عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #281  
قديم 08-30-2014, 08:59 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيغك رمانة >>>اااخخخخخخخ اسم جديد
ان شاء الله بخير
يااااه بارت رائع يا فتاة
1 اظن ان جيسيكا هي من حاولت قتل والدا لوي وكذلك اشعر ان الصغيرة نانسي تخفي امرا ما
2 لا توقعات
3 كل البارت اعجبني
افضل شخصية اعجبتني في هذا البارت هي نانسي
انتظر ابداعك القادم بفارغ الصبر
في حفظ الله ورعايته
R i m a#! likes this.
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس
  #282  
قديم 08-30-2014, 11:27 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][color=rgb(0, 0, 139)][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
قبل اي شئ : حمدا لله علي سلامتك عزيزتي ^^ اشتقت لكِ ^_^
ثانياً : البارت رااااااااائع كالسابق سلمت اناملك ^^
و الان الاسئلة :
من تتوقعون الفاعل ؟
ربما جيسيكا لآنها بعد ان ذهبت لدورة المياة تم إطلاق النار
توقعات اخرى؟
لا يوجد
جزء أعجبكم؟
لم ترد علي، كانت تنظر للأسفل بأعين حزينة، لم أعرف ما بها فأنا لا أعلم لغة العيون، بينما لوي كان يتفحص المكان بأعين حادة، فجأة!! سمعنا صوت طلقتين من مسدس، فأخذت نانسي و عانقتها بشكل لا إرادي! عانقتها و انا أنظر، و بين أنصاص الثانية و صرخات الناس، سقطت الثرية الضخمة حيث كانت الطلقتان موجه نحوها! لم أعرف ما جرى في تلك اللحظة على وجه التحديد، ما أعرفه هو بأن الناس الذين كانوا أسفل الثرية، بعضهم قد إبتعد في اللحظة المناسبة و الآخر قد نجا بنصفه الاعلى فقط، إلا أنه لم يكن هنالك أحد قد بقى سحق تحتها..
تناثرت شظايا الزجاج في المكان و تراجع الجميع للوراء و منهم من خرج خارج القاعة فوراً و لاشك بأن الفاعل قد خرج ايضاً ..

جزء صدمكم؟
فقال لي و هو ينظر للأمام: كما توقعت، فلوي لم يقل لك.
سألته عن ماذا يتحدث، فأجابني: لوي.. إن لوي إبن غير شرعي .
سوف أكذب عليكم لو قلت بأنني قد أخفيت دهشتي في تلك اللحظة، "إبن غير شرعي"، هذا ماكان يقصده كيفين عندما قال لي بأنه مختلف عنا بغض النظر عن قضية إختلاف أمهاتهم، إبتلعت ريقي و تمالكت نفسي، ثم سألته: لكن، إن كان إبن غير شرعي على حد قولك، فلماذا هو مع والده الحقيقي الآن؟ في العادة يفعل الرجال ما يفعلنه بالنساء ثم يتم التخلي عن الاطفال كلياً.
فقال لي: لا أعلم، أنا نفسي لا أعرف التفاصيل و لماذا والده الحقيقي قد أخذه، لكن خوفاً من الفضيحة تم تسجيل لوي كطفل متبنى منذ ولادته، و أمه التي هي خالتي قد إختفت كذلك بعد أن أتم عمره الاربعة شهور.
للأقول له و قد رفعت أحد حاجبي: القصة معقدة قليلاً.
إبتسم كارل من طرف فمه و قال لي: حسناً، سوف تعلمين كل شئ في الوقت المناسب.
قطع حديثنا عندما فتح الباب الامامي للسيارة قرب السائق، ليدخل لوي و يغلق الباب بنوع من الغضب، حيث كان يرتدي سترة و بنطال فحميان مثل لون شعره ،قميص أبيض أسفل السترة بدون ربطة عنق جعل مظهره يبدو متناسقاً، ليشغل كارل السيارة و يقول له: تبدو جذاباً، من ساعدك في إرتداء ملابسك؟
أغمض عينيه بإنزعاج و قال له: هذا ليس من شأنك.
ثم أخرج من جيبه علبة العدسات اللاصقة ووضعها على عينه الزرقاء، فقال له كارل بخبث: أما زلت تحتفظ بهذه العدسات ؟
تجاهله لوي، بينما أنا شخصياً فهمت لماذا كان يخفي لون عينيه عن العالم، لم أفهم الوضع كلياً بل جزئياً، ربما يشعر بأن هذه الاعين التي ورثها من والدته عبارة عن وصمة عار، وصمة عار تبرهن أنه إبن غير شرعي

شكرا عزيزتي علي البارت الرائع ^^[/align][/color]
[/cell][/tabletext][/align]
R i m a#! likes this.
__________________
In The Other World ..
No Pain ..
Do Not Despair ..
No Sorrow ..
Only Happiness ♥

في العالم الآخر ..
لا ألم ..
لا يأس ..
لا حزن ..
فقط السعادة ♥


رد مع اقتباس
  #283  
قديم 09-01-2014, 05:47 PM
 
مرحباا
البارت كالعاده رائع
شكرا عالرابط
من تتوقع االفاعل ؟
ممكن متل ما حكى لوي
افضل جزء
ففتحت باب الغرفة و نادت الشباب قائلة: يمكنكم الدخول الآن !
أول من دخل كان نيكولاس ثم هنري، بعدها بفترة ليست بطويلة لوي الذي لم يغير ملابسه بعد، ليقول هنري بإعجاب: تبدين رائعة.
أخفضت رأسي بحياء، ليخرج نيكولاس كاميرا من جيبه و هو يقول: بما أنك لا ترتدين هذه الملابس إلا في العقد مرة، دعيني ألتقط لك صورة.
رفضت بشدة لكنه في النهاية إلتقط ثلاث صور بعد إلحاح شديد منه و من هنري، مع هذا شعرت بالضيق للأن لوي لم يتكلم بكلمة أو يعلق حتى ..
قطعت حبل أفكاري لورين و هي تخاطب لوي بصرامة: أنت، متى تنوي إرتداء ملابسك ؟
فأطلق زفرة تدل على الضجر، فجأة رن هاتفه الذي في جيبه فوضعه على أذنه و قال مخاطباً الطرف الاخر: ماذا ..حسناً.. إنتظر خمس دقائق.
ثم أغلق الهاتف و أعاده لجيبه، و قال لي: كارل ينتظرنا في الاسفل، إنتظريني إلى أن أتجهز ثم ننزل له.
ليقول هنري للوي بإبتسامة ثابتة: دعني أخمن، سوف ترتدي أحد بدلاتك الرسمية القديمة.
فقال له لوي بهدوء: كيف عرفت ؟
فجأة أمسكه هنري من عنقه و جره خارج الغرفة قائلاً لي:كاثرين، يمكنك أنت النزول و الانتظار بينما ننتهي من تجهيز لوي.
بينما كان لوي يترنح سحبه هنري خارج الغرفة، بينما لورين قد وضعت علي معطفاً أسود اللون لكي أخرج.
خرجت و توجهت نحو سيارة كارل، ركبت في الوراء للأراه يشرب مشروباً غازياً، سألني: أين لوي؟
أجبته بأنه لا يزال يرتدي ملابسه، ثم نظرت لملابس كارل نفسه، كان يرتدي ملابسه المعتادة، فسألته: ألم تذهب للحفلة أنت ايضاً؟
أوقف شربه للمشروب الغازي في تلك اللحظة، نظر لي بنوع من الدهشة لكنها سرعان ما تلاشت، أقصد، أليس هو إبن خالة لوي ؟ ألا يجب أن يحضر الحفلة ايضاً بإعتباره فرد من العائلة؟ لماذا يبدو هكذا و كأنني قد قلت له حكاية خيالية للتو ؟
فقال لي و هو ينظر للأمام: كما توقعت، فلوي لم يقل لك.
سألته عن ماذا يتحدث، فأجابني: لوي.. إن لوي إبن غير شرعي .
سوف أكذب عليكم لو قلت بأنني قد أخفيت دهشتي في تلك اللحظة، "إبن غير شرعي"، هذا ماكان يقصده كيفين عندما قال لي بأنه مختلف عنا بغض النظر عن قضية إختلاف أمهاتهم، إبتلعت ريقي و تمالكت نفسي، ثم سألته: لكن، إن كان إبن غير شرعي على حد قولك، فلماذا هو مع والده الحقيقي الآن؟ في العادة يفعل الرجال ما يفعلنه بالنساء ثم يتم التخلي عن الاطفال كلياً.
فقال لي: لا أعلم، أنا نفسي لا أعرف التفاصيل و لماذا والده الحقيقي قد أخذه، لكن خوفاً من الفضيحة تم تسجيل لوي كطفل متبنى منذ ولادته، و أمه التي هي خالتي قد إختفت كذلك بعد أن أتم عمره الاربعة شهور.
للأقول له و قد رفعت أحد حاجبي: القصة معقدة قليلاً.
إبتسم كارل من طرف فمه و قال لي: حسناً، سوف تعلمين كل شئ في الوقت المناسب.
قطع حديثنا عندما فتح الباب الامامي للسيارة قرب السائق، ليدخل لوي و يغلق الباب بنوع من الغضب، حيث كان يرتدي سترة و بنطال فحميان مثل لون شعره ،قميص أبيض أسفل السترة بدون ربطة عنق جعل مظهره يبدو متناسقاً، ليشغل كارل السيارة و يقول له: تبدو جذاباً، من ساعدك في إرتداء ملابسك؟
أغمض عينيه بإنزعاج و قال له: هذا ليس من شأنك.

وما عندي توقعات لقصة بتذهلني وبتفاجئني كل شوي
حب6حب6
سلام
R i m a#! likes this.
رد مع اقتباس
  #284  
قديم 09-06-2014, 02:41 PM
 
مركز تحميل الصور
بالتأكيد لن تعطيني إجابة مقنعة، بل وضعتها على السرير، بينما الشبان الثلاثة قد خلدوا للنوم بالفعل في غرفة الجلوس، قررت أنا النوم معهم، لكنني عندما جئت أغلق الانوار عليها و أتركها وحدها في غرفة النوم قالت لي: لا تتركيني وحدي.
آه صحيح، نسيت بأنها تخاف من الظلام، حسناً، معظم الاطفال الذين في عمرها يخافون من الظلام، أطلقت زفرة ساخنة ثم توجهت لها و سألتها: هل تريديني أن أنام معك؟ أم تريدين أن تذهبي معي حيث غرفة الجلوس لننام هناك؟
أمسكت الغطاء بيديها الصغيرتان و قالت بعصبية: لا أستطيع النوم على الاريكة أو الارض ..!!
فسألتها مجدداً: إذن، هل تريديني أن أنام بجوارك على السرير؟
لم ترد علي، و كأن كبريائها لا يسمح لها بذلك أو ماشابه، فتنهدت ثم إستلقيت على السرير بقربها بعد أن أطفأت أنوار الغرفة، عندما إستلقيت بقربها شعرت بحرارة جسمها بقربي، كان جسمها صلباً و كأن العروق مجمدة أو متصلبة داخله، كانت ترتجف بشكل ملحوظ، فأنرت مصباح النوم الذي كان بالقرب من السرير، فرأيتها و هي مستلقية على شقها الايسر حيث تعطيني ظهرها، فوضعت يدي عليها و قلت: دعيني أرى وجهك.
لم تستجيب في البداية، لكنها في النهاية إستلقت على شقها الايمن فرأيت وجهها، كانت أعينها الرمادية الجاحظة بارزة بشكل أوضح بين عرصات الظلمة مما أشعرني بالخوف قليلاً، يبدو بأن النوم قد طار من عينيها، لذا حاولت فتح موضوع نقاش و سألتها: لماذا أتيت هنا مع لوي؟
إنكمشت و هي مستلقية في مكانها و هي تجاوب: لا أعلم.
فسألتها مرة اخرى: هل تحبين لوي ؟
فأجابتني و هي لا تزال منكمشة في مكانها: لا أعلم، فأنا لا أتذكره بوضوح للأنني كنت صغيرة، لكن ..
ثم أردفت: شعرت بأنني أريد أن أغادر ذلك القصر، كان أخي لوي هو المخرج الوحيد.
إستغربت قليلاً، ثم سألتها: لماذا تريدين أن تغادري القصر؟
إنكمشت أكثر و هي تقول: القصر واسع، واسع جداً، حتى أنا قد أضيع فيه، و كل شئ متوفر لي هناك من طعام و شراب و ألعاب و خدم، أشياء أكثر من هذا ايضاً، إلا أنني أشعر بالوحدة هناك ..
إمتلأت عيناها الرماديتان بالدموع و هي تكمل كلامها قائلة: أمي و أبي مشغولان على الدوام، أخي لويس نفس الحالة، لم يكن هنالك أحد بجواري إلى أن ظهر أخي كيفين، صحيح بأنه لا يعيش معنا في نفس المكان إلا أنني أشعر بفرحة غامرة بجواره، كان يأخذني معه إلى الخارج نادراً للأن والدتي كانت ترفض، لكن حتى لو كنا داخل القصر، كان يلعب و يتحدث معي ..!! و..
شعرت بأنها على وشك الانفجار و هي تتكلم، فأخذتها و حضنتها في حضني و أنا أقول لها: ليس كيفين فقط، يمكنك أن تأتي هنا لزياتنا في أي وقت، أنا و لوي نرحب بك .
مركز تحميل الصور
مرت تلك الليلة بعد أن نامت نانسي و هي تحضنني، أنا عن نفسي شعرت بالاطمئنان لوجود دفء طفلة بقربي، لكن في الصباح إستيقظت على صوت صراخ نيكولاس!! بينما نانسي كانت تغط في نوم عميق، يبدو أنها لن تحظى بنوم عميق هكذا منذ زمن، على كل، إبتعدت عنها بهدوء حيث كانت ذراعيها الصغيرتان حولي، ثم توجهت نحو غرفة الجلوس و أنا أسمع نيكولاس يقول بصوت عال:ماذا تفعل ؟!
عندما وصلت، رأيت لوي يغط في نوم عميق و هو يحضن نيكولاس الذي كان يواصل صراخه، بينما هنري كان يضحك عليهما، توجهت للأخير و سألته: ماذا حدث؟
فأجابني بإبتسامة كبيرة: كما تعلمين، فلوي لديه عادة حضن الاشياء و هو نائم، لذا كنا نعطيه إحدى الوسائد ليحضنها، لكن البارحة أخذت هذه الوسادة نانسي، لذا يبدو بأنه سار و هو نائم إلى حيث نيكولاس و حضنه.
تنفست الصعداء و قلت متمتمة: لقد أصبت بالرعب عندما سمعت الصراخ ..
إلى أن إلتفت لنانسي و هي تفرك عينها عند مدخل غرفة الجلوس، فتوجهت لها و قلت: آسفة، هل أيقظك صراخ نيكولاس؟
فجاوبتني و هي تتثائب: لا، لم أشعر بك بقربي لذا إستيقظت.
ياللعجب، إنها تملك بعضاً من صفات و عادات لوي بشكل غير متوقع، على كل حال! ذهبت بها للحمام و غسلت وجهها و أسنانها، بينما الشباب الذين في الخارج مستمرين في الصراخ و الضحك بشكل مزعج منذ الصباح .
أعددت الفطور ثم جلسنا جميعنا على طاولة الطعام، فسألت لوي مباشرة: هل إتصلت للويس لكي يعلموا بأن نانسي عندنا؟
أجابني و هو يحتسي كوب الحليب الساخن بهدوء: لا، لكن لا تقلقي ..
أطلقت زفرة طويلة، فأكمل كلامه قائلاً: أبي يكون دائماً في مكتبه و يأمر الجميع بأن لا يدخلوا عليه، فيونا تكون نائمة أو تذهب لتناول الفطور في الخارج، أما لويس فيداوم في شركة العائلة كما تعلمين، لذا أعتقد بأن الوحيدين الذين لاحظوا إختفائها هم الخدم .
لذت بجناح الصمت، فقال له هنري بجدية: حتى لو كان كلامك صحيحاً، يجب أن-
قاطعه لوي و هو يخرج هاتفه من جيبه و يقول: حسناً! حسناً! سوف أتصل بلويس، لذا توقفوا عن الازعاج من الصباح.
بعد أن إنتهينا من الفطور، ظللنا ننتظر لويس الذي لم يتأخر هو الآخر، فأخذت نانسي له حيث كان ينتظر عند باب الشقة بعد أن أعطيتها دمية الارنب المحشوة بالقطن التي جلبها لوي من حديقة الملاهي، عندما أخرجتها للويس، وضع خادم لويس عليها معطفاً أسود اللون حيث كانت ترتدي رداء النوم، ثم قالت لي و هي تحدق بأعينها الرمادية الجاحظة: هل يمكنني أن آتي مرة اخرى؟
هززت رأسي موافقة، بعدها أشار لويس لويليام خادمه بالانصراف هو و نانسي، بعد أن إنصرف قال لي بإبتسامة من طرف فمه: يبدو انها قد أحبتك .
فقلت له: لويس، إنها لا تزال صغيرة، لذا يجب أن تقضوا معها و لو ساعة من يومكم.
ظل ينظر لي بصمت، لكنه سرعان ما تنهد و قال :لنضع هذا جانباً، كاثرين، "ما علاقتك بلوي ؟"
ظللت أنظر له بإستغراب إلى أن أردف: أبي سألني عن علاقتك به فلم أعرف كيف أشرح له.
إلتزمت الصمت ،عندما رأني لويس صامتة هكذا قال لي: ما رأيك أن تأتي معي قليلاً؟
عندما سألته عن السبب، أجابني و هو يهز كتفيه بضجر: يبدو بأنك قد شددت إنتباه والدي للأنه رأك مع لوي مرتين على التوالي، لذا هو يريد التحدث معك قليلاً.
ظللت فترة من الزمن أفكر بعمق شديد جداً، لكنني في النهاية وافقت و ذهبت معه بدون علم أي أحد، نزلت معه للسيارة حيث كانت نانسي نائمة في الكرسي الخلفي، ويليام السائق، دخلت أنا في الكرسي الخلفي و جعلت رأس نانسي على حضني، عندها دخل لويس هو الآخر و أغلق باب السيارة، ثم قال لويليام: إذهب بنا للمنزل أولاً.
شغل ويليام السيارة و إنطلق، عندها أسند لويس ظهره على الكرسي الذي خلفه بشكل تام و هو يتثائب، بينما أنا كنت ألعب في خصلات شعر نانسي، ظل لويس ينظر لي ثم قال: كنت أود أن أسألك هذا السؤال منذ مدة، ألا تنويان أنت و لوي الزواج؟
جمدت مكاني، فجاوبته بتوتر: لا أعلم، لوي لم يفتح هذا الموضوع ابداً لذا تناسيته أنا الاخرى.
بعد أن جاوبته، ظل ينظر من خلال النافذة، فسألته قائلة: ألا تفكر بالزواج أنت ايضاً؟ أعتقد بأن عمرك مناسب .
فأخذ يلوح بيده بشكل يدل على انه يرفض الفكرة قائلاً: مستحيل! مستحيل!
ظللت أنظر له بنوع من الاشمئزاز، فقابلني بنظرات دهشة ثم تنهد و قال: لا تأخذي الفكرة الخاطئة، كل ما في الامر هو بأنني إن تزوجت سوف ينتهي الامر بها وحيدة كل يوم بسبب عملي في الشركة، بجانب ..
ثم أردف: أبي حالياً يفكر في أن يعيد لوي كرئيس للشركة، و لولا رفض لوي لكنت الآن في الائحة السوادء.
فهمت، لهذا جاء ذلك اليوم و قدم الشيك النقدي للوي، كان يريد أن يعيده للشركة، كما أتذكر بأن لوي قد تم تعيين كعضو في الشركة بعد أن أنهى الثانوية، لكن عندما كاد أن يصل لمرتبة الرئيس إختفى في تلك السنة .
قطع حبل أفكاري لويس و هو يقول متمتماً: إبن زنا قذر يحاول أن يسرق كل شئ –
قطعت كلامه عندما قرصته في فخذه، ثم قلت له له بغضب مكتوم: لا تقل هكذا، كونه إبن غير شرعي شئ ليس بيده أن يغيره، لكن لو أعدت التفكير أليس الخطأ يعود على والدك.
عندها أعطاني نظرة دهشة ممزوجة بغضب، بينما أنا لم أحرك عيني و لو قليلاً من مكانها، شعرت بالحرقة، المرارة، شعور ضيق و عدم راحة قد غمرني في تلك اللحظة، و كأن الدم في شرايني مثل النار المتأججة، تغير الجو الذي كان يعم السيارة للتو و عم الهدوء في المكان، إلى أن تنهد، وضع يده على خده و لاذ بجناح الصمت.
بعد فترة من الصمت القاتل، وصلنا للقصر، حيث نزل لويس، أما ويليام فقد أخذ نانسي النائمة و حملها، فنزلت أنا الاخرى ليقول لي لويس بهدوء: إتبعيني.
تبعته، بينما ويليام قد أخذ نانسي لغرفتها، ظللت أنا أمشي خلف لويس بين ممرات هذا القصر الشاسعة، إلى أن توقف أمام أحد الابواب، فطرق الباب ثم إنتظر لحظات ليدخل، ثم قال: أبي، لقد أحضرتها.
سمعت صوته من الداخل و هو يقول: حسناً، يمكنك الانصراف.
فتح لي لويس الباب لكي أدخل، عندما دخلت أغلقه، كانت غرفة مربعة ،على جانبيها يوجد مكتبتان تصلان لحد السقف، في كل رف كانت توجد كومات من الكتب، يبدو بأن والد لوي من محبي القراءة، على كل، أمامي كان هناك مكتب يجلس ورائه والد لوي على كرسي ضخم، و خلفه كانت نافذة زجاجية كبيرة تغطيها بستارة من مخمل أحمر.
تقدمت له و جلست على أحد الكرسين اللذان كانا قرب مكتبه، بينما هو الآخر كان يقرأ كتاباً في يده،لكنه سرعان ما أغلقه و شبك أصابعه قائلاً: إذن يا عزيزتي، ما إسمك؟
أخذت أحدق فيه قبل أن أجاوب، إن دققت النظر في معالم وجه فلوي يأخذ منه بشكل لا تلحظه من النظرة الاولى أو الثانية لوجه، على كل، صرحت له بإسمي، ليسألني مرة اخرى: منذ متى و أنت تعرفين لوي؟
أجبته :منذ الثانوية .
إلتزم الصمت للحظات يفكر، ثم سألني: هل كونت علاقة معه بسهولة؟
أجبته بتردد: حسناً، في السنة الاولى كنا مجرد زملاء، لكن أصبحت صديقته في السنة الثانية.
حاولت أن أعطيه إجابات سطحية قدر الامكان، فهو كان ينظر لي بهدوء شديد جداً بدون أن يرمش لمرة مما جعل الرعب يسري في بدني بشكل غريب، ليسألني مرة اخرى للمرة الرابعة على التوالي: مالذي شدك له؟
أجبته: في السنة الاولى لم أكن أعطيه أي إهتمام، لكن في السنة الثانية أجبرت للأنني أصبحت شريكته في مشروع ما، لذا..
ثم عم الصمت لفترة ليست بقصيرة، ليسألني السؤال الخامس: ماذا تعرفين عن لوي؟
ظللت أفكر جيداً وبعمق، شعرت للحظات بأنني في إختبار أو ماشابه، صحيح بأنني لا أعرف شئ عن ماضيه للأنه لم يصرح لي بشئ واحد، إلا أنني أعلم شئ واحد بأن لوي هو لوي، فأجبته بعد أن أخذت نفساً طويلاً: لوي لا ينسجم مع أي إنسان، قليل الكلام، إن فتح فمه فحكم و كلام جارح احياناً سوف يخرج من فمه، يستيقظ بسرعة من النوم و يحضن الاشياء عندما ينام، لا يحب الاشياء المرة، يحب القراءة و المطالعة، نادراً ما يخرج كلمات مدح من فمه، و هو ايضاً عبقري قد بورك بمختلف أنواع المواهب.
توسعت عينه بدهشة، ثم قال لي بعد أن إبتسم من طرف فمه: لم أكن أقصد هذه الاشياء، بل-
قاطعته و قلت له: أعلم، ليس كل شئ لكنني أعلم بعضها.
واصل التحديق بي، فسألته أنا هذه المرة قائلة: هل يمكنني أن أسألك سؤالاً، لديك ثلاثة أبناء من ثلاث نساء، من أكثر إمرأة تفضلها؟
عندها أسند ظهره على ظهر الكرسي و نظر للسقف و قال: حسناً، لو سألتيني سوف أقول لك، والدة كيفين.
سوف أكذب لو قلت بأنني غير مندهشة، أو بالاحرى مستغربة، توقعت في قرارة نفسي انه سوف يجاوب "والدة لوي"، لكن بعد أن قال جوابه هذا أشعر بدوار في رأسي، تمالكت نفسي لكنني في نفس الوقت لم أتجرأ شخصياً أن أسأله عن السبب.
إلتزمت كلانا الصمت، لحد الآن لا أعلم ما إن كان يتقبلني أم لا، أشعر في أنحاء من كلامه و قلبي كذلك بأنه يرفضني، لكن من الصعب الملاحظة بمجرد بضع أسئلة قد طرحت في أول محادثة لنا .
أطلقت زفرة طويلة، ليحرك والد لوي يده و يفتح أحد المجرات التي في مكتبه، أخرج شئ يشبه إطار صورة و ناولني إياه ،نظرت للصورة، كانت لوالد لوي عندما كان أصغر سناً، لاحظت بأن لوي يشبه في الملامح عندما كان يافعاً، و إمرأة يافعة اخرى بجانبه، الامرأة كانت ذات شعر ذهبي مخملي منسدل على كتفيها بطريقة جميلة، أعينها زرقاء و كأنها المحيط، لا أعلم لماذا، من ناحية الجمال والدة لوي، السيدة لوكا أجمل من هذه المرأة، لكن لسبب ما شعرت بالراحة عندما نظرت لصورة هذه المرأة، كأنها مثل الصفحة البيضاء التي لم تلوثها أي قطرة حبر.
صحيح، شعور الراحة هذا مألوف نوعاً ما، فهمت، إذن كيفين قد ورث نقاء قلبه من والدته، ليس هذا فقط، الاعين الزرقاء و الشعر الذهبي، شئ عجيب بحق !
قطع حبل أفكاري والد لوي عندما خاطبني قائلاً: أول إمرأة تزوجتها كانت فيونا (أم لويس)، لكن كيف أقول لك، كانت إمرأة ذات لسان حاد ووقح، إن أرادت الشئ تحققه مهما كانت الوسائل و تضرب الآخرين بعرض الحائط، حسناً، لقد كان هذا الزواج شئ مقرر من قبل والدينا و الغرض الحقيقي منه أشبه بالعلاقات التجارية لذا لم ينجح، جاء لويس، ما إن بلغ الخمس سنوات حتى إنفصلت عن فيونا .
أخذ نفساً عميقاً ثم أردف: تزوجت بعدها والدة كيفين، إسمها مارغاريت، كنا نختصره جميعاً و ندعوها "ماغي"، إمرأة طيبة بمعنى الكلمة، و ما أقصده بطيبة هو بأن ما في قلبها كان على لسانها، لم تخفي أي شئ و تكذب مرة، بعد أن تزوجتها جاء كيفين، ثم ..
"ثم" ..ثم.. ثم ماذا؟! بعد أن انهى جملته لاذ بصمت مفاجئ، وضعت الصورة على مكتبه و إنتصبت على رجلي بإندفاع، ضربت بيدي على مكتبه و قلت بإندفاع: ثم ماذا؟!
ترجل من على كرسيه و قال بهدوء: لا ترفعي صوتك، هناك أشياء لا يستطيع البشر قولها هكذا.
لذت بصمت ووقفت مكاني بحياء أنظر للأرض، عندها تنهد والد لوي و قال لي: إتبعيني.
خرج من الغرفة فتبعته، نزل الدرج و أخذ يتجول في ممرات القصر حتى أن إحساسي بالجهات قد إنعدم، إلى أن توقف أمام باب في زاوية، كان الباب معزول عن باقي غرف القصر، في زاوية منفرد وحده، فتح الباب لنرى درجاً يؤدي للأسفل، إنه يؤدي للقبو حسب خبرتي بأفلام الرعب، على كل! نزل من خلال الدرج فتبعته، إلى أن وصلنا لنهاية الدرج فمد والد لوي يده للحائط الذي قربه و أخذ يتحسس مفاتيح الانوار، ضغط الازرار ففتحت الانوار..
كان المكان أشبه بغرفة شخص ما، حجمها طبيعي جداً، بها سرير في الزاوية و مكتبة للكتابة مرصوصة بالحائط في جهة اخرى، لكن ليس هذا ما لفت نظري و أيقظ دهشتي، كانت كمية كبيرة من الاوراق مبعثرة على أرض الغرفة بأكملها حتى انني لم أعد أرى الارض تحتي بل كنت أقف على الاوراق، كان محتواها يختلف من قصص قصيرة إلى ألحان موسيقية و رسومات بقلم الرصاص، و ايضاً قصائد شعرية.
أما على السرير فقد كان هنالك أشياء غريبة لم أستطع رؤيتها من بعيد، توجهت نحوها و تناولت إحداها، كان أشبه بسطح أسود سميك موضوع في إيطار صور، و منحوتات من فضة كانت عليه بطريقة جميلة، كانت هذه الاشياء التي من الفضة مسطحة لكن بعض الاجزاء منها كانت بارزة مما أضفى عليها لمسة ساحرة، أخذت أنظر لهذه الاشكال التي كانت في أيطارات مثل الصور البارزة، الاشكال تختلف من زهور إلى فراشات إلى عصافير، على كل كانت كل هذه المنحوتات تعبر عن الطبيعة .
كانت تلك الغرفة أشبه بعالم صغير يحوي بعضاً من الفنون، الموسيقى و الادب، هكذا رأيته، نسيت كل شئ و نسيت جريان الوقت حولي، كانت أعمال جميلة بحق!
نظرت لوالد لوي و قلت بدهشة: إنها أعمال رائعة! لا، بل عبقرية! من فعل كل هذا؟
تقدم حيث كنت أقف بدون أن يحرك أي عضلة من وجه، أبعد بعض المنحوتات الفضية و جلس على السرير، ثم أحنى ظهره و لا يزال جالساً و مد يده للأسفل السرير و أخرج قطعة منحوتة اخرى إلا انني لم أستطع أن أراها للأنني كنت أرى الجانب الآخر من الايطار، نظر لحظة للشئ المنحوت الذي أجهله في الايطار، ثم أعاد النظر لي لفترة طويلة من الزمن، ثم أطلق زفرة طويلة و أسقط الايطار على الارض بين الاوراق، فإنخفضت لكي أتناوله، نظرت له، كانت من ذهب هذه المرة، منحوت على شكل فتاة عذراء ذات شعر طويل و كثيف و كأنها مثل الجنيات السحريات اللاتي في قصص الاطفال ،أعينها كانت مغلقة بإرتياح و أهدابها طويلة فوق عينها، ترتدي فستان عروس و تحيطها زهور شكلها يبدو مألوفاً لدي، ماكان إسم هذه الزهرة مرة اخرى ؟صحيح! زهور الاقحوان (ديزي) !!
قطع حبل أفكاري والد لوي و هو يسألني: هل فهمتي معنى هذه التحفة الفنية التي فاز بها لوي عندما كان في آخر سنة في الثانوية ؟
واصلت التحديق في التحفة الفنية التي أمام عيناي، لكنني في النهاية لم أتوصل لجواب يشفي غليل والد لوي، ربما للأنني كلما أنظر لها تعتريني الدهشة بسبب موهبة الانامل التي خاطت هذه التحفة الفنية، لذا عندما رأني والد لوي صامتة تنهد و قال لي: في لغة الزهور، زهرة الاقحوان تعني الطهارة و النقاء.
ثم سألني: هل تعرفين معنى إسمك؟
نظرت له و قلت مغمغمة: حتى لو سألتني لم يعتريني إهتمام يوماً بأن أعرف معنى اسمي.
تنهد مرة اخرى و قال: معنى إسمك هو نفسه معنى زهرة الاقحوان في لغة الزهور.
توسعت عيني ،لم يسعني أن أتكلم مع نفسي حتى، للأنني تفاجأت عندما و فجأة! ركل والد لوي التحفة من يدي و سحق يدي أسفل قدميه، كان غاضباً، نعم، تلك الاعين الكحلية مثل العاصفة السوداء، هذا ما رأيته، شعرت بالذعر للإنقلابه المفاجئ فقال لي: ألا تتوقفن عن الظهور أمامه يا قوم النساء ؟!
إستغربت مما يقوله، ربما فقد الرجل عقله أو أصاب بالخرف بسبب كبر سنه، حسناً هو ليس كبيراً في السن إلى ذلك الحد و قد كان هادئاً قبل قليل، كيف إنقلب نسيم الربيع لعاصفة شتاء يا ترى؟!
إنتشلت يدي من أسفل قدمه و إنتصبت على رجلي ثم ركضت للباب لكي أخرج من هذا القصر الذي كان أشبه بسرداب للتعذيب، هذا مع انني لم أبقى فيه سوى لحظات، يا ترى كيف كان الجميع يتحمل العيش هنا؟ أو بالاحرى مع الناس الموجودين هنا ؟
خرجت و صعدت السلالم، ليظهر لوي أمامي فجأة، توجهت نحوه و عانقته و أنا أرتجف، شئ غريب أحسست به في تلك اللحظة عندما سحق والد لوي يدي، هواجس ثقيلة ممزوجة مع بعضها، مع ذل و إهانة و كأنه يقول لي بأنني مجرد خادمة أو أقل منه مستوى، و من خوف و رعب، أعين و ملامح ذلك الرجل كانت مخيفة بحق، مالذي حدث للتو ؟
مسح لوي على شعري و قبل رأسي، ثم قال لي متمتماً: على كل دعينا نخرج من هنا الآن.
أمسك يدي و سار إلى المخرج، عندما خرجنا من مساحة القصر برمته كانت سيارة الاجرة تنتظرنا، فركبت أنا و لوي في الخلف ثم إنطلقت، عندها أطلق لوي زفرة طويلة و قال بإرهاق: دعيني أخمن، طلب منك لويس المجئ معه عندما أتى للإصطحاب نانسي، و أنت وافقتي.
ضممت ساقي و شددت على قبضتي ثم أنكست رأسي و جاوبت مغمغمة بنعم، فسألني عندها: إذن، لماذا كنت ترتجفين هكذا ؟
تغاضيت عن سؤاله و قلت له: لقد قال لي لويس بأن والدك يرغب في التحدث معي، لذا ذهبت، سألني بعض الاسئلة فأجبته لكن بأجوبة سطحية، ثم سألته عن أي إمرأة يفضل؟ والدة لويس، كيفين، أم والدتك أنت، فجاوب بوالدة كيفين، قال بأن اسمها السيدة ماغي.
عندها أسند ظهره على ظهر الكرسي بالكامل و قال: حسناً لا أستطيع لومه ..
ثم أردف: كانت إمرأة طيبة القلب بحق، ترتاح نفسياً إن كنت بجوارها و تحدثها عن مشاكلك أو أي شئ، أنا شخصياً أفتقدها .
توسعت عيني و قلت بدهشة: التفكير أنك قد مدحت إنساناً لهذه الدرجة يجعلني أرغب في مقابلتها، لكنها بالفعل ..
نعم، إن كنتم تتذكرون فآخر مرة ذهبنا لزيارة والدي في المقبرة، رأينا كيفين هناك و قد كان يزور قبر والدته، قطع حبل أفكاري لوي مغيراً الموضوع: إذن، ماذا حدث بعد أن سألتيه و جاوب؟
جاوبته بتردد: قادني إلى القبو و قال بأنها غرفتك في السابق، رأيت جميع الاوراق التي كانت مبعثرة على الارض من قصائد و قصص و رسومات فنية كذلك، آه! و ايضاً رأيت تلك المنحوتات التي من الفضة.
لم أذكر له تلك المنحوتة التي من الذهب، فنظر إلي بحدة و قال: بعدها ؟ أنا أسأل عن السبب الذي جعلك تخرجين مذعورة هكذا.
تجاهلته و قلت له مغيرة السؤال: والدك قال شئ عن قوم النساء، بأنهن يكونون دائماً أمامك أو شئ من هذا القبيل، ماذا يقصد؟
دعوني أخبركم بما كنت أفكر فيه أو ما فهمته من كلام والد لوي في تلك اللحظة، فهمت بأن لوي قد وقع في حب فتاة أخرى قبلي أو شئ من هذا القبيل، فتنهد لوي بضجر و قال لي بعد أن رأني أنتظر الرد بحرارة: لابد أنك تفكرين بأنني قد وقعت في حب فتاة قبلك، أليس كذلك ؟
فقلت له بدهشة: كيف عرفت ؟!
إبتسم من طرف فمه و قال: عندما تبقى مع الشخص لسنوات تعرف طريقة تفكيره، و طريقة تفكيرك بسيطة جداً، مع انك قد عشت معي إلا انك لم تعلمي ما أفكر فيه إلا للتو .
إنتفخت أوداجي غضباً و شعرت بالاحراج و الحياء في نفس الوقت، عندها وضع لوي يده خلف رأسي و مسح على شعري وصولاً لخلف رقبتي قائلاً: دعيني أخبرك، أنت أول شخص قد وقعت في حبه.
شعرت بالخجل، فإبتسم لوي و قال :لقد مر على حياتي أربعة أشخاص غاليين قبل أن أقابلك، ثلاث منهن نساء و الرابع كان صبياً في نفس عمري.
إبتسمت بإصطناع و قلت له: هل تمانع لو أخبرتني من هؤلاء الاشخاص؟
ليقول لي تلك الجملة التي لطالما أثارت غضبي ،" سوف تعلمين في الوقت المناسب"، متى يأتي هذا الوقت بحق ؟! لقد تعبت من هذه الجملة التي تتكرر على مسامعي بدون جواب أو سبب مقنع !!
تنهدت بضجر و تغاضيت عن الموضوع كالعادة، إلى أن تذكرت تحفة الذهب تلك التي أراني إياها والد لوي، لقد فهمت من كلامه بأن معنى زهرة الاقحوان يعني اسمي، و هو الطهارة، هل لوي قد نحت تلك التحفة الفنية بإعتبارها أنا إذن؟
أخذت نفساً عميقاً و قلت له متمتمة: شكراً لك، ع-على تلك التحفة الذهبية.
نظر لي فتنهد ثم قال: لا أريد شكرك..
لن يسمح لي بالتفكير أو النطق للأنه أردف قائلاً بعد أن أمسك يدي بشدة: ما أريده منك هو أن لا تتركيني، نعم، لا تتركيني مثلما فعل البقية.
إستغربت من كلامه، إبتسمت بإصطناع و قلت له: لا أتركك مثلما فعل البقية؟ لماذا تتحدث هكذا مثل الطفل الوحيد؟
توسعت عينيه الجميلتين ذات اللون الازرق و العسلي فتذكرت السيدة لوكا، شد على يدي أكثر و أكثر ثم أنكس رأسه للأسفل و قال متمتماً: أنت تقولين أشياء مثيرة للإهتمام، لكن في النهاية كلامك صحيح.
نظرت له بحزن ممزوج بدهشة عميقة، ظل ضاماً يدي بيده، تشابكت أصابعنا إلى أن وصلنا للشقة اخيراً، لم يتركها لحظة طول الطريق، و كأنه خائف حقاً بأن يترك وحيداً، لا أعرف ماذا عاناه لوي في الماضي و ما قد يعانيه في المستقبل، لكنني سوف أحميه هذه المرة !!
فتحت باب الشقة، فتفاجأت عندما رأيت هنري و نيكولاس ينتظران عند الباب، ما شدني هو حقائب السفر التي كانت بجانبهم، شعرت بالخوف من أن أفارقهما مرة اخرى، تظاهرت بعدم النظر و قلت لهما: م-ماذا تفعلان هنا؟
كما أذكر و على حد قولهما بأنهما سوف يعودان بعد عيد الميلاد، و الوقت لا يزال مبكر الآن على عيد الميلاد. .!
قطع حبل أفكاري هنري و هو يمسك يدي و يقول: عزيزتي كاثرين، أخشى بأننا مضطران للعودة.
فقلت له بإندفاع: لماذا؟ لقد قلت بأنكما سوف تعودان بعد عيد الميلاد أليس كذلك؟! عيد الميلاد لا يزال مبكراً!
لم ينطق نيكولاس بكلمة واحدة، بل كان يستند على جدار البهو الذي يؤدي للمخرج و هو ينظر للجانب الآخر فالشئ الوحيد الذي أراني إياه هو شعره الفحمي، فتذكرت أمي في تلك اللحظة، إعترتني رغبة غريبة في البكاء منذ زمن طويل، إلى أن وضع لوي يده على كتفي من الخلف و قال: كاثرين، لابد بأن لدى أخويك أسبابهما، لا تزعجيهما-
كان لوي مثل القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لي، قاطعته و قلت له ثائرة :مالذي تعرف أنت ؟! أزعجهما؟ أنا خائفة فقط من أن أفارقهما لا أكثر! شخص مثلك لن يفهم ما عانيته هذه السنين! شخص مثلك لن يفهم هواجس فراق العائلة!
عم الصمت، حتى نيكولاس الذي كان ينظر للجانب الآخر إلتفت مستغرباً، كنت سوف أتفوه بكلام جارح أكثر إلا أنني عندما إنتبهت على نفسي إنتفضت مكاني، لم أتحمل رؤية وجوههم و خصوصاً لوي، هل أنا حمقاء يا ترى؟ لماذا جعلت الغضب يسيطر علي؟ لماذا أيقظت الانانية و جعلتها روحي؟! سحقاً، سحقاً، سحقاً، لقد جرحت إنساناً قد قلت قبل قليل بأنني سوف أحميه، سحقاً لي! مالذي قلته للتو ؟!
أبعدت يد لوي عن كتفي ثم إنصرفت بخطاً سريعة لغرفة النوم و أغلقت على نفسي الباب، جلست على السرير و ضممت ساقي لصدري ثم أغرقت وجهي في حضني، كنت أخشى، لا،بل كنت أخجل أن أرفعه مرة اخرى! لقد.. لقد كنت خائفة فحسب.. أم تملكني ملاك الغضب فجأة ؟لا أعلم ..
إنتظرت فترة طويلة لا أدري كم مقدارها من الزمن أفكر في لا شئ، ما أعرفه هو أنني لم أغير جلستي تلك، مثل الفسيفساء الصماء و الفارغة، فجأة و بعد فترة الصمت تلك فتح الباب، لتأخذ ضربات قلبي تتسارع أكثر فأكثر، إنكمشت أكثر في مكاني، للأشعر بيد دافئة إستقرت على رأسي ثم سمعت صوت لوي يقول: إرفعي رأسك.
إنكمشت أكثر و تجاهلته، فأعاد كلامه مرة اخرى بحدة، عندها رفعت رأسي قليلاً للأظهر عيناي فقط، رأيته يجلس على السرير بجانبي، فتنهد و قال لي: تدعينني بالطفل و الآن أنت تتصرفين كالاطفال.
لذت بجناح الصمت، رمش بعينه مرتين و قال: أنا لست غاضباً كما أنت تظنين.
رفعت رأسي كاملاً و دموع حارة في مقلتي و قلت له بهدوء: آسفة، آسفة للأنني قلت لك مثل هذا الكلام، أنا فقط، أنت لا تعلم مقدار سعادتي عندما رأيت هنري و نيكولاس مرة اخرى أمام ناظري و صرت أراهما في كل يوم، الآن عندما رحلا فجأة أصابني الذعر و الهلع، بأنني سوف أفارق "الدرعين" مرة اخرى .
ليقول لي بإستفهام: الدرعين؟
حركت رأسي بإيجاب، ثم أسندته على ذراعي اللتان كانتا فوق ساقي المضمومتان لصدري و قلت: أمي كانت تقول دائماً، بأنني الزهرة و هما الدرعان.
ثم أردفت: شعرت بأنني الوحيدة التي تعاني، و بأنني الوحيدة التي ذاقت مرارة الفراق، آسفة، حقاً آسفة! لكن كانت تلك لحظة غضب و أنانية فقط، أنا الآن أشعر بالخجل بسبب ما قلته من قبل لذا –
قاطعني و قال مغيراً الموضوع: هل تريدين كوب شاي بالحليب.
توقفت عن الكلام و حركت رأسي إيجاباً بتردد، فإنتصب لوي على ساقيه و تجوه للمطبخ، لم يستغرق سوى عشر دقائق أو ربما أقل ليعود، ناولني الكوب، فتحسسته بأناملي، كان دافئاً، شعرت بالراحة قليلاً و أخذت أشربه شيئاً فشيئاً و بصمت إلى أن أنهيته، فتناول لوي الكوب مرة اخرى ثم أخذ يتجاذب معي أطراف حديث جانبي غير مهم، فقط لقتل الوقت ..
آه، غريب هذا الشعور، مع انني نمت جيداً الليلة الماضية إلا أنني أشعر بالنعاس الآن، حاولت فتح عيني قد الامكان إلا أنها كانت تأبى أن تفتح، شعرت بجسمي يثقل أكثر فأكثر و كأنني أنجذب للسرير، فأمسك لوي كتفي و جعلني أستلقي على السرير، طبع قبلة خدي، أصبح نظري مشوشاً فجأة و جفني يرفض أن يفتح بل أغلق على نفسه أكثر فأكثر بشكل غريب، أقصد، و كأنه يغلق من تلقاء نفسه !!
إستسلمت في النهاية للنوم، لكن عندما كنت بين عالم الواقع و الاحلام، قال لي لوي كلمة قد قبعت في ذاكرتي و لم تتزحزح منها مع كوني نصف واعية، نعم، لقد قال ..وداعاً.
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #285  
قديم 09-06-2014, 02:53 PM
 
،،
اللهم صلي على محمد و آل محمد ،،
شخبآركم يا شعب؟ حب6
وحشتوني !! المهم!! في البداية ..
المعذرة للأني ما حطيت خلفية بس كل ما أحط ما يرضى يطلع شي:haaa: آخر شي تمللت و قلت يلا عادي
و بما أن بكرة المدرسة عندي راح يكون البارت كل يوم سبت بإذن الله :cooler:
و قومين مرة ثانية للأني ما نزلت بارتين في المرة السابقة للأني كان فيني زكام زين مني نزلت بارت واحد
نجي الحين للزبدة(:3 بارت قميل صح ؟" class="inlineimg" />
مالذي حدث لكاثرين فجأة ؟ و ما قصة لوي؟
مالذي يعنيه والد لوي بكلامه لكاثرين؟
كل شئ بتكتشوفنه في البارت 28 إن شاء الله
بس ما أعتقد القصة بتكفي في بارت واحد يعني يمكن يتقسم لبارتين
البارت القادم هو البارت الذي لطالما إنتظرتموه عز
تتوقعون عن شنو ؟
مخبيه لكم SURPRISES و SHOCKS في البارتات الجاية
نجي الحين للواجب ..
مالذي حدث برأيك في نهاية البارت؟
.
.
لماذا قرر نيكولاس و هنري الرحيل فجأة؟
.
.
مالذي عناه والد لوي بكلامه عن قوم النساء؟
.
.
توقعات اخرى؟
.
.
جزء أعجبكم؟ عبارة أعجبتكم؟
.
.
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 03:00 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011