عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 08-17-2015, 04:44 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_08_1514398169248131.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_08_15143981654533451.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.














.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
[/ALIGN]







تطول أيامي و تقلب صفحات من ذكرياتي التي لا يليق بها أي وصف سوى أنها نفحات ملتهبة ترسلها أبواب الجحيم لتحرق قلبي أكثر و أكثر..
مجرد طلقة, رصاصة, أزهقت أرواحا فصرت من اشد المقربين ممن صنع لي هذا الكابوس الذي أعيشه... انه الزعيم !
صرت مرافقته الدائمة و آلة القتل الخاصة به و غدوتُ "سيلينا" بعد أن قتلتُ "جوليا"
وأصبح كل يوم يسمعني عبارته التي تثير اشمئزازي « أنت جوهرتي, أنت كنزي أين كنت مختبئة ً طوال هذه السنوات»
أنت و أنت و أنت, مجرد كلام معسول يردده بطريقة لبقة مصطنعة بينما نظراته تقطر مكرا و خبثا لا حدود له
هو يصدر الأوامر و أنا أنفد, عمليات سرقة, اختطاف, و الكثير من القتل
أول شخص أمرني بقتله كان بارون مخدرات, يبدو انه كان عثرة في طريقه, و فعلت ذلك برحابة صدر, تخلصتُ من حشرة تفسد العالم

~*

و طوال تلك الفترة التي قضيتها هناك كنت اكتشف خبايا عالم آخر , عالم لم يسلم من الرذيلة , عالم لم يسلم من النفاق , عالم تخبط بين البارات و كؤوس الشراب و علب السيجارة الفخمة و الرفيعة , عالم صار فيه الجسد يباع و يشترى بأبخس ثمن !
و أنا لم اسلم من ذلك طرقت أبواب السابعة عشر بسرعة و تلاقت علي نظرات الرجال من حولي.. لكن من سيتجرأ على الاقتراب ؟! حاول احدهم فأنهيت الأمر برصاصة !!

لكن ماذا عن روز ؟؟!!!...

أنين و بعض الصياح الخفيف تخللته عبارات كـ "اتركني...ابتعد..ساعدوني...أرجوك لاااااا"

انجذبت نحو الصوت و كلما تقدمت ناحية المخزن إلا و علا الصوت إلى أن اختنق ذلك الصراخ فجأة فهببت مسرعة ,صرعت الباب و إذ بي أتفاجأ بضحية تصارع ذئبا بشريا شرسا أخضعته السفاالة, هجمتُ عليه مسقطة إياه و انهلت عليه بوابل من اللكمات ,أغضبني أغضبني كثيرا , وقفت عنه و سحبت المسدس و أنا اشتعل غضبا صوبته نحوه و كدت اضغط على الزناد إلى أن :

"لا..لا تفعلي أرجوك..لا"

صوتها المرتجف الخائف هزني أما منظرها وهي ترتعش تشد أطراف ثيابها المفكوكة بعيونها الدامعة فردعني بالكامل فأعدت مسدسي إلى مكانه وضربت الرجل الملقى بركلة قوية إلى بطنه و اكتفيت بـ "نذل".
حملت سترتها التي كانت مرمية على الأرض و أسدلتها على كتفيها و سرت بها بحذر.

~*

ـ خذي
قلتها و أنا أقدم لها كوب الشاي الساخن فأمسكته بكلتا يديها شاكرة . كانت تجلس على السرير بينما جلست على كرسي عند الشرفة الزجاجية أراقب المكان في الخارج حين قالت:
ـ بالمناسبة ادعى روز
أجبت دون حتى أن أستدير نحوها:
ـ و أنا سلينا
ـ أريد آن اعرف اسمك الحقيقي
هنا استدرت نحوها, نظرت إليها جيدا ثم قلت:
ـ جوليا
و عدت انظر من النافذة
ـ اسم جميل
حركت الكوب بين يديها و نفخت فيه لتبرد الشاي قليلا ثم رشفت منه بهدوء, إلى أن سيطر علي فضولي و سألتها:
ـ هل هو من سحبك إلى المخزن ؟
شعرت بالشاي الذي لا يزال في حلقها عاود الصعود و راحت تسعل بعدما فاجأها سؤالي فأجابت مرتبكة :
ـ لا لا أبدا
ـ إذن ذهبت طوعا
فصاحت : ـ لاااااا ليس هكذا...
أكملت بنبرة هادئة :
ـ ذهبت إلى هناك لأبحث عن بعض الأوراق ...
ـ أوراق؟؟!!
ـ علمت أن كل من يحضرونهم إلى هنا يكونون بلا أهل و لا ولي , و أنا لم يسبق لي أن تعرفت على أهلي , لا اعلم من هي أمي من هو أبي, ألدي إخوة؟ , أريد أن اعرف اسمي الكامل أن اعرف من أكون... لذلك ذهبت لأبحث عن ملفي الشخصي لعلي أجد أي معلومات عن عائلتي...

بدأت أرتاب من الأمر فاستفسرت محاولة أن افهم أكثر:
ـ ملف شخصي !! في المخزن! لا يوجد سوى الأسلحة هناك و بعض خردة السيارات القديمة
ـ لا.. يوجد غير ذلك, أسفل السلالم يوجد جدار أو لنقل بأنه يبدو كالجدار لكنه باب سري لغرفة, غرفة بها كل إسرار هذا المكان المعاهدات, الاتفاقيات و المؤامرات و ملفات المنخرطين في المنظمة, حتى سجلات الموتى و المقتولين كل شيء موجود هناك , و قد أملت أن أجد شيئا لولا ذلك الغبي اففففف افسد خطتي ><
فجأة طمست ملامح الانزعاج عن وجهها و قالت بعزم أو لنقل راحت تقلد الإبطال الخارقين بعزيمتهم الزائدة حين وقفت و رفعت قبضتها عاليا و صاحت بحماس:
ـ سأنجح سأعود و ساجد مبتغاي أنا قوية و استطيع فعلها أنا لها ... نعم سأنجح
حسنا للحظة تخيلتها بطلة في قصة مصورة = =
ـ اجلسي
انصاعت و قد ارتعبت من طريقة كلامي و نظرتي لها, و قد قلت بجدية:
ـ يجب آن ادخل الى هذه الغرفة

~*

رغم آن النوم قد غاب عني و قضيت طوال الفترة مابين العاشرة الى منتصف الليل مستيقظة إلا آن الغفوة سرقتني و غرقت في ذلك الكابوس السوداوي الذي أيقظني على الدقات التي تضرب صدري و كأن قلبي سيخترق أضلاعي و يخرج من مكانه, أخدت نفسا عميقا و حاولت أن اهدأ , لا يزال هذا الكابوس يلاحقني بدا الأمر منذ فترة قصيرة منذ بدأت نات تزورني في نومي بحلة بيضاء ناصعة لكن سرعان ما تطلق صرخات عالية و تبدأ الدماء بتلوين ثوبها باللون الأحمر القاني , ثم يظهر مارك و هو يتقدم نحو نات و الدماء تغطي ملابسه و من هناك سايتو يزحف نحوي و يمد يده الدامية

نظرت الى الساعة و قد مر على منتصف الليل سبع و خمسون دقيقة
كلام روز المثير للريبة حركني ,ما قالته اصبح فاصل النهاية ,فضولي القاتل و رغبتي في معرفة الحقيقة هو ما طرد النوم من بين عينيّ و قادني الى المكان المقصود.. الغرفة السرية اسفل الدرج

لم يغب عني سلاحي المحشو بِسِتِ رصاصات و أنا على إطراف أصابعي وسط عتمة الرواق أسير حتى أتخطاه و اخرج الى الدرج..

نزلته و درت حوله الى أين استدليت ,أخذت المصباح اليدوي و أضأته باتجاه الحائط و تفحصته بدقة , الى أن رأيت ذاك الشق ..

نبشتُه بأصابعي و قد سقط عنه بعض التراب, بضع طرقات على الجدار ليتبين لي انه مصنوع من الخشب و صوت كالصدى يتردد دليل على وجود فراغ خلفه هنا أيقنت أنني في الطريق الصحيح

مسحت الغبار من على الحائط و لازلت امرر الضوء من المصباح لعلي أجد ما يفتح هذا الباب الجداري و بينما النور يضرب على الحائط حتى لفت نظري بريق سريع سارعت للجثو للأسفل أين صدر اللمعان و إذ به برغيّ عند الزاوية ..مددتُ يدي و فككته قليلا و الباب يتزحزح شيئا فشيئا ,الى أن تمكنت من دفعه مع تطاير الغبار الكثيف على وجهي لكنني كتمتُ السعال في داخلي حتى لا اصدر أي ضجة..

وجهتُ الضوء أمامي و لم يكن في الغرفة سوى الصناديق, الكثير منها و تبين لي من بعضها و التي كانت مفتوحة, بعض الأسلحة و الذخيرة, أكياس حبوب, و قوارير شراب...

لم يكن المكان صغيرا إذ يبدو أنني أتوغل أكثر في الداخل, لأجد بابا آخر..سرتُ نحوه و دخلت غرفة أخرى اصغر حجما بها رفوفٌ كثيرة تصل الى السقف تكاد السجلات المتراكمة عليها أن تنهمر ..
و رغم كثرتها إلا أنها كانت منظمة و مرتبة حسب السنوات ثم حسب الحروف الأبجدية,

عام 1978 هو غايتي..

بحثتُ في الأسماء التي تبدأ بحرف N لكنني لم أجد مرادي فاسم نتاشا لم يكن مدرجا ضمنها فانتقلت للبحث عن ماركوس ,ترددت أصابعي على السجلات بسرعة و رحت أميز الصور الى أن وجدته ,يستحيل أن أنسى وجهه اللطيف أبدا
و رحت اقرأ , من اسمه لعمره و كل معلوماته الشخصية ,كما يحتوي على انجازاته أيضا !!

و في الأسفل فقرة كبيرة تروي نهايته..
كيف عصى الأوامر و تمرد على المنظمة و حرضّ على الخيانة الى جانب "ميليندا"..!!

ومضت الفكرة في راسي بسرعة و أنا أقرأ الاسم الأنثوي ,فرميت الأوراق التي كانت بيدي و أنا اردد باحثة في باقي الملفات " ميليندا...ميليندا.."
و ها هي ذي..ميليندا

شابة في العقد الثاني من العمر, تبدو من صورتها وديعة جدا, ذات شعر بني محمر طويل و عينين ضيقتين قليلا فاتحتين, و وجه دائري نسبيا..ببساطة كانت صهباء جميلة.على عكس ملامح كل البقية الجامدة اليابسة انفردت هي بابتسامة صغيرة رسمتها على شفتيها

كم اشتقت إليها ...اشتقت إليها كثيرا
كيف كانت نهاية أختي ماذا دُون عنها ؟؟!!
ارتكبت الخطيئة فاستحقت العقاب ,خانت الزعيم و خيبت ظن إخوتها فكانت النار لها ,انسب عقاب للطاغين المتمردين و الخونة أمثال ميليندا ...

كان هذا جُل ما قرأت و الكلام يكثر و يكثر, أقبح الصفات ذكرت عنها في تلك الفقرة المسماة "النهاية"
و فيها ذُكرت الخيانة مثلما يسمونها.. لماذا قتلوا نتاشا؟؟
لأنها رفضت قتل المدعو ليون الجراح ,يا لسخرية القدر!!.. ليون الجراح؟؟ ..
كان أول مهمة أوكلت لي قتلته بعد شهر من دخولي للمنظمة كان انجازي العظيم و إكليل الغار الذي زين راسي ...

بارون المخدرات ذاك الذي كان يروج الأقراص المهلوسة بكل سهولة كونه الطبيب المسؤول عن التخدير في المستشفى المركزي بالمدينة ,وغد آخر!!
هذه هي القاعدة الأولى :اقتل تعِشْ , و لان نات رفضت كل ما له صلة بالدم انتهى بها المطاف غارقة فيه!!

لم استطع التحمل أكثر خنقت الأوراق بين قبضتي بغضب شديد و وقفت ثائرة الخطى أتنفس بعصبية غير قادرة على كتمان الغيظ الذي سكنني لحظتها..و الأسى لان ما رفع منزلتي هنا هو ما سحب روح أختي الى السماء

كان مجرد شك في البداية لكنني متيقنة الآن, اعلم جيدا كيف ستكون تلك النهاية

~*

صرعت الباب عليه فانتفض و قد استغرب من وجودي هنا و انزعج لطريقة دخولي, رمى الجريدة التي كانت بيده و نزع نظارته من على وجهه و قال بهدوء تام:
"ماذا هناك, ماذا تريدين؟"

لم أكد اصدق البرود الذي غلّف قلبي و بت فارغة الجسد و أنا أرد عليه و قد رميتُ إليه بالأوراق التي كانت بيدي :
"هذا ما آتى بي"

اخذ الأوراق و فك عنها التجعيد و ما إن تبين له محتواها حتى انطلق ضاحكا, و استمر كذلك و كأنه فاز بانتصار ما, رمقته بريبة أغدقها الاستغراب و سالت بحدة:
"ما الذي يضحكُ لهذه الدرجة"

صمت و قد انخفض ضحكه تدريجيا لينظر إلي و يقول:
"جوليا...رغم أن نتاشا لم تكن تشبهكِ أبدا, هي الصهباء متوسطة الحجم و أنت السمراء الطويلة...إلا أنكما لما تغضبان تملكان نفس النظرة!!...انظري الى نفسكِ جوليا..

نهرته صارخة : "توقف عن مناداتي بهذا الاسم!.."
لكنه واصل رغما عن ذلك:

" كم هذا مثير حقا ..و كأنني انظر الى ميليندا, الجانب الأسود لنتاشا أنت نسخة طبق الأصل عنها "

صرخت به مرة أخرى أن توقف! توقف !!

" ليون الجراح...كم سعدت لما أمسكت بقلبه بين يدي !..أوتعلمين جوليا ,رغم أنني اشعر بان نتاشا هي من ترميني بشطط غضبها من تلك العينين ,إلا أنني التمس تميزا فيكِ ..قلبكِ قوي جوليا ,على عكس أختكِ الخائنة..."

سحبت مسدسي في وجهه و قد انفلت مني هدوئي لقد نجح في استفزازي بكل سهولة, شعرت بالحُمق لحظتها ,بالخزي..كيف و أنا التي ظننتني متفوقة عليهم اكتشفت أنني الملعوب عليها بالأخير!!؟

ارتجفت يدي بهستيرية و أنا أنظره بجحوظ , و كان الخوف سكنني ,ما عدت استطيع تحريك يدي ...ما احتاجه رصاصة واحدة في رأسه و انتهي من كل هذا..لكنني لم اقدر, هُنتُ أمام ضعفي !

و تلذذ هو بفوزه!

وسط خذلاني لنفسي احتجتُ لمعرفة كل الحقيقة فسألته و لم تخفى الارتجافة في صوتي مع أنفاسي الهاربة ,و جبيني المتقطر عرقا!!

"ماركوس أراد إنقاذ أختي فقتلتموه معها ,و لكن ما ذنب سايتو؟؟.."

اخفض رأسه قليلا و اشبك أصابع يديه ثم عاود الالتفات اليّ :
"سايتو روزاتي و جون روزاتي ..فتى و عمه ,رئيس قسم التحقيقات و ابن اخيه ..كانا مجرد فأرين ينبشان في أنفاقنا بحثا عن مخرج, لكننا لا نرحم المتطفلين على تلك الأنفاق ؟!! ما إن تدخل حتى يكون الموت آخر ما تراه!!...

صمت للحظة ثم عاود الكلام : " جوليا ...يبدو أن فضولكِ ازداد هذه الأيام, أنا لا أحب المتطفلين...كما أن الصغيرة روز ستعاقب لاحقا.."

"إياك و الاقتراب منها!.."

مع صيحتي تلك و التي اتضحت فيها الغاية المهدِدَة دخل رجلين باقتحام و بينهما روز التي تئن و تصرخ مطالبة بإفلاتها بقامتها القصيرة و جسدها الصغير غير أنها قاومت بقوة

تمتم بصوت فحيحي: "فعلنا و انتهى الأمر"

استدرت إليه بعدما كنت أقابله بالظهر و ما عدت أرى أمامي سوى ظلمة غرتي المتبعثرة على جبيني ,ارتفعت ذراعي بهدوء و سبابتي تتلمس زناد المسدس المصوب نحوه

كاد الرجلان يتحركان لولا الإشارة التي صدرت منه ليعدلا عن مهاجمتي
تسربلت الدموع من بين رموش روز و بحة في صوتها ترجوني ألا افعل ما أنا مقدمة عليه ,الثبات الذي كنت عليه أدهشني..

لحظة صمت بدت طويلة, لكنها لم تكن سوى ثوان معدودة, ثوانٍ..أدرت ذراعي مع الطلقة التي خرجت لتأتي في منتصف رأس الرجل الأول و دون أي انتظار أسقطتُ الثاني بطلقة أخرى...تحينت روز تحررها من قبضتيهما و هرعت راكضة إلي معانقة وسطي و دافنة رأسها في ,إنها اقصر بكثير عن قرب...و خائفة جدا

شهقت بعدة كلمات متقطعة كـ : " جوليا, القتل..لا تفعلي...دعينا نرحل.. جوليا ارجوكِ"

ترديدها لاسمي جعلني أتذوق عذوبة فيه لم استطعمها من قبل كان جميلا أن اسمع أحدا يناديني بتلك الطريقة, و كأنني أنا من تنادي نتاشا !!

لن يتوقف الأمر هنا فهاهو يدرك أنني لا امزح مطلقا حين قال: "يبدو انكِ جادة بخصوص توديع هذه الدنيا "

لم يمضِ الكثير حتى انصب الحراس من الباب و كلهم يوجهون أسلحتهم إلي حتى أغلقوا علي و روز لا تزال ممسكة بقوة بقميصي و الارتعاب بادٍ عليها , ربتتُ على رأسها و شددت عليه بيدي و الأخرى انشغلت بالإطلاق المستمر للرصاص حتى تكاثف الدخان من حولنا و انقشاعه اظهر مجزرة القتلى !!

تساقطت آخر خرطوشة من مسدسي و أنا أعاود الالتفات إليه و قد تركت روز و هذه المرة وجدته واقفا و إمارات الغضب على وجهه ليزمجر بي من بين أسنانه المتراصة من الحنق:

"هذه خطيئة!..خطيئة!...فلتكن الموت نهايتك"

رايته يتوجه بيده الى أسفل المنضدة الصغيرة الى جانبه فأطلقت عليه لينفزع و يبعد يده بسرعة ,و قلت:
"لا تفكر في الضغط على ذاك الزر!..."

لم اترك له أي مجال للرد سرت إليه و قد أبعدت روز عني ,باتت بيننا خطوة واحدة ,وضعت المسدس على جبينه دون أن يظهر أي ردة فعل ,ضاقت عيناي و أنا أدوس بسبابتي على الزناد و مع الصوت الخفيف الذي صدر احكم هو على رأسه متوسلا
عاودت الضغط مرارا بغضب و أنا اكتشف أن مسدسي فرغ, أما هو فتحين ذلك و اخذ مسدسا صغيرا كان بحوزته و بغفلة مني أطلق مصيبا ذراعي

شددت عليها و الدم يتسرب من الجرح ثم لكمته بقوة : "كم أنت جبان "

قلتها و قد سقط أرضا يمسح ما سال من الدم من فمه ,لم امنحه أي فرصة بل أمسكته و انهلت عليه بالضرب المبرح ,لكمته و ركلته حتى تورم وجهه و بات ملونا بحمرة دمائه

و حينها ظللت اردد:
"هذه لسايتو!..و هذه لماركوس!...

و قفت و حشوتُ مسدسي و قد تمكنت من لمح روز و هي تغطي وجهها بيديها ,صوبت على جنبه الأيسر و أطلقت عليه و أنا أكمل:

..و هذه لأختي الكبرى نتاشا! "
توجهت بذراعي و المسدس لا يزال مرفوعا الى المنضدة الصغيرة و التي استقرت عليها قوارير من الكحول و الشراب ,حطمتها برصاصاتي الواحدة تلوى الأخرى ..

و أخذتُ القداحة الفضية التي في جيب سترتي و أشعلتها..فتحرك بمحاولة منه للزحف و الهرب فاعترضته :

"الى أين؟..أليس كل مذنب يستحق العقاب ..و كل خطيئة نهايتها الموت ..دعني أذقك لهيب النار التي حرقتني بها يوم سرقت مني أختي...هذه ستكون من اجلي,لأجل نفسي فقط..انتقاما لي !"

و تركت الولاعة تهوي من بين أصابعي لتلتقطها الأرضية المبتلة بالكحول و تتأجج النار بالمكان و انطلق هو يصيح و يعود للخلف بوجه لم أرى له خوفا و ارتعابا مماثلا..

تأملت النيران و هي تلتهمه, تلسع قدميه و ترمي بشظاياها على ثيابه الحريرية الفاخرة, تعالى جدار اللهب أمامي و لونه البرتقالي المحمر ينعكس على عيني و شعري..

بؤبؤي غرق هناك,في ذاك المنظر..لم يكن هذا ما تخيلته عما حصل لِنات ..هذا أبشع بكثير !! مثير للاشمئزاز!..فظيع جدا!

بدأت الستائر تشتعل و حطب الغرفة يتآكل فاحترت الأرض و الجدران من حولنا, رغم كل ذلك..لم أتحرك من مكاني!!

تهت في دوامة سوداء,فكرت أن هذه هي النهاية ..حان الوقت لأودع دنيا الشؤم هذه ,برودة تلك اليد الصغيرة و نعومتها أيقظني و سحبها لي الى خارج الغرفة الساخنة..
أنقذتني روز و يا ليتها لم تفعل..

~*

مر على ذلك اليوم سنة و نصف..
و ليلتها تقدمت لمركز الشرطة و سلمت نفسي معترفة أنني من أحرقت الشركة و أنني المذنبة بقتل كل من كان فيها..اعترفت بقتل كل ألائك الأشخاص ..
ممن كانوا يستحقون و حتى الأبرياء..
اعترفت بكل شيء..

أثناء فترة محاكمتي تعرفت على جون روزاتي عم ساي ..
أسريت له بكل شيء..عن المخططات المستقبلية عن التمرد الحاصل في الوزارة و عمن كنا نتعامل معهم..

سألته عن ساي و اخبرني انه كان يعمل جاهدا لإلقاء القبض على المنظمة..لكنهم كانوا الأسبق إليه

أما بالنسبة له هو فقدْ فقدَ الأمل كليا بمجرد أن قتلوا ابن أخيه..فتوقف عن البحث و ترك القضية..

وكّل لي محاميا محترفا ليدافع عني..تسببوا بكل شيء ..مرض نفسي, قاصر, إجبار..و انتهى الأمر بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد..

و لكن السجن لن يجعلني اعرف قيمة الحرية..
لقد تركت حريتي ورائي منذ أن قتلت أول إنسان..
بعت حياتي مقابل انتقامي..
و كان الثمن بخسا حقا!..
الماضي لا ينسى..لا ينسى أبدا..
التاريخ سيعيش و سيعود..سيظل يلاحقني بلا كلل و لا ملل..
سيغدو ظلا لي أجره خلفي ذليلة مدنسة بالعار و الخزي..
حان الوقت لروحي أن تتطهر..
أتت اللحظة التي تنغمس فيها بالنور الأبدي..
أريد أن أنسى و حسب..
لن يؤلم هذا كثيرا..مجرد قطعة زجاج صغيرة اشق بها معصمي و ينتهي كل شيء..
سأنزف حتى الموت..الى آخر قطرة من هذا الدنس..
و ابتسم بينما ترتفع روحي بانسيابية إلى السماء..
مخلفة وراءها جسدا خاويا..باردا..
هذه هي نهايتي..
فرغبتي بالنسيان جامحة و لا اقدر على مقاومتها..

الماضي لا ينسى..

لكنني سأنسى..


تمت و الحمد لله







[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_08_15143981668318131.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].

















.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
  #22  
قديم 08-17-2015, 04:58 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/17_08_15143981969233262.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


كيف حالكم ؟
ان شاء الله طيبين
كما ترون لقد وضعت اخر فصلين من الرواية..
و ذلك لاكون عند حسن ظنكم و افي بوعدي
فقد اغيب لفترة طويلة
ففضلت ان اضع اخر الفصول امامكم راحة لي و لكم
~
لكم حرية التعبير عن اي شيء ..
و سيكون من الجميل ان تفيدوني براي او نصيحة
و ارجو ان تكون روايتي هذه قد نالت استحسانهم
عسى ان تنضموا الي في مغامرة روائية اخرى,,
بردودكم و متابعتكم المبهجة
لكم اسمى تحية ..

ساراي ~





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
  #23  
قديم 08-17-2015, 09:47 PM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:skyblue;"][cell="filter:;"][align=center][cc=سابقاً]حجز
[/cc]
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا حبيبتي القصة
البارتين رائعات كثير
مع انو البارت الثاني
معقد كثير
خصوصا النهاية
وشكرا حبيبتي على
الدعوة
التنسيق تحفة
وطريقة السرد ممتازة
الوصف رائع
وشكرا ثانيتا على الدعوة
وبالتوفيق والى القاء[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
مجموعة التفاح
♥ اصدقاء للابد ♥

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 09-19-2015 الساعة 08:56 PM
  #24  
قديم 09-19-2015, 06:34 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك عزيزتي؟
أتمني أن تكوني بخير

ماهذا بالإبداع عزيزتي
حقا أعجبتني الرواية كثيرا
الشخصيات :
جوليا /
ااه عزيزتي كم أشقق عليكي علي تلك الحياة الصعبة التي عشتيها ورغم ذلك ما زلتي صامدة في وجه المصاعب أشجعكي عزيزتي من كل قلبي .
نتاشا /
أحسن مثال للأخت المثالية في العالم مضحية وعانت كثيرا لتجعل حياة شقيقتها أفضل ولكن يأسفاه .
سايتو /
أحببته كثيرا وخصوصا حين ساعد جوليا علي تخطي صدمتها وحزنت جدا حين مات .


طريقة السرد /
رائعة وجميلة رغم بساطتها وعدم تعقيدها إلا أنها أنيقة .


التصميم /
جميل ورائع .


العنوان / رقيق وغامض ولكن في نفس الوقت يشرح جزء بسيط من القصة

شكرا لكي عزيزتي علي هذا الإبداع وسلمت أناملكي


ولا تنسيني في جديدكي يا فتاة


في أمان الله
__________________

the cradle to the grave
Make hay while the sun shines
Strike while the iron is hot
If you wish to be obeyed don't ask the impossible

روايتي الأولي
  #25  
قديم 09-20-2015, 12:19 AM
 
يا ل سوء حظي
كيف لم انتبه لروايتك !
رواية قد بانت الفخامة من عنوانها
آسفة على عدم الانتباه لها

سيتم ختمها وتثبيتها 3 أيام تكريماً لها ولصاحبة الرواية

ولي عودة إن شاء الله لإكمال الرد
ولجعله يليق برونق روايتك
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011