عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2014, 01:11 AM
 
القيم الاسلامية الجزء السابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم وبه العصمة والتوفيق . وبعد نتابع معا ما جاء عن الجمال واهميته وانواعه
1 / تعريفه : الجمال ضد القبح ، وهو الحسن والزينة ، ومنه الحديث : « إن الله جميل يحب الجمال » أي حسن الأفعال ، كامل الأوصاف واصطلاحا : حسن الشيء ونضرته وكماله على وجه يليق به ومعنى ذلك ، أن كل شيء جماله وحسنه كامن في كماله اللائق به ، الممكن له ، فإذا كان جميع كمالاته الممكنة حاضرة فهو في غاية الجمال ، وإن كان الحاضر بعضها فله من الحسن والجمال بقدر ما حضر . فالفرس الجميل هو الذي جمع كل ما يليق بالفرس الكامل ، من هيئة وشكل ولون وحسن عدو ، وتيسر كر وفر عليه . والخط الجميل هو الذي جمع ما يليق بالخط ، من تناسب الحروف وتوازيها ، واستقامة ترتيبها ، وحسن انتظامها ، فلا يجمل الإنسان بما يجمل به الحيوان مما هو من خصوصيته ، ولا يجمل الخط بما يجمل به الصوت تخصيصا ، ولا تجمل الأواني بما تجمل به الثياب خاصة ، وهكذا سائر الأشياء .
2 / أهميته : الجمال سمة واضحة في الصنعة الإلهية ، وحيثما اتجه الإنسان ببصره ، يجد من صنع الله ما يجذبه بلونه ، أو يستهويه بصوته ، أو يتملك فؤاده بدقته المتناهية وصنعته المحكمة ، فهو -أي الجمال - بعض آيات الله ، التي أودعها في خلقه ، وطلب الإنسان أن ينظر فيه ، ويستجلى أسراره ، ويستقبل تأثيراته ، ويعتبر بعبرته قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } فقد تضمنت الآية جمالا من الطبيعة ومظاهرها ، ما يدعو المرء إلى النظر والتأمل فيها ، بل إن هذا الجمال ما ذكر هنا ليحفظ ويعلم فحسب ، ولكنه ذكر أيضا كي يستمتع به الإنسان ، لأن المنفعة المادية ، ليست وحدها هي الغاية من خلق هذه المخلوقات ، على هذا الوجه ، ولكن الجمال كذلك منفعة معنوية ،لأنه مما يستمتع به الإنسان لذلك قال الله تعالى في الأنعام { وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } فذكر الله تعالى المنافع المادية وأعقبها بالمنافع المعنوية والمتمثلة في الناحية الجمالية التي تحدثها في نفس صاحب الأنعام أو غيره .
3 / مقومات الجمال : ولكي يكون الشيء جميلا ، لا بد أن يتضمن الأمور الآتية :
أ-السلامة من العيوب : فكل شيء جميل ، يدرك جماله وحسنه بسلامته من العيوب ، وخلوه من أي خلل ونقص . وقد لفت القرآن الكريم النظر إلى التأكد من وجود هذه السمة في الجمال ، وذلك بعد تسجيله بعض مظاهر الجمال في الكون ، ففي الحديث عن جمال السماء ، قال تعالى : { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ } فقد نصت الآية على جمال السماء وزينتها ، وأنها سالمة من الشقوق . وما ذلك إلا نفيا للعيوب عنها ، وتأكيدا على جمالها .
ب-التناسق والتنظيم : وهو سمة أخرى للجمال تقوم أساسا على التقدير والضبط والإحكام وتحديد نسب الأشياء بعضها إلى بعض ، في الحجم والشكل واللون والحركة والصوت ، وقد تحدث القرآن الكريم عن هذه السمة ، مقررا اعتبارها في أصل الخلقة والتكوين ، قال تعالى : { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } سواء كان صغيرا أو كبيرا ، ناطقا أو صامتا ، متحركا أو ساكنا . إننا لو ألقينا نظرة فاحصة على الإنسان ، لأدركنا التناسق الذي يتجمل به هذا المخلوق الصغير ، ولعل قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } ، { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ }{ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } إضافة إلى دلالته على الإحكام والتقدير والتسوية والتعديل ، فانه يشير إلى دقة التناسق بين عقل الإنسان وروحه وجسده ، والتناسق بين أعضاء جسمه وبين الأعضاء الأخرى ، والتناسق بين أجهزة عضو من أعضائه ، وبين سائر الأجهزة
ج-النص والتعيين : ليس كل جمال في هذا الكون الفسيح ، مما يدركه الإنسان ، دون أن يساعده في تعينه وحي من السماء ، فإن الكون أوسع من أن يحيطه الإنسان بعقله المحدود ، وقد يخفي عليه وجه الجمال في شيء من الأشياء لا لخلل يرجع إلى الشيء نفسه ، أو كونه فاقدا للتناسق والتنظيم ، ولكن لكون الإنسان عاجزا عن إدراكه ، وقاصرا عن الإحاطة به ، ولعل مجال الجمال المعنوي أكبر دليل على ذلك ، إذ لو لم يتم النص عليه والتعيين له بالوحي ، لما أدركه الإنسان ، ولظل جاهلا دهرا طويلا بمجال رحب للجمال الذي لا غنى له عنه . وسيأتي تفصيل ذلك في الفقرة التالية غدا ان شاء الله بحوله وعونه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القيم الاسلامية الجزء الخامس عشر mohamed_atri نور الإسلام - 2 03-03-2014 12:28 AM
القيم الاسلامية الجزء السابع mohamed_atri نور الإسلام - 3 02-25-2014 10:07 AM
القيم الاسلامية الجزء التاسع mohamed_atri نور الإسلام - 0 02-20-2014 01:23 AM
القيم الاسلامية الجزء الخامس mohamed_atri نور الإسلام - 0 02-15-2014 01:05 AM
القيم الاسلامية الجزء الثالث mohamed_atri نور الإسلام - 0 02-13-2014 01:30 AM


الساعة الآن 06:26 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011