عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات و قصص بالعاميه

روايات و قصص بالعاميه قصص و روايات باللهجه العاميه

Like Tree25Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2014, 03:30 AM
 
أبرياء حتى تثبت إدانتهم


بِسمْ الله الرحمَـنْ الرحيِــمْ

السلآمُ عليِكمْ و رحمَةُ الله و بركآتهُ

الي زمان مانزلت موضوع في المنتدى :haaa:
منشان هيك قررت انزل موضوع هنا
وطبعا مو انا يلي كاتبتها
شفتها باحد المنتديات وكثثثير حلوه
وهي كمان بالهجــة
<العراقية>
الرواية كتبتها الكاتبة
<حلم يعانق السماء>
وبتمنى انها تعجبكم





قنابلْ هي المشاعر البشرية
تعصفهم سـآعات لتحطم افئدتهم بقسوة لاذعة !

و للسخرية القصوى تهدأ بعد ذلك مخلفة في ارواحهم بقايـآ أشلاء لا قيمة لها !

تتراقص النيران من حولهم ..!
وهم ساكنون لا حراك و لا كلام !
فهل للفعل قيمة بعد كل ما يحدث ؛
إنه وبـآء الدمار الذي انتشـر ليعم الاراضي العربية !
و الاسوء نشرَ معه الضعفُ و الخذلان




فـ ها نحن ذا نقف مكتوفي الأيدي امام كلْ ما يحدث ،، كل يريد ممارسةْ حياته و الـ " سلام " ..!

فلا شئ اخر يهم !

و من بين اروقة الطرقات المدمرة ،، و فوق ارصفة الشوارع الملطخة بالدمـآء يجد لنفسه عرشا مميزا ،، يرتقيه بكل عنجهية و تملـك ،
و لتكتمل الصورة يتوافد حوله الكثيرون يطلبونه الرأفة !
عليه ان يرأف بهم و بحالهم قليلا ،، فأمثالهم ضعفاء و مكسورون .. لا يحتملون ظلمه هو الأخر



لكنهُ على العكس ،
يتفنن باللعب بمشاعرهم وسط أكوام الألم و الدموع ؛
فلا يهمه سوى عنفوان سيطه بين بقية المشـآعر

فلولا وجوده لم يذوقوا اي أحساس اخر ،،
لم يلتمسوا الخوف و الجنون
ولا الألم او الجرح
ولا حتى الحزن او الفرح ..!
بل لم يقربوا صوب السعادة او يدفنوا أنفسهم بالذكريات !



نعم احبتي
إنه هو ،،
ملـك الأحاسيس و اعظمها
انه ' الحب الأعمى ' الذي رغم ظلمه نجده يسيطر على كل شئ بإرادتنا







قصص مختلفة فوق معمورتنا ؛
و كل شخص قد يكن له اكثر من قصة

لكنه بدون شـك يعترف بإحداها فقط ،، لإنها هي ' الحب ' الحقيقي الذي جعله يختبر كافة المشاعر الأخرى




اما ان الأوان لمملكة الحب ان يسقط عرشها ؟!
لم لا ننقلب ضد دكتاتورية هذه السلطة المتعسفة و نسقط نظامها بثورة عنيفة مشابهة للثورات العربية التي راح ضحيتها الألاف !

لحظة واحدة !
الاستعجال غير مرغوب فيه ،، فَـ لنتمهل قليلآ
جميعنا يريد ان يثور و يفجر و ينهي هذه المملكة الظالمة ؛
لكن لو فكرنا قليلا .. كيف ستكن الحياة من غير هذا الملك المتغطرس ؟!



سنفقد حينها كل شئ ،
فلا حب لأم ولدت ولا لأب أرهق و لا لزوج ولا حتى لطفل نبت في الأحشاء !
تبا لهكذا حياة باردة بإمكانها قتلنا ببطئ لو سقط النظام الدكتاتوري للحب !



اذن ،، علينا الإستسلام
فلا شئ يضاهي لذة للحب بعذابه و روعته
لا شئ من شأنه أن يخرج افضل ما فينا ،، برغم قدرته اللاذعة على تفجير أسوء ما فينـآ ..!

ففي النهاية ،، علينا جميعا أن نعترف ها هنا .. بإن " الـ حب " هو شر لابد منه !

و أنهُ مهمآ طـآلتْ مُدة البحثْ عن الأدلـةْ ..!
سَتُثبتْ الأدآنة في الأخير ،
قــدْ تكونْ بـإعترآف .. بكونهِ سيِــد الأدلــَة ،
أو قــدْ تكُون بثبـآتْ الأدلةْ ،


لآ يَهُــمْ ..!
آلمُهم إنَ إدآنتهَــمْ ســتُثبَتْ
المهمْ أنَ برآءتهمْ ستنتهِــيِ


أحبتيِ أدعُوكمْ للغُوصْ فيِ روآيتيِ ،

" أبريَـآءْ حَتــَى تَثبُتْ إدَآنَتــِهِمْ "


سنتـخطـى جميـعْ الحدُود ،
و نعبرْ كل الـمسَـآفآت ،
و نتوصـلْ لـطرقْ تجمعنآ جميعـآ ..
سـأُقرب وضع بلآدي لكـم .. و نغوص معآ في أحدآث لم يسبــق لكمْ معرفتهآ ،

أتقبل كُل أنوآع النقــد البنـآء ،
لكـنه يجب أن ينبني على أُسس عميقـة و صحيحـة ,
،



أحبتيِ ،
ٍ إنتظر مُسـآندتكم لي
و وقوفكم معيٍ ،
كُونوآ على ثقَــة بإنكمْ إن شـآء الله ستستمتعُون بروآيتي هّذهِ
أتكلمْ عنْ خبرة طويلـة في عآلمْ الكتآبة لآ أُحب أن أفصحْ عنهآ ،
فقــط أريــد القليــل من وقتكمْ الثميــنْ لـ نُحلق سُويــآ فـي أحلآمِ تُعآنق السمـآء ،

حـتى لو إنتظرنـآ طويلآ ،
سيــرزقنآ آلله بـ مآ نتــمنى ،
بإذنهِ تعـآلى !

فإنتظــروآ أحلآمكم .. و أدعوآ الله دومآ أن يحققهآ ،
فـ إن لم تصلـكم .. فـ تيقنوآ إنهآ لم تكُن خيرآ لكم من البــدآية ،


آلهيِ .. حبيبيِ
إرزقني ِ مـآ أتمنـى إن كآن خيرآ لي ،
و إن لم يكــُن .. فـإجعل الخيرْ فيهِ .. و قربهُ منيِ
يــآربْ
إرزقنـي مآ أحتآج ، و لــيس مآ أريــد ،
إرزقنـي مآ تشـآء لـ عبدكْ يـآ رحمنَ يـآ مَنـآنْ


سُبحآنــكْ الله و بِحمدُك ،
و تعـآلى جَدُك .. و جَلْ ثنـآءُك .. ولآ أله غيركْ
مَـآ شـآء آلله كـآن .. و مـآ لمْ يشـأ .. لمْ يكُن
ولآ حُول ولآ قُوة إلآ بآلله العليّ العظيــمْ .. إنهُ على كُل شئِ قــَديرْ



هيآ أحبتيِ
إربطوآ أحزمتـكم .. لـ نُحلقْ فيِ سمـآء الأحلآم ْ،

مَــعَ


" أبريَـآءْ حَتــَى تَثبُتْ إدَآنَتــِهِمْ "





__________________

نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي

ومزقوا كل أشيائي الحبيبات

التعديل الأخير تم بواسطة اشكوفا ; 09-05-2014 الساعة 04:28 PM
  #2  
قديم 09-05-2014, 03:34 AM
 
أبريَـآءْ حَتــَى تَثبُتْ إدَآنَتــِهِمْ



" البـرَآءةْ الأُولـَى "



تذكــرْ قَبلْ أن تغفُو على أيِ وِسـآدةْ
.... هَل ينـآمُ الليــلَ من ذَبحُــوآ بلآده ؟












؛






على سريرها المنفرد تُمدد جسدها بإسترخاء و أناملها الطويلة تتقن رسم الكلمات فوق لوحة مفاتيح كومبيوترها الخاص الذي تحتضنه ؛
إبتسَمتْ بخفةْ وهي تثبتْ نظرآتهآ الزيتُونيةْ على الشآشة الألكترونيةْ لتلتقطْ تلكْ الكلمآت المرسلة من أحدى الصديقآتْ العربيآت ،
اللواتي قآبعآت خلفْ شـآشآتٍ أخرى ْ ،،
" وشلُونْ الوضعْ عندكمْ بالعرآق الحين ؟؟ أن شاء الله أحسـن "

لم تتردد لـ ثآنية وآحدة في الأجآبة فـ كتبت مآ هي تعيشه من وآقع حآل بتلك الفتره ،
" لآ الحمدُ لله .. هسه إحنه بخييير .. كولش فرق عن قبل "


لـ ترد الأخرى بعد وهله " الحمد لله يآرب .. الله يدومهآ عليكم حبيبتي "


ثم تشعبت المواضيع و تعددت الاحاديث ،، وهي كانت كعادتها هادئة الى حد البرود المزعج ،، فهذه هي .. وهذه شخصيتها !
بعد وهلة قصيرة هدأت فقـط .. ولم تستطع ان تركز بكتابة حرف واحد
بل لم تستـطع حتى أن تفكر بعـد أن سمعت خطى مخيفة في سطح المنزل ،
من عسـآه أن يكُون ؟!

والدهآ نـآئمٌ في الأسفـلْ ،، وعلي في غرفته العلوية !
والشخص المستيقظ الوحيد هو مُصطفى الذي يشـآهد التلفآز في الصالة السفلية ،
إذن .. من إينْ أتـى هذا الصوت المخيفْ ؟؟

حآولت إن تقآوم رُعبهآ الخفي .. و هي تترك كومبيوترهآ الشخصي على سريرهآ و تنسـل من جلستهآ بهدوء ،
تلقآئيـآ همست بقوة " بسم الله الرحمنْ الرحيم .. الله يستر ياربْ "

إرتدت خفهآ الرمآدي و هي تتحرك خآرجة من غرفتها ،،
نيتهآ كـآنت وآحدة .. تذهب لـ توقظ آخآهآ عليّ ،
و بالفعلْ .. خطـت خطوتين نحو غرفته الآ إنها وقفت عندمآ سمعـت صوت أخيها الأصغر الذي صـعد للدور الثآني للتو .. ليقول برعُب لآهث : سمعتتتتي هذااا الصووووت ؟؟

شعـرت بـ خيط رفيييع بين تمآلك النفس و فقدآنها يبدأ بـآلإنفلآت ،
إستجمعت حروفهآ بـآلويل وهي تهمس بعد ان دارت بجسدها نحوه : إنته هم سمعته ؟؟


فتح فآهُ مذعورآ ممآ قالتُه إخته .. حآول التمآسـُك و هو يعيـد خطوآته للأسفـل .. حيث يقبع وآلده : أرووح اقعد بآبآ .. !!


صرختْ بفزع غريزي بعـد أن إستنـدت بكفآهآ على درآبزين الـسلآلم : لآ تخرررررعه مصطـفى .. على كيييفكْ وياااه


من جديد دآرت بجسـدهآ برعب بعد سمآعهآ صُوت الأكبر الذي يأتيهم زآئرآ بين فترةٍ و أُخرى .. صُوتهُ المُرعب في هذا الوقتْ .. جعلهآ أكثر خوفآ و رهبةْ : شكُووو ؟؟ شبيكم ؟؟!


فتـحت فمهآ لتـقول بـ رجفة : مـآ اعرف .. سمعت صوت بالسطح .. و مصطفى هم سمـ...!!


لـ تهرب الحروف منهآ .. بعد إن تنآهى لمسـآمعهم صُوت ابيهم الذي صـرخ من أسفـل السلآلم : عليِ بسرعه تعآل ، هذوله يمكن حرامية ديبوقون السيآرآت


قآل قُـوله هذا و هو يرتدي خفيه .. و من شـدة الصوت الذي بـدأ هذهِ المرة بـشكل عآري ،،
ركض مبتعـدآ من جديد من غير إن يرتـديهما ،، و يــدهِ تُحرك " المُسـدسْ " ليتأكدْ من إمتلآءه بالرصآصـآت القآتلة !!


فُـزعت و هي تركض خلف أخيهآ الذي نزل السلآلم بخطـى وآسعة وهو يصرخ بحدة وتعقل : ياااابه إنتــظر دقيقة .. أخااااف هوايه .. بس إنتـ...!


كُل شئ حدث في ثُوآني قليلة .. تُقســم إنها ثوآني فقـط ..
عندمآ سمعت ضرب الرصآص القآدم من الخآرج ،
لم يكن الصُوت إعتيآديــآ ،
و لمْ تكن الرصآصآت معدُودة ،،
جفلتْ وهي تتهآوى على درجآت السلـمْ بضعف وهي تصـرخْ من قلبها : بااااابااااااااااااااااااااااااااا


لـِمَ تركوهآ وحدهآ ،،
إينْ أخويهآ ؟؟!
لآ ترآهم .. لكنهآ تسمـع صُرآخ عليِ الرجولي يتدآخل مع صيآح مُصطـفى المرآهق ،
و الأثنـآن لآ ينفكآن ان يـنآديآ أبآهآ ،

لـ تفزع من جديـد على سيــل الرصآص الدآمي ، و قلبهآ لآ يعرف أيـنبض ؟ أم ينفجر من شدة رعبه ِ ؟!
وقفـت و الخوف أخذ منهآ مآ أخذ .. ثم ركضـتْ بخطُوآتِ سريعة بإتجآه المطبخ ،
عليهآ أن ترى مـآذآ هنآك ،
وقفـت برعب عند مدخلهِ وهي تنظر لأخويهآ الفزعين ْ ،


بعد ذلك .. هدأ كُل شي ،
كمـآ إبتدأ بالضبــط ،
لآ يسمعوآ دويآ أخر ،
ولآ يستطيعونْ رؤية شئ ... لتبلـغ القلوب الحنآجر ،
بعـد إن تفعلّت حآستهم الشمية أكثر من السآبقْ

ليستنشقوآ عطرْ غير عن كل عطرٍ سـآبق
عطُر تدآخلت معه روآئح البآرود و الرصآص ،
عطر جعلهآ هي و الأصغر .. يصرخُونْ بـ شدة وهم يسقطونْ أرضـآ بـلآ شعُور
نعمْ أحبتي .. إنهُ عطر الأطهآرْ
عُطر الأحيـآء الذينْ عِندَ ربِهمْ يُرزقونْ ،
عطر الشُهدآء الأبرآر ،،



هزت رأسها مستنكـرة وبشدة ما يترجمه عقلها البآطن من إستنتآج ،، نظرت لـ مصطفى الذي تكلـم برعب حقيقي : أبووووية ،، كتلووووه ... لكـــــــم كتلوووووا ابووووووووية !!


صرخت برفض قاطع وهي تقوم من مكانها مرعوبة و تتحرك بسرعة بإتجاههم : لاااء ،، لتكووول هيييجي ،،، اسسسم الله علييه ... لتخـ ـ ـآآف !!



لتـصمت وهي تشعر برجفة تعتريها بإكملها بعد سماعها صوت علي الذي بـدأ يشعر بقلبه ينقبض لا إراديـآ : مصطفى اخذ اختك و قفلوا باب غرفة عليكم ،، و دقوا على عمر خلوه من بيتهم يضرب كم طلقة بالهوا حتى اذا حرامية صدك فيخافون و ينهزمون !




مصطفـى صرخ مرعوبا وهو يقف بساقين مرتجفتين ثم يتقدم من اخيه بخطى بطيئة : لك اكلـــك ابوووية ضربوووه ،، والله ضربــووه



ليقم علي بتهدئته بضربه على صدره تعيده خطوات عديدة للوراء : كتلــك اخد اختك وولــي ،، يللا بسرعة قبل ليفوت احد هنا !!



لم يتحرك من مكانه ،، لكنها هي من كانت اكثر ثباتا منه ،، فتقدمت له بسرعة و سحبته وهي تشعر انه على وشك الجنون ، ادخلته غرفة والديها وهي توصد الباب بالمفتاح ،،
ليستوعب ما فعلت و يحاول ان يعود ادراجه حيث كان ،، الا انه تلقى من اخته كفا يعيــد له صوابه و يسكته ولو لـ ثواني قليلة

اليوم فقـط إكتشفت ان للثواني اهمية كبرى لم تعلم قيمتها مسبقا !

بحركات سريعة توجهت لـ جوال والدها قرب سريره لـ تلتقطه بـ اصابع مرتعشة وهي لا تريد ان تركز بنظرها على هذا الذي انزوى على نفسه و صوت نحيبه يقطع اوردتها و يدميها

ما باله هذا الغبي ؟!
لم استسلم للحزن بهذه السرعة ؟
الا يعلم مقدار قوة والدها ؟!
لــم اخذه تفكيره للجحيم و رضي بواقع المــوو...!!


كــــلا

لن تكن شبيهته ،، فهي دوما متماسكة ،، لن تكن كـ أخيها الغبي !!
لن تفكر هكذا !

كانت قد اتصلت على رقم " عمر " وهي تنتظر اجابته بـ رعب ،،
اطرافها تنتفض ،، و قلبها متوجس لمصيبة عظمى !
لكن لا يبدو عليها ما تشعر كما يبدو على اخيها


نسيت عداءها المستمر لهذا الذي رفـع الخط بسرعة قياسية و هو يصرخ بـصوت هادر ،، لم تسمعه منذ زمن : أبوووو علي لتقول هالصوت من بيتكم ؟؟



إرتجفت شفتاها وتقوس فمها للإسفل ،، لم تستطع التحدث ،، او حتى التفكير بماذا تريد ان تقول ،، ليصرخ من جديــد : أبووو علييي تسمعنـــي ؟؟



تدفقت الكلمات هذه المرة من فمها بسرعة ،، و لم تفكر بردة فعله : عمممممر ،، علي يقول بسرعة اضرب طلقات ،، هذوله حرااااميـ ـ ـ ـة



نعم ... حان الوقت لتستسلم وهي تسمــع صوت انفاسه التي هدأت وهو يقول بهدوءه المتعارف عليه ولكن صوته خرج مشدودا من هول الموقف : لينا ؟؟ حرامية ببيتكم ؟؟ ابووووج و علي ويييين ؟؟



لـ تفرغ رعبها و انهيارها بوجهه بصرخة من اعماقها : اكللللك اضرررب طلقااات ،، ابوووية طلع مااعرف شصاار بييه ،، و علـــي هميين برا ،؛ بس اني و مصطفــى بالغرفة !!



كان يسمع كلماتها الباكية و هو يشعر بالخوف فتت خلاياه العصبية ليمنعه حتى من فهم شئ ،،
تحرك بسرعة ليخرج " مسدسه " من مخبأه وهو يرد على تسـآؤل والدته و صراخ اخواته بـ : يوووم سكتيهم فدوه لعينج ،،


عاد للتحدث معها بحده والرعب سيطر عليه : دخلي اي غرفة و قفلي الباب عليج ولو الدنيا تنقلب لتطلعين منها زييييين !


ثم رمى جواله على اخته الصغرى التي ترتجف ذعرا و هو يقول بحده و يديه تحضر المسدس بإتقان و تمرس : احجوا وياهة و هدودهة ، لتخاف ان شاء الله ماكو شي


والدته تمسكت بذراعه بقوة وهي تهتف برعب : عمممر يووم شصاير على بيت ابو علي ؟؟



ليقف ثواني معدودة وهو يقول : طافر عليهم حراامي ،، الله يستر



خرج هو الاخر في حديقة منزلهم الصغيرة و هو يطلق الرصاصات بإحتراف في السمـآء الساكنة !!

بعــد دقائق طويلة على القلوب الخائفة و المترقبة ؛

الهدوء حل على الحي الراقي ،، لتسمع بعده اصوات انفكاك الاقفال التي توصد بها ابواب المنازل التي تعود الى اكثر الناس غنى و ترفا في بغـداد !

تحرك بإتجاه افخم منازل الفرع السكني ،، ذو التصميم الراقي الحديث ،،
عندما دخل حديقة المنزل كان قد أُلحق ببعض رجال المنطقة الذين خرجوا لإكتشاف ما حدث !

تسمرت نظراته على ذلك الجالس ارضا جنب .... هذا المطروح ..!

تقـدم بخطوات سريعة ليقف فوق رأسه و تبينت له شخصية الرجل المغطى بدمآءه ليصرخ بفزع : علــــي ؟!



رفع رأسه لتقع نظراته على رفيق دربه ،، حرك رأسه بهدوء و همس بخفة : لك كتلوووه .. كتلووووووا ابووية ... لك مووو حرااامييية ،،، ذوله متقصدييه .. لك عمــــ....!!


تهاوى بقربه و هو ينقل نظراته للجسد المطروح ارضا ،، تلقائيآ وضع يده على رأسه بعد ان سقط بجانبه سلاحه : إنـا لله و إنا اليه راجعـووون .. إنا لله و إنـآ إليه راجعون !!


علـي صرخ بصوت رجولي و الغضب ملأه : يااااااااااابة ...... واللـــــــه العظييييييم دمـــــك ميرووووح هـــــدررررر ،،، والللله العظييييييم اخذلـــ ـ ـ ـك حققققققك من الكلااااااب .. والله احرررررقهم واللـــه آآآآآآآه....!!



لينهي جملته بصرخة متألمــة ،، صرخة رجل مدمى بــدم أبيه الذي لم يُربى بكنفه !
صرخة عدم استيعاب وعدم تصديق ؛


ليشد صديقه على كتفه بقوة و هو يقول بصوت متأثر و عيناه تدمع من هول الموقف : قووول يا الله ،، علــــــي ،، قوووول يا الله ... الله يصبرك



على اثر صراخ أخيه ،، و صوت الضجة الخارجية ،، وقف من مكانه و سيول الدموع قد رسمت اخاديـد على وجهه ،،

فتح الباب الموصد بسرعة و أخته لم تعارضه او تحاول ان تمنعه ،، فـ هي ايضا تحس بخوفه من المجهول .. هي ايضا تريد ان تسابق الهواء لـ تصل لموقع الضجيج و لـ تعلم سببه !!


وصل الاصغر قبلها و عيناه تهل بالدموع ،، لكن خلاياه الدمعية توقفت عن الافراز بعد ما بدت له تلك الصورة المرعبة ،،!
علــــي ،،، وعمــر و دماءهما ،، والاهــم ....

والـ ـ ـ ـده !!!

مـ ـ ـآ هـ ـ ـذا ؟؟؟؟؟!!!!
ماذا حدث ؟!!!!
أيعقل ان تكون رؤيته صادقة و يكون هذا المدمى ابيه ؟!
كيف له ان يصـ ـ ـ ـدق ؟؟؟!!!!



صرخ مرعوبا و هو لا يكاد يسيطر على انفاسه : هـ ـ ـآي شنـ ـ ـوو ؟؟ أبـ ـ ـ ـوووووية ؟؟؟؟



لتتضح له الصورة اكثر .. و لـ تتأكد له مخيلته الغبية ،، هذا هو رجلهم الشديـــد
الدكتور صفاء الـ ....!!


ركض بخطى عثرة و هو يرتمي ارضا عنده و يصرخ بعنف و كل خلية يتكون منها جسده النحيل ترتجف على اثر صدمته : بــآآبــآآآآآآآ ؟؟؟؟؟؟ .... لـــــك بااابااااااااااا ... لك قوووووووم ،،، بااااباااااااااا !!



علي لم يحرك سـاكنا ،، تركه يصرخ و يعبر عن صدمته ،، انى لـ حاله ان يكون بعد أن رأى ما رأى ؟؟!!


إنه ابـووه ،، عليه ان يصرخ ،، و يصرررخ و يصـــرخ
عل الصراخ يهدئ من روووعه !!


بينما عمر حوّل كامل اهتمامه له .. مسك كتفه و هو يشد أزره : مصطفى حبيبي قول يا الله ،،، مصــ...!!!



صرخ مرعوبا من المنظر وهو يدفع عنه يد عمر ،، جسد والده مغطى بالدماء ؛
رأسه مثقوب بعدد هائل من الرصاصات !
يا ويلهم !
أنى لهم ان يفعلوا هذا بـ إنسان ؟!
أين هي البشرية التي يجب ان ينتمي لها كل بني ادم ؟!

ابتعـد زاحفا الى الوراء وهو يصرخ اكثر و الدموع لا تتوقف ،،و جملة واحدة تتراقص في رأسه
" كللللله مننننني ،،، أنـــــي كعدتتتته من النوووم ،، كلللله منننني "



بينما هو فـ نقل نظره الى علي ،، يريد ان يستشف ردة فعله بعد رؤية اخاه وهو بذلك الوضع ،، إلا ان علي كان صامتا جدا
مطئطئ رأسه ارضا ،، و أخيــرا

نزلت دمعه من عينه تعلن عن إنهزامه !
نعـــم ،، لقد هُزم !

لم يحظ قط برعاية ابيه ،، كان مع والدته طيلة السنوات السابقة ،، و ما الذي حصل عليه ؟!
لا شئ !
حتى هي لم تشعره بوجوده بحياتها يوما !
فقد عاشت لزوجها الاخر و اطفاله ،، و هو ... كان دوما هو !!
وحيـــدا !

و الان ،، لكي تتوسع دائرة فقده ،، فقد الأنسان الذي لطالما حلم ان يتربى في حجره ؛
هذا الإنسآن الذي امامه !!
رجـــل إستشهد بكرامته !
هنيئا له ما فاز به من جنات عدن إن شاء الله !

سمع جمل كثيرة حوله بخصوص الأتصال بالشرطة ،، والإسعاف ايضا ،، لكنه لم يتحرك من مكانه ،، حتى إنه لم يفكر بأخويه غير الأشقاء ،، لا يعلم هل تجمد احساسه ؟!
ام هو هكذا منذ الازل ،
لكن اما حان الوقت ليتغير قليلا ؟!
اليس هذا بموقف كافٍ ليجعله يتخلى عن صفاته الباردة ؟!

شعر بيد قوية تضغط على كتفه و انتبه لصوت جار والدهِ " ابو سارة " الذي قال بقوة و تماسك : قووووم ،، علـــي اوووقف و وقف اخوك ،، ابوووكم راااح شهييييد ،، اوكفوا على حيلكم و حمدوا ربكـــم ،، يللا ولــدي السباااع " ألأبطال " ..قوومووا
ياللا .. قوموا و اذكروا الله


نقل نظره للاخر القابع ارضا و كل مافيه يرتعش و صوت بكاءه يقطع نياط القلب : مصطفــــى قوووم ،، إنته مووو صغييير ،، قوووم ابني ،، يالللا صييير رجال ،، رووح شوف اختــك و بشرها ،، بشرها بشهادة ابوكم !!



ما به هذا الاحمق ؟
هل يفكر انه هكذا يسعدهم ؟!
بالنسبة لمصطفى ،، كان هذا الكلام كالوقود التي تُضخ على النار لتزيد من اشتعالها !
عليه ان يتوقف و الا حطم وجهه السمح !
هل عليهم ان يتظاهروا بالقوة ؟!
لا و الف لا ،، سيــصرخ و يبكي و يمزق قلبه الما ؛
أنى له ان يفعل العكس
لقد فقد والــده توا !!
لن يشعر احــد بما يشعر هو ،، لإنه ....... هو من قَتل ابيه !
نعم ،، هو من فعلها !
لولا إنه ايقظه بتلك الطريقة المرعبة ما كان سيستيقظ بتلك الرهبة ،، و كان سيفكر قليلا قبل الهروع مسرعا الى الخارج !!


عيناه انتقلتا الى قدمي والده العزيز ،، إن قدميه حافيتان !
يا الهي ،، الهمهم الصبر فقــط
لكن الكثير منه ،، فإنهم قد فقدوا الحياة للتوو !!



منذ ان ذكرهم هذا الرجل بـ إختهما و هو عيناه انتقلت مباشرة الى شباك غرفتها العلوي ؛
و كيف له ان ينسى موقعه ؟!
و لكنه لم يرَ شيئا ،، نقل نظراته لـ علي الذي يبدو انه ابتدأ بتمالك نفسه وهو يقف ببطئ و يمسح كفيه بـ قميصه و عيناه تذرفان بالدموع الصامته !!


وجهه المتضرج بالأحمرار يدعو للخوف !
علي .. الله وحده العالم عما يدور في خلده هذه الساعة ، لكن مهما كان يدور ، عليه ان لا ينساها
عليه ان لا ينسـى لينــا


تقدم منه بسرعة ليهمس بأذنه بشده وهو يشعر بالقلق يسيطر على كيانه الغبي : علي اختك ،، وينها ؟!


رمقه بنظرة باردة رغم تخثر الدماء في مقلتيه ثم نظر لداخل المنزل ،، وجدهـا ،، واقفة كالصنم !
لا تفعل شيئا سوى النظر للأسفل !

مهما كان قلبه حجر ،، كان لا بد ان ينكسر للوضع الذي امسوا فيه !
هذان المدللان ،، كيف سيتقبلا الصدمة ؟!

تنهد و هو يمسح وجهه غير ابه ببقايا الدم الطاهر الذي رسم خطوطه على وجهه : جيب امك وخواتك يمها ،، شوفها حتتخبل !


ليتركه واقفا مكانه و هو يتحرك بإتجاه اخيه الاصغر ،، مد يده الكبيرة و مسكه من ذراعه و هو يوقفه بقسوة ،، خرج صوته خافتا متحشرجا : لتبـــجي ،، كااااافي .. تسمعني ؟!



ليهز جسده النحيل قليلا يطالبه بالصمود رافعا طبقاته الصوتية : مصطفـــى تسسسسمع ؟! صيييير رجااااال و اثبت ،، و روح لأختك بسرعه قبل ليصير بيها شي ،، بســـرعة !!



صرخ رافضا الحراك ... إنه لا يقوى على شئ بالوقت الحالي ،، فـ كيف بإمتصاص صدمة شقيقته ؟!
بالتأكيــد إنها اصعب مهمة قد تقابله في حيآته !!



بينما هذاك فـ لم يستطع الاستمرار بالصمت وهو يلمحها تتقدم بخطى مفجوعة و وجهها شاحب و كأنه خالي من الدماء

لن يستمر بالوقوف مكتف اليديـن ،،
بدون ادنى شعور منه وجد نفسه يتقدم لها ليسد عليها طريق الخروج

هي لم تكن ترى امامها ،
لا تــرى سوى سيل جارف من الدماء في ارضية موقف السيارات ؛
هي ليست بغبية !
هذه الفوضى وهذا الصراخ و النحيب لا يعني الا شيئا واحدا !
و لكنها تأبى ان تصدق ،،
ما زالت لا تستطيع التصــديق !!

عقلها كان يجول في منحني اخر ،، منحني جعلها تكاد تضرب بهذا الجســد العريض الذي امامها !!
وقفت لـ أجزاء من الثانية تستعيد فيها انفاسها لـ ترفع مقلتيها بإتجاهه ؛
فتحت فمها لـ تقل بصوت متوسل ذليل : هذآ دَمممممم بـ ـ ـا بـ ـ ـاا؟؟!!!



هذه النظرة ،، هي ما كان يخشاها ،،
ولكن مهما حدث ،، و مهما تعاطف مع وضعها عليه أن لا ينسى من هي هذهِ الأنثى التي امامه !

هذهِ الفتآة ،، يا ويلها .!


كيف لها ان تغرس سكينة بقلبه ثُم تجعله يشفع لها كل شئ .. و لا يتمنى بهذه اللحظة سوى الصبر لـ قلبها الصغير ؟!
نظرة واحدة منهآ كانت كافية ليعود صوته هادئـآ .. يغزوه القلق : انتي طول عمرج قوية لينا ،، قولي يا الله .. قولي انا لله و انا اليه راجعـ ـ ـ ...!!!



إنصدم بردة فعلها العنيفة وهي تنقض عليه بقوة الجمته : لتكـــــذب ،، أبوووية ماااابيييه ششششييييي ،، انتتتتته كذاااااب ...طووول عمررك كذااااب


بدأت بضربه بقبضات عصبية و هي تجاهد من اجل التنفس الطبيعي ؛
اجهشت بالبكاء بطريقة مفزعة وهي تحاول ان تبعده عن طريقها لـ تخرج ،، تريد ان تراه ،، عليها ان تتأكد بنفسها
لن تصدق احد غير عينيها !!


أمسك ذراعيهآ بقُوة و هو يحآول ان يهدئ من ثورتها : كااافي ليييييين .. اششششش اهدي و قوولي ياا الله . ليناااااا اسمعيييييني .. اسكتتتتي !!


لم تسكت .. و لم تهدأ ،
بالعكس ثآرت اكثر و أصبح التنفس يضيق بشكل اكبر عندها ،،
جسدهآ إرتجف بين ذرآعيه و بدأ نحيبهآ يعلوو وهي تنآدي وآلدهآ بضعف قآتل ،

تمنـى من كل قلبه أن يحتويها بقفصهِ الصدري ،
فقـط ليهدئها .. و بعدهآ يتركهآ من جديد .. فـ هي ، لآ تريده ، لآ الآن و لآ في وقتٍ أخر !
لكنهآ في هذهِ اللحظة تحتآج أي شخصِ .. أي شخص !
و يحمـدُ ربهِ أنه هُو من كآن متوآجد ،


في الجهة الاخرى عندما رأى مواجهة اخته و صديقه ، ترك الرجال و هو يتوجه ناحيتهم مباشرة ،،
ثبت كفه على كتف صديقه وهو يهتف بخشونه : عمر شوية !!



ليتنحى عن طريقه قليلا تارك المجال له كي يدخل المطبخ وهو يحرر ذراع هذهِ التي تنتحب ،، لكنه لم يبتعد و لم يتحرك !

هو على دراية ممتازة بشخصية علي ،، و هو متأكد من انه لن يكن لها الصدر الحنون الذي يحتضن رعبها و يهدئ من هول مصيبتها !!

فهذا الرجل الفولاذي قد تربى بـ شدة اعتادها ،، و اصبح للقسوة شقيقا !!

و كان توقعه بمحله ،، إذ انه لم يفعل شئ سوى انه ربت على كتفها وهو يقول بعمق و صوته اخشن من المعتاد : ما اريــد صيــآح و عيااااط ،، لتفضحينااا ،، أفرحي بيه صار شهيييد ،، إنتي مو مثل اخوج .. لازم تقويين تسمعين ؟ لازم تصيرين اقوى و تتحملين الصدمة



الـ عمر كان الطرف الصامت ،، فهي لم تتوقف عن البكاء بعد رؤية الدم المُلطخْ وجه أخيهآ و ثيآبه ،، و الاخر لم يتوقف عن الكلام اللاذع اذ قال مكملا ما بداه : بسرررعة روحي لبسي لج شي فق هدومج ،، هسة يجوج نسوان المنطقة و لازم تصيرين ام البيت ،، لازم تاخذين عزة ابوج !!


إنهارت من قسوة الكلمات لتتهاوى ارضا بخنوع ،، لا يمكنها تصديق ما حدث ،،
تقســم بإنه حدث يستحق لقب سيناريو سينمائي بحت !

رفعها بقوة و سمـع صرخة عمر من خلفه : علي أحضنهاااا .. البنييية حتمووت !!


شعر بإنه غبي فعلي ،
فـ كيف لم يفكر بحآجتهآ له ؟!
إنهـآ مكسووره !

قلبها الصغير متحطم الآن !!
حضنها لـ صدره و بدأ يمسح على شعرهآ بهدوء شآعرآ بقلبه يخفق بعنف بين أضلآعه : حبيبتي كآفي .. اششش .. سكتي لييين .. إسكتي ،،


تشبثت به بكآمل قوتها و بدأ صوتها يرتفع اكثر فأكثر ،
حتى الآن .. هي غير مستوعبة كليآ لمآ حدث !
هل بالفعل قد فقدت وآلدهآ ؟!
حبيبها الوحيد ؟!
إنـــه كُل شئ ،
لطآلمآ كـآن كُل شِــئ في حيآتها !


عُمر تركهم و تحرك خآرجآ ،
نحو الأخر الذي يشعر بالألم يفتت كل ذره بجسده ،

جلس على ركبة وآحده جنبه على الأرض وهو يهمس بخفوت : حبيبي مصطفى قووم و صير رجآل .. أعرف هالحجي قالوه هوايه .. بس والله اني حاس بيك .. عشت الي دتعيشه .. وشوووفني هسه ؟؟ قوووم .. قوووم وقوول انا لله و إنا اليه رآجعون . .ياللا قوووم .. لتخلي رياجيل المنطقة يشيلون ابوك .. إنته و أخوك شيلوه ياللا !



وقف بإرهآق و هو يشهق بين الفينة و الأخرى ،
إتكـأ على كتف عمر قليلا وهو يترنح ،
نقل نظرآته التآئهة نحو وآلدهِ باللحظةِ التي خرج علي من المطبخ من جديد و وجهه مسُود ،


قـآل بحدة بعد ان إنتبه لرجآل الشرطة الذين دخلوآ المنزل توآ يقتربون من وآلده بحركآت سريعة : مصطـفى .. عمممر ، تعالوووا وياايه .. !


و إقترب قبلهم نحو وآلدهِ .. وهو يرد بجمود على أسئلة المحقق الذي صُدم من منظر " دكتور صفآء "
الرجل المتوآضع المشهور بأخلاقه العالية التي جعلته رجلا جديرا بإحترام الناس و حبهم !


في هذا الوقت دخلت بعض نساء المنطقة ،، تتقدمهم ام عمر الى المنزل ،، و بـدأ النحيب الحريمي يعلو و يسيطر على الجو ،
لا احد يستطيع تقبل صدمة كهذه ببسـآطة ،، حتى و ان كان بعيدا عن الموضوع !!

ام عمـر هرعت مسرعة نحو المطبخ وهي تصرخ بحشرجة واضحة و دموعها تملأ وجهها السمح : ليييييناااا ،، يوووم ليييناا وييينــج ..؟!


كانت متبوعه ببعض النساء اللواتي لا يستطعن كبح صراخهن و كلامهن الـذي يقطع نيـآط القلب بسكاكين عميآء !!

وجدتها .. لكنها صرخت مرعوبة و هي تدخل غرفة ' دكتور صفاء ' و تتقرب من لينـا المطروحه على ارضية الغرفة ؛
حاولت ان توقظها و هي تصرخ بها بفزع من جهة ،، و بالنسـآء من جهة اخرى ليساعدنها على ايقاظها او احضار الماء !

احضرت احداهن الماء بخطى مسرعة و تولت ام عمر مهمة رش وجه هذه المغمية بالميـآه مع ضربها بـخفة على خديها المتورمين


بدأت تستجيب بضعف للأصوات المتداخلة التي تناديها و ترثي حالها و حال ابيها و اخوتها !!
سمعت صرخة من هذه التي تحتضنها وهي تنهيهم عن الكلام و تأمر ابنتها الكبيرة بترتيب المنزل قليلا و جلب اي " عباءة أو حتى حجاب " للينـآ ، لإنه من المحتم ان المنزل سيمتلأ بالناس بعد قليل و على لينا ان تتقبل الوضع و تجهز نفسها لإستقبالهم !!

بتعب ارهقها ابتعدت عنها قليلا و هي تشعر بالدموع تختلط مع بقايا قطرات الماء التي على وجهها ،، همسـت بخفوت مع غصة اشعرتها بالإختناق : خـ ـآلـ ـ ـة .. بـ ـ ـآبـ ـ ـآآآآ مـ ـ ـ...!!!



لم تستطع ان تكمل ،، انهارت على الارض من جديد وهي تصرخ من اعماقها الممزقة ،، يالهذه الليلة التي قلبت موازين حياتهم !

الألـم مزق احشاءها و هي تسمع تمتمات النسـآء التي تكره و بشدة الاختلاط بهن !
هؤلاء البشـر ،، ويل لهم من عذاب يوم عظيم !
فـ برغم قسوة الحال و جبروت الموت ،، و رعب الموقف .. تجد البعض لا يشعر بشئ ،
و الاسـوء لا يفعل شئ سوى التجريح ،،
الجم لسانها و هدأ من صوت نحيبها القول الذي تردد كثيرا على مسامعها هذه الدقائق " ليييييش خليتوووه يطلع ؟! "
و كأن الامر بيدهم ؟
الا يفهم هؤلاء انه لو بقي في فراشه ، بل لو اختبئ في بروج مشيدة لوصل له الموت ؟!
كيف لهم ان يعترضوا على قدر الله تعالى هكذا ؟!
و من هم ليقولوا هذا ؟؟

الا يفهموا انهم هم اولاده ؟!
و هم من يشعرون بالتحطم هذه اللحظة ؟!
هم وهم فقــط .. و على الجميــع ان يصمــــت ...!!











.
.
.





لقد مرت ثلاثة ايـآم على إستشهاد الدكتور صفاء .. وحتى الآن لم يمتص اي من اولاده صدمته ،،
بالأخص مصطفى .. ربما صغر سنه جعله الأكثر تأثرا و الما ،، و زاد الامر قربه من ابيه !
ابيه ..!!
كم تمنى كبيرهم ان يقول له يوما كم هو فخور لكونه والــده ؛
لكنه كعادته الدائمة .. منزويآ ،، و مبتعدا !
و لن يستطع التعبير عن شئ بعد الآن ،، فـ كل شئ اصبح ضده ،، و اصبح هو بالنسبة لهم الأخ الكبير الذي يتحتم عليه ان يمسك زمام الأمور و يسيطر على الوضع المتأزم ؛

يا الهي .. كم يكره مجاملات الاهل البعيدين القريبين !!
فـ يجلس اعمامه بالقرب منه ،، كلهم يملؤن المجلس بحضورهم الطاغي ،، لكن كل ما يفعلونه مجرد مظاهر خادعة امام الحاضرين !

فـ بعد إنتهاء كل شي ،، كل منهم سيـذهب بعائلته لمنزله و يتركهم من غير سؤال حتى ،، لحين إجتماع اخر امام الناس من جديد !
إنه لا يسـئ الظن ابـدا .. فهو يعلم جيـدا اي الاقرباء اقرباءه ،، فـ بعائلتهم الكريمة يطبق مثل ' الأقارب عقارب '


التفت بخفة نحو هذا القادم بإتجاهه ،، لم يقف ولم يغير من وضعه و الأخر امال بجسده قليلا نحوه و مسك ذراعه ليوقفه بقوة : علــــي ،، صار ساعة ادق على موبايلك ،، فوت جوه امي تقول اختك كولش موزينة ،، فوت شوية خليها تاكل لقمة رح تموت كل شوية متخربطة " فاقدة الوعي " !



بدأ حاجبيه بالاقتراب من بعضهما ليقول بحدة وهو ينقل نظره ليـد صديقه : عممممر ايدك

ثم تمتم بأسى بعد ان ابتعد عمر خطوة عنه محررا يده : أستغفر الله العظيم ،، هسة هاي شسوي وياهه ..؟ .. رح يخبلوني هيه و اخوها ،، هسة هية بنية بس مصطفى الغبـ...!!



قاطعه بصوت شديد : علـــي يمعووود قول يا الله ،، شلون تريدهم يصيرون طبيعيين ، لك شافوا ابوهم غارق بدمه ،، اصبر عليهم خطية ماعدهم غيرك !!



تمتـم بحدة من جديـد : و الله مو متحممممل رووحي ،، بس لو تخلص الفاتحة " العزاء " و انفضها " ننتهي من الموضوع " ،، على الاقل اعرف شسوي !!



سكت قليلا ثم اكمل : عمر قول لأمك خلي تحاول وياهه ،، اني مااقدر افوت هسة ،، خلي الرياجيل يروحون اول شي !!



تغضن جبينه بإنزعاج وهو يبتعد من جديد .. !


تبــــآآآآآ ..!!
لم لا يستطع النوم منذ 3 ليالي ؟!
لماذا لا يريد ان يرتاح وهو يعلم بحالها ؟!
الى متى سيستمر بآلإهتمام بإنسـآنة رفضته و لم تزل ان تبين رفضها لوجوده ؟!

متـى سيحرر نفسه من هذا القيد الذي يخنق عنقه ،، و يمنع عنه التنفس حتى !
فـ هذا اخوها امامه .. قد عاد لمكانه و لم يهتم لأمرها كثيرا ،، فـ لم يكون هو المتألم الاكبر لوضعها ؟!


الفتاة المدللة امســت مكسورة القلب منذ تلك الليلـة ،، وهو لا ينفك ان يتمنى الصبر والسوان لخافقها الذي ادماه من قبل !
هه ، بالطبع ستدميه ،، فهي ،، صيدلانية المستقبل ، و ابنة احد اغنى الاغنياء في المنطقة ،، كيف ترضى بـ إبن المستأجرين الذي يشتغل لإعانة والدته و اخواته الثلاث بعد انترم دراسته ؟!

و الفرق الاكبر بينهما كما وصل له من قبل اخته ،، كل منهم من طائفة ،، هه الغبية !
ان كانت تظن انه سيصدق عذرها الواهي هذا فـ ستكن بالفعل غبية ؛ فلا ابوها او اخوها يهتمون لمثل هذه الامور او يفكرون بها ، حتى بعد المشاكل العنيفة التي اندلعت في البلــد !

لكن ليس باليد حيلة ،، هو يعلم ماتريده ان يفعل ،، تريد إبتعاده ،، وهو لها
فـ لن يفعل سوى الإبتعاد !

لكنها الآن تحتاجـ.ـ.ـ!
لا ... إنها لا تحتاج اليه ،، لا الآن ولا في اي وقت اخر .. بل هو من يحتاج ان يطمأن قلبه الأحمق ؛

لكنه لم يفعل .. و لن يفعل .. فـ لن تستطع اي انثى ان تهزم كبرياءه ؛
حتى و إن كانت هي ، محبوبة القلب !


الخطأ الأكبر كان من اخيها ،، صديق عمره الذي عرضها عليه من غير ان يأبه لرأيهـآ .. فهذا دوما علي ،، و هذه تصرفاته !

يعتقد انه الجميع لعبة بين يديه ،، و الآن بالفعل سيتحقق اعتقاده ،، فـأصبح لديه لعبتين ،، هي .. و مصطفى ،، كان الله بعونهما !!








.
.
.


التكملة بعد التفاعل

اذا عجبتكم بكملها
__________________

نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي

ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
  #3  
قديم 09-09-2014, 05:50 AM
 
الرواية رووووووووعة

مسكينة لينا

مايصر اخوها وابوها فدمره وحده

بلييييييييييييز كملي

مررره عجبتني
اشكوفا likes this.
  #4  
قديم 09-09-2014, 06:23 PM
 
نورتي الرواية

ان شاء الله بكمل
Stars princess likes this.
__________________

نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي

ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
  #5  
قديم 11-11-2014, 11:22 PM
 
مرة حلوة روايتك
واصلي ع هذا الدرب
لكن فيه بعض الكلمات مافهمتها
اشكوفا likes this.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أثرياء بدون شهادات علمية ķēMéễ مواضيع عامة 4 07-31-2012 10:59 PM
أعرف ترتيبك بين أثرياء العالم ياسين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 05-03-2007 01:46 AM
أبرياء أمام شاشة غير بريئة؟؟؟ samir albattawi الحياة الأسرية 2 04-27-2007 11:39 PM


الساعة الآن 10:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011