عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الترفيهية > عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين > قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم

قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم تبادل أخبار و أحوال الاعضاء و المشرفين فيما بينهم وكل مايستجد في حياتهم و يهتم بنشاطات الاعضاء ومجموعاتهم الخاصه.

Like Tree717Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #136  
قديم 07-29-2015, 10:14 PM
 
.














.


سلام الله عليكم يا قوم

شوونك أخبااراتكم احوالكم

يا ربي ا
شعر بتووتر ممعرف ليشش هي اللحظة أنتظرتها كتتير وكتتير
أكتر من سسنة ومشانها تعبت أشهر وشعر رأسي بيششهد على هذا

ممم ممدري ضاعت كل الحروف يا تبا لهذا الشئ
بدا الجد قلب7

في قوانين هون الي بيسوي حجز وما بيرد أذبحه

وغير هييك تعبي هذا رح يروح كله من أشووف البسسمة
قد أرتسسمت على قلووبكم ووجوهكم يا الحب

وربي أحووبكم

هذي وشش تسوي وشش تقول ><

كتتم... أنت وهي تعرفون أو لا أغلبكم ما يعرف أني أكتب قصص كنت

وما هي قصص عادية تتسسم بالبسااطة والأفكار المتنوعة

وأهم شئ بالقصص الي أكتبها هي الصداقة الحب والأخوة

يعني هذا الهدف من كل قصصي ورسسم البسسمة

قصصي مو عادية مو لانها خارقة لا بالعكسس ولا حتى أجي كاتبة مبتدأة

بسسس لانه أبطال قصصتي بيكونوا منكم وفيكم

قد كتبت سابقا أربع قصص وأبطالها كلهم عيون العرب

وهي اليوم قصة من القصص
طبعا هي من سنة المفرووض أنزلها لكن اللاب ضرب وما صدقت يجي العيد
أروح اسحب من الهاردسسك كل الي فيه وأخيرا بعد معاناه

يوم ما رجع لي تعبي بكيت من الفرحة مو لاني تعبت عليه
بسس لانه بدي أهديها لنااس أعزاء علي

يمكن تأخرت الأن لانه أغلب أبطال القصصة ما عادوا موجوديين
لكن لا بأسس

أنتوا بعد رح تسستمتعون بيها بتمنى هذا

لا غصب عنكم بتنبسسطون وتقرأوها كلها

متل ما قلت مو هدفي الكتابة بقد المتعة وأدخال السروور على قلوب الأصدقااء

كافي ثرثرة خلالاص بنطلق للأبطال

طبعا القصصة مقتبسسة من قصة حبنا أنا وحبيبتي

>>> انجنت البنت داي


لالالالا مو أنا شيكو أنما هذا المجنون شيشيو اي روميو
حبيب جناح أقصد حبيب جوليت

مرة ملانه وقاعدة وتحكي معي جناح وزهقانه بدأت هي تتسستهبل علي

وأنا استهبل واسوي بيها روميو ومن هيك بدأ ولادة وحب روميو وجولييت

وصار لنا أولاد وبنات وأعداءء بعد والله هذيك الايام ما أحلى منها كانت
شسمه حتى كنت بصور لكم بعض هبالنا بسس ملالاقية الأن أنا و حظي :6:


المهمز أقدم لكم الأن أبطال قصتنا

وهي
أمنحِ قلبي ملجأ


silence >> جناح ... ( جولييت )

شيشيكو >> شيشيو .... ( روميو )

جوجو Nh >> جوجو

مريومةة >> إنجل

M A N G A • >> ناغي

صَوَتُ الحَمآمْ >> لوريين

سبيل الرحال >> سبيل


هيهم أبطال الرواية وهم القائمين عليها

بتمنى من قلبي تستتمتعوا اهداء من القلب الى القلب لكم

وبشكر باكا كتير ساعدني وكان جزء من الالهام لوضع النهاية السعيدة لهذه القصة

وبعد وساام الدب بششكره على الشسسمة الطقم الي سووواه لي ولجولييتتي

ممنوع أحد يغار منا ويسووي ثنائي أصلا محد
بيوصل لروميو وجوليت بالحب

وشكرا لكل الي بتابعها وشش أقول بعد

ايه مو تشووف أسسمك مو هون تسسحب أدري بيكم
ما تستتحون ولله الشكر والحمد

أييه إذ مقرتووها أو ما ع بالككم تتكملووها قييموني على الأقل

نبدأ على بركة الله قلب7




.










.
ρîmु, Baka-, silence and 3 others like this.
__________________
رد مع اقتباس
  #137  
قديم 07-29-2015, 10:15 PM
 
.














.





كانت شاردة الذهن تنظر إلى تلك السحابة التي غطتها شجرة الساكورا بازهارها الوردية ... والتي عبقت المكان برائحتها التي تبعث في النفس الهدوء والسكينة وها هي تنظر شريط أحلامها الذي طالما تمنت أن يصبح واقع ؟
لكن كيف وهي حبيسة هذا المكان فلا تستطيع فعل أي شئ
. .هي ساوري كفاكِ أحلاماً هيا إذ رأكِ المدير سيغضب منك وربما يطردك أيضا
قاطعت أحلامها الوردية بقولها هذا
ساوري : ماري أنتِ دائما تزعجيني يا لك من حمقاء الا يحق لي الأنفراد بنفسي قليلا
نظرت لها ماري وقالت : اه أسفة عزيزتي أنتِ تأملي مستقبلك الضائع وسأعمل بدل منك
أسيرضيك هذا يا حمقااء لا تضيعي عملك هذا بسسبب أحلامك التي لن تتحقق

شعرت ساوري بأحباط أكبر فهي صديقتها تأكد لها بأن أحلامها واهية لا طائل منها
وتابعت قائلة : ماري كفاكِ ترهات هيا لنذهب للعمل
رفعت ماري يدها بلامبالة وقالت : لا فائدة منك البتة

اتجهت الفتاتان الى تلك الغرفة ذات الحجم المتوسط التي رسم على جدرانها العاب و رسومات توحي بالبهجة

صفقت ماري وقاالت بحزم : أنه وقت القيلولة ليتجه كل منكم الى فراشه هيا .. الان
اتجه الاطفال بانصياع تام الى أماكنهم المخصصة

وأنت يا صغيري ألن تذهب الى فراشك ؟؟
نظر لها بطرف عين وقال : يا أنسة انا اعترض كل الاعتراض
ساوري وهي معقدة حاجيها : وعلى ماذا تعترض يا استاذ

نظر لها بنظرات تحدي وأردف أنتن لا تقمن بعملكن بشكل جيد ما هذه الروضة السيئة أين هي قصص ما قبل القيلولة

قاطعته بضحكتها الحانية وقالت : شيشيو كم انت فتاً لطيف أهذا هو اعتراضك
أجابها بسرعة : لا تسخري مني يا أنسة
ساوري : هي ماري أننا أنستين مهملتين بحق أين قصص ما قبل النوم أن الصغار مستأئون من أهمالنا هذا

نظرت لها ماري ببلاهة وقالت بنفسها : ي حبيبي لا ينقصني الا أطفال الروضة وقالت بعدها بصوت مرتفع
الزمو أماكنكم والا لن تسمعوا القصة

هتف االأطفال بصوت واحد هييييياا
اخذ كل منهم بعرض اقتراح للقصة التي ستحكيها الأنستان
- أنستي أنستي أريد الأميرة والوحش احكيها لي
- لا ي مغفلة أنها قصة للفتيات لا نريدها
- احكي لي عن التنين والفارس
- لا أنا اخاف من هذه القصص لا أريد
وقف أحدهم وهو يضع يده على ذقنه قائلا
اسمعو هذه القصص للصغار نريد قصص أخرى
ساوري باستياء : اظن اننا تورطنا في هذا وهمسست لماري
هي أوتعرفين سرد القصص أصلا
ماري بنفس همسها : لن يدعوا هذا اليوم يمر على خير بدون قصة مزعجة
وانا لا اعرف قصص الاطفال هذه
قاطع حديثهما تلك الفتاة التي كان يبدو على وجهها علامات الخجل وهي ممسكة بمأزر الأنسة وقالت : روميو وجوليت احكي لنا اياها

هتف الطلاب أجل نريد روميو وجولييت

ساروري بحزم : يا أولاد هدوء هذه القصة لن تنفعكم أيضا من أين لكم أن تعرفوها

الجميع بصوت واحد : سيتم عرضها في السينما وأهالينا لن يسمحوا لنا بالذهاب لحضور العرض
لم ترى الأنستان مفرا من هذا والا حتما سيقضى عليهما وخاصة إذ مر االمدير ورأى الوضع هكذا
فهو لن يتردد بتنفيذ تهديده الدائم بطردهما

قامت الأنستان بمساعدة الاطفال بتحضير الغرفة من أجل اقامة المسرحية هذه
جلس كل واحد منهم في فراشه متشوق لرؤية المسرحية التي سيكون أبطالها الأنستين

كل الأعين كانت متجهة لسايوري التي طالما أحبت العمل المسرحي وكانت تؤدي دور جولييت ببراعة تامة وتلاحقها ماري بالأشعار الشهيرة التي كان يطلقها روميو في كل مسرحياته

ماري بشاعرية (روميو ) : سأسير ليل نهار عاري الأقدام ولن اسمح للأقدار بأن تفرق حبنا السامي
سايوري (جوليت ) : عزيزي روميو حلمنا أبعد إلينا من النجوم كيف سيكون اللقاء وأنت ترى العقبات التي تحوم من حولنا
أمسكت ماري يد سايور وقبلتها قائلة : الأمل منبعه القلب المحب هذه حربي وسأنتصر لأجلك
فلا حياة لي بعدك
أدارت سايوري بوجها الذي أحمر خجلا من هذا الكلام وتابعت : روميو ما الذي فعلته بي
قلبي لم يعد يطيق كل هذا


في زاوية من زواية هذه الغرفة التي كانت مشتعلة بالحماس والهتافات العالية
كانت هناك فتاة بثوبها الأبيض وشعرها الكستائي الذي أضافت له تلك الشريطة الحمراء مزيد من التألق والجمال كانت سارحة الذهن وعيونها تحكي الكثير من الحزن

لم يلحظ أحد إبتعادها عن الأجواء أو جلوسها وحيدة بتلك الزاوية الا ذلك الفتى ذو الشعر الأسود الناعم والملامح الحادة البريئة
ذهب بتجاهها وجلس بالقرب منها قائلا : أن الأنستين رائعتان في التمثيل ولكن ليستا بروعتي فأنا شاهدت المسرحية مراراً

أنتظر ليسمع جوابها أو تعليقها على الأمر الا أنه لا يجد أستجابة نظر الى عينيها بعد أن وضع يده على كتفها هامساً لماذا تتهربين مني دائما....

موجة من الغضب أعترتها وأخذت تصرخ قائلة : لأني أكرهك أكرهك شيشيو أتفهم هذا

صمتت الأفواه وأتجهت جميع الأنظار الى تلك الزاوية التي كانا فيها

نظر لها بإبتسامة قائلا : جناح ما بالك لما كل هذا الغضب
جناح بسخرية : لن تفهمني في حياتك تمثيليتك هذه من أجل أن تجبر الأنستين على القيام بهذه المسرحية اللعينة لن تجعلني أحبك

شيشيو وهو يقف : نعم لقد أتفقت مع البقية على كل هذه الخطة من أجل ان أجعلك سعيدة ظننت أنك ستحبين ما سأقوم به من أجللك

جناح بألم : في الروضة والبيت والحارة وكل مكان أيجب أن أتحملك أنا لا أريدك
ما أن أنهت جملتها الا وبكفه الصغيرة تٌطبع على وجنتها الوردية


- ارجوكِ أستيقظي من هذه الأحلام هيا ..الان
تستيقظ من ذكرياتها الأليمة على صوت صديقتها
جناح : ابتعدي عني فقط ازعجتني بصراخك هذا
اقتربت جوجو من جناح وأخذت تداعب وجنتيها قائلة
بماذا تفكر عزيزتنا جولييت أعترفي الان
تظاهرت جناح بالغضب قائلة : لا تذكري اسم جوليت أمامي مرة أخرى وألا ستعرفين ما الذي قد أفعله

سارت جوجو بخطوات متأرجحة للخلف قائلة حسنا حسنا يا فتاة أسفة
يا اللهي لم اعلم أن هذه التسمية ملك خاص للسيد شيشيو
تقدمت جناح منها وأمسكتها من ياقتها قائلة
لا أنتِ ولا االغبي ذاك ولا أي احد أسمح له بمناداتي بهذا الاسم
وفجأه انهارت وبدأت بالبكاء المرير
أشفقت جوجو لحالها وقالت : جناح كنت أمزح معك لم عرف أن هذا سيضايقك
هيا عزيزتي أخبريني ما بك

تنهدت تنهيدة طويلة وأرجعت رأسها للخلف وكذالك الذكريات....



رأت الانستان أن الوضع لا يحتمل أتجهت ساوري وحملت شيشيو بعيدا عن المكان
بينما جلست ماري بالقرب من جناح لتهدء بكائها الذي كان يعلو أكثر وأكثر

قاوم شيشيو يدي الأنسة ماري وقال بصوتِ عالِ بعد أن أفلت منها
جناح أنا أحببببكككككك وسأبقى أحبك وسترين هذاا
وستكون قصة حبنا أكبر من روميو وجوليت فأنا سأفعل المستحيل لإرضيك
ولهذا لن أنديك الا جوليت لاتذكر هذا اليوم الذي مددت فيه يدي عليك
وضربتك فيه نعم نادم أنا نادم ما كان علي التصرف بهذه الحماقة
بل سأكون من اليوم وصاعداٌ روميو الخاص بجناح والذي لن يتركها ويدافع عنها

صمت مطبق لف المكان فتاً في السادسة من عمره كيف له أن يفهم الحب أو أن يصرح به بهذه الطريقة الشجاعة
ولكن حالما أنطلق الاطفال يتهامسون بين بعضهم البعض والبعض الاخر جااش بالبكاء أثر الموقف
ولم تستطع الانستين تهدئه الوضع أو التصرف


نغمات هادئة تسللت للغرفة معزوفة اطفئت النار المشتعلة في فؤاد أبطالنا هدئ الجميع وهم يستغرقون بسماع هذه اللحان التي عزفت بمشاعر حب وألم في نفس الوقت

- لقد قطعتم علي أهم حدث المعزوفة التي أنتظرها منذ زمان لم أسمعها بسبب أهمالكما وصراخ هؤلاء الاطفال

قالت سايوري بخوف بعد أن تداركت الأمر : سيدي المدير لقد تعثرت جناح وارتطم وجهها في حافة الخزانه لهذا سمعت أصوات الصراخ هذه
نظر لها بتأفف قائلا انسة ساوري وما الذي سيعوظني هذه المرة.. أولا تعرفين أن هذه المعزوفة أنتظر عرضها منذ أسابيع
وعندما تعرض حظرتكما وبسبب الأهمال تقطعون علي الأجواء
ماري بإستياء : سيدي سأحضر لك تسجيل هذا العرض من أخي فهو يعمل في السينما
المدير بتفكير : ممممم معك يومان تحضرين التسجيل والا لن تري ما يسرك أنت وزميلتك
و خرج من الصف بعد أن أغلق الباب بكل ما يملك من قوة

جوجو بتأثر من سماع قصة جناح : كم هي مؤسفة ذكريات طفولتك عزيزتي أنا اسفة لأجلك حقا
ضربتها جناح بخفة وقالت بإبتسامة : لا تكوني دراميا بهذا الشكل لقد عد الأمر منذ سنوات طويلة
انتفضت جوجو من مكانها وقالت بمرح : والان ما مشاعرك تجاه روميو اعترفي يا فتاة
ازاحت جناح وجهها للنافذة قائلة : لا اعرف صدقني لا أعرف ولكن .......
جوجو باندفاع : أهناك بصييص أمل في هذاا
نظرت لها جناح ببلاهة وقالت : سيبدأ الدرس بعد دقائق هل ستبقين واقفة هكذا
أعتذرت جوجو من تصرفاتها الحمقاء وعادت لمقعدها تنتظر دخول المعلمة

ما هي الا لحظات وإذ بالمعلمة تدخل القت التحية على طلابها وبدأت بشرح الدرس
الذي كان مملا لبعضهم و البعض الأخر لم يسمع الدرس أصلا
بينما جوجو منهمكة بالتفكير بما حدث مع جناح وشيشيو فجأه وقفت صارخه وقالت بصوتٍ عالٍ
لقد وجدتها
المعلمة : ما هي التي وجدتها يا أنسة جوجو أهي حل المسألة

انتبهت جوجو لنفسها وقالت بجدية : لا ليس المسألة بالطبع
المعلمة بغضب أذن اذهبي لغرفة المدير حالا وقولي له هذا الكلام

خرجت جوجو من الصف وضحكات الطلاب تعلو أثر هذا الموقف

اتجهت لغرفة المدير وهناك عند الباب سمعت صوته يقول : ما الذي يمكنني فعله بك يا هذا الا تخجل غدا أريد أن أرى ولي أمرك
رد عليه بلا مبالة : أنا ولي أمري لماذا وأيضا لم أفعل شئ يستدعي كل هذا الغضب
المدير : اخرج من هنا و عد لصفك الان أيها الأحمق
انحنى للمدير قائلا : أمرك مولاي واتجه بسرعة أمام الباب فتحه الا بجوجو تسقط ارضا
وقفت بسرعة قبل ان يراها المدير نفضت ثيابها وقالت : اه شييشيو هنا ما الذي تفعله
شيشيو بمرح : أشرب الشاي أنا والمدير يا عزيزتي

انطلقت الضحكات من هذين الاثنين والا بالمدير يصرخ

الم تخرج أنت للان هيا أخرج وانتِ اذهبي معه ليس بمقدوري الان أن أراكما

خرج شيشيو وجوجو وعلامات الأنتصار على محياهما

توقفت جوجو بالممر قائلة: شيشيو أعندك وقت لنتحدث بعد انتهاء الدوام

التفت لها قائلا : نعم ولكن لماذا أهناك شئ
جوجو : إذن بالحديقة العامة الجهة الخلفية أريدك هناك بعد الدوام يجب ان نتحدث بشئ مهم

شيشيو : حسنا لك هذا
عاد الاثنان الى الصف واتجه كل منهما الى مقعده التقت عينا شيشيو بعينا جناح الا انها لم تعره أي اهتمام

مضت الحصص المتبقية بسرعة وها هي الساعة الكبيرة تدق أجراسها معلنة عن دخول الساعة الخامسسة مساءاً
اتجه الطلاب بعد هذا الدوام المسائي المتعب الى بيوتهم كل واحد يفكر بما سيفعله

كانت جناح تسير وحدها تراقب الحدائق والورود التي تزين الطريق وتلك الأعمدة الكهربائية والتي تحوم حولها الحشرات تتراقص بفرح
. : هي أتحبيين أن أوصلك يا جميلة
نظرت جناح باتجاه هذا الصوت وقالت : ها لا ينقصني الا أغبياء ثانوية الغد
تقدم منها ذاك الفتى مفتول العضلات وقال بصوته المخيف : ما الذي تقصدينه يا فتاة اذن لا يعجبونك فتيان ثانوية الغد من يعجك أهم فتيان ثانويتكم المقززة

- يا شبااب ما رأيكم ان نري هذه الحسناء من نكون
تقدم الفتية من جناح وأعينهم تخبئ الكثير من الشر لها

عصا خشبية قذفت من اللامكان فصلت بين جناح وذاك الممسك بها
التفت الجميع الى المكان الذي قذفت منه العصى
واذى بشااب طويل ذو ملامح حادة كان يضع يده في جيب بنطاله
تقدم منهم وقال : ولا أنا تعجبني ثانوية الغد

ركض الفتية كالوحوش الثائرة باتجه ذااك الشاب الا أنه استطاع أن يتفاداهم بخفة ورشاقة ضارباًً كل من يقف في طريقه تقدم وتابع تقدمه حتى وصل للقائد
فقال الاخير مهدداً : اذ اقتربت سأقضي عليها أفهمت يا هذاا

الشاب : حاول يا هذا ما هي الا لحظة حتى ركض باتجاه الفتى وقائل بصوتٍ عالٍ
جوليت اخفضي راسك
انزلت جناح رأسها بحركة سريعة وإذ بيده تلكم وجه ذاك الفتى مسقطتاً اياه ارضاً
ضربته جناح بقدمها ضربت جعلته يصرخ من الالم
اتى رفاقه سريعا وحملوه هارببين من هذا المكان

قالت جناح وهي تنفض ثيابها : شكرا لك شيشيو على مساعدتي
شيشيو بمرح : شكرك هذا أكبر هدية أحصل عليها اليوم
نظرت له بإستيااء : متى تتوقف عن العاب الأطفال هذه وأيضا لا تفرح كثيرا
شكرتك على انقاذي لا غير

احبط شيشيو من ردها وقال : إذن هيا سأرافقك الى المنزل يا سلام
قاطعته قائلة : أريد ان اتمشى بمفردي ولن اذهب للبيت الان
أحس شيشيو بموقف محرج فقال : اه حسنا نسيت اصلا لدي موعد مع جوجو فهي تنتظرني الان

ركض باتجاه الحديقة بعد أن رفع يده مودعا أيااها


انزلت رأسها بحزن وانطلقت باتجاه منزلها قائلة : يا لي من غبية دائما أفسد الأمور

في مكانٍ اخر كانت واقفة تهمس بكلل صدق
: يا اللهي اتمنى ان يوافق فهذه الفرصة الوحيدة التي ....

قاطعها قائلا اذ كنتي تودين الاعتراف لي بحبك فأنا أسف تعرفين أنني مرتبط
التفتت بفزع باتجاه الصوت وقالت : شيشيو أيها الأحمق الغبي
شيشيو واضعا يده على رأسه : اعتذر لتأخري واجهتني بعض المشاكل
جوجو : لا لا مشكلة كنت أعرف انك لن تخذلني
شيشيو بتسائل : اذن تريدين الاعتراف بحبك لي
امسكت جوجو بأذن شيشيو وشدتها قائلة : انك غبي وأحمق تعرف أنك لا تروق لي بتاتا
ههههههههه معها حق جناح بعدم تقبلك

انقلب حال شيشيو عند سماع كلمتها الاخيرة وقال بحزن : ما الذي تريدينه مني

قالت جوجو : عرفت بما حدث بينكما سابقا وأعرف كيف أجعلها تعترف بمشاعرها لك
أنها تحببك لكن ليس لديها الشجاعة الكافية
شيشيو باهتمام : وكيف هذاا

اقتربت من اذنه واخذت تهمس له

ابتعد شيشيو عنها قائلا بدهشة : لا والف لا هذا مستحيل ستزيدين الامر تعقيداًً
جوجو تتظاهر بالبراءة : شيشيو كم مرة خذلتك هياا ثق بي وسترى النتيجة
بعد تفكير دام لحظات ابتسم شيشيو وقال لها : أن لم اربح المعركة فلن أخسر شئ أكثر من الان
حسنا موافق لكن ستتحملين النتائج
قفزت جوجو فرحاًً وقالت بعيننين تملئهما الأصرار : غدا ستأتي لتشكرني يا شيشيو أعدك بهذا
شيشيو بحمااس : وسأحضر لك ما تتمنيه فقط لتنجح الخطة اولا
تصافح الاثنين بعد هذا الاتفاق
واتجه كل منهما الى منزله

صعد شيشيو على ذلك الدرج المهترئ بعد ان انار الممر ليهتدي للطريق
لكن استوقفه صوت -
أيتها الحمقاء توقفي والا قضيت عليك
غير شيشيو اتجاهه وذهب باتجاه الشقة التي يصدر منها الصوت
دق الباب ودخل بعد ان سُمح له بالدخول
واذ بقطة ذات شعر ابيض ناصع اللون تقفز خائفة بين ذراعيه
أخذ شيشيو يمسح على شعرها مهدئا لها : صغيرتي أنا موجود لا تخافي

تقدمت منه امرأة ذات شعرٍ بني بيضاء البشرة و قوام رشيق ثم قالت : أيتها المحتالة الصغيرة لا تتدعي البراءة أمامه

شيشيو بابتسامة : خالتي ناغي ما بالك هدئي من روعك أن كاتي أليفة
ناغي بسخرية : شيشيو أن قطتتك تدعي البراءة أنظر للإرضية لقد اتسخت بسببها
شيشيو بتوبيخ : كاتي اعتذري للخالة الان
ضربت الخالة شيشيو على رأسه بخفة وقالت
تسخر مني يا ولد ثم أين كنت اعترف الان
شيشيو : اه خالتي تعرفين مشاكل المشاهير لا تنتهي
ناغي وهي تضحك : يا لخفة دمك عزيزي اقسم أن جناح حمقااء
لو كنت بدلا منها لما تركتك

اقترب شيشيو من ناغي بعد أن رفع كفها قائلا : أن اطرائك هذا يجعل قلبي يطير فرحاًً وطرباًً
اه لا استطيع أنا لا استطيع التحمل قلبي يخونني
قالت ناغي بخوف : شيشيو ما بالك
عيناكي عيناكي يا ناغي تشعران قلبي بالرعشة والحب
جمالك الاخاذ حرك المشاعر الميتة في قلبي
ناغي بخجل : أنت فقط من تعيد الحياة لروحي البائسة معك سأسير وبجانبك سأبقى
يا شمعة تنير حياتي وتمسح أآهتي

شيشيو مجارياًً لها : أنتِ النور أنتِ عالم الصفاء روحي تتجدد بلقائك
ولا اتنفس الا هواكِ

فجأة وبدون سابق انذار أنطلقت ضحكات الاثنان بشكل مدوي
شيشيو وما زال يضحك : خالتي أدائك في تحسسن مستمر قريبا ستصبحين من أشهر الممثليين
ناغي : اه شيشيو تجاوزت الثلاثين من يراني مع طالب ثانوية مثلك حتما سيقول عني مجنونة
شيشيو : خالتي قلبك مليئ بالشبااب لا تتحدثي هكذا
ناغي تدعي العصبية : شيششيو لا تبدأ من جديد هذا يكفي

- نعم يكفي هذه الترهات التي تقومان بها أنتما الاثنان لقد مللت من كل هذاا
أردفت بعصبية أمي شيشيو احترما وجودي بالمنزل على الأقل
واغلقت الباب بقوة ولم تتدع مجال لاي منهما بالتكلم

ناغي : اه جناح لا اعرف كيف أتصرف معك يبنتي
شيشيو مطأطأ رأسه : أسف يا خاله هذا كله بسببي
ناغي وهي تمسح على يد شيشيو : بني أنت أكثر من يعرف صفاتها أرجوك أحتملها لأجلي
شيشيو بإبتسامة باهتة : وهذه المشكلة أعرف مزاجها السيئ لكن دائما ما يحدث هذا بلا قصد مني

ناغي بأسف : ستتغير لكن عليك الصبر
شيشيو بحماس كاذب : نعم نعم سستتغير والان خالتي شكرا لاعتناك بكاتي
قد تأخر الوقت وعلي الذهاب
ناغي بإصرار : لا ابقى ولنتعشى سوياا فالعشاء معد تقريبا
شيشيو بإبسامة : تعرفين غدا الدوام صباحي لهذا لا يوجد وقت علي أن اخلد للنوم
لنأجل هذا لمرة اخرى
ناغي : حسنا تصبح على خير يا عزيزي واعتذر منك نيابة عن جناح

رمى شيشيو حقيبته أرضا ورمى بجسده المتعب على السرير
أخذ يتأمل تلك الثرية المعلقة على السقف وكيف أن بلوراتها البيضاء الصافة تتراقص وتتلئلئ

نعم أنها تتراقص كتراقص قلبه ذاك اليوم الذي مضى على مروره الكثير من الوقت

- عزيزتي اذهبي معه الى المهرجان لقد جمع من مصروفه اليومي من أجل أن يحضر التذاكر لكما

جناح : ولكنه لم يسألني او يأخذ رأيي سابقا وأيضا هو مزعج ويسبب المشاكل دائما
الخاالة : عزيزتي عيشي عمرك ما هذه لا تفكري هكذا ما زلتي في الثانية عشر
أي أنتِ طفلة يجب أن تمرحي وتلعبي
جناح بستسلام : هذه المرة فقط لاجلك يا خالة حتى لا تحزني بسسبب أحمق مثله سأوافق
لكن
قاطعتها الخالة قائلة : اذ تصرف بحماقة أو أزعجك افعلي ما ترينه مناسباًُ
ابتسمت جناح للخالة وقالت : كم هذاا يشعرني بالسعادة ابنك أحمق ولا يعرف أحد التصرف معه مثلي

ضمتها الخالة قائلة : كم انتي رائعة يبنتي فجأة صرخت قائلة
شيشيو اخرج من الخزانة كفاك أختبائا أعرف أنك هنا

خرج شيشيو والأبتسامه على محيااه وهتف بصوت عالٍ:
وأخيرا موعد مع جولييت يا سلالام
الخاالة وجناح بصوت واحد : شيشيو ما الذي قلته
شيشيو بإرتباك : أنا ... لا .. اقصد أنا لم اقل شيئا
ركض من الغرفة قائلا : في الرابعة مساءاًً كوني مستعدة جناح اسمعتي
في الرابعة


رن هاتفه المحمول فأخذ يتحسس المنضدة عله يعثر عليه
امسكه وضغط على زر الاجابة
واذ بصووتها الصارخ قائلة : شيشيو أيها الكسول هياا تعال الى المدررسة حالا

شيشيو بعد أن قفز من سريره : كم الساعة الان أيتها المزعجة
جوجو بتأفف : أنها الخامسة فجراًً أن لم تأتي الان اعتبر الخطة ملغية
شيشيو بعد أن أغلق السماعة : يا لها من فتاة قلت لها الوقت مبكر
اه يا الهي متى نمت االبارحة حتى أنني لم أشعر بنفسي

اتجه لدورة المياه غسل وجهه وبدل ثياابه
وبعدها انطلق باتجاه الباب بعد أن اخذ بزته الرسمية من الخزانة
وبعض الأوراق البيضاء التي كان يبدو عليها القدم والأهتراء

وقف أمام العمارة التي يسكن فيها واخذ ينظر الى تلك النافذة
الصغيرة ذات الاطار الخشبي والستائر البيضااء رأى خيال أحدهم فأختبى في
زاوية لا يراه احد فيها أخذ يتسلل بنظراته ليرى صاحبة هذه الخيال
نعم لقد كانت هي لطالما اعتادت أن تستيقظ في هذا الوقت وتفتح نافذتها لتلقي التحية على العصافير ولطالما كان يختبئ في هذه الزاوية ليراها كل صباح
ليكون يومه جميلا مليئا بالسعادة عند رؤيتها
رمت حفنة من فتات الخبز في الهواء فإجتمعت حولها العصافير الصغيرة تغرد وكأنها تشكرها
على تقديمها لهذه هذه الوجبة اللذيذة
كانت الفرحة تغمر قلب جناح فهذا العصافير تذكرها بكل ما هو جميل وهي وحدها القادرة على ادخال السعادة على قبل بطلتنا الشابة ...
همس بحزن وهو يرى ابتسامتها الساحرة : يا ليتني عصفور مغرد لتبتسمي هكذا عند رؤيتي
ارتدى حقيبة الظهر وركض بأقصى ما لديه دون أن ينظر خلفه ركض و ركض كأنه
يفرغ طاقة الحزن والاسى التي تعتيره يعبر بالركض عن مشاعره المكبوتة
لماذا لماذا تكرهني لهذا الحد حتى أني لم أراها مرة تبتسم في وجهي
هذا ما كان يدور في عقل شيشيو وهو يركض بسرعة

صوت من بعيد استوقفه : هي أيها المغفل الطريق من هنا

تقدم شيشيو ملوحا بيده باتجاه صاحب الصوت وقال : هههههههه الحمااس جعلني أركض دون أن أشعر بشئ
رمقته جوجو بنظرات شك وقالت : اه واضح جدا
شيشيو بصراخ : كم أنتِ فظيعة جوجو حتى العم سايمون جعلتيه تحت حكمك القاسي
سايمون : ههههههه لا عليك يا بني فأنا معتاد على الأستيقاظ مبكراً يجب أن أصل قبل الطلاب لاتفقد المدرسة وايضا جوجو قالت لي أنها مسألة حياة أو موت

جوجو بغضب : كفاكما حديثا الان هيا يا عم افتح الباب ورائنا الكثير من العمل يجب أن ننجزه قبل أن يأتي التلاميذ
سايمون بخوف : حاضر يا أنسة لكن اهدئي قليلا

دخل شيشيو وجوجو الى غرفة الموسيقى بعد أن فتح لهما العم الطيب باب الغرفة

جوجو : هل أنت مستعد شيشيو هيا ما رأيك أن تسمعني مقطع من المعزوفة
شيشيو بملل : أود أن أعرف لما هذه المعزوفة بالذات جوجو ستوقعينا في كارثة ولن أتحمل العقاب وحدي
جوجو بمرح : إذ سار اليوم على خير ما يرام سوف تكافئني
شيشيو وهو يجلس خلف ذاك البيان الكبير : سأثق فيك بكل الأحوال ليس لدي شئ اخسره

وضع يده على تلك المفاتيح ذات اللون الأبيض والأسود واخذ يعزف عليها بكل ما أوتي من قوة
عزف واستمر بالعزف فرغ كل ما فيه من قلق وتوتر ينتظر المجهول
لم تشأ جوجو مقاطعته أنما ذهبت لتكمل باقي الأستعدادات فلم يبقى الكثير من الوقت لحضور التلاميذ

- كم هي ثقيلة هذه المنصة شيشيو أيها العم سايمون تعاليا الى هنا

اتى الاثنين بسرعة لتلبية نداء جوجو الصارخ
شيشيو : يا حمقاء ما الذي تفعلينه ها
جوجو وما زالت ترفع المنصة : هيا أيها الغبي اسحبها معي لساحة المدرسة

شيشيو : يا فتاة اضربتي في دماغك الا تعرفين انه لا يجوز اطلاق إذاعاتنا الا من غرفة الأذاعة
وقفت جوجو وهي تحرك سبابتها بخبث : هيا يا فتى ألا تعرف من هي جوجو للان هيا اتبعني وحسب
طبعا طلبت من المدير أن يسمح لنا أن نقيم الأذاعة في وسط الساحة ووافق

شيشيو بإندهااش : واوو جوجو يبدو أن واسطتتك كبيرة هنا

جوجو وهي تلعب بشعرها : وما الذي توقعته غير هذا
شيشيو : حسنا هيا بنا سيأتي الطلاب علي أن اذهب لتبديل ملابسي



ما هي الا دقائق قليلة وبدأ الطلاب يتوافدون الى المدرسة والكل يتسأل عن سبب وجود هذا البيان الضخم الذي يحتل مساحة لا بأس بها من ساحة المدرسسة
- يا صديقي يبدو أن اليوم سيكون مثير للغاايةة
- أنها إذاعة جوجو ورفاقها كيف لا تريددها أن تكون مثيرة ها
- - يا اللهي كم أنا متشوق ما هي الفضيحة التي ستجلبها معها هذه الفتاة الكارثة

أصوات الجرس تعالت في وسط الساحة قبل موعدها المعهود فعرف الجميع أن هذه لحظة الصمت لحظة
ينتظرها الكثير الكل متشوق لسماعة الأذاعة المتميزة التي تبهرهم بها جوجو ورفاقها كالعادة

اصطف الطلاب في أماكنهم وكلهم إذان مصغية
لكن هذه المرة كسرت توقعاتهم لم يسمعوا صراخ جوجو المعتاد أو تحيتها الصباحية الطويلة

بل استرخت أعصابهم عقولهم سبحت في عالم من الحب الأشتياق والأمل
بعد سماعهم هذه المعزووفة والتي كان ششيشيو هو من يعزفها لم يعزفها بيده
بل عزفها بمشاعر قلبه هذه المعزوفة نفسها التي كانت شاهدا على غلطته عندما صفع من يحبها
عندما وعدها بأنه سيحبها للأبد

أعزائي المستمعين اليوم سيكون غير كل الأيام اليوم ستشهد هذه المنصة على لقاء الأحبة
لقاء لطالما اشتاقت له القلوب وتسابقت العقول لتخيله الأرواح مشتاقة لبعضها البعض
ولكن الكبرياء هو الحاجز الوحيد الذي سينكسر لا بد للكبرياء أن ينحني احتراما للحب
هيا يكفي ما عاناه الحب للأن
يجب أن تستلم أيها الكبرياء الحب لن تعثر عليه الا مرة في حياتك

هذه الكلمات التي نطقت بها جوجو من خلف مكبر الصوت
كل هذه الأجواء لم تمنع الطلاب من أن يتهامسو فيها بينهم

- أهذا اهو يوم الحب أم ماذا

- لا ي غبي انه في الواحد والعشرين من الشهر المقبل
- - اذن أيوجد قصة حب عثرت عليها جوجو أم ماذا !!

وسط هذه الهمسات التي كانت من حولها وسط تلك الأعين التي تنتظر وتتأمل قدومها
رمت جناح حقيبتها المدرسية رغما عنها
سارت وأعين الطلاب كلها متجهة لها لم تعرف لما تتابع السير كلما حاولت التوقف تسرع خطاها

حتى وصلت عند جوجو التي أعطتها مكبر الصوت ووقفت جانباًً

........ الحب هو التضحية الحب هو الوفاء والأنتظار
الحب أن تمسح دمعتي دون أن تراها أن تشعر دون أن أتكلم الحب يعلمنا الصبر ولا شئ سوى الصبر
الكبرياء لم يقف في وجه الحب لطالما كان يحترمه وينحني له
لكن عليك بالصبر انتظرتني سنين وسأنتظرك طول حياتي
بالحب سنقاوم ونحلم بالكثير لن نحزن أن لم تتحقق أحلامنا لأنه لا شئ مستحيل ما دمنا معا


قالت جناح كلماتها هذه التي لم ترتبها أو بالأصح لم تعرف من أين خرجت بها فقط قالت ما شعرت به فقط عبرت عن شئ كتمته في قلبها وها هي اللحظة المناسبة التي أنزلت فيها هذا الحمل عن عاتقها


صفق الطلاب بحرارة لهذا العرض الرائع الذي لم يروا بروعته صدقوا بأنه حقيقة فقد اللهبت الفتاتان بكلماتهم المسرح وعلت صرخات الفتيات وهن ينظرن لشيشيو وهو ينحني كالأمير ليقبل يد جناح على غفلة منها
انحنى أبطالنا الثلاث لتصفيقات الطلاب وكأنهم أبطال مسرحية تم اختتامها منذ قليل

رن الجرس معلناًً بداية الحصة

توجه كل الطلاب الى صفوفهم وهم ما زالو مندهشين من هذا العرض الشائق

- أيها الذكي أنهم من اختيار جوجو طبعا سيتقن كل منهما دوره فجوجو لا تختار أي شخص
- اه أرئيتن شيشيو ببذلته الرسمية سأجن أن لم اخرج معه


تدافع الطلاب على مقعد جوجو وأنهالوا عليها بالتهنئة والتبريكات على هذه الأذاعة الرائعة
- نحن محظوظون بأنك معنا في الصف بفضلك سيأخذ صفنا درع أفضل إذاعة لهذا الشهر
- جوجو بابتسامة : أنا لم افعل شئ أنهما شيشيو وجناح هما بطلا الأذاعة
-
- لو سمحتم أبتعدو أريد أن أرى جوجو : ما هذا اأصبحتي مشهورة لهذا الحد
أمالت جوجو رأسها لترى المتحدث : ههههههه شيشيو ما بالك ما الذي تريده الان

شيشيو بجدية : تعالي معي خارجا أريدك في موضوع مهم

جوجو باستغراب : ولكن المعلمة ....
قاطعهم دخول استاذ الرياضيات قائلا : اسمعو يا طلاب الأنسة غائبة التزموا الصمت والا ستأخذون حصة بدلاًً عنها

صرخ الطلاب من الفرحة : وداعا أيتها الحصصة الممللة

أومئ شيشيو ل جوجو لتتبعه ........
ما هي الا دقائق وكانت جوجو واقفة أمام باب حمام الفتية
تبحث يمينا ويسارا عن شيشيو
جوجو بتأفف : ذلك اللعين أين ذهب الان

شعرت جوجو بيد تلتف حول فهما وتسحبها داخلاًً
ما أن تداركت الأمر حتى رأت نفسها في حمام الفتية بصحبة شيشيو

جوجو بغضب : أيها الاحمق أهكذا تكافئني
قاطعها شيشيو قائلا : جوجو ما سمعته صحيح أعترفت لي جناح بحبها أم أنني اتوهم

رمقته جوجو بنظرة استسخاف وقالت : ماذا أتريد ان أعيد لك شريط الاحداث لتصدق هذا
نعم لقد أعترفت الحسناء أخيرا

قفز شيشيو باتجاه جوجو ممسكاًً يدها وأخذ يقفز بها في أرجااء دورة المياة

جوجو : يا أحمق ابتعد عني أريد أن اخرج من هذا المكان المقرف

انتبه شيشيو الى المكان الذي هما فيه وضع يده على رأسه قائلا : اه أسف أميرتي يجب أن أكافئك على هذه الخدمة اطلبي ما شئتي
جوجو وهي تدير ظهرها له : ما فعلت هذا من اجل صديقتي وليس من أجلك أعاانها الله عليك اقسم بأنها ستتورط

ركض شيشيو بالممر خلف جوجو وقال بصراخ : سترين كيف سأجعل فتاتي أكثر الفتيات سعادة في هذا العالم

جوجو بصراخٍ أعلى : غدا عندما تقع في مشاكل معها لا تأتي كي أساعدك حسنا
فجأة أرططم وجه جوجو بظهر شيشيو : أيها الأبله لما توقفت ها
شيشو وهو يضع يده على فمها قائلا : أنظري هذا صف جوليت انظري لها وهي تجيب على الاسئلة
كم هي رائعة في كل شئ
جوجو وهي ترفع يدها لرأسها : لا أمل منك أنا ذاهبة للصف هل ستأتي
شيشيو وهو يشير لها بالذهاب : لا وهل أضيع على نفسي فرصة رؤية جميلتي وهي بهذه الحماس للأجابة أنتي مخطئة

اتجهت جوجو الى الصف بعد أن رأت انه لا فائدة من منعه عن هذه التصرفات الرعناء
أما شيشيو فكان ينظر من زجاج باب الصف ويلووح بيده علها تراه لكن لا فائدة
فقد كانت منسجمة مع شرح الأستااذ ...
- شيشيو أيها الاحمق ما الذي تفعله كان هذا الصوت المخيف الذي سمعه لمراقب المدرسة الذي طالما وبخه على تصرفاته الحمقاء

طرق الباب وقال : يا أستااذ لماذا شيشيو خارج الصف أهو معاقب

نظر له استاذ الكيمياء بعد ان خلع نظارته وقال : أيها المراقب شيشيو لا يأخذ في هذا الصف
أنه لتصنيف الاوائل وشيشيو ليس منهم بالتأكيد
ضحك الكل على شيشيو بينما كانت جناح محرجه من نظراته وتأشيراته لها وعدم اكتراثه بالأساتذه
المراقب بحزم : شيشيو هذه اخر مرة أراك فيها هنا تريد أن تحضر صف المعلم جايكي كن من المتفوقين وبعدها لن يمنعك أحد
شيشيو : ولكن يا أستااذ من قاال لك أن هذا الجاايك أو حصصه تهمني
المراقب بغضب وهو يشد أذنه : ما الذي تقوله أيها ال
لم يسمح شيشيو للمراقب بان يكمل جملته فقد استطاع الهرب الى صفه بسرعة فائقة

مر اليوم المدرسي ببملل شديد على الطلاب كالعادة حصة تل و الحصة
وأساتذة لا يملون من اللقاء اللأوامر وأعطاء الواجبات المدرسية للطلاب
حتى أن الجو االحار لم يدع الطلاب يستمتعوا في الفسحة بل زاد من كسلهم ونعاسهم

الا شيشيو كان المستمتع الوحيد كيف لا وقد حقق أكبر أنتصار له في هذا اليوم
فكان لا يتوانا في كتابة الرسائل ورسم الرسومات وتمريرها بين طلاب الصف حتى تصل الى جناح
التي تمنت لو انه لم يتأتي هذا اليوم فشيشيو لا يتوقف عن حماقاته اللا متناهية

رن الجرس معلنا نهاية هذا اليوم المليئ بالفرح للبعض والثقيل بالنسبة للبعض الأخر

- هي جناح توقفي يا جناح .. نظرت جناح باتجاه الصوت المنادي لها

وإذا به شيشيو يلوح لها بيده قائلا : هيا لنذهب معا للبيت
رمقته بنظرة مرعبة وقالت : أنت تحلم يا هذا
مشى شيشيو بالقرب منها وقال : ولكن حبيبتي ما بالك الا يجب أن
قاطعته بصوتها العال قائلا : ماذا قلت شيشيو أيها الأحمق
أحس شيشيو بأن نهايته قد حانت وأنه لا مجال لتخلص من هذه الورطة الا الهرب
حمل حقيبته على ظهره وأخذ يجري بكل ما أوتي بقوة صارخا

لم اقل الا حبيبتي نعم جولييت أنتِ .....
سقط أرضا قبل أن ينهي جملته
ركضت له جناح بأقصى سرعة صارخة : شيشيو أنت بخير !!؟
انحنت لمستواه بعد أن أبعدت خصلات شعرها عن وجهها
ودموعها ملئت عينيها قائلا : هل أنت بخير شيشيو
نظر لها شيشيو بعد أن وضع يده على خدها ليمسح دموعها
وقال إذن علي شكر العامود الكهربائي لولاه لما رأيت خوفك علي
وقفت جناح بعد قوله هذا وقالت بعصبية بعد أن ضغظت على يدها : شيشيو يا لك من سخيف أحمق أكرهك

تابعت سيرها ولحقها شيشيو بعد أن نهض من الأرض قائلا : هي لم أقل شئ أنتِ حساسة

تابع الأثنان مسيرهما حتى وصلا الى البيت



مرت الأيام تل والأيام على أبطالنا دون أي أحداث تذكر فقط الأزعاج الزائد الذي يسببه شيشيو لجناح وهي في كل يوم تعطيه محاضرات في الأدب والأخلاق
.........
في أحد الأيام حيث أشعة الشمس المشرقة والأطفال المتجهون للمدارس وصوت الأمهات التي
تودع أولادها
كان شيشيو وجناح متجهين الى المدرسة على أمل أن يكون يومهما هذا أفضل من سابقه

شيشيو : جوليت أريد أن أقول لك شئ أتسمحين ؟
جناح دون أن تنظر إليه : ها ماذا لكن أرجوك لا تبدأ بحماقاتك فأن اليوم لم يبدأ حتى
شيشيو بلا مباله : ها كنت فقط أريد سؤالك عن الأمتحانات فقد سمعت أنها اقتربت
جناح وقد التفتت للخلف تنظر لشيشيو وعينها تشعان أمل : إذن قرتت أن
قاطعها صوت صراخ ...هي أنتِ يا فتاة الا ترين أمامك امشي بطريقة مستقيمة يا بلهاء

استدارت جناح لترى الصارخ وإذ بها فتاة كانت ملقى على الأرض وقد تناثرت من حولها الصحف التي كانت تحملها
انحنت جناح للفتاة وقالت بخجل بعد أن مدت يدها لها : أنا أسفة عزيزتي اسمحي لي أن أساعدك
لكن الفتاة لم تكن بتاتا منتبهة لجناح التي تمد لها يد العون بل كانت في عالم أخر عالم لا ترى فيه الا شيشيو

انتبه شيشيو على تلك الفتاة التي كانت تحدق النظر به
فجأه لمعت في رأسه خطة ليغيض بها جناح
أمسك شيشيو كتفي جناح وأبعدها من أمام الفتاة قائلا : جوليت ابتعدي فلتدعي الفارس يتصرف في هذه المواقف
انحنى شيشيو باتجاه الفتاة التي ما زاالت أرضا وقال بهسس : عزيزتي أسمحي لفارسك أن يمد يد العون لك
وبدون سابق أنذار أمسكت الفتاة يد شيشيو وقالت : سيدي المغوار كيف لي أن أعبر عن شكري الجزيل لحضرتك
شيشيو أحب مجاراتها وأغاضت جناح التي بدأ على وجهها القليل من الغضب
شيشيو بسحره البراق : أو يجب علي أن اشكر الصدفة الرائعة التي جمعتني بك يا عزيزتي
قاطع أحلامهما الوردية صوت جناح الغاضب : على الأقل احترما أنني موجودة يا حمقى
حملت حقيبتها ومشت مسرعة باتجاه المدرسة

شعر شيشيو بالأنتصار فقد نال ما يرضيه وأخيرا رأيتها غاضبة وتشعر بالغيرة لأجلي يا لروعتي ههههههه
غمز للفتاة ولوح بيده لها قائلا : انتبهي لنفسك يا صغيرة أراكِ بخير
وركض مسرعا باتجاه جناح التي لم تلتفت له حتى ...

اه يا اللهي كم هو وسيم شعر أسود وعينان خضراوتان لم أرى مثل وسامته قط
يا غبية أستيقضي من الأحلام قالت محدثة نفسها وهي تلملم الصحف من على الأرض
وتابعت سيرها في طريق مستقيمة وصلت أمام باب مبنى يبدو متوسط الحجم مهترئ من الخارج ذا لون بني يُشعر بِقدمه
دخلت بالممر المؤدي الى أحد الشقق وطرقت بابه
: لحظة لحظة أنا قادمة
فتحت البا ب وأخرجت رأسها منه
وإذ أمامها فتاة تبدو في الثالثة عشر من العمر ترتدي قميص أبيض فضفاض يوحي بأنه ليس لها وبنطال أسود اللون كان ممزقا ومشرط من الأطرف وبشعرها الأسود الطويل الذي بدأ انه غير مرتب ؟
... اوه عزيزتي يبدو عليك الأرهاق والتعب يا اللهي هيا ادخلي
لم تسمح لها حتى بالتكلم أمسكت يدها وأدخلتها البيت
.... أدعى ناغي وأنتِ يا صغيرة
انحنت الفتاة بكل احترام قالت : أنا أدعى إنجل تشرفت بمعرفتك يا سيدتي
ناغي وهي تصطنع الغضب : ماذا هل أبدو كبيرة لهذا الحد أقسم أشعرتني بالأحباط
إنجل مبررة : لا لا لم اقصد هذا فقط لم أعرف ما أناديك
ناغي بمرح : هههههه كنت أمزح معك يمكنك مناداتي ناغي كما ينادني شيشيو

إنجل بفضول : هل هو ابنك وهل أنتِ متزوجة ؟؟
ناغي موطأة رأسها : لا أنه ابن صديقتي العزيزة ولكن أحبه وأعامله كإبن لي
أما قصة متزوجة نعم كنت كذلك لكن للإسف مات زوجي في حادث سير ولدي إبنه تدعى جناح
أحست إنجل ... بالأسف على حالي ناغي وأرادت أن تغير الموضوع

هههههههههه على الأقل لديك ابنة أما أنا أعيش في دار للأيتام هربت منه مرارا لإنهم لا يعتنون بي كما يجب
ناغي بخوف : عزيزتي والان أنتِ كيف تدبرين نفسك
إنجل بمرح : بسيطة أنا أبيع الجرائد في كل صباح باكر أسرقها من أمام المنازل وأبيعها للأخرين وأطرق الأبواب ليشتروا مني
ومنها أكسب بعض القروش والنوم لا مشكلة فقد أمنت لنفسي زاوية ارتاح فيها بين الفترة والفترة .
امسكت ناغي يد إنجل قائلة : من اليوم سنصبح صديقتين وتأتين لزيارة جناح و شيشيو
هما أكبر منك قليلا لكن لا يهم .... هما الان بالمدرسة وسيعودان قريبا

سرت إنجل بمعرفتها بناغي ورسمت ابتسامة كبيرة عل وجهها قائلة : اه أن هذا أجمل يوم في حياتي أشعر وكأني ولدت من جديد
ناغي ردت الابتسامة قائلة : أكل هذا من أجل أننا أصبحنا صديقتين
إنجل بحرج : مممممممم نوعا ما أيضا هناك ما حدث لي هذا الصباح أشعرني بسعادة غامرة لم أشعر بها قبل الان

ناغي وهي تنهظ : لأدعك بأحلامك الوردية أما أنا علي الذهاب للسوق لشراء بعض الأشياء .
وقفت إنجل قائلة : وأنا أيضا اشكر لطفك معي لكن علي الذهاب
ناغي وهي تحرك سبابتها : أنتِ اليوم ضيفه عندي فلتجلسي هنا ريثما يأتي شيشيو وجناح
وأنا سأحاول الا أتاخر تعرفين التسوق هههههههه

خرجت ناغي من المنزل وهي فرحة بأنها إستطاعت أن ترى السعادة بوجه تلك الفتاة الصغيرة

,,,,

في مكان أخر وبعيداٌ عن هذه الأجواء السعيدة
كان الملل سيد المكان في هذا الصف لا صوت ولا كلمة الا صوت الطباشير تدك على اللوح لتكتب المعادلات الرياضية التي سئم الطلاب من حلها

أراد أن يكسر الصمت والملل الذي أرهقه فقال بهمس
هي شيشيو أتعرف متى ستعود جوجو من سفرها
شيشيو بعد أن أدار وجهه للمتحدث : ها ألفريد وتسأل عنها أنها تستمتع في فرنسا وتجري اللقائات الصحفية
ونحن نحترق بفضل الأستاذ ومعادلاته
أرجع ألفريد يده الى رأسه وأخذ يهز في كرسيه قائلا : ها تلك المحضوظة غنية وموهوبة طبعا الفرصة التي أتت لها بالسفر لتنمية موهبتها لن تضيعها

شيشيو بإهتمام : ما بالك يا رجل تتكلم وكأنها لن تعود مجددا انتظر نهاية هذا الأسبوع ستكون هنا
وتندم على هذا هههههههههه

شيشيو يبدو أنك أنت من سيندم على هذا هيا اخرج من الصف
ششيشيو : ولكن يا معلم أنا
المعلم : قلت لك اخرج ودع علاماتك تتكلم ولنرى هذا
ضحك الجميع على طرفة الأستاذ وأخذ كل منهم بعد ذالك يعود لعالم الخيال الذي كان غارقا فيه





.... بدأت تشعر بنعاس شديد وهي تتأمل اللوحات التي علقت ي وسط صالة الجلوس
حاولت أن تفك الرموز والكلمات التي كانت متداخله مع اللوان تلك اللوحة إذ بصوت خرخشة يقطع عليها تركيزها
اتجهت باتجاه مصدر الصوت الذي قادها الى الباب الخارجي للشقة
فتحته بعناية وإذا بها ترى قطة صغيرة بيضاء اللون زينت رقبتها بعقد احمر قاني وبه دائرة ذهبية كتب عليها كاتي
نظرت إنجل الى تلك القطة الجميلة وإخذت بالقفز والصراخ : يااااي يا لروعتك يا صغيرة تعالي
واتجهت مندفعة نحو القطة وإذا بها تلوذ بالهرب
ركضت إنجل باتجاه القطة وصعدت درج البناية حيث تجري القطة مسرعة
وقعت عينا إنجل الخضراوين على عتبات الدرج التي كانت عيلها اثر دم للقطة الصغيرة
هرعت إنجل من هذا المنظر وركضت منادية القطة ....... قادتها أثار الأقدام الى ذالك الباب البني
الذي كان شبه مغلق فنظرت من خلاله وإذا بالقطة الصغيرة تجلس على الكرسي وهي تلقع أثار الدم العالق بأسفل قدمها وكان يبدو عليها الألم

دقت إنجل الباب لعل احد يرد عليها الا أنه لا استجابة
قررت أن تتدخل البيت رغم أنها تعرف أن ما تفعله سيؤدي بها للمشاكل
لكن قالت محدثة نفسها : هيا يا إنجل الصغيرة تحتاجك عالجيها واخرجي سريعا
دخلت الشقة وأغلقت الباب خلفها خوفا من أن تهرب القطة
جلست على الأرض ناحية القطة الصغيرة ومزقت قطعة من قميصها الفضفاض
وذهبت للمغسلة التي كانت في المطبخ المقابل لها وضعت عليها القليل من الماء
وعادت تمسح أثار الدم من على رجل القطة
بعد أن رأت أن تلك الكأس التي كانت مرمية في أرضية المطبخ وغالبا هي سبب هذا الجرح

إنجل : يا لك من ذكية أيتها الصغيرة أتيتي تستنجدي بالخالة ناغي ياي كم أنتِ جميلة وذكية هههههههه

إفلتت كاتي من يد إنجل التي قد احتضنتها بشدة
راكضتاٌ الى الغرفة الموجودة أخر الشقة
قاد الفضول صغيرتنا للحاق بالقطة وإستطلاع هذا البيت الذي كان يبدو إن إعصار قد ضربه
لم تستطع إنجل تحريك قدمها خطوة واحدة لداخل الغرفة فالصدمة قد شلت حركتها تماما

اقتربت ببطئ شديد من ذالك الجدار وعيناها مثبتتان على تلك الصورة التي كان يحيط بها الأطار الخشبي المزين ببعض الزخارف البسيطة
جثت إنجل أرضا وهي ما زالت تحدق بالصورة بكل ما لديها من حواس
وأخذت تزحف على ركبتها حتى أصبحت ملاصقة للجدار وقفت وهي تتحسس الحائط
تتحسسه حتى استطاعت يداها أن تلمس أطار االصورة من أسفله
رفعته بحركة خاطفة وأنزلته ثم صرخت بصوت عالي

وأخيرا لقائنا يتجدد مره أخرى يا لسعادتي
أخذت تنظر بصاحب تلك الصورة بعينان ملئهما الحب والأمل
وتحدث الصورة :
اه عزيزي صدفة خير من ألف ميعاد كم أن يومي سعيد القائك وتساعدني
بالنهوض والان أنا في منزلك
يا كم فتاة محظوظة بالعالم
أنا أكيدة أنه لا احد مثلي

.......


كانت نسمات الهواء العليل تعبث بشعرها الكستنائي وتهوي به يمنى ويسرى
وهي ممكسة بزهرة ذات لون أحمر يعكس احمرار وجنتاها
قالت بصوت مليئ بالصبر : شيشيو ما الذي استطيع فعله لأجعلك هادئ لو دقيقة

وضع شيشيو يداه على وجهه قائلا : رباه الشكر الجزيل لك جوليتتي تسأل عن أحوالي
يا عالم هل هناك فتأ محظوظ أكثر مني
نهضت جناح من على المقعد قائلة : أيها الغبي أن الأساتذة كلهم يوبخوني من تحت رأسك
وهذا كله بسبب ما تطلقه من أشاعات من أننا قريبان
شيشيو بضجر : ما الذي يرضيك يا فتاة إذ قلت لهم أنني حبيبك لن ترضي وإذا قلت لهم أنني قريبك أيضا لا ترضين
لقد احترت معك ..
أيضا الا تذكرين ناغي قالت لي أني فرد من العائلة وليس غريب عنكما
جناح بتودد : عزيزي ما رأيك أن نعقد اتفاق أنا وأنت ليوم واحد ها ..

أمسك شيشيو يد جناح بعد أن جلس القرفصاء قائلا : أميرتي تطلب وأنا سأنفذ حياتي روحي لك أنتِ وحسب

حاولت جناح أن تسيطر على اعصابها قائلة : حسنا أنت عدني أن تبقى هادئاًُ ولا تفتعل مشاكل لنهاية الدوام المدرسي
وأنا ممممم لن أقول لك ما سأعطيك بالمقابل
لكن أجزم بأنه سيعجبك ولن أتراجع هذه المره
شيشيو بحماس: هي هي كابتن علم وسينفذ .....
أخذ يقفز في ساحة المدرسة ويركض فرحا ًعائداً الى الصف بعد أن وعدها بأن يبقى هادئا بما تبقى من اليوم
نظرت له جناح وهي مبتسمة : طبق من المعكرونة سيجعله يشعر بالفرحة .
ثم اتجهت لصفها وهي تدندن اللحانا جميلة بصوتها العذب الساحر

..........


- لقد كان عملا في غاية الاتقان والروعة
وقفت إنجل محدثة نفسها وهي تنظر الى الشقة الصغيرة بعد أن قامت بترتيبها وتنظيفها من كل الفوضى التي كانت تعتريها
أخذت تدور حول نفسها فرحاًً بهذا الانجاز االعظيم وإذا بها تتعثر بدلو االماء الممتلئ ووقعت أرضاً .
أيها الدلو اللعين تبا لك لماذا قطعت علي هذه السعادة
اها ثيابي المبللة ماذا أفعل بك الان
رفعت إنجل قميصها المبلل بالماء عن جسدها الصغير النحيف
واتجهت الى غرفة شيشيو .
علي أن أبدل هذا الشئ والا أصبت
لم تنهي جملها وإذ بها تعطس بقوة
- يا لسعادتي الان أصبت بالزكام
فتحت باب الخزانة علها تجد شئ تجفف نفسها به
إنجل محدثة نفسها : يا الهي ما هذا الفستان الساحر
اه الا يكفي أنه وسيم وساحر أيضا يعرف ذوق الفتيات في الملابس
قطعت أفكارها قائلة ولكن أنه لفتاة ما الذي يفعل به هنا
إنجل لا تجعلي الفضول يقتلك هيا إلبسيه وحسب شجعت نفسها بهذه الكلمات
وبعد أن انتهت من تبديل ملابسها القت نفسها على السرير قائلة : لا ضير من الاستراحة خمس دقائق وبعدها أعود
وبالفعل غطت بسباتٍ عميق بعد هذا التعب والجهد الذي بذلته


.....

دقت الساعة المنتصبة في وسط الساحة المدرسية معلنة عن دخول الثانية عصرا
حمل الطلاب حقائبهم وخرجوا من بوابة المدرسة متجهين الى بيوتهم
حالمين بقسط من الراحة بعد و وجبة دسمة معدة لهم في المنزل

شيشيو بتسائل أين هي جوليت لم أراها بعد الفسحة لا بد أنها ذهبت مسرعة من أجل أن تعد المفأجاة التي وعدتني بها يا لي من رائع
ضرب بكفه على جبينه وركض مسرعا الى البيت .


......

في مكانٍ اخر
- أمي ما بالك شارة الذهن حتى أنك لم تسألي عن سبب قدومي مبكرا هذا اليوم
ناغي بعد أن أفاقت من شرودها : أنها إنجل لقد اختفت
جناح باستغراب : إنجل ومن هي هذه
ناغي : أنها فتاة مسكينة تبيع الجرائد لقد دعوتها لتناول الغداء معنا ولتتعرف عليك وشيشيو

جناح : شيشيو اللعين لا تذكرني به ثم يبدو أنها لم تحب الفكرة فغادرت
ناغي : ولكن ما الذي تفعلينه بالمطبخ هيا من بعد عودتك من المدرسة وأنت فيه
ثم لماذا عدتي مبكرة اليوم

جناح بإبتسامة : سألتي وأخيرا هههه لا شئ كنت باجتماع بعد الفسحة أنا والطلبة بشأن المسابقة المدرسية
وتعرفين سمح الأستاذ لنا بالمغادرة باكرا قبل الجميع
أما ما أفعل بالمطبخ وعدت الأحمق أن أعطيه هدية ولم أجد أفضل من إعداد معكرونة إيطالية له

.......

الأفكار كانت تتزاحم في عقل شيشيو
- لا لا لن أذهب وأسلم على ناغي اليوم حتى لا تظن جوليت أنني مستعجل على الهدية
- آه ماذا يعني لو ذهبت لإستطلاع الأمر قد أعرف ماذا تخبئ لي جوليت

شيشيو يكفي هذا هيا هيا يا قدماي الى الشقة خاصتي ناغي سأراها بوقت لاحق

وأخيرا قرر شيشيو الصعود الى شقته دون أن يسلم على ناغي كما هي عادته
وضع المفتاح في الباب وفتحه بهدوء

وقعت حقيبته المدرسية أرضا أثر الصدمة

هذه ليست شقتي مهلا رائحة النظافة تنبعث منها
لا مستحيل هذا لا يصدق
لكن فتحت الشقة بمفاتحي الخاص

توجه شيشيو الى داخل الشقة ليتأكد أن كانت هذه شقته أم
أنه اخطأ بالعنوان

- بلا هذا شقتي لكن من قام بترتيبها
توجه مسرعا الى غرفته متذكرا ما قالته جناح
- شيشيو اذ التزمت الهدوء سأعد لك مفأجاه

أمعقول جوليت من فعل كل هذا
أمسك مقبض باب غرفته بعد أن أخذ نفسا عميقا
فتح الباب بسرعة كبيرة وهو مغمض عينيه
لتستقبله رائحة العطور والزهور الفواحة

اتجه باتجاه السرير بعد أن رأى شئ يتحرك عليه

وقعت عيناه على قميص ابيض ملقا على الأرض
نزل شيشيو بمستوى الأرضية منتشلا القميص الذي كان مرميا بطريقة عشوائية

نهض بسرعة وكأن صاعقة كهربائية مست به توجه الى السرير

قائلا : مستحيل أن تكون كاتي في سريري


جلسس شيشيو على حافة السرير وهو يتحسس الغطاء الأبيض
محاولا سحبه باتجاهه

اقترب شيشيو من تلك الملقى على السرير


أستجمع كل ما به من شجاعة ورفع الغطاء من عن ذاك الجسد

عااااااااااااااااااااااااااااااااااا

صرخ الاثنان وكل منهما ينظر الى الأخر بنظرات تحوي الكثير من الأسئلة

فجأه وضع شيشيو يده على فم تلك الفتاة كما هي فعلت

أخذ كل منهما نفسا عميقا وأبعد يده عن فم الأخر

- أنا ... كنت أريد

- أنا اعتقدت أنك

لم تلقى وسيلة سوى البكاء لتعبر فيه عن أحراجها وحيرتها من هذا الموقف
أخذت إنجل تبكي وتبكي حتى غرقت عيونها بالدموع ووجنتاها أيضا
شيشيو الذي اقترب منها وبخوف : هسسسس هسسسس ستفضحينا يا فتاة لا تبكي

لكن لا فائدة لم تنفك إنجل عن البكاء بل زادت من بكائها
وضع شيشيو جبتهه على جبهتها وبعد أن وجه نظرها لعيناها الخضراوان
- قلت لك اصمتي وسنتفاهم أتفقنا

صوت تحطمم أفزع كل من شيشيو و إنجل وجعلهما ينظران باتجاه الباب
شيشيو بصدمة : جوليت .. ما الذي تفعل

قاطعته قائلة : آه صحيح ما الذي افعله بشقتك يا سيد أنا أسفة ولكن احترم الشقة والجيران الذين يسكنون معك

وفستاني احترمه أيضا أنها ترتدي فستاني وتابعت قائلة
شيشيو أنت أسوء شخص رأيته في حياتي لن أسامحك أبدا

خرجت جناح مغلقتاً باب الشقة ورائها حتى أنها لم تعطي لشيشيو فرصة للنطق بأي كلمة

شيشيو أراد أن يلحق بها بعد أن نزل من على السرير وإذا بيد تمسكه
- لا تذهب هي لن تفهمك الان ......

أستدار شيشيو بجسمه لمصدر الصوت بغضب قائلا : أريد أن أفهم أنا أولا ومن ثم أفهمها
من أنتِ يا فتاة ..........




أعيش بين الأزقة أقتات من السرقة لم أعرف في حياتي الرفقة
وقلبي مليئ بالحرقة
آه آه يا أحلامي تتحطمين أمامي ..........

وهذه قصة حياتي
أرأيت كم أني أعيش في ظلم وليس لي سوى ملجئ وحلم

صوت تصفيق جعلها تستفيق تتوقف عن الدراما هذه
رأت إنجل شيشيو يمشي بإتجاها خافت من نظراته التي لم تعرف لها تفسير
كانت تعود خطوة للخلف كلما تقدم هو خطوة للإمام
حتى وصلت بالنهاية الى طريق مسدود أسندت ظهرها للخزانة وهي مغمضة عنينها وما زال شيشيو يقترب منها
ندمت من أعماقها على تتطفلها قائلة في نفسها

إذ قام بذبحي وجعلي جثة هامدة الان فانا لن الومه
فجأة سرت قشعريرة في يدها وهي ترى يده الباردة ممسكة كفيها الصغيرتان

حاولت أن ترى المأزق الذي وضعت نفسها به ففتحت عينها ببطئ

وإذا بشيشيو ينحني كالأمير مقابلا لها وهو يضع وجنته على كفيها قائلا
فتاة أحلامي وأخيرا جوهرة حياتي ها أنتِ هنا
وبحركة سريعة ضمها الى صدره ماسحا على شعرها وقال
من اليوم أنتِ ملكي ولن اسمح لأحد أن يعبث معك

الصمت سيد المكان لا حركة ولا حتى صوت أنفاس فقط
دقت الساعة معلنة كسر حاجز الصمت والسكون هذا
ابتعد شيشيو بسرعة عن إنجل قائلا : أنا أسف لكنك حقا أثرتي بي

ثم تابع بصوتٍ عالٍ موبخ ليخرج إنجل من حالة الأحراج التي أصابتها
لكن مهما يكن هيا أخبرني كيف دخلتي الى شقتي ومن سمح لك بإرتداء هذا القميص ها أعترفي
صرخت بصوت عالي وكأنها تزيل أحراجها وبسرعة كبيرة قالت

كنت رأيت أنا القطة مجروحة .. شقة قذرة ... كأس مكسورة فأصلحت كل هذه الفوضى وأيضا
المياه نعم أقسم أن المياه هي من انسكبت علي فلم أجد شئ سوى هذا القميص لإرتديه
أقسم لم أسرق منك شئ حتى إذ أردت أنظر

كفي عن الصراخ يا بلهاء هذا يكفي

حسنا لا أريد معرفة المزيد سامحتك أوتعرفين لماذا
نظرت له ببراءه قائلا : لأنك نبيل ووسيم أيضا

مد شيشيو يده اليمنى قائلا لها بإبتسامة : أولا لنعقد صفقة
من اليوم أنتِ ملاكي
إذا ملاكي هيا اجلسي

جلس الاثنين متربعين مقابل بعضهما البعض بالقرب من السرير
فقال شيشيو بحنان : اسمعي صغيرتي أنتِ يتيمة بحاجة للرعاية
ما رأته جوليت يجب أن يفسر
إنجل : نعم نعم يجب أن يفسر
شيشيو بحماس : أنتِ ملاكي هذا لأنك تشبهيني في كثير من الأشياء
صحيح أنني أحب جوليت لكن أنتِ جوهرتي
فجوليت ليس بيني وبينها صفات مشتركة كما أنتِ

وقفت إنجل واضعه يدها على صدرها وقالت : تحت شجرة الكرز التقيينا أجمل الأوقات قضينا
فرقتنا السنين

شيشيو مقاطع : هي هي صحيح أنك رائعة لكن إجلي موهبتك أو استعمليها لأقناع جوليت
إنجل بنبرة لطيفة : ألهذا الحد تحبها

نظر لها بعيون مشتتاقة وقال : هي القمر هي النجوم هي الهواء والغيوم

إنجل بغضبٍ طفيف: أيها العاشق روميو أخبرها هي وما شأني أنا
شيشيو بنظرات شر : اسمعي متبناتي سننزل سويا ونشرح كل الأمور ونتلقى العقاب معا

إنجل : ماذا ماذا متبناتك ها وكأنك ستربيني حقا
شيشيو وهو يمشي باتجاه الباب : نعم نعم دخلتي بيتي وأنتِ يتيمة إذن أنتِ متبناتي سأتبنا مواهبك وأيضا أتبني تربيتك بلا نقاش
إنجل وهي تركض خلفه : هي روميو لن اتنازل عن مناداتك بهذا الاسم وأيضا لن اسمح أن تلقي الأوامر علي



وقف الاثنان أمام الباب الخشبي وكأنهما ينتظران أن يفتح لهما أحد الباب دون أن يطرقاه حتى نظرا لبعضهما نظرات تشجيع
ودقا جرس الشقة
وإ ذ بها تستتقبلهما بإبتسامتها المعهودة
ناغي : شيشيو عزيزي لم أرك اليوم هيا ادخل
دخل شيشيو متسائلا في نفسه إذ ما كانت ناغي قد عرفت بما حدث أو لا
دخل وخلفه إنجل الممسكه بقميصه وكأنها مختبئه حتى أن ناغي لم تراها في بادئ الأمر

شيشيو بنبرة أمر : ملاكي هيا اخرجي عرفي عن نفسك
ابتعدت إنجل عن شيشيو وهي تنظر لناغي وكأنها تنتظر أن توبخها
ناغي بفرح : ها صغيرتي أين أنتِ كنت قلقة عليك كثيرا
إنجل بحرج : أنا كنت أريد
شيشيو مقاطعا: ناغي سأفهمك كل شئ الان أين هي جناح

ناغي ترفع كلتا يديها بتسائل : لا أعرف خرجت منذ قليل غاضبة وقالت أنها لن تتأخر ستكون في الحديقة العامة

نهض شيشيو ونهضت معه إنجل وقال : حسنا سأذهب لإحضارها فهي غاضبة مني

ناغي بإعتراض : هي وتبقياني وحيدة وأيضا هي بنتي حتى وأني لا أعرف سبب غضبها
لكن سأتي معكما

خرج الثلاث بعد دقائق معدودات متجهين للحديقة العامة


.......


الهدوء يعم المكان لا صوت الى صوت الأرجوحة أثر احتكاكها بالعمود التي كانت تهتز لإعلى
أخذت أشعة االشمس الذهبية ترسل بخيوطها على تلك الأرجوحة
بينما هي كانت شادرة الذهن تنظر لحببيبات الرمل الذهبية أسفل قدميها محدثة نفسها بحزن مرير :لكن لماذا هكذا تفعلين حتى أنك لم تسمعيه أوتحاولي أن تفهمي الموقف
صوت نقيض مقاطع لها : ماذا تريدن أن يفسر لك هذا الفاشل لقد رأيتي كل شئ بنفسك

لم تحتمل صخب أفكارها العالية في داخلها وضعت كلتا يديها على إذنها وأخذت تصرخ
: كفي أيتها الأفكار اللعينة لا أريد سماع شئ لقد سسئمت
أخذت تصرخ وتخرج كل الغضب الذي يعتري قلبها الصغير دون أن تحس بتلك الأعين التي تراقبها من بعيد فرغت كل ما بداخلها وعادت تحرك الأرجوحة بقوة


- لن ترضى بسرعة وحتى أنها لن تفهم
هذا ما قاله شيشيو وهو ينظر لها بعينين غارقتين بالأحزان

ناغي مطبطبتاً على كتفه : يا بني لا تلمها فلو كنت مكانها لفعلت الشئ نفسه
إنجل مقاطعة لها : ولكن يا ناغي سمعتي القصة يجب أن تفهم سوء الفهم حتى تعود الأمور كما كانت

أخذ الثلاثة في تفكير كل منهم محاول إيجاد حل لإقناع جناح وأفهامها خاصة وهم يعلمون أن حزن جناح كبير

أفزعتهم إنجل بصراخها قائلة : لقد وجدت الحل يا لي من عبقرية

ناغي وشيشيو بصوت واحد : ما هو بسرعة أخبرينا ..........

.........

ابتسمت بذبول بعد كل هذا الحزن وهي ترى امرأة عجوز تحاول الجلوس على الأرجوحة المجاورة لها
جناح ببحة : يا خالة أتحبي أن أساعدك بالجلوس
نظرت لها تلك العجوز ذات الملائه البيضاء التي أخذت شكل ظهرها المقوس قليلا وقالت
بصوت يبدو عليه التعب : من فضلك يا بنيتي
نهضت جناح من على أرجوحتها وساعدت تلك العجوز في الجلوس على الأرجوحة المجاورة
أرادت أن تذهب بعد أن ساعدت العجوز وإذا بيد تمنعها
نظرت جناح الى العجوز الممسسكة بيدها وقالت : خالتي أيؤلمك شئ
العجوز وهي تبكي : نعم يا بنيتي قلبي من يؤلمني ابني دائما كان يسمع لي ويفهم مشاعري ولكن باللحظة التي أحتاجني بها لم أفهمه لم أعطيه فرصة حتى
أنا خائفة من أن افقده
جناح وقد تأثرت بكلامها : خالتي لما لا تتصلي عليه الان لا بد أنه سيفهم وأيضا الوقت لم يفت إذ كان يحبك سيفهمك

نظرت لها العجوز وقالت : نعم بنيتي علينا أن نفهم الأخرين ونعطيهم فرصة شكرا لك لقد علمتني درسا
نظرت جناح الى السماء قائلة بنفسها : أرشد الأخرين ولا أعرف كيف إرشاد نفسي
أنزلت جناح عينها وإذا بالعجوز قد ذهبت بسرعة حتى أنها لم تلاحظ مغادرتها


سارت جناح بين أشجار الحديقة الخضراء وهي تحس بأن شئ داخل قلبها قد جرح
سارت ولم تعرف حتى الى أين قدماها تقودانها
لكن استوقفها صوت تلك الفتاة الحزين فإتجهت باتجاه الصوت

وإذ بها ترى فتاة صغيرة ممسكة بغصن شجرة تمزق ورقاته الواحدة تل والأخرى قائلة

وحيدة .. مسكينة .. وحيدة .. مسكينة.. وحيدة .. مسكينة
إتجهت هذه الفتاة بإتجاه جناح وهي ممسكة غصن الشجرة وتلوح به بالقرب من وجه جناح قائلة

أرأيتِ أنا وحيدة ومسكينة أي أنني مشردة لكن تعرفين فتحت لي أبواب السعادة وأحدهم سيتبناني

ابتسمت جناح لها وقالت مشجعة : أوليست هذه فكرة رائعة إذن لما كل هذا الحزن والعضب

رمت تلك الفتاة غصن الشجرة من يدها بعصبيه قائلة : الخيارات صعبة فأما أنا أو الأنسة حبيببته
أنا بالنسبة له جوهرة وهي الحياة
هيا أخبرني كيف سيحل المشكلة
اقتربت جناح منها محاولة التخفيف من غضبها : عزيزتي هذا الشخص سوف يختار الأفضل أنا متأكدة من هذا لا عليك
الفتاة وبنفس العصبية :إذن أنا أيضا علي اختيار الأفضل وأنتِ كذلك إسمعي يا فتاة أنتِ كذالك عليك اختيار الأفضل
ما أن أنهت جملتها هذه الفتاة حتى ذهبت راكضة بإتجاه الأشجار دون أن تعطي المجال لجناح بالتكلم

جناح وهي تحرك يديها بلامبالة: آه الناس اليوم غريبة جدا يا اللهي ارحمنا
ضحكت على أخر كلمة قالتها فهذه كلمة شيشيو المفضلة
تابعت جناح سييرها متجهة الى البيت


........


هيا أيها الفارس الان حان دورك
لقد قمنا بالجزئين الأول والثاني

شيشيو بإبتسامة : ناغي ملاكي سأفتتح مدرسة لتعليم المواهب وأنتما ستشاركاني فيها
حركت ناغي شعرها بغرور قائلة : ها طبعا أتحسب أنك الوحيد الموهوب هنا

إنجل بنفس الحركة محاولة تقليد ناغي : يا أستاذ لم ترى شئ بعد

شيشيو وهو يرجع بخطواته للوراء : يا حبيبي اتفقتما علي إذن لإهرب عند جوليت فهي ارحم منكما

إنجل : هي شيشيو اذهب وإذا احتجت أي شئ نحن هنا
ناغي : شيشيو بالتوفيق صالحها وتعاليا أفهمت هذا

ذهب شيشيو ملوحا بيديه لهما أملا أن تستجيب له جناح هذه المرة


- لا بد أنك تشعرين بالعطش تفضلي آيس كريم ستخفف عليك
أحست جناح بأن قلبها يدق بشدة كيف لا وهي تعرف صاحب هذا الصوت وتميزه عن الاف من أقرانه
استدارت بإتجاه الصوت وإذ بيد شيشيو ممتده لها ومعه الآيس كريم
أمسكت جناح الآيس كريم دون أي كلمة وتابعت السير مشى شيشيو بالقرب منها قائلاً
- اعتذر عما رأيتيه اليوم لكن لم يكن الأمر كما يبدو
بدأت عينا جناح تمتلئ بالدموع وهي تتذكر شيشيو يمسح وجنتا تلك الفتاة التي حتى ملامحها لم تميزها
ولم تستطع أن تميز عمرها كذالك فقد أثارها وجود فتاة بالقرب من الشخص الذي أحبته من قلبها

ضغط شيشيو على يدها قائلاً : أنتِ تعرفين أنني لن أنظر لفتاة غيرك وأنا عاهدتك على هذا تتذكرين الوعد للان
وأيضا لا استطيع التخلي عنك لكن
قاطعته جناح قائلة : سامحتك شيشيو انتهى الأمر لقد عرفت القصة
شيشيو بإرتباك : لقب الذكية إذن لم يكن عن عبث

جناح بإبتسامة : حركاتك وأوراقك كلها مكشوفة صحيح في البداية إنطلت علي الخدعة التي دبرتموها أنتم الثلاثة لكن اكتشفتها
شيشيو : اقسم أنها فكرة ملاكي وليست فكرتي

عقدت جناح حاجبيها قائلة : ملاكك ومن هي هذه الملاك

شيشيو ينظر لها بخبث : تغارين علي من فتاة في الثالثة عشر من العمر ههههههه هذا كثير
جناح تتصنع الغضب : آه لا أعرف كيف أصفعك يا هذا انقلع والا

- والا ماذا ..... ما الذي ستفعلينه بروميو ,, لن أسمح لك
نظر الأثنان بإتجاه إنجل التي كانت تقف بالقرب من ناغي

جناح تقترب منهما : إذن أنتِ هي ملاكه هههههههههههه حقا أصبح عندي ثلاث مصائب
ما الذي فعلته بحياتي

ناغي ببراءة : شيشيو مصيبة إنجل مصيبة ومن المصيبة الثالثة

شيشيو بجدية : ناغي أنتِ المصيبة الثالثة يا عزيزتي

ناغي بإعتراض : هي عليكم احترامي يا أوغاد هذا ليسس عدلا


مع مغيب شمس هذا اليوم عاد أبطالنا الى المنزل قلبوبهم ترقص فرحا وأملاٌ بغد أفضل وأيام قادمة تكون فيها تحقيقا لإحلامهم اليافعة

شيشيو بتثائب : حسنا تصبحون على خير أريد أن أنام
تعلقت إنجل بيد شيشيو قائلة : وأنا أيضا أريد أن أنام على ذالك الفراش الناعم
مشى كل من الاثنين وهما يترنحان الى أعلى الدرج
لكن صوت أوقفهما عن المتابعة ...

إنجل شيشيو تعاليا الى هنا
نظرا الى مصدر الصوت وإذا بها جناح تطرق قدمها على الأرض بغضب : هي أتظنين الأمر بهذه السهولة
تعالي الى هنا
إنجل وهي تفرك عينيها : هي أريد أن أنام ما المشكلة الان
اقتربت منها جناح وأمسكتها من إذنها : هل تريدين أن تنامي في بيت شيشيو طبعا هذا غير مسموح لك

شيشيو بعدم تصديق : يا اللهي لم أظنك لهذا الحد تغارين أنها طفلتي
جناح تنظر له بنصف عين : آه واضح ... المشكلة أنني أعرف تصرفاتك الرعناء
الفتاة صغيرة ولا أريد لها أن تتأثر بك
إنجل ببكاء : إذني وما شئنها هي أتركيها ارجوكِ
مدت ناغي رأسها من باب البيت بضجر
هي ما بالكم ستزعجون الجيران
هيا جناح إنجل تعاليا لقد وضبط لك مكاناٌ في غرفة جناح
ركضت إنجل لشيشيو ممسكتا أياه من قميصه : لا تقنعني لن أنام مع جناح مهما حصل
شيشيو بتفهم : هي ملاكي ما بالك أي شخص يحلم في المبيت عن جناح
حرك رجليه لإعلى الدرج واستدار قائلاٌ : حتى أنا احلم بهذا
ما إنهى جملته الا وهو أصبح أمام باب شقته الصغيرة
جناح بغضب : أيها الوقح تعال الى هنا سأريك كيف توزن كلامك
اصطحبت ناغي إنجل من يدها قائلة : ستنامين عندي ما رأيك يا صغيرة

إنجل وهي تقفز فرحا : ناغي كم أحبك
دخلت جناح الى البيت واقفلته قائلة : أنتم بلا فائدة حقا
اطفئت الأنوار وغط كل منهم في عالمه الخاص حيث كل شئ جميل


...........



أظن ان اليوم سيكون مليئ بالمتاعب
حدث شيشيو نفسه وهو يسير برفقة جناح ذاهبين المدرسة

- أتعرف أشعر بأنني انتظر شئ ما أو أحد ما لا أعرف ما السبب
وأنت يا شيشيو
شيشيو بملل : على عكسي يا فتاة أظن اليوم سيكون مليئ بالمشاكل لا أعرف لما أحس هكذا
نظرت له جناح بعد أن حركت كتفيها قائلة: إذن لننتظر ونرى ما الذي سيحصل بالنهاية

تابع الاثنان سيرهما حتى وصلا أمام باب المدرسة

هي انتبه , صرخت جناح على ذالك الفتى المسرع الذي صدم بها من غير قصد

أمسك شيشيو بكتفه بعد أن لحقه قائلا : هيا تعال واعتذر منها
حاول الفتى الأفلات الا أن شيشيو كان أقوى منه بكثير انحنى بملل قائلا : أنا أسف لم اراكِ هل أنتِ بخير
جناح تضع يدها على فمها محاولة منع ضحكتها من الخروج على موقف شيشيو الشهم وقالت
: لا بأس عليك لم يحدث شئ
استدار الفتى متجها بعيدا عنهما وإذ بشيشيو يناديه : هي تعال لم أنهي كلامي معك
لا تنصرف بلا أذن
ارتعب الفتى من صوت شييشيو القوي وملامحه الحادة وعاد يقف أمامه بخوف قائلا : ما الذي تريده يا محترم

شيشيو بعد أن وضع يده على ذقنه : ممممم أين كنت ذاهب خارج بوابة المدرسة لم يبقى الكثير على رن الجرس
رفع الفتى رأسه بحمااس زائد: لقد عادت جوجو من لندن بسيارة فراري جديدة وهي مركونة خلف المدرسة كل الطلاب ذهبوا لرؤيتها
شيشيو و جناح بصوت واحد يدل على الصدمة : جوجو عادت من لندن

دق االجرس ليقف الطلاب في صفوفهم مرفوعين الرأس ليستمعوا للنشيد الوطني والأذاعة المدرسية كما هي العادة
وقف المدير أمامهم بمنظره الذي يدل على الهيبة والاحترام ببزته الرسمية الأنيقة وقال :
أعزائي رحبوا معي بعودة زميلتكم جوجو فقد قامت بعمل رائع هناك جعلت اسم مدرستنا يعلو في كل مكان
أنها مدعى للفخر أتمنى أن تحتدوا بها كقدوة لكم أعرف أن هناك أشخاص موهوبين غيرها
وسيأتي يوم تظهرون فيها مواهبكم لذويكم وللعالم أجمع
صفق الطلاب للمدير بحرارة فهو دائما ما يزرع الأمل والتفائل في نفوس طلابه
ذهب كل طالب الى صفوفهم يحمل كل منهم في قلبه حلم جميل يتمنى أن يحققه .

مرت الحصص الاولى بلا أي أحداث تذكر سوى جوجو التي كانت لا تنفك بالتحدث عن مغامرتها بلندن
وكيف كانت الطالبة المثالية واختيرت من بين كل طلاب المدارس الأخرى لتمثل مدينتها
في المهرجان السنوي
- لا أصدق أبدا أنتِ بالذات ... لما ..هل لجنة الحكم صماء لهذه الدرجة أم أنك أغريتهم بالمال

شيشيو أيها الأحمق النذل هذا الكلام تقوله لي ها على الأقل أصبحت مهمة ولست مثلك
لم أحقق أي شئ يذكر .
شيشيو بنظرات تحدي : آه عزيزتي ومن قال لك لم أحقق شئ انظري لي هيا انظري كيف تغيرت

نظرت له جوجو من أسفل لإعلى : ها لا أرى شئ قد تغير الا أنك قد أزدت حماقة

شيشيو بصراخ : يا لك من خرقاء . أصلا لما أضيع وقتي الثمين معك

نهضت جوجو من مقعدها وهي تقبض يدها بقوه لتلكم شيشيو على وجه
الا أن كتاب قد وضع بطريقها وأمام وجه شيشيو

هذا يكفي أيها الحمقى أنها الفسحة ألا تعرفان الا الشجار
شيشيو وهو يبعد الكتاب عن وجهه : لكن جوليت ألم تريها هي من بدأ بهذا
جوجو : هي جناح أنتِ دائما تقفين في موقف محايد كوني معي لمرة ألست صديقتك
نظرت لها جناح بنظرات مرعبة قائلة : الحمقى أمثالكما لا أقف معهم أبدا انتهيى من الشجار أو ارحل من هنا
وضع شيشيو يده على كتف جناح اليمين وكذلك فعلت جوجو وضعت يدها على كتف جناح اليسار
وقالا بصوت واحد : نحن نعتذر منك ولن نكرر شجار الأطفال هذا مرة أخرى
حركت جناح رأسها برضى وابتسمت لهما قائلة : هذا جيد والان ستنتهي الفسحة هيا للصف يا رفاق سارت جناح أولا ولحقها الاثنين
شيشيو بهممس : سمعت أن المدير استغنى عن خدماتك أهذا صحيح
جوجو بنفس الهمس : في أحلامك فقط هيا أطلب وسترى ما الذي سأفعله
شيشيو يغمز لها قائلا : كم يعجبني فهمك لي إذن سأتصل فيك لاحقا وأخبرك بالأمر
وقف الاثنان قبالة بعضهما البعض متصافحين وأعنينهما تحكي الكثير من الثقة والتحدي
استدارت جناح لهما : يا اللهي لماذا أنا يجب أن أتحمل مزاج الحمقى دائما
اقتربت منهما قائلة : هي أنت وهيا على ماذا تتفقان
استيقظ كل من جوجو وشيشيو من عالمها كل منهما ينفض يده
شيشييو : واع علي الاستحمام الان
جوجو : وأنا لا اتشرف بك أيضا الان ستصبح رائحتي نتنه مثل البعض

جناح بصوت عالٍ : اخرسا انتم الاثنان الى الصف أمامي
جوجو وشيشيو بصوت واحد : جناح أنظري كل الطلاب يحدقون بنا لقد جعلتنا أضحوكة

جناح وهي تداري خجلها عن الطلاب : هاا أنا أنا أسفة تابعاو طريقكم
تابع الطلاب طريقهم الى الصفوف وكل منهم يهمس للاخر
معقول أتصدق جناح تصرخ
- ايه ستبقى نادمة على هذا لإيام
- نعم أتعرف هكذا المتفوقون لا يحبون أن يخطئوا أمام العاديين أمثالنا
- هههههههههه أنت محق يا صديقي
أخذت جناح تبكي على هذا الموقف الذي وضعت به لإول مرة في حياتها
فهي تحب المدرسة وتحب كل شئ فيها ما كان عليها أن تصرخ في هذا المكان بالتحديد

أيها الاحمقين هذا خطئكما لو لم أصرخ لستمريتما بالشجار السخيف هذا
اقتربت جوجو من جناح وأخذت تمسح لها على شعرها قائلة : هي عزيزتي شيشيو لم يتغير لكنك أصبحت أكثر حساسة
ثم منذ متى وأنتِ تصغين للمغفلين هيا بنا للصف
قبل أن توبخنا الأنسة
جناح وهي تمسح دموعها بظهر كفها : ههههه نعم والا سيكون أسوء يوم في حياتي
جوجو وهي تسير بالقرب منها : نعم سيكون أسوء من يوم اعتراف شيشيو لك بحبه هههههههه
سارت الفتاتان وهما تضحكان ومن خلفهما شيشيو
جوجو أنتِ رائعة دائما ما تجعليها تضحك من قلبها نظر الى السماء بعد أن زفر الهواء وتابع سيره حتى لا تفوته الحصة

انتهى الدوام المدرسي بعد هذه الحصص المملة التي جلبت العبئ والهم لهم كما يقول شيشيو دائما

جناح : هي شيشيو تعال وتغدى عندنا فإمي قالت لي أنها ستعد شيئا تحبه
شيشيو بحماس : طبعا يا عزيزتي إذ دعوتني أو لم تدعني سأتي إياٌ كان
جناح : يا لك من وقح لا تعرف الذوق أبدا ... آه الحق على أمي التي تدلك أكثر مني حتى
شييشيو يضع يده على كتفي جناح ويقرب وجهه منها قائلا : جوليتي أنتِ لا تحبين أن يعاملك أحد كالأطفال
إذن دعي ناغي تعطيني كل هذا الدلال معقول أصبحتي تغارين مني
جناح وهي تبعد يديها عنه بملل : أرجوك لا تقل أغار ومنك أنت يا اللهي هذا ما كان ينقص
تابعت مسيرها تاركتا أياه خلفها

- يا أشعر بالجوع الساعة الثانية وحضرتهما لم يشرفا بعد
ناغي : ههههههه اصبري قليلا من يراكِ يقول أنك أتيه من المجاعة الأفريقية
إنجل تتصنع الغضب : قولي لي من البداية أنه غير مرحب بي على مائدتكم العتيدة
ناغي وهي تضع يدها على فمها : عزيزتي لم يكن هذا قصدي اقسم لك

إنجل : ههههههههه ناغي أنتي طيبة صدقتي حيلتي الصغيرة هذه
سأقول لك شئ أنا لا احتاج دعوة للأكل فحتى لو لم تدعني سأتي بنفسي
الطعام لا يجب أن يقال له لا
ناغي بضحك : اقسم أنك تشبهين شيشيو فهو دائما ما يقول هذا
إنجل بتفاخر : من شابه أباه ما ظلم
- نعم نعم يا عزيزتي من شابهني ما ظلم
نظرت ناغي وإنجل لمصدر الصوت
شيشيو كيف دخلت يا ولد
جناح : أمي أنتِ مشغول بالثرثرة ,الحمد لله معي نسخة من مفاتيح المنزل
ناغي : هيا هيا يا أولاد اذهبوا واغسلوا أيديكم لنبدأ بالأكل
جلس الأربعة على تلك المائدة المستديرة ذات الغطاء الأبيض المطرز
وأخذوا يتبادلون أطراف الحديث أثناء تناولهم لطعام الغداء
ناغي : إذن ما الذي فعلتماه اليوم في المدرسة أهناك جديد
جناح وهي تأكل : لا شئ سوى أن جوجو عادت من لندن وبدأت المطاردة بينها وبين شيشيو من جديد

شيشيو مقاطعا لها : آه صحيح وأنت الضحية بييننا ههههههه تخيلي يا ناغي
ابنتك صرخت في وسط الساحة أمام جميع الطلاب

إنجل : اووووه هذه جريمة بالنسبة لمتفوقة مثلك أخبرني ما هو شعورك ها

أظن التمرد أفضل شعور قد يجربه الأنسان
هيا هيا جناح أخبرينا بشعورك

نظرت جناح بنظرات حاقدة لشيشيو قائلة : لم يمضي على مكوثها سوى أيام وحضرتك أخبرتها بكل شئ عني
يا لك من أحمق شيشيوو

شيشيو وهو يضع المعلقة بفمه : ما المشكلة أنها من العائلة وأيضا أبنتي لا تنسي هذا
جناح بغضب عارم : فلتهنئا ببعضكما أيها الحمقى , لما لما أنا بالذات محاطة بكم وبحماقاتكم

ناغي ببراءة : أتسمحين لي أن أجيبك
شيشيو بجدية : آه تفضلي عزيزتي أينشتاينا
ناغي : هههههههههههه أحببتها أينشتاينا هذه
جناح مقاطعة لهم : سأذهب لغرفتي قبل أن ارتكب جريمة بإحدكم

إنجل وهي تحرك رأسها يمنى ويسرى : مسكينة تحتاج لمعالج نفسي
أخذ الثلاثة يضحكون على جناح التي طرقت باب غرفتها بقوة حتى أن ساعة الحائط المعلقة بالقرب من باب غرفتها قد سقطت أرضا

تابع الجميع تناول طعام الغداء وبعد أن انتهوا من الغداء ومساعدة ناغي على ترتيب السفرة

شيشيو : أنا سأذهب لشقتي لإخذ قيلولة وبعدها سأخرج ها
إنجل : سأتي معك لا تقول لي لا
شيشيو وهو يحرك سبابته : لا ستبقين عند ناغي لان وغدا ستبدأين بالذهاب للمدرسة

ناغي وهي تجفف يديها بالمنشفة : ولكن لم يبقى على نهاية الفصل الدراسي سوى أقل من شهر
إذن أي مدرسة تتحدث عنها
شيشيو بغرور : ناغي أن وزير التربية والتعليم يريد أن يسدي لي خدمة وها قد حان الوقت لإطلب منه شئ
ناغي بملل : آه شيشيو كن جديا لو لمرة بحق ما الذي تقوله الان

شيشيو بإبتسامة : لا عليك ناغي غدا ستأتي إنجل للمدرسة ولكن
قاطعته إنجل وهي وتقفز ممسكة بيده : شيشيو أنزل قليلا لا استطيع الوصول إليك
شيشيوو وهو يرفعها لإعلى : ما الذي تريده فتاتي ها
اقتربت إنجل من خد شيشيو الأيمن وقبلته قائلة : شكرا لك لولاك لما شعرت بهذه السعادة

فرح شيشيو من أعماق قلبه فهذه أول مرة احد يشكره فيها على شئ قد قام به أخذ يدور بها ويرفعها عاليا قائلا
: ألم أُقل لك أنك ستكونين بخير معي


أغلقت الباب ببطئ واستدارت بفرح حول نفسها حتى ارتمت على فراشها الناعم ذو اللون الزهري حدقت بالثريا المعلقة بالسقف
قائلةٌ بنفسها : كم أنت رائع شيشيو فعلا أنت سر سعادة جميع
من بهذا المنزل
ليتني أستطيع ضمك الى صدري وأخبارك بما أريد وبما أشعر

ههههههههههههههه جننت فعلا جناح جنت وأصبحت تتحدث كجولييت
من الأفضل أن اذهب وادرس فلم يبقى شئ على الأمتحانات



جلس شيشيو يراقب مغيب الشمس بعد أن أنهى العمل الذي خرج من أجله
حدق بالغروب وكأنه يحدق بالذكريات القديمة التي كانت كالحلم بالنسبة له
- سوف انجح بألتاكيد .... لن يبقى على تحقيق حلمك الكثير أعدك بهذه
نزلت دمعة ساخنة على وجهه لكنه مسحهها قبل أن يشعر بها حتى
قال محدثا نفسه : هي شيشيو منذ متى أصبحت عاطفيا لهذه الدرجة نعم نعم أنا أواسي الجميع دائما لكن من سيواسني ها

قاطع أفكاره رنه الهاتف المحمول الذي كان في جيب قميصه
اخرجه من جيبه ورد على المتصل بعد أن رأى الرقم على الشاشة
شيشيو : يا معكرة لحظاتي ما الذي تريدينه
جوجو : لم أصبر حتى تتصل حضرتك لهذا اتصلت إذن تفضل
أريد أن أريك بإني جديرة بالتحدي
شيشيو : إذن اسمعي ما أقوله لك .... وأيضا انتظر لإسمع أستسلامك
جوجو بحماس : كف عن الثرثرة يا هذا أخبرني ما نوع الخدمة التي تريدها
شيشيو : حسنا أنتِ من جلبه لنفسك .............

جوجو : ها اعتبر الأمر منتهيا يمكننك إحضارها غدا
شيشيو بعد تصديق : لم أعرف أن لك كل هذه السلطة من قبل
جوجو بفخر : ظننت بإن الأمر أكثر متعة من هذا الشئ البسيط
شيشيو بتهكم : آه آه صغيرتي لم انتهي منك أريدك في أمور أخرى لكن ليس الان
هيا اذهبي ممكن
جوجو : أحمق غبي و أيضا
لم تنهي جملتها إاذا بشيشيو يغلق الخط في وجهها
ويعود الى تلك الذكريات التي أسرته قبل اتصال جوجو

- أستيقظ أشرقت الشمس يا فتى هيا هيا لا يجب أن أتاخر على أول يوم مدرسي لي
شيشيو أرجوك الم تشبع من نوم
شيشيو بتثائب : أرجوكِ ملاكي طبعا لن نتأخر على المدرسة
انظري حتى أن الديك للان لم يستيقظ ولا حتى جارتنا المتسولة
والعصافير ما زالت في أعشاشها نائمة
الرحمة ما بالك
إنجل وهي تتربع على السرير : ببساطة يا أستاذ أنا الان في الثالثة عشر من عمري تركت المدرسة في التاسعة انظر أربع سنين مضت لم توطئ قدمي أي مدرسة

شيشيو وهو يتوجه لخزانة ملابسه : ماذا ماذا أرى أن عندنا جناح ثانية لا تقولي أنك متلهفة للدروس والبلا بلا بلا
إنجل وهي تنظر له بنصف عين : أانت أحمق يا هذا طبعا لا سأذهب لاستمتع وانشر الفرح والمرح بين الطلاب مساكين أظن أنهم ينتظرون المنقذ أي أنا يا لفخرك بي

شيشيو : إذن يا أنسة أتسمحين أريد أن استحم وأبدل ملابسي
إنجل : انتظرك عند جناح لنذهب ثلاثتنا
لم تسمح له حتى بأن ينطق أي كلمة فقد غادرت وأغلقت الباب ورائها بقوة
إنجل : يا سلام مدرسة سأسجل هذا الحدث في دفتر مذكراتي
لكن لحظة ليس لي دفتر مذكرات
عااااااااااااا لا يهم سيشتري لي أبي دفتر يا لسعادتي ........

وبعد هذا الحماس الذي أظهرته الصغيرة إنجل انطلق الثلاثة الى المدرسة
كانت جناح تأمل في نفسها ان لا يحدث شئ في هذا اليوم وخاصة مع حماس هذه الفتاة
الزائد عن حده ........


وقفت إنجل بالمنتصف بين شيشيو وجناح وأخذت تتمايل يمنى ويسرى



ثم قالت : ما رأيكما هل سيكون صفي بعيد عن صفكما وهل أستطيع أن أزوركما في الأستراحات وهل ستقول للجميع أنني ابنتك ها روميو أخبرني أيضا

فجأه توقفت إنجل عن الكلام وحتى عن السير
استدار الاثنين ليرى ما الذي حل بها
شيشيو بتسأل : أاكل القط لسانك أم انتهيت من حماقاتك
أخذت إنجل تشير بإصبعها الى الأمام
وبصوت أعلى من السابق صرخت
فراري فراري نعم أنها سيارة فراري السوداء لطالما حلمت بها

وضع كل من شيشيو وجناح يده على فمها محاولين أسكاتها لكن صوت إنجل كان أقوى من كل محاولاتهما

ابتعدت عنهما وأخذت تركض و راء تلك السيارة التي تسير ببطئ
- توقفي يا سيارة أرجوكِ خذيني معك

وحدث الشئ الذي لم تتوقعه إنجل اذ السيارة كانت ترجع للخلف بإتجاهها

ما هي الا لحظات حتى رأت زجاج النافذه ينزل للأسفل
حدقت إنجل بالشخص الذي أنزل الزجاج
حتى أن عيناها ألتمعت فرحا
- اذن أتريدين توصيله للمدرسة
- إنجل ببلاها : أنتِ تتحدثين معي أقصد أنا لا أريد أعني شكرا
قاطعها صوت شيشيو : هههههههههه لم أعرفك هكذا بلهاء يا فتاة ما بالك
إنجل وهي ترفع يدها لشيشيو بتهديد : ابتعد والا
جوجو محدثة شيشيو وجناح : هي لا أعمل عنكما لكن هل تريدان توصيلة أيضا
في السيارة

جوجو : إذن هذه ملاكك التي واجعت رؤوسنا بها
شيشيو يلوي فمه : نعم ألم تعجبك لا تقولي ثم أنك لم ترى شيئا منها بعد
جوجو وهي تضع رجل على الأخرى : واضح أنني لم أرى شئ , إذن كيف هي

شيشيو بفخر: نسختي المصغرة بكل فخر وتواضع

جناح وهي تهمس لشيشيو : هي من قال أن المدير سيسمح لها بأن تدخل للمدرسة
أاصبحت المدير وأنا لا ادري

جوجو بإبتسامة : لا يا عزيزتي أنا من أخبر خالي بموضوع هذه الفتاة
وتعرفين لا يرفض لي طلب أبدا حتى لو كان المدير

شيشيو بملل : نعم نعم تحديتها بأن تأثر على خالها وتقنعه بالموافقة فوافق وخسرت الرهان

إنجل وهي تشد شيشيو من قميصه وبهمس : يا لك من أحمق ما الذي يعجبك بجوليت أعني جناح
أنظر لجوجو أنها رائعة الجمال وأيضا غنية ولديها فيتامين واو

جوجو : هههههههههههههه أخبريه هو خاسر دائما وأيضا ششيشيو ليس من نوعي المفضل تعرفين أحب الأجانب

لكن مهلا ما هذا فيتامين واو الذي أملكه ها

إنجل بكل ثقة : الواسطة الواسطة يا عزيزتي لا تسمعي بهذا المصطلح

شيشيو يضرب كفه بكف إنجل : أرايتي هذه فتاتي الرائعة واأكد لك لم تري شئيا بعد

جناح : آه جوجو أنتِ صديقتي العزيزة وإذا أردتي هذا الأحمق أعطيك أياه عن طيب خاطر وسأعطيك إنجل هدية فوقه

اخذ الأربع بالضحك بصوت عالٍ فهذه قد تكون أجمل اللحظات التي يحضون بها مع بعضهم البعض

توقفت السيارة أمام باب المدرسة واستعد الجميع للخروج
شيشيو بعدم اهتمام : إذن اتفقتن علي لا مشكلة لكن أاكد بأنكن لا تعشن من دوني

إنجل وهي تتلفت : أين هو صفي أهو بالأعلى أم بالأسفل لالا أفضل أن يكون في الطابق الثاني
جوجو بصرامة : إنجل تعالي الى هنا لن تذذهبي لمكان أنما أنا من سيأخذك لصفك لكن بعد أن نرى المدير
غمز شيشيو لإنجل بأن تذهب مع جوجو وهي مطمئنة البال


وبعد الأذاعة المدرسية الصباحية توجه الطلاب الى الصفوف و ككل صباح الطلاب في فوضى عارمة يتحدثون وكأنهم لم يروا بعضهم البعض الا الان

وكان بعض المهتمين يحضرون كتبهم استعداد لأول حصة مدرسية ومن هؤلاء كانت جناح التي
أخذت تقرأ في كتابها وتراجع ما درسته بالأمس

أما شيشيو الذي لم يطمئن على إنجل وهي مع جوجو فذهب ليبحث عنها قبل أن يدخل الصف

لحظات وإذ بإستاذ اللغة الأنجليزية يدخل عليهم على عجل قائلا

اسمعوني أيها الطلاب أنتم تعرفون أن الأمتحانات على الأبواب لهذا استعدوا جيدا
الان سأقوم بإختبار مفأجاه سأختبر مهارتكم باللغة

حضروا أقلامكم وسأتي لكم بالأوراق وأيضا لا تنسوا ضعوا المقاعد بمسافات متباعدة عن بعضها البعض


صمت سكوت ظلام وهدوء عم الفصل مرة واحدة
أنها رهبة الأمتحان والأسئلة المفاجأه


أخذ الطلاب يتلفتون حول بعضهم البعض يمنى ويسرى يبحثون عن حل لهذه الورطة التي حلت بهم فهم يعرفون أن هذه العلامات بالذات ستقدم الى أولياء أمورهم
وبدأت أحلامهم تتهاوى أمام أعينهم
- عطلة نهاية السنة لن نسافر إذ رسبت في هذا الأمتحان
- أمي لن تبقيني في البيت وستخبر كل الجيران بعلاماتي السيئة
- آه انتما أفضل مني حال أما أنا سيأخذني أبي معه للعمل في الحقل



وفي أحد زوايا هذا الفصل الصاخب كانت جناح تحضر نفسها للإمتحان لم تكن خائفة مثل باقي زملائها لإنها كانت دائما ما تحضر دروسها مسبقا ولم تهملها لو ليوم واحد فهي المتفوقة وكانت تتوقع هذا الأختبار


- أرجوكِ أيتها العبقرية لا توجعي رأسي بترهاتك عرفنا أنك رائعة هذا يكفي

جوحو بتفاخر: نعم نعم أنا عبقرية وأنت فاشل وها قد رأيت سلطتي هنا يا لي من رائعة
تابع شيشيو طريقه الى الفصل تاركا جوجو تمدح نفسها كما هي العادة



معالم الدهشة والأستغراب أعتلت وجهه عندما رأى الطلاب بهذه الحالة المزرية وكأن كارثة قد حلت عليهم

شيشيشو: هي جاي ما بالكم أمات أستاذنا

جاي : لا يا عزيزي لن نكون بهذه الحال المزرية لو مات
إن هناك أسوء من هذا
ناتي وهي تعدل نظارتها : ببساطة أستاذ اللغة الأنجليزية حضر لنا مفأجاة من العيار الثقيل

شيشيو بقلة صبر : لا تقول أنه الأمتحان
ناتي تهز رأسها بمعنى نعم

شيشيو : يا اللهي هذه ورطة كبيرة ماذا عسانا نفعل !!

جاي بإبتسامة سخرية : لن نفعل شئ سوى أن نودع أحلامنا الصيفية يا عزيزي

ذهب شيشيو دون أن يعير أي اهتمام لجاي

- جوجو أريد أن تنقذنا سلطتك مرة أخرى
نظرت له جوجو بطرف عين : لا يا عزيزي الا هذا الأمر فالمدير لا يقبل ولا يتهاون أن في الأمتحانات تحت أي ظرف لا أستطيع أنا أسفة

تقدمت جوجو الى مقعدها الا أن يد شيشيو امسكتها
نظر الى عينيها قائلا : إذن ستساعدينا أيتها العبقرية صحيح

رمقته جوجو بنظرات غريبة قائلة : أوتعرف لديك سحر خاص يجعلني أنفذ أوامرك
لك هذا يا فتى ففي النهاية يجب أن أفيد الكل بذكائي

شيشيو بإبتسامة غرور : هيا يا عزيزتي لنكمل باقي الخطة ولنفعلها كما فعلناها سابقا
هزت جوجو رأسها بثقة وقالت : عليك بالعنيدة هناك فهي الثروة والحل الوحيد لنا

نظر شيشيو الى المكان الذي اشارت له جوجو بلع ريقه بخوف قائلا : سنجعلها الخيار الأخير بعد كل الترتيبات

ابتعد شيشيو عن جوجو ووقف في وسط الفصل صقف بيديه الأثنين ليجذب انتباه الطلاب : يا رفاق إذ لم ننجح بالأمتحان هذا تعرفون النهاية ما هي

أحد الطلاب مشيرا الى شيشيو : كلامك هذا يدل أن لديك خطة محكمة صحيح شيشيو

شيشيو برضى : ولكن تحتاج الى مساعدتكم


الطلاب بصوت واحد : هيا أنت فقط أطلب ونحن من سينفذ

شيشيو : أولا اهدئوا قليلا حتى لا يسمعنا أحد اقتربوا مني فلا أريد لإي كان أن يفسد الخطة

نظرت جناح بطرف عينها الى شيشيو واستدارت كأنها تقول لا يهمني الأمر و تابعت
تحضير أقلامها وتفقدها من أجل الأمتحان


....

- جوليت أريد منك خدمة صغيرة مرة واحدة لا تفطري قلبي أرجوكِ
نظرت له جناح بحقد قائلة : ها لا تريد أن يفسدوا خطة الغش خاصتك إذن ما الذي تريده مني اذهب وتابع شؤون خطتك

شيشيو بجدية : أغش أنا أغش جناح هذا أسوء من رفضك لي كيف كيف تقولين عني هذا لقد جئت أسالك ما هي الأسئلة المتوقعة فأنتِ تعرفين توقعاتك لاتخيب


جناح بعدم تصديق : شيشيو أعرفك أكثر من نفسك وأيضا ما هذا الأدب الذي حل عليك فجأه
شيشيو وهو يغطي وجهه بكلتا يديه : إذ غششت لم يعجبك وإذا أردت أن انجح بشرف لا يعجبك أيضا آاااااااه حياتي تعيسة معك
تقدم شيشيو مبتعدا عنها قائلا في نفسه : سوف تنادني أنا أعرفها لن تردني هذه المرة هيا جناح هيا تخطي كبريائك لإجلي

- شيشيو تعال الى هنا
- التفت شيشيو الى جناح قائلا بنبرة مؤلمة : ألم تنتهي من توبيخي ما الذي تريدينه بعد
جناح وهي متأثرة من كلامه : لا لم أقصد أعني حسنا سأخبرك عن الأسئلة المتوقعة
فتحت كتاب اللغة لانجليزية وأخبرته عن توقعاتها

أخذ شيشيو يقفز من السعادة وأحتضن يدي جناح وأخذ يقبلهما
جناح بحرج : أيها المغفل وكأني أعطيتك الأجابة هذا يكفي أنجح أولا وبعدها أفعل ما شئت

شيشيو بصدمة : أفعل ما شئت إذ نجحت اقسمي على هذا

جناح ببلاهة : اقسم !! ولكن على ماذا حسنا اقسم لك , أيها الأحمق

شيشيو : جناح اجلسي في وسط الفصل حتى تلهميني في حل الأمتحان اتفقنا

جاي وهو يلوح بيده لشيشيو : أيها الأستاذ كل شئ جاهز

هب شيشيو تاركا جناح وتجمع الطلاب حوله من جديد

شيشيو وهو يمزق كتاب اللغة الانجليزية : ناتي إجلسي في أخر مقعد ومعك هذه الورقة فالأسئلة محتملة منها
وأنت يا جاي أمسك هذه الورقة فالأسئلة التي تحويها هي متوقعه أيضا
ولكن لا تنسيى باقي الفصل بعد الأنتهاء اتفقنا
ضرب جاي كتف شيشيو بخفة قائلا : أنت فنان عبقري لو تستخدم ذكائك في الأمتحان لسبقت جناح حتى ... أفضل من أن تستخدمه في التحضير للغش

ضحك شيشيو على تعليق جاي قائلا : هيا ليأخذ كل منكم مقعده وحسب الأشارة
إذ ضربت المقعد يعني الأجابة خاطئة
وإذا سعلت أنها صحيحة بناء على أسئلة الطلاب للأستاذ أثناء الأمتحان وأنتم تعرفون الباقي

رفع كل الطلاب أيديهم وبصوت واحد : سننجح معا أو سنموت معا فهذه معركتنا


ما أن انهو جملتهم والا بالأستاذ يدخل بعجله للفصل : أنا أسف يا طلاب فقد نسيت الأوراق في البيت ولكن بالنهاية وصلت هيا أمستعدون للأمتحان ؟؟

الكل : نعم يا أستاذ نحن على أهبة الأستعداد

بدأ الأستاذ يوزع الأوراق على طلاب فصله

جناح تستدير للخلف وبهمس : هي شيشيو أي معركة كنت تتحدث عنها ثم أن هذا ليس مقعدك


شيشيو وبنفس همسها : ستفهمين كل شئ لاحقا لكن ما عليك الا أن ترفعي الورقة قليلا واتركي الباقي علي

جناح بعصبية : أتريد الغش واستغلالي أقسم كنت أعرف أظننتني مغفلة ولكن لم أتوقع لهذه الدرجة قد يصل بكم الحال

شيشيو بإرتباك : لا لا لم

قاطعه الأستاذ بصراخه : هي شيشيو اصمت والا ستأخذ الصفر قبل أن تؤدي الامتحان


انزل شيشيو رأسه على المقعد قائلا : إذن الى الخطة باء يا شيشيو ستأخذ الاجابات بالحيلة



أكمل الأستاذ توزيع الأوراق على الطلاب ما أن بدأ الأمتحان حتى بدأت الأعين تنتقل من مكان الى أخر كل منهم يطلب النجدة والمساعدة من زميله
كانت محتويات الأوراق لا تبشر بالخير بتاتا أسئلة كثيرة وعلامات أكثر
دب الرعب في قلوب الطلاب وزاد إرتباكهم
و كان الأستاذ ينظر لهم بنظرات

توحي بالشفقة فهو يعرف طلابه جيدا وكان هذا الأمتحان ما هو الا اختبار لهم

الأستاذ بصوت عالي : هي أنت وهي الأجوبة ليست على جبيني انظروا لإوراقكم هذا أفضل لي ولكم

- أستاذ أتسمح لي
الأستاذ بلطف : آه عزيزتي جناح ما الذي تريدينه
جناح : أريد قلاما أخر فالذي معي لا يكتب
شيشيو : أستاذ لقد تجمد الحبر في القلم من أسئلتك المروعة

الأستاذ بإستياء : يا لك من ظريف لكن أريني كيف ستسعفك ظرافتك في الأمتحان سيد شيشيو
وقف شيشيو بكل ثقة : سترى يا أستاذ كيف أن طلابك مجتهدون بالفطرة

- أستاذ يا أستاذ أريد أن أستشيرك في حل السؤال إذا سمحت
التفت الأستاذ الى ذالك الطالب بعد أن نظر لشيشيو بنظرات توحي بالتقليل من شأنه

شيشيو : وقعت يا أستاذ هيا آكي لا ترحمه بالأسئلة


مسكين يا أستاذ لم تعرف مع من وقعت آكي من أكثر الطلاب أسئلة وإزعاجا بالفصل فلا أحد من الطلاب يحاول التحدث معه لإنه إذ بدأ بحديث أيا كان نوعه فلا ينتهي لدرجة تجعل الجميع يهرب منه
أستاذي حظك سيئ اليوم أما أنا فعلي العودة لورقتي الان ..


في هذا الوقت كان كل من ناتي وجاي قد حل الأسئلة التي توقعتها جناح
جاي في نفسه : جناح أنتِ عبقرية سأشكرك بعد أن ننهي هذا الأختبار الغبي


رمى القلم على الأرض عمدا لينحنى الطالب الذي أمامه فقد كان هذه إشارة حتى يتبادلا الأوراق فأخذ جاي ورقة زميله الذي كان أمامه وأعطاه ورقته

وكذلك فعلت ناتي وبدأا مرحلة النسخ من الكتاب الى الورقة

وهكذا بالتتابع كل طالب يكتب للأخر دون الأهتمام للإسم فهدفهم جميعا واحد وهو تخطي هذا الكابوس

وضع الأستاذ أحد سماعات المسجل في أذنه وأكمل مراقبه الطلاب بعد أن استطاع الأفلات وبصعوبة من ذلك المزعج

وكالعادة هذه الحركة متوقعة من أستاذهم فلا يستطيع فعل أي شئ بدون أن يضع أحد السماعات على إذنه

بدت حينها الخطة تأخذ مجرا أخر

ارجع زاك كرسيه للخلف قائلا : هي مايا إسعلي مرتان متتاليتان

مايا بشك : أانت متاكد مما تقوله

زاك بهمس : هيا يا فتاة لا تفسدي الخطة

مايا : كح ...... كح

الأستاذ : بالصحة والعافية
مايا بصوت عال : أستاذ سعلت مرتين أتعرف معنى هذا

الأستاذ بإستغراب : لا ما الذي يعنيه هذا !

أخذ الطلاب بالضحك على الأستاذ وموقفه المحرج فهم يعرفون أن هذا السعال ما هو الا أن أول إجايتين تعنيان نعم
الأستاذ بعصبية : هي لماذا تضحكون انتبهوا للإمتحان وأنتِ لا يهمني ما الذي يعنيه سعالك هذا

- أستاذ أشعر بالتوتر
استدار الأستاذ قائلا : نعم نعم أنسة جوجو ما الذي تريدينه مني ها أاجل لك الأمتحان

جوجو ببراءة : لا لا أريد هذا فقط كل ما في الأمر أنني أريد أن افرغ توتري

الأستاذ : تعالي واضربني ما رأيك
يا سلام ما هذا الفصل أجننتم

جوجو تقف : لا يا أستاذي أنا احترمك جدا لكن انظر
أخذت جوجو تطرق على الدرج طرقات متتالية
ثلاثة خمسة وسبعة
أرايت يا أستاذ ثلاثة خمسة سبعة

هكذا ذهب التوتر

الأستاذ بعصبية : جوجو أن لم تجلسي في مكانك سوف أضع إشارة على ورقتك

جوجو :حاضرة يا أستاذي العزيز والمحترم

- أستاذ
الأستاذ : هي أنت وهو إذ سألني أحدكم أي أسئلة أو حاول أن يخفف دمه معي سألقنه درسا
سكوت الجميع أهذا مفهوم


عم الهدوء أرجاء الفصل ولا صوت الى أصوات الاقلام الحائرة

إنتهت حيلهم ولم تنتهي الأسئلة بعد لا مجال الان الا أن يعتمد كل طالب على نفسه فيما تبقى من أسئلة

شيشيو في نفسه : يا حبيبي رغم كل هذا الجهد الذي بذلناه باقي سؤال بعشر علامات

- خسارة ذهب ما خططنا له هباء بهذا السؤال
- وداعا يا عطلتي الصيفية عشر علامات ليست بالشئ القليل
طرق باب الفصل ليسكت أفكار الطلاب الحائرة

فتح الأستاذ الباب وإذ به المسؤول العام في المدرسة

المسؤول : أستاذ أسئلتك رائعة أهنئك على هذا المستوى

توجه بعدها بإنظاره الى الطلاب قائلا : ها أخبروني ما رأيكم أليست أسئلة ذكية وتنم عن الموهبة..... ما رأيك يا فتاة بهذه الأسئلة

- نعم يا سيدي الأسئلة رائعة بحق لكن لدي إعتراض صغير

المسؤول بغرابة : اممممم يبدو عليك الثقة من أنتِ أولا وما هو إعتراضك

وقفت بكل ثقة وقالت : اسمي جناح يا أستاذ وأنا اعترض على السؤال الأخير بالرغم من أنني حللته الا أن باقي زملائي من المستحيل أن يحلوه
وعشر علامات سوف تؤثر بلا شك على معدلهم

الأستاذ وهو يعدل نظارته : جناح أنتِ من يقول هذا الكلام لم أتوقع منك هذا

جناح بعد أن نظرت للإستاذ : نعم يا أستاذ يجب أن يلغى هذا السؤال فقط فئة محددة التي يمكن لهم أن تحلوه أنا عرفت حله فقط درسناه في فصل المتفوقين وأيضا .... لا يجب أن تظهر مواهبك على حساب الأخرين

تصفيق تصفيق تصفيق حار لزميلتكم هيا يا طلاب صفقة لها

استغرب الكل من كلام المسؤول ما الذي يتفوه به هذا الأخرق

تقدم من درج جناح واضعا يده على كتفيها قائلا : قليلون من يحملون مثل هذا القلب وهذه الأحاسيس لقد أثرتي في يا فتاة أريدك في مكتب المدير بعد انتهاء الدوام


استدار المسؤول بعد ذلك قائلا : أستاذ إلغي هذا السؤال وأعد توزيع العلامات من جديد

الأستاذ وهو ينظر له بغير اقتناع : حاضر كما ترى يا سيدي

خرج المسؤول بعدها من الفصل تاركا الطلاب يكملون هذا الأمتحان

ما هي الا دقائق حتى سلم الطلاب أوراقهم عائدين لمقاعدهم
وبعد أن تأكد الطلاب أن الأستاذ خرج والذي بدا على وجهه عدم الرضى بما حصل


قام الجميع من مقاعدهم مهنئين بعضهم البعض يرقصون ويفرحون خطتهم نجحت إذن أهلا بالعطلة والفرح أهلا بالحرية والأنطلاق

وقف شيشيو على الدرج قائلا : انتباه انتباه يا رفااق صحيح أننا كنا رائعين بهذا التعاون الفذ ولكن الشكر كله لجناح لولاها لوقعنا في ورطة كبيرة

- رفع احد الطلاب يده هاتفا : جناح أنتِ الأروع أنتِ الأفضل
جاك : اسمعوا يا أصدقاء بهذه المناسبة العظيمة كلكم معزومون بالفسحة على حسابي

ناتي : وأنا أيضا سأتكلف بالمشروبات لكم لهذا اليوم


بدأت أصوات الطلاب تتعالى أكثر فأكثر منهم من كان يقفز وأخرون بدءوا بالسفر في أحلامهم
والبعض الأخر تنفس الصعداء أخيرا بعد هذه الخطة الخطيرة

اقتربت جناح من شيشيو الواقف على المقعد وجرته من بنطاله

نظر لها شيشيو ومد يده لها مساعدا أيها على الصعود بالقرب منه

وقفت جناح على نفس المقعد الذي يقف عليه وكانت رائحة شعرها تهاجم أنف شيشيو فقد كانت قريبة منه جدا على هذا المقعد الصغير

جناح بحب : أنا ساعدتكم من أجل مستقبلكم وهذه فرصة منحت لكم استغلوها جيدا وادرسوا للنهائيات فلا أحد يستطيع إنقاذكم في المرة القادمة

اومئ الطلاب برأسهم إعجابا بكلام جناح فقد كان كلامها مليئ بالحب والحكمة فقد فعلت لهم ما لم يفعله أحد من قبل

الطلاب بصوت واحد : نعدك بهذا يا أستاذتنا

شعرت جناح بالخجل ولكنها كانت فرحة بنفس الوقت فهي تثق في زملائها ومقدرتهم


وأثناء هذا الموقف المؤثر ووسط ضحكات الجميع همس شيشيو لجناح التي ما زالت واقفة بالقرب منه

شيشيو : لم أكن مخطئا عندما أحببتك منذ الطفولة

وقعت هذه الكلام على قلب جناح كالصاعقة ما هذه الجرأة التي تتحلى بها يا شيشيو أمام كل هؤلاء تقول لي هذا الكلام

جمدت في مكانها لا تعرف ما الذي تفعله أو تقوله

نسيت كل الموجودين نسيت الطلاب ونسيت نفسها أيضا استدارت جناح برأسها

فالتقت عيناها بعينا شيشيو ذلك العشق ذو العينين الخضراوين التي تحكي الكثير من الحب

هذه العيون التي طالما أسرتها والتي لم تعرف يوما كيف ترد عليهما

لم يتكلما فقد تكلمت العيون قبل الأفواه ولم يكن هناك مفر من هذا الموقف


- رائع رائع روميو وجوليت عندنا
هيا يا شباب لما لا تعزفون الموسيقى أليس هذا أفضل

جناح شيشيو اخرجا الى المدير حالا

استيقظ الاثنان من ذلك الحلم الجميل من تلك المشاعر الدفينة

جناح بعد أن أفلتت يدها من يد شيشيو ونزلت من على المقعد : أستاذ أنت فهمت الموضوع

الاستاذ مقاطا لها بنبرة حادة : إسمعي يا فتاة إذ لم تذهبي معه للمدير الان سوف ترين شئ لن يعجبك أبدا

شيشيو بعصبية : أستاذ لماذا تصرخ هكذا لا يحق لإي أحد أن يعامل الطالب بهذا الأسلوب في هذه المدرسة

تقدم الأستاذ ناحية شيشيو وجناح ماسكا كل منهما من يده : هيا اخرجا من الفصل قبل أن اتصرف بطريقة أخرى


وأغلق بعدها باب الفصل بكل قوته : هيا اخرجوا كتبكم أيها الحثالة وتصفقان لهما سأريكم





خارج باب هذا الفصل انهارت بالبكاء بصوت مكتوم وضعت كلتا يديها على وجهها حتى لا تبدي ضعفها أكثر بكت بحرقة ومرارة

اقترب منها شيشيو محاولا إنزال يديها عن وجهها قائلا : لم يكن خطأك أبدا أن هذا الأستاذ يحقد على الجميع

جناح ببكاء : ولكن أنت أنت السبب لولاك لما حدث هذا لي

انزل شيشيو يديه عن يديها والصدمة تعتلي وجهه ........


في هذه الأثناء كان المراقب يسير في الممر إشار لهما من بعيد بإن يإتيا إليه


ذهب شيشيو وهو ما زال في حالة ذهول من كلام جناح أنه كالسهم الذي اخترق قلبه العاشق
المراقب : هي أنتما لماذا تقفان على باب الفصل

جناح بهدوء : نحن معاقبان يا أستاذ

المراقب : إذن هيا الى غرفة الحبس والا وقعتكما على إنذار

تقدمت جناح على شيشيو متجهة الى غرفة الحبس

دخلا هذه الغرفة التي كانت خالية من كل شئ الا من بعض الطلاب الذين كانوا معروفين على مستوى بإسلوبهم الفظ وتجاوزهم الدائم للقوانين


- انظر الى الجميلة أظن أن مكانها ليس هنا
- آه عزيزي لا تقول هذا علينا ان نستمتع قليلا يبدو أن اليوم يوم سعدنا
- هي هي أنتما الاثنان هيا لنتعرف عليها عن قرب أكثر فلا أحب المسافات كما تعرفان يا صديقاي
تقدم الثلاث من جناح غير أبهيين بوجود شيشيو الذي كان متكئ على الحائط شارد الذهن جسده موجود في هذا المكان ولكن عقله وقلبه بل كل حواسه كانت منشغلة تلملم جراحها


وضعت جناح يدها على صدرها وبخوف أخذت ترجع للخلف مع كل خطوة كان الشباب الثلاثة يخطونها للإمام


التصق ظهرها بالجدار وما زال الثلاثة يتقدمون منها أغمضت عينياها بخوف وأدارت وجهها للجهة اليمنى حيث الفراغ وإذ بإحدهم يمسك ذقنها بيده رافعا وجهها للأعلى : لا يجب للجميلة أن تخفي وجهها عنا

وقفت في مكانها متجمدة حتى أن صوتها أبى أن يخرج

- ولا يجب للأوغاد ان يلمسوا الفتيات الجميلات
استدار الشباب لمصدر الصوت وإذ بشيشيو يتقدم منهم وعلامات الغضب تجتاح وجهه وقف اثنان أمام زعيمهم وجناح
فقال الأول وهو يحضر لكمته : هي يا فتى حاذر في كلامك وأعرف مع من تتحدث

الثاني : ها يبدو أنه بحاجه لنلقنه درس بسيط ليعرف مع من يتعامل

شيشيو وما زال يتقدم من الفتية الثلاثة : لنرى إذن من سيلقن الأخر درسا قاسيا

أسرع شيشيو بخطوات واثبة بإتجاههم متفاديا لكمة الفتيين اللذين كانا بالمقدمة

فقد ضرب أحدهما على بطنه جعله يتلوى من الألم والأخر لم يكن حاله أفضل فقد لكمه شيشيو لكمه جعلته يفقد توازنه ويسقط على ظهره

حرك شيشيو ياقته يمينا ويسارا متجهها للثالث الذي جعل من جناح درعا له ليحمتي بها من شيشيو

- إذ اقتربت مني لن ترى هذه الفتاة مرة أخرى أفهمت يا هذا
شيشيو بإستهزاء : أن أمر هذه الفتاة لا يهمني أبدا أنتم قطعتم علي غفوتي ولهذا سألقنكم درسا




أحس الفتى بموقفه الصعب وأن لا مجال لتهديد هذا الغاضب أمامه الذي يسير بكل برود وعصبية


- كيف هذا كيف لا يهممه أمري لولاه ما كنت هنا أصلا

اشتعلت غضبا بمجرد التفكير بهذا الأمر
قامت جناح وبكل قوة دعست بقدمها على قدم ذلك الذي كان يمسكها

أفلتها صارخا أيتها الغبية أتعرفين مع من عبثتي
نظرت له جناح بغضب قائلة : وأنت لم تعرف مع من وقعت
وإنقضت عليه بضربات متتالية على بطنه ووجهه حتى أنهكت من التعب وسقط هو أيضا
مصدوما من قوتها أكثر من أنه يتألم

نفضت جناح كلتا يديها وموجهة أنظارها لشيشيو : وهذا درس للبعض ليعرفوا أني أعرف كيف أدافع عن نفسي وقت الحاجة
وذهبت بزاوية تجلس وحيدة

عاد شيشيو بالقرب من الباب متكئا على الحائط قائلا : ها لو لم أستفزك لما أظهرتي هذه القوة المخبئة يا أنسة

وتابع في نفسه لولا هذه الطريقة لما أستطعت أنقاذك

جناح دون أدنى اهتمام : لم يطلب أحد منك المساعدة

عم الهدوء المكان من جديد لا صوت ولا كلام الا أصوات الأنفاس المتعبة بعد كل ما جرى

- هيا أيتها المشاغبة ادخلي ولتتعفني
- أحتاج الى الاستحمام الان اترك يدي أيها العفن

المراقب : تحتاجين الى قص هذا لسان أيتها صغيرة بأضافة الى زيادة ساعات بقائك هنا

دفعها الى داخل الغرفة مغلقا الباب ورائه

تقدم الثلاثة من الباب طارقين اياه بكل قوة : ايها المراقب أنقذنا من الوحوش الموجودة هنا

لكن أحد لم يسمعهم عاد الثلاثة يجرون أذيال الخيبة الى زاويتهم التي كانوا بها


- أبعد يديك عني يا هذا لا ينقصني مغفلين
استدارت إنجل بعد أن اأعدت هذه اليد عن كتفها

- ها جنااح ما الذي تفعلينه هنا
جناح وهي تنظر بكل معاني الأستفهام لها : أنتِ ما الذي تفعلينه هنا ها هذا أول يوم لك وأتيتي بزيارة للحبس
إنجل بغرور : الموظفون في هذا المكان لا أعرف كيف يتعاملون بلا أدنى أسلوب

- إنجل أنتِ مطرودة أتيتي بزيارة الى المدرسة إذن زوري الحبس قبل هذا
- أرايتي بربك أسوء من هذا الأسلوب الأفضل أن أعود لسرقة الجرائد وبيعها

ضحكت جناح على تعليق إنجل قائلة : لا بد أنها الأنسة ماري فهذه طريقتها بالكلام

إنجل وهي تهز برأسها : نعم نم تلك عجوز النار الشمطاء
ولكن أخبرني أيتها المتفوقة ما الذي تفعلينه أنتِ هنا


جناح وهي تنظر للأسفل بإسف : مممممم إنه سوء فهم لا عليك الان

نظر لها شيشيو بنظرة تعني السخرية ولتفت للجهة المقابلة

أحست إنجل بان الوضع متوتر بينهما فحاولت أن تغير الأجواء المشحونة الا أن أحد لم يأبه لها فجلست صامته

مر الوقت ببط شديد كما السم الذي يقتل متناوله بكل لذه وعنف
ساعة تل والأخرى وشيشيو وجناح على هذه الحال
ليس بينهما الا بعض النظرات العاتبة والحزينة قطع حالة الصمت القاتلة هذه
المراقب الذي فتح باب الغرفة
كان طويل القامة أسمر البشرة تبدو على ملامحة الجدية التامة
قال بعد أن أرخى جسده على حافة الباب
هي أنت وهي اخرجوا جميعا لقد انتهى العقاب
تقدم الطلاب للخروج وإذ بصوت المراقب يوقفهم من جديد

وإذا رأيت آيا منكم مرة أخرى فلن ارحمه وأكمل بصوت مرتفع
أهذا مفهوم

أومئ الطلاب برؤوسهم بمعنى مفهوم وخرجوا من الغرفة متوجهين الى صفوفهم

وبعد هذا اليوم المثير لإبطالنا انتهى الدوام المدرسية

أملين بغد جديد ونهاية لهذه السنة.. سعيدة فلم يبقى سوى بضع أسابيع

..........


انعكاس أشعة الشمس على وجهها أزعجها وجعلها تستيقظ من حلمها الجميل

ازاحت الغطاء عنها بملل وتوجهت الى خزانتها ذات اللون الخشبي

وقفت لبرهة أمام علاقه ثيابها وبحيره أخذت تفكر ما الذي يمكنها أن ترتديه

لحظات وإذ بعينها تسقط على ذلك الثوب الأبيض الجميل ذو زخرفة بسيطة

أخرجته من مكانه ووضعته على جسدها وأخذت تتأمل جماله أمام المرأه

نظرت الى ساعة الحائط قائلة بعبث : يجب أن اذهب قبل أن أتاخر عليه

جففت شعرها المنسدل بنعومة على ظهرها بعد ذالك الحمام المنعش
وأرتدت الفستان وخرجت مسرعة الى ذلك المكان لم تكن تخطط لما ستقول أم ما الذي ستفعله
عندما تراه ... كان همها الوحيد هي أن تراه فقط وينطق قلبها ولسانها بكل شئ يختلج داخلها
دون الحاجة الى تفكير أو أن تنمق في الكلام

..........


كانت الحيرة تعلو ملامح وجهه وكأنه يحاول حل مسألة معقدة تنهد بأسف رافعا رأسه الى السماء

- إذ لم تكن قادرا على أصلاحها لامشكلة
نظر شيشيو لصاحب الصوت وبإبتسامة عذبة قال : يا ليت هذه المسجلة الصغيرة هي مشكلتي مممممم حسنا لا عليك سأصلحها لكن احتاج بعض الوقت

- حسنا لا ترهق نفسك يا صديقي لا شئ يستحق البتة
- كما تقول لا شئ يستحق حاول شيشيو أن يغير من نمط هذا الحوار الذي
بدأ مأساويا لكليهما فقال بمرح
- يا ولد اذهب للنوم فغدا سيكون يومك
- اتمنى هذا حقا
سار الفتى ويده بجيبه والأخرى مشيرا فيها الى شيشيو بمعنى الى اللقااء

شيشيو بصوت عالٍ : غدا في مثل هذا الموعد سنلتقي لإعرف ما حدث

التفت الفتى لشيشيو وبنظره حزن قال : هذا أن حدث شئ أصلا

وجرى مسرعا حتى لا يتيح لشيشيو فرصة للكلام



عاود شيشيو الجلوس على الأرض منحي الظهر وبين يديه تلك المسجلة التي بدت قديمة وضع كل طاقته فيها ليس لأنه فقط يريد أصلاحها بل
بل يريد أن يلهي نفسه بأي شئ حتى لا يفكر بكلام جناح القاسي الذي جرحه


بخطوات حائرة مرتبكة خطت خطواتها للأمام وعيناها تحدقان عليه فهي تعرف أنه سيكون هنا
هذا المكان دائما ما كان يحتضن حزن وفرح شيشيو فبلا شك سيكون هنا

أخذت نفسا عميقا وتابعت السير بإتجاه

حيرة حزن وفرح مشاعر مختلطة امتلئت في قلب شيشيو وكانت وكأنها إعصار
ما الذي تريده لماذا أتت من أين لها القوة لمواجهتي
كل هذه الأسئلة دارت في فكره عنها فهو قد عرف أنها قادمة بإتجاه
لا حاجة ليراها ليعرف أنها قادمة يكفي أن يسمع وقع خطواتها
ودقات قلبها السريعة تقول له أنها قادمة

قرر أن لا يهتم لإمرها ويتابع عمله الذي بدأ به صحيح أنها جوليت وأنها نبض الحياة لديه لكن ليس عليه هو في كل مرة أن يقدم التنازلات

في هذه اللحظة الحاسمة وبهمس قالت : أرجوك أبقى كما أنت ولا تتحرك من مكانك مهما قلت ومهما فعلت أتعدني

ابتسم ابتسام سخرية وقال : أهناك أوامر أخرى يا أنسة


تضايقت جناح من نبرة شيشيو للامبالية لكنها حاولت التحكم بإعصابها


تراجعت خطوتات للخلف بعد أن كانت ملتصقه بشيشيو وقالت :
أنه شعور رائع بل لا أستطيع وصف هذا الشعور حتى لنفسي
اليوم عندما نظرت لعينيك تمنيت أن أبقى وانظر لها طول حياتي
لن أمانع في هذا

شعور أنتابني لا يفسر حتى لا أريد الهروب منك ولكن لا أريد ان تتحكم مشاعري بي أيضا
لا أريد أن أخسر مرة أخرى

سكتت قليلا لتسمع أي تعليق من شيشيو الا أنه لم يجبها البته

فتابعت : أعرف اني قاسية وأني لا أقدر مشاعرك تقول لي جوجو أنني لا استحق حتى أدنى إهتمام منك

فأنا أخذ ولا أعطي شئ
لكن هذه طريقتي هذا أسلوبي

شيشيو كل ما أردت قوله هو أنا أسفة ما كان هذا خطاك

عادت لتتلاشى تلك الخطوتان التي وضعتهما جناح بينها وبين شييشيو

استدارت حتى تسند ظهرها لظهره وحتضنت ساقيها بين كلتا يديها

انهارت في بكاء مرير قالت بصوت منخفض


أنا لا أريد خسارة مرة أخرى في حياتي أرجوك شيشيو أفهم هذا

أنت لا تعرف حتى الان كم أعاني

لم يتحرك شيشيو من مكانه بل لم يستطع التحرك اكتفى بإرجع يده للوراء لتلامس
كف جناح التي كانت ممتلئة بالدموع

قال بهمس : أتظنين باني أسمح لك بالخسارة مرة أخرى أنا عند وعدي دائما وسأبقى لإجلك

أوتعرفين ما الذي يعجبني فيك أنتِ مختلفة عن الأخريات
قلبك يغلفه الحزن والأشواك لكن سأحرره وهذا تحدي لي وبالمقابل ستعطيني قلبك في يوم من الأيام


مرت فترة من الصمت والهدوء لم تكن سوى نسمات الهواء هي التي تكسر هذا الصمت والبرود

أراد شيشيو أن يكسر هذه الأجواء فحاول قائلا : ما رأيك في غروب الشمس أليس جميلا

لكن لا أحد يجيب ............

استدار شيشيو وبحركة مسرعة خائفة أمسك جناح من ذراعيها قبل أن يرتطم رأسها بالأرض



حملها بين ذراعيه ونهض بها بعد أن وضع المسجلة الصغيرة في جيبه


- يا لك من طفلة كبيرة لن تتغير ابتسم وأكمل قائلا
دائما عندما كنتِ تبكين تنامين بلا وعي كيف لي أن انسى هذا


ضمها شيشيو بين ذراعيه أكثر حاملا أيها الى البيت

تابع سيره وهو ينظر الى وجهه الطفولي والى خدها الذي امتلئ بالدموع وأخذت طريقا لها
نسي مع كل هذا المسافة الطويلة من الحديقة الى البيت لم يأبه للماره الذين يتهامسون بشأنه نسي العالم من حوله


- ابنتي ما بالها شيشيو أخبرني من الذي فعل بها كل هذا

همس لها شيشيو وهو يغلق الباب بقدمه : ناغي أسرعي وفتحي لي باب غرفتها

أسرعت ناغي لفتح باب الغرفة وعيناها الممتلئتان بالدموع على إبنتها الوحيدة


دخل شيشيو ووضعها على السرير وقامت ناغي بنزع حذائها من قدميها

ابتسم شيشيو ووضع الغطاء عليها

خرج من االغرفة وتبعته ناغي بعد أن أطفئت الأضواء وأغلقت الباب

ناغي بصوت باكي : ما ما الذي حدث أرجوك لا تخفي علي شئ

شيشيو بنفسه : يا حبيبي بدأنا الدراما ما الذي أقوله لها الان

نظره شيشيو الى السقف وما حوله من أثاث ليدبر حجة فهو أصلا لا يعرف ما الذي يقوله

جلس على أقرب كرسي ووضع رجله على الكرسي المقابلة قائلا : تعرفين أن جناح تحمل نفسها فوق طاقتها فقد كانت بالحديقة والتقت بإستاذ الكيمياء وقال لها أنها لم تبلي كما المعتاد في هذا الأمتحان

وتعرفين الباقي


ناغي باسف : آه قلت لها ألف مرة أن لا تضغط على نفسها

مسكينه يا ابنتي إذ بدأتي بالبكاء فأنك تهربين بالنوم يا لحالها الصعبة والمشكلة أنها لا تتذكر ما قد حدث


شيشيو بنفسه : نجوت والحمد لله


ناغي بطرف عين : هي هي تعال وأنت أين كنت يا ولد أعترف

شيشيو وهو ينهض من على الكرسي :هي ناغي بدل أن تشكريني تحققين معي
كنت مارا من الحديقة

ناغي بخجل : آه شيشيو لم أقصد شئ يا لك من أحمق
شيشيو : ناغي لما البيت هادئ أين المزعجة

ناغي وهي تضرب جبينها :آااااه أتصدق أنني نسيتها لقد طلبت منها أن
ترتب لك شقتك لا بد أنها نامت من التعب المسكينة

شيشيو : إذن سأذهب وأرى الكارثة في شقتي تصبحين على خير

ناغي بإبتسامة : تصبح على خير

عاد شيشيو أدراجه قائلا : عزيزتي لا تخبري جناح بأني حملتها الى هنا اتفقنا

ناغي : هههههههههه لو عرفت لن يمر يومك على خير أبدا ... لا تقلق لن أخبرها




دخل شيشيو شقته الصغيرة مكان راحته وأحلامه الجميلة

صدم من المنظر الذي أمامه وفتح فهمه وعينيه من هول الصدمة

- يا اللهي أيتها الفتاة أنتِ كارثة حقيقية ما هذه القذارة
-
كانت الأواني على الأرض والمطبخ مملوء بقمصان شيشيو أما الصالة كانت مملوئه بالأوراق من هنا وهناك

أخذ شيشيو بتفادي كل تلك العقبات التي أمامه حتى وصل الى غرفته

- كم أنتِ مهملة وأيضا تنامين على طرف سريري يا اللهي ما الذي فعلته لإعاقب هكذا
حمل إنجل بين ذراعيه ووضعها على سريره أخذ غطاءه و وسادته وخرج من الغرفة استلقى على الأريكة بعد أن رتب الفوضى من عليها

ابتسم وغط في نوم عميق يملئه الأحلام .............


......


كانت أصوات المعالق تدق في الصحون وهي التي تصدر كل هذا الأزعاج

ناغي : هي إنجل عيب .. يجب أن تتعلمي أداب الطعام

إنجل بملل : آااه ناغي أنه طعام طعام وفي الطعام لا يوجد أداب المهم ملئ المعدة ولا يهم الطريقة

ناغي : ههههههههههههههههه يا فتاه ومع هذا يجب أن تتعلمي الأداب فلا مفر منها


إنجل تحاول تغير الموضوع : ها جوليت أخبرني ما الذي حدث البارحة

وقعت المعلقة من يد جناح
والتفتت بعدم فهم لإنجل : ها ما الذي تقصدينه ........ وبصراخ هيا أخبريني

إنجل بعدم اهتمام وهي تضع المعلقة في فمها : مممممممم لا شئ فقط رأيت شيشيو في الأمس يحملك بين ذراعيه ويدخل بك البيت


جناح بسرحان : ماذا !

ناغي بنفسها : مسكين يا شيشيو لقد وقعت الان ولن ترحمك أبدا

ناغي لجناح : عزيزتي البارحة وقعتي وفقتي الوعي لهذا حملك شيشيو الى هنا

جناح وهي تجلس من جديد على الكرسي : أمي أمتاكدة من هذا

ناغي بإرتباك : ما الذي تعننينه أانني أكذب عليك لو حدث شئ خطير لقلت لكك

وأكملت في نفسها : لماذا لم اقل لها عن السبب الحقيقي أتمنى أن تساامحني شيشيو لكن إذ تذكرت كلام الأستاذ سيكون الأمر اسوء من هذا


انجل : ههههههههههه لماذا أحمر وجهك جناح أول مرة أراكِ هكذا

جناح بحده : أنتِ بالذات اصمتي


تابعت اإجل تناول طعامها وهي مستمتعة بهذا المنظر

أما جناح فقد أخذت حقيبتها وذهبت للمدرسة حتى دون أن تودع أحد


ناغي بغضب طفيف : إنجل لا يجب أن تقولي كل شئ ترينه أنتِ فعلا كارثة

إنجل : هذا شئ يسري في عروقي يا خالا لا أحد يستطيع أن يمنعني أبدا


من بين كل الموجودين بباحة المدرسة أخذت تبحث عنه هنا وهناك
لكنها لم تستطيع رأيته بين كل هذه الأعداد من الطلاب الذين يتوافدون الى المدرسة


- هي هي جناح صباح الخير
- استدارت جناح الى مصدر الصوت وإذ بجوجو قادمة بإتجاهها وعلى وجهها تلك الإبتسامة الصافية

جناح وهي تدير رأسها يمنة وويسرة : صباح الخير أهلا جوجو

جوجو : أتساءل إذ لم تكوني تبحثي عني إذن من المحظوظ الذي تبحثين عنه

جناح وكأن الأمر لا يعجبها : شيشيو سألقنه درسا لن ينساه في حياته

جوجو بلهفة وهي تقفز أمام جناح : أخبرني ما الذي تجرأ عليه هذه المرة

جناح : حملني البارحة الى البيت من الحديقة الى البيت وأنا بين ذراعي ذلك المتهور حتى أنه لم يأبه بالأخرين وما الذي قد يقولوه عني

جوجو وقد امتلئ الدمع في عينيها : يا له من مشهد رومنسي ومؤثر

جناح بصراخ : جوجو اصمتي وهيا الى الفصل قبل أن نوبخ

بدأت الحصص بعد أن قرع الجرس معلنا عن يوم مليئ بالكوارث والأحداث

دخل أستاذ اللغة للفصل وبإتسامة عريضة حياهم

- أستاذ ما بالك اليوم تبدو سعيدا
قاطعه طالب أخر قائلا : يا عزيزي يبدو أن زوجته راضية عنه ولم توبخه قبل أن يأتي إلينا

- لا لا أيها الاحمق وأخيرا استطاع التخلص من خوفه إزاء ذلك الكلاب الذي
- يلاحقه كل صباح


الأستاذ وقد بدت عليه علامات الغضب العارم : أيها الوقحين اصمتو لا أريد سماع أي منكم والا ستعاقبون

رفعت أحد الطالبات يدها وبكل براءه قائلا : عزيزي الأستاذ لما أنت فرح هكذا شاركنا الفرحة أرجوك ونظرت له بتلك العينين التي لا تقاوم

الأستاذ : لإجلك يا عزيزتي سأخبركم........ أعطى للطلاب نظره حقد وعاود النظر للفتاة قائلا : لإجلك فقط

احم احم بصراحة وكما تعلمون هذا أخر يوم دراسي وأخيرا سأرتاح منكم
ستعود حياتي لمجراها كما تعلمون
نحن المعلمون الان سنرتاح والباقي عليكم أسبوع كامل تقضونه بالدراسة حتى تبدأ الأمتحانات وبعدها هذا الكابوس ينتهي

التفتت للسبورة واضعا يده على صدره وبهمس قال : أليس هذا الأمر يستحق الفرح


أخذ الطلاب يتهامسون بين بعضهم البعض والأستاذ ما زال في حال سعادة عارمة
حتى أنه نسى نفسه تماما

- مسكين لنجعله يحلم قليلا
- نعم نعم أعباء الحياة قد أرهقته
- هي ما رأيكم نتركه وحده ونخرج للتفسح الجو رائع
أعجب الطلاب بهذه الخطة الرائعة

تقدم أحدهم بهدوء وخفة وفتح باب الفصل وبدأ الطلاب بالخروج واحدا بعد الأخر
وما زال الأستاذ في أحلامه


جوجو بهمس : هي جناح هيا تعالي
جناح وبنفس الهمس : لا سأنتظر الأحمق ها هنا

خرجت جوجو من الفصل ولم يبقى سوى الأستاذ وجناح التي كانت تتساءل عن ما الذي حدث معها فهي لا تذكر شئ البتة



قررت جوجو وبما أنه اخر يوم دراسي وبعدها ستبدأ بالجد والاجتهاد أن تذهب الى مكتب المدير لتودعه فهي لن تراه حتى تنهي من إمتحاناتها
سارت بين الفصول حتى وصلت أخر الممر

لمحت من بعيد شيشيو الخارج من دورة المياه

لوحت له بيدها بمعنى تعال الى هنا

تقدم شيشيو بإتجاها : صباح الخير يا فتاة لماذا أنتِ خارج الفصل

جوجو : الأستاذ غارق في أحلامه ونحن خرجنا جميعنا للتنزهه أخر يوم كما تعلم

شيشيو : أنا آسف على حال هذه المدرسة لأنها ستخسر طلاب مثلنا


جوجو : هههههههههههههههههههه شيشيو يا لك من وغد

آااه صحيح جناح تتوعد لك بالضربه القاضية ما الذي فعلته امس

شيشيو بقلق : لا تقوليها عرفت بما حدث البارحة

جوجو : مممممممممم لا هي تريد ان تعرف منك ولكن مهما كان السبب لن ترحمك وأنا أككد على هذا



شيشيو بتحايل : عزيزتي أنتِ تعرفين أنا لا أفعل اي شئ بلا سبب مقنع لكنها لا تقتنع مني
ما رأيك أنتِ ستسمع لك

جوجو وهي تصطنع التفكير : مممممم ما المقابل الذي تعطني إياه


رمق شيشيو جوجو بنظره اسكتتها

جوجو : حسنا أيها المخادع لكن ستقول لي السبب الحقيقي

سار شيشيو تاركا جوجو في حيرتها وقال : أيتها المتطفلة أنها شؤون خاصة لكنني أثق بك


تابع شيشيو مسيره الى الفصل وإذ بصوت المراقب يوقفه كالعادة : شيشيو أين كنت اعترف

شيشيو بإدب وهو ينحني للمراقب: في الباث رووم يا سيدي في الباث روم

إنزعج الماقب من لهجة شييشيو فقال صارخا : اذهب الى الفصل يا أحمق


التفت المراقب الى الضجة والصخب الذي يحدثه الطلاب في الباحة

المراقب بصرامة : شيشيو أليس هؤلاء زملاء فصلك

شيشيو و بدون أن ينظر لهم حتى : نعم نعم يا أستاذ أنهم كذلك

المراقب : ما المادة التي عليكم الان أنا لا أرى حتى معلم الرياضة

شيشيو بخبث : سيدي الأستاذ يحلم في الفصل فقرر الزملاء تركه مع الأحلام واستنشاق الهواء
فكما تعلم أشعة الشمس مفيدة بمثل هذا الوقت بالذات

أسرع المراقب الى الخاارج تاركا شيشيو يضحك على سذاجة أساتذه هذه
المدرسة



عاد الطلاب أدراجهم ومرت الحصة الأولى بسلام بعد أن تلقي جميع الطلاب ومع أستاذهم التوبيخ اللأئق بهم






في مكان أخر بعيد عن المدرسة وعن الأجواء الصاخبة هذه

- يا عم أعطني زينة للتعليق وبعض الألعاب النارية
العم : تفضل يا بني ولكن كن حذرا فالمفرقعات خطرة

الفتى : لا عليك فأنا لست صغيرا ويعتمد علي

خرج الفتى من الدكان وعلامات الفرحة تعلو وجهه

مر بمحل الحلويات ووقف ينظر من خلف الزجاج على الحلوة بإشكالها الشهية

وسرعانما تغيرت ملامح الأبتسامة الى حزن عندما رأى تلك الأسعار المرفقة بجانب كل قطعة حلو

سرح بخياله وأخذ يحدق بالحلوى الا أن سمع ذلك الصوت الذي يعرفه جيدا


- عزيزي لا هذه رخيصة جدا أريد واحدة أغلى وأجمل
- معك حق يجب أن نعوضها عن كل شئ فقدته
- كم أنت رائع ولطيف لولا دعمك لي لما أستطعت أن اتخذ هذا القرار الصعب

تراجع للخلف وكأن كل أحلامه تتحطم أمام عينيه : مهما فعلت فلن أستطيع أعطائها شئ أنا أنا ضعيف لا أستطيع

ركض و ركض حتى هو لا يعرف أين يذهب المهم أن يركض يريد أن يكون ما رأه كابوس
فهو تعب وعمل بجد ولكن ما الجدوى من كل هذا فهو مهما حاول لن يستطيع الوصول لما أراده حقا

......

أصوات في كل مكان من كل إتجاه تعالت الكل يمرح ويضحك نعم أنها اخر فسحة سيقضونها في هذه المدرسة ولهذا الفصل


شيشيو : أتمنى من كل قلبي جوجو أنك نجحتي في أقناعها لا أريد وجع الرأس

جناح بصوت عالٍ : شيشيو اخرج من خلف الشجرة عيب عليك هذا التصرف


وكأن كهرباء نفضت جسده فزع شيشيو وظهر من خلف الشجرة

جوجو بإستغراب : آوووه لا تقولي حاسة سادسة كيف عرفتي أنه مختبئ


جناح بنزق : لأنه مزعج ويتمتم بصوت عالٍ بالأضافة أنك خرقاء ولا تركزين بما حولك

جوجو وهي تقلدها : ولأنك ذكية وعبقرية لهذا عرفتي

شيشيو أحس بتوتر الجو : فتيات يا فتيات هدئن من روعكن رجائا من أجلي

نظرت كل من جوجو وجناح له بنظره مرعبا وقالتا بصوت واحد وحاد : ومن تكون أنت وباي صفة تتحدث
- يا حبيبي اتفقتا علي أنا لا شئ مع السلامة لقد أخطات أصلا بالمجيئ الى هنا


أنفجرت كل من جوجو وجناح ضاحكتين على منظره وهو يجري خوفا منهما


جوجو : أحسنتِ الدور يا فتاة

جناح : طبعا يا عزيزتي وأيضا شيشيو بالذات أتصرف معه بهذا الأسلوب بكل الأحوال والظروف

جناح : ممممم إتصلت أمي وقالت أنه يجب علي والأخرق الأنتظار عند بوابة المدرسة بعد إنتهاء الدوام

جوجو بإستغراب : لماذا ما الذي تريده

جناح : لا اعرف السبب ؟؟؟ .......... أخبرني كيف أستعدادك للإمتحانات

جوجو بتأفف : لا تذكرني أبدا اليوم سأقضيه راحة وغدا سأبدأ للاسف ما باليد حيلة


جناح : لست قلقة على نفسي أبدا فأنا ادرس أول بأول ولكن الأحمق من يجب القلق عليه


جوجو بثقة : صحيح أنني مهملة ولكن أعرف كيف استغل هذا الأسبوع أما شيشيو يحتاج الى شد إذن حتى يفكر بهذا الموضوع من الأساس

جناح : هههههههههههههههه ومن سيقدر على هذا

وقفتت جوجو من على العشب وضربت كتف جناح بخفة قائلا : ومن غيرك أيتها الفتاة

جناح بغضب : هي أعرف لما تلمحين جوجو اصمتي والا

لم تدعها جوجو تكمل جملتها وإذ هي مسرعة : سأذهب واختبئ بالقرب من شيشيو ههههههههههههه

بقت جناح تفكر بكلام جوجو وما الذي يمكنها فعله لمساعدة شيشيو فرغم كل حماقاته الا انها تحب أن تراه ناجحا في دراسته متخطيا كل الصعاب ............


......


شمس تسطع ...... عين تدمع .... وفتا يتعب .... بنت تلعب


- شيشيو لا تتذاكا بإشعارك المزعجة أرجوك اصمت
جناح : بصراحة يا أنسة إنجل أول مرة اتفق مع شيشيو أمعقول أتريدين أن نتنزه في هذا الجو الحار

إنجل : احم احم اصمتا اليوم أخر يوم وبعدها ستدفنان في مقبرة الكتب

لهذا يجب أن استغلكما

شيشيو : ولكن ليس في هذا الحر حتى أننا لم نبدل ملابسنا

إنجل وهي تلتفت له : ومن قال لك يا ذكي ستبقى بالشمس هيا الى المطعم نحن الثلاثة أعرف أنكما لم تاكلا شئ

جناح : خططتي وأمي لكل هذا ونحن الضحية

إنجل : ضحية ماذا يا روح أمك من المفترض أن تشكروني ستأكلين في مطعم



دخل الثلاثة الى أول مطعم صادفوه في طريقهم

كانت الأجواء توحي بالهدوء والأطمئنان حيث الموسيقى الكلاسيكية الهادئة

وطاولات دائرية الشكل مغطى بإغطية ذات اللوان جميلة تبعث على الراحة

وكانت ممتلئة بإشهى أنواع الطعام واللذيذه وأناس يأكلون وعلامات السرور على وجوههم

تقدم منهم النادل وحياهم بإحترام بعد أن قدم لهم قوائم الطعام الفاخرة

شيشيو : يا حبيبي يبدو أن تكلفة هذا المكان عالية

جناح بخوف : ماذا إذ لم نستطع دفع تكلفة ما سنأكله


شيشيو بتفكير : مممممم أنظري يا عزيزتي من وضعنا في هذه الورطة هي إنجل إذن هي من ستدفع وأن لم يكفي سنجعلهم يحتجزونها وتغسل الصحون ها هنا


إنجل بغضب : نعم نعم يا هذا سأكل وأهرب من هنا ولن أبالي بكما

شيشيو : حضرتك من أحضرنا الى هنا إذن عليك تحمل حماقاتك

جناح بحرج : كفا عن تصرفات الأطفال هذه أن الجميع ينظر لنا

التفت كل من شيشيو وإنجل الى الناس وأخذا بتوزيع الأبتسامات هنا وهناك


تنهد شيشيو وقال : إسمعا سنشرب العصير ونخرج من هنا ما رأيكما

لم يسمع جوابهما وإذ بالنادل مرة أخرى قادم بإتجاههم : سيدي أخترتم شئ

إنجل بصوت منخفض :قال سيدي قال وجبة طعام لا يستطيع أن يفرحنا بها أهذا هو السيد برأيك

اقترب النادل من إنجل وقال : عفوا يا أنسة لم أفهم ما االذي تفضلتي به

أدركت جناح الموقف العصب الذي وضعوا أنفسهم به فقالت مسرعة : لو سمحت ثلاث كؤوس العصير الطازج


...

والان يا أنسة بعد ما حدث بذلك المطعم أين تريدين الذهاب

إنجل : دعوني أرى أنا للان لم أزر ذلك المجمع الكبير الذي يحوي لكثير من للألعاب هيا لنذهب إليه


شيشيو : لا أصدق هذا الا تخجلين من نفسك بعد كل الذي حصل

إنجل وهي تتابع سيرها : بربك أرايت فتاة بروعتي وخجلي

شيشيو بصدمة :روعتك وخجلك أيضا إذن ما الذي أبقيته للإخرين


حاولت جناح أن تكتم ضحكتها خوفا من أن ينفجر فيها شيشيو فبرودة أعصاب إنجل تجعله يستشيط غضبا




.....


أنا قادمة أنتظر من فضلك أيها الطارق
اتجهت ناغي وفتحت الباب وإذ بجوجو تطل عليها

- مفاجأه
ناغي : آااه عزيزتي جوجو أهلا بك تفضلي

دخلت جوجو البيت وهي تنظر من حولها : ولكن أين الجميع لما هذا الهدوء

ناغي : ههههههههههه أرايتي لقد خرجوا وتركوني أعد الحلوى وأطعمة لذيذة

جوجو بحماس : إذن أنا ساساعدك كم أحب القيام بمثل هذا العمل

ناغي بإبتسامة: لكن بشرط أن تبقي معنا على العشاء

جوجو ردت لها الإبتسامة : وأنا موافقة بكل تأكيد










كانت الشمس تعكس أشعتها على زجاج ذلك المجمع مما يعطي للمكان رونق خاصا ويزيد من جمال الشمس بخيوطها الذهبية


جناح : واووو أول مرة آتي الى هنا

شيشيو : إذن ما رأيكما أن ندخل

جناح : شيشيو لا أريد أن يواجهنا موقف محرج أخر أرجوك أضبط أعصابك

شيشيو :ماذا ماذا الان أنا أصبحت المتسبب بالمشاكل وإنجل هي البريئة المسكينة

جناح وهي تلتفت : على ذكر إنجل أين ذهبت هذه الفتاة

بدأ شيشيو و جناج بالألفات في كل الأتجاهات باحثين عن إنجل

جناح بقلة صبر : أنها هناك في الزاوية

شيشيو بصراخ : إنجل تعالي الى هنا والا ستعاقبيين


إنجل : آااه لقد أخفت القطة الصغيرة سأذهب ورائها ودخلت مسرعة في الرواق الضيق

جرى شيشيو وجناح لاحقيين بإنجل التي أبتعدت عنهما قليلا


شيشيو: إنجل هذا الزقاق مظلم تعالي والا ستعرضين نفسك للخطر

جناح وبدأت تسعل من ضيق المكان والغبار العالق في الجدار


وصل شيشيو الى إنجل فإمسكها من يدها قبل أن تتتابع تقدمها وصرخ

الآ ترين أن هذا المكان مظلم ولا نهاية له كما يبدو أفقدي عقلك


إنجل : بصراخك هذا جعلت القطة تهرب من ........

وضع شيشيو يده على فم إنجل وهمس : اصمتي أتسمعين هذا الصوت

أخذت إنجل تحرك عينيها بكل إتجاه وبدأ الخوف يسيطر عليها
اقتربت من شيشيو أكثر و قالت : وكأن أحدهم يبكي في نهاية الرواق

شيشيو وهو يبلع ريقه : اخرجي وجناح من هنا وأنا سأتحقق الأمر وألحق بكما


إنجل : ولكن هذا خطر

شيشيو بحده : هي قبل أن تصل جناح ويزيد الأمر تعقيد أن لم آتي خلال خمس دقائق فاطلبوا المساعدة


تقدم شيشيو وهو يحاول بأن يشجع نفسه بأن هذا لا شئ سوى صوت القطة


وكلما تعمق أكثر زاد الظلام أكثر



أحس بإن قدمه قد ارتطمت بشئ لين نوعا ما جلس على الأرض يتحسس ما عسى يكون هذا الشئ

وإذ ينطلق صوت صراخ من تلك الزاوية التي كان قريبا منها

تراجع شيشيو للخلف بضع خطوات وحاول التدقيق عله يرى بوضوح

وقال : أنتِ فتاه هيا أنا سأخرجك من هنا أمسك يدي


مد شيشيو يده للفتاة التي ركضت بحضنه خائفة مذعورة

احتضنها شيشيو بين ذراعيه وأخذ يجري مسرعا من هذا الزقاق المرعب




ما أن وصل الى بر الأمان حتى تنفس الصعداء

تقدمت إنجل وجناح مسرعتان بإتجاه شيشيو الذي كان يجلس على ركبتيه ودقاق قلبه تكاد أن تخرج من مكانها

جناح بقلق : شيشيو هل أنت بخير

إنجل : عااااااااااااااااااااا أنا أسفة أنا السبب أرجوك سامحني


شيشيو بعد أن أخذ نفس عميق : لا عليك الان ما حصل قد حصل



نظر الثلاثة بإتجاه ذلك الصوت الباكي حيث فتاة صغيرة وبطول إنجل تغطي وجهها بكفي يديها وتبكي بصوت يدل على الخوف


تقدمت منها إنجل وهي واضعه يدها على فمها وقالت بصوت مبحوح : لورين هذه أنتِ


ما أن سمعت الفتاه هذا الاسمها ركضت الى حضن إنجل كما الطفل الذي عثر على أمه وزاد بكائها أكثر من السابق


إنجل والدموع على خديها : لورين يا حمقاء هذه أنتِ أيتها البكائه


ضحكت لورين وهي ما تزال معانقه لإنجل وقالت بهمس : لقد أشتقت لك كثيرا



ظل كل من شيشيو وجناح متفاجأ أثر هذا اللقاء المؤثر أولا وثانية أن إنجل تبكي

وقال في دهشة : إنجل تبكي هذا مستحيل

التفتت لهما إنجل وصرخت : لقد سمعتكما أتظناني آله متحركة يا السخافة وأخذت تقلدهما : إنجل تبكي

بدأ الجميع بالضحك الا إنجل التي شعرت بقليل من الأهانة الى أن الأمر لم يهمها فيما بعد



جناح : إذن عرفينا على صديقتك

وضعت إنجل يدها على كتف لورين وقالت : ليست صديقتي وحسب أنها اختي أيضا فقد تربينا معا في نفس الميتم


جناح بإعجاب : كم هذا رائع فعلا تبدوان أختان حميمتان


التفتت إنجل للورين وقالت بحزم :أعددت الى النفايات والزواية مرة أخرى متى تكبرين هاا أخبريني

بدت ملامح الحزن على وجه لورين وقالت بهمس : أنا أنا لا أعرف لماذا أفعل كل هذا بنفسي في نهاية الأمر لا يستحقق وأيضا .......

رن هاتف شيشيو مقاطعا حديث لورين

نظر شيشيو الى شاشة الهاتف بإستغراب ورد على الاتصال : نعم حسنا إذن أبقى عندك أنا قادم فورا

أغلق الهاتف وقد بدا عليه القلق

جناح بتساءل : شيشيو من هذا أحدث لإمي شئ

حاول شيشيو أن لا يقلق الفتيات فإبتسم قائلا : لا لا شئ فقط هذا صديقي في مشكلة علي أن اذهب له


سار شيشيو مبتعدا عن الفتيات وقال بصوت عالٍ : أبقين هنا إنجل أعتمد عليك في هذا

إنجل وهي تلوح له : لا تخف شيشيو وأيضا لا تتأخر سنكون في المجمع التجاري


بقيت االفتيات ينظرن الى شيشيو حتى أختفى مع النسيم فقررن أن يذهبن وينتظرنه في باحة المجمع

.....

ما من زواية في الحديقة الا وبحث فيهاعن صديقه الذي أتى مسرعا لإجله
أوقفه فجأه ذلك اللحن الحزين الذي بالقرب من البحيرة الصغيرة في أخر تلك الحديقة الكبيرة

توجهه شيشيو حيث الصوت العذب وبعد أن جلس على المقعد هناك
نظر للسماء وبعد تنهيدة طويلة قال : ما بالك لم أعتدك ضعيفا مثل الان


- ولكن أنا حاولت وبكل الطرق أن أفعل شئ مفيد لكن جهودي بائت بالفشل

ابتسم شيشيو بسخرية وتابع : إذن ما الذي أقوله أنا يالك من فتاً ساذج تستسلم بهذه السهولة

وقف الفتى من على المقعد وقال بصوت حزين : أريد أن أعطيها العالم بين يديها لكني عاجز عاجز حتى عن توفير أتفه الاشياء لها



وقف شيشيو خلفه ووضع يده على كتفه وبعد صمت دام لثواني قليله قال : يكفي أن تعطيها قلبك يا أحمق فهذا أسمى مثال على ما تشعر به


نظر الفتى الى شيشيو وبابتسامة قال : ههههههه أنت تساعد الأخرين ولا تستطيع مساعدة نفسك أو حتى تجد من يساعدك



شيشيو : احم إذن قل لي من هي تعيسة الحظ


عاد الفتى الى المقعد وأخذ يمعن النظر للأمام وقال بهمس : رأيتها اليوم بذلك الفستان الوردي أنه جميل لكنها جعلته أجمل وتلك العينان رأيت بهما سعادة لا توصف
أتصدق يا أخي مهما قلت لك عنها فلن تصدق وستقول أنني أبالغ


شيشيو : أتفهم ما تحاول قوله ولكن لما لم تفعل لها شئ أليس اليوم عيد ميلادها وكنت لتفأجاها


الفتى : هذه المشكلة عندما رأيت كيف كانا يستعدان لإقامة حفل كبير لها وتلك الأشياء الفاخرة التي أحضراها رأيت نفسي كحشرة صغيرة مع أنني عملت شهرا كاملا في أحد المتاجر لإوفر لها ثمن هدية متواضعة

أخذت نبره الحزن تزيد وتعلو في صوته نبرة تدل على العطف الحب وأيضا الشفقة على حاله

الا أن ضحكات شيشيو أوقفت هذا الشعور لديه

فقال بحزم : لماذا تضحك وأنا اشكو لك همي


اعتذر شيشيو له وقال : لأنك للأن لا تعرف ما معنى أن تحب أحدا وما الذي تعنيه المشاعر سبيل يا عزيزي السعادة تكمن بالمشاعر الأحترام والحب وليس المال والأمور الفاخرة بالعكس أنا أرى هذه الأشياء حاجزا بين القلوب




أبدا الفتى القليل من الحماسة بعد سماعه لكلام شيشيو وقال : أخي أنظر هذه القلادة لقد اشتريتها لها ووضعت فيها صورة لنا معا

أمسك شيشيو تلك القلادة ذات الشكل الدائرية منقوش عليها بحروف صغيرة كلمة – الحلم –
أخذ ششيو يقلبها بين يديه حتى أنزلق النصف الاول من القلادة عن النصف الثاني

شيشيو بتعجب : لا سبيل لا تقل لي أن هذه لورايان

سبيل باستنكار : أنها لورين أولا ثانيا من أين تعرفها

ابتسم شيشيو في وجهه قال : عزيزي تعازي الحارة لك ستتعب كثيرا مع هذه الفتاة

سبيل : هي شيشيو أجب على سؤالي من أين تعرفها

أراد شيشيو أن يتكلم ولكن رن هاتفه من جديد وقال بإستغراب : جناح ترى أحصل لهم شئ !!

رد وبقلق قال : مرحبا جناح هل أنت بخير

لكن أحد لم يجبه أعاد السؤال بصوت أعلى جناح هل أنت خير

جناح بتلعثم : رو رو روميو أريد مساعدة منك

شيشيو بإستغراب : ما ماذا جناح أانتي بخير !!

جناح بصراخ : لقد فطر صديقها قلبها بعدم مجيئه لعيد ميلادها أبحث عنه الان
وبدأت بالبكاء قائلة : لا أريد أن تذوق ألم الفراق والبعد

وأغلقت الخط بقوة وقبل أن تسمع رده

نظر شيشيو الى سبيل وقال بصرامة : هي يا فتى كن شجاعة وفعل ما كنت ستفعله هيا الزينة معك صحيح ابدأ بتزيين المنطقة وسأتولى الباقي
لم يفهم سبيل ما الذي قصده شيشيو وحتى نسي سؤاله عن معرفته السابقة بلورين وإنصاع لإوامر شيشيو بلا جدال

عاود شيشيو الأتصال على جناح وقال : أيتها المغفلة كان يمكنك طلب المساعدة بطريقة اللطف من هذه

المهم أحضري الفتاة الى الحديقة الان ولا تسألي لماذا أغلق الخط
ووضعه هاتفه ف جيب بنطاله الخلفي وما هي الا لحظة وإذ به يرن من جديد

نزع الهاتف من الجيبة بملل وقال : كم أكرهك عندما ترن نظر للشاشة وإذ به رقم ناغي


شيشيو : أهلا أهلا عزيزتي كيف حالك

ناغي بغضب : تتركوني في البيت حبيسة وتسألني عن أخباري شكرا لك

شيشيو : آه هيا ناغي أسمحي لنا أخر يوم أتذكرين

ناغي : حسنا أيها المحتال متى ستأتون أعدتت وجوجو الفطائر والحلوى اللذيذة

أتت لشيشيو فكرة عظيمة بعد اسمع ما قالته ناغي فقال : تعالي أنتِ والخرقاء الى الحديقة ولكن لا تنسيا الحلوى والفطائر

لم ترد ناغي السؤال عن السبب وإنما أكتفت بالقول : حاضر سيدي أهناك أوامر أخرى

ششيشيو بمرح : شكرا لك ناغي أنتِ رائعة
اقفل الخط وبدأ يساعد سبيل في ترتين المكان وأعداده

إذن يا ولد عزيزتك هذه هي صديقة ملاكي وبمثابة اختها

سبيل : لم أفهم ما الذي تعنيه


شيشيو : اهتم بالعمل الان ولا كلمة والا ..........


....


سارت الفتيات الثلاث في خط مستقيم وهن يتبادلن الأحاديث فيما بينهم
وبدون كأخوات ثلاث متفقات يملئ قلبهن الفرح والسعادة

إنجل : الا يكفي أنك حصلتي على عائلة غنية ترعاكِ إذن لماذا أنتِ متمسكة بذلك الأحمق المعتوه

تجهمت لورين من كلام إنجل وقالت : لقد كنت مؤدبة ومتفوقة بدروسي لهذا فضلاني على الأخريات وأيضا أنتِ لم تكوني فلو كنتي لختاروكي أنتِ ولست انا أفضل من تسكعك وقتها

ضربت إنجل كتف لورين وقالت : مخادعة تحاولين التهرب من الأجابة


تنهدت لورين وتابعت قائلة : أنتِ تعرفين أنه لطالما ساعدني عندما كنت بالميتم وأصبحنا من أعز الأصدقاء
لكن منذ أن أنتقلت للعيش مع عائلتي الجديدة بدا لي وكأنه لا يعرفني فلم يعد يزعجني أو يكلمني كالسابق لا أعرف السبب

قاطعتها جناح قائلة : مممممممم عزيزتي لا يجب أن تقولي مثل هذا الكلام عليك أن تواجهيه بالحقيقة أساليه عن سبب تغيره المفاجئ ما سمعته منك قبل قليل يأكد أنه يهتم لإمرك كثيرا


ظلت لورين صامتة ولم تعرف حتى ما الذي يتوجب عليها قوله
كانت خطوات أقدامهن هي الوحيدة التي تسمع ولا شئ أخر حتى الشوارع خالية من المارى بعد أن غربت أشعة الشمس بخيوطها وأختبئت خلف السحاب



وصل الفتيات الى باب الحديقة العامة التي طلب منهن التوجه إليها

وقفن حائرات فهن لا يعرفن أين يذهبن ولما أتين الى هنا بالضبط وبأي مكان بالتحديد سيجدن شيشيو


وصلت رسالة الى هاتف جناح ففتحتها بسرعة وإذ بإسم المرسل شيشيو


- جوليت إذ لم يجتمع قلبينا لا ضرر من أن نجمع قلوب الأخرين
أريدك أن تعصبي عيني لورين وتأتين بها الى جانب نافورة المياة ولكن دون أن تشعر بشئ


أحست جناح بألم يعتصر قلبها من كلمات شيشيو فقد أحست ببعض القساوة في عبارته هذه لكن حاولت الا تكترث بعض الشئ لهذا حتى تُنجح مخطط شيشيو


طلبت جناح من إنجل أن تعطيها الشريطة الحمراء المربوطة على يدها
وقامت بحركة سريعة أغمضت بها عيني لورين التي لم تعد ترى سوى السواد

لورين بفزع : ماا ماذا أهذه دعابة أرجوكم أزيلوا هذا الشئ عني

أمسكت كل من إنجل وجناح بيد لورين وأصطحبتاها الى نافورة المياة


حيث كان هناك بالأنتظار كانت علامات التوتر باديه عليه لا يعرف ما الذي سيفعله أو سيقوله

وضع شيشيو يده على كتفه محاولا التقليل من توتره

وما هي الا لحظات حتى وقفت الفتيات الثلاثة أمام النافورة ومن الجهة المقبلة كان كل من شيشيو ناغي وجوجو اللتان أتيتى بالحلوى

أشار شيشيو لجناح وإنجل كي تنظمان إليهم

أحست لورين بإن الجو قد أزدات برودا وهودء في نفس الوقت فصرخت
: ألن تتوقفا عن هذه الدعابة السخيفة

وصوت عال رد عليها قائلا : كل عام وأنتِ بخير عيد ميلاد سعيد لورين

شلت حركتها هذه الأصوات الكثيرة حتى أنها نست العصبة المربوطة على عينيها وتمنعها من الرؤية أكتفت بالإلتفاف يمنى ويسرى

حتى شعرت بإن أحد يقف خلفها مباشرة ملتصق بها

همس في إذنها بكل حب : الا تودين أن أنزع هذه العصبة عن عينيك الجميلتين


التفتت لورين للصوت مباشرة أخذت تتحسس الجسد الذي يقف بلقرب منها

وضعت يدها عن فمها وقد بدت الدموع تنهمر من عينيها : لا لا أرجوك لا تنزعها لا أريد أن تنزعها وأستيقظ من هذا الحلم


- أخ لماذا قرصتني يا أحمق نزع سبيل الشريط من على عينيها
- ونظر لهما مباشرة قائلا : حتى تتأكدي أنني حقيقة ولست حلم
أحست جناح بالحرج من نظرات شيشيو إليها وكأنه يقول لها : أنظري هذا هو الحب

فإقتربت من لورين ممسكتا أيها من ذراعها وقالت : على الأقل راعي وجودنا هنا

أراد شيشيو أن يستغل الموقف فقال : جناح أنا موجود هنا إذ أحببتي وأيضا

صرخت جناح بوجهه قبل أن يكمل كلامه وقالت : أنتم جميعا حمقى وأنا الغبية لإني أتدخل فيما لا يعنيني وتركتهم ذاهبة الى المقعد المجاور
ضحك الجمع على أسلوب جناح العصبي حيث أن الأمر لم يستدعي كل هذا الغضب


اتجهوا لها حاملين الحلوى وقالب الحلوى الذي أعدته ناغي وجوجو
قامت لورين بتقطيع الحلو بعد أن أطفاءت شموع ميلادها الخامس عشر

كانت ضحكاتهم تعلو في وسط هذه الحديقة الكبيرة والفرحة قد بدت على وجوه الجميع لم يكن ينغص عليهم شئ
...

هدوء هدوء من فضلكم وأعطوني إذانكم رجاءا

التفت الجميع الى جوجو التي وقفت بإستقامة وعينيها متوجهه الى جناح وقالت

حسنا أعزائي لدي خبر مفرح للبعض أنتم تعرفون أن الأمتحانات على الأبواب ويجب أن ندرس جيدا حتى نحصل على المعدلات العالية

تجهم وجه شيشيو ووضع يده خلف رأسه وقال بضجر : ومن يهتم بهذه الأمور حتى .. يا الملل لقد خيبتي ظني جوجو أنتِ تتحدثين عن الدراسة

لقد خنتنا

إبتسمت جوجو له وتابعت : يا أحمق اسمع ما سأقوله أولا وبعدها سترى ....
وبما أن الجميع يعرف أن شيشيو كسول في دراسته ولا يهتم بها أبدا لهذا وحرصا على مستقبله
ستقوم جناح وخلال هذا الأسبوع بمساعدته على الدراسة

ناغي بفرح : آاااه كم هذا رائع أنا فخورة بكم يا أولاد

ضرب سبيل كتف شيشيو الذي كان بالقرب منه وقال : روميو ستدرس مع الحسناء كم أنت محظوظ
لكن شيشيو أبدا لم يسمعه فقد دخل في حوار مع نفسه وبدت التسائلات من حوله
كيف ولماذا هل أنا أعني لها الكثير

أخذت جناح جوجو جانبا وقالت لها بغضب : هي جوجو من قال لك أن تقرري عني هذا الأمر من قال أنني أريد أن أساعده حتى

جوجو بعدم أهتمام : مممممممم ألم تقولي أن شيشيو سيتفوق لو إهتم قليلا بدروسه
ورأيت أنك أنت من ستساعديه على التفوق لا تحبيه هذه مشكلتك لكن لا تكوني أنانية في هذا حتى

تركتها وذهبت لتنظم الى المجموعه ...........

أما جناح وقفت للحظات بينها وبين نفسها وبعد أن أخرجت تنهيده طويلة قالت : إذ كنت لا أحبه إذن ما الشعور الذي ينتابني كلما رأيته
أيضا أما حان لي لإنسى الماضي وأبدا من جديد

وجدت أنه لا فائدة من البقاء هكذا ومحادثه نفسها فإنظمت للمجموعة هي الأخرى

أمضوا أجمل الأوقات وخاصة مع الأستماع الى صوت لورين العذب وهي تغني لهم


صفقت إنجل بحرارة وأخذت تصفر بإعلى ما يمكن وقالت : آوووووي يا فتاة أنتِ موهوبة من أين لك كل هذا

تدخل سبيل وقال : إبتعدي عنها فأنتِ وجه نحس على كل من يراكِ وأيضا عزيزتي هي موهوبة في كل شئ وليس الغناء وحسب
حتى أنها موهوبة في سرقه القلوب ونظر الى لورين وغمز لها وتابع أليس كذالك يا جميلتي

قامت لورين من على مقعدها وشدت سبيل من إذنه وقالت بغضب : أيها الأحمق الغبي كم من مرة علي أن أقول لك أن تحفظ لسانك بعيد عني

أفلت سبيل من بين ذراعي لورين بصعوبة وأخذ يركض في كل أرجاء الحديقة وهي تتبعه

ونهضت إنجل هي وجوجو لتنتقمان منه



اقتربت جناح من شيشيو الجالس على المقعد وقالت بهمس : أريد أن تعاونني لتنجح هذه السنة فهي سنة الأخيرة التي سنكون بها معا

أما شيشيو الذي لم ينظر لها حتى قال : لا تقولي الأخيرة فأنا أكره هذه الكلمة ولن يكون هناك مرة أخيرة لنكون بها معا بل دائما سنكون معا

ابتسم إبتسامه ساحرة ونهض مناديا على الأولاد بإن يستعدوا للذهاب الى البيت

توجه الجميع الى البيت متعبين لكنهم فرحين بهذا اليوم السعيد

فلورين عرفت مقدار حب سبيل لها على الرغم من العقوبات التي تقف في وجهه كونه فقير وكيف أنه عمل في احد المتاجر ليسعدها في عيد ميلادها
بالأضافة الى سعادتها بلقاء إنجل بعد هذه المدة الطويلة من الغياب ومعرفتها بإصدقاء جدد


أما سبيل الذي استلقى على سريره وهو يتأمل السقف

شيشيو يا لك من فتى أنت تتألم ولكنها لا تشعر بك صمت عم أرجاء غرفته الصغيرة وأخذ يتذكر ما حدث قبل أن يأتي الجميع الى الحديقة

سبيل : هي أاصلحت لي المسجلة
شيشيو بإبتسامة : نعم أصلحتها لكني أريد أن أحتفظ بمسجلتك تلك
سبيل بإستغراب : أنها مسجلة غبية وقديمة ما الذي تريدها به

شيشيو وبنفس الأبتسامة : ولكن فيها تذكار لن أحصل على مثله بحياتي وأنا أصلحها قمت بالضغط على زر التسجيل وقامت الآله بتسجيل صوت جناح

سبيل بحيرة من أمره : أنت تسمع صوتها كل يوم ما الذي ستحققه بهذا أنت غريب الأطوار حقا لكن كما تشاء فالمسجلة لا شئ أمام ما قدمته لي

نظر شيشيو لسبيل وقال : أنت لن تعرف ما أشعر به ولا أحد أيضا سيستطيع فهم مشاعري حتى هي

كان التسجيل الذي قصده شيشيو وهو أعترف له في الحديقة العامة لم يكن أعتراف بالحب بل كان أعظم من هذا بالنسبة لشيشيو فإعترافها بأنها مخطئة بحقه ولا تريد خسارته تعني له الكثير والكثير





كانت الأيام تسابق بعضها البعض فتشرق شمس الصباح نهار ويضيئ القمر عتمة الليل وما زال شيشيو وجناح يدرسان فقد حافظت جناح على وعدها وأخذت تعطي شيشيو كل ما لديها ليجعله ينجح
أما شيشيو الذي لم يتوقع منه أحد هذا درس بجد وإجتهاد حتى أن إنجل وناغي كل يوم تلتقتا له الصور بكاميرا الهاتف المحمول حتى تسخران منه بعد انتهاء هذه الأزمة الدراسية
فقد أراد شيشيو أن يثبت لجناح أنه سيكون بخير وهو معها دائما وأبداا

وأيضا لم ينفك شيشيو مع هذا الأجتهاد عن النظر الى جناح فقد كانت نظراته تحمل الكثير من معاني الحب والحب والشوق حتى وهي بالقرب منه

بينما جناح كانت تتهرب من هذه النظرات القاتلة وذلك بإعطائه المزيد والمزيد من الأسئلة الصعبة ليحلها وينساها ولو قليلا ...........


إنجل كانت تقضي الوقت بزيارات متبادلة بينها وبين لورين
ولا تنفك عن إزعاج سبيل الذي قد بدأ بالعمل في أحد المجمعات الكبيرة
ولا يتوقف ليل نهار
حتى أنه لم يستمع لنصائح لورين بشأن راحته
فقد كان يقول لها : أنا لم أستطع أن ادرس وهذا بسسبب الظروف الحاضرة لكن سأعمل لتحقيق شئ في المستقبل كانت هذه العبارة هي التي تحفزه على العمل الدؤوب




أتى اليوم المنتظر أخيرا الثاني عشر من ديسمبر حفل التخرج بعد أن أدى كل الطلاب ما عليهم من امتحانات وأزالاو عبئ هذه السنة الدراسية
التي جمعتهم وسيبدأ كل منهم الان برسم المستقبل المشرق الذي كان يحلم به دائما
دقت ساعة المدرسة لتعلن عن دخول السادسة مساءا ليتوافد الطلاب من بوابتها الكبيرة
الى تلك الساحة التي لطالما جمعتهم في الفرح والحزن
تقدمت الفتيان وفتيات الثانوية الذين سيتخرجون والذي إلقي على عاتقهم كما هي عادة المدرسة أقامة حفل اختتامي
يحكون بها عن تجاربهم يوزعون الشهادات ويتمنون للصفوف المقبلة حظا موفقا
وقفت عريفة الحفل في وسط تلك الساحة على يمينها الطالبات اللواتي كن متألقات بتك الفساتين الرسمية ذات لون أبيض ترسم معالم أناقة وجمال جسد كل واحده منهن
وعلى يسارها كان الفتيان ذوي البدل السوداء وربطات العنق الحمراء التي زينت عنق كل منهم ..
الموسيقى كسرت حاجز الصمت بدأ طلاب الثانوية مع الموسيقى
يرددون الأغنية التي تدروبوا عليها طول هذا االفصل ملامح الفرح كانت بادية على وجوههم أما الأهالي كانوا جالسين على الطاولات التي زينت بإحترافية وسط هذه الساحة وأمام أعين أبنائهم كانوا يهتفون ويتمنون لهم السعادة والتوفيق


انتهت الموسيقى أمسك الطلاب أيديهم بإيدي بعض وانحنوا بإستقامة للجمهور الذي زادت هتافاته

توجه بعدها كل منهم الى مقعده المخصص له وعادت عريفة الحفل الى المنصة

وبعد أن إلقت عليهم السلام والتحية شكرت المدرسة وكادر التدريس على هذه الجهود التي بذلوها معهم
مهما كانت الأيام التي قضوها ستكون في النهاية ذكرى فكان يجب أن يقدموا شئ مميز حتى تتذكرهم المدرسة تلك المدرسة التي أحتضنتهم بين ذراعيها اثنا عشر عاما كان خطابها حماسي يخاطب القلوب قبل أن يصل الى مسامع الأذن
البعض بكى والأخر أخذ يبتسم على ما تقوله وشريط كل منهم يمر أمام عينه بسرعة .

هيا أيها الجمهور الكريم تفضل والى المائدة فهي بإنتظاركم

قالت عريفة الحفل هذا بعد أن صفقت بيدها لتيقظهم من ذكرياتهم مشيرا الى تلك الزاوية التي أنارت بطريقة مفأجأة كانت مائدة طويلة جدا ذات غطاء أبيض وعلى أطرافها خط أحمر عريض قد أتحلها بطريقة جميلة وعليها أشهى الأطباق وأغربها

- هي لم أكن أعرف أنه تقام موائد مفتوحة في إحتفالات التخرج
همس الأخر لو كننت أعلم لاصطحبت أولادي أيضا
- أستاذ أعطني عنوانك وسأجلب لك الأولاد فورا استدار الأثنان الى مصدر الصوت
- شيشيو أيها الوقح إتتسمع علينا
حاول شيشي كبت ضحكته قائلا : لا لا أستاذ كنت مارا من هنا

أستاذ ماثيو أتعرف المدرسة كانت بخيلة فمن أين يأتي لكادرها الكرم ليقيم كل هذه المأدوبة الشهية طبعا نحن الطلاب من اقترح هذه الفكرة وعمل عليها

دهشا مما سمعاه فهذه أول مرة في تاريخ المدرسة يفكر متخرجوها بهذه الطريقة الملفتة للإهتماام
- أيها الأوغاد اقسم أني سأفتقدكم
- طبعا طبعا يا أستاذ أنت لو عششت مدرسا عشرون سنة أخرى لن تجد مثلنا بتاتا وخاصة أنا ..
لم ينتظر شيشيو تعليق أستاذه لإنه يعرف الرد مسبقا فتركه هاربا الى مائدة الطعام


- وااه وااه أن الطعام لذيذ يا اللهي ما هذا ما اسم هذا الطبق الشهي
- إنجل اقسم أني سأقتص منك يكفي من يراكِ يقل أنك مشردة لم تتذوقي طعاما قط
نظرت إنجل وفمها ممتلئ بالطعام الى محدثتها ورفعت كلتا يديها التي كانت ممسكتان بإسياخ اللحم وقالت : هي ناغي لما لا تتطهين لنا مثل هذا

أخذت ناغي تنظر يمنى ويسسرى توزع إبتسامات بلهاء هنا وهناك للذين ينظرون لها ولإنجل بتسأل
وخفت وجهه بيديها وذهبت بعيدا عن إنجل حتى لا تسبب لها المزيد من الأحراجات


لم تكن إنجل هي الوحيدة على هذه الحال فقط كان هناك الكثير من الطلاب والأطفال الذين شاركوها هذه التصرفات التي أحرجت ذويهم

مع هذا لم يخلو الأمر من اللعب والضحكات التي ارتسمت على الوجوه


في جهة أخرى بعيد عن هذا الأزعاج والأجواء الصاخبة جلست تلك الفتاة ذات الشعر الكستنائي على أحد الطاولات المستديرة لكنها موجودة وليست موجودة فعقلها كان شاردة بعيدا عن هذا المكان

عادت للواقع وهي ترى يدا تلووح أمامها بسرعة

- هي جوجو انتهيتي من إزعاج الجميع ولم يتبقى غيري
حركت جوجو الكرسي بطريقة صبيانية وجلست عليه وقد وضعت رجل فوق أخرى وهي تلعب في وشاح فستانها قالت : إذن أيتها الحالمة ألن تعجبك الحفلة

اقسم كنتي رائعة وأنتِ تتحدثين بتلك الطريقة

وقفت وقد قبضت يدها مقربتا أياها من فهما وقالت :أنتم يا من رافقتمونا ونهلنا منهم العلم شكرا لكم شكرا لكم أنتم يا من أنار لنا الطريق ورسم المستقبل الأمل أمامنا

مشت تلك الحسناء حتى دون أن تعلق على كلام جوجو
- جوليت يا لك من خرقاء ما بالك
- صرخت جوجو وقت وقفت أمام جناح بعد أن استوقفتها
- أرجوكِ اتركيني
- رفعت جوجو ذقن جناح بيدها ونظرت لعينها قائلا بإستغراب
تبكين جناح ما بالك تبكين

مسحت جناح عينيها بكف يدها وقالت بإبتسامة باهتة : لا لا لاشئ فقط سأشتاق لهذه المدرسة والان دعني أمر ارجوكِ

لم تقتنع جوجو بكلامها لكن ما كان بيدها حل أخر فالوقت غير مناسب ولا المكان


بعد الأنتهاء من تناول الطعام عاد كل واحد الى مقعده وقد عم الهدووء والنظام من جديد لتبدأ مراسم أخرى من مراسم هذا الأحتفال
وكلن حسب ما هو مجدول في قائمة الحفلة التي نظمها الطلاب وتعب على تنفيذها بدقة ونظام


سُلطت الأضواء مرة أخرى وسط الساحة وقف طلاب الثانوية وقد أغلق كل فتى منهم الزر الذي يتوسط بدلته الرسمية وتقدم نحو الضوء بعدها أخذ كل واحد مكانه المناسب وقفت التفيات بكبرياء وهن يمسكن أطراف الشالات التي غطت كتوهفن العارية واتجهن بإتجاه الفتيان كل واحدة قد أخذت مكانها المناسب بقرب فتى من الفتيان بدأت الموسيقى الكلاسيكية بالعلو
وبدأ كل ثنائي بالرقص بحركات منتاسقة منتظمة مع الأيقاع
- أتعرفين أن فستانك أجمل من فساتين الأخريات
- ها أحمق أننا نرتدي فساتين موحدة اللون والشكل كيف هذا
- عزيزتي الا تسمعين بالمثال قائل القالب غالب
نظرت جناح بإستياء الى وجه شيشيو الذي كان قريبا منها صمتت قليلا وقالت
أن لم تصمت سأختار شريكا أخر
شد شيشيو على خصرها بذراعه حتى أصبحت قريبا منه أكثر وشبك يده بيدها الأخرى التي كانت بالهواء معلقة .

- لن يحدث هذا أبدا
بقيت صامتة وتتابعه بحركات مع الموسيقة لم تشئ أن تتكلم حتى لا تنفجر بوجهه أمام كل هذا الحضور

صحيح أنها تتابع الرقص مع الأيقاع الموسيقي الى أن عقلها كان بمكان أخر
- لماذا لماذا يدق قلبي بهذه الطريقة يا لك من أحمق شيشيو أنا أكرهكك
ماذا ما الذي تقولينه لم أسمع جيدا استيقظت جناح على صوت شيشيو
رفع أحد حاجبيه قائلا : لا شئ فقط انتهت الموسيقى وأنتِ ما زلتي ممسكة بيدي
انظري الحاضروين ينظرون لك
انتبهت لوضعيتها وأبتعدت للخلف بحركة سريعة متمتمة بينها وبين نفسها : بدأتي تتمردين علي أيتها المشاعر اللعينة تباا

أمسك شيشيو يد جناح ومشيا خلف الطلاب نازلين من المنصة أمام نظرات الجمهور التي كانت تنظر لهذه الثنائيات تقدم الفتيان وكل واحد ممسك يد شريكته مجلسا أياها على مقعدها انحنى جميعهم بحركة متؤائمة واضعين أحد يدهم على صدورهم وبالأخرى كانت وردة ذات لون أحمر قان وضعت أمام فتياتهن

ارتسمت علامات أحراج تعجب و فرح على وجهه الفتيات فلم يكن هذا ضمن مخطط الأحتفال كل واحدة التتقطت الوردة الحمراء من شريكها لم تتكلم الأفواه أنما القلوب



لم يكن هناك داعٍ لأي كلمة تقال فهم زملاء أصدقاء وأيضا اخوه تشاركوا كل تلك الأعوام مع بعضهم البعض فكان من الضروري رسم هذه الذكرى الجميلة فيما بينهم



وقف الطلاب متجهين الى مقاعدهم بعد أن ثبت كل منهم وردته في شعر أميرته الجميلة أمسكت جناح بيد شيشيو قبل أن يذهب وهمست بسرعة

بعد انتهاء الحفل أريد أن أراك في صفنا

هز رأسه عائدا الى مقعده لكن قلبه وعقله بقيا معها
- ما الذي تريده لماذا ترى هل سستتغير حياتي .. أيضا هل ستقبل بي

وجد أن لا فائدة من التفكير الان بل سيعرف كل شئ بعد انتهاء الحفل


استمرت الفعاليات واحدة تل والأخرى استمتع الجميع وكل شئ بطريقة نظامية حتى أن بعض الأساتذة دمعت أعينهم على فرحا وحزنا بتخريج هذه الدفعة فقد كان أشقى دفعة وأكثرها أزعاجا ومع ذلك حان دورهم ليودعوا هذا الصرح فلا يبقى شئ على حاله وها هي الأيام تمضي .

- هل لي أن أحدثك قليلا
التفتت لمصدر الصوت واذ به شيشيو يقف واضعا يده على ذقنه وينظر لها ببلاهة

اقترتبت جوجو من شيشيو بعد أن اعتذرت مم الذي كانت تحدثه

وضعت يدها على جبهته مقربه رأسها من رأسه : هي أنت مريض أليسس كذلك
ابتسم شيشيو بخفة : لا لماذا تقولين هذا يا بلهاء

جوجو : ممممم لا شئ فقط لم أدري من أين أتيت بهذا الهدوء والأدب أيضا

وأردفت قائلة إذن ما هي المصلحة تريد أن أجمعك بها

ضرب كتفهتا بخفة : أنتِ الوحيدة من يفهمني ولا أحد سواك

أمتلئت عينيها بالدموع وقالت بعد محاولة أخفائها لدموعها المتمردة : بالطبع فأنا جوجو الرائعة لا أحد بروعتي

تنهد شيشيو وبعد برهة من الزمن قال : أريد أن تصحبي الجميع الى المنزل بعد هذا الحفل فأريد أن ابقى معها لوحدنا

أخذت جوجو ترفع حاجبيها بسرعة كبيرة وقالت : أيها الروميو هذا اليوم المنتظر إذن ستعترف مجددا

وضع يده في جيبه ملتفت للجهة الأخرى وسار قائلا : تمني لي الحظ فقط

بقيت جوجو واقفة تنظر إليه وهو يختفي أمامها بين الحضور شدت على قبضة يدها : اتمنى الا يكون حظك كما حظي وهمست اتمنى هذا




سار بخطوات بطيئة عبر ذلك الممر الطويل وهو يتحسس الجدار بأنامله الطويلة
- حقا سأشتاق الى هذه المكان ها لي فيها ذكريات لن تنسى أخذ يدندن بهمس بينه وبين نفسه بكلمات أغنية ما
أحس ولإول مرة بأن الطريق قد طالت لما لا ينتهي هذا الممر
هيا أسرع أخد يحث نفسه على مواصلة الطريق ليصل

وأخيرا وقف أمام اللوحة التي تشير الى ثالث (a) أنه الصف الذي درس فيه أنه الصف الذي سيحوي نهايته كما حوى بدايته
شعر برعشة تغزو جسده الا أنه نفض الشعور وضع يده على مقبض الباب فاتحا أياه ....

......

أين شيشيو وجناح لما لا أراهما
ابتسمت جوجو بحماقة وقالت : ههه هيا ناغي سنذهب للبيت وهما سيتبعاننا

نظرت ناغي بشك لها وكأنها تقول تسترين عليهما
لكن لم ترد إحباط يومهما هذا فقالت بحمااس : هيا يا أولاد لنركب سيارة جوجو



أخذ يتحسس الجدار باحثا عن قابس الكهربا ليضيئ قاعة الصف
- وأخيرا عثرت عليه رفع المكبس وأضاءت القاعة
تفاجئ بتلك الجالسة في أخر الصف على أحد المقاعد
كانت جالسة موجهة نظرها الى النافذة الزجاجية حركت عينيها تعبيرا عن إستيائها من الأضواء التي هاجمت عيناها


تقدم بخطوات سريعة متخطيا كل المقاعد والأدراج التي أمامه

أمسك بها من مقبض يدها وهي ما زالت على نفس وضعيتها

- جناح ما بالك أرجوكِ ردي علي
نظرت له نظرة خاطفة بعدها طئطئت رأسها قائلة : شيشيو أتيت

رد عليها بسرعة قائلا : طبعا سأتي إذ طلبتني أوعندك شك في هذا


حررت قبضتها من قبضته بصعوبة ووقفت معطيطا أياه ظهرها وبعد تنهيدة طويلة قالت : الى متى ... الى متى سنبقى على هذا الوضع

وقف مستنكرا وأردف : أنتِ .. أنتِ السبب في هذا ما الذي تريدينه

سأفعل أي شئ لتكوني سعيدة


التفت له وقد أحتلت البرودة وللامبالة ملامح وجهها وقالت : أي شئ ستفعله

ازدرء لعابه من منظرها هذا فهو لم يرى هذه الملامح منذ زمن مر أمامه
حادث ذلك اليوم المشؤوم والذي رأى بها هذه الملامح

امسك يدها برفق وقال وهو ينظر بعينيها : أي شئ فقط اطلبي
.........



أريد أن افهم لماذا لم يأتي الأحمقان معنا ناغي هذا ليس عدل أريد أن اذهب معهما

صرخت بها جوجو قائلة : هي أيتها الصغيرة اجلسي وأياكِ التفوه بحرف واحد

جلست بعشوائية على المقعد وكتفت يديها قائله : جوجو لا تأمرني حتى وأن كنا في سيارتك

اقتربت لورين منها هامسة : هي إنجل اصمتي والا ستقض عليك أظن أن مزاجها سيئ جدا

نظرت إنجل لجوجو التي لم تكن سوى جسد بلا روح معهم فقد بدا الشرود على ملامح وجهه

فقالت : إذن أصبحت المزعجة الوحيدة هنا
ضحكت لورين على إنجل قائلة : لستي الوحيدة المزعجة انظري لسبيل أنه ينام على كتف ناغي ويتحرك بعشوائية

إنجل : هذا الأحمق لا أدري ما فائدته اصلا

ضربتها لورين بخفة : هي احترمني على الأقل لا تتحدثني عن فارسي هكذا

نظرت لها إنجل بإشمئزاز وهي تقلدها : لا تتحدثثي عن فارسي .. ها اقسم أنكِ غبية جدا



.........



- اتركني أرجوك شيشيو
ابتسم إبتسامة باهتة تاركا يدها : هذا الذي أردته .... وها أنا اتركك و الان ماذا

قاطعته بهمس : لا لم ـقصد هذا

وقف بإعتدال أمامها رفع بأنامله ذقنها الى أعلى قائلا : لم أفهم ما الذي قلته

وضعت يدها على يده منزلة أياها نظرت بحده الى عينها : اتركني بحالي لا أريد رأيتك افهمت ما الذي أقصده

الصدمة شلت لسانه وقدماه أيضا لم تعد قادرتان على حمله جلس على ركبتيه مهدود بقلب مكسور
لماذا . .. بدأت الافكار تتخبط داخل رأسه لكن كلها أسئلة أسئلة لا أجابات لها على الأقل عنده

سارت متخطة أياه الا أن يده تحركت لا أراديا ممسكة بيدها : أخبرني أنه مقلب دعابة صنعتيها وجوجو لتنتقمان مني


حررت يدها بصعوبة تركته حتى دون أية رده فعل

خرجت مسرعا من القاعة وقد ضربت ساقها بأحد المقاعد
أمسكت ساقها المتألة وتابعت سيرها وقفت خلف الباب بعد أن أغلقته لم تستطع الحركة جثت على ركبتها هي الأخرى مسندة ظهرها الى الباب
ضربت بكل قوتها على الأرض : لماذا لماذا فعلتي هذا
شهقاتها كانت تعلو وتعلو مما جعل شيشيو
يقف على قدميه حاملا جسده بتثاقل أخذ يمشي رويدا رويدا

...........

جمعت أكبر قدر ممكن من الهواء المحيط حولها وأخدت تتنفس بصعوبة

- يا لك من قلب يا لك من قلب شدت قبضته يدها موضع قلبها علها تخف من دقاته
أطلقت صرخة باكية : يجب أن انسى المفروض أنني نسيت هذه المشاعر

مسحت دموعها بعنف محدثة نفسها : جناح أنتِ قررتي قررتي نسيانه
لماذا الان لماذا تشعرين بالشوق له هذه خيانة لا يجوز ضربت المقعد بقبضتها

شيشيو اخرج من قلبي أرجوك أخرج لا يجب أن تعود بعد كل ذلك الجهد الذي بذلته



أما هو لم يستطع حتى الذهاب لمواساة دموعها فهو يريد من يواسيه
فرغ غضبه وكبريائه في المقاعد والأدراج أخذ يضربها بقدمه يرفعها ثم يعاود ضربها بالأرض
قلب الصف رأسا على عقب لعله يفرغ هذا الحمل الذي اثقل كاهله


وأخيرا استقر أرضا مسندا ظهره هو الأخر الى الباب

لم يفصل بينه وبينها الى هذا الباب هو العقبة الوحيدة بينهما تحسس الباب عله يشعر بها أو بالأحرى علها تشعر هي به وتفهم مشاعره


مر وقت لم يعرف مقداره استيقظ من غفوته تذكر كل شئ بعد أن رأى الفوضى العارمة التي خلفها

ارتعش وكأن شئ قد قرصه فتح باب الصف وكانت توقعاته في محلها
مهما كان عاش معها طول حياته يعرف كل تصرفاتها يفهم ما الذي تريد حتى دون أن تتكلم
لكن هي لم تفهمه أو حتى تحاول هذا

انحنى لمستواها خالعا سترته الرسمية غطاها بها وحملها بين ذراعيه وكأنها طفلة صغيرة ....

.......

استيقظت على صوت طرقات الباب المتتالية مشت مسرعا الى الباب
وقالت بخفوت : من من الطارق

جاءها صوته المتعب : ناغي افتحي هذا أنا

فحتت ناغي الباب بسرعة كبيرة فصوته لا يبشر بخير

وضعت كلتا يديها على فمها تحبس شهقتها التي كادت أن تخرج

تبعت شيشيو الذي لم يهتم لها أصلا فتحت باب غرفة جناح

فدخل شيشيو متجها الى سريرها وضعها عليه وتأكد من نومها بعد أن حرر رقبته من يديها فهي كانت ممكسته أياه بقوه

قام بتغطيها بذلك الغطاء الموضوع جانبا بينما ناغي نزعت الحذاء من قدمها
خرج شيشيو تبعته ناغي بعد أن أطفئت الأنوار ونظرت لإبنتها التي كانت بحالة مزرية


- شيشيو ما الذي حدث
وضع يده على قبضة الباب ونظر لمصدر الصوت

- ناغي لا تسألني شئ أرجوكِ أنا متعب لا أريد التحدث بالأمر
تقدمت ناغي منه وقامت بضمه الى صدره : بني أنا أمك أيضا وأثق بك
وكأنه كان ينتظر هذا الحضن من أي أحد عله يخفف عنه لو قليلا شد بذراعيه على ظهرها دون أن يتكلم بأي كلمة

كانت أنظار إنجل الناعسة تراقبهما لم تشئ أن تقطع هذه اللحظة العاطفية بل على العكس تأثرت بمنظرهما مسحت الدمعة اليتيمة قبل أن تنزل على خدها الناعم




إنقضت تلك الأمسية السوداء في عيون أبطالنا وأشرقت شمس صباح جديد تحمل في طياتها الكثير والكثير من المشاعر الألم الفراق وأيضا الشوق

......

اخرجت إنجل المفتاح من تحت المزهرية فهكذا عودها شيشيو تدخل لشقته بأي وقت لكن بإستعمال النسخة الأحتياطية التي يضعها لها ولناغي تحت المزهرية الموضوعة في الممر


فتحت الباب وتركته مفتوح تحسبا لاي طارئ فهي تعرف بأن شيشيو سيقوم بتوبيخها في هذا الوقت الباكر ما الذي تفعله
لكن هي أتت لأجل أن تسأل عن حاله ولتعرف لما كان البارحة حزين


- حقيبة سفر ...!!ما الذي وضعها على باب البيت!!
تسألت بنفسها لكنها لم تعطي الأمر أية أهمية تسللت بهدوء باتجاه غرفته صوته القادم من داخل الغرفة أوقفها عن فتح الباب

- أجل.. أجل سأكون في المطار قبل السادسة مساءا ... شكرا لك سيدي
فتحت الباب بكل ما لديها من قوة

- شيشيو لن أسمح لك بالسفر
التفت شيشيو بفرغ لمصدر الصوت : إنجل أيتها الغبية افزعتني

اقترب منها بخطوات مسرعة
بينما هي وضعت كلتا يديها على عينيها تحاول تغطيتهما وتترجع للخلف

رفع حاجبه متسألا عن سبب بلاهته
فجأه فتح فهمه ونظر الى نفسه لم يكن يرتدي سوى منشفة الحمام وجسده كان ما زال مبلل بقطرات الماء
أغلق الباب بسرعة بعد أن عاد للغرفة وأخذ يشتم بها وبهذا الصباح اللعيين

لم تمضي الا دقائق حتى خرج من الغرفة صارخا : إنجل يا حمقاء لقد أرعبتني ظننت أن هنالك مصيبة قد حلت

قال بصوت مرتفع : هل أرتديت ملابسك

ذهب الى الصالة حيث تجلس وجلس بجانبها على الأريكة : مني تخجلين أما المصارعين فلا ولا حتى سكثي جون الذي تجلسين أمامه على التلفاز أربع وعشرين ساعة

وضعت أصبعها أمام عينيه وقالت : شيشيو اخرس والا ثم أنت تقارن نفسسك بهم بحق السماء ما هذا

اقترب منها واضعا جبينه على جبينها هي إنجل لقد كبرتي الان وحان وقت الأعتماد على نفسك ثم أن ناغي وجناح سيكونان معك

أمتلئت عينيها بالدموع وقالت بخنق : ولكن أنا لا أريد أن أبتعد عنك وهل تريد أن تتركني وحيدة مرة أخرى

ابتسم لها بنقاء وحب قبل جبينها وأخذ يمسح دموعها التي بدأ تترتسم على خديها

- هي إنجل سأعود لا تخافي فقط أريد أن أكون بمفردي لبعض الوقت

نظرت له بعدم أقتناع وقالت : أنه ليس قرارك أنما قرار تلك الحمقا صحيح

لم يعلق شيشيو على ماقالت أكتفى بالتحديق بالفارغ .. تنهد بقلة صبر وقال

هيا علي توديع ناغي أمل االا تبدأ الدراما فأنا لا ينقصني الا هذا



إنجل هيا أحضري حقيبتي خلفك وسأتركك لك البيت لتهتمي به وأيضا لتهتمي بالأخرين فأنت القائد من بعدي

قفزت بحماس قائلة : هي هي أنا القائد شيشيو لا تغب أيام أنما غب الدهر كله لا يهم ههههههههههه فهذه مسألة القائد تروق لي كثيرا

شيشيو : يا لك من مشاغبة سأنال منك حتما هيا أسرعي يا فتاة



....

هي أدواردو حضر لي الحقائب فورا يجب أن لا أتأخر عن موعد الرحلة

يا اللهي هم يتحكمونة بي حتى أن شهادتتي لم أخذها آه يا الحظ ولم أعرف ماذا حدث للأحمقان

نظرت لنفسها بالمرأة قائلة : عزيزتي جوجو أنها ضريبة الشهرة وأردفت بنزق تبا لا أريد كل هذا ...




...

نزل بخطوات مترددة فلا يعرف ما الذي ستكون عليه حالها الأن أهي بخير وماذا ستقول عندما سيخبرها بقراره .. هي من أراد هذا صمت وتابع التقدم لشقة ناغي




طرق الباب طرقتين ممتتاليتين فهو يعرف أن ناغي نائمة الان فالوقت ما زال مبكرا جدا

أتاه صوتها الناعس : أنا نائمة أقصد أنا قادمة فتحت الباب وهي ما زالت تحاول طرد النعاس من عينيها


شيشيو قالت بفزع وفتحت الباب ليستطيع الدخول


- مرحبا ناغي أعتذر للإزعاج ولكن أتيت لإقول لك شئ

- شيشيو ما بالك عزيزي لما أحس بإنك متعب هيا أخبرني ما الذي حصل


تقدم منها بخطوات بطيئة وقال : أريد أن تسامحيني على كم المشاكل التي سسبتتها لك منذ أن توفيت والدتتي وزوجك في حادث السيارة ذاك وأنا حمل ثقيل على كاهنك أعرف أنه لا أحد له علاقة بالحادث ذاك أنما هو مشيئة القدر

كان بإمكانك أنقاذ زوجك ولكن ققرتتي أنقاذي مع جناح أنها تضحية كبيرة وأيضا لم تضعفي بل كنتي الأب والأم لبنتك ولي أيضا


تقدم منها أكثر ورمى نفسه بحضنها وكأنه طفل صغير : أمي أعذرني لاني لم أكن على قدر المسؤولية

مسحت ناغي على شعر شيشيو وبيدها الأخرى تمسح دموعها التي تفجرت أثر تلك الذكريات القاسية

- شيشيو عزيزي أنت وجناح انتما ما تبقى لي من هذه الدنيا ولا أريد خسارتكما أرجوك لا تقل شئ أرجوك


أغمضت عينيها ومسمحت لروحها العنيدة بإن تحلق في ذكريات الماضي وذكريات الألم الذي ترك بصمتها على قلبها للأن

- أبي ستذهب في رحلة ومعنا الخالة ولكن لما أحضرت شيشيو أنت تعرف أنه يزعجني هل يرضيك هذا
عدل مرأه السيارة وتحرك بالمقود قائلا : جناح ما بالك أن شيشيو فتى وديع لا يجب أن تولي عنه هذا كما أني أحبه كإبني

نظر لها شيشيو بنظرات أنتصار وأردف قائلا : كل العائلة تحبني أما أنت فبقي غبية لا شأن لي يوما ما ستموتين لإجلي أعرف هذا


نهضت من مقعدها واستدارت لمقعد الخلفي : شيشيو أيها الغبي لو لم يبقى فتيان في العالم الا أنت فلن انظر لك حتى وقامت بقذف حقيبتها الصغيرة على وجهه


سالينا : عزيزتي ناغي عديني بإن نبقى أسرة واحدة ولا يفرقنا شئ البتة مهما كان فنحن لسنا صديقتان وحسب أنما أخوات


ناغي بتملل : آه أنت ومحاضراتك كفي بالله عن هذا ما الذي سيفرقنا برأييك نحن عائلة وإبنك هو إبني وبنتي إبنتك أوتعرفيين فيما أفكر


جونسسن بابتسامة وهو ينظر لتلك الجالسة بقربه في المقعد المجاور : ناغي أنت وأحلامك الوردية متى سستتوقفين عن هذا أنا أعرف بما تفكرين ولكن ما زالا صغيريين


سالينا : ههههههههه أعانك الله جونسسن أن ناغي ما زالت بعقل المراهقيين


ناغي : سأريكما أنه يعتمد علي في كل شئ بل أنا أساس العائلة وأنتما أنظرا لي فقط



لحظة كانت توقف عندها الزمن وشأئت الأقدار أن يتغير كل شئ اصوات علت وسيارة تتدور وجونسسن لم يعد قادر على التحكم في المقود ..

دارت السيارة وبدأ يتخبط من فيها ببعضهم البعض وفجأه الظلام قد حل والسكون قد سيطر على المكان



فتحت عينها ببطئ وأستطاعت أن تزحف بصعوبة للخارج بعد أن فتحت باب السيارة


ناغي بألم : ليساعدني أحد أرجوكم نريد النجدة

- أمي أبي شيشيو ساعدوني خالتي أنا هنا

ركضت ناغي بصعوبة لصوت إبنتها وحررتها من نافذة بعد أن وضعت قطعة قماش على حافة النافذة حتى لا تتأذى جناح


وعادت مررة أخرى لتساعد شيشيو من النافذة الأخرى في الجهة الثانية للسيارة


...

أستيقظت على صراخ ناغيتا لا شيشيو أرجوك أن يريد أن تذهب لا تتركنني كما تركاني

نظر لها بحزن : أسسف ناغي ولكن هذا هو الحل الوحيد في هذا الوقت على الأقل

يجب أن ابتعد قليلا أريد أن أجد نفسي أعرف من أنا


وضعت يدها على فهمة محاولة منع شهقاتها القوية : كما فعلوا هيا أذهب لا أريد رأيتك مرة أخرى أذهب شيشيو



حمل حقيبه بعد أن ضرب الجدار المقابل له
- ناغي هذا ليس خياري تعرفين هذا

وقعت على ركبتيها منهارة فهي لا تريد الخسارة مجددا يكفيها ما عانته يكفيها كل الألك الذي تخفيه في صدرها لتستطيع تربيه هذين الأثنين


دون أن ينظر للخلف أو تحتى ينتظر أن تشفق عليه دون أن يودع نافذتها ذهب وكأنه الظل الذي لا وجود له


هذه الشئ يجب أن يفعله قبل أن يتمرد قلبه عليه نزل من على الدرج مسرعا وأستقل السيارة التي كانت بإنتظاره


لو سمحت أسرع للمطار أرخى رأسه على القعد وأخذ يتنفس الصعداء بعد أن أغمض عينيه عله يرتح من هذا الكابوس


...


ها أشعر بالبرودة يا اللهي ما هذا .. جر حقيبته للأمام وتابع السير حيث المقهى ينتظر رقم رحلته الى باريس







هدوء وصمت قاتل كان يلف المكان فبعد خروج شيشيو من المنزل حل السكون ولم يعد للكلام أي معنىا أو لون للمرح

- إذن ناغي هل سنسمح له بهذه البساطة هكذا لن نفعل شئ
ردت عليها بسرحان : وماذا عسانا أن نفعل أنا لا أستطيع تخيل يومي بلا شيشيو بوجودك أستمد القوة لمواجهة القادم

وقفت إنجل من على كرسي المائدة وسحبت يد ناغس صارخة : إذن لا يجب أن بقى مكتوفيين الأيدي هيا لنسترده الان

وقفت ناغي بعد ما سمعته من إنجل وقالت بحزم لن نعود الا وهو معنا ..


خرجتا من المنزل على عجل دون الأهتمام لأمر تلك القابعة في الغرفة


- ها شيشيو لا أحد يستطيع العيش بدونك ولكن أنا ماذا عني ما الذي سيحدث لي بعدك هل كان قراري صائب أتاها صوت داخلي قال بقسوة
لا فائدة من التفكير فأنت السبب في كل ما يجري أنت أنانية يا جناح


أمسكت رأسها بكلتا يديها وأخذت تصرخ تريد طرد هذه الفكرة من بالها

لا لا لست المسؤولة ما فعلته لإجله لست المسؤولة عن شئ


.....

أجعلهما كوبين من فضلك
ألتفت شيشيو لمصدر الصوت وصرخ متفأجئ جوجو ما الذي تفعلينه هنا

سحبت الكرسي الذي أمامه وجلست عليها قائلة : هذا السؤال يوجه لحضرتك يا سيد


جلس شيشيو على مقعده متنهدا

- أتخذ القرار المناسب جوجو القرار المناسب
وضعت يديها على الطاولة الدائرية وأردفت : إذن وأين ستذهب أيها العبقري

- لا مشكلة أين اذهب المهم إستطيع الذهاب .. آه كم تعرفيين عزيزتي السيد جيني قد عرض علي أن أنضم لمدرسة التعليم الموسيقي بعد أن رأى موهبتي في العزف والتمثيل

أوافقت بهذه السرعة على العرض وتركت كل شئ أمامك

نظر لها بطرف عين وأردف : لا يا غبية فلتصبري ليسس الأمر كذلك أنا رفضت منذ البداية ولكن قال لي لا ترد الجواب الأن عندما تنهي الثانوية سأنتظرك

وقد حدثت أمور جعلتني أوافق بلا تفكير حتى


بنبرة منخفضة وحزينة قالت : جوليت أقصد جناح هي السبب


صمت الأثنان بينما وضع النادل كوبيين القهوة أمامهما

- صحيح قد طلبت مني أن أتركها في النهاية قد تحملت الكثير ولم يعد بمقدوري المتابعة


أرتشفت القليل من القهوة وقالت : أوتعرف شيشيو أحسد جناح على كل هذا الحب الذي تحضى به ولكنها غبية لا ترى ذلك

قرب وجهه من وجهها قائلا : أهذا أعتراف بإنك قد أحسستي بالغيرة منها


ضربت وجهه بكفها بخفة وقالت : يا لك من أحمق لن تفهم أبدا ما أعنيه


- جوجو أزيلي الفكرة من بالك فهذا مستحيل

أمتلئت عينيها بالدموع قائلة : ليس الأمر بيدي مع أنني أعرف هذا أنا مجردة صديقة

نهض شيشيو من مقعده وجلس في المقعد المجاور لها أمسك يدها وقال : ألم أقل لك ستقعين في حبي وقد حذرتك مسبقا


ضربته على صدره مبعدة يدها عنه وأردفت : يا لك من مغرور لن أخون صديقتي ثم أن هذا مجرد شعور عابر


ابتسم لها أبتسامة دافئة وتابع شرب القهوة خاصته وساد الصمت بينهما مرة أخرى




......


مذا مستحيل هذا لا يصدق

خلع مأزر العمل من على جسده ورماه على أقرب مقعد

وصرخ من على الباب : سيدي عندي عمل طارئ أسمح لي بإجازة


لم ينتظر حتى أن يسمع الجواب وسار مسرعا برفقة إنجل وناغي الى نهاية الرواق


- كيف له أن يغارد دون أن يخبرني حتى
إنجل بيأس : كل شئ حدث فجأه المهم أتينا لك لتساعدنا فأنت تعرف الطرق جيدا صحيح نريد الذهاب للمطار باسرع وقت


- ولكن نحتاج الى سيارة لتقلنا
ناغي : أتصلت على جوجو ولكن هاتفها لا يجيب

وسيارات الأن من الصعوبة أن نجد واحدة فهذه الأيام كلها مخصصة للرحلات كما قيل لي


إنجل بخبث : أنتت لي فكرة هيا لنذهب الى منزل لورين سنجعلها تساعدنا


توجه ثلاثتهم مسرعين الى بيتها فقد يكن عندها الوسيلة المناسبة


...

هي لورين نريد أستعارة سيارة والدك كوني ذات فائدة أرجوكِ

لورين بتساءل : ماذا يا عديمة الفائدة كل الفائدة مني أنتظري قليلا


بقي الثلاثة ينتظرونها على باب المنزل وما هي الا لحظات حتى خرجت لهم
وإبتسامة مرسومة علة وجهة

أخذت ترفع المفتاح أمام وجه إنجل قائلة : بلا فائدة ما رأيك

فقط قلت لوالدي أريد السيارة حتى أنه لم يسأل السبب فهو يثق بي

ناغي بحيرة : هي هي معنا سيارة ومعنا مفتاح ولكن أنا لا أعرف القيادة حتى


احم احم عيب ناغي معكم الخبير في كل الأمور وتقلقيين هذا أجحاف بحقي

ناغي بقلق : ها ها تتحدث كشيشيو وأيضا لا تقل بإنك


لم يجعلها تنهي كلمتها وإذ به يخطف المفاتيح من يد لورين وينطلق بإتجاه السيارة

عزيزاتي هيا أسرعن والا ستفوتكن المتعة

ناغي وهي بمكانها تصرخ : أننت ممتأكد مما تفعله

أخرج رأسه من نافذة السيارة وصرخ : لم أكن أضيع وقتي كل تلك الأوقات في عملي هيا أسرعن


ربطت الفتيات حزام الأمام وأخذت كل واحدة من نهن تتمنى أخر أمنية لها

صرخت إنجل : هيا لنستعيد شيشيو

ردت عليها لورين : يياهووووو نحن قادمون


وضعت ناغي يدها على كتف سبيل الذي يحضر نفسه للإنطلاق : هيا سبيل نعتمد عليك


أنطلقت السيارة تحمل أبطالنا في مغامرة جديدة وكل لديهم نفس الهدف استعادة شيشيو بإي ثمن وكيفما كان




.....



وأنت أين ذاهبة ألم تنتهي من التسكع هنا وهناك

- شيشيو أتعرف أنني مشهورة وليس باليد حيلة أريد أن اللقن الأبله درسا لن ينساه

تحمسس شيشيو للإمر وأردف :إذن من هو وكيف ولماذا ممن يجعل جوجو تستشيط غضبا هكذا

نظرت له بنظرات بمعنا أخرس وقالت : أتذكر رحلتي للندن قبل أشهر مدير الشركة التي ذهبت منتدبة إليها يريد أن يستفيد من خبراتي فكما تعلم أنا ثمينة لمن يعرفني


رفع شيشيو حاجبة وقال : غذن ما المزعج بالأمر

- إبنه غبي جدا مغرور ويرى نفسسه بإنه كل شئ في هذا العالم لهذا أريد الذهاب لارد له الصفعة التي صفعنني أيها وليس لان والده يريدني فقلت لإضرب عصفورين بحجر واحد

لكم شيشيو كفه في الطاولة وصرخ : قلت لك قصة حب تبدأ من جديد

انتظري انتظري جوجو

وقف من على كرسييه وأخذ يحرك يده يمنى ويسرى

تأجج الحماس وبدأ السباق وها هي الأضواء تنتفض وللقياككم ستشتعل والحلبة في الأنتظار ترا من سيحسم هذا النزال .. حب ما بين السطور ومن يعرف النهاية كيف ستكون


سحبت جوجو يد شيشيو بقوة وقد بدأ الغضب على وجهها : لقد فضحتنا يا هذا ثم من قال لك حب وهذه الترهات أن لم تصمت سأقلع عيننيكك

نظر لها ببراءة وأردف : أنا لم أفعل شئ أن الحماسسة الأدبية ستقضي علي ما بالك أتمتعييي بدل أن تقفي بجانب صديقك


ضربته بقدمها على ساقه قائلة : وهذه هي الدفعة الأولى لصداقتنا

تأووه شيشيو ألم من ركلتها القوية

بينما هي وقفت تنظر لساعة يديها : للأسف رحلتنا معا ولكن أتمنى أن لا تكون في مقعد مجاور لي

حسنا باقي ساعتين على الأقلاع سأذهب لدورة المياة


شيشيو بمرح : أها ذاهبة لتتدارين خجلك أتريدين مساعدة

نظرت له بغضب عارم

- حسسنا حسسنا أنا أسف يا لك من متوحشة
أدركت كم هي وحيدة كم أنها لا تستطيع العيش بلا وجوده حتى أن أحد لن يهتم لها كما يفعل هو

فتحت باب غرفتها ولم تعثر على أحد قد غادر الجميع وتركوها وحيدة كما فعل والدها

- لن أجعل الدموع تسيطر علي مرة أخرى هذا يكفي فتحت باب الحمام وتوجهت مباشرة الى الدشش فتحت الماء بقوة وسمحت لها أن تنزل على جسدها الصغير النحيف كانت لا تزال في ثيابها لكن لم تأبه لشئ
جناح الفتاة المثالية البكائة ستختفي من حياتها هكذا قررت وأول شئ تفعله أن تغسل روحها من الأحزان وذكريات الماضي الأليمة



أقفلت صنبور المياة وتوجهت الى خزانتها فورا أخرجت أول قطعة رأتها أمامها وأرتدتها بسرعة كبيرة

- أنتظرك ولكن بسرعة رجاءا لا تتأخر نعم المنبى الذي يقبع في الحارة الثانية شارع الأول

جففتت شعرها وأرتدت حذائها الخفيف نظرت لنفسها بالمرأة وأردفت : يجب أن أفعل شئ الان والا ستنتهي قصتي نهاية بائسة


سمعت صوت زتمور سيارة الأجرة يستعجلها أقفلت باب البيت وركضت الدرج مسرعة


- لو سمحت الى محطة طوكيو ولكن أسرع أرجوك
أومئ لها صاحب السيارة وابتسم وكأنه يقول : لك هذا


- لا أريد منك شئ سوى أن تحبي الحياة جناح لا يجب أن تكوني أسيرة الماضي وأنا أيضا فقدت والددتي لكن لم أقف عند ذلك الحادث

- أعدك أميرتي بإن لن أسمح لأحد بإن يأذيك ولا حتى أنا ولا حتى أنا اسمعتي

- قد تقولين أنني مجنون كيف لفتى في السادسة من العمر أن يعرف ما هو الحب ولكن أنا أعرف أنه الحب مشاعر لا زمن لها ولا عمر محدد ولهذا أحببتك منذ الطفولة وقد كتب حفر هذا الشعور في قلبي



نزلت دمعة حارة على خديها الورديين وأردفت في نفسها قائلة : كيف لم أكن أفهم مشاعرك شيشيو قد غلفني الحزن لدرجة أنني لم أفهم ولم أرى ولم أسمع لك أيضا

أخطأت في حققك كنت تقول لي احبك وأنا لم يكن مني الا توبيخك أو تركك كان هذا يجرحك ولكن لم لم تخبرني بهذا

لم يعد الكلام ينفع الان يا لي من حمقاء





- لو سمحت أسرع قليلا بعد



من جهة أخرى وبإفكار أخرى كانت جالسة تنظر الى المارة والمباني التي تمر بها ولكن دونما تركيز


- هي ناغي ما بالك صامتة لم تتحدثي منذ أن ركبنا السيارة
التفت ناغي للخلف لترد على لورين قائلة : لا شئ فقد كنت أفكر في سبب الذي جعل شيشيو يختر تركنا


إنجل ببرود : ابنتك السبب لابد أنها هي وراء قرار شيشيو المفأجئ


نظر سبيل الى إنجل من مرأته الأمامية وقال : هل لك أن تصمتي قليلا فنحن لا ينقصنا أنت أيضا


- لا جناح صرخت ناغي إبنتي لقد نسيت أمرها تماما
سبيل هيا لنعد ولنراها


لورين بقلق : ولكن لو عدنا الان لربما نخسر شيشيو


سبيل بحكمة : ما قالته لورين صحيح لو عدنا الان ربما نخسر شيشيو ثم أنها في البيت لن يحدث لها شئ


أردفت إنجل بحزن : هي لم تستيقظ على صراخنا إذن لم تعرف ما الذي حدث ستكون بخير لا تقلقي


تنهدت ناغي بأسئ قائلة : اتمنى هذا اتمنى ...



...

سيدي سأنزل الان فمع هذا الزحمة لن أصل في الموعد المناسب

ابتسم لها العجوز قائلا : بالتوفيق في مهمتك هيا اركضي في الشارع الثاني ستجدين درج سؤدي بك الى النفق ومن ثم ستصلين المطار هذه الطريق المختصرة ولن تجدي بها أزدحام

- شكرا لك سيدي ولكن كم تأمر أجرة

- ها الحب لا يحتاج الى أجرة هيا أنطلقي وحسب

صمت للحظات و أردفت ولكن كيف


قلت لك الأمر بديهي هيا أنزلي بسرعة قبل أن تتغير الاشارة

فتحت باب السيارة بإبتسامتها الساحرة قالت له : شكرا لك وتمنى لي التوفيق


أغلقت الباب وأخذت نفسا عميقا : هيا جناح أنت تستطيعين ذلك

ركضت وركضت وتابعت الركض تتفادى هذا وذاك
وتتأسسف لكل من تصدم به في طريقها ولا ترى أمامها الا شيشيو


...


سبيل هيا أسرع قد غارد شيشيو وأنت ما زلت كسلحفاة تسير ترجل ودعني أقد بدل عنك

- إنجل أن لم تسكتي الان سأريك ما الذي يمكنني فعله
- هي أنتما لما لا تتفقان ولو لمرة واحدة أرجوكما نحن في وادٍ وأنتم في وادٍ

- لا أعرف يا مغفلة كيف ضحك عليك هذا الأحمق وجعلك تحبينه صحيح أنا أصغر منك ولكنك بلا عقل كيف تسمحين لنفسسك

لم تكمل جملتها وإذ بأطارات السيارة قد أخذت ترجع للخلف بسرعة

- أستعدوا سننزل الدرج تمسكوا جيدا سأريك إنجل مهارتي


لورين برهبة : سبيل أرجوك لا أريد أن أموت


سبيل بإبتسامة : لا تخافي أنت وناغي بمأمن معي ولكن لا أظمن الخرقاء


إنجل ببكاء : عاااااااااااااااااااا أكرهك سبيل أقسم أني أكرهك


ناغي : سبيل انتبه هناك فتاه أمامكك

تحرككت السيارة مبتعدة بأقصى اليمين وحطت أرضا بقوة

فتح الجميع أعينهم بعد هذه الصدمة المفأجاة

- سبيل لورين إنجل هل الجميع بخير إأخذت ناغي بتفقد من حولها


- سبيل أن لم تمت الان سأحرص على موتك بين يدي في المرة القادمة

لورين : اهئ اهئ أنا ما زلت على قيد الحياة الشكر لله


سبيل بتعب : آه كدنا أن نموت حمد لله



ولكن أين أين الفتاة ما الذي حل بها

ترجل الأربع من السيارة وسط دهشة الجميع فكأن ما حدث أمامهم

مجرد فلم خيالي لا يصدق كيف نجوا بعد أن أرتفعت السيارة عاليا ونزلت أرضا بكل بساطة دونما خدش فيها


- يا أنسة أنت بخير

تقدمت ناغي من الفتاة التي كانت جالسة أرضا معطيتا ظهرها لهم

أرجوكِ تكلمي هل حصل لك شئ .. صرخت فجأه جناح هذه أنت


أستدارت الأخيرة لهم وقالت بإبتسامة : اه لن أموت على الأقل اليوم لن أسمح لشئ أن يثننني عن غايتتي


ضمتها ناغي بقوة وأخذت تبكي على إبنتها كيف لها كل هذه الجرأه حتى أنها لم تبكي كما هي عادتتها من وخزة شوكة كانت تبكي والان مع هذا تبتسم لابد أن قد حصل لها شئ


سبيل : احم احم ليس وقت العواطف الان لنذهب ونحضر شيشيو

ابتعدت ناغي عنها قائلة : هههه صحيح هيا لنذهب جميعنا



عادوا سريعا الى السيارة فلم يبقى الا القليل ليصلون لغايتهم




.......




اقسم سأشتكي عليهم ... صراصير في دورة المياه بحق الله وهؤلاء من يسمون أنفسهم الأفضل


تقدمت وهي تنفض يديها بعصبية وتشتم أدارة المطار على هذا الأهمال

- هي أنتبه تبا ل كالا ترى أمامك
- أستدارت للخلف لترى من هذا الذي صدم بكتفها ولم يعد ليعتذر لها حتى وأنما تابع سيرة
وقفت مكانها وبصوت عالٍ قالت : هي أنت عد وأعتذر لي الان وحالا


لم يلتفت لها أنما أكتفى بالوقوف مكانه وأردف : الأنسة متوحششة تخاف من الصرارصير يال السخرية

تقدمت من ذلك الواقف ولم يلتفت لها أعتبرت أن هذه أكبر أهانة لها وضعت يدها على كتفه وقال بكبر: الا تعرف من تحدث يا هذا يبدو أن الكثير من الدروس تنقصك

بقي في مكانه دون أن يحرك ساكنا وأردف : قلت لك الأنسة المتوحشة


أنزلت جوجو يدها من على كتفه بسرعة وكأن صدمة كهربائية قد لسعتها


- هاري ساريوس ويلز أستددر فورا

التتفت لها بغرور وأضعا يده على شعره الأشقر ونظر لها بتلك النظرات المتكبرة وبعينيه الخضراوين ناظرها من أسفل لأعلى

-إذن أنت ممتعودة على التعثر دائما أم أن سحري لا يقاوم ففتعثرين بي

- ها ها ها صحيح يا هذا لم أنفك عن التفطير بك نهائيا أوتعرف وفرت علي فرصة السفر لباريس هنا سألقنك درسا لن تنساه وسأرسلك لوالدك والأخرين عبرة

- أيه أيتها الجميلة كنت قادمة لإجلي لكن لم أستطع منع نفسي من المجئ فإنا لا أريد أن أضيع وقتي بلا تسلية معك أقصد بك ..


رفعت يدها ممسكتا أياه من ياقته الغالية الثمن وبيدها الاأخرى قامت بلكمة بأقوى ما عندها

امسك وجهه أثر لكمة وقال : أتظننين أنه لم يكن بإمكاني أيقافك ولكن لا لم أوقفك ليكن حسابي عسير معك


- هي يا أنت من الذي سمح لك بالتحدث هكذا أن بلدك لم نعلمك كيفية التحدث مع الفتيات سنعلمك في بلدنا هذا

أستدار المدعو هاري لصوت محدثة الذي لم يكن الا شيشيو

تقدم بإتجاههما ووقف أمام هاري نظر له بتحدي وقال


- من يعبث مع صديقتي لم يخلق بعد أفمت يا هذا
- آه قوي لم أعرف بإنك تحبها لهذا الحد

لم يستطع شييو التحكم بإعصابه وأمسكه من فكه قائلا : أمثالك لا يفهمون بالكلام ولكن سأفهمك بطريقتي


صرخت جوجو بغضب : شيشيو أرجوك أتركه لا نريد مشاكل أنظر سيأتي الأمن وتمنع من السفر


تركه شيشيو معطيا أياه نظره صارخة وعادا أدراجهما حيث كانا يجلسان في المقهى

- أعزائي المسافرين ترحب بكم شركة طوكيو للطيران وتتمنى لكم رحلات أمنة وممتعة .. نظرا للطارئ الذي حدث في جدول الرحلات ستأجل كل رحلة ساعتين أضافيتتيين نتمنى أن تعذرونان فالخلل خارج عن أرادتنا


- يا الروعة الان ثلاث ساعات ستنتظر كم هذا رائع يبدو أن يومنا يزداد جمالا


هي جوجو ما بالك أسمعتي النداء !


انتبهت له جوجو بعد محاولات من شيشيو للفت انتباهها

- ما الذي قلته شيشيو

- لا شئ فقط تأجلت الرحلة ساعتين أضافيتتين

ماذا ما الذي تقول أهذه مزحة


- أقسم هي من قالت هذا المضيفة ولكن أنت لستي معي .. بما تفكرين

تنهدت بتعب قائلة : لا لاشئ فقد أريد أن أذهب لإرى ماريانا فقد رأيتها قبل قليل هي تنتظرني في الردهة


حرك يديه بلاامباله وقال : حسنا فلدينا الوقت الكثير على ما يبدو وأنا سأبقى هنا



بقي شيشيو يراقب جوجو حتى أختفت من أمامه ابتسم ابتسامة عابرة وهو يتخيل جناح برفقتها فلطالما كن مع بعضهن البعض في كل شئ يفعلنه


- تفضل سيدي كوب من القهوة لك
استيقظ شيشيو من حلمه العابر وأردف
ولكن لم أطلب شئ أنت مخطئ

انحنى له النادل بإحترام وقال : سيدي أن السيد الذي يجلس على الطاولة التي تحمل رقم تسسع هو من طلب مني هذا

- حسنا شكرا لك
الفضول قتل شيشيو بالأضافة الى أن أنتظاره سيطول فقرر زيارة الطاولة رقم تسع



تحولت البسمة التي رسمت على شفاه شيشيو ال غضب بعد ان رأى ملامح ذلك الشباب تقدم منه بسرعة ووقف امامه مباشرة قائلا : لم ارى مثل وقاحتك تفتعل المشاكل وبعدها هذا لن أقبل أعتذارك فأنا لا أشترى أيها الفرنسي



وقف هاري بهدوء ونظر لشيشيو بإبتسامة بعد أن مد يده ليصافحه

- لو سمحت أريد التحدث معك يا صديقي

تنهد شيشيو بعمق محاولا كبت غضبه جلس مقابل هاري وقال



- إذن تريد أن تعتذر

- لا ليس الأمر هكذا يا شيشيو

نظر له شيشيو بإحتقار قائلا : ماذا عساي أن أقول عنك

رد عليه هاري بإبتسامة وأردف : أنت الوحيد من يمكنك أقناعها ... أنا في الواقع أحب جوجو


خرجت الكلمات القليلة هذه منه بسرعة كبيرة لم يعد يعرف كيف تجرأ على هذا بعد أن رأى شيشيو وماذا فعله له عند دورة المياه




أخذ يتلفت حوله يمنى ويسرى ويوزع إبتسامات بلهاء للذين ينظرون الى ذلك الجالس أمامه

بينما شيشيو لم يتوقف عن الضحك بل أن عيناه دمعتا مما قد قاله هاري


- برببك شيشيو لقد فضحتنا يا رجل وأردف بعصبية ألم أقل لك نكتة حتى تضحك هكذا

وقف من على الكرسي وهو يشتم شيشيو على هذا الموقف الذي وضعه به الأسرع أمسكه من كفه قائلا : هيا يا أبله اجلسس

نظر له هاري بللامبالة ولكن في النهاية جلس فما باليد حيلة

- احم أولا أعتذر على هذا لكن بحق لم أتوقع أن تخبرني .. أعني من المفترض أن تخبرها هي

رد عليه هاري بتفأجئ إذن لم تغضب مما قد قلته الان
ربت شيشيو على كف يده قائلا : لا لقد عرفت هذا منذ النظرة الأولى حتى من قبل أن التقييك يا فتى

أزدادت علامات الحيرة بوجه هاري وأرف : ولكن كيف هذا وإذن لماذا أفتعلت تلك المشكلة لم أعد أفهم شئ


عدل شيشيو ياقة قميصة وقال بتفاخر : أنه أنا شيشيو أعرف كل شئ ... كلام جوجو ونظرتها وهي تتحدث عنك هي تصرفاتها وهي تشاجرك كلها تتدل على هذا

يبدوا أن لندن أو بالأخص من فيها أثر عليها جدا

ها ي بيأس : لم آتي لطوكيو الا من أجل هذا وعندما رأيتها لم أعرف ماذا أفعل الا أن أسخر منها وأنا نادم الان .. أرجوك قل لي

قاطعه شيشيو
- لا عليك يا صديقي جوجو بحاجة إليك في هذا الوقت بالذات هي كانت تظن أنها تحبني ولكنه شعور عابر أنا أعرفها جيدا ... ثم أنها تحب الشباب أمثالك شعر أشقر وعيينين خضراوين وأيضا لا بأس بك لقد أعجبتني قليلا

هاري بغضب : قليلا فقط هي إحترمني يا هذا أنا أكبرك بسسنة


شيشيو : مممم لا يهم الان هي لن تسافر ما دمت هنا حاول ستتعب في البداية ولكن ستحصل على قلبها في نهاية وقعت ولم يسمي عليك أحد


- إذن لن تساعدني شيشيو



- إذن لن تساعدني شيشيو

أعطاه شيشيو إبتسامة غامضة وأردف الحب هو الشئ الوحيد الذي لا أستطيع تعليمه لك بل أنت علمها حبك


- يبدو أنني أتيت للمكان الخاطئ تبا لك شيشي

- لا ثق بي مع هذا سأقف بجانبك دائما فمن يقطع كل تلك المسافة لا يمكن أن يكون الا صادقا


.......


هيا يا رفاق يجب أن نبحث بتنظيم سنتفرق ما رأيكم

أمي الى اليمين
إنجل و لورين من الجهة الأخرى


سبيل أنت سر للأمام ولا تنسى أن تذهب لدورات المياة

سبيل : ولكن أنا بخير لا حاجة لي بها


نظرت له جناح وهي تشتعل غضبا : بحق أغبياء أم ماذا يا غبي قصدت أن تبحث عن شيشيو في دورات المياه

ضربت رلورين كتف سبيل بخففة : ههههه هب يالتأكيد يعرف هعذا ولكن احب أن يمازحكك

إنجل لم يعجبها تبرير لورين فقالت : نعم نعم غطي حماقاته يا حمقااء .. أتعرفيين جناح بحق أنت عبقرية وأنا أشهد لك الان بهذا


ناغي : ها ها ها أنها إبنه إمها أرايتم كيييف

إنجل بنفس النبرة : هذا واضح عزيزتي ناغي


أخذت جناح تترق بقدمها الأرض وقالت بصوت عالٍ : أستنتظرون كثيرا قبل البدأ بالمهمة

ناغي : هههه يبدو أنك متحمسسة جدا .. هيا لننطلق

تفرق الأصدقاء كلن في الجهة التي حددت له بينما جناح بقيت واقفة في مكانها لا تعرف يف تبدأ بالبحث عنه بين ككل هذه الألوف لكنها كانت متأكدة من شئ واحد وهي أنها ستعثر عليه وعندها ستقول كل ما تشعر به إتجاهه


...

- شيشيو أين كنت يا هذا
- أنا لم أتحرك من مكاني أنت من ذهب لرؤية صديقته
- مممم إذن لم تغير رأييك لم يبقى الا نصف ساعة للرحلة
- لا عليك بي الان قلي لي ماذا عنك
رفعت جوجو حاجبها بإستياء فهو دائما ما يتهرب من الحقيقة

- في الواقع لا لن أغادر
همس لها شيشيو بمرح : طبعا فمن كنتي ذاهبة لإجله أصبح هنا

ضربته جوجو على ساقه بقدمها بقوة قائلة : يا لك من مغفل كبير وهذه الدفعة الأولى على الحساب

- وأنت بحق متوحششة أعانك الله هاري مهمتك أصعب من مهمتي حتى هههههههههه
تعجبت جوجو من كلام شيشيو قائلة : هاري ما باله ما الذي تقصده أعترف

رد عليها بكل برود بعد أن أعطاا نظرة جادة : أن الأحمق يحبك ما رأيك


صمت عم المكان لدقائق

أغمضت جوجو عينيها بسرعة وفتحتهما أكثر من مرة بلا تصديق : أتمزح يا هذا

- تعرفين في هذه الأمور بالذات لا أستطيع المزاح

- أسمح لي سإذهب لدورة المياه الان

- ها خذي وقتك جوجو ولكن أياك أن تتعثري به

- شيشيو اخرس قالت هذه الكلمتان تاركه أياه مع أحلامه مرة أخرى


- ولكن كيف متى أحبني هذا الأحمق لا لابد أنه مقلب من شيشيو أنا أعرف هذا يريد أن ينتقم مني لإنني دائما ما أفوز عليه يا لك من وغد شيشيو صرخت قائلة : هذا غبااء


...
- إذن عثرتم عليه قد مرت نصف ساعة
أجابها الطرف الأخر : أسف جناح ولكن لا شئ حتى لورين قد اتصلت عليها ولم يعثروا عليه بعد


تنهدت قائلة : حسنا أكمل البحث وحتى أمي لم تعثر عليه


أغلقت الهاتف وتابعت سيرها بحيرة فهي لا تعرف المكان حتى ولن تأتي للمطار قبل الان


- هي تعال ماثيو بسرعة سيفوتنا العرض
- أنتظرني ماتي أرجوك أنت سريعة لا أستطيع اللحاق بك
- يا لك من كسوول هيا .. عادت أدراجها بإتجاهه ممسكة يده وركضت معه من جديد
ابتسمت جناح على هذين الطفلين تذكرت كيف كان شيشيو يتصرف مثل هذه الطفلة دائما ما كان يضيع عليهما العرض بسبب تأخرها ..

نظرت بإتجاه الطفليين الذيين ما زال يركضان ... عرض لا مستحيل سيكون هناك بالتأكيد سارت مسرعة وراء الطفليين علها تجد شيشيو في مكان العرض ذاك



أخذت تبحث في كل الأتجاهات علها تلمحه لكن خابت ظنونها هذه المرة فهو لم يكن هنا ...

أنه يحب العروض لماذا في هذا العرض لم يكن .. شيشيو يا أحمق سأقضي عليك عندما أراك


قطع أفكارها صوت المضيفة قائلة ::"

أعزائي أيها المسافرين الكرام شكرا لكم لأنتظاركم ونحن نعتذر مرة أخرى رحلة لندن ستنطلق بعد عشر دقائق حضروا أمتعتكم وستعدوا لرحلة أمنة و ممتعة ...


بدأ الدمع يتجمع في مقلتيها فلم يبقى وقت وفرصة العثور عليه اصبحت بعيدة كيف ستعيش مع هذا الحمل الذي أثقل قلبها ..


نظرت مرة أخيرة بإتجاه لاعبين الذيين يقدمان عروض مسرحية وقد اجتمع كم لا بأس به من الأطفال على شكل دائرة محاطيين بهما يصفقون بحرارة لهذا العرض المشوق الذي يقدمه الشابان والفتاة المساعدة لهما


- أخر فرصة هيا جناح تشجعي
تقدمت مخترقة الدائرة التي شكلها الأطفال ووقفت بالقرب من الفتاة نظرت لها بخجل قائلة : لو سمحتي أتسمحين أن استخدم هذا المايك قليلا


نظرت لها الفتاة بإبتسامة وقد مدت لها المايك : بكل تأكيد عزيزتي هيا تشجعي

أمسكت جناح مقبض المايك بقوة وقد قربته من فمها قائلة : أعزائي الأطفال سأحكي لكم قصة واتمنى أن تسمعوها ويسمعها هو


أمتلئت أعيين الأطفال بالفرح : قصة قصة هيا أرجوك يا أنسسة أخبرنا لقد تحمسنا


- نظرت لهم وعينيها بدأت تذرف الدموع أغمضت عينها وأخذت نفسس عميق
- لقد كنت في عمركم عندما صفعته نعم كانت أول مرة أغضب منه فيها وكانت الأخيرة ...
أدركت متأخرة أن مخاوفي لم يكن لها وجود من الأساس لطالما وقف الى جانبي وحماني حتى من عزلتي حماني
ولكن لم يكن مني الا أن أصده لم أعرف السبب



...

تقدمت الفتاة من خلف جناح وقد وضعت وصلة المايك في مكبر الصوت

لم تنتبه جناح الى هذا فقط كانت غارقة بمعاناتها


ولكن أنا الان أريد أن أعتذر منه عما سبتته له من أذى كل تلك السنين الماضية



- اللتفت الناس وكل في مكانه يبحث عن مصدر الصوت
- البعض منهم تحمس لسماع المزيد والبعض صرخ قائلا أن هذا فوضى لا تحتمل
ولكن جناح لم تسمع لكل هذا تابعت ولم يهمها الا المتابعة


-إذ كنت صادقا معي لن تسافر ولن تتركني وحيدة


نهض من على كرسيه يحاول أن يصدق أن هذا صوتها

لا مستحيل هذا صوت جناح ولكن كيف أين هيا

ترك مكانه وأخذ يجري في كل الاتجاهات بحثا عنها


لم ينتبه الى من اصددم بهم من الناس لم يأبه للعربات التي يقودها العاملون في المطار

فقط كان يسمع صوتها هي فقط من شغلت باله وكل تفكيره

- أرجوك الان قد عرفت بإن ذهابك يعني أنني لن أستطيع العيش كنت مخطئة مخطئة عندما فكرت بإن سفرك للندن سيجعللك تحقق الشهرة والحلم الذي رغبة به .. نعم أعرفك ستضحي بمستقبلك لتبقى معنا ولكن أنا لم أسمح لك بهذا

...

- اتركني أيها الغبي ضربت يده وجرت مسرعة بإتجاه الصوت الذي تعرفه جيدا نعم أنها صديقتها الوحيدة هي من وقفت معها بكل الظروف والمواقف

ركضت جوجو تاركة خلفها هاري الذي وقف وقال لها بكل جرأه
- جوجو أنا لم أتي الا لإجلك

لم تأبه له الان.... فقط جناح هي من كانت تفكر بها يجب أن تقف معها ركضت واستمرت بالركض وكذلك هاري لم يرد إضاعة الفرصة من يده هو لم يعرف سبب الحماس المفأجئ انتابه ولكن صوت الفتاة التي تتحدث قد نببه أن لم يقم بذلك الان لربما بقي طول حياته يتحسر على هذه الفرصة التي ضاعت منه



...


هيا أكملي هيا يا فتاة بوحي بكل ما عندكك

أخذ الناس يشجعون جناح على المتابعة فهذا حدث نادر الحدوث ولكن هم كلهم مع الحب فهو لا أجمل منه ولا أنقى

- هذه إبنتي التي أعرفها لا تخف من شئ أنها أنت جناح

وفي جهة مقابلة صوت خرج من بين الجموع الواقفة
- إ جرحتي قلب عزيزي روميو هذه المرة لن أسامحك ولا سأبحث له عن فتاة غيرك يا حمقاء

وضعت جبينها على كتففة وجاشت البكاء

- سبيل أرايت كيف تحبه
ابتسم سبيل لها وأخذ يتحسس رأسها

- عزيزتي وأنا أيضا أحبك هيا أبكي على صدري أبكي

- أن لم تأتي الان شيشيو لن ترى إبتسامتي بعد اليوم ... أرجوك أن كنت تسمعني تعال ولا تقسى علي

- ها غبية

اللتفت الجميع لهذا الصوت العالي المزلزل الذي هز المكان

تقدم بثبات وأضعا يده في جيب بنطاله ونظراته لم تتحرك عنها أبدا




- الان عرفتي هذا لقد تأخرتي جناح سنوات مضت وأنا أقل لك أحبك ولكنك دائما ما تجرحني الان أدركتِ الأمر
أخرج يده من جيبه وما زال يتقدم منها رمى من يده بعثرات ورق بإتجااهها

لقد مزقت التذكرة قبل أن أعرف هذا كان خياري منذ البداية ظظننت أنني أستطيع المغادرة

ولكن للأسف لم أستطع أن أكرهك يوما أو حتى أن ابتعد عنك


- شيشيو أياك أن تجرح صديقتي بعد كل هذه المعاناة
نظر شيشيو لجوجو وتابع التقدم بإ يداه اتجاه جناح فاتحا يداه الأثنتين لها



رمت المايك من يدها وركضت بإتجاهه


وقفت مقابلة له لم يبقى لها الا خطوات قليلة بينها وبينه

فتح ذراعيه أكثر قائلا لها : تعالي إلي جوليت

رمت نفسها بقوة بين ذراعيه وبهمس قالت : شيشيو

رد علها وهو مغمض عينيه ويشد على ظهرها بقوة : ماذا

أكرهك شيشيو

ابعدها عنه قليلا وأمسك وجهها بكلتا يديه وعينه في عييها وقال

وأنا أعشق كرهك لي وسأبقى أعشقك



صراخ وتصفيق وبكااء حول المطار الى فرح كبي بهذا الثنائي الذي لن ينسى من الذاكرة أبدا



- أتمنى لهما التوفيق حقا
يا فتى هكذا هو الحب اريد أن تعلمني
- سحقا للحب كم هو رائع
- حتى أنكما سبقتما روميو وجولييت
-
- أوه أمي أريد مثل شيشيو حبيبا
- وأنا أريد مثل جناح فتاة

أخذ الأثنين ينظرا لبعضهما البعض ويضحكا بصوت عالٍ





تقدمت جوجو بإتجاههما بعد أن بدأ الناس بالأبتعاد تاركين المجال لهذيين الشابان ليرتاحا من هذا الكابوس الذي عاشاه طويلا


- أنتظري أرجوك
صوته جعلها تتجمد مكانها أستدارت له ببطئ

وإذ به جالس على أحد ركبتيه وقد مد يده لها وبنظرة لم تفهمها نظر لها

تقدمت منه وممدت يدها الى يده أمسكها واضعا ياها على صدره مردفاً

أرجوك لا أريد أن أعاني كما عانياه لهذا أعطني فرصة لإعبر عن حبي لك


تنهدت بقوة تاركة يده وستدارت للجهة الأخرى ..

كما قال لك شيشيو سستتعب معي ومع هذا سأعطيك هذه الفرصة

وقف على عجل تابعا أياها : مهلا هل يعني أنك سمعتي ما

قاطعته بنظرة جافة وقالت : أنتما حقا أغبياء لا تحسون بمن حولكم نعم لقد سمعت ما دار بينكم من حديث


أيا يكن هل ستأتي لنرى الأحمقاان


نظر لها بإبتسامة : بالتأكيد سأتي

مشت ومشى بالقرب منها وقد أمسك يدها بيده وسرا معا بإتجاه جناح وشيشيو

- هي شيشيو ابتعد عني هذا يكفي
همس لها قائلا : إذ ابعدك عني سيرى الأخرون وجهك المحمر وأنفك المزري فبقي هكذا أفضل لك

قرصته من كتفه ودفنت وجهها بصدره أكثر قائلة : شيشيو اقسم أكرهك

- أعرف هذا عزيزتي و أعرف أنني سأبقى معك للأبد



هذه واحدة من قصص الحب ويبقى الكثير من القصص التي سيحكيها الأخرون ... لا تصدقون كل شئ ولكن صدقوا أن الحب الحقيقي يمكن العثور عليه في هذه الحياة فقط القليل من التضحية والكثير من الصبر وسينال كل شخص القلب الذي يحبه ويكن له دائما ...




انتهت قصة جناح وشيشيو بعد سنتين تزوجا وأنجبا طفليين جميليين يشبها جناح وشيشيو بتصرفاته

لم يعجب هذا شيشيو يكفيه هم العمل بعد أن أصبح موسيقي مشهور وتغيب جناح عنه في المشفى بعد أن حصلت على شهادة الدكتوراه فقرر أن يضع الأطفال في عهدة الجدة ناغي تلك الحنون التي ربته وربت من أحب

وعاشش مع جوليت حياة لا مثيل لها ملئها الحب والدفئ ولن تخلو من المشاكل التي تسببها جناح لشيشيو والعكسس
وطبعا كان يعيرها دائما بإنها أعترفت بحبها له أمام الجميع وفي نهاية كل أسبوع يأخذ أطفاله للمطار ليخبرهم القصة مرة وثنيتين



وناغي تربي الأطفال ومعهم إنجل التي لم تغيرها السنينن بقيت كما هي وتوجت نفسها الزعيمه على أصدقائها وعلى طفلا جناح



إما جوجو وهاري سافرا الى لندن ليقيما زفافهما هناك بعد الكثير والكثير من الدموع على فراق جناح وسخرية شيشيو الدائمة منها


وسبيل تقدم في حياته فقد صنع العمل منه رجلا يعتمد عليه وعاد لمقاعد الدراسة واستعد جيدا لدخول الجامعة بتشجيع من لورين التي لم تتركه ولا لحظة وحدة أنما وقفت معه وكانت دائما ما تشجعه على المضي قدما ....




.......

- شيشيو
- نعم عزيزتي
- مممم لا شئ فقد هكذا
- جوليت
- مممم
- أحبك

إبتسمت له إبتسامة دافئة قائلة :

أعرف هذا وأنا أيضا أحبك روميو ...



.











.
__________________
رد مع اقتباس
  #138  
قديم 07-30-2015, 02:29 AM
 
جاريي قتللك
رد مع اقتباس
  #139  
قديم 07-30-2015, 05:30 PM
 
حجز طويل
PP.T likes this.
__________________


لا احتااح الى احد ~ فقط اريد ان ابقى وحيدة : -)

رد مع اقتباس
  #140  
قديم 07-30-2015, 05:38 PM
 
حجز ):
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريقة الحصول على وجة جميل فى الصباح 2013 , كيف تحافظين على جمال وجهك في الصباح ملاك الرومنسيه حواء ~ 6 10-10-2012 02:36 PM
دعاء الصباح - اجمل دعاء الصباح بكلمات تشرح الصدر ودعاء ان شاء الله يفتح ابواب السماء احلى واجمل ادعية اسلامية بنوته حزينه نور الإسلام - 4 04-11-2012 12:49 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 03-01-2009 05:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 10-25-2008 08:55 PM
صديقي يامن كنت صديقي رام أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-01-2007 10:03 PM


الساعة الآن 07:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011