ به إلى حيثُ الصوت .. وابتسمَ بوقار لـ شيمون .. .
ـ مرحباً شيمون ...كيفَ حالك ؟ .
أجابَ باحترام صادق للشخصِ الذي أمامه .
ـ أنا بخير شكراً لسؤالك .
تردد شيمون قليلاً فهو لم يتوقع قدومه في هذا الوقت لذا قال .
ـ لو علمتُ مسبقاً بقدومك لجهزتُ شيئاً يليقٌ بكَ .
ضحكَ هايدن وهو يضعَ يده على كتفِ شيمون فهوَ يعرفه تمامَ المعرفه وأيضاً يحملُ بداخله بعضَ الإحترام له لذا قالَ له بنفسِ مرحة .
ـ يكفيني أنّك تقومُ برعاية ميلان الذي هو بمثابةِ ابني .
نظرَ إلى أضواء القصر المضاءة .. وصمتَ لبعضِ الوقت بعد جملته .... أرادَ أن يسأل شيمون عن كيفَ هوَ تعاملُ ابنِ أخيه الآن .. لكنه يعلمُ بأنّ تصرفات ميلان لن تتغير كلياً .. .
ـ إنّ الآنسة أليسا هنا .. وبفضلها فإنّ السيد يقضي وقتاً ممتعاً .
خرجَ من التفكير في ذلك الوضع وقررَ عدمَ سؤاله فهوَ يعلمُ مقدار إخلاص شيمون وصدقه .. مشى إلى ناحية القصر وقررَ تغير ما يشعر به في نفسه من كلِّ هذه التساؤلات وأجاب شيمون .
ـ صغيرتي المشاغبة هنا , لنذهب للداخل.. لديّ موضوعٌ مهم يجبُ أن أحادثَ به ميلان .

ـــــــ


بينما اليسا تحادثُ ميلان عن رحلتها حتى سمعت صوتَ أبيها .. التفت للخلف ورأته يقفُ أمامها وبالقربِ منه شيمون ... ركضت نحوه سريعاً واحتضنته بكلِ حب بينما هو بادلها ذلك بكلِ حنان .
ـ مرحباً بصغيرتي .
ـ لقد اشتقتُ لك .
قالتها وهي تتشبثُ به فكيف لا وهي اخر العنقودُ المدلل لديه ابتسمَ هايدن بكلِ حبَ لصغيرته الجميلة .
ـ أنا اسف لأنّي لم أرحب بك .
أومأت برأسها نافيه وبكلِ سعادة قالت .
ـ لا عليك .. أنا أعلمُ بظروفك .
تقدمَ ميلان وحيّا عمّه بكلِ احترام .
ـ مرحباً عمي .
ابتعدت اليسا عن ابيها فتقدمَ السيد هايدن نحوَ ميلان .. وبينما هوَ كذلك .. لاحظت عيناه ذلك الشاب الصامت الذي يقفُ على بعدِ مقربة من ميلان .. فقد كانت أولّ مرة يراه فيها .. كما أنّه استغرب عندما رأى عليه بذلة الخدم , فهو بطيبعته يعلمُ جميع بجميع الخدم الذي يعملون هنا .

التفت ميلان نحو رولند عندما لمح عمه ينظرُ إليه .. فقال له بكلِ انزعاج .
ـ قم بتحية عميّ .. ! .
تقدمِ رولند بكلِ وقار وحيّا السيد هايدن بكلِ احترام فقد كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها والدَ ألفريود .
استغرب السيد هايدن من الجوّ المشحون الذي أحسّ به سريعاً بينَ هذينّ الأثنين لكنه لم تكن لديه الفرصة ليعلمَ حول ذلك .
فها قد بدأت الاحاديث بينَهم .. وهوَ أخذَ يشاركهم كذلك , بينما خرجَ رولند وشيمون ليتحدث أفرادُ العائلة بكلِّ أريحية.

وجد السيد هايدن فرصة للبدأ بالحديث الذي يريدُ إخباره لـ ميلان والذي جاءَ لأجله إلى هنا لذلك قال له ليوضحَ ذلك بصريح العبارة .
ـ عزيزي ميلان .. لدّي رحلة عمل وأريدُك أن تذهب معي .
لم يستغربَ ميلان من ذلك فلم تكن هذه المرة الأولى له فبما أنّه يكنّ الإحترام لعمه فهوَ لن يرفضَ له أيّ طلب بل إنّ ذلك سيكونُ مناسباً بما أنّه لم يتبقى وقتٌ طويل حتى يستلم إدارة الشركة عندما يتخرج , ولكن الجملة الثانية التي قالها عمه جعله يدرك الإختلاف .
ـ مدّتها تتراوح بينَ أسبوع لإسبوعين .
كانت هذه أطول مدة يخبره فيها عمه فقد ذهبَ مراتِ عديدة ولكنها كانت تتراوح ليوم أو ثلاث أيام .. نطقت اليسا سريعاً لتوقفَ سيرَ تفكيره .
ـ أبــي , لقد وعدني ميلان بالذهاب إلى رحلة بمناسبة عودتي .
ابتسمَ هايدن ونظرَ لـ ميلان ليسأله , فقد كانت تلك فكرة جديدة .. وقد مضى فترةٌ طويله منذُ آخر مرة .
ـ هل هذا صحيح ؟! .
شعرَ ميلان بالقليل بالخجل , فهوَ قد أخبرها بذلك حقاً .. .
ـ فكرتُ بدعوتك ودعوة ألفريدو كذلك .
عبست اليسا وقالت بعدمِ رضا وهي تنظرُ لميلان فلم تعلم أنّه سيقومُ بدعوة الجميع .
ـ أنتَ لم تخبرني بأنك ستدعو الجميع.. لا أريد ذلك .
ابتسمَ السيد هايدن ووضعَ يده على شعرِ ابنته ليهدأ من غضبها الطفولي ذاك , فهي تعلم أنّها تريدُ قضاء بعض الوقت مع ميلان وحده فقط , لكن ليسَ لديه حيلة فالعمل الذي طرأ عليه سريعاً جعله يقول .
ـ أنا آسف صغيرتي يبدوا أنّي سآخذ ميلان هذه المرة .
لم ترضى اليسا بذلك ,, وشعرت بالحزن لما قاله والدها .. مما جعلَ ميلان يقولُ لها لكِ يبعد عنها الحزن .
ـ لا تقلقي ما إن أعود , حتى نقومُ بالرحلة .
ـــــــ

نظرَ إيفان للعنوانِ المكتوبِ في الورقة الصغيرة وإلى لافتة المطعم الذي أمامه .. ترددَ في البداية لكنه قرر الدخول .
ما إن وضعَ قدمه .. حتى وصلَ إلى مسامعه صوتٌ يعرفه .
ـ أهلاً بكِ إيفان ! .
وجهه نظره سريعاً فرأت عيناه ذلك الشاب الذي ساعده في البحث عن رولند ... استغربَ من ذلك كثيراً وقبلَ أن يبدأ بالشكّ في الامر نطقَ ألفريدو وهو يتقدم نحوه .
ـ يالها من مصادفة .. أتيتَ إلى هنا للعمل ! .
بتلكَ المحادثة علمَ إيفان .. أنّ الأمرّ ليسَ كذلك ! وليسَ كما توقعه ... فهذه المرة رولند هو من ساعده وأرادَ منه أن يعملَ هنا ..
رغمَ أنّه لم يشك في البداية ... إلا أنّه الآن أيقن .. فأنى لميدوري أن تعرفَ هذا الشاب الغني ! وكيفَ هو مصادفة وألفريدو يرحبُ به ويعلمُ أنّه قادمٌ للعمل !! ...
رغمَ الحزن الذي أصابَ قلبه .. إلا أنّه تقدمَ بابتسامة لطيفة نحو ألفريدو .. فبما أنّ صديقه هو من يريدُ ذلك فسوفَ يفعلُ ذلك لأجله .


بعدَ مرور فترة الوقت ... قبلَ ألفريدو بأن يعملَ إيفان لديه بكلِ سرور فقد رأى أنّ لديه مهارت تأهله للعمل ..
ابتسمت السيدة روزا وهي تراقبُ الموظف الجديد الذي يقومُ ألفريود بتعرفيه للمكان وسعدت كثيراً بأنّه قد استمع لطلبها سريعاً .
خرجت جولي غيرَ منتبة لما يجري حولها .. فاستوقفها صوتِ مديرها .
ـ هذه جولي .. أصغر الموظفين عندنا .
رفعت عيناها تنظرُ للشابِ الذي يقدمها ألفريود إليها , ابتسمَ إيفان وقدمّ نفسه إليها .
ـ أدعى إيفان .. موظفٌ جديد هنا , أرجوا أن تعتني بي .
ـ أه .. أجل .
هكذا قالت جولي بكلِ براءة وهي تنظرُ إليه ..
ـ إذاً من الغد سوفَ تبدأ العمل .. وسوفَ أوكل المهمة لجولي لتخبرك بجيمع التفاصيل .
كانَ إيفان ينظرُ إليها مستغرباً من صغرِ سنها .. بينما هي بدت أثارَ الخجل تظهرُ على وجنيتها من تحديقِ إيفان بها .
قاطع ذلك مجيّ السيدة روزا التي قالت لتقطع ذلك الجوّ .
ـ إذاً أيها الفتى .. هل تسكنُ بالقربِ من هنا !؟ .
التفتَ إيفان سريعاً وبكلِ احترام قال وهو يضعُ يده على شعره بارتباك .
ـ في الحقيقة .. إنّني أبحث عن سكن , فالغرفة التي أنا فيها سيئة ...
فكرت السيدة روزا بذلك ... وسريعاً قالت عندما تذكرت .
ـ جولي .. يبدون أن بعض الجيران في المبنى التي تسكنين فيها قد خرجوا ما رأيكِ بأن تساعديه في الحصول على شقةِ هناك قبلَ أن تمتلئ !.. .

لم يكن لجولي سوى أن تفعلَ ما طلبته منها العمة روزا وتصطحبَ معها ايفان الذي أخذَ يمشي برفقتها ,
لم يبدأ إيفان بالعمل بعد .. بل أنه سيبدأ من الغد .. لذلك قالَ للفتاة التي أمامه وقد ظنّ بأنّه سببَ لها بعضُ الإزعاج بما أنّها الآن تدله على مكان ليتنقل فيه بناءً على نصيحة السيدة روزا.

ـ أعتذر على ذلك .
التفت جولي وبابتسامة خافتة قالت له .
ـ لا عليك .
كان الجوّ لا زالَ متوتراً بينهم .. فلم يعرفَ كلاَ منهما شخصية الآخر بعد .
وصلا كليهما .. فقد كانت البناء مكوناً من ثلاثة طوابق .. تحدثت جولي نحو المالك الذي بدا شخصاً كبيراً في السنَ فوافقَ على ذلك سريعاً .. فيبدو أنّه يعرفُ الفتاة جيداً .
ـ هنالك ثلاث شقق شاغرة سوفَ أقومُ بإعطائك واحدة .. يمكنك الإنتقال في الغد ما إن تكتمل جميعُ الإجرائات .
أومأ إيفان برأسه موافقاً وقد فرحَ بذلك ... رغمَ أنّ الإيجارَ كان مرتفعاً قليلاً إلا أنّه ساعده قليلاً حتى يحصل على المال من العمل الذي قبلَ فيه .
خرجا سوية .. وسريعاً عادت نفسُ إيفان المرحة وقد أَلفَ وجود جولي , أمسك بكلتا يديها وبكلِ لطف .
ـ شكراً لك ... لقد قدمتِ لي مساعدة عظيمة .
ابتسمت جولي بكلِ خجل وقد شعرت بسعادة طفيفة بما أنّها قدمت بعضَ المساعدة البسيطة .. ودعته وهو يذهبُ عائداً .. ثمّ ذهبت للداخل لتستريح
رغمَ مضيّ الوقت القصير الذي تعرفت عليه فيه ... إلا اطمأنت قليلاً له .. من يعلم فربما يختلفُ جو المعطم بوجوده !..
ـــــــ

في قصر ماليان تناولَ الجميع العشاء بسرور .. وتقرر ما قاله السيد هادين عن ذهاب ميلان .. لكن لا زالَ هناكَ ما يشغلُ فكره .. فذلك الشاب الجديد الذي يعملُ خادماً بدا أنّ ميلان
منزعجٌ منه بل وغاضب فطريقة حديثِه معه تذكره بأول الأيام بعدِ حصولَ تلكِ الحادثة له , لم يجد الفرصة المناسبة ليعرف السبب .. فبما أنّ ابنته معه والوقتُ قد تأخر قليلاً فلم يملك فرصة ليتساءل عن ذلك ويعرفَ السبب لذلك قررَ أن يفعل كما هي العادة .

ـــــــ

استلقى ميلان على فراشه .. ولكن هذه المرة دونَ أن يدخل عليه أحد ... صحيح أنّه لم يتحدث مع رولند أو شيمون كثيراً .. وأنّه أظهر الكثير من الغضب .. لكن الحقيقة ظهرت جلية على ملامحه ما إن انفرد بنفسه ...
ملامح حزنِ متألمة كانت مكبوتة في داخله .. ! لقد أثارَ ما حصل ليلة الأمس .. جرحَ ماضيه .. وأعادت له مشاهده
أغمضَ عينيه تدريجاً وقد شعرَ بالنعاس ... ليغطَ بنوعِ عميق ..

نهاية الفصل الحادي عشر ..
~





رد مع اقتباس
  #102  
قديم 02-13-2015, 07:54 AM
 



ـ أرجوك .. أتوسل إليك دعني أعمل لديك ..

هذه الكلمات التي أخذت ترنّ على مسامع ميلان وهو يرى صديقَ خادمه يترجاه بأن يعملَ عنده ..
وأكثر ما أثاره هو أنّ رولند لم يكن يعلم بذلك .
لم يملك ميلان سوى أن يعضَ على شفتيه بعدمِ صبر فهو لن يتحمل رؤية هذين الاثنين معاً وبنفاذ صبر صرخَ فيه .
ـ ابتعد من هنا .. ! .
لم يستمع إيفان له والذي كانَ مطأطأ رأسه لكيلا يلتقي بنظراتِ رولند المصدومة ... وظلَّ يأملُ بداخله أن يرضى ميلان بذلك,
فجأة لم يشعر إلا بذراعين تحثّه على الوقوف التفت ليرى من هوَ فوجدَ كبيرَ خدمه هو من يفعلُ ذلك .
هذا ما فعله شيمون بأنّ أمسك بإيفان وحثّه بهدوء على المغادرة وأيضاً حتى لا يلقى من ميلان ما لا يسره أمامَ صديقه ...
ـ لن يغيرّ سيدي رأيه .. اذهب من هنا أرجوك .
همسَ له بهذه الكلمات خوفاً عليه لا أن يزجره .... والذي عرفَ صدقَ كلامه عندما رأى عينيّ ميلان تنظران له بحدّة وكأنّما هو بركانِ يكاد أن ينفجر .
انصاعت قدماه طواعية لـسير شيمون الذي أمسكَ بكتفه ليجعله يبتعدُ عن ميلان ... توقفت قدماه بالقربِ من رولند الذي كانَت تغطي خصلات شعره عيناه فلم يعلم أهيّ تنظرُ إليه أم لا ...
لكنّه علم أنّه حقاً حزين وغاضب مما فعله .
أدخل يده في جيبِ سترته حيثُ خبأ ما أعطاه إياه التوأمين , رسمَ على وجهه ابتسامة بصعوبة وهو يرفعُ يد صديقه ويضعها فيه.. وبصوتِ مخنوق متألم .
ـ كنتُ أتمنى أن أكونَ بالقربِ منك لكن .. يبدو أنّه لم يتحقق لي ذلك .....
أخفضَ نبرة صوته .
ـ تناول هذه فقد قامَ بإعدادها لين ولير لك خصيصاً.

قالَها ثمّ أسرع في خطواته نحوَ الخارج ..ففي النهاية لم يتحقق له ما أراده ..
.
لم يُرِدْ ...و لم يرضى بذلك .. يريدُ البقاء معه .. يريدُ أن يشاركه بعضَ تفاصيل يومه ..
يريدُ أن يملأ تلكَ السنين التي افترقَ فيها عنه .. والأهم من ذلك كله ..

يريدُ أن يعوضَّ عن تلك السنين التي عامله فيها بجفاء
كما أنّه لم يفيّ بوعده الذي أخبره به قبلَ أن يفترقا ..
شعرَ بالحزن يغمرُ قلبه فركضَ مبتعداً .. ففي النهاية لم يتحقق ذلك له ..
ـــــــ
أما بالنسبة لرولند فبعدَ برهة .. نظرَ إلى ما أعطاه صديقه إيفان .. وأخذَ ينظرُ إلى ما عملته ايدهما الصغيرة ..
وبدونِ أن يشعر بقربِ ميلان الذي وقفَ أمامه بكلِ حنق .. تلقى لكمة قوية كانت كفيلة بأن يرفعَ بصره ويرى سيده أمامه .
ـ ماذا تظنني أنا ؟!! .
كانَ ميلان غاضباً بحق وقد كانت هذه هي المرةُ الاولى التي يثورُ بهذا الشكل , بينما رولند لا زالَ يشعرُ بصدمة حرقة تلكَ القبضة .
لم تكن بالشيء الجديد عليه بل قد مضت فترة طويلة منذُ أن صرخَ فيها أحدٌ على وجهه... لكن بما أنّها قد جاءت بدونِ سابق إنذار فقد كانَ طعهما مريراً .
فجرّ غضبه المكبوت في داخله قائلاً بصوتِ مرتفعِ .
ـ طريقة حديثك هذا الذي يخرجُ من لسانك ومجيء صديقك ليطلب العمل ! ماذا تظنني يا هذا ؟! ألا تعرفُ مكانك !!! .

بأيّ حق يأتي فيها ذلك الشخص ليطلب العمل بقربك !!! .
أرسل بنظراته نحو ما أعطاه إياه إيفان .. فالتقطه من بينِ يديه بكل غضب وعندما رأى أنّها مجردُ وجبةِ صغيرة حتى ازداد بداخله الكره له ..رمى بها على الأرض العشبية وتناثر ما فيها وهزَ المكان بصراخه .
ـ ماذا !!! هل أنا أحرمك من الطعام لدرجة أن يعطيك هذا !! ..
.. رمقه باحتقارِ شديد وهو يبتعد عنه .
ـ لا أريدُ رؤية وجهك لبقية هذا اليوم .


هذا ما كانَ حصل في تلك الليلة ..... فقد كانت أول مرة له يرى فيها مشاعرَ ميلان المتألمة ... صحيح أنّه صرخَ وفقدَ أعصابه بل وأنّه قد ضربَ رولند بقبضته ..
إلا أنّه يعلمُ جيداً بمشاعرِ ميلان ... !
فما أغضب سيده ... لم يكن مجيء إيفان وطلبه للعمل !
لا.. ليسَ كذلك
ولكن لأنّه فقط كانَ صديقاً لرولند ,
.لأنّه رأى بالفعل أنهما صديقين ورأى عمقَ الصداقة بينهما !!
فغضبه ذاك ... لم يكن سوى الغيرة التي شعرَ بها في قلبه .. !
لذلك كانَ هادئاً طوالِ الأمس رغم أنّ هذا يخالفُ عادته ..

كلَّ تلكَ الأفكار كانت تراودُ شيمون الذي يجلسُ وحيداً في باحة القصر منتظراً شروقَ الشمس .. وأكثر ما يحيره هو طلبُ السيد هايدن التحدث مع رولند ... فيبدو أنّه لاحظ تصرفات ميلان كما فعل هو بل وشعرَ بها أكثر منه .
استقامَ واقفاً .. فيجبُ عليه أن يجهزّ لرحلة عمل ميلان بما أنّه سيذهب ..
ـــــــ

في الجانب الآخر ..
أخيراً استطاع ايفان الإنتقال بكلِ سلاسة وتوديع تلكَ الغرفة الضيقة التي كانَ فيها .. فها هوَ يحملُ حقيبته الصغيرة ويعطي بعضَ المال الذي كانَ قد جمعه طيلة انفصاله عن ميدوري ورلند .. للرجل صاحبِ الإيجار .
سلمّه المفتاح .. فنظرَ إليه ليعرفَ رقم الشقة التي كتبَ فيه ... صعد الدرجات بما أنّه مبنى متواضع وغيرُ باذخ أو مكلف .. ووجدها .. ما إن أرادَ أن يدخلَ المفتاح .. حتى سمعَ صوتِ بابِ يفتح ..
التفت فرأى الفتاة التي تعرفَ عليها بالأمس تسكنُ في الشقة المجاورة له تماماً .
تفاجئت جولي من ذلك .. وظهرت ذلك على محياها .
ابتسمَ إيفان وهو يراها بملابسِ المدرسة وتحملُّ حقيبتها خلفَ ظهرا قالَ بوجه مبتسم.
ـ يبدوا أنه من الآن فصاعداً سأكونُ جاراً لك .
ركضت جولي مسرعة ولم ترد عليه .. فكيفَ يكونُ هوَ بالذات في الشقة المجاورة لها .. بينما هنالك غيرها ..
لم يكن هروبها منه غروراً .. بل خجلاً فهي لا تقابل الصبيان عادةً .. فقط ألفريود ومنهم في عملها .

أثارَ ذلك الإستغراب في نفسِ إيفان لكنه لم يهتم بذلك ... فقد كانَ متشوقاُ ليرى المكان الذي سيعيشُ فيه من الآن فصاعداً أدارَ المفتاح وولجَ إلى الداخل .
شعرَ بالراحة ما إن رآها رغمَ أنها فارغة قليلاً من الأثاث إلا أنّها واسعة بالنسبة له حتى أنها تكفي لاثنين .. أخذَ يتفحصها فلا بد له من أيدعو الجميع إليها بعد أن يستقر وتكوَن صالحة كما هيّ شقة ميدوري .
ـــــــ
عادَ ميلان كما كان ولم يكن كالأمس صامتاً .. بل عادت عجرفته في الحديث مع رولند منذُ الصباح الباكر .. وهاهوَ يستمتعُ باحتساء القهوة الصباحية في باحة القصر .. فموعدُ خروجه مع عمه هو الليلة ..
لكن هنالك شيء لم يرضى به .. فعادة عمه في الذهاب معه هو أن يصحبه معه فقط .. ولا يجعله يأخذُ أحداً من الخدم .. وهذا ما لم يعجبه .. فلن يسمحَ بأن يأخذَ رولند استراحه ..
أخذَ يفكرُ بشيء ما .. ليحقق له ذلك .. وهو يراقبه بعينيه .

انتهى شيمون ورولند من حزمِ أغراضِ ميلان التي سيذهبُ فيها بما أنّها المدّة الأطول .. وأيضاً بما أنّه سيتغيب عن جامعته فقد حضيّ رولند بصباح مختلفِ قليلاً عن بقائه منتظراً وحيداً ..
تحدثَ شيمون لرولند ليوضحَ له بعضُ الأمور .
ـ يبدوا أنّك ستحضى بفترة راحة بما أنّ السيد سيغيبُ ... .
استغرب رولند من جملته تلك ! فكيفَ أنه سيحضى براحة وسيده مسافر .. جائته الإجابة من شيمون سريعاً .
ـ إنها عادةُ السيد هادين .. سوفَ يحضى الجميع هنا براحة حتى يعودَ ميلان ...
صمت قليلاً وتذكر الطفلين اللذان كانا برفقته عندما جاءَ أول مرة للقصر .
ـ هذه فرصة جيدة لتبقى مع الطفلين التوأمين .. فأنا واثق بأنهما يفتقدانك كثيراً .
ظهرت على شفتيّ رولند ابتسامة وهو يتذكرها فبمجرد التفكير شعرَ بالإطمئنان لكنه شعرَ بالفضول ناحية شيمون . فسأله ليبعدَ فضوله ذاك .
ـ وأين ستقضي هذه الأيام !؟ .
ضحكَ شيمون لسؤال رولند المفاجئ .
ـ لا تظنَ أنّ عجوزاً مثلي سيكونُ وحيداً , لديّ عائلة أيضاً .
لم يتوقع رولند أن يكونَ لدى شيمون عائلة ... فهو لم يخطر له ذلك بل لم يكن واضحاً على شيمون
تحركَ كليهما بعدَ ذلك لينتهوا من بعضِ الأعمال في القصر .. فقد كانَ ملئياً بالعمل الكثير .. مما جعلَ رولند يشارك في ذلك رغمَ أنّه الخادم الخاص بميلان .
ـــــــ

وكما تمنتْ ميدوري تماماً .. فها قد أصبح لديها صديقة مما جعلَ يومها يبدو جميلاً في نظرها .. ومكنّها من التحدث مع بعضِ الفتيات وتكوين بعضَ الصداقات معهنَ بما أنّ إليسا لديها شخصية لطيفة فهي لديها صديقات كثر ..
لكنّ مكانة اليسا في قلبها كانت مميزة وختلفة عن باقي الفتيات الأخريات .. فها هما في فترة الإستراحة يجلسان مع بعضهما ويتناولا قطعة من الكعك المحلى .
لا حظت ميدوري حزنَ اليسا الذي كانَ ملازماً لها منذُ الصباح ويظهر جلياً في عينيها فسئلتها لتعرف السبب فهي لم تعهدها سوى بابتسامتها الجميلة وروحها المرحة .
ـ هل هناك ما يحزنك !؟ .
رفعت اليسا عينها متفاجئه وسألت بابتسامة .
ـ هل يبدو ذلك واضحاً عليّ! .
ضحكت ميدوري وأجابتها .
ـ أجل .. إنني أراه في عينيك .
ابتسمت اليسا وزادت محبتها لها في قلبها فمن النادر أن يحصل الشخص على صديق يعرفُ بما تشعرُ به بدونُ أن تتحدث .. لذا قالت لها بكلِ صراحة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة .
ـ في الحقيقة الشخصُ الذي أحبّه كانَ قد وعدني بأن يصحبني في رحلة لكنّه مضطرُ للذهاب الآن وقامَ بتأجليها .
وضعت ميدوري يدها على يدِ اليسا وقالت بكلِ لطف .
ـ بما أنّه قامَ بتأجليها فهذا لا يعني بأنه لن يذهب في المرة القادمة , يمكنك أن تثقي به .
تلألأت عينا اليسا فرحا .. وتوردت وجنيتها فقد أحبّت ما قالته لها ميدوري ,, اختفى الحزن من عينيها وابتعلت بعضاً من كعك الفروالة التي تحبه لتبعد الإبتسامة الحزينة من شفتيها وتسمتع بالمذاق الذي يذوبُ في فمها .
أمّا بالنسبة لميدوري فقد ظهرت صورة رولند أمامها سريعاً لم تعرف لماذا ! وفي هذه اللحظة بالذات !
لكن يبدو أن جملة أليسا هي السبب فقد جعلها تتمنى لو تستطيع أن تبقى مع رولند فقد بدا لها أنه كلما مضى الوقت كلما ابتعدت عنه أكثر .

ـــــــ

بينما رولند منشغلٌ ببعضِ الأعمال هنا وهناك .. جاء شيمون إليه وأمسك بيده خلسة وجعله يتبعه ... لم يستطع الحديث أو حتى أن يسأل عن السبب فقد رأى أنّه يفعلُ ذلك وهو يرغب بألا يعلم أحدٌ من القصر ..
توقفَ شيمون .. فنطق رولند وهو لا زالَ يحافظُ على هدوءه .
ـ ماذا حدث !؟ .
تردد شيمون قليلاً وهو ينظرُ إلى عينيه ..
ـ في الواقع إن السيد هايدن يريدُ الحديث معك .. وهو أيضاً لا يرغب بأن يعلمَ ميلان عن ذلك .. لذا اذهب إليه إنه ينتظرك في الساحةِ الخلفية .
استجاب رولند لطلبه سريعاً ... ومشى بكلِ هدوء نحو المكان الذي أخبره به .. فبما أنّه يحترمُ ابنه ألفريود ويحملُ بعضَ الإمتنان له .. فيجبُ عليه أن يستمع لما سيقوله له والده
ما إن وصل حتى وجدَ سيارةً سوداء متوقفة بالقربِ من القصر .. يجلسُ فيها السيد هايدن في المقعد الخلفي .. اقتربَ منها وألقى التحية .. فأشار إليه هايدن بكل هدوء بأن يصعد هو كذلك ..
شعرَ رولند بأن في الأمر شيئاً .. هو لا يعرفُ السيد هايدن بل إنّ أول مرة رآه فيها هو ليلة الأمس .. لذا ظلّ صامتاً ومحافظاً على هدوءه ...
توقفت السيارة أمام مقهى فاخر كبير .. خرجَ هايدن وتبعه رولند بكلّ هدوء والصمت لا زالَ قائماً بينهما ...
جلسا قبالةَ بعض وأمامَ كلِ واحدِ منهما كوبُ من القهوة الساخنة ...
لم يعتد رولند على هذا .. وشعرَ بالتوترِ قليلاً.. فالمكان من حوله فخم .. الطاولات الحمراء .. والأقمشة الفاخرة التي تغطيها .. كذلك الشخصيات التي من حوله ظهرت له أنّ من هنا هم من طبقة مخملية مختلفه فشخصٌ بمثلَ مقامه لا يستحقُ الجلوس هنا , لكنه بطريقة ما ظلَّ ثابتاً ينتظرُ بصمت بما سيحدثه به
احتسى هايدن بعضُ القهوة وعيناه تحدقان برولند بكلِ صمت .... فبدأ الحديث ليبدد ذلك.
ـ تدعى رولند وتمَ تعينك حديثاً في قصر ابن اخي .
أومأ له بكلِ صمت ...
وضعَ هايدن يديه تحتَ ذقنه .. وبصره لا زالَ معلقاً بالشابِ الذي أمامه وبكل صدق سأله .
ـ أخبرني كيفَ هو تعامل ميلان معك !.
رفعَ بصره ونظرَ فيها إلى عينيّ السيد هايدن .. إنّه يسأله عن كيفيه تعاملُ ميلان معه لم يفهم السؤال من ذلك .. فهو لا يعلم أنّه يفعل ذلك عادةً مع أيّ شخصِ يعمل تحت خدمة ابن أخيه .. لذلك أجابه وهوَ محافظ على هدوئه ...
ـ إنه جيدُ معي .
ظنّ هايدن في تلك اللحظة أنّ رولند أخبره بهذه الإجابة مخافة أن يطرده من عمله كما يفعل بعضَ من قد سألهم من قبل .. ولم يستشعر صدقَ رولند من خلالِ حروفه فقد أجابَه دونِ تردد
تنهدَ بعمق كبير ورأى أنّه لا بدّ من أن يوضحّ له بضُ الأمور .
ـ لقد حصلت حادثة له عندما كانَ صغيراً .. لذلك هو الآن يتصرفُ هكذا .
التقت عينيّ رولند وهايدن بعدَ تلك الجملة وظلاّ يحدقا ببعضهما .. كانَ هايدن ينتظرُ بصبر أن يسأله عما حصل ... لكن يبدوا أنّه لم يتحقق له ذلك فلم يبديّ رولند أيّ ملامح قط تدلُّ على أنّه يريدُ معرفة ذلك , فلو نطقَ وسأله عما حصل .. لسرد عليه هايدن ماحدث دونَ أيّ تردد .. لذلك قالَ بصريحِ العبارة ليخبره بسببِ طلبه الحديث معه .
ـ أرجو أن تعتني به جيداً .. ولا تجعله يشعرُ بالإستياء منك .. وكن لطيفاً معه..
يبدوا بانّك علمت بأنّي لا أخذُ أحداً معي خلالِ رحلة العمل .. لذا ستكون فرصة جيداً لتعيد التفكير في تصرفاتك مع ميلان .
كل هذه الكلمات ألقاها دفعه واحدة على مسامع رولند الذي أنصت لها بكلِ إذعان .. ففهمَها جيداً وعلم أنّه هذا من اهتمامه به بما أنّ ميلان لا يملك عائلة سواه ..لكن آخر جمله قالها أوضحت له أنّه قد استشعرَ غضبَ ميلان عليه بسببِ ما حدث .
تابع هايدن حديثه .
ـ حافظ على المسافة بينكَ وبينه .. ولا تنسى مقامك بالنسبة له .
اتسعت عيني رولند قليلاً ... فاستقامَ شيمون واقفاً بكلِ وقار .. ولم يجرأ رولند على أن يرفعَ رأسه .
استشعر هايدن ذلك وبدا له أن يفكرُ بما قاله جيداً.. رفعَ يده ووضعها على شعره هوَ لا يقصدُ أن يضغط عليه أو يهينه بصفته خادم إنما فقط هو يهتمُ بميلان لكنْ بما أنّه أصغر الخدم فقد رقّ قلبه ليختم حديثه معه .
ـ فكر بما قلته لك خلالِ الأيام التي يغيبُ فيها معه .
انتهت المحادثة بينهما وخرجَ السيد هايدن ..
رغمَ الدفء الذي تلمسه رولند منه .. إلا إنّ تلك الجملة لا زالت عالقة في عقله تردد صداها فيه .
ولا تنسى مقامك بالنسبة له
لم يتسبب ذلك في جرح كرامته فلم يكن ميلان هو أول شخص بقومُ بخدمته ,
لقد أعادت المحادثة التي درات الآن الكثير من التساؤلات في نفسه ..
وضعَ يده على عينه ليغطيها وهو يراجع ماقاله له .. ثمّ رسم ابتسامة حزينة .

ـــــــ

من نافذة غرفته رأى ميلان أنه قد انتصفَ اليوم .. وهو لا يزالَ لم يحصد أيّ فكرة .. فالوقت يمضي وموعد رحلته يقترب .. فمع بداية المساء هو لن يكون هنا ...
لمحَ من بعيد شخص غيرَ مرغوبِ به يقترب من قصره .. أظهر الإمتعاض على وجهه فهو لا يريدُ رؤيه وجهه .. ابتعد عن النافذة حتى لا يلاحظه .. وما إن فعل ذلك حتى سمعَ صوتَ طرقِ على الباب تبعه قولُ شيمون .
ـ إن التاجر جايد هنا , ويريدُ مقابلتك .
تذكرَ ميلان سريعاً .. أول لقاءِ له مع رولند فقد كان بحضرة ذلك الشخص .. فروادته فكرة سريعة في رأسه .

وأخيراً وجدً ميلان ما أراده , وهو أن يذهب من هنا وهوَ يعلم بأنّ خادمه لن يحصل على راحة جيدة ..
عادَ رولند سريعاً وهاهوَ يتبعُ ميلان بكلِ صمت .. وهو يعلمُ بهوية ذلك الشخص جايد الذي سيده ذاهبٌ إليه ف

في جلسة بدأ المدعو جايد كعادته يثرثر بفمه.. إلى ميلان , فقد مضت فترة طويلة منذُ أن جاء إليه .. يشكو له ضعف تجارته وكأنما يريدُ بذلك أن يرقَ قلبُ ميلان فيبدأ بالإستثمار معه , ولكن هيهات فلم يكن سيقبلُ بمحادثته لولا ذلك الأمر الذي يريده ..
أمسكَ بكأس العصير الذي أمامه والذي قدمه له شيمون فشربه دفعه واحدة دونَ أن يهتم باللباقة ,فاهي بعضُ القطرات تتساقطت من فمه .. فأخذَ يمسحها بكمِ ملابسه دونَ أيّ اهتمام .. وهو يتابع حديثه البائس .
ـ أتعلم .. ! حتى محل الحليّ الذي افتتحه منذُ فترة قريبة لم يحضى بمبيعات جيدة .
هنا وجدَ ميلان الفرصة .. فقالَ له سريعاً لكيلا يضيعها .
ـ ما رأيك لو تستأجر بعضَ خدمي للعمل هناك , ربما ستحققُ إرتفاعاً ولو بسيطاً .
علمَ رولند الذي كان يستمع للمحادثة بينهما مقصد ميلان من جملته تلك .
رفعَ جايد عينيه المرهقتين التي قضاها في السهر واللعب آخر الليل نحو رولند , ليقولَ وقد تذكره .
ـ هذا الشاب ! .
نظرَ إلى ميلان ,, وأرادَ أن يقولَ له شيئاً لكنه تذكرَ أينَ رآه آخر مرة أشارَ بيده نحو رولند وتحدثَ ضاحكاً بسخرية .
ـ نعم ! هوَ إنني أتذكره , لقد رأيته من فترة وهو يضحكُ ويمرح مع بعضَ أصدقائه .. كيفَ لي أنسى ذلك وهو يعملُ تحتَك خدمتك .
أغاضت جملته ميلان فقد كان يسخرُ منه لأنه يعلم بتصرفاته مع الخدم ,.. لكنه كتمَ غيضه وقالَ بابتسامة مزيفة تخفي وراها الشرَ لرولند .
ـ إذاً ما رأيك لو تستأجره حتى حينَ عودتي !؟ .
اتسعت ابتسامة جايد كثيراً .. وهو ينظرُ لوجهه رولند ويحدقُ فيه ..وقالَ سريعاً دونَ أن يتردد للحظة .
ـ سيكونُ ذلك جميلاً , بذلك سأضربُ عصفورين بحجر واحد , سأزيد من مبيعاتي ,,و أيضاً .
رمقَ رولند وأتبعَ قائلاً بحماسِ شديد .
ـ بوجهه الوسيم هذا سيجلبُ العديد من النساء الحسناوات .
في تلك اللحظة , لم يكن رولند أي حقِ في الحديث ,, فيبدو أن فرحته لن تتم بالأيام القادمة التي يريدُ قضائها بعيداً عن سيده , نظرَ بكلِ برودِ نحو ميلان التي اتسعت ابتسامته الساخرة .. وكأنما أحرزَ نصراً ,
لم يكن لديه حقُ الإعتراض , أو أن يخوضَ في ذلك فكما قالَ له السيد هايدن تماماً فمقامه يختلفُ كثيراً عنهما .
تمَ الإتفاقُ بينهما أمامه .. ومن الغد سيعملُ هوَ تحتَ امرةِ ذلك الشخص جايد لكن بوظيفة مختلفة .


ودعَ جميعُ من في القصر ميلان الذي جاء عمه لاصطحابه مع حلول المساء أمّا اليسا فقد كان من الجيد عدمُ تواجدها بما أنّه ستودعه في المطار .
غادرَ ميلان وعينه معلقةٌ على رولند ونفسه تشعرُ بالإنتصار , لكن ما أثارَ استغرابه قليلا .. هو هدوء رولند الغريب رغمَ كلِّ ماحصل فهوَ لم يرد عليه ببعَض الكلام الذي يستفزه قليلاً.. لم يهتمَ لذلك كثيراً فلو بقيّ ليومِ آخر , فسوفَ يجزمُ ميلان بأنّه قد بدأ يتغير تدريجياً .

تفرقَ جميع الخدم من بينهم شيمون الذي ودّع رولند متجهاً إلى مكانِ آخر ,, حيثُ عائلته كما أخبره من قبل .. وبقي رولند وحيداً يفكرُ في الأحداث التي جرت ..
فليسَ لديه الآن مكانٌ سوى الذهاب لزيارة ميدوري والتوأمين ... لكنّه فضل عدمَ فعلِ ذلك في الوقت الراهن فقررَ المشي حتى تتعبَ قدماه ..

ـــــــ
وكعادة الحياة لدى ميدوري , فها هي تستذكرُ بعضَ دروسها بينما تراقبُ التوأمين اللذين يتحركان ذهاباً وإياباً وكأنما يشعرون ببعضِ الضجر , فقد كانت هذه المرة الأولى التي لا يكون فيها إيفان موجوداً فهو الآن في مناوبة للعمل .. كما أنّه هو الذي كانَ يقومُ بتسليتهما ..
اقتربَ لير من ميدوري .. فكان يقتربُ خطوة ويتراجع خطوتين وكأنما يريدُ قولَ شيء ما ولكنه متردد فلير مختلف عن توأمه فهو خجول على عكسِ أخته لين التي تتميز بالجرأة .
.
في الأخير شدّ على ملابسه ليزيدّ الثقة في نفسه ,, وتقدمَ نحوها قائلاً بصوتِ منخفض .
ـ أختي .. متى سيعودُ أخي إيفان ! ومتى سيزورنا أخي رولند ! .
بتلكَ الكلمات البريئة سأل لير ميدوري وهو يتمنى أن تجيبه , نظرت إليه وشعرت بالحزن .. فهي لا تستطيع اللعب معهما بما أنّها مشغولة قليلاً , أرادت أن تجيبه .. فقاطع ذلك لين القادمة وعلى وجهها ملامح البكاء فقد سمعت سؤال أخيها وها هي تريدُ أن تشاركه.
ـ يبدو أنه لا يشتاق لنا , لذا هو تركنا !! .
قالتها بصوتِ باكيِ حزين وهي تجبرُ نفسها على عدمِ البكاء ..
علمت ميدوري أن مشاعر الحنين والفقد بدأت تتسلل إلى قلبُ التوأمين ... لم يكن أمراً غريباً بالنسبة لها ..
لكنها لا تستطيع أن تعملَ أي شيء , فكما أنهما يحملانِ هذه المشاعر في قلبيهما فهي تحملُ أيضاً كذلك , هي لم تكن تعلم من قبل أنّ مشاعر كمشاعر الحب ثقيلة لدرجة أنّ ذلك يؤلم القلب .. لكن بما أنّها قد تعودت على ذلك منذُ زمن بعيد فهي تعلمُ بمشاعرِ التوأمين .
أعينهما البريئة الممتلئة بالبكاء .. وهما ينظران إليها ... لم يجعلها تملكَ سوى أن تحتضنهما وتهمسُ لهما لتجعل قلبهما الصغير يطمأن.
ـ سوفَ يأتي قريباً , أنا واثقة من ذلك .
, هي لا تريدُ أن يبكوا أمامها فما إن يفعلا ذلك فهي لن تتمالك نفسها أيضاً وربما ستبكي معهما ! .
هدأ كليهما ورفقتهما نحوَ الفراش ليناما مبكراً , فهي لا تملك شيئاً سوى أن تدعهما يغطان بالنوم ليبتعد عنهم شعور البكاء .
ـــــــ

انتهى إيفان من مناوبة عمله لهذه المساء , فقد تعلمَ كثيراً في أول يوم , رغمَ أنّ الفتاة المدعو جولي لم تأتي اليوم .
استغرب من ذلك , فقد وكلها ألفريود بأن تشرحَ له هي عن العمل , لكن بما أنّ عرف كل شيء فيبدو أنه مامن داعي لتفعل ذلك ,, بدلَ بذلة المطعم بملابسه العادية .. وعندما أرادَ الخروج أرادَ أن يستفسر عن جولي ,, رأى السيدة روزا فاقتربَ منها سريعاً حتى لا حظته .
ـ المعذرة ,, ولكن تلكَ الفتاة جولي ! ألا تعملُ هنا ! .
ضحكت السيدة روزا وقالت .
ـ هذا اليوم الذي لا تعمل فيه .. كما ترى إنّه موضحٌ في هذه الورقة ..
التفت ليرى ما تشيرُ إليه السيدة روزا فقد كانت الورقة حيثُ الأيام والمناوبات لجميع من في المطعم ..
هو اختار الصباح الباكر بما أنّ التوأمين في رياضِ الاطفال , وكذلك في المساء ..
انتبه لاسم جولي فرأى العلامة التي تدل على أنها لا تعمل اليوم , شعرَ بالفضول لمعرفة الاوقات التي تعمل فيها فكانت تعمل بعد الظهيرة إلى وقت مبكر من المساء , أما في الأيام التي لا تذهبُ فيها إلى المدرسة فتختلفُ الأوقات .
ابتسمت السيدة روزا وعلقت وهي تنظرٌ مع إيفان لتلك الورقة المعلقة التي تتغير كل شهر .
ـ إنها في المدرسة الثانوية .. لذلك يتحتم عليها النومُ باكراً كلَّ مساء .
ابتسمَ إيفان .. وشكرَ السيدة روزا بينما هي بادلته ذلك قائلة .
ـ شكراً لعملك لهذا اليوم .
لم يكن ألفريود موجوداً في هذا اليوم , ولكن إيفان شعرَ بالراحة لهذا العمل , رغمَ أنه اليوم الاول له .. فهو واثق بأنّه سيكون ذلك ممتعاَ في المستقبل ..


مشى بخطواته حتى وصلَ للمكان الذي يعيشُ فيه ... ومنه إلى بيته الصغير الحالي.. قبل أن يدخل نظرَ إلى الباب الذي تعيشُ خلفه تلكَ الفتاة .. فقد شعرَ بالإمتنان لها .
أسقط نفسه على الأرض حيثُ الفراشِ البسيط الذي ينامُ عليه , هو لا يمتلكُ سريراً بما أنّه انتقل إليها بالأمس , شعرَ بالتعب يتسلل إلى جسده فأغمضَ عينيه ليستريح ... ثوانيِ هيّ حتى طرقِ بابه ..
فتحَ عينيه سريعاً واستغربَ من ذلك فمن سيطرقُ بابه وهو لا يعلم أحداً ممن يعيشُ هنا, نهضَ سريعاً وتوجهه نحو الباب ليفتحه فوجدَ جولي هي من تقفُ خلفه ..
تحدثت سريعاً بصوتِ خجول وهي تتجنبُ النظرِ إليه ..
ـ ... إننّي أقومُ بإعداد العشاء وقد قمت بحسابك أيضاً بما أنّك انتقلت حديثاً , سيستغرقٌ ذلك وقتاً لذا ... أرجو ألا تنام حتى يحين ذلك .
قالت جملتها ثمّ انطلقت مبتعدةً عنه وأغلقت الباب من خلفها .
ضحكَ إيفان لتصرفها فقد كانت لطيفة أمامَ ناظريّه فطريقة حديثها المرتبكة وأيضاَ جملتها تلك التي كانَ مغزاها أنّها بذلك ترحبَُ به بما أنّه قدمَ حديثاُ .
عادَ إلى مكانه وجلسَ على الأرضية مقرراً أن ينتظر بدلَ أن ينام ..

ـــــــ

وأخيراً وصلَ شيمون إلى حيثُ وجهته فالمكان كانَ بعيداً بعضَ الشيء عن قصر سيده , فها قد جائته الفرصة ليقضي بعضَ الوقت مع عائلته كما أخبرَ رولند من قبل .. مشى بخطواته .. فرأى بعضَ الأشخاصِ الذي يعرفهم والذينَ سعدو بعودته .. كما أنّهم كان يذكرونَ له أنّ ابنته تبليّ جيداً وكانَ سعيداً بذلك .. بما في ذلك صاحبُ البناية .
توقفت قدماه أخيراً .. فرفعَ يده ليطرقَ الباب ,, ثوانيّ هي سمع صوتها من بعيد .
ـ ألا يمكنك الإنتظارُ قليلاً !!؟ .
استغرب شيمون من جملتها تلك ولكن ما إن فتحت الباب رفعت تلكَ الفتاة عينها ورأت من أمامها حتى غمرت السعادة قلبها وارتمت في حضنه غيرَ مصدقة .
ـ أبـــــــــي !.
ابتسمَ شيمون بحبّ .. وربتَ على شعرها بحنان .. فأخيراً سيقضي بعضَ الوقت مع ابنته العزيزة على قلبه ..
دخلا سوية .. فاشتمَ شيمون رائحة طيبة وبينما هي لا تزالُ لم تفارقُ حضنه قالَ لها بكلِ لطف .
ـ يبدو أنّي جئتُ في الوقتِ المناسب فابنتي قد أعدت العشاء .
ابتعدت عنه والابتسامة لا تفارقُ شفتيها .. سارعت نحو الطاولة الصغيرة المسطحة في وسطِ الغرفة , أبعدت ما فيها وحملت مفرشاً صغيراً ووضعته على الأرض ليجلسَ عليه والدها .. أمسكت بيده .
ـ انتظر قليلاً سيجهزُ سريعاً .
انطلقت مسرعة نحو المطبخ فقد كانت زيارته لها مفاجئه , كما أنها متحمسه لذلك جلسَ حيث الموضع الذي أعدته له وأخذَ ينظرُ إلى المكان التي تعيشُ فيها عائلته الوحيدة المكونة من ابنته فقط .
وضعت أصناف الطعام أمامَ والدها فاستغربَ من ذلك ! فهي لم تتوقعَ أنه سيأتي مما جعله يسألها بابتسامة لطيفة .
ـ أرى بأنّ هنالك بعضَ الأصناف المتنوعة .
جلست على الأرض بقربه وقالت بخجل ووجنتيها قد توردتا ..
ـ في الحقيقة , لقد انتقل شخص إلى الشقة المجاورة لنا , لذا قررتُ أن أعطيه بعضَ طعام العشاء كترحيبِ له .
ابتسمَ شيمون ضاحكاً , فمن ردة فعلها وتورد وجنتيها فمن انتقل هو شاب .. رأها تحاولُ حملَ بعضِ الطعام له .. فقالَ له .
ـ ما رأيك لو تدعينه إلى هنا ليتناولَ العشاء معنا .. ! بهذا سيتعرفُ عليه والدك أكثر .
لم تكن تخالف أيّ أمر أو أي قول يطلبه منها .. وقفت على قدميها سريعاً .. وانطلقت بساقيها النحيفة نحو الخارج ..
طرقت الباب لكن هذه المرة كان بقوة أكثر من السابق .. نهضَ إيفان وفتحَ الباب .. ليصلَ صوتها إلى مسامعه .
ـ لقد جاء أبي , وهو يدعوك لتناول العشاء معانا .
هذا ما قالته جولي .. لإيفان وعلى وجهها الفرحة والسعادة .. لم يكن فرحاً بدعوته فقد جائته إليه أول مرة ..
لكنها الآن هي ممتلئة سروراً والإبتسامة ملازمة لوجهها .. تردد عندَ علمَ بدعوة أبيها إلا أنّه كانَ يتحتم عليه الذهاب ..
تبعها بكلِ هدوء ودخلَ ورائها ..كانَ مرتبكاً قليلاً وما إن لمحَ الجالس والذي كانَ يدعى والدها حتى طأطأ رأسه باحترام دونَ أن يرى وجهه .
ـ آسف على التطفل , وشكراً لدعوتك .
لم يكن ذلك الصوت بالغريب على شيمون بل قد سمعه , التفت ليرى من هو الشاب .. فتفاجأ عندما رأى أنّه صديق رولند ! كذلك الحال مع إيفان الذي رفعَ رأسه ووجدَ كبير خدمِ قصر ماليان , وبجانبه جلست جولي سريعاً فلم تكن جولي تلكَ الفتاة سوى ابنته وهوَ والدها !! .

ـــــــ

وصل رولند إلى حيثُ ميدوري .. وطرقَ الباب بخفة مخافة أن يكونو نائمين ... لكن ميدوري التي كانت مستيقظة جعلها تستفسر عن القادم .
ـ من !؟ .
بصوته الهادئ الذي له لمسة مميزة في قلبِ ميدوري.
ـ إنه أنا رولند .
فتحت الباب سريعاً ما ان سمت صوته وكأنمّا أمنيتها لهذا اليوم قد تحققت لها .
ـ مرحباً بعودتك .
قالتها بكلِ حب .. وهي تراه أمامها .. أما هوَ فقد شعرَ بالدفء بمجردِ سماعه صوتها لذا قالَ سريعاً بتردد ..
ـ آسف على إزعاجك في هذا الوقت المتأخر .
أومأت برأسها نافية .
ـ كلا , إنّه منزلك أيضاً وليسَ لي فقط .
لم يكن لرولند أيّ طاقة فهوَ مرهق من التفكير ..لذلك قال لها بصوتِ متعب .
ـ أيمكنني البقاء هنا لعدةِ أيام ؟! .
شعرت بالسعادة لذلك , فهذا ما تتمناه حقاً .. هي تريدُ أن تطمئن عليه دائماً .. كما أنّه يمكنها أن تسهر لراحته .. كما كانَ يفعلُ لها ذلك في الماضي ..


نظرَ إلى لين ولير النائمين بكلِ براءة , فقد كانت ملامحهما الحزينة التي ناما عليها لا تزالُ واضحة عليهما ..
سارعت ميدوري نحوَ سريرها وبدات بترتيبه ... وسارعت قائلة .
ـ يمكنك النوم هنا , وأنا سأنامُ على الأريكة في الخارج .
أومأ رولند رأسه نافياً وعليه ابتسامة دافئة .. دنى إلى حيثُ التوأمين .. وهمس لها لكيّ لا يوقظهم صوته .
ـ سأنامُ معهما .. .
تلمست ميدوري جملة رولند المتعبة .. وكذلك شوقه للتوأمين .. لم تعترض على ذلك فيكفيها وجوده ..


بذلك أغمضَ رولند عينيه وهو ينتصفُ لين ولير النائمين , اللذين ما إن شعرت أجسادهم النائمة بقربِ أحدهم .. حتى تحركت أيدهما سوية نحوَ رولند ...
ابتسمت ميدوري لذلك , وحملت مفرشها الوردي الذي تتدفأ به .. ووضعته على رولند الذي غطى في النوم سريعاً ..
أرادت سؤاله عمّا حصل ! , ولماذا هوَ سيبقى هنا لعدةِ أيام ! .. لكنها اكتفت بأنّه الآن أمامَ عينيها وليسَ بعيداً عنها .
خرجت من الغرفة لتدعهم ينعمون بنومِ هادئ ومريح , فستعرفُ ذلك قريباً .. لذا لا داعي للعجلة بالنسبة لها .
نهاية الفصل الثاني عشر ..

~

أتمنى أن تكونَ هذيّ الجزئين طويلة رغم أنها ما تكفي بسببِ طول الغياب ..

~
ـ رأيكم بالجزئين !.
ـ غضب ميلان لم يكن سوى الغيرة التي يشعرُ بها في قلبه من صداقة ايفان ورولند هل يحقُ له ذلك ! وما رأيكم بذلك !
ـ ماذا سيحدثُ لرولند في وظيفته الجديدة ! هل ستمرُ على خير ؟

ـ وهل سيقضي رولند بعضَ الأيام الهادئة بعيداً عن ميلان! .
ـ جولي ووالدها شيمون ! هل كان ذلك متوقعاً !؟ .
ـ إيفان وجولي هل سيكونان مناسبينِ لبعضهما !؟ .
ـ صداقة اليسا و ميدوري هل ستكونُ على ما يرام ؟ .
ـ وماذا ستكون ردة فعلِ التوأمين عندما يستيقظانِ ويجدانِ رولند بقربهما؟

ـ هناك ذكرى من الماضي قادمة .. مالذكريات التي تريدوها أو تتوقعوها في الجزء القادم ؟!



رد مع اقتباس
  #103  
قديم 02-13-2015, 11:10 AM
 
الروايه تجنن روعه
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 02-20-2015, 09:00 PM
 
Red face

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/05_01_15142047982645532.png');border:4px inset darkblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا اسمحي لي ان ابدي اعجابي بـ روايتك الجميلة
وتميز اسلوبك و الاحداث الاستثنائية فقد اوصلتي روعة و جمال الشخصيات
قرأة روايتك في اكثر من منتدي و قد بحث عن التكملت الاحداث كثيراً
ويسعدني انك قرارتي اكملها فانا متشوقة لمعرفة ماضي رولند و الاحداث المستقبلية
ـ رأيكم بالجزئين !.
جميلين جداً
ـ غضب ميلان لم يكن سوى الغيرة التي يشعرُ بها في قلبه من صداقة ايفان ورولند هل يحقُ له ذلك ! وما رأيكم بذلك !
مع اني اتفهم غيرة ميلان لكن لا يحق له افراغ غضبه علي من حوله

ـ ماذا سيحدثُ لرولند في وظيفته الجديدة ! هل ستمرُ على خير ؟
لا اظن ان الامور ساتسير علي خير ابدا فذلك التاجر جايدن ينوي الشر

ـ وهل سيقضي رولند بعضَ الأيام الهادئة بعيداً عن ميلان! .
ابدا و إلآ لما تركه ميلان في عهدة جايدن لينغص عليه حياته

ـ جولي ووالدها شيمون ! هل كان ذلك متوقعاً !؟ .
لا ابدا لقد كانت مفأجاة

ـ إيفان وجولي هل سيكونان مناسبينِ لبعضهما !؟ .
بالتأكيد فهما ثوناي ظريف

ـ صداقة اليسا و ميدوري هل ستكونُ على ما يرام ؟ .
بالتأكيد فهما فتاتان لطيفتان و لابد ان ينسجما

ـ وماذا ستكون ردة فعلِ التوأمين عندما يستيقظانِ ويجدانِ رولند بقربهما؟
سايسعدان كثيرا
ـ هناك ذكرى من الماضي قادمة.. مالذكريات التي تريدوها أو تتوقعوها في الجزء القادم ؟
ربما ساتكون عن ماضر رولند
سانتظار الفصل القادم و ساتباع الرواية لاعرف النهاية ولو في المريخ
تحياتي في امان الله


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________





رد مع اقتباس
  #105  
قديم 03-02-2015, 11:39 PM
 
Smile

روعههه نستنى التكمله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايـــة..حــــلم فـــوق السحـــــآآب ŔowlЄy أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 169 03-02-2015 03:55 AM
رواية خادمي كان صديقي ƬăẂăǤ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 08-19-2014 11:57 AM
بقيتَ ولا كانَ الزمانُ ولا بقى ǻ ץ Ł ı ļ ● قصائد منقوله من هنا وهناك 3 08-04-2013 04:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 03-01-2009 05:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 10-25-2008 08:55 PM


الساعة الآن 07:40 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011