عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2013, 01:39 AM
 
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزءالسابع

الحمد لله الذي أرشد إلى الصراط المستقيم ومدح الخلق العظيم وأرسل نبيه محمد متمما لمكارم الأخلاق وأدبه فأحسن تأديبه على الإطلاق. وبعد نواصل ايها الكرام ما جاء في كتاب الأخلاق والسير للامام ابن حزم عن غرائب أخلاق النفس قال رحمه الله
ينبغي للعاقل أن لا يحكم بما يبدو له من استرحام الباكي المتظلم وتشكيه، وشدة تلويه وتقلبه وبكائه. فقد وقفت من بعض من يفعل هذا على يقين، أنه الظالم المعتدي المفرط الظلم. ورأيت بعض المظلومين ساكن الكلام، معدوم التشكي، مظهراً لقلة المبالاة، فيسبق إلى نفس من لا يحقق النظر أنه ظالم، وهذا مكان ينبغي التثبيت فيه، ومغالبة ميل النفس جملة، وإن لا يميل المرء مع الصفة التي ذكرنا ولا عليها، ولكن يقصد الإنصاف بما يوجبه الحق على السواء.
من عجائب الأخلاق أن الغفلة مذمومة، وإن استعمالها محمود، وإنما ذلك لأن من هو مطبوع على الغفلة يستعملها في غير موضعها، وفي حيث يجب التحفظ، وهو مغيب عن فهم الحقيقة، فدخلت تحت الجهل فذمت لذلك. وأما المتيقظ الطبع، فإنه لا يضع الغفلة إلا في موضعها الذي يذم فيه البحث والتقصي والتغافل، فهماً للحقيقة، وإضراباً عن الطيش، واستعمالاً للحلم، وتسكيناً للمكروه، فلذلك حمدت حالة التغافل وذمت الغفلة، وكذلك القول في إظهار الجزع وإبطانه، وفي إظهار الصبر وإبطانه، فإن إظهار الجزع عند حلول المصائب مذموم، لأنه عجز مظهره عن ملك نفسه، فأظهر أمراً لا فائدة فيه، بل هو مذموم في الشريعة، وقاطع عما يلزم من الأعمال، وعن التأهب لما يتوقع حلوله مما لعله أشنع من الأمر الواقع الذي عنه حدث الجزع. فلما كان إظهار الجزع مذموماً، كان إظهار ضده محموداً، وهو إظهار الصبر، لأنه ملك للنفس، واطراح لما لا فائدة فيه، وإقبال على ما يعود وينتفع به في الحال، وفي المستأنف. وأما استبطان الصبر فمذموم، لأنه ضعيف في الحسن، وقسوة في النفس، وقلة رحمة، وهذه أخلاق سوء لا تكون إلا في أهل الشر، وخبث الطبيعة، وفي النفوس السبعية الرديئة.
فلما كان ما ذكرنا يقبح، كان ضده محموداً، وهو استبطان الجزع لما في ذلك من الرحمة والشفقة والفهم، بقدر الرزية، فصح بهذا أن الاعتدال هو أن يكون المرء جزوع النفس، صبور الجسد، بمعنى أنه لا يظهر في وجهه ولا في جوارحه شيء من دلائل الجزع. ولو علم ذو الرأي الفاسد ما استضر به من فساد تدبيره في السالف، لأنجح بتركه استعماله فيما يستأنف، وبالله التوفيق.

تطلع النفس إلى ما يستر عنها من كلام مسموع أو شيء مرئي أو إلى المدح وبقاء الذكر . هذا ما سنطلع عليه غدا ان شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزءالسادس mohamed_atri نور الإسلام - 0 11-10-2013 12:01 AM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزءالخامس mohamed_atri نور الإسلام - 0 11-08-2013 01:42 AM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزء الرابع mohamed_atri نور الإسلام - 0 11-07-2013 01:36 AM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزء الثاني mohamed_atri نور الإسلام - 2 11-06-2013 01:27 AM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزء الثالث mohamed_atri نور الإسلام - 0 11-04-2013 01:06 AM


الساعة الآن 12:39 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011