عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-19-2014, 08:13 PM
 
Wink ♥Αƞαѕтαѕiα♥ ~عالمي الوردي سأغيره بنفسي~

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:7px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




مرحبا كل الحبايب لقد عدت مرة ثانية فكما تعلمون لا أستطيع أن أتغيب عليكم كثيرا...

هذا الموضوع هو مشاركتي في مسابقة "عالمي الوردي سأغيره بنفسي".حب5حب5حب5

و هو عبارة عن رواية بتحكي عن الفلم "أناستازيا"،"Αƞαѕтαѕiα":nop::nop::nop:

لقد قررت تنزيلها مرة واحدة بدل تقسيمها إلى فصول لأن النت لا يساعدني سوري..









[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

صديقتي الخنفوشارية:

التعديل الأخير تم بواسطة الكونتيسة مريم :) ; 04-19-2014 الساعة 09:10 PM سبب آخر: خطأ مطبعي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-19-2014, 10:29 PM
 
Wink

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:7px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









المهم بدون مقدمات لأني لست بتلك البراعة في صياغتها سنغوص أنا وأنتم في طيات هذه القصة و التي يمكن أن تتصف بشيء من الغرابة. ستبدأ قصتنا قبل زمن ليس ببعيد في قصر فخم تميز بمعماره الخلاب و رقي زخارفه، بني بعناية فائقة جعلت الرائي اليه أسيرا لجماله ، قصر لا ينفك ينتهي فيه حفل راقص حتى يبدأ آخر على الفور،كان ذلك قصر أل"رومانوف" العائلة القيصرية الحاكمة في ذلك الزمان في عهد نيكولاس الثاني، كان القصر يعج بالخلائق فهؤلاء نساء فاتنات يتجولن أو يرقصن وهؤلاء نخبة الرجال شغلهم الشاغل أعمالهم، كان القصر مجهزا بأفخم الزينات فكنت ترى الثريات الكريستالية تملأ المكان و باقات الورود هنا و هناك، و الموسيقى التي تطرب لها الآذان، كانت بين كل هذا فتاة صغيرة بفستانها الأزرق وقبعتها الغريبة الشكل، تراقص أباها و الإبتسامة لا تفارق محياها كانت تلك وريثة أل- رومانوف-.... - آناستازيا رومانوف-، كان شعرها البني يتطاير مع نغمات الموسيقى العذبة وعينا جدتها- ماري- تراقبها بسعادة، فما أدركتها حتى أخذت تجري لتريها ما صنعته يداها من رسم جميل فاكتفت الجدة بضحكة جميلة على طفولية حفيدتها اليافعة و كانت تلك الفرصة المناسبة لتقدم لها تذكارا يحفر في ذاكراتها كان ذلك صندوقا موسيقيا ذهبي اللون مرصعا بالجواهر المشعة أما هدف الجدة من الصندوق فقد كان تبديد الحزن الذي سيغشى حفيدتها الصغيرة لدى مغادرتها إلى باريس فقالت الصغيرة و ابتسامة متلألئة على و جهها: لي؟؟..أنا؟... وأضافت بتساؤل: هل هو صندوق مجوهرات؟. فابتسمت الجدة قائلة: انظري، و أخرجت مفتاحا صغيرا من حقيبتها كان عبارة عن قلادة ثم أدخلته في فتحة الصندوق فبدأ هذا الأخير يفتح و يصدر ألحانا عذبة فقالت - آناستازيا- بتفاجأ: انه يغني أغنيتنا. فضحكت الجدة وقالت: يمكنك تشغيله عندما تريدين الخلود للنوم و تدعي أنني أنا من أغني لك. فأخدت الجدة تغني بصوتها العذب و الصغيرة تميل هنا وهناك مع اللحن وتردد الكلمات هي الأخرى. فلم تكتفي الجدة بتلك الهدية بل أخرجت قلادة جميلة هي نفسها مفتاح الصندوق و خاطبت حفيدتها قائلة: اقرئي ما كتب عليها. فأخدتها -آناستازيا- و حاولت قرائتها. فقالت بصوت طفولي: س...سويا في باريس.ثم أضافت بسعادة عارمة: حقا...أوه جدتي. و احتضنتها طويلا. في تلك اللحظات كان ظل أسود مظلم يطبق على قصر أل "رومانوف" كان شره يظهر جليا مع تقاسيم وجهه فقد كان معروفا بكراهيته لنيكولاس القيصر وعائلته. ومع دخوله بث الرعب في نفوس الحاضرين لقد كان شخصا ذو سلطة شريرا وخطيرا لقد كان يدعى -راسبيوتن- ومع وصوله إلى الأدراج تلقاه مالك القصر السيد نيكولاس وخاطبه بغضب وحنق: كيف تتجرأ على العودة إلى قصري. فأجابه مدعيا البراءة واللطف: لكنني مستشارك. فرد السيد نيكولاس في سخرية صاحبت غضبا واضحا: مستشاري.. هاه.. أنت خائن أخرج من هنا. فأجابه بغضب: هل تظن أن بإمكانك معاقبة العظيم -راسبيوتن- ؟ بالسلطات الشيطانية التي ألبست في..سأعاقبك بلعنة.. فوجأ كل الجالسين من بينهم – ماري- وحفيدتها. فأضاف –راسبيوتن- متوعدا: تذكر كلماتي..أنت وعائلتك ستموتون خلال أسبوعين.. أنا لن أرتاح حتى أرى نهاية أل -رومانوف- للأبد. فانطلق شعاع أخضر اللون من أنبوب زجاجي يحمله –راسبيوتن- أصاب الثريا فسقطت واختفى معها الضوء، وحل الظلام على القصر. فقد باع –راسبيوتن- روحه رغبة في تدمير أل –رومانوف- وقد تحقق مبتغاه فقد هجم على القصر أعداد لا تحصى من الجنود الأشداء و ما كان للعائلة إلا البحث عن مخرج لينجو بجلودهم و أثناء ذلك تفطنت –آناستازيا- لصندوق الموسيقى و ركضت نحو غرفتها لتحضره فالتفتت جدتها لتراها فوجدتها تركض فأخذت تصرخ بقلق: -آناستازيا- عودي.... عودي. فأسقط في يدها وعلمت أن لا مفر من اللحاق بها إلى غرفتها ففعلت فاتجهت الصغيرة تجري إلى الدرج لتخرج الصندوق. لكن الأوان قد فات ليهربا فالجنود يداهمون القصر و في تلك الأثناء وحيث أن الجدة حائرة أمسكها من رداءها فتى صغير و هو يخاطبها قائلا:رجاءا أسرعي... من هذا الطريق مخرج الخدم . و بسبب الضغط و رغبتهما في الخروج أسقطت الصغيرة صندوق الموسيقى دون أن تنتبه و أدخلهما الفتى من باب صغير بجدار المطبخ ليفرا و قد كان يراقبهما تابع –راسبيوتن- فأخذ يصرخ قائلا: إنهما يلوذان بالفرار. فعندما أرادت –آناستازيا – الدخول تفطنت للصندوق والتفتت لذلك الفتى و هي تقول: صندوقي الموسيقي. لكن الفتى سبقها وأقفل الباب خوفا من بطش الجنود. فعندما دخلو اضطر لمجابهتهم وحده لكنه فتى لا حول له ولا قوة فما زاد إلا أن تلقى ضربة أسقطته مغشيا عليه وبجانبه صندوق الموسيقى. في تلك الأثناء كانت -آناستازيا- وجدتها قد أصبحا خارج أسوار القصر لكن –راسبيوتن- كان في انتظارهما ليقتلهما فأمسك الصغيرة من قدمها فأخذت تصرخ بفزع وخوف: اتركني... اتركني. لكن الحظ لم يحالفه فقد تكسر الجليد الذي كان عليه وسقط وسط الماء الشديد البرودة. فاستغلت الواقفتان هناك الفرصة و هربتا. فقادتهما قدماهما إلى محطة القطار فأخذت الجدة تصرخ بحفيدتها: -آناستازيا- هيا أسرعي. و اتجهتا نحو القطار لكن الأقدار شاءت دون كونهما معا، فصعدت الجدة لكن الصغيرة لم تستطع. فأخدت الجدة تصيح بقلق: -آناستازيا- ،...-آناستازيا- أمسكي يدي أمسكيها جيدا. وأضافت الصغيرة بخوف هي الأخرى و رغبة في البكاء: لا تتركي يدي... لكنها أفلتت من يدها، وسقطت. فأصابت رأسها بالأرض وفقدت الوعي. فصرخت الجدة بفزع: -آناستازيــــــــــــا- . لكن الأوان قد فات و القطار قد انطلق ولم يكن في وسعها فعل شيء.

بعد مرور عشر سنوات على تلك الحادثة الرهيبة....
في مكان آخر بعيد عن قصر أل –رومانوف- و بالضبط في شوارع المدينة كانت الإشاعات قد انطلقت على أن وريثة أل –رومانوف- ما تزال حية ترزق و أن جدتها السيدة- ماري- قد عرضت جائزة مالية ضخمة لمن يعيد أميرتها –آناستازيا- و بسبب ذلك تنوع الناس الذين طمعوا في الجائزة متناسين ألم الجدة على فراق حفيدتها فمنهم من أحضر شبيهة للأميرة على أنها هي وأحفظها سيرة حياتها محذرها من الغلط فذاقت الجدة ألم الفراق على حفيدتها الحبيبة و ألم الخداع على شبيهاتها.
كان من بين هؤلاء الناس فتى يدعى -ديمتري- و صديقه العجوز –فلاديمير- كان يسعيان وراء الجائزة المالية كغيرهما لكن ما كان ينقصهما هو فتاة تلعب الدور و ذلك كان عيب خطتهما.
بعيدا عن حمق هذين الإثنين و بالضبط في الميتم العام حيث عاشت بطلة قصتنا –آناستازيا- آه عفوا لم تعد –آناستازيا- بعد الأن هي الأن –آنيا- الفتاة اليتيمة أجل لقد كان ذلك يوم خروجها من الميتم لم تعد تلك الفتاة الصغيرة ذات الثمان سنين بل هي الأن شابة جميلة في ربيعها الثامن عشر خاطبتها مديرة الميتم بصوت بحوح فقد كانت عجوزا ترك فيها الزمان آثره: لقد تدبرت لكي أمر العمل في مصنع السمك ستذهبين على طول هذه الطريق وتتجهين يسارا لت....
وداعا.... قالت –آنيا مخاطبة أصدقاءها في الميتم غير مكثرتة لكلام المديرة.
غضبت هذه الأخيرة وقالت: هل تنصتين يا فتاة....
فقالت –آنيا- وقد اعتلا بعض الحزن تقاسيم وجهها: أنا منصتة سيدتي.
فأجابت المديرة بحنق و هي تمسكها من وشاحها: لقد كنتي شوكة في جانبي منذ وصولك إلى هنا، تتصرفين كأنك ملكة شيبا، وأنت بلا اسم ولا مال، لمدة عشر سنوات أنا التي أطعمتك وكسيتك و..
فأخذت -أنيا- تكرر كلامها وراءها بصوت خافت إلى أن وصلت إلى الكلمة الأخيرة فقالتها بصوت عالي قليلا وهي ترفع يديها بعصبية طفيفة: وآويتني...
ففتحت العجوز الباب وهي تلتفت –لأنيا- لتخاطبها بغضب طفيف: هكذا هو أنت ألم تتذكري كيف كنتي قبل أن تأتينا..أنت تذكرين كل هذا...
فأجابت –آنيا- بحزن: أنا أذكر كل ذلك...وأمسكت قلادتها فرفعت العجوز رأسها وأمسكت قلادتها هي الأخرى وقالت بسخرية: أعلم أعلم "سويا في باريس".. إذن أنت تريدين الذهاب إلى فرنسا لتبحثي عن عائلتك هناك.
فأجابتها الأخرى: نعم...
فقالت بنفس نبرتها السابقة: أوه الأنسة الصغيرة –آنيا-. (ودفعتها نحو الباب)، لقد حان الوقت لتأخذي مكانك في الحياة، في الحياة وفي الطريق و تكوني ممتنة أيضا.. ورمت الوشاح الخاص ب-آنيا- على وجه هذه الأخيرة. وأقفلت الباب وهي تقول بسخرية وضحكة: سويا في باريس..هههه.
انطلقت الأنسة –آنيا- في رحلة بحثها عن عائلتها المفقودة وصلت لمفترق طرق وأخذت تردد كلام العجوز في حنق ممزوج ببعض الحزن : كوني ممتنة –آنيا-... أنا ممتنة..ممتنة للهروب من هنا.. هي تقول إذهبي يسارا أنا أعرف الذي لليسار سأكون –آنيا- اليتيمة للأبد. ثم أضافت باستبشار: لكن إن ذهبت يمينا ربما سأجد.. افففف أيا كان من أعطاني هذا العقد فلا بد أنه يحبني. قالت و هي تمسك قلادتها. ثم أفلتتها وهي تضيف في حيرة: لكن هذا جنون أنا..... أذهب إلى باريس. ثم وجهت نظرها إلى السماء وهي تقول في غضب طفيف: أرني إشارة ما... تلميح..أي شيء.... قالت هذا و هي تجلس على الصخرة، في تلك اللحظة أمسك جرو صغير بوشاحها وأخد يجره في المكان فقالت وابتسامة تعلو وجهها: هي...هي... ليس لدي حقا وقت لألعب الأن... أنا في انتظار اشارة... فأبى الجرو الصغير ترك الوشاح فاضطرت أن تلحقه لتمسك الوشاح و هي تقول: هلا تركتني وشأني....أعطني ذلك الوشاح...هي أعطني... وبعد كل ذلك الدوران سقطت أمام الطريق التي في اتجاه اليمين. فقامت وهي تقول: أوه..عظيم كلب يريدني أن أذهب لسانت بيطرسبيرج...
ثم تفطنت للأمر وتوسعت عيناها فقالت، أوه... حسنا... وصلتني الرسالة..
فأخذت الجرو معها واتجهت لتواجه مصيرا مجهولا....

فكانت بدايتها محطة القطار و بالضبط كشك التذاكر وقفت أمامه في حيوية و نشاط وهي تقول: تذكرة واحدة لباريس من فضلك. فأجابها المسؤول قائلا: تأشيرة السفر. فردت ببلاهة وهي تتسائل: تأشيرة السفر؟؟؟
فصرخ المسؤول في حنق وغضب: لا تأشيرة سفر لا تذكرة. وأقفل الشباك في وجهها.
و في لحظة التفاجأ والغضب والحيرة تلك أمسكتها من ردائها امرأة عجوز امتلأ وجهها بالتجاعيد فقالت بصوت حاد: اذهبي لرؤية –ديمتري- يمكنه مساعدتك. فأجابت –آنيا- بعدما التفتت باهتمام: و أين يمكنني أن أجده. فأجابتها العجوز: في القصر القديم، لكن لم أقل لك شيئا. فردت –آنيا-: أوه...حسنا. فقالت العجوز: هيا هيا اذهبي. فرددت –آنيا-: أممممم...-ديمتري-.
لنذهب للشاب والعجوز قليلا لقد كانا جالسين ينسجان خطتهما في حذر لكن وكما قلنا سابقا الفتاة هي العنصر المفقود فكان من الضروري ايجاد الفتاة فكانت الفكرة القيام بتجارب أداء لإختيار الأكثر إقناعا فالسيدة –ماري- ليست من النوع الذي يسهل إقناعه.
لكن وككل مرة لم يجدا الفتاة المناسبة بل وجدا كوارث انسانية.
و في طريقهما للخروج أخد السيد –فلاديمير- (-فلاد-) يتذمر: هذا هو –ديمتري- انتهت اللعبة.. أوقعنا حظنا في هذا المسرح مع كل هذا لم نجد للأن من تدعي أنها –آناستازيا-.
فقال –ديمتري- محاولا رفع معنويات مرافقه: لا بأس سنجدها سنجدها إنها قريبة في مكان ما حتى أقرب من أنوفنا. ولا تنسى نظرة واحدة من الجدة لصندوق المجوهرات هذا وستظن أننا أحضرنا –آناستازيا- الحقيقية.
و دون وعي لا من –ديمتري- ولا –آنيا- إصطدما ببعض لكن واحدا منهما لم ينتبه ف-أنيا- كانت مشغولة بالسؤال عنه وهو مشغول بالحديث مع –فلاد-.
لننتقل إلى مكان آخر مكان اشتقنا له كثيرا إنه قصر أل –رومانوف- لكن أين تلك الفخامة و تلك الروعة لقد دمرت مع الأيام فلم يبقى إلا كتلة حجرية سيضرب فيها الدهر آخر ضرباته وتندثر. كانت-آنيا- قد وصلت بالفعل إليه رغبة منها في إيجاد المدعو –ديمتري- لكن جروها -بوكا- وكما هي الحال دائما مثير للمتاعب انسل لها من باب قفل بالخشب لكن فيه فتحات صغيرة فأخذت تنادي هذا الجرو وهي تقول: -بوكا- ....-بوكا- أين أنت.. وهي لم تكن سالمة من المشاكل أيضا فضولها دفعها لكسر الباب فأمسكته بكلتا بديها وجذبته و هو لم يكن بتلك القوة ليستعصي عليها فسقطت و سقطت الأخشاب عليها و قبعتها أيضا.
أما الجالسان في الداخل ورغم انغماسهما في إيجاد حل لعيب خطتهما لم يمتنعا عن الإنصات جيدا خصوصا –ديمتري- فقد كان يبالغ في حذره كأنه مجرم هارب من العدالة فقال هذا الأخير لصديقه العجوز: هي.... –فلاد- هل سمعت شيئا. لكن الأخر وحيث أنه منهمك في وجبته قال ببلاهة: آه... لا لم أسمع شيئا. لكن –ديمتري- لم يقتنع وقام تاركا مكانه ليبحث عن مصدر الصوت.
أما –آنيا- فقد دخلت القصر بالفعل وأخذت تتجول وهي تصيح قائلة: مرحبا... هل من أحد هنا.. فأخذت تتجول حتى قادتها قدماها من حيث لا تعلم إلى قاعة الحفلات القديمة بالقصر أخذت تتصفح باهتمام طاولة واسعة كانت موضوعة هناك فأحست أن لها ذكريات في هذا المكان ذكريات سعيدة فترائت لها صور متقطعة مشوشة عن شيء من ماضيها المدفون فقالت في استغراب ممزوج بتساؤل: امممممم.. هذا المكان إنه كذكرى من حلم ما. وأخدت تترامى إلى بصرها صور لرجال يراقصن نساءً لقد أحست أنها بالفعل تعيش في تلك الحفلة و ليست مجرد تخيلات.
لكن صوتا قاطع خلوتها تلك فقال: هي.. أنت ماذا تفعلين هناك.. فما إن سمعته حتى حملت قدميها و لاذت بالفرار لكنه لحقها وهو يصيح: هي...هي... أنت..توقفي توقفي..انتظري دقيقة..... فلحقها ووصل إليها فلم تجد طريقا للخروج فقال وهو يلتقط أنفاسه: هي...أنت كيف دخل.... لكنه بتر جملته بعدما رآها و توسعت عيناه دهشة من وقع المفاجأة. في تلك الأثناء كان العجوز –فلاد- قد وصل للتو فأمسكه -ديميتري- من ياقة ملابسه وهو يهمس له: -فلاد- هل ترى ما أراه.. فرد الأخر ببلادة: لا. فتفطن –ديميتري- للموقف وأنزل له نظارته لتتوضح له الرؤية فرد بعد أن فهم ما يرمي إليه –ديمتري- وهو فاتح فمه على مصراعيه : أوه أجل.... أجل.
فكانت –آنيا- بين كل هذا لا تفهم شيئا لكنها قالت: هل أنت –ديمتري-؟
فرد المعني بالحوار بعد أن رسم خطة جهنمية في دماغه الصغير: ربما... هذا يعتمد على الذي تريدينه . فردت –آنيا- غير دارية بما ينتظرها: أممم. أنا –أنيا- و أحتاج أوراق تأشيرة للسفر. ثم أضافت بهمس: لقد قالو انك الرجل المطلوب رغم أنه لا يمكنني إخبارك من قال هذا. أما الأخر فقد كان منشغلا بالتحديق فيها. فانزعجت –آنيا- وقالت: هي ..أنت.. لماذا تدور حولي... فرد المخاطب قائلا: آه..أنا أسف آينيا.... فقالت بسرعة : -آنيا- ...-آ..نيا- فأجاب: أوه.. أجل –آنيا- لايهم.... المهم قلت شيئا عن تأشيرة سفر. فقالت: آه أجل أريد الذهاب إلى باريس. فرد بدهشة: تريدين الذهاب إلى باريس...ثم أضاف بتساؤل: آه دعيني أسألك شيئا..-آنيا- أجل...أممممم يجب ان يكون هناك نسب مع هذا... فردت بعدما علمت حرج الموقف: حسنا اسمع أعلم أن هذا سيبدو عجيبا لكنني لا أدري ما هو نسبي... فقد وجدوني تائهة عندما كنت في الثامنة. فرد هو الأخر: و قبل ذلك قبل عمر الثامنة. فردت وقد اكتست جملتها بعد الإنزعاج: اسمع أعلم أن هذا غريب لكنني لا أذكر شيئا لدي ذكريات قليلة جدا من الماضي. فقال بصوت خافت قليلا: حسنا هذا.. هذا..ممتاز. فأضافت مكملة كلامها: لكن لدي فكرة واحدة عن ماضي وهي باريس. قالت هذا وهي تمسك قلادتها. فرد بتساءل: باريس؟.. فأضافت: إذن هل ستساعدني أم ماذا..
فالتفت بسرعة ل-فلاد- وهمس قائلا: -فلاد-...-فلاد-.. التذاكر. ووجه خطابه ل-آنيا- قائلا: في الواقع نحن أيضا ذاهبان لباريس. وعندها قدم –فلاد- التذاكر ل-ديمتري- فقال هذا الأخير: أمممم عندي ثلاث تذاكر لكن..لسوء الحظ.. الثالثة لها. وقال وهو يشير لصورة كانت قربه لأفراد عائلة –رومانوف-: -أناستازيا-.
فأمسك الإثنان –آنيا- من يديها وأخذا يقنعانها أنها تشبه وريثة أل –رومانوف- -آناستازيا-. فردت هذه الأخيرة بسخرية: هل تحاولان إخباري أنكما تظننان أنني –آناستازيا-. فرد –ديمتري- محاولا إثباث وجهة نظره: اسمعي لقد رأيت آلاف الفتيات من كل أنحاء المدينة ولا واحدة منهم تشبه الدوقة بقدرك. ووجه اصبعه للصورة قائلا: انظري للصورة. فردت بنفس نبرتها السابقة موجهة خطابها ل-ديمتري- : ههه عندما قابلتك عرفت أنك مجنون من الوهلة الأولى لكن الأن أظن أنكما مجنونان أنتما الإثنان.
فأجاب –ديمتري- محاولا كسبها لصفه: لماذا... أنت لا تذكرين ما حدث لك. فأكمل –فلاد- قائلا: لا أحد يعلم ما حدث لها. فقال –ديمتري- : وأنت تبحثين عن عائلتك الضائعة في باريس.وأكمل –فلاد- جملته مرة أخرى: و عائلتها الوحيدة في باريس. فقال –ديمتري-: ألم تفكري يوما أن ذلك يمكن أن يحدث.. فبثرت –آنيا- جملته لتكمل: أن أكون من العائلة المالكة. فأماءا برأسيهما أن نعم. فقالت في سخرية مصحوبة بحيرة: أنا لا أعلم إنه لمن الصعب أن أفكر أنني دوقة وأنا أنام على بلاط رطب، لكن طبعا أظن أن كل فتاة وحيدة تتمنى أن تكون أميرة.
لكنها لم تقتنع تماما فكان أنسب حل ل-ديمتري- هو أن يوهمها أنه لن يساعدها فأمسك –فلاد- وقال: كنت أتمنى أن أقدم لكي المساعدة لكن التذكرة الثالثة هي ل-آناستازيا- حظ سعيد.
فنزلا عبر الدرج و هنا استفسر –فلاد- قائلا: لم لم تخبرها عن خطتنا الرائعة. فرد الأخر: كل ما تريده هو الذهاب إلى باريس لم نعطيها الحصة الثالثة من الجائزة. فرد الأخر في قلق: لقد أعلمتك نحن أيضا سنسافر قريبا. فأجاب –ديمتري- مهدئا أعصاب صديقه: صدقني كل شيء تحت السيطرة.... حسنا أبطء خطواتك قليلا. فأمسك أصابعه وقال: أنظر ثلاثة... اثنان... واحد. عندها سمع الإثنان صوت –آنيا- وهي تقول: -ديمتري-... –ديمتري- انتظر. فرد المخاطب بالحوار ببلاهة مزيفة: هل ناديتني. فردت: إن كنت لا أعلم من أنا فمن يدري ان كنت أميرة أو دوقة أو مهما كانت...صحيح.. وإن لم أكن –آناستازيا- فالإمبراطورة ستعلم ذلك فورا وسيكون ذلك خطأ غير مقصود. فقال –ديمتري- بعدما هنأ نفسه على عبقريته: يبدو هذا معقولا.. وأضاف –فلاد- ليقنعها أكثر: وإن كنت الأميرة فستعرفين أخيرا من أنت و ستستردين عائلتك. فأكمل –ديمتري-: إنه محق و في كلتا الحالتين ستذهبين إلى باريس. لكن في تلك اللحظات كان الشر يتربص بهم في كل مكان فقد استيقظ تابع –راسبيوتن- الشرير اثر سماعه اسم –آناستازيا- فاستغرب وقال: -آناستازيا-؟؟ هناك مشكلة واحدة يا صديقي –آناستازيا- ميتة كل أفراد عائلة –رومانوف- ميتون. وفي تلك اللحظات انبعث ضوء أخضر من الأنبوب الذي وراءه والذي كان ملكا لسيده فقال : ماذا هل تريدني أن أصدق أن الأموات قد عادو للحياة بعد كل هذه السنوات فقط لأن شابا ما ادعى أنها من عائلة–رومانوف-. وقد كان يعني بذلك سيده، وأضاف بتذمر بعدما اشتد الضوء : حسنا حسنا لقدوصلتني الرسالة، توقف عن كل هذه الأضواء المتوهجة والدخان. ثم همس لنفسه: هل... هل يعقل أنه قد عاد للحياة ثانية، لو أن هذا حقيقي فمعناه أن–آناستازيا- حية حقا. ثم التفت بخفة ليرى –آنيا- وأضاف: وهذه هي.. وفي تلك اللحظة تحرك الأنبوب وطار مبتعدا عن ذلك الخفاش الأبيض اللون فأمسك به بسرعة وأخذ يصرخ. قاد الأنبوب الخفاش عبر عدة أنفاق متجها تحت الأرض، وأخيرا سقط التابع على صخرة و أصدر ضجيجا كان كفيلا بإيقاظ ذلك الشرير –راسبيوتن- الذي كان يقبع تحت الأرض بعد تلك الحادثة فصاح هذا الأخير بغضب: من يتجرأ ويتطفل على خلوتي. وكسر بعض الصخور التي كانت حوله واتجه نحو ذلك الخفاش وهو يصيح في وجهه: هيا أخرج من هنا.. الأن.. وبعد أن تحقق من أنه تابعه قال بدهشة وسعادة في نفس الوقت: أوه...باتروك هذا أنت. فلم يكن حال التابع بأقل من ذلك فقال بتفاجأ: سيدي هل هذا أنت حقا، أن....أنت حي.. فأجاب –راسبيوتن-: أجل إنه أنا، شيء ما سيحدث.. أستطيع أن أشعر بقوى الظلام تزمجر... فأجاب التابع: لم تكن مفاجأة فقد رأيتها بنفسي... –آناستازيا- . فقال –راسبيوتن- بتساؤل: -آناستازيا-... حية، أجل لقد كنت أعلم هذا..ثم أضاف بغضب: لو لم أفقد الدعم من القوى المظلمة.... المفتاح إلى سلطتي.. فتفطن الخفاش للأنبوب وقال: أتعني هذا؟؟... فاتسعت عينا –راسبيوتن- وقال: من أين أحضرته؟؟ فقال الخفاش بعفوية: أمممم.. لقد وجدته.. فارتمى –راسبيوتن- على الأنبوب وقال بلهفة: أعطني إياه.. ثم أضاف بخبث: والأن سيتم مرادي المظلم ستموت آخر سلالة–رومانوف-....



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-19-2014, 11:21 PM
 
Wink

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:7px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







لننتقل لمكان آخر مرة أخرى و بالضبط في القطار الذي يحمل أصدقاءنا حيث المقصورة الجالسون فيها، كانت –آنيا- تلعب بقلادتها و-ديمتري- يراقبها و يتذمر: توقفي عن اللعب بذلك الشيء تذكري أنت دوقة محترمة الأن. فأجابت هي الأخرى بسخرية:كيف تعرف أن الدوقات المحترمات يفعلن ذلك أو لا يفعلن. فرد –ديمتري- : إنه عملي أن أعرف. فأجابت: آه...حسنا.. فقال محاولا تلطيف الجو: اسمعيني –آنيا- أنا أحاول المساعدة فحسب. فقالت –آنيا- بتساؤل: -ديمتري- هل تظن أنني حقا من العائلة المالكة.. فرد: تعلمين أنني أفعل. فقالت بعفوية: إذن توقف عن التحرش بي.. فضحك –فلاد- على شجاعة –آنيا- وقال: إنها بالتأكيد تمتلك تفكيرها الخاص.. فقال –ديمتري-: نعم وأنا أكره هذا في النساء. فأخرجت –آنيا- لسانها بطفولية محاولة إغاظته.
وبعد مدة في المقصورة نفسها حيث لم يكن سوى –آنيا- و –ديمتري- قال هذا الأخير محاولا التصالح معها: اسمعي –آنيا- أظن أن علاقتنا قد بدأت بشكل خاطيء. فأجابته وعيناها على كتاب تقرؤه: أظن هذا أيضا.ثم أضافت: لكنني أقدر اعتذارك. فرد مستنكرا: اعتذار؟؟.. من قال أي شيء عن اعتذار أنا كنت فقط أقول.... فردت : اسمع لا تقل شيئا آخر سيزعجني ذلك. فرد: حسنا سأكون صامتا.. سأكون صامتا إن أنت فعلت. فأجابت: حسنا سأكون صامتة أيضا.. لكن –آنيا- قطعت الصمت وقالت: هل تعتقد أنك ستفتقدها.. فقال بسخرية: أفتقد ماذا محادثتك؟؟ فقالت بانزعاج: بالتأكيد لا أقصد روسيا.. فقال و قد اكتسى جملته بعض الحزن: لا .فقالت باستغراب: لكنه كان موطنك.. فرد بنفس نبرته السابقة: لا لقد كان مكانا عشت فيه ذات مرة وانتهت القصة. فقالت بتساؤل: إذن لا بد أنك تخطط لتجعل باريس موطنك الحقيقي. فقال بانزعاج: ماذا؟؟ ما قصتك مع الأوطان؟. فردت بعفوية: إنه و بكل بساطة شيء يرغب به أي شخص طبيعي وهو أنت تعلم... آه أنس الأمر...
و في تلك اللحظة دخل –فلاد- المقصورة فاتجهت –آنيا- إليه مسرعة: آه حمدا لله أنك أتيت فقط أبعده عن ناظري. قالت هذا وهي تشير إلى –ديمتري-. فقال –فلاد- معاتبا –ديمتري- : ماذا فعلت لها؟؟.. فرد هذا الأخير مستنكرا: ماذا؟ أنا؟؟ إنها هي.. فغضبت –آنيا- وتركت المقصورة. فقال –فلاد- بابتسامة جانبية: أهو إعجاب مخفي؟ فغضب –ديمتري- وقال: إعجاب.. تلك الطفلة النحيلة..هل فقدت عقلك؟؟ وترك المقصورة هو الأخر وهو يردد: إعجاب..سخيف..
و في تلك اللحظات كان أتباع –راسبيوتن- الشرير يترصدون حركات –آنيا- وأصدقائها..
وبينما كان –فلاد- يتجول في القطار شد انتباهه شخصان يتحدثان عن تغير لون جواز السفر من الأزرق إلى الأحمر فالتفت هذا الأخير للتحقق من الخاص به فوجده أزرقا فصرخ بفزع و فر هاربا كانت وجهته المقصورة فما لبث أن وصل إليها ووجد –ديمتري- فخاطبه قائلا: هذا ما أكرهه في الحكومة كل شيء بالأحمر. فانتفض –ديمتري- من مكانه وقال: أحمر؟؟..فرد الأخر متداركا المواقف: هيا بسرعة لننتقل إلى عربة الحقائب.. بسرعة قبل أن يأتي الحارس.. فحمل –ديمتري- الحقائب بسرعة و قدمها ل-فلاد- وقال: أقترح أن نغادر هذا القطار. والتفت إلى –آنيا- النائمة وأخذ يحاول إيقاظها لكن وكردة فعل منها صفعته على وجهه فصرخ بألم فاستيقظت بفزع وهي تقول: أوه..أسفة..لقد ظننتك شخصا آخر. ثم أضافت: أوه...إنه أنت لا بأس إذن. فقال وهو يحمل الحقائب المتبقية: هيا علينا الذهاب حالا. فقالت بتساؤل: إلى أين.. فأضاف وهو ما زال يتألم: آه..أظن أنك كسرت أنفي.. فقالت بهمس: آه.. الرجال كالأطفال تماما..
بعد مدة وصل الثلاثة لمقصورة الحقائب. فقالت –آنيا- بتساؤل: مقصورة الحقائب؟؟ ثم أضافت: لا أظن أن هناك خطبا ما بأوراق سفرنا أليس كذلك. ثم قال –ديمتري- محاولا النجاة بجلده: بالطبع لا سموك، فقط أكره رؤيتك تختلطين بكل هؤلاء الناس من العامة.
وفي ذلك الوقت كان جنود –راسبيوتن- يحومون حول القطار وبالضبط حول المقصورة المقابلة لمقصورة الحقائب حيث تسببوا في فصلها عن بقية المقصورات فوقع كل من –ديمتري- و –آنيا- أما –فلاد- فأخذ يتحسر قائلا: آه... لقد ذهبت مقصورة الطعام.. أما –آنيا- فصرخت بوجه –ديمتري- قائلة: هي...أنهض عني... فقال هو الأخر بتذمر: آه..انني أحاول.. فزاد –فلاد- الطين بلة بقوله: آه.. –ديمتري- أظن أن أحدا ما قد أشعل النيران في المحرك. فخرج المعني بالحوار تاركا المقصورة وهو يقول: شيء ما خطأ سأتحقق من الأمر انتظرا هنا. فتوجه نحو غرفة المحرك فوجده يلتهب بالنيران. أما –آنيا- فقد قالت بخوف قليلا: آه... نحن نسير بسرعة رهيبة. فقفز –ديمتري- نحوها مما جعلها تتفاجأ... فقال بفزع: لا أحد يقود هذا القطار..يجب علينا أن نقفز.. فقالت –آنيا- وقد أصيبت بالهلع: هل... هل قلت نقفز. ففتح الباب الذي سيقفزون منه لكنه أدرك بعد المسافة فقالت –آنيا- بسخرية واضحة: بعدك تماما.. فقال: حسنا إذن سنحاول فصل المقصورة. اتجه نحو السلسلة التي تربط العربتين ببعضهما ووجه خطابه ل-فلاد- قائلا: هيا أحتاج عتلة...فأسا..أي شيء..
فأخد يحاول فصل العربتين عن بعضهما لكنه فشل فتفطنت –آنيا- بمساعدة –بوكا- إلى علبة متفجرات أما –ديمتري- المسكين فكان يصرخ قائلا: آه.. هيا..لا بد من وجود شيء أفضل من هذا .. فوضعت –آنيا- متفجرا في يده فقال باستبشار: هذا سيفي بالغرض.. فوضعه بين السلسلتين وصرخ بهم بعدما ابتعد هو أيضا: هيا إذهبو.... ابتعدو... وهمس ب-آنيا-: ماذا علموك في ملجأ الأيتام ذاك.. فدوى انفجار فصلهما عن بعضهما. لكن القطار لم يتوقف بالرغم من ذلك فحاول –ديمتري- باستخدام سلسلة ايقافه لكنه باء بالفشل مجددا فلم يبقى حل إلا أن يقفزوا من القطار ففعلوا. أما القطار فقد سقط من المنحدر.
فقال –ديمتري- متذمرا: أنا أكره القطارات ذكراني ألا أصعد بواحد ما مجددا. وكان –راسبيوتن- يراقبهم فغضب عندما لم تتحقق أمنيته لكن مخ الشرير لا يفرغ من الخطط الجهنمية فقد كان يحضر لها ما ستلقى حتفها فيه.

أما أصدقاؤنا فقد اتخذو طريقهم يشقونها وسط الثلوج.. فتذمرت –آنيا- قائلة: هل سنذهب مشيا إلى باريس.. فأجابها –ديمتري-: لا سموك، سنأخذ مركبا من ألمانيا.. فقالت –آنيا-: أوه..إذن سنذهب مشيا إلى ألمانيا. فرد عليها مرة أخرى: لا سموك سنأخذ الحافلة.. فقالت: أوه.. الحافلة.. هذا جميل. وأثناء الطريق وعندما توقفوا لينتظرو حافلة صاح –فلاد- بدلع: أوه... –صوفي- عزيزتي -فلاد- في طريقه إليك. فقالت –آنيا- بتساؤل: من هي –صوفي-. فأجابها –فلاد- بنفس نبرته السابقة: صوفي ما أجملها وأرقها..كأس من الشكولاتة الحارة بعد مشوار طويل في الثلج....معجنات محشوة بالكريما المخفوقة...قال هذا وهو يمسك –ديمتري- ويراقصه فقالت –آنيا- بتعجب وتساؤل: هل هي شخص أم كريما مخفوقة؟؟..فرد –فلاد- بصوت عال: انها ابنة عم الإمبراطورة الفاتنة. فردت باستنكار: لكنني ظننت أننا سنقابل الإمبراطورة نفسها.. لماذا سنرى ابنة عمها. فالتفتت ل-ديمتري- لتخاطبه بنوع من التأنيب وهي تشبك ساعديها على صدرها: -ديمتري-؟؟ فرد هذا الأخير محاولا تصليح الوضع الحرج: في الواقع لا أحد يقترب من الإمبراطورة الأرملة بدون اقناع –صوفي- أولا. فأجابت –آنيا- بتساؤل و بعض من الخوف: أوه.لا ليس أنا،لا لا لا لم يخبرني أحد أن على أن أثبت أنني الدوقة فعلا. فحاول –ديمتري- الكلام لكنها قاطعته قائلة: أن أظهر نعم أن أبدو جميلة حسنا لكن أن أكذب.. فأجاب –ديمتري- ليقنعها: أنت لا تعلمين إذا كانت كذبة ماذا لو كانت حقيقة. التفتت لتغادر لكنه أمسكها قائلا: خطوة أخرى في الطريق لتكتشفي من أنت حقا لقد ظننت أن هذا شيء يجب أن تواجهيه حتى النهاية مهما حدث. فأجابت وهي تمسك براداءها: لكن أنظر إلي –ديمتري- أنا لا أبدو حقا كالدوقة. و تركته متوجهة نحو –فلاد- الذي قدم لها وردة حمراء ووجه نظره نحو البحيرة ودعاها إلى ذلك أيضا وهو يقول: أخبريني صغيرتي ماذا ترين. فأجابته بحزن: أنا أرى شخصا ضعيفا، بدون ماض، (ثم رمت الوردة) ولا مستقبل. ثم أجابها وهو يمسك بذقنها: أما أنا فأرى شابة جذابة كلها حيوية والذي يظهر أحيانا صفات تناظر أي أحد أفراد عائلة مالكة في العالم.
فقدم –ديمتري- ليفسد الأمر كعادته: إذن هل أنت مستعدة لتصبحي الدوقة –آناستازيا- فانزعجت من طريقة كلامه وتركتهما، فوجه –فلاد- نظرة مؤنبة ل-ديمتري- فقال هذا الأخير وهو يهز كتفيه: ماذا؟.. فالتفت –فلاد- -لأنيا- وقال: لم يتبقى لك شيء هناك عزيزتي ، كل شيء في باريس. فاستدارت –آنيا- بجسمها كله وهي تقول بحيوية: يا سادة ابدئا تعليمكما.
فانتفض الواقفان بسعادة وأخذا يعلمانها كل شيء يخصها ويخص عائلتها، طريقة أكلها، ما تحب وما تكره، كل التفاصيل، و قد فوجأ الإثنان بمعرفتها لبعض الأشياء بتلقائية دون أن يخبراها بها، علماها طريقة المشي و أداب الكلام وكل ذلك أثناء تنقلهم للوصول إلى السفينة.....
و بعد تعلمها لكل ذلك اتجه الثلاثة نحو السفينة التي ستقلهم لباريس وصعدوا إليها وبعد مدة أي تقريبا بعد أن ابتعدو عن الميناء بمسافة ليست بالقصيرة، و بالضبط حيث –آنيا- و –ديمتري- قدم هذا الأخير و بين يديه ثوب سماوي اللون جميل الحلة به وردة كبيرة حول العنق أنيق جهة الذراعين كان كلباس الأميرات فقال وهو يقدمه –لأنيا-: تفضلي لقد اشتريت لك فستانا. فأمسكته –آنيا- وأخذت تقلب فيه باستغراب: اشتريت لي خيمة. أدخلت رأسها من مؤخره و علامات الدهشة و الإستغراب لم تفارق محياها. تنهد –ديمتري- عليها وأدخل رأسه هو الأخر من مقدمة الفستان وقال في تعجب وتساؤل: عن ماذا تبحثين؟ فقالت بعفوية: السيرك الروسي! أظن أنه ما زال هنا.. فابتسم –ديمتري- ابتسامة جانبية وقال: هيا... ارتديه وحسب. وتركها لترتدي ما ظنته خيمة.
وحيث كان –ديمتري- وصديقه العجوز –فلاد- يلعبان الشطرنج في انتظار –آنيا- خرجت هذه الأخيرة وقد ارتدت ثوبها الذي بدا لائقا عليها كما لو صمم من أجلها لقد كان لونه ينعكس على لون عينيها الزجاجيتين أما شعرها البني فقد جمعته بشريطة بنفس لون الثوب مما أبرز طوله وجماله وتركته منسدلا على ظهرها كانت تبدو كالدوقة فلا فرق بينها وبين أميرات الروايات. وقفت باستقامة وهي تقول محاولة لفت اهتمامهما: احمممم... انتفض –فلاد- من مكانه بعد أن رآها وقال: رائع.... مذهل.. ثم تقدم نحوها وأمسك يدها وقال: و الأن أنت تلبسين فستانا منفوخا و ستتعلمين الرقص مع شخص مثل. واتجه نحو –ديمتري- قائلا: -ديمتري-.. وأمسكه من يديه أما الأخر فأخذ يحتج بخجل: أنا لست راقصا جيدا.. لكن لا مفر من الرقص مع –آنيا- أمسك يدها بخجل قاتل أما –فلاد- فقد كان مدربهما وأخذ يقول: هيا.. واحد ...اثنان. ثلاثة.واحد..اثنان..ثلاثة.. وهما يتحركان برشاقة هنا وهناك فقال –فلاد- موجها خطابه –لأنيا-: لا لا عزيزتي لا تقودي أنت دعيه هو يفعل. فأتما ما كانا يفعلانه فقال –ديمتري- محاولا تجاوز خجله : هذا الثوب يبدو جميلا عليك. فقالت هي الأخرى بخجل: هل تظن ذلك حقا. فأجاب: نعم. وهذا كله مع خطواتهما الرشيقة في المكان. ثم أضاف: أعني أنه كان جميلا على الشماعة لكنه يبدو أجمل عليكي، يجدر بك ارتداؤه. فأجابت باستغراب: لكنني أرتديه. فقال بخجل مبالغ فيه: نعم، نعم، بالطبع، أنا فقط أحاول أن... فقاطعته بقولها: تجاملني.. فقال: بالطبع، نعم... وبعد مدة من الرقص والدوران قالت –آنيا-: أشعر أنني مشوشة إلى حد ما.. فأجابها: نوع من الدوار... فردت عليه: أجل..فقال: وأنا أيضا.على الأحرى من كثرة الدوران، ربما يجب علينا أن نتوقف. لكنه لم يكن يعي أنهما توقفا بالفعل فقالت –آنيا- باستغراب مرة أخرى: لكننا توقفنا بالفعل. اتسعت عيناه من الدهشة وقال: -آنيا- انا.... أما هي فأجابته بقولها: نعم... كانت تلك لحظة شاعرية بكل ما تحمله الكلمة من معاني لكن ضمير –ديمتري- أنبه بشدة فكيف يحس اتجاهها مشاعر عفيفة كتلك و هو يخدعها بالفعل كان عذاب الضمير يقطع أوصاله بعنف لم يستطع المضي أكثر فقال محاولا تحاشي الموضوع: أنت تبلين حسنا.. وترك المكان تحت دهشة واستغراب –آنيا- من تصرفه.
ما تزال الرحلة إلى باريس قائمة في تلك السفينة و قد أسدل الليل ستاره الأسود على ذلك البحر الأزرق اللون و حيث الغرفة التي سينام فيها الثلاثة كانت –آنيا- تمشط شعرها الحريري كي تستعد للنوم. أما –ديمتري- فقد نام بالفعل و-فلاد- ما يزال يتقلب محاولا أن ينال قسطا من الراحة. مع شخيره المزعج التفت إليه –آنيا- لتسأله: هل أنت بخير.. فيرد و النوم يغالبه: أنا بخير بخير... ووجه نظره ل-ديمتري- النائم ليضيف: أنظري إليه يمكنه النوم مهما كانت الحال. فقفز الكلب –بوكا- نحو حقيبة –ديمتري- ليسقط منها صندوقا ذهبيا لفت هذا الصندوق نظر –آنيا- فحملته وأخذت تتصفحه فقال –فلاد-: إنه صندوق مجوهرات جميل أليس كذلك؟. فردت عليه: صندوق مجوهرات؟؟ هل أنت متأكد أنه كذلك. فأجاب: وماذا قد يكون غير ذلك؟. فردت: شيء آخر.. شيء مميز، شيء له علاقة بسر ما.. قطع عليها حبل أفكارها –بوكا- بدغدغته لرجلها. فوضعته مكانه وقالت مخاطبة –فلاد-: هل هذا ممكن؟؟ فرد ببشاشة: كل شيء ممكن، لقد علمت –ديمتري- كيف يرقص أليس كذلك؟ فابتسمت بطفولية وبراءة. ثم قامت لسريرها لتنام بعد أن أطفأت الأنوار بالتأكيد. فقال –فلاد- بابتسامة عريضة: نوما هنيئا جلالتك. ونام بعمق أما هي فقد غطت في نوم عميق أيضا.
وبين كل هذا كان الشرير –راسبيوتن- يراقبهم أيضا هو وتابعه فنطق ذلك الخفاش وقال: ها هي ذي سيدي تنام بعمق في سريرها الصغير. فأجاب –راسبيوتن- بنظرته الخبيثة تلك وصوته الذي يشبه فحيح الأفاعي: أحلاما سعيدة أيتها الأميرة، سأدخل الأن عقلك حيث لا مفر لتهربي مني. كانت خطة الشرير –راسبيوتن- الولوج لأحلام –آنيا- و القضاء عليها هناك فجعلها تحلم بمرج أخضر فسيح بفراشاته الملونة مما جعلها تقوم عن سريرها في العالم الواقعي وتتحرك على سطح السفينة حيث الأمطار والعواصف القوية لكن ولحسن حظها وسوء حظ –راسبيوتن- استيقظ –بوكا- وايقن أن مالكته ليست في سريرها فحاول جاهدا ايقاظ –ديمتري- الذي بدا غارقا في نومه، في تلك الأثناء كانت المسكينة تعيش حلما ورديا وهي تجري وتطارد فتى صغيرا في مرج ينبض حياتا لكنها كانت تجهل أنها اقتربت من محاذاة حافة السفينة. في تلك الأثناء كان –بوكا- قد نجح أخيرا في ايقاظ –ديمتري- من سباته العميق الذي انتبه على غياب –آنيا- وقام مسرعا من سريره أو بالأحرى البقعة التي كان نائما عليها، أما –آنيا- فقد كانت بالفعل على حافة السفينة لا يفصل بينها وبين البحر العميق سوى خطوات معدودات، في ذلك الوقت كان –ديمتري- يصرخ بقلق هنا وهناك باسمها راجيا أن يجدها، بعد لحظات لمحها تسير على طرف السفينة فصرخ بأعلى صوته: -آنـــــــــــــــيا- فالتفت رغم أنها في عميق حلمها لكن صوته اخترق اذنها أما الحلم الوردي الذي هي فيه فقد تحول إلى كابوس مريع كانت على إثره ستسقط لكن –ديمتري- أمسكها في آخر لحظة وأنقذها فصرخت بوجهه بعد أن استيقظت: لعنة أل –رومانوف- أما هو فاستغرب وقال: ماذا؟؟ ما الذي تقولينه.. فأمسكت بطرفي ملابسه بكلتا يديها وهي تبكي وتقول: لا أنفك أرى وجوها كثيرة... فلم يجد إلا أن يحتضنها ليخفف هلعها و خوفها ، وقال بحنان محاولا تهدئتها: لقد كان كابوسا.. لا بأس عليك..أنت بامان الأن.. أما هي فلم تستطع كبح دموعها وجزعها من الكابوس الذي رأته، أما عن –راسبيوتن- فقد فقد صوابه إثر فشل خطته لكنه عزم على الذهاب إلى باريس لإنهاء خطته والتخلص من –آناستازيا- فاستنكر تابعه لخطته المجنونة وقال: ماذا لكنك ميت يا سيدي، أنت تتجزأ، كيف تتوقع أن تصل باريس قطعة واحدة. فرد –راسبيوتن- : إذن لا بد من المخاطرة.



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-20-2014, 12:15 AM
 
Wink

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:7px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






وكما كل مرة سننتقل إلى مكان آخر مكان جميل بباريس فخم وراقي يبرز مكانة ساكنيه لقد كان ذلك بيت أو بالأحرى قصر الإمبراطورة –ماري- لقد كان في ذلك القصر المالكة –ماري- بالطبع وابنة عمها –صوفي- ذات الشعر القصير الأشقر و فتاة قدمت لتدعي أنها ككل مرة –آناستازيا- لكن هذه المرة كان ألم الجدة في ازدياد وربما وصل حده لأن كذب هؤلاء الفتيات كان دائما في ازدياد وكان يؤذي قلب تلك العجوز المشتاقة والمتلهفة لمقابلة حفيدتها بعد عشر سنوات من الفراق، لم يكن قلبها يستطيع التحمل أكثر فهمست –بصوفي- التي كانت منشغلة بإخراج الدوقة المزيفة من الغرفة: لا مزيد،...لا مزيد.. فقالت –صوفي- بصوتها العذب والحاد في نفس الوقت وهي تسكب الشاي في الكوب: يجب علي بالفعل أن أعتذر، لقد ظننت أن هذه هي الحقيقية. حسنا لست أعني كإنسانة بالطبع لكنها ليست الحقيقية التي نبحث عنها. ثم أضافت: لكن يجب أن لا نخدع في المرة القادمة لا سأفكر في أسئلة صعبة جدا. فأجابتها الجدة وقد قامت من على كرسيها بجدية: لا قلبي لا يستطيع التحمل أكثر من هذا لن أرى أي فتاة أخرى تدعي بأنها - آناستازيا-. ثم اتجهت نحو صورة حفيدتها وقلبتها نحو الأسفل.
أما أصدقاؤنا فبالفعل قد وصلوا إلى باريس ووصلو بالضبط لبيت الأنسة -صوفي- كان –فلاد- هو الطارق ففتح الباب وكانت وراءه خادمة - صوفي- وهي تقول بصوت رقيق باللغة الفرنسية: oui monsieur/ نعم سيدي. فما إن لمحته –صوفي- من وراء الباب حتى دفعت الخادمة وأخذت تستقبله بحرارة جعلتها تنسى من معه فتفطنت لموقفها وقالت: لكن أنظر لي أين لباقتي ادخلوا....ادخلوا جميعكم.. فما ان ولج الثلاثة البيت حتى نطق –فلاد- قائلا: اسمحي لي أن أقدم لكي الدوقة –آناستازيا- قال هذا وهو يشير إلى - آنيا- فأخذت – صوفي- تتصفحها من الأعلى إلى الأسفل وتقول: أوه..يا إلهي.. إنها حقا تبدو مثل - آناستازيا- لكن الأخريات أيضا بدون مثلها. ثم بدأت بطرح الأسئلة المعهودة قائلة: أين ولدت؟ فأجابت –آنيا-: في قصر بيتر هوف.فسألت مرة ثانية:وكيف كانت –آناستازيا- تحب الشاي؟..فردت: أنا لا أحب الشاي فقط ماء حار وليمون... لكن الإختلاف هذه المرة كان في سؤال طرحته فقالت: وأخيرا السؤال الأصعب.. الأغلبية سيجدون هذا السؤال غريبا لكن أجيبيني كيف هربت عندما كان الحصار في القصر. تفاجأ –ديمتري- من السؤال الذي طرحته –صوفي- كيف لا وهو لم يخبر –آنيا- بهذه المعلومة لكن الغريب في الأمر أن –آنيا- أمسكت قلادتها وقالت: لقد كان هناك صبي...صبي كان يعمل في القصر.. لقد فتح جزءا من الجدار..أنا آسفة هذا جنون الجدران تنفتح ههه. عندها اتسعت عينا –ديمتري- لما قالته –آنيا- لأنه كان ذلك الصبي الذي أخرج الأميرة و جدتها من القصر في تلك الليلة لقد توضحت أمامه الصورة بالتأكيد لم يكن الشبه وحده بل هي بالفعل –آناستازيا-.
فقال –فلاد-: إذن هل هي من أل –رومانوف-؟ فردت –صوفي :أوه..حسنا....لقد أجابت على كل سؤال.. فانتفض –فلاد- من مكانه وقال: هل سمعت ذلك صغيرتي لقد فعلتها. فقامت –آنيا- من مكانها وعانقته تعبيرا عن فرحتها. أما –ديمتري- فقد خرج تاركا المكان وغمامة حزن تغشى وجهه. فالتفت –فلاد- ل-صوفي- وهو يقول: إذن متى سنذهب لمقابلة الإمبراطورة. فردت –صوفي في حزن: أخشى أنكم لن تستطيعوا مقابلتها. فقال –فلاد- بدهشة: أعيدي ما قلته عزيزتي. فردت –صوفي-: الإمبراطورة لا تود مقابلة مزيد من الفتيات فقد تعبت من الخداع و الكذب. فقال –فلاد-: ماستي اللامعة أنا متأكد من أنك بطريقة ما ستدبرين لنا مقابلة مختصرة مع الأرملة لن أتنازل حتى أحصل على رد. فردت وهي توجه خطابها –لأنيا-: هل تحبين الباليه الروسي، هم يعرضون في باريس الليلة، الإمبراطورة وأنا نعشق الباليه الروسي، فنحن لا نفوته أبدا. خرج –فلاد- للحديقة عند –ديمتري- وترك –آنيا- مع –صوفي- وقال بأعلى صوته: لقــــــــــد فعلناها... سنذهب لرؤية الإمبراطورة بنفسها الليلة،و سنحصل على عشرة ملايين روبل. فهمس –ديمتري- بحزن شديد: -فلاد-.....-فلاد- إنها الأميرة فعلا. أما –فلاد- الذي لم يسمعه فقد أضاف: أما –آنيا- لقد كانت مذهلة أنا وكدت أصدقها، و-صوفي- آه.... في تلك اللحظة خرجت –آنيا- وهي تقول: -صوفي- تريدنا أن نذهب للتبضع لحفل الباليه، التبضع في باريس هل يمكنك تصديق هذا..
ذهب الجميع للتبضع وكل الأثواب بدت جميلة على –آنيا- لكن حزن –ديمتري- لم يفارقه ولا لحظة وتأنيب ضميره كان كفيلا بإسكاته.
حانت اللحظة الأهم اللحظة التي تحمل فيها كل ألوان المشاعر والأحاسيس اللقاء، الحزن، الشوق، اللهفة، كل شيء لحظة اللقاء بين الإمبراطورة وحفيدتها المفقودة.
كان –فلاد- و-ديمتري- ينتظران –آنيا- أمام باب مسرح الباليه متأنقان يبدوان كسيدان محترمان، أما –فلاد- المتوتر يمشي ذهابا وإيابا فصاح به –ديمتري-: -فلاد- لا يوجد شيء نقلق حياله، إنها الأميرة. فقال –فلاد-: أنا أعلم أنا أعلم.... فرد عليه –ديمتري- في نوع من الحنق: لا لا أنت لا تعلم لقد كنت الفتى في القصر ، الفتى الذي فتح الجدار، إنها الحقيقية –فلاد-. اتسعت عينا –فلاد- من الصدمة وقال: هذا يعني أن –آنيا- قد وجدت عائلتها لقد وجدنا وريثة العرش الروسي، (ثم اكتسى نبرته نوع من الحزن)، و أنت؟؟. فرد الأخر في حزن: سأخرج من حياتها للأبد، فأجاب –فلاد-: لكن... فبثر جملته بقوله: الأميرات لا يتزوجن فتيان المطابخ.. فرد –فلاد- بسرعة: أنا أعلم ولكن... فقاطعه قائلا: يجب أن نواصل هذا.. كأن شيئا لم يتغير. فغير –فلاد- نبرته للجدية: يجب علينا أن نخبرها. أن تخبراني ماذا؟؟ قالت –آنيا- التي وصلت المكان للتو.. فرد –ديمتري- متداركا الوضع: أن نخبرك كم تبدين جميلة. فردت: أوه...شكرا.. فمد –ديمتري- يده داعيا إياها أن تمسكها.... صعدت –آنيا- الدرج بعدما نزعت معطفها الفرائي الأزرق.. التفت إلى –ديمتري- لتخبره أن يصعد الدرج مثلها فوجدته يقدم معطفه للحارس فما إن التفت إليها حتى فتح عينيه على مصراعيهما من شدة الصدمة لقد كانت تبدو بديعة في ذلك الفستان الذي يبدو لونه كلون البحر فما مرت مدة وهو في تلك الحال حتى تدارك نفسه وصعد الدرج. اتخد الإثنان مكانا بين المقاعد لمشاهدة العرض كانت –آنيا- تبدو متفاجئة بعض الشيء فهي لم تعتد هذا النوع من العروض أو اللباس أو أي شيء يخص ذلك المكان. قدم –ديمتري- منظارا مقربا –لأنيا- كي تتمكن من رؤية الإمبراطورة فما إن رأتها حتى همست: يا رب...أرجوك ...اجعلها تتذكرني.. مر العرض ببطء شديد في نظر –آنيا- والتوتر سيقضي عليها. وعندما انتهى العرض أمسك –ديمتري- يد –آنيا- وقال: هيا أعتقد أن الوقت قد حان. وفي الطريق إلى غرفة الإمبراطورة ترددت –آنيا- بعض الشيء من الذهاب لكن –ديمتري- ساعدها على التشجع فعندما وصلا إلى غرفة الإمبراطورة قال: حسنا انتظري هنا لحظة سأدخل وأناديك في الوقت المناسب . وعندما هم بالذهاب استوقفته جملة –آنيا- : -ديمتري-..... فالتفت قائلا: نعم.. فأكملت جملتها: لقد قضينا كثيرا من الوقت معا..وقد أردت فقط أن... فقال بتلهف لما ستقوله: نعم.. فأكملت قائلة: حسنا..شكرا لك..أظن..نعم..شكرا لكل شيء. فالتفت بخيبة أمل ولكنه تشجع قليلا و قال: -آنيا-...أنا... فالتفت هي الأخرى بشوق لمعرفة ما سيقول: نعم... فأكمل بتلعثم: أن..أنا..أنا..فقالت بشوق أكبر :نعــــــــم.. فقال: أ... أود أن أتمنى لك حظا سعيدا أظن.. فأحست بخيبة أمل هي الأخرى ، فمد هذا الأخير يده ليصافحها وهو يقول: حظا سعيدا.. إذن ها أنذا ذاهب. دخل الغرفة لكنه نسي أن يقفل الباب جيدا لسوء حظه بالتأكيد. رأى واحدة من مرافقات الإمبراطورة فقال لها: من فضلك اعلمي الإمبراطورة الأرملة أنني وجدت حفيدتها، الدوقة –آناستازيا-، إنها تنتظر هناك أمام الباب. فأجابته تلك المرافقة بقولها: أنا آسفة جدا أيها الشاب لكن الإمبراطورة الأرملة لن تقابل أحدا سمعت السيدة -ماري- حوارهما وقالت: أخبري ذلك الشاب الوقح أنني رأيت ما يكفي من الدوقات –آناستازيات- ما يكفيني مدى العمر. فالتفتت إليه المرافقة وقالت: من الأفضل أن تذهب الأن. فقال: أرجوك فقط دعيني....فقاطعته –ماري- قائلة: إذا أذنت لي أود العيش ما تبقى من حياتي الوحيدة في سلام. فقالت المرافقة وهي تسدل ستائر الغرفة التي تجلس بها الإمبراطورة: سأوصلك إلى الباب. فأرادت المرافقة اخراجه لكنه عاد للغرفة لأنه لن يتحمل عذاب الضمير وهو يعلم أن –آنيا- الدوقة الحقيقية. فقال: يا جلالتك أنا لا أنوي أن أصيبك بأي أذى، اسمي –ديمتري- لقد كنت أعمل في القصر. لكنها تركته لتغادر الغرفة فقفز نحو الباب وهو يقول: لا انتظري أرجوكي، اذا استمعت لي فقط... لكنها قاطعته بغضب: أنا أعلم ما تسعى وراءه لقد رأيتك من قبل رجل يدرب الشابات ليتصرفن كأنهن من عائلة ملكية. لكنه أجاباها قائلا: لكن سموك إذا انصتت إلي فقط... فقاطعته مرة أخرى: ألم يستمع إليك بما فيه الكفاية لقد ذقت درعا لا أهتم كيف ألبست هذه الفتاة لتبدو –كآناستازيا- تتحدث مثلها أو تتصرف مثلها، ففي النهاية لن تكون أبدا هي.. فقال بعصبية: لكن هذه المرة إنها هي. فردت: اممم –ديمتري- لقد سمعت عنك أنت ذلك الشاب المحتال من سانت بيطرسبيرج الذي يقوم بجمع الفتيات ليجد شبيهة –لأناستازيا-..... كانت تلك الجملة كالصاعقة تنزل على قلب –آنيا- المسكين فوضعت يدها على فاهها من اثر الصدمة ومن هول ما سمعت. اما –ديمتري- في الداخل فكان يخاطب الإمبراطورة قائلا: لكن سموك لقد قطعنا المسافة من روسيا إلى هنا فقط لرؤيتك. فأجابته: والأخرون قد قدموا من تمباكتو. فقال: لكن سموك.... فقاطعته قائلة: كم من الألم ستنزله بعجوز مثلي من أجل المال (وخاطبت الحراس) أخرجوه من هنا. فحملوه فأخد يصرخ قائلا: لكنها –آناستازيا- الحقيقة إنها الدوقة فعلا لو أمكنك فقط التحدث إليها.. لكن دون جدوى فقد رماه الحراس خارجا حيث كانت –آنيا- بقلبها المحطم فقالت وهي محطمة: لقد كان كل شيء كذبا أليس كذلك؟. فقال: لا لا، فقالت بصوت حزين ومنزعج في نفس الوقت: لقد استغللتني، كنت فقط جزءا من حيلتك لتحصل على مالها. فقال محاولا الدفاع عن نفسه: لا لا لا اسمعي ربما بدأ الأمر على هذا النحو لكن كل شيء قد تغير الأن..لأنك أنت فعلا –آناستازيا- أنت هي... فردت بحنق: توقف..من البداية كنت تكذب وأنا لم أصدقك فحسب أنا في الواقع....آه.. فقال: اسمعيني عندما تحدثت عن الجدران التي تفتح والصبي لقد كان ذلك..... لكنها لم تمنحه فرصة وقالت :لا أريد أن أسمع أي شيء عن كلمة قلتها أو شيء تذكرته أنت فقط دعني وشأني. أمسكها من يدها لكن الصدمة الكبرى التي لم يتوقعها أحد هي الصفعة التي وجهتها له، ورحلت تاركة المكان وذلك القلب الحزين وراءها.
لم يجد –ديمتري- إلا أن ينتظر أمام قاعة العرض بحزن يندب حظه السيء لكن ربما كفة الحظ ستميل إلى جهته هذه المرة فمع وقوفه امام القاعة أبصر السيدة –ماري- خارجة منها فاستغل فرصة أنها صاعدة إلى السيارة وفرصة انشغال السائق وركب مكان هذا الأخير وأدار المحرك منطلقا بالسيارة التي تحمل الإمبراطورة بسرعة جنونية جعلت الجدة تميل يمينا ويسارا فما إن أدركت –ماري- أن –ديمتري- هو السائق طالبته بالتوقف بسرعة لكنه لم يستمع إليها بالتأكيد وقادها إلى المنزل الذي كان الثلاثة استأجروه لتقابل –آنيا- هناك. و هناك أوقف السيارة وترجل منها واتجه إلى مقعد –ماري- وقال بغضب: يجب عليك أن تتحدثي إليها، فقط انظري إليها، أرجوك. فأجابته: لن تنطلي علي خدعك بعد الأن. فأخرج من جيبه صندوق الموسيقى وقال: هل تعرفت على هذا.. وأشار إلى الصندوق. تفاجأت –ماري- وأمسكته بيدها وقالت: من أين أحضرته؟. فأجاب: أعلم أنك تأذيت، لكن من الممكن أن تكون تائهة ووحيدة بقدرك... فالتفتت إليه قائلة: لن يوقفك أي شيء أليس كذلك؟ فقال: ربما أنا عنيد مثلك. ففتح لها الباب لتصعد إلى –آنيا- التي كانت منشغلة بتوضيب حقائبها حتى سمعت صوت طرق الباب فقالت بعفوية: اذهب بعيدا –ديمتري-. لكن الباب قد فتح ولم يكن ديمتري كما توقعت بل السيدة –ماري-. فالتفتت لتصرخ في وجهه ظنا منها أنه هو ففوجئت بكونها –ماري- وقالت: أوه..أنا أسفة...لقد ظننت أنك... فقاطعتها قائلة: أعلم جيدا من ظننتني.. من أنت بالضبط فأجابت –آنيا- بحزن: كنت آمل أن تخبريني أنت. فأجابتها: عزيزتي أنا امرأة عجوز.. وقد تعبت من الكذب والخداع..فقالت –آنيا- : أنا لا أريد خداعك. فأجابتها: و أرجح أن المال لا يهمك أيضا. فأجابت –آنيا- بعفوية: أنا فقط أريد أن أعلم من أنا، وهل أنتمي إلى عائلة أم لا، عائلتك... فالتفتت إليها –ماري- وأضافت في سخرية: أنت ممثلة بارعة بالفعل، الأفضل للأن في الواقع لكن، لقد نلت ما يكفي. وذهبت مبتعدة عن –آنيا-. فقالت –آنيا- جملة جذبت السيدة –ماري-: رائحة النعناع. فردت الأخرى: إنه زيت ليدي. فالتفتت –آنيا- وقالت: نعم.. لقد افرغت الزجاجة على السجاد و قد كان مملوءً بالكامل ومنذ ذلك الحين ورائحتها تشبه رائحة النعناع هه.. مثلك أنت.. اوه وقد تعودت أن أتمدد على ذلك السجاد ..وكم اشتقت إليك عندما ذهبت، عندما جئت إلى هنا..إلى باريس.. فطلبت –ماري- من –آنيا- الجلوس وعندها لاحظت عقدها وقالت في تساؤل: ما هذا؟؟ فأجابت –آنيا-: هذا (قالتها وهي تمسك العقد) لقد كنت أحمله معي دوما مذ أستطيع أن أتذكر. فقالت الجدة بحنان: هلا أعطيتني إياه. فنزعته –آنيا- من عنقها وقدمته -لماري- فعندما رأته قالت: لقد كان هذا سرنا.. سري أنا و –آناستازيا-. فأخرجت صندوق الموسيقى من حقيبتها.. فانتفضت –آنيا- وقالت: صندوق الموسيقى..(ثم أمسكته بكلتا يديها) ل..ليغني لي عندما كنت أنت في باريس.. فأخذت القلادة وأدخلتها في فتحة الصندوق وأخذت تردد ذلك اللحن الذي كانت تردده مع جدتها –ماري- فسعدت الجدة كثيرا وعلمت أن الواقفة أمامها هي حفيدتها المفقودة –آناستازيا- وأخذت تحتضنها وتقول: -آناستازيا- حبيبتي –آناستازيا-.... كانت تلك لحظة من المشاعر الملتهبة المختلطة دون أن ننسى دموع الفرح بالتأكيد.
أما –ديمتري- فقد غادر المكان بعدما نفض يديه من –آنيا- للأبد.
في ذلك الوقت كان الشرير-راسبيوتن- يحضر خطة شريرة ليقضي على –آناستازيا- فقد قرر قتلها عندما سيقام حفل تتويجها و تلك كانت خطته المجنونة كما العادة.

و بعيدا عن أمور الشر تلك كانت الفتاة و جدتها يتسامران ويبدو أن –آنيا- آه عفوا لقد عادت –آناستازيا- من جديد قد استعادت ذاكرتها وأضحت تتذكر صورا واضحة لماضيها الغابر. وكان تلك الفرصة المناسبة للجدة لتريها التاج الذي سترتديه مستقبلا بدت بالفعل متفاجأة لروعته وبريقه الفضي المميز. لكن وكما العادة الجدة لا تصبر أبدا بل حملت التاج ووضعته على رأس –آناستازيا- و قد بدت كإمبراطورة رغم ملابس النوم التي ترتديها.
حانت اللحظة المهمة في حياة –آنيا- لحظة تتويجها ولحظة الإحتفال بعودتها أيضا كانت تتجهز بفستانها الباجي اللون وتاجها الفضي دون ذكر شعرها الذي يسطع مع الأضواء..
أما الجدة –ماري- فقد استدعت –ديمتري- لتقدم إليه الجائزة المالية التي وعدته بها ففي تلك الغرفة كان ينحني قائلا: هل أرسلت في طلبي جلالتك.. فقالت –ماري- وهي تشير إلى صندوق قربها: عشرة ملايين روبل.. كما وعدتك.. ومع امتناني أيضا.. فقال و قد تغيرت ملامحه إلى الحزن: أقبل امتنانك جلالتك.. لكنني لا أريد المال.. فقالت بتساؤل: وماذا تريد إذن؟.. فأجاب بنفس نبرته: للأسف، شيئ.....،لا يمكنك تقديمه لي. وانحنى باحترام للإمبراطورة وهم بالمغادرة لكنها صاحت به : أيها الشاب..من أين أحضرت صندوق الموسيقى ذاك؟؟ فالتفت ببطء وأكملت جملتها قائلة: لقد كنت ذلك الصبي أليس كذلك؟؟ ذلك الخادم الصغير الذي أخرجنا من القصر، لقد أنقذت حياتها..وحياتي.. وقد أعدتها إلى كذلك.. والأن لا تريد الجائزة.. فأجاب: ليس شيء أبدا.. فردت عليه: ماذا غير رأيك.. فأجابها: الذي تغير هو قلبي.. ثم أضاف: علي الذهاب.. وانحنى مرة أخرى وتركها مغادرا الغرفة.. وفي ذلك الحين ابتسمت الجدة –ماري- ابتسامة جانبية عبرت فيها عن معرفتها لمكنون مشاعر –ديمتري-.
وعند نزول –ديمتري- من الدرج شاردا كانت –آناستازيا- صاعدة هي الأخرى.. فقالت ببرود شديد بدى فيه أن الجليد دافئ على نبرة صوتها: مرحبا –ديمتري-. رفع رأسه بتفاجأ وقال: مرحبا.. فقالت: هل أخذت جائزتك المالية.. فرد: تمت مهمتي كلها. وبعد أن أنهى جملته سمع رجلا عجوزا يخاطبه قائلا: أيها الشاب يجب أن تنحني لسمو الأميرة ولا تخاطبها إلا بسموك.. فقالت –آناستازيا- : لا بأس ذلك ليس ضروريا ..لكنه قاطعها بيده وقال: أرجوك.... (وانحنى) سموك.. سعيد لأنك وجدت ما كنت تبحثين عنه.. أما –آناستازيا- فقد كانت محرجة قليلا من الوضع الذي واجهه –ديمتري- فقالت: أجل..وسعيدة لأنك وجدت ما تبحث عنه أيضا. لكنه ما إن أنهى جملته حتى غادر المكان، بقوله : حسنا إذن...وداعا... وانحنى مرة أخرى قائلا: سموك... لكنها كانت حزينة جدا رغم محاولتها إخفاء ذلك وقالت بهمس: وداعا...
في مكان أخر حيث كان –فلاديمير- يتجهز أيضا للحفل دخل عليه –ديمتري- و قد كان يبدو أنه يحاول توديعه رغم الحزن الذي يجتاح قلبه فقد كان لا بد أن يغادر لكن –فلاد- قال بابتسامة على وجهه وهو يحتضن –ديمتري- : آه...يا فتى صدقني أنت ترتكب خطأ فادحا... فرد عليه: ثق بي.. هذا الشيء الوحيد الصحيح الذي أفعله..
في القاعة حيث تقام الحفلة بمناسبة عودة –آناستازيا- كانت هذه الأخيرة واقفة تراقب الحضور بشرود وهي تبحث عن شخص نعلم جميعا من هو.. أتت جدتها لتقاطع عزلتها فقالت بصوتها العذب: إنه ليس هناك... فردت بدهشة: أنا أعلم أنه ليس هناك... ثم أضافت ببلاهة: من الذي ليس هناك جدتي؟؟؟ فأجابت: الشاب الرائع.. الذي وجد صندوق الموسيقى.. فردت بسخرية: بالتأكيد فهو مشغول بإنفاق جائزته المالية بأسرع وقت ممكن.. فردت جدتها بحنان: انظري اليهم يرقصون (قالت هذا وهي تشير إلى الحضور).. لقد ولدت في هذا العالم علم الجواهر المتألقة و أصحاب الألقاب ..لكنني أتساءل إن كان هذا حقا ما تريدينه.. فردت: بالطبع.. بالطبع هذا هو..لقد وجدت ما كنت أبحث عنه.. لقد عرفت من أنا... و قد وجدتك... فردت عليها: أجل لقد وجدتني بالفعل.. وسأكون معك دوما... ثم احتضنتها وقالت: لكن هذا ليس كافيا.. عزيزتي.....هو..لم يأخد المال.. فردت بدهشة وصدمة: لم يفعل.. ثم أتممت الجدة جملتها: رؤيتك حية..رؤية الشابة الجميلة التي أصبحت عليها يجلب لي السعادة التي لم أظن أنني سأحسها من جديد... ثم قبلتها على جبينها بحنان.. ثم قالت: مهما كان اختيارك...فسأكون دائما معا.. ثم قالت –آناستازيا- بتساؤل: جدتي ألا يمكنك اخباري ب... لكنها عندما التفتت لم تجدها.. اتجهت نحو الستار وأرادت عبوره لتذهب إلى الحفل لكن شيئا ما منعها وأخذت تفكر بعمق إلى أن سمعت نباح –بوكا- جروها الصغير.. فأخد الكلب يجري مبتعدا وتبعته هي إلى أن وصلت إلى الشرفة فرأت جروها يبتعد أكثر فقررت اللحاق به..
في تلك الأثناء كان –ديمتري- في محطة القطار يستعد لأخذ تذكرة فبينما هو ينتظر أخرج وردة حمراء من جيبه و أخذ يبتسم بسعادة رغم حزنه القاتل...
في تلك الأثناء كانت –آناستازيا- بالفعل قد لحقت بجروها وتبعته إلى أن ساقها إلى جسر كبير خارج القصر فبدأت أشياء غريبة بالوقوع وبدأت تظهر لها أضواء خضراء اللون ونعرف لمن هي هذه الأضواء بالتأكيد –لراسبيوتن- الشرير... وعندما وجدت جروها الصغير بعد نوبة القلق التي تسبب فيها هو والأضواء الغريبة سمعت صوتا غريبا مبحوحا ويشبه فحيح الأفاعي ينطق اسمها: -آناستازيا-... فانتفضت من مكانها بذعر.. وأخذت تحاول الفرار لكن الصوت عاود ذكر اسمها ومن كثرة خوفها وهي تجري سقطت بقوة على الأرض... وسمعت الصوت يبادي اسمها للمرة الثالثة.. لكن هذه المرة لم يكن مجرد صوت بل أظهر ذلك الشرير صورته القبيحة تلك لها فما ان رأته حتى بدأت تتذكر خلقته وشكله وقالت بفزع: ذلك الوجه.. اللعنة... فأخذ يهاجمها بسرابات وحوشه تلك أما هي فقد توضحت صورته لديها وقالت بحنق: -راسبيوتن-... أما هو فقد أصدر أمره لجنوده ليهاجموها. فباغتوها من كل جانب ومزقو ثوبها وهي لا حول لها ولا قوة... لكنها تميزت بالشجاعة والقوة رغم كونها فتاة وقالت: أنا لست خائفة منك.... لكن قوته كانت تفوق خاصتها بكثير فقد أطلق ضوءا أخضر من أنبوبه الزجاجي تسبب في تدمير الجسر و بالضبط البقعة التي كانت تقف عليها.. لكنها أمسكت بطرف الجسر و في تلك اللحظات لم تكن تمني نفسها بالعيش فوضعها خطير ولن تستطيع التمسك أكثر فقال - راسبيوتن-: هههه والأن لا أحد سينقذك مني.... وفي تلك الأثناء سمع صوتا يخاطبه من الخلف: أ تراهن على ذلك... وباغته صاحب الصوت بلكمة على وجهه أسقطته أرضا... لكن وضع - آناستازيا- كان يزيد سوءً وكادت أن تسقط لولا يدا –ديمتري- التي أنقذتها من موت محتم.. لكن –راسبيوتن- لم يتحمل الوضع وهجم على –ديمتري- وأبعده عنها، وأدخله في معركة محتدمة مع حصان حجري كاد أن يودي بحياته.. أما ذلك الشرير فقد اتجه –لأناستازيا- وأمسكها من شعرها وحاول رميها من أعلى الجسر لولا تمسكها بطرف هذا الأخير ( الجسر) وأخذ ذلك القبيح يمنى نفسه ويقنعها بأنه استطاع أخيرا القضاء على سلالة –رومانوف-، لكن وكما قلنا من قبل انه غير محظوظ البتة فحتى –بوكا- لم يتحمل خبثه وأخذ يعضه من ساقه مما منح –آناستازيا- بعض الوقت لتستجمع قوتها وتنقذ نفسها، لكن الجرو المسكين اضطر أن يجابه وحشا من وحوش –راسبيوتن- الشرير... وبينما كانت أميرتنا المسكينة تتمسك جيدا وتحاول أن تصعد أسقطت بدون قصد حجرا كبيرا من الجسر أصدر صوتا بعد ارتطامه مع الماء فظن كل من –ديمتري- و –راسبيوتن- أنها هي من سقطت، أما الشرير فقد كانت تلك أمنيته لذا فهو سعيد مغتبط أما المسكين –ديمتري- فقد حزن وغضب في نفس الوقت وقال في حنق و غضب: لالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....-آنيا-.. واتجه نحو النهر رغبة في القفز لمساعدتها لكن ذلك الحصان اللعين اعترض طريقه ومنعه.. ووسط فرحة –راسبيوتن- فاجأته وريثة أل –رومانوف- بهجومها عليه وتشابكها معه كأنها ليست بفتاة بل رجل قوي.. لكنه أبعدها عنه وحمل أنبوبه قصد الهجوم عليها لكنه نسي أن –بوكا- في الجوار. قفز عليه الجرو الصغير وأخذ أنبوبه العزيز ورماه باتجاه –آناستازيا- التي كانت تنتظر فرصة مماثلة، فوضعت الأنبوب تحت كعبها العالي وأخذت تضربه ضربات متتالية وهدفها كسره لكنها نسيت تبعات ذلك فبعد أن ضربت الضربة الأولى تدمر الحصان الذي كان يتعارك مع –ديمتري- وسقطت صخرة على رأسه فسقط مغشيا عليها فغضبت –آنيا- فور رؤيتها لذلك المنظر وقالت باعلى صوتها وهي تشدد على كل ضربة: هذه –لديمتري-،..... وهذه لعائلتي... وهذه..هذه لك..من –آنيا-.... فبفعل الضربة الأخيرة تدمر الأنبوب ومعه بالتأكيد حياة –راسبيوتن- عفوا مجددا بل هو بالفعل... فقد تحول بتأثير طاقته نفسها إلى رماد حمله الريح معه كأنه لم يكن قط...
أما –آنيا- فقد اتجهت –لديمتري- وقلبته ولم يكن يبدو أنه يحرك إصبعا واحدا... فقالت: أوه...لا..-ديمتري-..... فترامى إلى ذهنها أنه فارق الحياة فجلست قربه تتساقط دموعها كالحبات الزجاجية وتلوم نفسها على ما حدث له... ووسط كل أجواء الحزن تلك رفع –ديمتري- يده كأول علامة على أن قلبه ما زال ينبض ثم حاول حمل جسده ليستطيع الوقوف عندئذ رفعت –آنيا- رأسها بعدما سمعت أنينه وتأكدت أنه حي و التفتت بدهشة رغم أنها أفسدت الأمر بصفعها له عن طريق الخطأ لكنها ارتمت عليه في سعادة و هي لا تصدق أنه ما زال حيا... فلما استويا وهما جالسان قالت –آنيا- أولا: كنت أظن أنك ستذهب ل... لكنه قاطعها قائلا: كنت سأفعل... فقالت بتساؤل: أنت لم تأخذ.. لكنه قاطعها مرة أخرى وهو يقول: لم أستطع.. فقالت: لماذا؟؟.. فرد عليها: لأنني... كان الإثنان منسجمان جدا لولا –بوكا- الذي يفسد الأمر دائما بنباحه... كان يحمل التاج بين فكيه.. فأخذه –ديمتري- وأمسكه بكلتا يديه وكأنه يظن أن هذا الكلب قد نطق وأخبره عن مكانته ومكانتها وأن ما يفكر فيه مستحيل أن يحدث يوما فقال بحزن: إنهم ينتظرونك.. أمسكت –آنيا- التاج وقد جالت في ذهنها واحدة من أفكارها المجنونة....
لقد قامت بإرسال التاج لجدتها - ماري- مع رسالة توديع كانت كلماتها كالأتي:
جدتي الحبيبة... تمني لي الحظ... سنكون معا في باريس ثانية قريبا.. إلى اللقاء
فأمسكت –صوفي-الرسالة وقالت في دلع: حبيبتي..أليس هذا شاعريا...إنها نهاية قوية..
فردت –ماري- وابتسامة عريضةعلى وجهها: لا إنها بداية مثالية.....
أما الأميرة –آناستازيا- فقد قررت الزواج –بديمتري- وتبعت مراد قلبها فنالت السعادة الأبدية........
.................♥♥.................
تَمَتْ.




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-20-2014, 12:19 AM
 
Wink

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:7px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






أتممتها والحمد لله كانت لدي شكوك أن لا أكملها لكنني فعلت وهذا هو المهم.
أولا أحب أن أخبركم أن الموضوع يتكون من 8578 كلمة، ايه العدد كبير جدا لهيك بدي ردود تفجر الصفحة تفجيرا للمعلومات مش أنا اللي حسبت الكلمات الورد فعل. وسامحوني لأني ذكرت كل التفاصيل بس كان هدفي إنكم تحسو أنكم عم بتشاهدو الفلم بدون أي تغيير ونفس المشاعر وكل شي....
ثانيا يا اللي بدو ينقل الرواية يعني يذكر اني أنا اللي حولتها يعني اسمي والمصدر اكيد.
بعض المرات عم باظن كأن الموضوع فرض منزلي والنقاد هم الأساتذة لهيك بدي تنتقدوني من كل الجوانب أي شي فكرتو فيه اكتبوه في الرد..
نرجع للردود ممنوع منعا باتا و لا أقبل الردود السطحية غضب1غضب1غضب1 بدي ردود تفرح لي قلبي لا أهتم إذا كانت انتقادات لأنه الإنتقادات هي اللي بتفرح لي قلبي.
أنا أعدت قراءة الموضوع كم مرة لهيك ما بظن انه فيه أخطاء بس مو متأكدة لهيك إذا شفتو شي خطأ اعلموني وأنا في الخدمة.
أنا ما بهمني الفوز أكثر ما بتهمني التعاليق و الأشياء اللي راح تقولو لي.
ثم شيء أخر أنا قررت أني أنزلها مرة وحدة بدل الفصول فاتمنى ما تزعلو لأنو ما راح يكون فيه تشويق والخ الخ.......
والتصميم لي تماما لم أستعن بأحد ليس لأنني لا أريد لكنني أردت أن أجرب نفسي ومهاراتي... وأن يكون الموضوع لي مئة بالمئة.
و أخيرا أظن أنني أطلت كثيرا أستودعكم الله وأتمنى حظا سعيدا لكل المشاركين في المسابقة.:kesha::kesha:





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( يَستحق المُشاهدة ♥) ﻤشًـآړﮗﮧ .. ¢αησ ¢яιѕтαℓєѕ مريومةة موسوعة الصور 17 11-07-2013 09:14 PM
(مَجُهود شَخصيَ ♥) тιмє ∂σєѕ ησт ƒσяgєт-♥ نِيلُوﭬـر عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 14 10-20-2013 04:52 AM
موضوع خنفوشاري:: ◥ ♥ i ωiℓℓ αłωกчѕ ѕзε чou iπ ₫гэємѕ ♥ ◣ Eмτeпαи صور أنمي 27 06-20-2013 09:45 PM
» тнє вєѕт ƒяιєη∂ѕ !♥’ « ياقوت أزرق هادي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2024 12-31-2012 07:29 PM


الساعة الآن 07:22 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011