عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2007, 07:44 PM
 
تجاهل تاريخنا،سبب ضعفنا

التاريخ مرآة الأمم، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها، تستلهم من خلاله مستقبلها،لذا كان من الأهمية الاهتمام به ونقله إلى الأجيال، نقلاً صحيحاً وواضحا،ليكون نبراساً وهادياً لهم في حياتهم.فمن لا تاريخ له لا وجود له، فالأمم تعيش بوجوده وتموت بانعدامه.
وقد أذرك أعداءأمتنا،هذه الحقيقة واستغلوا التاريخ وسيلة لضربها، وتفريق جمعها، وتشتيت أمرها، وتهوين شأنها، وإذلال أبنائها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق، وقلب كثيراً من الوقائع،وأقاموا على أنقاضه ما يناسب أغراضهم، ويخدم مصالحهم ، وينالوا منالهم.
والتاريخ يعين على ضبط المعارف، وبيان الصواب من الخطأ في المواقف والأحداث، وإثبات الحقيقة. ولنسق لذلك مثلا/
" لما أشاع اليهود نصا يبين أن النبي "صلى الله عليه وسلم" أسقط الجزية عن أهل خيبر،وضمنوه شهادتي معاويةوسعد بن معاذ، كاد أن يخادع الناس لكن عند الرجوع إلى تاريخ السيرة النبوية، والتدقيق في مضامينها، تبين أن معاوية أسلم بعد الفتح، وسعدقد مات يوم بني قريظة المشهود، قبل خيبر بسنتين،وتبين أن"الإدعاء كاذب". لكن رواية خبر أو سرد وصف لحادثة ما،ليس كرواية حديث الرسول الأعظم "صلوات الله علية وسلامه".فالخبر أو الوصف يمكن إخضاعه لتصور إنساني معين،أما الحديث فلروايته سمات أهمها عدالة رواته أولا، وتناسق أسانيده فيما بينها ثانيا،وتطابق معنى الحديث مع مضمون الآيات القرآنيةثالثا.
من أجل ذلك فرق الباحثون والفقهاء، بين ما يُتَشدد فيه من الأخبار و بين ما يُتَساهل فيه تبعاً لطبيعته.مثلا، ما يُروى ،عن بالنبي" صلى الله عليه وسلم"،أو أحد من الصحابة رضي الله عنهم ،يجب التدقيق فيه "لأن معرفة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" معرفة سليمة شاملة ، كمعرفة نسبه ومولده ونشأته ، وأسلوب دعوته وطريقة تعامله،من بعثته إلى وفاته "صلى الله عليه وسلم "، هي المعرفة التي تورث القرب منه،وتخلق المحبة التي ينبغي أن تُملأ بها القلوب ، بعد محبة الله عز وجل و معرفة هديه "صلى الله عليه وسلم "في الأمور كلها ، هديه في المنام والطعام والشراب والنكاح ، هديه في الحل والترحال ، هديه في السلم والحرب ، هديه في التعامل مع ربه ومع نفسه ومع المخلوقات،و في التعامل مع الموافقين له والمخالفين لأمره، هديه في التربية والتعليم والدعوة والإرشاد ، هديه في كل ما يحتاجه البشر في دننهم ودنياهم، هي المعرفة التي يترتب عنها طاعته والاهتداء يهديه والاقتداء بسيرته ،قال تعالى: { قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين } (النور : 54) .إن الله عز وجل قد أودع هذا الكون سننا ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ، يُنسج على منوالها نظام هذه الحياة ،وأرسل رسلا لبيانها ،ووضع لهاعللا ،فالعاقل اللبيب،إذا،من يساير سنن الله ولا يعاكسها ، ومن هذه القواعد والسنن العظيمة أن جعل الجزاء من جنس العمل.فجزاء العامل من جنس عمله،إن خيرا فخير، وإن شرا فشر: (جَزَاءً وِفَاقاً) (النبأ:26) . ولو وضعنا هذه القاعدة نصب أعيننا لأيقنا أن الله لا ينزل الفجار منازل الإبرار.والعلم بهذه القاعدة والعمل بمضمونها هو في المقام الأول، دافع للأعمال الصالحة،دون شك، ناه عن الفساد والظلم، زاجر للظالمين ومؤيد للمظلومين.إن الذين يهدمون بنيان الله ويهدرون الدم بغير حق ويفسدون في الأرض، ويضللون الناس، هم من قال عنهم الله تعالى"فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِيَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّأُوْلُواْ الألْبَابِِ " آل عمران 07.و قال تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق .." فصلت الآية 53 .
هذين الآيتين تستحقان أن يكتب عن مراميهما كتبا خاصة بها على نمط كتب المحدثين،إن ثراء مواضيع هذين الآيتين يجعلنا نؤكد على الدعوة لإعطائهما ماتستحقان من النظرات الشاملة والعميقة فيالعلمي وتطبيقها على ما يجري في واقعنا، فالقرآن الكريم أعد الأنفس والآفاق مصادر للمعرفة، فالله يرينا آياته في أنفسنا وفي العالم الخارجي على السواء. لهذا وجب على الإنسان المؤمن أن يحكم على كفاية كل ناحية من نواحي التجربة في إفادة العلم. وهذه الفكرة لا ينبغي أن يفهم منها أنها تفترض أن مصير الحياة هو إحلال العقل محل الشعور العواطف، أو الذاكرة،أو إخلاء الفكر من التجديد والبحث،أبذا، إنما قيمة هذه الفكرة من الناحية العقلية هو الارتكاز على الماضي وفتح سبلاً جديدة للمعرفة،لعلم الإنسان بالعالم الخارجي،وتسخير قوى الطبيعة ،وجعلها منأسباب تقوية الإيمان،وتقليب النظر في ملكوت الله وما أبدعه سبحانه من روعة وجمال ودقة متناهية في مخلوقاته و... تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى .ما أحوج المسمون اليوم إلى إتباع سيرة السلف الصالح، الذي جعل الاستقامة مبدءا والعلم وسيلة،والتمكن من مقلد الحكم مطية لتنفيذ المشروع الكبير، خدمة الدين والدنيا،فلنأخذ عن النبي (ص)،أسس تعاملنا و صحيح عبادتنا،ونعتمد العلم لدراسة الماضي وأخذ العبر من حركة تاريخناوأمجاده واتخاذها قواعد لفهم وقائع الحاضر وتصحيح أخطائه، وتكوين أرضية التطلع نحو الآفاق.ما أحوجنا إلى اقتفاء أثر العلماء الذين أسهموا في إرساء أسس الحضارة الإنسانية، الذين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:شجاعة علي "رضي الله عنه"وفصاحته وحكمته،شجاعة عمر بن الخطاب"رضي الله عنه"وصرامته وعدله وعدالته،إبداعات جابر بن حيان وبراعته،فلسفة ابن سينا وحكمته وطبه،مبتكراته الخوارزمي وحسابه وجبره،أبي بكر الرازي بحوثه وأدويته،عباس ابن فرناس وصنائعه،البلخي وجغرافيته،الزهراوي وأبحاثه الطبية،الذهبي وأعلامه ،وبن خلدون ومقدمته وعلم اجتماعه، والقائمة طويلة لمبدعين وأسماء لا تنسى.
إن اقتفاء اُثر السلف الصالح والانفتاح على التطورات العلمية المعاصرة، عمل عندما يقوم بقيادة حكم يشعر بالمسئولية ويقدر الواجب ويقيم العدل بين الناس، ورعية تحترم القيم وترفع مكانة العلم ،بذلك وحده نخرج من فتن التشيع ومستنقع الذل والتبعية الفاضحة،في مسار نحو الأمن و ب الآمان والإزدهار
__________________
الحياة زهرة ،نورها الإيمان وماءها ومرعاها المحبة والوئام، أحسن لغيرك تزداد صورتك جمالا، وابتعد عن الشر تزداد أمنا وآمان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-05-2007, 10:13 PM
 
رد: تجاهل تاريخنا،سبب ضعفنا

شكرا لك يا اخي محمود
على الجهد المبذول في إيصا الرساله وتذكريرنا بماضي أجدادنا وامجادنا
ومن لا ماضٍ له لا حاضر يستحضره
فتاريخنا يحمل بين اوراق سنينه
بطولات وحضارة نفتخر بها
والغرب وما هم فيه من تطورٍ حضاري هو نِتاجٌ للعلم الذي أخذوه
ودرسوه عقب الثورة الصناعية
في حين أننا نسينا وتناسينا وأغفلنا عقولنا عن علمنا المندثر تحت
عباءة الحاضر التكنولوجي
لك خالص الود سيدي
أخوك صدى
__________________
:rose:
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-07-2007, 01:30 AM
 
رد: تجاهل تاريخنا،سبب ضعفنا

الأخ صدى المشاعر،شكرا على المرور وقراءة المشاركة،ومانقوم مع الإخوة في المنتدى ،ما أراه إلا واجبا حسب المستطاع.

سررت بالتعرف على شخصكم الكريم،ونسأل الله أن يلهم أهلنا الإقتداء بالسلف الصالح.تحياتي القلبية.
__________________
الحياة زهرة ،نورها الإيمان وماءها ومرعاها المحبة والوئام، أحسن لغيرك تزداد صورتك جمالا، وابتعد عن الشر تزداد أمنا وآمان
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-08-2007, 08:54 PM
 
رد: تجاهل تاريخنا،سبب ضعفنا

اخي محمود ما رأيك هل تظن ان هناك فجوه تاريخيه في تاريخنا وان هناك تاريخ محجوب عنا؟

ام هل هناك فترات زمنيه محرفه؟

مع ان أمتنا هي الامه الوحيده التي تستند على تاريخها من عدة مصادر منها الشعر
هل تعتقد ان هناك من قام بتحرف التاريخ في وقتنا الحاضر ليخدم مصالح شخصية ؟

انتظر اجاباتك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-10-2007, 05:12 PM
 
رد: تجاهل تاريخنا،سبب ضعفنا

الآخ الزوين :
السلام عليكم وبعد
:أشكرك على المرور:والاطلاع على المشاركة"تجاهل ناريخنا.."أما عن سؤالك هل هناكفجوة تاريخية،في تاريخنا؟ وأن هناك تاريخ محجوب عنا؟.أدعوك لقراءة الموضوع جيدا ليتبين لك أنني لمأطرح موضوع الفجوات أو الحجب.وهذا لايمنعني من أن أقول لكم نعم، بل فجوات،ليس بسبب الحجب ولكن بسبب الاهمال،والتجاهل الذي وقع ويقع عبر حقب تاريخية.

أما قولكم إن أمتنا هي الامة الوحيد التي تستند في تاريخها على عدة على عدة مصادر،وترون أن منها الشعر.فهو على شيء من الصواب ولكن في الموضوع ما يقال على الموضوع:

قيل الاجابة المختصرة للعبد الضعيف،أسوق لكم فقرة من مقال طويل للسيد-نضير الخزرجي ،وهو يعرف، بمؤلف:الدكتور عبد الحسين مهدي عواد،الذي تناول في أحد مؤلفاته موضوع:"أسس التربية ومفاهيم الأحداث الحياتية
"من المقطوع به أن الأخلاق أفعال قبل أن تكون أقوالا، والتربية سلوك ومنهج قبل ان تكون ألفاظا وكلاما، والكلمات أجساد خاوية لا تتحرك إلا بروح العمل، فتكون الفعاليات السلوكية والتربوية من مصاديق الألفاظ وظواهرها، وكلما كانت الألفاظ أقرب الى النفس الإنسانية كانت حركة الروح باتجاه الخير أكثر انسيابية وأقرب الى مدارج الرقي وسلم السمو.

ولعل ألفاظ التربية المضغوطة في أبيات الشعراء هي الأقرب الى النفس المرهفة بعد نصوص القرآن والسنة الشريفة، وهي في مصاف الحكم الصادرة عن رجال الخير، على ان الشعر لدى بعض الشعراء هي الحكمة بعينها تندلع من لسان القوافي حروف التربية الآخذة بمسامع الناس ومشاعرهم نحو التفاعل والانفعال بها منتجة سلوكا واضح المعالم لا يشطط بصاحبه عن جادة الصواب، فلا يظلم نفسه ولا يعتدي على أقرانه،ويتمثل في حياته كل قيم الخير، ويتوسم فيها المقاصد السليمة الباعثة على الخيروالناهية عن المنكرات ورفض الخصال السيئة التي تنكب بصاحبهاعن سبيل الرشاد"

إذا،لم نتحدث على التحريف ولكن تحدثنا عن الانحراف ، أو بالأحرى والاصح التجاهل. وهو حاصل في كل المجالات،أولا هل عملالعرب بمضمون القرءان الكريم،على حافظوا على وحدة المفاهيم؟على تمسكوابروح لغة الضاد؟على حافظوا على مزايا النخوة العربية؟وهل..وهل..؟ألا ترى انهم اختلفوا في كل شيء؟ ألا ترى أنهم أساءوا الى سيادتهم وحتى كرامتهم؟أنظر لغتهم اليةمنوعلاقتهممع بعضهم،أنظر كيف الى انقيادهم وراء أعدائهم،وكيف يستهزيء بهم...عغوا أخي انني نسيت انني صائم وقد أستمر في سرد معايب تجاهل التاريخ،وحلقاته الضائعة :88: .شكرا
__________________
الحياة زهرة ،نورها الإيمان وماءها ومرعاها المحبة والوئام، أحسن لغيرك تزداد صورتك جمالا، وابتعد عن الشر تزداد أمنا وآمان
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:14 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011