|
روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
|
#7
| ||
| ||
اليكم الجزء الثاني... [frame="2 80"] انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا ! كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء ! كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل ! و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) . و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ... في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير ! لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة . تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب ! انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر . لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي . " أدخل ! " ألا أن أحدا لم يدخل . انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ... و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب ! لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض ! أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي .... " رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ " انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها . هذه المرة كانت تبكي من الألم . " أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ " لابد أنها دانة الشقية ! شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي . كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب . عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي . " دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ " لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى : " ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ " " إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي " اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول : " إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة " لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء ! أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش . نظرت إليها و مسحت دمعتيها . ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا ! ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة .... ~~~~~~ توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال ... إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح ... أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا ... إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ... و لأن الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر ... و هذا المكان كان غرفة وليد ! ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر . في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا ... كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع ... أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ... " اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! " و بين أناتها و بكاؤها قالت : " ماما " نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن ... ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم " أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ " " ماما " ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ... جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم . تأملت وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها . تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت . صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ... و قد فعلت الكثير ... و الأيام .... أثبتت ذلك ... ~~~~~~ ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء . أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد ! كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال ! " وليد ، تعال إلى هنا " نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح . " نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ " و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت : " خذ رغد لبعض الوقت ! " " ماذا ؟؟؟ لا أمي ! " لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت : " أريد أن أسبح ! " " هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا " أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها : " هيا يا رغد ! تعالي إلي ! " ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور ! جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة ! اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر ! أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها ... " أوه كلا ! " أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا . غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا " وليد كيف تركتها تغرق ؟ " " أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر " " ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . " غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال ! " أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر " و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا . في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد . " أرأيت ؟ " استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي ... كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا . عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة ! يا لخبث هؤلاء الأطفال ! نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت : " إنها تحبك أنت َ يا وليد ! " قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال . " وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسها هذه الملابس " تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس ! ربما أكون قد سمعت شيئا خطا ! " ماذا أمي ؟؟؟ " " هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء " كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل ... و لكن الظاهر أنني أصبحت أما ! أما جديدة لرغد ! نعم ... لقد كنت أما لهذه المخلوقة ... فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى ! و في الواقع ... كنت أستمتع بهذا الدور الجديد ... و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع ... و أشعر بسعادة لا توصف ! هكذا ، مرت الأيام ... و كبرنا ... شيئا فشيئا ... و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك ... أو يدرك أحد ... أصبحت تعني لي ... أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! .... [/frame] |
#8
| ||
| ||
ونظل معك نبحر على ضفاف القصة الرائعة وكلنا شوق لمعرفة النهايات عاطر تحياتي واحترامي |
#9
| ||
| ||
شكرا لمرورك اخي توفيق
|
#10
| ||
| ||
[cc=رد سطحي] ملكة الاحزان قصتك غاية في الروعة تسلمي [/cc] التعديل الأخير تم بواسطة خميـسَة ; 07-26-2014 الساعة 09:37 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فجر العشاق | شغب أنثى | محاولاتك الشعرية | 1 | 04-30-2012 01:44 AM |
لكل العشاق | ندى الازهار | قصائد منقوله من هنا وهناك | 8 | 04-03-2010 09:25 PM |
درس العشاق موضوع العشاق | ЯǒǑǒйĝ3ħ | مواضيع عامة | 0 | 11-14-2009 03:48 PM |
***** انشودة العشاق ***** | ريحانة الصحراء | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 03-24-2009 10:37 PM |