عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #351  
قديم 12-27-2014, 04:12 PM
 
.
.
31 ،،
فقالت له: حبيبي، شهادة الموت لا تكتب بالدموع بالحبر.
بعد أن سمعت تلك الجملة حملتني رجلي بتلقاء نفسها للأسفل متجاهلاً المحادثة التي كانت تحدث، هذا ليس من شأني فهذه أمور شخصية، يجب أن أنتهي من حل مشاكلي لكي أتفرغ لمشاكل الناس.
تناولت طعام الفطور و كأنني لم أسمع شيئاً من محادثة السيدة هيلين و زوجها، بعد الفطور خرجت وحدي، ركبت سيارة أجرة و توجهت إلى حيث الاماكن التي كانت قرب البناية التي أسكن فيها مع لوي، كنت أذهب إلى الاماكن التي يحبها كل يوم، على أمل أن أراه أو أجد ظله التائه لكن عبثاً، إلى أين تريد أن تأخذني؟
اليوم ذهبت للبناية التي سكنت فيها معه، و تحديداً إلى السيد هاري صاحب البناية الذي كان دائماً يجلس قرب مدخل البناية و يدخن تلك السيجارة الخانقة، عندما وصلت له، ألقيت التحية و سألته: المعذرة، لكن لوي قد خرج من هنا صحيح، هل لديك أدنى فكرة عن أين ذهب؟
نظر لي بإستغراب و كأنه يحاول تذكري أو ماشابه، ثم قال بعد زمن من التحديق: أتقصدين لوكا؟ لا ،لا أعلم أين ذهب.
ثم سألته بحيرة: كان الامر يحيرني منذ زمن، لماذا تدعوه لوكا؟ اسمه لوي.
إبتسم بخبث و قال: للأنني أحب أن أغيظ هذا الفتى.
ثم أردف: لوكا اسم والدته و لابد انك تعلمين، كنت أعرف والدته منذ أن كنا في عمر الشباب، كانت تعمل في ملهى ليلي و قد كانت حبيبة صديقي كذلك، لكنها إختفت فجأة .
فقلت له بإندفاع: هل يمكنك أن تخبرني المزيد ؟!
وضع إصبعه في أذنه بضجر و قال: لا تصرخي سوف أخبرك، يالازعاج.
ثم أردف: لوكا كانت عبقرية لدرجة انك تعرفين بانها ليست إنسانة عادية من عينيها، مع أن عملها لم يكن يناسب عقلها الكبير إلا كانت معتادة عليه، كنت أنا واحد من معارفها و أدرك من مجرد اول حديث بأنها عبقرية، لكنها إختفت فجأة، بعد ثلاثة عشر شهراً من إختفائها ظهرت مرة اخرى مع صديقي الذي يكون حبيبها و كأن شئ لم يحدث، عندما حاول البحث في الامر منها، وجدت بأنها قد أنجبت طفلاً من رجل غني و هذا الطفل يكون لوي، بعد أن أصبح عمره أربعة أشهر ألقاها ذلك الرجل في مستشفى للأمراض النفسية، هناك هربها صديقي منه.
ظللت صامتة لفترة من الزمن أحاول أن أستوعب، ثم سألته: لكن، ألم تقل انها عبقرية؟ كيف تم قبولها في مسشفى الامراض النفسية؟
أخذ ينفذ سيجارته بعدم مبالاة و قال: لا أعلم، لكن هناك خياران، الاول انها قد أصيبت بالجنون للأنها إبتعدت عن طفلها، الثاني بأن ذلك الرجل له نفوذ كبير لذا أدخلها بالقوة، مع انني أرجح الخيار الثاني.
بعدها إنتهت محادثتنا، ودعته و خرجت و أنا أشد أذيال الخيبة ورائي بتثاقل و كأنها سلاسل من حديد و فولاذ، بينما كانت الارضية مغطاة بالثلج، فجأة! جاء شئ ما فغطى وجهي، أخذت أترنح مكاني إلى أن تزحلقت ووقعت على الارض، عندما فتحت عيني رأيت قرداً صغيراً يقف علي، عدلت جلستي فتربع القرد في حضني ، فقلت له: من أين جئت يا هذا؟
فجأة جاء شاب فارع الطول، أصبحت بشرته البيضاء ذات لون أحمر بسبب البرد، شعره أحمر ناري، كان الامر اشبه بالمعجزة أمامي، و كأنه لهيب شمعة لا يزال نورها منتشر وسط رياح الشتاء القارسة.
جثا على ركبتيه أمامي بينما كنت جالسة على الارض، ما إن إنخفض حتى قفز القرد إلى داخل معطفه، فقال لي هو:أعتذر إن بدر منه ما قد أزعجك، هل أنت بخير؟
حركت رأسي موافقة، فأمسك يدي و ساعدني على النهوض، ثم أخذ يبعد الثلج عن معطفي، كان بعض المارة في الشارع يراقبون ما حدث بإستغراب، فإبتعدت عنه مباشرة و قلت له بإندفاع: شكراً جزيلا!
إبتسم و قال لي:لا داعي، لابد بأن السقوط قد آلمك، دعيني أعوضك.
. . .
أخذني إلى أحد المقاهي القريبة، و طلب كوبان قهوة له و لي على حسابه الخاص، مع هذا لا أزال مندهشة، ملامحه توحي بأنه من خارج البلاد، ألهذا السبب هو لطيف؟ للأن من مثله في هذه البلاد نادرون بعض الشئ.
قطع حبل أفكاري و هو يقول: لكن هذا غريب.
فسألته بتلعثم: ما الغريب؟
أجابني و هو يتأمل في الفراغ: لماذا إندفع إليك دي دي بمجرد أن مررت قربك؟
ثم أردف بإستغراب: هو عادة يندفع لروائح الاشخاص الذين يحبهم.
في تلك اللحظة تجمعت كل الافكار و الذكريات في عقلي، تذكرت أمر صديق لوي القديم، لوكي، لو أعدت التفكير فهذا الشاب يملك شعراً أحمراً نارياً و يبدو بأنه أجنبي، و للتو قال بأن ذلك القرد المدعو دي دي يندفع إلى روائح الاشخاص الذين يحبهم..
أعدت التفكير مرة اخرى، فتذكرت بأنني كنت أرتدي وشاح لوي الذي أهداني إياه في أحد الايام العاصفة الباردة، هل إنجذب ذلك القرد لرائحة الوشاح؟ لحظة، هذا ليس دليلاً كافياً بأن هذا الشخص هو صديق لوي القديم.
فقلت له بتردد: من تتوقع بأنها رائحته؟
أخذ يتعمق في التذكر لكنه في النهاية لجأ لجناح الصمت، فسألته بعد أن خطرت في بالي فكرة ما: هذا الوشاح الذي أرتديه الآن يحمل رائحة شخص أبحث عنه! هل يمكن لقردك أن يتعقب الرائحة؟
ظل ينظر لي بدهشة، ثم أطلق ضحكة خفيفة و قال: القرد لايمكنه تعقب الرائحة، لكن إن أردتي فلدي كلب في شقتي إن كنت ملحة على إيجاد هذا الشخص.
. . .
ذهبت معه لشقته هذه، كان مجمع سكني متوسط الرتبة، أي انه كان مقبولاً، ما إن فتح شقته هذه، حتى خرجت ببغاء من ذوات الالوان المتعددة من المناطق الاستوائية من الشقة و إستقرت على كتف الشاب، ثم دخلت خلفه، ما إن دخلت حتى شعرت بأنني في حديقة حيوانات أو غابة إستوائية، كانت الطيور و العصافير حرة طليقة في المكان، قطط من جميع الالوان تلعب في الارجاء، حتى انني وجدت أفعى تزحف بالقرب من رجلي فإنتفضت مكاني خوفاً و إلتصقت بذلك الشاب.
فقال لي بمرح: لا تخافي، إنها لا تعض.
لم أصدق كلامه بل ظللت أمشي على أطراف أصابع رجلي طول الوقت، إلى أن أدخلني غرفة الجلوس و أجلسني على الكرسي ثم إنصرف، كانت الطيور تحلق فوق رأسي و الجراء تمشي بين رجلي، يبدو بأنه مهووس بالحيوانات بشكل خارق!
ليأتي بعدها صغير آخر لنمر أبيض، ليست لدي خبرة بالحيوانات لكن أليست هذه الانواع من النمور نادرة؟ هذه المرة تقدم صغير النمر الابيض لي و أخذ يحدق بأعينه الزرقاء المستديرة، فجأة قفز و جلس على حضني ،بعدها بثوان عاد ذلك الشاب و برفقته كلب هاسكي ذو أعين عسلية و زرقاء.
ثم قال لي بعد أن رأى النمر على حضني: لابد انه قد أحبك، فهو يتعلق بالنساء كثيراً.
بينما أنا أخذت أحدق في كلب الهاسكي ذاك و هو كذلك يحدق فيني، فأخذت أمسح بيدي على وبره الاسود و الابيض، فقال لي ذلك الشاب بشغف: ماذا؟ ماذا؟ هل تحبين الحيوانات أنت ايضاً؟
فأجبته بهدوء: ليس تماماً، إلا انني أفتقد شخصاً يملك نفس أعين هذا الكلب.
فإذا به قد إلتزم الصمت، عندها سألته: صحيح لم أسأل عن إسمك، أنا كاثرين.
فأجابني بإبتسامة: بولوت، لكنني هنا في كاليفورنيا أستخدم اسم لوكي للأن اسمي الاصلي غريب بالنسبة للشعب هنا.
كدت أن أظهر معالم الدهشة، إن كان هذا حقاً صديق لوي الذي تخلى عنه، تلك الصداقة التي قرأت عنها بين أسطر من أحب، أراه هنا و الآن أمامي، و يساعدني على العثور على لوي، أهذه معجزة؟ أم قدر؟
. . .
خرجنا و كلب الهاسكي ذاك كان يمشي أمامنا بعد أن جعلته يشم رائحة الوشاح، ظللنا نتبعه و نتبعه، ربما أخذنا ساعات كثيرة و نمشي ورائه تاره و نستريح تارة، حتى خيم الظلام علينا و بسرعة، كانت السماء تثلج، بدأت أشعر بالبرد يسري في عظامي و كأن يحطمها، حتى توقف الكلب و نحن نمشي في الشارع فجأة، وسط تلك الاشجار المزينة بالاضواء البيضاء و كأنها نجوم ساقطة من السماء، هناك وجدته، نعم وجدته! إنه لوي! كنت أن أجري إليه ..
لكنني توقفت مكاني عندما لمحت، و من بين الثلوج المتساقطة، لمحته و هو كان يضم شخصاً ما إلى صدره، شعر طويل ذهبي و سيقان رشيقة، لم أستطع رؤية الوجه لكنها كانت فتاة، كان يعانقها و هو مغلق عينيه، تجمدت مكاني، لم أعرف كيف أوصف شعوري في تلك اللحظة أو حتى التعرف عليه، غضب؟ حزن؟ خيبة أمل؟ فرح؟ دهشة؟ إعجاب؟ لا أعلم، كل ما أعرفه بأن عيني كانت جافة، كان الامر اشبه بأنني على وشك السقوط من وادي عميق جداً، إلا انني متعلقة بغضن يرفض الانكسار !
فجأة وضع بولوت أو بالاحرى لوكي يده على كتفي و قال لي: هل هذا الشخص الذي كنت تريدين أن تقابليه؟
لم أرد عليه، أو بالاحرى لم أعلم بماذا أرد عليه، كل ما فعلته عن بأنني أمسكت ذراعه و سحبته معي منصرفة، كنت أمشي بصمت و أنا أسحبه، بينما الكلب يمشي ورائها، إلى أن إستقوفني لوكي بعد أن ابتعدنا و قال بهدوء: هل كان حبيبك أو ماشابه؟
لم أكن أريد أن أجيبه، إبتعدت عنه و قلت له: لاشئ يدعو للإهتمام، سوف أعود للمنزل.
فأمسك يدي بشدة و قال :لا يمكنني أن أدع فتاة تعود للمنزل وحدها في هذا الوقت المتأخر! سوف أرافقك.
تركني و إقترب من الرصيف ليوقف سيارة اجرة، إلا أن حركة السيارات و المركبات كانت متوقفة بشكل تام بسبب الثلج الكثيف الذي قد إرتفع جداً، شعرت بالبرد، أخذت أنفث البخار بين يدي اللتان داخل القفاز بحزن، لا أعلم لماذا، أنا أعلم بأن لوي لم يخونني، لا يمكنني تصديق بأن هذه السنوات التي مرت كانت مجرد كذبة، الامر اشبه بأنه يبعدني عنه بشكل إجباري لا أكثر، و أنا الحمقاء قد أطعته و إبتعدت عنه بعد أن وجدته اخيراً.
قطع حبل أفكاري لوكي و هو يقول بعجز: لافائدة، حركة السيارات متوقفة في هذا الثلج الكثيف.
إلتزمت الصمت، عندها قال لي لوكي: هل تريدين المبيت عندي الليلة؟
رفعت رأسي له بدهشة، فإنتفض مكانه و قال بإندفاع: آسف! أعلم بأن طلبي هذا مستحيل لشاب قد إلتقيتي به اليوم للتو!
إبتسمت و قلت له: لا، أنا أعرفك من قبل.
. . .
إنتهى بي المطاف أقضي ليلتي عند لوكي، خلعت معطفي و ظللت بكنزتي الصوفية ذات الاكمام الطويلة، و سروال جينز مع جوارب سوداء، أعطاني لوكي كوباً من الشوكولاته الساخنة و مجموعة من العصافير كانت مستقرة على كتفه، تطير تارة و تهبط تارة اخرى.
أخذت أتجرع كوب الشوكولاته بسرعة متناسية حرارته، فأسند لوكي ظهره على الاريكة و قال لي: هل ذلك الشاب كان حبيبك؟
كان يقصد لوي، فرفعت رأسي بهدوء و قلت له: أنا سوف اوجه الاسئلة لك، لذا اعذرني على عدم إجابتي لسؤالك .
هز رأسه بخفة فأردفت: هل لوي كان صديقك؟
توسعت عينه للحظات ثم قال بعد صمت دام ثوان: سوف أكذب عليك لو قلت لا.
ثم قال و هو يخفي إندفاعاً وراء هدوئه المصطنع ذاك: هل أخبرك لوي عني؟
فقلت له: يمكنك أن تقول هذا، لكن بما انت هنا هناك شئ أريد أن أقوله لك، و هو بأن لوي لم يقتل والدك، الشئ كان مدبراً.
لم يستغرب أو يندهش، بل أطلق ضحكة خفيفة و قال: أعلم بأنه ليس الفاعل، فوالده من دبر الامر.
أخذت أنظر له بدهشة إلى أن تابع كلامه قائلاً بهدوء: في البداية كنت أظن بأن لوي الفاعل، لكن عندما جئت لكي أرجع لبلدي اتى والد لوي و إعترف لي بالامر،يبدو بأنه كان يريد أن يدمرني لا أكثر، بجانب انه كان يريد ان يبعدني عن فأر تجاربه.
إلتزمت الصمت للحظات، ثم قلت له بإندفاع: لحظة! لحظة! كنت أتوقع أن تكون مندهشاً أكثر أو شئ من هذا القبيل، إن كنت تعلم بأن لوي ليس الفاعل لماذا لم تعود له؟ ألا تعلم بأنه قد إفتقدك؟
نظر للأسفل و قال بإبتسامة خفيفة: أتعلمين بأن العباقرة يجذبونك إليهم رويداً رويداً ثم يحطمونك، لوي كان عبقرياً، و قد كان يعتبرني صديقاً حقيقاً، و الامر نفسه يعود علي، لكن حتى الشخص الاحمق سوف يلاحظ وجود فرق بيننا، كنت أحاول أن أجاريه في فلسفته و كلامه إلا انني لم أكن أستطع أن أفهم كل شئ، و قد كنت أستصغر نفسي عندما اراه يبرز عبقريته هكذا.
أخذت أنظر له بدهشة و أفكر، بينما هو أردف قائلاً: لكن لم يكن هذا سبباً، عندما قتل والدي كنت أعتقد بالفعل بأن لوي هو من قتله، لكن عندما أخبرني والده عن الحقيقة، لم تكن لدي رغبة في العودة، ليس للأنني لا أستطيع مواجهة وجه بعد أن ظننت سوءاً فيه، إلا أنني كرهته بعد تلك الحادثة.
توسعت عيني، وضعت كوب الشوكولاته الذي لا يزال ساخناً على المنضدة أمامي بهدوء، حاولت أن أمسك أعصابي، فإنتصبت على رجلي و توجهت للأخذ معطفي المعلق، ثم جلست على الارض لكي ألبس جزمتي، فجاء إلي لوكي بدهشة و قال: إلى أين في هذا الوقت؟!
فأجبته على مضض: نعم، سوف أعود.
بعد أن إرتديت جزمتي إنتصبت على رجلي و أنا أشد على حقيبتي، فأمسك لوكي يدي و قال: لا يمكنني أن أدعك تذهبين، هل تعلمين كم الساعة الآن؟ بجانب انها تثلج في الخارج.
صفعت يده بقوة فتراجع بضع خطوات للوراء، و قلت له بهدوء: أنا أقدر إهتمامك بي، شكراً لك، لكن ..
ثم أكملت: لا يمكنني أن ابقى مع شخص يكره صديقه و يتركه، و صديقه كان يحتاج له في ذلك الوقت بشكل شديد.
فأخذ ينظر لي بدهشة و نوع من الغضب، فأكملت كلامي و قلت له: لقد كتب لوي في مذكراته عنك، بعد أن تركه الكثير من الناس الذين يحبهم، تخلت عنه والدته ووالده، إخوته كان واحد لا يحبه و الآخر لا يعلم عنه مع انه شقيقهم الاصغر، كنت أنت بصيص أمل بالنسبة له، و الآن أنت تقول بأنك تخليت عنه و أصبحت تكره و هو كان في أمس الحاجة لك ؟!
شعرت بأنني قد أخرجت ما في جوفي من كلام على لوكي، للأنه بالفعل قد جعل ألسنة النيران تشتعل في جوفي في ثوان، جلعني أغضب بالفعل مع انني نادراً ما أترك دم قلبي يغلي هكذا.
خرجت من الشقة و أغلقت الباب ورائي بقوة، ثم خرجت من المبنى بأكمله، حيث قد إرتفع مستوى الثلج على الارض بشكل أكبر من السابق، و الجو أصبح قارساً حيث انني احسست بالدم قد تجمد في شراييني مع انني كنت أرتدي ملابساً شتويتاً كثيرة، أخذت أنفخ بين يدي ليخرج البخار من فمي ،شعرت بالدوار قليلاً فأخذت أتمايل يميناً و شمالاً إلا انني إستعدت توازني فيما بعد.
أخذت أمشي بدون وجه معينة أو محددة، حركة السيارات لا تزال متوقفة بسبب الثلج لذا لا أستطيع العودة حيث جاك و ليندا فبيتهم بعيد، للتو خرجت من عند لوكي غاضبة و من المستحيل أن أعود له، ليس لدي مكان أذهب إليه و الجو بارد يبعث في نفسي الخوف بعض الشئ، كنت اتهاوى مثل الريشة.
فوقفت مكاني و أسندت ظهري على أحد المباني و أنا ألف جسمي بيدي لكي أجعله أدفء لكن عبثاً، شعرت رويداً رويداً بأنني أفقد الوعي، ساقاي قد خانتاني و لم تقويا على حملي بعد الآن، فسقطت على الثلج الموجود على الارض، أصبحت رؤيتي ضبابية و الدموع قد ملأت مقلتاي، شعرت بركبتي تحترقان من الثلج، مع كل هذا لم يفكر أحد المارة بمساعدتي .
نعم، هذا العالم قاسي، بدأت أتسائل في تلك اللحظة لماذا أنا ياترى في هذا الوضع؟ من أجل ماذا؟ هل من أجل أن أعود أجر أذيال الخيبة معي بعد أن رأيت لوي؟ أم من أجل أن اراه يصدني عنه؟ أم من أجل أن أستشيط غضباً على لوكي؟ أشياء كثيرة لا تعد و لا تحصى كنت أفكر فيها، حتى انني قد تذكرت أمي و أبي ،فجأة! شعرت بيد دافئة قد أمسكت يدي بإحكام، نظري كان مشوشاً في تلك اللحظة إلا أن الشئ الوحيد الذي اعرفه بأن ذلك الشخص كان كيفين.
. . .
وضعني في سيارته و ذهب بي إلى المكان الذي يعيش فيه، كانت شقة واسعة تطل على البحر الذي قد تلون بسواد الليل ثم غطته الثلوج، وضعني في السرير بعد أن خلع عني سترتي، قفازاتي و جزمتي .
بعد ان مددني على السرير، قال لي بقلق: هل تشعرين بأنك مريضة؟
إبتسمت و قلت له:لا، فقط أشعر بالدوار للأنني قد بقيت في الخارج لمدة طويلة.
و بالفعل، بعد مرور فترة من الزمن بدأت أستعيد وعي رويداً رويداً، فعدلت جلستي من على السرير حيث كان كيفين يجلس بقربي، فركت عيني ثم شكرته و قلت له: لكن، كيف علمت بأنني هنا؟ هل كنت ماراً في جهتي أم ماذا؟
نظر للأسفل و قال:لا، أنا كنت هنا في الشقة أشاهد التلفاز فحسب، لكن لوي إتصل لي-
قاطعته و قلت بإندفاع: ماذا؟! لوي إتصل ؟
نظر لي و إبتسم بطيبة، ثم قال: نعم، مع انه قال لي بأن لا أخبرك بهذا، قال لي بالمكان الذي كنت متواجداً فيه لذا جئت للأخذك.
لذت تحت جناح الصمت أفكر بعمق، إلى أن أمسك كيفين يدي الباردتان فنقل لهما الدفء، ثم قال لي: أصغي إلي، لوي يريدك أن تبتعدي عنه، و لو كنت في مكانه لفعلت نفس الشئ للفتاة التي احبها، للأن تواجدك مع لوي أو حتى معي يشكل خطراً عليك فأنت لا تعلمين ما قد يفعل والدي بك، لذا أرجوك أن تعودي للأخويك.
إبتسمت له و قلت: شكراً، لكن للأنني أحبه، سوف أظل أبحث عنه اينما ذهب.
في البداية كان كيفين ينظر لي بدهشة، لكنها سرعان ما تبددت وراء إبتسامته الصادقة تلك، ثم طبع قبلة رقيقة على جبهتي و قال بعد أن جعلني أستلقي مرة اخرى على السرير: على كل، إرتاحي الآن، و غداً سوف نرى ماذا نفعل.
. . .
في اليوم التالي، إستيقظت عندما أيقظني كيفين، بدت على وجه ملامح الحيرة مخلوطة مع الدهشة و الاستغراب، قال لي بصوت خافت: هناك زائرة تنتظرك.
نظرت له بإستغراب، لكنني سرعان ما إنتصبت على رجلي و غسلت وجهي، ثم خرجت لكي ارى من هناك، كنت اظن بأنها ليليان أو لورين أو ليندا، إلا انني جمدت مكاني مثل الجلمود عندما رأيتها، كانت فتاة في نفس عمري تقريباً، نفس طولي و نفس لون البشرة، شعرها أطول مني حيث كان يصل لركبتها، أشقر اللون مخملي، و عينيها زرقاوتان، و كأنني كنت أنظر لنفسي في المرآة، كانت تلك الفتاة نسخة مطابقة مني، حيث شكلها كان مشابهاً لشكلي بشكل كبير و ملحوظ، و لو كانت لي أخت توأم مفقودة لكنت قد وجدتها الآن!
أخذت أنظر لها بدهشة، بينما هي بادلتني نفس نظرات الدهشة كذلك، كان كيفين يراقب بهدوء، إبتسمت إبتسامة مصطنعة و قلت لها: المعذرة، من أنتِ؟
تبددت الدهشة من وجهها، ثم ردت علي بسؤال آخر: هل أنت الآنسة كاثرين ؟
حركت رأسي موافقة، فإبتسمت بحزن و قالت لي: أريد أن أتحدث معك، بشأن لوي.
زاد كلامها التعقيد في عقلي، زادت الاسئلة و غمر الغموض الوضع، أصبحت لا أعرف ماذا و لماذا يحدث كل هذا؟
جلسنا على الارائك الموجودة، بينما كيفين قد أحضر ثلاثة أكواب من القهوة و ثلاث شطائر بالجبنة، ثم قال للفتاة: أتوقع انك لم تتناولي الفطور لحد الآن، تناولي هذه الآن .
شكرته ثم رفعت نظرها له ببرائة نقية، شعور غريب يراودني، و كأنها فتاة تخرج للأول مرة من القفص، حيث كانت أنظارها تتفحص المكان بدهشة و إنبهار، و عندما نظرت لكيفين كانت ترمقه بنفس النظرات ثم سألته: من أنت؟
فأجابها: أنا كيفين، أخ لوي الاكبر.
ثم جلس بقربي و سألها: من أنت؟
إبتسمت و خاطبتنا قائلة: اسمي ماري .
ثم لاذت بجناح الصمت و كأنها لا تعرف ماذا تقول، فسألها كيفين بتلعثم: آنسة ماري، ماعلاقتك بلوي ؟
إلتزمت الصمت لفترة من الزمن، ثم قالت: ليس الصيف الفائت، بل الذي قبله، جاء لوي عندنا.
نظرنا لها بإستغراب، حاولت أن أفهم ما تقصده، إلى أن تذكرت تلك السنة التي غاب فيها لوي عن الانظار و اختفى! فسألتها بإندفاع: ماذا؟! كيف؟ أقصد متى؟! ماذا-
قاطعني كيفين لكي أهدأ، ثم سأل الفتاة بهدوء: من أين أتيت؟ هل أنت من هذه المدينة؟
هزت رأسها نافية ثم أجابت: أنا من منطقة ريفية فحسب، لوي قد جاء إلى قريتنا في ذلك الوقت لكي يبقى هناك فقط.
نظرت لها بإستغراب و قلت: يبقى هناك؟ ألم يكن يفعل شيئاً؟
فأجابتني بحسن نية:لا، قال بأنه يريد أن يأخذ فترة نقاهة لا أكثر، على كل! هذا ليس موضوعي الذي أتيت من اجله.
ثم أردفت و هي تنظر للأسفل: أتذكرين ليلة أمس عندما عانقني لوي، كنت أنا من عانقها لوي، كنت تنظرين ،أليس كذلك؟
حركت رأسي موافقة، فقالت بصوت خافت: ذلك العناق لم يكن من أجل حب اتجاهي أو شئ من هذا القبيل..
إلتزمت الصمت لفترة من الزمن ثم أردفت بثقة و أعين جادة: أنا أحب لوي، لكنني أعلم بأنه لا يكن نفس المشاعر لي، للأنه كان يحدثني عن فتاة تدعى كاثرين في السابق و بأنها تشبهني ،لا أعرف ماذا حدث بينكم إلا انه قال بأنه يريد أن يبعدك عنه للأنه يحبك لا أكثر، كانت هذه إجابته عندما سألته عن تفسير فعلته المفاجئة تلك.
ثم أكملت بجدية أكثر: لذا أرجوك! لا تتركيه وحيداً!
ظللت أنظر لها أنا و كيفين بأعين دهشة و إعجاب في نفس الوقت، كانت لدي أسئلة كثيرة لا تعد و لا تحصى لكي أسألها إياها، إلا انني عندما سمعت كلامها و شعرت بمشاعرها الكامنة تبخرت كل تلك التساؤلات و أصبحت أعدها مثل لورين و ليليان، أي صديقتي بمعنى آخر!
تجمعت الدموع في مقلتي إلا انني فركت عيني و قلت لها بإبتسامة ثابتة: بالطبع!
عندها سألها كيفين: لكن، هل تعلمين أين هو ؟
فأجابت بثقة:لا، إلا انني سمعته البارحة يحدث شخص في الهاتف و يقول له بأنه سوف يكون في المنزل اليوم.
.
،،
آسفة على التأخير مرة ثانية !
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #352  
قديم 12-27-2014, 04:12 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://store1.up-00.com/2014-12/1419463015895.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[cc=بعد ما قرأت]
حجز
[/cc]
كيف حالك ريما ؟
كيف البرد معاك ؟ بر
البااااارت كما قلت من قبل رااااااااااائع ويستحق التثبيت وأحلى تقييم والرواية
اكثر مـــــــــــــــ روعة ـــــــــــن
تأثرت بصراحه .. كفو يا كيفين عجبني
الحين ماري وش تبي بالضبط ؟ احسها بتكون عائق
ليييي يا لوي لما حطمت قلب كاثرييين ؟ << البنت شوي وبتمسك الرواية
على العموم البارت كان اجمل من الرئع ومؤثررررر كم هو
متوقع من كاتبتنا الرائعة " رييماااا حب3 "
يا فتاة من اين تخرج الأفكار الغامضة !!
ما راح اقل الا ما شاء الله ابداع رااائع حب7
اتمنى تتقبلي ردي ومروري
وشكراً على البارت الأكثر من رائع
تم { تقييم + لايك }
دمتي بحفظ الله ورعايته


من متابعتك " brik-sama "

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________
لا اله الا الله

التعديل الأخير تم بواسطة KEMOCHI ; 12-27-2014 الساعة 05:10 PM
رد مع اقتباس
  #353  
قديم 12-27-2014, 04:25 PM
 
حجز
R i m a#! likes this.
__________________
لست هنا
رد مع اقتباس
  #354  
قديم 12-27-2014, 04:29 PM
 
حجز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا اصدق اني في المقعد الثالث من ال vip يعني طبعا انا اعترض مكاني مو حلو لازم اكون في المقدمة الاولى دائما و ابدا بس تدرين طولتي علينا جدا يا اختي الغالية ريما لسة انا ما اصدق الي صار شو لوي ياخذ نقاهة و يترك كاثرين و يتعرف على بنت ثانية اسمها ماري و تشبه كاثرين و الله قلبي انكسر لما شافت كاثرين ان لوي يحضن ماري كنت بصير مجنونة اكيد و بصراحة لو كنت مكان كاثرين ما كان خليتها تحكي حرف واحد بقتلها و اشرب من دمها الصراحة جدا تأثرت و انا نادرا ما اتأثر بالروايات بس شو اسوي ابداعك ما ادري منين لا يوصف يا ريت تصير روايتك حقيقة و لو صارت حقيقة في احد فاتمنى اكون اول من يجرب هل شئ الي اعجز عن وصفه جمال الاحداث رقة المشاعر و كل شئ بدون استثناء بس اكثر شئ غريب هو ان والدة لوي عبقرية الظاهر ان الاب غبي و العياذ بالله الله اعلم و الاغرب ان الكل اكيد نسي لوكي خاصة انا يعني نسيان بسيط مجرد انك ذكرتيه بدأت استرجع الذاكرة بس انتي رجعتي و خليتي بعد ما كان شخصية هامشية بالنسبة الي مقارنة بحبيب الملايين لوي و كاثرين وشلة المجرمين و اقرباء لوي و اصدقاء كاثرين و لوي شو حلو بس ممكن توضحي هل كانت السيدة هيلين تتهكم بزوجها والد جاك لما ردت عليه بشأن الوصية لأن عقلي ما يقدر يستوعب ابداعك الكلي في هي الرواية اخيرا اكثر شئ يخوف ان العنوان يتحدث عن ان الوان العذاب قد قادتني الى حبال المشنقة كأنما شئ سئ سيصيب لوي بسبب ما عاناه من العذاب و احتمال كاثرين و انا مرعوبة من القادم اخيرا و ليس اخرا متى تنزلي البارت القادم و ارسلي لي البارتات القادمة قبل الكل رجاءا
R i m a#! likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة Stars princess ; 12-27-2014 الساعة 07:21 PM
رد مع اقتباس
  #355  
قديم 12-27-2014, 04:50 PM
 
حجز مطول
R i m a#! likes this.
__________________
إعتزال
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 01:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011