عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الأدبية > شعر و قصائد > نثر و خواطر .. عذب الكلام ...

نثر و خواطر .. عذب الكلام ... القسم يهتم بالادب النثري والخواطر والكلمات الرومانسية والوجدانية المكتوبة باللغة العربية الفصحى.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-28-2013, 03:51 PM
 
الغراب الأحمر والغراب الأبيض

الغراب الأحمر والغراب الأبيض





الغراب الأحمر والغراب الأبيض

بقلم : أبو عبيدة أمارة .

كان الغراب الأحمر يطير في الأجواء
يحمل معه أوراقه المثقلة الكثيرة ذات الخلفية البيضاء
ويحك رأسه ويفكر ويردد الأفكار في الأثناء
ووصل إلى مسامعه خبر أصابه ببعض الإعياء
فقال أهبط وأستريح قليلا على شجرة خضراء
ومن ثم فأفكر بالمشكلة الدهماء
علّي أجد لها حلا أو دواءاً ، وقد يرضى به الأوصياء
وسمع صوتا ونظر إلى السماء
فرأى طائرا أبيضا يطير مع بعض الأصدقاء
سمعه يقول غاء باء , غاء باء
فناداه وقال تعال نتحادث يا بن قبيلتي الغبراء
فتعجب الغراب الأبيض وقال كيف عرفتني يا ذو الكسوة الحمراء
فقال الغراب الأحمر وهل يخفى علي بني الناعقين في الجرداء
"أفت" قال الغراب الأبيض ، وأردف: يا صاح من المكائد أصابني بعض الإعياء !
ثم استردف ألست من بني الغربان السوداء
فقال الغراب الأحمر صدقت ، ولكن كيف عرفت هويتي الغَرْباء
قال الغراب الأبيض كما عرفتني أنت يا صاحبي ذا الذكاء
ممتاز ، قال الغراب الأحمر ، ولكن وكيف ومن أين لك تلك الحلة البيضاء
أأحببت عيش الحمائم الزاجلة والركون إلى السلم ، وترك الدهاء !
صبرا ، يا أحمر قال الغراب الأبيض : ولكن قل لي أولا ما سر حلتك الحمراء
قال الغراب الأحمر : لكن للعدل فأنا أول من سأل يا صديقي ذو الدهاء
حسنا ، قال الغراب الأبيض : خلت أحيانا أنه قد أصاب أرياشي السوداء
أصابها بعض الشيب من أعمالي الخرقاء
ولكن وللحقيقة صديقي فأنا أحب أن أظهر بين البسطاء
أظهر بحلة المسالمين والعقلاء الشرفاء
وربما يعتز بي حلفائي "اللبقين الأذكياء" ويعتزون بمثلي العرجاء
أو أبهج من صار لي ذيلا فيفتخر بحلتي البيضاء
فقال الغراب الأحمر أضحكتني صديقي يا غازي الفضاء
وسأنبئك ما سر حلتي الحمراء
يا صديقي ، كلما هممت بدفن ضحية قد ماتت من الشقاء
تلطخ ريشي الأسود بما أهدر ظلما وعدوانا من الدماء
وأحيانا قد يصيبني شعور أن ريشي بحمّر خجلا من فعالي ذات النكاء
أو ربما قد أخجل من فعالك التي فيها على الضعفاء استقواء
أضحكتني يا أحمر وهل تركت لي تفوقا كبيرا عليك وفي الاستقواء
ولكن ، وللمناسبة قل لي ما بال صديقك الذي يطلق السم في الفضاء
ضحك الغراب الأحمر وقال : أكلما تجشأ حبيب لي عملتم مأتمة سوداء
فقال الغراب الأبيض أبربك أيجوز المقتلة النكراء
أيجوز قتل شيوخ والأطفال والرضع والنساء
ألهذا المدى وصل الاستهانة والتنكيل بالضعفاء
انظر صديقي ، قال الغراب الأحمر : أعلم في قراري أنها جريمة نكراء
وأعلم أن الفعل ذميم وشنيع ولا يقيم وزنا لا لوطن ولا لبنيه التعساء
ولكن ، وأردف الغراب الأحمر : سنجد صديقي للمشكلة حل وشفاء
فننزع العلة المقيتة وأحبابنا الأعزاء سيعيشون في رغد ورخاء
ويكون أحبابنا في المجتمع الأممي ذوي رقاء
فقال الغراب الأبيض متذمرا : كم دفنا من الجرائم الحمقاء
كم باسم المثل جعلنا بلادا غضة يانعة خضراء
كم باسم المثل جعلناها بلادا قاحلة جرداء
حتى ما نبقى نضيع حقوقا للضعفاء
فقال الغراب الأحمر يا هذا أخجلتني وأصابني بعض الحياء
يا هذا أترى أن العيش يطيب مع الفعال الخرقاء
وأردف الغراب الأحمر متسائلا : ولكن ماذا يفعل رفيقك عند الغربان الصغيرة البيضاء
أليست هي من أرادت التجاوز على الآباء
أم تتعاهدون ظلما وبطشا ولكم من أمور الدهاء
وفجأة صمت الغرابان وانتابهما حالة تفكر واستقراء
فقد رأيا عقابا دامع العينين ويرفرف بجناحيه وينظر إلى السماء
فقال الغراب الأبيض لصاحبه : يا هذا ألا تخشى رب الأرض والسماء
ألا نخشى نحن من فعال السوء والمكر السيئ والصنائع السوداء
حتى ما سنبقى للخير والطيب والعادل أعداء
حتى ما نتاجر بمثل نتزين بها وفعالنا نكراء
يا للخجل يا صاح ألسنا بالعقل غزونا الفضاء
وسبرنا أغوار حقائق وعلوما أبهجت الأذكياء
أعجزنا صاح ، كسب ود من هم في ضيق وضيم وبلاء
أمن العقل أن نظلم المساكين ونترك الديار من العدل خواء
أمن العدل أن نحالف من هم للشر فاعلين وهم للفساد أشقاء
يا صاح أما مجت نفوسنا الظلم وتجريع الحسرة للضعفاء
فقال الغراب الأحمر أتعلم يا صاح في داخلي كم سئمت الكذب والاستعلاء
كم سئمت أن نكون غصة في حلوق من هم للعدل طلباء
صاح بالعقل رأينا الإعجاز في الفضاء
وشعرنا بعظمة خالق الأرض والسماء
أنعجز أن نكون للطيبين وللحق والحقيقة أصدقاء
أنعجز أن نكون في الدنى في كل طيب حكماء
ومع كل الحكمة ألا نريد رؤية ما هو عادل ونافع للكل على سواء
حتى ما سنبقى يدا في جلب كثير من الضيق والشقاء
آلله أمدنا بقوة حتى نكون دركا للشقاء ؟
أم أن الصواب أن نكون مع العادلين والرحماء أخلاء
.............................................
وفي الأثناء علا من الأرض وضج نحيب وبكاء
وإلى السماء نظرت عيونا حزينة يملأها الحزن والبكاء
ترجو ربا قويا حكيما وسميعا في السماء
رافعة يديها وضارعة إلى رب الأرض والسماء
ضارعة أن يفك الله المحنة ويرفع القلة والضيق والعناء
وترجو من الله الفرج والنجاة والخلاص من البلاء
فهز الطائرين رأسيهما وقالا في خجل وحياء
إلى متى نباهي رقيا ونحن للمساكين من أسباب الشقاء
متى يرفرف على العالمين الحكمة والخير والعطاء
متى سيتنازل الأشرار عن زرع الحسرة والبلاء
.........................................
وقال الأبيض في أسى : ملت نفوسنا التجبر وعلى الضعفاء استقواء
يا صاح أيعقل أن يستمسك بالكرسي من صارت عدالته خرماء
أيعقل أن يقبل الشعب ولو للحظة من سفك منهم الدماء
أيعقل أن يقبل الشعب من داس منهم الكرامة الإباء
أيعقل أن يفاوضوا من جرعهم منذ البدء الحسرة والشقاء
أليس من العقل أن من خرمت عدالته أن يفضي المكان لمن يديه بيضاء
فقال الأحمر : يا صاحبي يا ذو الحلة البيضاء
وأنت من تنادي بالصوت النزيه وصناديق الاقتراع
فما بالك يا من تتحلى بمثلك صرت تنصت للغوغاء
ومتى الصندوق جاء بما لا تشتهون صرتم عن الحقائق غرباء
وأحيان صديقي ينتابني شعور باعمالك وفعالك المنكرة أنكم من الرعناء
أم لكم يا صديقي ميزانكم ذو العين الخرقاء
ونظر الغرابان لبعضيهما وقالا ألسنا كنا نسرين مرموقين حلقنا في الفضاء
فما بالنا في حلة الغربان وفي حلل متنكرين ودون الحلة السوداء
فقال الغراب الأبيض : للحقيقة تتصور يا أحمر أنك بالتظاهر تكون من الشرفاء
أتعلم يا أحمر ولو كنت نسرا ذهبيا وتلمع في الفضاء
ومع مثلك الملمعة كنت تنعق بالشقاء
أترى أنهم سيقولون عنك طائرا فخما يعبق الأجواء
يا صاح من مشى بالكيد الأسود أتنفع معه الأسماء
فقال الأحمر في هوليودكم جعلتم البشر في حلل الحيوان العجماء
وجعلتموهم من المكانة والفكر في رقاء
أصار فكر الحيوان عندكم حكمة وفلسفة وتغاضيتم ما للواقع من خير ووفاء
ونعَم ففي حقوق الحيوان كنتم مخلصين وحرصاء
فنَعِمَ صاح كلُ جميل ، ونَعِمَ كل ما فيه رحمة ورأفة للأحياء
ولكن أمن الرقي صاح ، أن نقيم الدنيا من أجل كلب وأهملنا ملايين الضعفاء
إلى متى سيكون منا للظلم والتجبر وللغشم انضواء
ألا يليق بنا صاح أن نكون في الأرض شعوبا للخير والفاضل معطاء
ألا يليق بنا أن نكون في الأرض شعوبا للشر وللظالم والغاشم أعداء
أما آن الأوان صاح أن نذر التجبر والتعامي عن الحق والعدل والنقاء
فطار الطائرين وفي نفسيهما أسى وللصراحة استجداء
ولسان حاليهما يقولان متى سنكون للحق والحقيقة أمناء
متى نضع أيدينا في أيادي من يريدون الخير والعدل والإنصاف والعطاء
متى سنحلق في الفضيلة والعدل والخير ونعيش في الناس بودٍ وصفاء
أما آن لكل ذي عقل أن يهجر المضر وذا الظلم وطامس الضمير في مظلم العماء



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثعلب والغراب قــ 14 ـــمر نكت و ضحك و خنبقة 1 10-27-2012 12:51 AM
قصة الثثعلب والغراب الجديدة قصة مضحكة ورائعة روعة الغموض نكت و ضحك و خنبقة 2 09-30-2012 05:14 PM
جديد شوربة عش الغراب 2013 , طريقة عمل شوربة عش الغراب ببالصور 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 0 04-13-2012 08:15 PM
اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر (سوياً من اجل الإنسانية) 8 مايو2007 الوطن العربي نور الإسلام - 4 10-18-2007 08:38 PM


الساعة الآن 08:09 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011