عيون العرب - ملتقى العالم العربي

قبل فوات الأوان
......................................
كم من فقيه بات ملحدا
وكم من عابد بات معربدا
وكم من فاجر بات متهجدا
فلا تأمن الدنيا فهى كالبحار غادرة
وما التراب إلا عيون ساحرة
وما الصخور إلا أجساد بالية
لمن كانت مفاتح خزائنهم تنوء بالعصبة أولو القوة العاتية
فكانوا لايعرفون إلا الكنوز الفانية
فاغتنم يومك قبل أن تلقاه عاريا
فلا تجد سوى المعاصي تغطيك بنار حامية
ياحزن نفسى على من كان لى راعي
وأعاننى على دينى وستر عيوبي
حتى هدانى الله.. فراح وراء غاوية
فسار إلى جنة ظاهرها الرحمة وباطنها المهل الشاوية
ولايدرى ماهي..... نار حامية
فضاع من أضحوا في المهد بلا مراعى
فأصبح يقلب كفية وهى على عروشها خاوية
وآثر البقاء على ما دعت إليه غانية
أدعو الله أن يفيق قبل أن يهوى في الهاوية
فيقول ياليتني لم أدر ماحسابي
هلك عنى سلطانى
فيغل بالأغلال العاتية
ويصرخ في الجحيم دون مداوى
فسارع إلى مغفرة وجنة عالية
لمن فتح بابه للتائبين غير مبالى
فتجد حلاوة الزهد في حياة فانية
تتركها بلا شئ إلا ذكرى غالية
يتذكرها من كانوا في يوم بلا هاوية
فصددت عنهم شر البالية
وأعنتهم على الركوع والسجود حتى رأو الجنة الغالية
وتمنوا لو كنت فيها معهم فتفوز بالفردوس العالية.