عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree131Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-25-2014, 04:44 AM
 
مميزة :: تَشتُتْ اقنعة الكذب على ضِفَاف نهرِ المكائدْ







احتضنتُ لحظات الليل الدامس بدفئ ما كان له من نهاية
وخطت خيوط عنكبوته حكاية ظننتها مجرد اسطورة ماضية
ولكن من بين طيات صفحات القدر القانية
تجلجل في كياني اهتزاز صرخات الموت الدامية
وصوت باطني الذي حدثني حينها
سحبني الى زاوية من العتمة اختلطت برونق من التناظر الغير انسيّ



يتبع لا احد يرد ~ !
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-25-2014, 04:47 AM
 



[ الامل ]

بالنسبة لي طريق رمادي رُسم من خيبة فنان ، فاقد اللمسة والإحساس ، مُتطرف الوجدان وذو وجه عبوس جحود

متشابه الملامح لدرجة الضياع ، مكور على نفسه بضباب ابيض جاف ومتناهي الحياة ، يزخر بالألم واللوعة والافتقار

يفتقر الى اهم مكونات الحياة ... { الروح }

جسده مجوف خالٍ من أي حياة ، متشقق الجلد وتفوح منه رائحة الموت التي شبعت الاجواء بالرعب والهمّ

هل يمكن لمن عرف النسيان يوماً ان يتذكر الماضي ؟! هل يمكن لك ان تصدق بالواقع وتكذب الحقائق ؟! ام عليك ان تكذب الواقع وتصدق الحقائق ؟! هل يمكن لك ان تميز بين الخيال و الحلم ؟ بين اليقظة والنوم ؟ كيف تعرف بأنك حي ؟! وان هذا العالم ليس مجرد وهم شخص نائم في غيبوبة ابدية ؟ كيف تعرف بأننا لسنا مجرد دمى في مسرحية هزلية يحركنا ممثلوها بإتقان ، لدرجة اننا اصبحنا نعتقد بحقيقة كون اجسادنا المجوفة حية ؟!

لا امل في عالم ميئوس منه ، هذه قضية لا امل فيها وهذا العالم محتل من قبل الدمار والألم والطغيان والثوران ، طوال عصور التاريخ ، كل ما يمكننا ان نتعلمه من التاريخ ان البشر لم يتعلموا اصلاً من التاريخ وهذا امر اكيد ومستمر الى حين نهاية هذا الكون

فاقد الامل لا يعطي الحياة ، ومن ذاق لوعة الفراق سوف يذوق مرارة الموت قريباً ، كُلها تحركات عقارب الساعة البطيئة التي تكهنتْ بنهاية الزمان في لحظة وحيدة يستمّدُ فيها الشر تحركاته من افعال البشر

وما ان اردتُ ان ادير قدري عكس تلك العقارب الدامية حتى ارتمى على بصري الواقع المرير الذي لم اكن لأصدقه ان لم اره بعيني

بشرٌ قد ارتدوا الكذب كقناع لإخفاء خطاياهم !

حُلكة الظلام ما عادت تفيد حتى للاختباء ، فشياطين البشر قد مارست القنص من بعيد لتسلب الارواح ومنها روحي التي غُطَيت بالوحل منذ سالف الزمان

عالم اسود تحكمه الظلمة ورئيسه هو الغدر ومن يحركون حياته الخيانة والحقد والالم ، ومن بين ازقته الرطبة العفنة يختبئ الخير وحيداً ، مرتجفاً ، خائفاً من ان يكون ضحية لهذا العذاب الازلي

نيران قد اضرمت في كتاب ذكرياتي ، و شقوق قد تعاضدت كي تسبب لي خللاً في كياني

في هذا > العالم <

بهرجة الالوان قد خفتت من حفيف الهواء مستدرجة معها ارواح الضعفاء الى حيث يوجس الناس خيفة من الحياة ، الى حيث لا يمل من فيها من النحيب

تتحول هنا صرخات الى الى موسيقى عذبة وتندثر برفقتها الكثير من الحقائق ، تضيع آمال الكثيرين وتهوى اعينهم الدماء

تتراقص الاجساد على موسيقى الناي وتصدق ان لا خطر تحت جذع انسان نابض ، ولكن ما ان بذرت بذور الفوضى في اجوافنا حتى تحولت دنيانا الى شرنقة حرير

ازمع الجميع على النسيان وحاولوا التنصل من عالمهم هذا ، ولكن حافة الظلام منعتهم .. اوقفتهم .. وأخافتهم

انتصبوا ساكنين امام المقابر و هم ينتهكون حرمة الاموات بالصراخ ، انبتوا من قلوبهم صخوراً صماء لا تعرف البشرية

ومن زعزعة الكيان هذه والالتماسات الخافتة لأصوات السجناء ، كانت انا تقبعُ خائفة وسط السكون !


يتبع لا احد يرد ~ !
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-25-2014, 04:49 AM
 






لحظات السعادة ، وهم مطبق على مسامع الوحوش


[ الولايات المتحدة الامريكية – نيويورك – شلالات نياجرا - 2003 ]



تصاعد بخار مياه الشلالات على وقع اصطدام الماء الساقط من الاعالي الى قاعه المظلم الذي لم تعرف له نهاية واضحة ، بهرجة الوان المهرجان وتعالِ اصوات ضحكات الاطفال و زخور المكان بمختلف العائلات قد اضاف الحياة المفتقدة على هذا المكان ، صافية هي السماء بغيومها البيضاء وارتفاع شمسها الى كبد السماء ، برموشي التي اجفلت مراراً تشتت بصري بين كيانات هذا المكان وراحت اصواتهم تداعب طبلتي اذني بهدوء وانا ارمق كل ما حولي بنوع من الازدراء وعدم الرضيان

تجمع البشر في اسراب متشتتة منتفضة الاوصال ، منهم من اتى هنا كئيباً حزيناً يرنو ببصره على واقع مرير ويريد منه الفرار ، ومنهم من اتى الى هنا مشتاقاً تعيساً ينّدبُ حظه الذي القاه في غياهب لوعة الفراق ، و منهم من تجلت على وجهه ابتسامات الرضا والقناعة وارتوى من عبق الصفاء شُربة ماء شعشعت كل ما في جوفه من احقاد
ولكن لم يكن هذا ما اثار دهشتي وجرني الى نوعٍ جديد من الترقب والتأمل ، بل كان هذا الرونق الاجتماعي ، القسمات المتماثلة والتشابه الانساني الغريب بين كل الحاضرين ، اهتزازت الاصوات العالية واستكانة بعضها اثر مزحة سيئة
التدفق الغريب للهالة المحيطة بس جعلني اغلق عيني بشدة متسائلة هل الحلم مجرد ومضة تختفي ان اردنا الاستيقاظ منها ، صرخة الطفل بجانبي اخافتني وادخلت الي قلبي بعض القلق

تشبثتُ خائفة برجل والدي الذي احتلت ثغره ابتسامة ندى الصباح و التمعت عيناه الفضيتان ببريق الحنية والأمان رغم اني طالما اعتقدتُ ان خلف شعره الليلي الكئيب احزان وأوجاع لا يمكن لغيره ان يتحملها ويعرف مقدار محاكاتها للواقع

على شعري برفقٍ ربّتَ بيديه الحانيتين وابتسامته التي طالما عشقتها لا تزال بادية على ثغره الوضَاح بالحياة حتى انتشلني من التشبثْ بقدميه بأن حملني الى بين ذراعيه وانا ادفن خبايا ملامح وجهي في صدره النابض بقلب لا يعرف معنى الكذب

نحو تلك الاسوار التي طوقت المكان سار بخطى هادئة وهو على رأسي لا يزال يربتْ حتى انتصب واقفاً امامها سعيداً يُطرب اذني بصوته الساكن المفعم بالأمل

- تأملي هذه المياه التي تتسابق فيما بينها للفوز بالسباق خالقة من هذا السباق لوحةً بديعة لا تعرف التعكّر او الصفاء

رفرفتُ بجفوني وانا احاول استيعاب كلمات والدي المبهمة ، ربما لطفلة في عمري يصعبُ فهمها ورؤية ما اختفى خلفها من معانِ زاهية بالجمال

بخوفٍ ادرتُ وجهي وانا اُجعد قميص والدي من احكام امساكي به بقبضتي يدي الصغيرتين ، بعينين زائغتين عن الواقع صعب الادراك رمقتُ الشلالات بتفاجئٍ محض ، في عيني التمعت شعلة من الضوء البراق الذي يعكس انبهاري بهذا الكون بديع الجمال

اتسعت ابتسامة ثغر والدي وبدت السعادة على محياه وهو يرى بأن شبح ابتسامة اخذ يتضخم تدريجياً على ثغري الذي لم يعرف الابتسام منذُ فقدِ امي

امي التي عنت لي كل معانِ الحب والامان في حياتي ، تركتني وحيدةً بين جدران صماء وعديمة الروح ، متكورة على نفسي في ظلمة اركانها الخافتة ، بصوت ناحبٍ ابكي دموع الحرقة التي فطرت قلبي وكسرته كالمرآة الى ملايين القطع الصغيرة التي تلطخت بدماء قدمي

ماتت وحيدة في غرفتها وعلى الفراش الذي طالما بتُ معها فيه في الليالي الذي تطاردني فيها كوابيس عالمي ووحوش طالما خشيت من ان تنسيني معنى الانسانية

لم اكن اعلم بأنها مريضة ولم اكن افقه الى سعالِ الدمِ الذي كانت تذرفه على مغسلة حمامها في انصاف ليالي اكتوبر الكئيبة

الى حين سقطت صريعة بعد نزالها مع المرض تهاوى جسدها امامي وانا وسط احتفالي بيوم ميلادي معها لتمتلئ الارض بكريمة الكعكة التي سقطت من يدها اثر سقوطها كذلك

لازلتُ اتذكر اول لقاءٍ بأبي بعدها وسط جنازتها التي لم يحضرها الا عددٌ قليل ممن عرفها ، كنتُ خائفة مرتجفة الجسد وضعيفة الحيلة ، بحاجة الى حضن دافئ يعوضني عما فقدته والمّت فاجعتي به

وكُنْتُ كالميت الذي سجيَّ بغطاء الحياة وأعيدت روحه المهزومة الى جسده الهزيل الذي شابه الاموات اكثر من الاحياء ، انزلني من يديه الدافئتين لتحط قدماي على الارض الباردة وانا اترقب عينيه اللتين تحومان حولي محافظتين عليّ وتحمياني من كل الاذى في هذا الكون

امسك بكفي الذي لم يماثل كفه الكبير حجماً بخفة وهو يسير ببطء محاولاً ان يماشيني في السرعة التي لم اكن لها حليفةً حتى وصلنا الى عند عربة المثلجات التي لم احبها يوماً واعتبرتها الورم الخبيث الذي ينتشر ببطء في كينونتنا حتى يترك بصمته الازلية فيه

منها اشترى والدي علبتي ماء ، واحدة لي والأخرى له ، سار بجانبي بهدوء وأنا احاول ان اشرب هذه العلبة بهدوء حتى لا تسقط و ينتهي امرها كساقية للأرض العطشة ، قدمي تعثرت بحجر غادر على الطريق لاسقط وتنسكب العلبة كما كنتُ اخشى ، رمقني والدي بضحكة مكبوتة لاحمرار انفي الذي تعرض للضربة بقوة

رفضتُ ان ابكي امامه وحاولت منع دموعي من ان تسقط ليحمر وجهي اكثر وتخرج ضحكات والدي الهستيرية على منظري الحالي ، وقفتُ اوانا اتصنع الثبات والقوة ليرشقّني بعلبة الماء على سبيل المزاح وتلمع شرارات الدموع في عيني الزمرديتين

دنى مني بخفة ليحتضنني وهو يربت على رأسي ويهدأ من روعي ، ردد بصوت انساني كل الالم الذي ذقته منذ لحيظات

- الالم ليس ازلياً ، بل هو زائل كما كلُ شيء في هذا العالم زائل ، لا تتركيه ينال من نبضات قلبك الحية و يفتكها بسمه القاتل

كلُ ما ادركته في تلك اللحظة اني تمنيت ان الزمن توقف عندها ولم يكمل مسيرته التي تخبئ كل شيء بين ثنايا اوراقه ولم تدع تفصيلاً الا ودققت عليه تدقيقاً يجعله حتمي الحصول

همست في اذنيه بصوت لا تزال آثار البكاء عليه

- احبك ابي

- وانا اكثر ، شارلوت


يتبع لا احد يرد ~ !
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة آرْلِيتْ : ظَلَامْ ; 01-25-2014 الساعة 05:00 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-25-2014, 04:51 AM
 






دمعة فراق حارقة يتبعها نحيب جثث الموتى

] الولايات المتحدة الامريكية – نيويورك – محطة قطار الانفاق - 2003[
من تلك الشلالات عدنا وعلى ثغرينا لاحت ابتسامات السعادة مشرقة لتزين صفحة ذكرياتنا بلون الذهب النقي الذي عبّر في تلك اللحظة عما اختفى في جوفنا من الرغبة في الراحة الابدية
المحطة اكتظت بالناس مختلفي الطباع ، الاعمال و النوايا ، على كلٌ منهم رُسم نوع من الملامح التي اما اثارت فضولي وإما اوجستُ منها خيفة شديدة تتضح على قسمات وجهي الهادئة
شددت الضغط على كف والدي وأنا اقترب منه فزعة من قربي الشديد من البشر الذين لم احبهم يوماً ، لم اعتبرهم اصدقاء كما كانت تقول لي امي بل جعلتهم اعدائي الذين اتلذذ بتعذيبهم في اعماق غياهب عقلي المظلم ، فبسبب طبيبة حمقاء وصفت الدواء الخاطئ ماتت نبع حنان حياتي وهي امي ، وبسبب رجل ثمل قاد سيارته بإهمال بلا ادراك لما حوله مات كلبي الذي اعتبرته افضل اصدقائي على الاطلاق
سرتْ رعشة باردة في جسدي لأرجف منها فزعة وكأنما صوت جافٌ اجش يقرع ناقوس الخطر ويرسل اشارات التنبيه الالهية الى قلبي الذي لم يتعدى حجم قبضة اليد
تلك الافكار في عقلي نفضتها يمنة ويسرة وانا استرق النظر كل ثانيتين لوجه والدي الذي بدا عليه بعض الانزعاج من تأخر القطار الذي باتَ امراً طبيعياً لسكان هذه المدينة المزدحمة
ولكن في لحظة شعرتُ ان كل الاصوات من حولي خافتة وان فزعة غريبة في شراييني حاصلة ، وقعُ اقدام الموت هو كل ما سمعته من بين تزاحمات الخيال في عقلي الواهن
يد غادرة شاحبة المحيا و باردة الكينونة دفعت بجسدي الهزيل ليسقط على السكة الحديدة التي اهتزت من ارتطام عجلات القطار القادم ناحيتي ، صرخ الحاضرون و ارتاعوا لما رأوه حاصلاً من مصيبة ستحتل قنوات التلفاز لفترات طويلة
كل ما اتذكره في تلك اللحظة التي شعرت بطولها غير الطبيعي هو وجه والدي الذي اخذ يصرخ بشدة خائفاً ، مرتعباً و منكراً لفقده فلذة كبده الوحيدة
قفز مسرعاً على السكة ليدفعني بيديه الدافئتين بعيداً ولم يسعفه الوقت حتى يتحرك من مكانه لان القطار كان له عدواً لدوداً في تلك اللحظة بالذات
اتذكر تلك الحرارة الغريبة التي شعرت بها وذلك السائل الاحمر الذي غطى وجهي وملابسي كافة
اتذكر جسد والدي الذي تهاوى على الارض صريعاً مضرجاً بدمائه الحمراء القرمزية ، اتذكر جيداً ارتجاف قلبي ونبضه الذي لم يكن على عادته مطلقاً ، وكأنما سهم من نار حميم قد غُرس في قلبي حتى يذيبه بحرارة الفراق للمرة الثانية
اقتربت من جثة والدي خائفة والناس بهواتفهم يصورون وبعضهم يبتسم لفلم الرعب الجديد الذي شاهدوه بالمجان
جلست بجانبه ابتسم بصدمة ودمائه من عيني تسيل كالدموع الباكية ، بيدي الهزيلتين اخذتُ ادفعه بشدة وانا اطلبُ منه الاستيقاظ ، ولكنه ...
كان بارداً ، متصلباً ، وذو ملامح نائمة ، عيناه لم تعيا شيئاً و جسده الممزق الذي بدى وكأنه جسد جندي عائدٍ من الحروب بندوب لن تشفى مهما مرّ من السنين
كل ما شعرتُ به في تلك اللحظة مشاعري التي ماتت ببطء وصوتٌ اجش يهمس في اذني بكلمات لم افقه الى معناها بعد
"الخيانة لا تولد الا الكراهية والكراهية تُخلق من اجل حماية من نحب و طبيعة البشر المدمرة سوف تجعل العالم منهاراً ببصمة من العار والخزي تظهر على شاكلة مجازر تأخذُ حياة الكثيرين "
تحول مجال بصري الى الرمادي البحت وانا لا اسمع الا نبضات قلبي التي شابهت سيارات السباق في صوتها العالي و اشتداد شهقاتي التي همتُ فيها كمشردة عاجزة عن انارة صندوقها الصغير بنور منضدي خافت ليقي عينيها ظلام الدنيا
وضعت يديّ على رأسي لأصرخ بهستيرية هزت قلوب الحاضرين ورسمت نظرات الشفقة على ملامحهم
عبراتي تفجرت كينابيع حارقة انصهر الحديد فيها مستسلماً لحرارة وطغيان المياه اللاذعة ، هويتُ على جسده الميت صارخة وأنا اتشبثُ به مستنكرة موته و عبور روحه للعالم الاخر بهذه السرعة ، لم تكد تكمل سنة واحدة منذ ان شعرتُ بوجوده في حياتي وها انا افقده كما يفقد الملك فارسه الاخير في المعركة ، وكما تفقد الاميرة فارسها المغوار الذي كانت تتجلى فيه كل احلامها الصغيرة الوردية
اغمضت عيني بألم وأنا اشعر بحلقي الجاف يتقطع من النحيب والصراخ حتى فقدتُ الشعور بما حولي وأغمضت عيني على سواد لن ارى نوراً في نهايته غير الموجودة
استيقظت على صوت جلبة اصوات بعض الناس في المكان ، غرفة ناصعة البياض وكلُ من فيها اتخذ البياض رمزاً له ليكفر ربما عن ذنوب ارتكبها ظاناً منه بأنه الان يخلقُ من نفسه ملاكاً مُنزلٌ من الرب لشفاء ما في القلوب
نظرتُ الى الجميع بحقد وازدراء وعلى وجهي ارتسمت قسمات الرغبة بالقتل ، انتصبت امرأة في العقد الرابع من عمرها امامي بوجه صارم لا يمد للحنان بصلة وقد كانت عيناها الرماديتان اللتان شابهتا عيون والدي ضيقتين جداً وحادتين كحدة السيف المهند
لم تكلف نفسها عناء النظر الي او حتى القاء نظرة على حالي بل رددت بصوت اشد صرامة من ملامحها المرعبة وبجفاف طغى على جفاف الصحراء
- والدكُ مات وسيتم دفنه قريباً ، اما انتي فسوف تتجهين الى الميتم كحال كلُ من ليس لديه اهل
تجاهلتُ كلماتها التي لم تنم الا عن تشاؤم حاد ، اغمضت عيني مدعية النوم العميق وسط السكون الغريب الذي اتخذته الغرفة ملجأً هاربة من صرخات الم المرضى الذي احتجزوا هنا لوقت فقدوا الرغبة في عده
كل ما رسمه عقلي وسط الظلام الدامس كان صورة الدماء الحمراء ووجه والدي الملطخ بها وحسب
بشهقة مفزعة وثبتُ من سريري وعيناي على انبلاج شديد وكأنما الشيطان كان حاضراً هنا يمقتُ النظر الي بابتسامة ملؤها الخبث والرغبة في التدمير وحسب
فتحت عيني على واقع لم اظنه حياً او موجوداً ، على حقيقة لم ارد ان اتذكر ماهيتها يوماً
اوهامنا حقيقة وهي تطاردنا على شاكلة مسوخ متعطشة لدماء ضحاياها !
صرخت هنا بقوة كادت تصدع جدران الغرفة البيضاء وتحطم الحواجز التي بنيتها حول قلبي وانا اردد غاضبة
- اللعنة على عالم كان همه ارهاب ضحاياه !

يتبع لا احد يرد ~ !
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-25-2014, 04:52 AM
 



تحت امواج البحر المتلاطمة ، تيارات راحة ابدية

] الولايات المتحدة الامريكية – نيويورك – منزل عائلة تايلور - 2012[
سنين مضت منذ حادثة والدي المأساوية التي رافقها الكثير من الالم والعذاب وتأنيب الضمير ، فتاة انا في مقتبل في عمري ، في ربيعي السابع عشر الان
كئيبة ومنطوية على نفسها ، كارهة للعرق البشري وباحثة عن حقيقة موت من احبت يوماً ، اختبأتُ وراء قضبان منزلي منذ اليوم الذي هربتُ فيه من الميتم ، او بعد احراقه لا يهم بعد الان
انوار المنزل مطفأة ، تحركاتي فيه ساكنة وكأنما انا ظل قد تكون بفعل انارته الخافتة وراح يبحث في اغوار اسراره المغبرة والتي لم يعرف لها الزمن من مكيدة تمحوها
ارتكزت واقفة على احدى عتبات السلالم وانا ارمق ملف عمل والدي بين يدي بنظرات غامضة ، متفحصة ومتلهفة لبعض الحقائق
مهما حاول الناس ان يقنعوني بأن موت والدي حادثة ، صددتهم وتركتهم يضيعون طاقاتهم هباءً منهورا وانا احاول ان اقطع الشك باليقين ما دام لي بقايا من عقلي الذي ضاع على اثر النحيب و الصراخ الجنوني
اغلقت الملف لأصفع به بقوة على الجدار ويرتد ساقطاً على الارض وقد صدى صوت ارتطامه في ارجاء المنزل كافة
ترجلتُ من السلالم على حين غرة وانا انتشل معطفي من على الاريكة الحمراء القانية لأرتديه خارجة من حبسي الانفرادي هذا الى العلن الذي طالما كننتُ له الكره والحقد .
بين اكتظاظ البشر كنتُ سائرة واضعة يدي في جيوبي الدافئة وانا على ملامحي الغاضبة باقية ، رغم جمالي الذي تحدث عنه جميع من عرفتهم الا اني ارى نفسي مجرد وهم انسان ميت ، خالٍ من الحياة والإنسانية ، خالٍ من المشاعر والرغبة في الاستمرار
وما الذي يفعله من فقد الرغبة بالاستمرار ؟ ، سؤال طرحته على نفسي لأجد الجواب امامي ممتثلاً في ثلاثة خيارات صعبة الانتقاء ، اما حبل يلتف كالأفاعي حول عنقي حتى يجردني من انفاسي ، و اما سم حارق يدمر كل ما في جوفي ويلقيني صريعة على سجادة من دمائي والخيار الثالث كان اكثرهم محبة الى قلبي ، الى المياه قفزة واحدة تخترق طبقة الجليد السميكة وتحوله الى جسدي البارد حتى اناضل من اجل الحياة وانا في غياهب الظلام غارقة ، كلما نظرتُ الناس من حولي يتراءى لي بأنهم يسبحون ريثما اغرق في ذكريات لا استطيع الفرار من وهما وكوابيسها ، قد لا اكون جميلة كما ابدو ، وقد لا اكون مثالية كما يعتقد الكثير ، فأنا في النهاية من عرق البشرية الضعيف الذي امتزج بالكثير من السخائم لا المنتهية والأمراض الفتاكة
توقفتُ عند احد المحال التي اقصدها عادة ، دلفتُ اليه بخطوات باردة ناحية البراد متجهة ، فتحته وانتشلت علبة صودا فوارة واتجهت بها ناحية الرجل العجوز كيفين كي ادفع الحساب ، هذا الرجل الطيب طالما كان حنوناً وعطوفاً علي ، بلغ الستين شتاءً ، وهو على ابواب الموت يقرع ، لم يحظى بالأولاد ولم يعرف الاسرة لذا اعتبر كل يتيم في هذه المدينة ابنه الذي لم يلده وتكفل برعاية ذوي النفوس الضعيفة مثلي
شكرته وخرجت لاهثة من البرد الذي نخر عظامي نخراً مؤلماً ، تابعتُ سيري وانا افتح علبة السودا وارتشفها بسرعة الى جوفي الخالِ من الطعام لعدة ايام وكل ما في يصرخ طلباً لحصة طعام حرمتها على نفسي للوقت الحالي
انتبهتُ بعد فترة على فتى في عمري كان يراقب تحركاتي منذُ امدٍ ليس ببعيد ، شُقرة شعره اقتربتْ الى البياض اكثر منها الى الشقرة وعيناه الزرقاوات شابهت عيني ، الفارق الوحيد كان ان عينيه حيتان ، لم تكونا ميتتين كعيني انا
اسمه جاك ، انجليزي الاصل واتى الى الولايات المتحدة بسبب اعمال والديه ، فهما طبيبان مشهوران جداً وبارعان في عملهما ، اصبح يلاحقني منذ بضعة اسابيع بعدما وصل الى حقيقة كوني اريد الانتحار حقاً
تكلمتُ معه بضع مرات وحسب ، رغم ان البرود يغلب طباعه الا ان ابتسامته اسرت قلبي الحجري بصورة لن يتخيلها احد ابداً
اتجهتُ ناحية شاطئ البحر وانا اراقب امواجه المتلاطمة وسط سكون الليل الدامس ، صوته كان تهويدةً اعتدت على ان استمع اليها قبل ان انام وكأنما كل الحياة قد تلخصت في صوته الذي حمل احلام الناس منذ دهور مضت وساعد بعضهم على الوصول الى حيث يريد
رددتُ بهدوء ولاول مرة انا باسمة
- ارغب حقاً بأن اموت وسط امواج البحر الهادئة
لم اكن انتظر اجابة حتى ، ولكن ما اجاب عبارتي كان صوتاً غير انسيّ ، بعيداً ابعد البعد عن كونه كياناً حياً ، ارسى الرعب في قلبي كما فعل قبل سنوات في لحيظة موت والدي ، انه صوتُ عقلي الذي لم يرحم حال انسان واقف على هاوية الهلاك مثلي ، هرعت راكضة وسط الطرقات وانا لا اعلم ما الحل لمثل هذا الجنون الذي اصبتُ به
استوقفني جاك بيده التي امسكت بعضدي بقوة وعلى وجهه ملامح التعجب والصدمة ، بصوت بارد الاعصاب ولكن مليء بالدفء الذي لم اكن اكن له العداء قال لي
- ما الامر ؟
- لا شيء
- شارلوت ، لا تقدمي على أي عملٍ غبي
- لا شأن لك
سحبتُ يدي من بين اغلاله بسرعة ، لازمع الى حيث منزلي هاربة من واقع قد شيد شباك عناكبه على يقضتي ومنامي ليفتك بما تبقى لي من عقلانية مستديمة



يتبع لا احد يرد ~ !
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليكم اقنعة ممتازه لجميع انواع البشرة منى عزمى حواء ~ 0 02-23-2012 06:21 PM
اقنعة من الزبادي CRAZY~LOVE حواء ~ 4 02-23-2011 10:14 AM
أشنع أنواع الكذب.. الكذب في المزاح سيف الإسلام مواضيع عامة 4 08-24-2009 03:39 AM
اقنعة راح تعجبك رام حواء ~ 5 08-03-2007 02:04 PM
لمحبي الحفلات التنكرية ......اقنعة من نوع خاص... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 06-21-2007 01:25 PM


الساعة الآن 02:44 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011