عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-11-2014, 05:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url(' http://www6.0zz0.com/2015/05/26/19/741906011.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل العاشر<>


أستيقظ مارتن مبكراً على الرغم من نومه في وقت متأخر وجلس يتناول إفطاره وإذا بهاتفه الخلوي يرن كان المتصل صديقة الدكتور إيريك
" أهلا بك دكتور إيريك صباح الخير"
"صباح الخير يا مارتن كيف حالك يا صديقي لم اعد أراك كثيراً أين اختفيت؟"
ضحك مارتن وقال
" هربت منك خوفاً من أن تعطيني حقنة من حقنك القاتلة أنت و زوجتك و أنا أريد الحياة لدي أعمال يجب أن أنهيها"
" لا تخف لن أفقدك الحياة وأنت أعزب دهر"
" هذا كرم منك"
" أسمعني يا صديقي أنا في حاجة إليك و أريد مساعدتك "
"تفضل "
" زوجتي سافرت مع فريق طبي إلى أمريكا وأنا سأقوم بعمليه جراحية لأحد المرضى في الساعة الثامنة وبعدها سأسافر لأنظم إليهم وسأعود بعد ثلاثة أيام أو قد يطول الأمر إلى أسبوع و أريد أن اترك أبني تيمي معك إن كنت تستطيع فلا يمكنني أخذه معي "
"لا مشكلة سأصنع معروفاً لمريضك الذي ستجري له العملية حتى لا يقتله أبنك"
ضحك صديقه وقال
" أنك ترى كل عائلتي قتله "
"يقال ثلثا الولد لخله ومن شابه أباه فما ظلم فماذا تتوقع أن أرى أبنك غير مدمر"
"شكراً لك يا مارتن لن أنسى هذا لك أنت صديق مخلص "
" سأحضر إلى منزلك في السابعة لأخذ تيمي هل يناسبك هذا؟
" تماما . إذا اتفقنا إلى اللقاء "
"إلى اللقاء"
نظر مارتن إلى ساعته بقي أمامه ساعة من الوقت ليأخذ ابن صديقه فجلس يقلب أوراق الصحيفة أما كاثرن التي لم تستطع النوم إلا قبيل الفجر بسبب ذهنها المشغول بوالديها كثيراً وفي السر الذي يخفيه مارتن عنها فلم تستيقظ إلا بعد مضى وقت طويل. أنطلق صوت المنبه منذر لها أنها التاسعة صباحاً تذكرت أن لديها اجتماع مع الموظفين بعد نصف ساعة لبست ملابس رسمية للعمل ورتبت شعرها بعد ذلك تناولت إفطارها بسرعة ثم طلبت سيارة أجرة وذهبت إلى الشركة انتظرت حتى أكتمل عدد الموظفين وقبل أن تدخل طلبت من السكرتيرة أن تتدبر أمر أصلاح عجلت السيارة وأن يحضروها إلى الشركة لتستخدمها في العودة إلى المنزل ثم دخلت غرفة الاجتماع لتبدأ أول يوم في العمل.
أخذ مارتن تيمي الذي عمره خمس سنوات وجلس يلهو معه في الهايدبارك ثم نظر إلى ساعته
" إنها العاشرة والنصف هيا يا تيمي يجب أن اذهب إلى كاثرى "
" أرجوك يا عم مارتن دعنا نلعب معاً"
" ليس ألان لدي موعد مهم "
" إذاً خذني معك"
" هذا بديهي وأين سأبقيك فلا مربية لدي في المنزل ولا خادمة حتى تهتم بك "
" أين سنذهب؟"
" ستعرف في الطريق يا صغيري "
ركب مارتن وتيمي السيارة و اتجها إلى شركة السيد ألبرت أوقف السيارة في الكراج وقبل أن ينزل قال
"تيمي سوف ندخل إلى الشركة وليس منتزه لا للكلام لا للأسئلة ولا لركض في الممرات هذا مكان عمل واضح"
" واضح عم مارتن"
نزل مارتن وهو ممسك بيد تيمي حتى لا يفلت منه ثم دخلا إلى المصعد وطلب تيمي أن يضغط هو الزر ومارتن يأمره أن يخفض صوته ولكن لا فأده تيمي يقفز ويضحك وكأنه في مدينه الألعاب ومارتن لا يريد أن يقسو عليه لأنه لا يزال طفلاً ويعامله بحنان أبوي. طلبوا الطابق الرابع الذي فيه مكتب مدير الشركة . ازدحم المصعد بالناس وهذا ما جعل مارتن يكون في داخل المصعد وعندما فتح باب المصعد في الطابق الثالث أفلت تيمي يده من يد مارتن وأنطلق بين أرجل الناس وخرج من المصعد أراد مارتن اللحاق به لكن الزحام منعه وأغلق باب المصعد متجه إلى الطابق الرابع .سأل مارتن الله إلا يفعل تيمي شيء غبي من مشاكساته. تيمي الصغير أخذ يلهو في الممرات حتى وصل إلى غرفة الاجتماعات لم تره الموظفة الجالسة على مكتبها لتحرس الباب لأنها تنظر إلى نفسها في المرأة وتعدل ماكياجها إضافة إلى أن تيمي طفل وليس طويل. فتح الباب ودخل غرفة الاجتماع و كاثرن تلقي أوامرها الأخيرة على الموظفين رؤساء الأقسام ولم ينتبه أحد منهم إلى الطفل الذي تسلل تحت الطاولة وحبا على ركبتيه إلى أن وصل إلى قدم كاثرن نظر إلى حذائها الأسود اللامع وظهر في رأسه الغريب فكرة مجنونة. صرخ بصوت مرتفع وهو يخرج لها من تحت الطاولة ارتعدت كاثرن قليلاً وحمدت الله أنها لم تصرخ فتفقد شخصيتها المهيبة أما الموظفين نظرت إلى طفل أشقر الشعر أبيض البشرة بعينين زرقاوان وهو يضحك لها بشفتين محمرتين .أمسكت الطفل من يده ونظرت للذين معها وقالت
"ولد من هذا هل يعرفه أحد منكم ؟ "
لم تلقى جواباً من الموجودين وأخبرتهم أن اصطحاب الأطفال إلى الشركة ممنوع دون إذن مسبق منها وحاولت إنهاء الاجتماع بسرعة حتى تنظر في أمر الصبي.أما مارتن فكان قد نزل وبحث في كل مكان فلم يجده ورأى غرفة الاجتماع مفتوحة قليلاً والمرأة مشغولة بزينة شعرها أحس مارتن أنه سيجد ضالته هناك اتجه إلى الباب فقامت الموظفة تمنعه من الدخول
" أرجوك يا سيدي ممنوع الدخول إنها غرفة اجتماع"
"أسمحي لي هناك طفل في الداخل وسيثير الكثير من المتاعب"
"لا أستطيع الآنسة ألبرت أعطتني أوامرها أن لا يدخل أحد أي كان وسأعاقب أن تركتك تتدخل "
كان مارتن يكلم الموظفة و خلف ظهره الباب لم تنتبه كاثرن له عندما خرجت ممسكة بيد الصغير وذهبت إلى مكتبها ولم ينتبه مارتن و لا الموظفة لهما
" أسمعيني يا آنسة لن تعاقبك الآنسة ألبرت أن دخلت فانا صديق لها "
"أرجوك يا سيدي ..."
انتبهت الموظفة أن الاجتماع انتهى فقالت أنه يمكنه الدخول ألان دخل مارتن وأخذ يبحث في داخل الغرفة أما الموظفة فقد استدعتها كاثرن إلى مكتبها لتناقشها في إهمالها لم يجد مارتن تيمي وأسرع إلى مكتب كاثرن .
"قلت لكي ألا يدخل أحد إلى الاجتماع أين كنت عندما دخل هذا الطفل؟"
"آنستي لقد كنت في مكتبي لكنى لم أنتبه "
"خذي الصبي و أعرفي من أتى به إلى الشركة ودعية يأتي إلي حالاً "
"حاضر آنسة ألبرت"
أرادت الموظفة أخذ تيمي لكنها لم تجده وسألت كاثرن عنه نظرت كاثرن حولها وقالت
"قبل قليل كان هنا أين اختفى؟"
بحثت كاثرن تحت المكتب الفخم الكبير وخلف الستائر والموظفة تبحث عند مكتبة الكتب وخلف أشجار الزينة .أثناء ذلك طلب مارتن من السكرتيرة كيم أن تخبر الآنسة ألبرت بقدومه طرقة كيم الباب بلطف ثم دخلت لترى رئيستها تبحث و توبخ الموظفة أرادت أن تخبرها أن السيد روبرتسون هنا ويريد مقابلتها لكن كاثرن كانت غاضبة بسبب الطفل فأوقفتها عن الكلام وأمرتها أن تغلق الباب وتبحث معهما أتهجت كيم لتغلق الباب لكن مارتن كاد ينفذ صبره لفقده أبن صديقه فدخل ونظر إلى كاثرن وبجنبها الموظفة وهو يقول
"مرحبا كاثرى أتيت ..."
رفعت يدها في الهواء بعصبيه وقالت
"أهلا مارتن ليس الآن لدي مشكلة "
كانت كيم تقف خلف مارتن و الموظفة الأخرى تقف بجانب كاثرن أمام مارتن وخلفهما المكتب أرادت أن تتكلم وتقول أن هذا الرجل والد الصبي لكن تيمي خرج من خلفهما وهما تنظران إلى مارتن وأمسك بجاكت كاثرن الأسود وشده صارخاً بقوة ارتعدت كاثرن هذه المرة بوضوح كما تفاجأ جميع من كان في المكتب وأسرع تيمي إلى مارتن وأحتضن ساقه الطويلة وهو يصيح بمرح
"عم مارتن"
أرخى مارتن يديه على الصبي ونظر إلى كاثرن ليبحث عن عذر و عندما رأت كاثرن هذا اتكأت بمؤخرتها على المكتب الذي خلفها وقد قطبت جبينها عاقدة يديها على صدرها وقالت
" هل تعرف هذا الصبي يا مارتن؟ "
" آه أجل أنا أسف على كل الإزعاج الذي سببه تيمي"
ثم دفع رأس الصغير بلطف وقال
"هيا أعتذر للآنسة ألبرت"
ضحك الصغير بطفولة ضحكة جميلة دعت كاثرن إلى الضحك وهو يقول
"أنا أسف آنسة ألبرت"
"أنت مدين لي بتفسير لما حدث"
أمرت كاثرن السكرتيرة كيم والمرأة الأخرى بالانصراف بعد أن نبهت الأخيرة أن الموضوع لم ينتهي بعد و بقيت مع مارتن تسأله عن أمر تيمي فأخبرها انه أبن صديقه الذي سافر إلى أمريكا في عمل ,سألته كيف سيتدبر أمر تيمي فأجاب وهو يجلس على المقعد الجلدي الفاخر مقرباً تيمي منه
" الحقيقة أني لا أعلم ولابد أن أدير أعمال شركتي وتيمي طفل صغير لا يمكنني تركه لوحده وكما رأيت فهو كثر الحركة ويثير المتاعب "
" لا أعلم ولكن أن أردت مساعدتي فأنا مستعدة "
" لديك ما يكفيك كيف كان الاجتماع أتمنى أنه لم يفسده؟"
" أتعرف كنت فعلاً غاضبة من تصرفه عند دخوله الاجتماع و الفوضى التي صنعها في مكتبي لكن ما أن تنظر إلى عيني طفل جميلتين مثلهما حتى ترى الأمل الذي كدنا نفقده "
ألآمل هذا فعلا ما تحتاج أليه فهي تترقب المساء بفارغ الصبر قام مارتن من مكانه وأخذ ورقة من المكتب وقلم وأعطها إلى تيمي ليرسم ثم التفت لها وهي تتجه لتجلس على الكرسي الضخم خلف المكتب وقال
"حسناً لنبدأ العمل "
أزاحت شعرها الأحمر على جانب من رأسها لتخفي ارتجاف يديها و تبدو طبيعية بينما هو يجلس على حافة المكتب مقابل لها وهي تراقبه شعره الطويل الذي لم يقص و ذقنه الغير محلوق وتولد لديها رغبة بأن تمد يدها إلى ذقنه لكنها عنفت نفسها بشده لانجذابها إلى رجل لا يحبها علاوة على أنه يراها متحررة طلبت منه أن يبدأ العمل فبدأ يشرح لها كل ورقة وطريقة العمل وأثناء عرضه لأحدى المسائل لاحظ أنها عقدة حاجبيها بشده وهي تحاول أن تفهم ما أمامها ولم تستطع أن تسأله فهي تتحاشى النظر إلى العينين الرماديتين فقال لها
"ما بك؟ "
رفعت بصرها إليه كان عاقداً حاجبيه وينظر لها بعينين مبتسمتين وفيهما تعبير ناعم وعلى فمه تكشيرة صغيرة جميل تدل على تعاطفه لم تعرف بماذا تجيبه فاعتقد أنها خجلى من أن تقول أنها لم تفهم فتمتم بحنان
"لم تفهمي أليس كذلك؟ "
"آه..أجل"
"لا بائس يمكنني أن أعيد بوضوح أكثر"
وانتبه مارتن إلى جديتها وقوة شخصيتها وذكائها واستيعابها للأمور بسرعة لكنه لم يلاحظ توترها من قربه منها عندما كان يحني رأسه و يتكلم وأنفاسه الدافئة تصطدم بوجنتيها لينظر إلى ورقة سألته عنها وعطره الرجالي ملئ رئتيها مضى عليهما وقت طويل حتى انتهوا من معظم الأوراق.
يا لها من كارثة إن كانت ستعاني كل يوم من وجود مارتن بهذا القرب هي لا تنكر انه كان في غاية اللطف معها لكن عليها أن لا تنسى أنه اخبرها أن لطفه هذا يعود إلى اهتمامه بوالدها وليس بها عليها أن لا تسمح لنفسها بالانجراف مع هذه المشاعر المجنونة فهي ليست مراهقة لابد أن تكافح لتحافظ على ما بقى لها من كرامه عليها أن تعالج قلبها من مرض حبه قبل أن يهلكها قطع عليها أفكارها مارتن وهو يتأمل وجهها المرهق
" هل أنت بخير؟"
يا له من رجل يسأل بكل بساطة ولا يعلم انه سبب متاعبها تمنت لو أنها لم تلتقي به أبداً فحياتها الهادئة انقلبت إلى بحر هادر وسيل جارف من المشاعر المتلاطمة قالت له بتكاسل وهي تقاوم الإرهاق الجسدي والذهني
"أجل شكراً على مساعدتك"
"كان هذا من دواعي سروري"
نظر إلى ساعته أنه وقت الغداء لموظفين الشركة انتبهت إليه فأسأت فهمه وبادرت تقول
"أنا آسفة لقد عطلت أعمالك على ما يبدو؟"
"لا أبداً كنت أفكر إذا كنا نستطيع تناول الغداء في مطعم قريب من هنا "
قالت وهي تفتح أحد المجلدات الضخمة على سطح المكتب
"أنا آسفة حقاً يجب أن أعيد الاطلاع على الملفات ومحاولة رسم خطة للشركة"
لكنه لم يتركها وشانها بل مد يده و أغلق المجلد وألح عليها أن ترافقه هو و تيمي للغداء
"قلت لك أني لا استطيع"
"كما لن تستطيعي مواصلة العمل اليوم أنت مجهدة جداً وهذا واضح على وجهكِ وعينيك يبدو انك لم تنامي الليلة الماضية أليس كذلك؟"
لا تعرف متى فقدت كاثرن جميع أسلحتها وقالت بعفوية
"لم أستطع النوم كنت أفكر بما ستخبرني به هذا المساء فلا تنسى الموعد"
"أنا لم أنسى ولست بحاجة إلى تذكيري هيا لنتناول الغداء معاً فالعمل لن يتضرر حتى لو تركته إلى الغد "
"أنت لم تستسلم بعد؟ "
أقترب منها وغرق في عينيها لثواني ثم قال بهدوء
"أنت تعرفين أن هذا ليس من طبعي"
"اجل اعرف هذا "
"هيا سيكون مفيد لكي فنجان قهوة لذيذ مع وجبة مغذية"
"وأنا أصر على موقفي"
"أذاً سأطلب الغداء هنا و نأكل سوياً"
ومد يده ليطلب من السكرتيرة كيم إحضار وجبة لهما لكن كاثرن لا تحب مثل هذه الفوضى فالمكتب ليس مكان للأكل فقالت
"اعتقد أني سأقبل بما عرضته أولاً "
أبتسم وقال
"شكراً لكي هذا شرف لي"
أخيراً وقف و أبتعد عنها كان تيمي المسكين غارق في الأريكة الجلدية الفخمة يغط في نوم عميق تاركاً رسمه الطفولي البريء على الطاولة الزجاجية لاشك في أنه تعب من جو العمل الممل كما تعبت هي مد مارتن يده القوية إلى وجه الصبي الناعم وأيقظه بلمسة لطيفة وصوت رقيق جعل كاثرن تشك إن كان قلب مارتن يحمل مثل هذه المشاعر الأبوية .خرجت كاثرن قبل مارتن من الغرفة لتتأكد من السكرتيرة أنها اهتمت بوصول سيارتها وطمأنتها كيم أن سيارتها تنتظرها في الكراج . دخلوا إلى المصعد ونزلوا إلى الطابق الرضي ثم اتجهوا إلى الكراج عرض عليها مارتن أن تركب معه في سيارته لكنها أصرت على قيادة سيارتها واللحاق بهما .

توقفوا عند أحد المطاعم القريبة من الشركة مشى مارتن بجانبها وهو ممسك بيد تيمي ولم يزل يحدق في وجنتيها الناعمتين وأنفها المستقيم ثم أنتقل إلى فمها الصغير الممتلئ ثم إلى شعرها الأحمر الملتهب و إلى الجاكت الرسمي الأسود و بنطالها الذي لا يوضح شيء من ساقيها إلا إنهما طويلتان .أدخلت مفاتيحها في حقيبتها و دخلوا إلى المطعم.اتجهوا إلي طاوله قريب من النافذة الزجاجية و جلسوا صامتين حتى أتى النادل وطلبوا الطعام لم يتكلما في غير العمل حتى انتهوا من غدائهم ثم طلب مارتن لنفسه و لكاثرن فنجان قهوة و لتيمي آيس كريم وقليل من الحلوى حذرته كاثرى من تدليل تيمي لأنه سيفسده على والديه لكن مارتن اخبرها أنه يستمتع بسعادة تيمي البريئة لم تناقشه فليس هذا شأنها كما انه لن يسمع نصيحتها بسبب عجرفته ونظرته الملائكية لنفسه شربت فنجانها وهي تستمتع برائحة القهوة الزكية وطعمها اللذيذ فقال مارتن
" تبدين سيدة أعمال بهذه الملابس "
نظرت إلى ملابسها ثم نظرت إليه وقالت
" ألحقيقة أنها تخنقني فتحمل المسؤولية أمر ليس بالسهل "
" أتعلمين يا كاثرى كنت أتوقع انك لا تستطيعين ذلك لكن بعد الذي رأيته منك اليوم أأكد لكي أنك ستنجحين"
" أتمنى ذلك "
" كنت في القرية لا أحب أن أراك تلبسين ملابس عادية وبعد اليوم أتمنى أن أراها عليك دائما فهذه الملابس تجعلك صعبة "
عندما نطق أسم القرية حرك هذا ذكتها لكل مساوئ مارتن فقالت
" صعبة ؟؟ "
" لا تخطئي فهمي أقصد الآن نحن أشبه ما نكون في اجتماع عمل وليس جلسة أصدقاء"
أرادت تعلق على كلماته و أن تقول له أنهما ليس بصديقين وان صداقته لا تجلب لها إلا المتاعب لكن صوت تيمي أوقف الكلمات في حلقها
"عم مارتن أنا أحب الآنسة ألبرت"
نظرا إليه ورأياه وقد لطخ ملابسة بالآيس كريم و الحلوى بينما هما يتحدثان ولم ينتبها له أمسك مارتن رأسه وقال
" يا ألهي ما هذه الورطة "
ضحكت كاثرن منهما وتلاشى غضبها من مارتن فلقد لقي عقابه الآن وهي سعيدة بهذا قالت له مستمتعة بمشاهدته وهو يتأوه
" الأمر بسيط أدخله الحمام وأخلع ملابسه ورمه في الماء ثم أخرجه و أعطه ملابس جديدة"
بادلها الابتسام وقال وهو مستمتع بهذا الحديث
" أنت تقولين ذلك لأني أنا من سأقوم بهذا "
قال تيمي
" لا يا عم مارتن أنا لا أريدك أن تساعدني أنا أريد الآنسة ألبرت"
قال مارتن بمرح
"الحمد الله خرجت من المأزق بأعجوبة"
فتحت كاثرن عينيها بأتساعهما وقالت
"ليس بعد يا مارتن عليك أن تنظف أبن صديقك وتعتني به انه أمانة لديك "
قال تيمي
"ولكني لا أريده أنا أريدك أنت"
نظرت إلى تيمي وهي تحاول أن تنتحل شخصية المربية
"أسمع يا تيمي أنت لم تعد طفلاً صغيراً ليساعدك أحد "
"لكني أريدك أن تأتي معي لنلعب"
" لقد لعبت معي اليوم بما فيه الكفاية أم أنك نسيت"
قال تيمي يتوسل مارتن بدلال أن يقنع كاثرى
"عم مارتن..."
"اترك عمك مارتن وتكلم معي أنا إن كنت تريد مني أن أأتي معك ونلعب معاً فكن مؤدباً و لا تزعج العم مارتن و عندما يخبرني انك أصبحت مهذباً في تصرفاتك أعدك أن أخذك معي في نزهة "
"حقاً يا آنسة ألبرت؟"
" أجل يا صغيري"
لا تعرف لما تفوهت بهذا ووعدت هذا الصبي يبدوا أنها استغرقت في تمثيل دور المربية و نسيت نفسها والأسوأ من ذلك كيف ستتخلص من النظرات الحارقة التي يرمقها بها مارتن فبقيا صامتين و كانت هناك امرأة متقدمة في السن ممسكة بذراع زوجها ليخرجان من المطعم ولفت انتباههما شعر كاثرن الأحمر ووجود سلطة رجولية طاغية في الرجل الذي أمامها قالت المرأة لزوجها وهي تشبع فضولها بنظر إليهما مباشرة ولم تنتبه لقربها منهما
" ألا يبدوان زوجين جميلين أنهما يناسبان بعضهما كثيراً لكن الصبي لا يشبه أحداً من أبويه "
صوت المرأة كان مسموعاً لكليهما أجفلت كاثرن من هذا الكلام ونظرت بسرعة وهي شاحبة الوجه باتجاه المرأة التي جرها زوجها بسرعة وتبسم لكاثرن وكأنه يعتذر لتطفل زوجته اتجهت كاثرن ببصرها إلى مارتن الذي رسم على وجهه ابتسامة عريضة و لاح في عينيه الهزل وهو يقول بسخرية
"صورة جميلة لزوجين ؟"
تصاعد اللون الأحمر إلى وجهها جراء نظرة مارتن الجريئة في وجهها .خافت كاثرن من أن يرى مارتن مشاعرها الملتهبة في عينيها و وجهها فأسرعت بالوقوف وهي تقول
"يجب أن اذهب الآن شكراً على الغداء"
أمسك مارتن بمعصمها بلطف فأثار مشاعر قوية داخلها بهذا الاحتكاك البسيط وقال بصوت أجش
"بهذه السرعة "
لم تعرف ما تقول لتتهرب من هذا المأزق فهي لا تستطيع النظر في عينيه وإلا ستفصح عن ما في قلبها انتقلت ببصرها من اليد القوية الممسكة بمعصمها إلى سيارتها خارج المطعم
"كان يوماً متعباً بنسبة لي وأحتاج إلى أراحة قليلاً "
سحبت يدها لتتخلص منه لكنه لم يتركها مما اضطرها لنظر في عينيه متسائلة لما لم يترك يدها فقال بصوت منخفض لكنه يحمل معاني كثيرة لم تفهمها
"إلى اللقاء كاثرى اعتنى بنفسك"
لا تعرف ماذا حصل لها وكم بقية من الوقت واقفة تنظر إليه وكأن الزمن توقف للحظة انتفضت فجأة على صوت الأطباق التي يجمعها النادل من الطاولة المجاورة و أسرعت تقول وهي تحاول أظهار البرود في صوتها المرتجف
"شكراً لك إلى اللقاء"
هذه المرة استطاعت أن تسحبت يدها والاحتكاك الذي حصل حتى افترقت أصبعهما جعل قلبها يخفق بشدة فأسرعت تمشي وهي تحاول أن تهدأ قلبها وتنظم تنفسها ولفرط سرعتها صدمت بامرأة تدخل المطعم اعتذرت كاثرن لها واتجهت إلى سيارتها أدارت المحرك ولم تستطع أن تنظر إلى داخل المطعم حيث مارتن ثم انطلقت إلى منزلها مشوشة الذهن مرهقة الجسد .لاحظ تيمي أن مارتن لم يبعد نظره عنها حتى ابتعدت فقال
"عم مارتن أنت تحب الآنسة ألبرت"
تفاجأ مارتن من كلام الصغير وخاف أن ينكر فيصل كلامه إلى كاثرن ويتفاقم الوضع الذي يحول أصلاحه فحك ذقنه وقال
"يبدو أن ذقني يحتاج إلى حلاقه أنهي طعامك يجب أن نعود إلى المنزل لنبدل ملابسك وكما قالت لك الآنسة ألبرت أنت ستستحم بنفسك"
"لم أكن أطلبها لنفسي أنما طلبتها لك"
يآل هذه النظرة في عينيه الزرقاوات أنها تنذر مارتن بخطر قريب قال مارتن
"يبدو أنك انتهيت من الغداء"
خرج بتيمي وهو يشعر أنه عاجز أمام هذا الصبي المشاكس وسأل الله من قلبه أن يعود صديقه إيريك في أسرع وقت قبل أن يتسبب له تيمي في فقد كاثرن إلى الأبد فهذا مالا يستطيع تحمله

في المساء تذكر مارتن موعده مع كاثرن لكنه قرر عدم اخذ تيمي معه فقد يسبب له الكثير من المتاعب كما لابد أن ينام الصغير مبكراً وهو لا يعرف كم ستأخذ زيارته من الوقت لبس قميص أصفر باهت اللون لم يخفي عرض كتفيه ولا عضلاته المفتولة و بنطال كحلي ثم تناول سترته الجلدية السوداء و أخذ تيمي في طريقة إلى شقة أخته سارة وطلب منها أن تعتني به إلى حين عودته رحبت سارة ببقاء تيمي معها وسألت مارتن أن لا يهتم به لأنه ستبقيه معها الليلة شكر مارتن لها هذا وأنطلق إلى بيت كاثرن لقد أهدر الكثير من الوقت بسبب تيمي الذي لم يمكنه من مناقشة ألفيا لوقت طويل وسأل نفسه هل من الحكمة أن يخبر كاثرن أم يعتذر عن زيارتها ويخبر السيد ألبرت عن غضب ألفيا ويجنب كاثرن الدخول في هذا الشقاق لكنها أحق منه في أن تعرف فهي ابنتهما وليس هو لاشك في أنها تنتظره الآن .

كاثرى في غرفة الجلوس متكورة في أريكة مخملية بيضاء تقلب صفحات الرواية أمامها وعقلها يفكر لماذا تأخر مارتن أيكون قد غير رأيه وقرر عدم إخبارها أم انه يقرأ قصة لتيمي قبل النوم؟ ابتسمت لمجرد تخيل هذا الفعل من مارتن أخيراً سمعت صوت سيارة تقف إمام منزلها انتظرت حتى طرق الباب فوضعت الكتاب على الطاولة أمامها وذهبت لتفتح له وتقف أمامه وقد حلق ذقنه وقص شعره الذي مع هذا لا يزال طويلاً كان مظهره فاتن بقميصه الأصفر تمنت من الله أن لا يكون تأثيره وأضح عليها و لم تكن تعلم أن مارتن يرى أمامه فتاة باردة تنظر إليه باتهام على تأخره فقال مبتسماً
"أعتذر هل تأخرت كثيراً"
نظرت إلى ساعتها السوداء وقالت
"نصف ساعة تفضل بدخول"
تقدم مارتن إلى ردهة المنزل وأنتظر حتى تغلق الباب وتركها تقوده إلى غرفة الجلوس هادئة على غير عادتها تأملها وهي تدعوه للجلوس على أحد المقاعد الوثيرة من قميصها الأسود المرفوعة أكمامه الطويلة إلى نصف ذراعيها والى البنطال الجينز الأزرق و الحذاء الرياضي الأسود و شعرها الأحمر المرفوع من الجانبين عن وجهها الجميل بأمشاط ذهبية ومنساب خلف ظهرها بنعومة عندما جلس كانت لا تزال واقفة وقالت
" هل تريد شاي أم قهوة؟ "
" لا شكراً لاشيء"
"ليس من الذوق أن تأتي منزلي لأول مرة و لا أقدم لك شيء"
"حسناً قهوة"

ذهبت إلى المطبخ لتحضر القهوة لكليهما و مد مارتن يده إلى الرواية البوليسية التي كانت تقرأها كيف سيبدأ معها وكيف ستكون ردت فعلها نقل بصره في أرجاء الغرفة المشرقة ذات النوافذ الكبيرة خلف الستائر البيضاء الطويلة التي تصل إلى الأرض الخشبية ألامعه و السجادة الفضية الجميلة متداخلة بالونان الأبيض والأسود والتحف الأثرية التي وضعتها على الرف فوق المدفئة الطاولة المستطيلة التي أمامه(بسطحها الزجاجي الأسود ) بزجاجها الأسود وعليها مفاتيح كاثرن سترتها الرمادية مرمية على أريكة بيضاء طويلة بجانب الوسائد الصغيرة الرمادية والبيضاء الطاولات الجانية الصغيرة المكان الجميل المريح وألوانه المتناسقة كله يعبر عن شخصية تلك الفتاة أنها قوية الإرادة واثقة من نفسها و تحب العمل والنظام لاشك في أنها ستكون حكيمة وتتعامل مع الموقف بعقلانيه ولكن عندما دخلت أنذره شعرها الأحمر بطبعها الحاد وجعله يمحو الفكرة من رأسه وضعت الصينية على الطاولة وسألته
"هل تحب أن أضيف لها الحليب "
"أجل شكراً لك"
قدمت له فنجان القهوة وجلست على كرسي بذراعين قريباً منه و فنجان قهوتها بيدها إنها لا تريد أن تشرب منه شيء كل ما تريده هو أن يبدءا الرجل الذي أمامها بالكلام في الموضوع مباشرة كانت على وشك أن تطلب منه هذا لكنها أقرت انه أسلوب فظ مع ضيفها الذي يخفي الكثير قال مارتن وهو يجول ببصره في المكان ثم يستقر عليها
"منزل جميل ومنسق بعناية"
"شكراً لك "
"هل هذا من تصميمك؟"
بالكاد استطاعت أن تبتسم
"أنا لا أصمم الديكور لكني أحب أن أرى ذوقي الخاص في المكان الذي أعيش فيه"
"هل استعنت بمصمم ديكور؟"
"كلا"
رباه لماذا لا يبدءا ويخرج ما في جعبته إنها تحترق لتعرف ما الذي يدور بغموض حولها بينما هو يتكلم وكأنه في زيارة ودية أخفضت بصرها إلى يده فأنتبه أن يده لا تزال تمسك بروايتها وأخطأ فهمها فأبتسم وهو يضع الكتاب على الطاولة
"أسف وجدتها ودفعني حب الاطلاع إلى قرأتها"
لا يمكنها أن تقول كلمة أخرى له هزت رأسها بأرستقراطيه معبرة أنه لا بائس فأكمل يقول
"هل تحبين هذا النوع من الروايات؟ معظم الفتيات يفضلن الرومانسية منها"
وضعت فنجانها من يدها وقالت بهدوء
"أحب الروايات البوليسية وأفلام الرعب ومتابعة الأخبار هل هذا يجيب عن سؤالك أم هي مقابلة شخصية لتعرف إن كانت اهتماماتي اهتمامات فتاة أو رجل؟"
"لا تغضبي كنت اسأل فقط "
نظرت إليه بحدة وقالت ببرود
"أنا لست غاضبة"
وضع فنجان القهوة فحدثت نفسها انه سيتكلم أخيرا فركزت اهتمامها عليه لكنه قال
"أنا لا أعرف أي نوع من القصص أشتري لتيمي"
أخفضت رأسها وهزته بخيبة أمل لماذا يتصرف بسذاجة في حين أنها تعلم تماماً أن شخصية مارتن قوية وجادة رفعت رأسها لتطلب منه أن يدخل في الموضوع لكن أسم تيمي جعلها تقول
"تيمي ؟ هل تركته في البيت لوحده؟"
"لا تركته عند أحد أصدقائي "
لن يقول سارة ولا صديقة وإلا كان مصيره الجلد هذه ثاني كذبة حتى ألان
"حسناً هذا أفضل و ألان تكلم ما هو ألأمر الذي يخفيه والدي عني لا أصدق أنه يعرف سبب الخلاف بينه وبين أمي لأنه اخبرني بذلك"
"بطبع أنه لا يعرف ولكني أريد أن تعيدني أن لا تفعلي شيء دون أن تخبريني به وألا تخبري أباك أو أمك أنك تعرفين "
"هذا متوقف على ألأمر "
"لكن.."
رفعت يدها بإشارة تسكته
"كيف يمكن لي أن أحل المشكلة بينهما وأنا أتظاهر بعدم المعرف هذا أولاً ثانيا أنا أتعامل بشفافية وصراحة وأكره المراوغة والكذب"
صمت لحظة ثم قال وكأنه يختار كلماته
" الشركة ليس عليها ديون وليس هناك من يطالب أباك بديون كما أخبرك"
تركها تستوعب كلماته والقلق ظاهر في عينيها
"ماذا تقصد؟ "
"أقصد أن الذي يهدد الشركة هي أمك"
ظهرت الحيرة على وجهها
"أمي ؟؟ لست افهم؟"
أحس أنها ثابتة فقال
"هل تذكرين اليوم الذي أغمي فيه والدك"
"أجل"
"كان مرهقاً جداً بسبب الخبر الذي تلقاه من محامي السيدة ألبرت"
قالت بنفاذ صبر
"مارتن أنت تمرض أعصابي لست بحاجة إلى المقدمات تكلم بسرعة"
"حسناً في بداء الأمر أخبر المحامي والدك أن السيدة ألبرت تريد حصتها من الشركة "
دفنت وجهها بين يديها وهي تتذكر وجه والدها الحزين وانشغاله الدائم في مكتبه لهذا كان يمنعها من الدخول معه رفعت رأسها وهي تغطي فمها بيدها
"لا أصدق أن أمي تفعل ذلك؟ ولماذا لم يخبرني أبي ؟لا أفهم إذا كان والدي لا يريد مني أن اعرف فلماذا طلب مني العمل في الشركة وهو يعلم أني قد أكتشف الأمر"
"طلب منك ذلك قبل أن يتصل به المحامي ويخبره"
"وهذا ما جعل والدي مشوش الذهن في الأيام الأخيرة "
"ليس هذا هو السبب فقط"
نظرت إليه بستفاهم وقالت
"هل هناك شيء أخر؟"
"أجل هل عرفت سبب الشقاق بينهما"
كلا"
" الم تخبرك أمكِ؟"
زمجرت قائله
" ومن أين لي أن اعرف ؟إن كان أبي لا يخبرني بشيء حتى لا أصدم و أمي تراني طفلة صغيرة مدللـه يبدو أنك تعرف عنهما أكثر مما أعرف؟ "
أجل مارتن يعرف أشياء كثيرة مع أنها ابنتهما ربما لا يريدونها أن تصاب بالحزن لكن هذا ليس عدلا ؟ أنها فرد من ألأسرة وليس مارتن قال معتذراً عن تصرف والديها
" ربما لأني عشت معهما منذ طفولتي بينما أنت في لندن عند الخالة ليزي "
"هذا لا يهم ألان هل قالت لك سبب غضبها؟"
"أذاً أنتي لا تعرفين؟"
لم يكن سؤال بل تقرير هل يتهمها لا فهو يبدو متعاطف معها
" كلا حاولت معها لكن لا فائدة وظللت اضغط عليها بزيارتي المتكررة واتصالاتي اليومية والنتيجة كما هي "
" طيلة فترة غيابها عنكم كنت أتصل بها كابن حتى تثق بي لكنها لم تخبرني بشيء ألبته حتى أتيت لزيارتها اليوم ويبدو أنك أثرت بها كثيراً فقد انهارت ولسرعتها في الكلام استخلصت أن في المشكلة أمراه أثارت الشقاق بينهما "
" امرأة؟! أتعتقد أن أبي يحب امرأة أخرى؟ هذا مستحيل "
"حاولت معرفة المرأة ولم أجد إلا امرأة واحدة"
ارتفع اللون الأحمر ليخضب وجنتيها من الغضب وقالت
"من؟"
"لست متأكداً لكن أن تثبت أخبرتك "
كلام مارتن يدق طبلة أذنها بعنف كيف يمكن لأمها أن تفكر بوالدها أنه يعشق امرأة أخرى ولو لمجرد الشك هل رمت السنوات الطويلة المليئة بالتفاهم والحب خلف ظهرها شاهده مارتن تقطيبه حاجبيها وأراحت رأسها فوق قبضتي يديها تنظر إلى قهوتها السوداء أنها تفكر بجدية وبأسى تشبه والدها تماماً في حزنه وفي طريقة تفكيره وفي تعبير وجهها تمنى لو يضمها بين ذراعيه ويبعد سحابة الأحزان عن وجهها وقلبها التقت عينيه بعينيها وقالت
"هل أخبرت أبي؟"
"كلا ليس بعد"
"هل زرته بعد رحيلي عن القرية؟"
"أجل أنه أسوء حال مما تركته عليه لذلك ترك لي مهمة مساعدتك في الشركة"
"هل هو بخير؟"
"لا تقلقي سيكون بخير أخبرني قبل رحيلي أن أمك أرسلت محاميها ليتفاهم معه بشأن الانفصال"
هنا انهارت كل قواها بعد أن كانت تحاول السيطرة على أعصابها وقالت وهي تحدق فيه
"انفصال؟"
"حاولت أن أقنع والدتك بالتريث إلى حين......كاثرى"
يبدو أنها لم تسمع كلمة مما قال فقد التقطت مفتاحها من الطاولة بسرعة وركضت إلى الخارج ركبت السيارة وأغلقت الباب بعنف وعندما أدارت المحرك كان مارتن قد لحق بها و استقر في المقعد المجاور بجانبها لم تنتظر ريثما يسخن محرك السيارة البارد بل داست بقدمها على الفرامل بقوة حتى سمع صوت صرير العجلات وانطلقت غير مبالية بسرعتها كيف أمكن لأمها أن تفكر بكل هذه الأنانية لم تفكر بوالدها ولا بها ولم تسمح لأحد أن يناقشها في قرارها الخاطئ والأكثر فظاعة أنها قد هجرتهم دون سبب ثم تقول انفصال قالت بصوت مختنق
" لما تفعل هذا بنا ؟"
قال مارتن وهو يشاهد عصبيتها ويدها المتوترة وهي تمسك المقود بعصبية وقد أدرك حجم الغضب في داخلها
" إهدائي يا كاثرى قد تتسببين في وقع حادث لنا "
"من قال لك أن تقفز إلى السيارة"
أدارت المقود بسرعة عند زاوية الشارع ولم تهتم لأصوات التحذير التي انطلقت من منبهات السيارات حمد مارتن الله أن السيارات المارة هذه الليلة قليلة وإلا لوقع لهم حادث شنيع بسبب سرعتها المتهورة وفكر أنه من الغباء محاولة إيقافها فقد تفقد السيطرة على السيارة قال ببرود
"هل تريدين الانتحار؟"
ابتسامه صغيرة بائسة على شفتيها جعلتها تختنق بدموعها تنتحر؟ ربما فحبها ميئوس منه ولا سبيل له وهي و والدها العزيز ضحية لغرور امرأة أجابته بصوت مرتجف
"انتحر؟ ألا توافقني أن الدنيا قذرة؟"
أدار مارتن عينيه الرماديتين لدى سمعه صوتها الأجش ليرى جانب وجهها وأعتصر قلبه لأنه شاهد بريق أول دمعة حارة تسقط بسرعة من عينها و تخط على خدها وطرحت عليه سؤال لم يتوقعه
"لما لم تخبرني قبل الآن؟"
"لم يكن الوقت مناسب"
ضربت بقبضتها المقود بعنف وقالت
"لم يكن الوقت مناسباً؟؟؟؟"
صمتا لفترة ثم قالت من بين أسنانها وهي تغلي من الغضب
"لن أنسى لك هذا يا مارتن أعدك"
فضل مارتن الصمت على أن يجيبها مع أن كلماتها ألمته لكنها في حالة لا تسمح بنقاش أبداً أخيراً وصلا بسلام إلى الفندق الذي تقيم فيه ألفيا خرجت كاثرن من السيارة ولم تهتم إن كانت أوقفتها في مكان غير مسموح به ودخلت إلى ردهة الفندق الفخم مهرولة ومارتن خلفها اتجهت إلى المصعد وطلبته وهي تمسح دموعها الحارة عن وجهها فقال مارتن وهو ينظر إلى عينيها الواسعتين و وجهها الأحمر
"الأمور لا تحل هكذا يا كاثرى "
لم تكلف نفسها عناء الإجابة بل دخلت داخل المصعد الذي فتح أبوابه للتو. أخذهما المصعد إلى الطابق الثالث عشر وفتح على مصراعيه معلنا و صولهما اندفعت من خارج المصعد فامسك مارتن يدها ليوقفها وقال
"أهداي "
لكنها نفضت يدها من يده وحررتها وهي تقول
"أترك يدي"

ألفيا جالسة على أريكتها وهي قراء مجلة بين يديها وعامل الفندق يضع القهوة التي طلبتها أمامها ثم ينحني باحترام ويقول
"هل تريدين شيء أخر سيدتي؟ "
" كلا شكراً أغلق الباب خلفك"
خرج العامل من عند السيدة ألبرت وكانت يده على وشك أن تغلق الباب لكن فتاة شابة دفعه الباب بخشونة ودخلت ومعها رجل ذو هيبة أراد العامل إيقافهما لكن مارتن أعتذر من وقال أنها مسألة عائلية فتراجع وتركهما .وقفت كاثرن أمام أمها التي بدت عليها الدهشة لزيارتها المفاجئة وهي ترى وجه كاثرن الباكي وقالت
"ما الذي تنوين فعله يا ألفيا"
صدمت الأم من أبنتها الغاضبة و مناداتها باسمها بكل جفاف حتى مارتن نفسه لم يتوقع هذا من كاثرن التي هي نفسه لم تعي هذه الكلمات التي قالتها لكن صورة والدها الحبيب لا تفارق مخيلتها قال مارتن من خلفها معنفاً
"كاثرى إنها أمك "
"أبقى أنت خارج الموضوع "
صرختها التي ملأت المكان جعلت مارتن يتمنى أنه لم يخبرها أنها تزيد الأمور تعقيداً و الأسوأ من هذا أن ألفيا حولت بصرها عن كاثرن إليه وقالت
"هل أخبرتها؟ "
"أجل"
زمجرت كاثرن
"أكنت تودين أن أعلم بعد أن يتم الطلاق؟"
وقفت ألفيا و اقتربت كاثرن وهي تقول
"أجلسي وسنناقش الموضوع بهدوء"
"نناقش؟؟كيف يمكنك أن تشكي للحظة في أن والدي خائن "
"كاثرى إهدائي بابنتي"
و وضعت يدها على كتف كاثرن لتجلسها لكن كاثرن أبعدت يدها وقالت
"أتريدين مني أن إهداء وأستمع لك وأنتي لم تسمعي لأبي"
تحملت ألفيا هذا التصرف المشين من ابنتها وعدت إلى العشرة ثم قالت
"أنت لست طفلة يا كاثي ولا اعتقد أن هذا القرار سيؤثر على حياتك "
"حتماً سيؤثر ثم إنها ليست حياتك وحدك إنها حيات والدي وأنا"
"أنت لا تعرفين ما تقولين؟ "
"بلى أعرف..."
ثم شهقت وهي تبكي وقالت بصوت يثقله الحزن
" أعرف أن امرأة أنانية تركت زوجها دون سبب واضح وهجرته وهو هائم في حبها لكنها ضربت بهذا عرض الحائط لمجرد اتصال من امرأة حاقدة كاذبة..."
سرت قشعريرة على طول ظهر مارتن عندما صفعت ألفيا وجه كاثرن الأحمر وقالت وهي تحبس دموعها و تتألم
"أنت لا تعرفين معنى أن يخونك الرجل الذي أحببته رجل أعطيته قلبك وحياتك ومالك "
انهارت ألفيا على أحد المقاعد القريبة وغطت وجهها بيديها و سمحت لدموعها أن تنسكب في صمت وتنفس عن ألم الشهور الماضية.نظرت كاثرن إلى أمها وهي تتحسس خدها الأحمر الملتهب من صفعتها وقد أفادها هذا لتعود إلى عقلها و تسطير على انفعالاتها تحرك مارتن من مكان وقال لسيدة ألبرت مواسياً
"أرجو أن تصفحي عن ..."
لم تسمح له كاثرن بذلك بل تقدمت بسرعة ووقفت على ركبتيها أمام أمها وأمسكت بيديها وأخذت تقبلها وتقول بصوت منخفض
" أنا آسفة يا أمي لم أكن أقصد إيذاء مشاعرك لقد كنت غاضبة ولم أكن أعرف ماذا افعل أنا آسفة"
لم يعرف مارتن إن كان يستطيع أن يتمالك نفسه أمام هذا المشهد أو النظر إلى عيني كاثرن البائستين وهي تعتذر لأمها التي لا ترد عليها وهي تحاول تخليص يدها من يد أبنتها و تقول بصوت بارد
"ابتعدي عني"
"أرجوك يا أمي سامحيني"
ولكن ألفيا أشاحت بوجهها بعيداً وأمسكت بكتفي كاثرن يدان قويتان توقفانها بثبات و تبعدانها عن أمها أرادت أن تحتج لكن مارتن نظر في عينيها وهز رأسه فاستجابت له وتركته يجلسها على أحد المقعد ثم قال بصوت هادئ خال من أي عاطفة
"سيدة ألبرت ألا ترين أن مع كاثرى الحق في أن تغضب؟ "
فاعترضت أمها بصوت حزين
"لكن ليس لها الحق في أن تقول لي كلام غير مؤدبة"
فتحت كاثرن فمها لتعتذر لكن أشارة من يد مارتن أوقفتها
"اعرف وهي آسفة لهذا لقد كان وقع الخبر عليه كالصاعقة وأنت تعرفين طبعها الحاد"
"لقد أثبتت لي اليوم أنها فتاة سيئة"
"أمي أرجوك لا تقولي هذا "
قال مارتن هذه المرة بحنان وهو ينظر في عيني كاثرن
"بل هي فتاة رائعة تشبه والدها تماماً"
تمزق قلب ألفيا لكلام مارتن انه يذكرها بزوجها وابنتهما ثمرة هذا الزواج فقالت كاثرن
"أمي إننا نحبك أرجوك عودي إلينا"
" لا أستطيع"
"صدقيني يا أمي أن أبي يحبك وهو يتعذب لبعدك عنه"
"أنتِ واهمة والدك يحب امرأة أخرى "
قال مارتن ويديه في جيب بنطاله
"هل أنت واثقة من هذا؟ "
ترددت أليفا في الإجابة ثم قالت
"نعم"
"هل رأيته مع تلك المرأة؟ "
"كلا"
"هل أحسست ببرود في عاطفته نحوك"
قالت بألم
"لا لكن امرأة اتصلت بالمنزل واعتقدت أني توماس فبدأت تتكلم بعذوبة عن سبب تأخره عليها ولم تنتبه أنها مندفعة في الكلام ثم....."
قال مارتن
"ثم ماذا؟ "
"أخبرتها أنني زوجته فارتجف صوت المرأة ثم قالت أنها عشيقته سألتها عن علقتها بزوجي فأخبرتني بعلاقتهما العاطفية وأني أنا العقبة الوحيدة في طريق حبهما"
قال مارتن
"مجرد اتصال ثم نقلت أمتعتك وسافرت دون علم زوجك ورفضت الاتصال به آو السماع إليه"
طريقة مارتن الهادئة أعادت السكينة إلى الجميع وخفف من غضب كاثرن وتوترها كما جعل الأم تدرك خطأها وتعلم أنها تسرعت فقالت تدافع عن نفسها
"لم يكن هذا فقط لقد اتصلت بي المرأة بعد وصولي إلى لندن وشكرت لي تفهمي الحضاري لحبهما فأحسست بطعنة الخيانة قل لي كيف يمكن لها أن تعرف رحيلي أن لم يكن هو من اخبرها هل تستطيع أن تفسر هذا ؟ "
"لما لا تقولي أنها تراقب تحركاتكما وتنصب الفخ لكما حسب الظروف لو كنت مكانك سيدة ألبرت لما تسرعت هل تعلمين أن حالته الصحية تتدهور يوماً بعد يوم بسبب بعدك عنه"
نظرت ألفيا إليه مشككة لا يمكن أن يكون مريضاً لأنها بعيدة عنه أيعقل أن تكون خدعت وآذت زوجها وأبنتها قالت كاثرن
"أمي لقد تغير والدي كثيراً عندما رأيته أصبح قليل الضحك دائم التفكير كثير الهم ودائماً يحدثني عن مشاعره نحوك وانه يفتقدك "
قال مارتن
"هل تعرفين شخصية المرأة التي اتصلت بك؟ "
"كلا ولم اهتم لهذا "
فقالت كاثرن
"أمي اتصلي بأبي "
"مستحيل"
"أرجوك يا أمي تكلمي معه أنه لا يعرف شيء مما تقولين ومؤكد أنه سيدهش أيضاً"
"لا أستطيع"
"حسناً دعيه إذاً يسمع صوتك فقط فهو مشتاق أليك"
هزت ألفيا رأسها وقالت لهما
"شكراً لحضوركما واقدر اهتمامكما وحرصكما لكن في النهاية يظل الأمر متعلقاً بي وحدي "
"أمي ..."
"أسمعيني يا كاثرن أعرف أن هذا صعب عليك لكن اتركيني أفكر وأعدك أني سأتوصل إلى قرار يناسباً جميعاً"
"ولكن أبي..."
"سأفكر بالأمر "
كانت هذا إعلان صريح من ألفيا بانتهاء الزيارة أمسك مارتن بذراع كاثرن و تمنى للمرأة ليلة طيبة وخرج مع كاثرن إلى حيث سيارتها كانت هادئة كنسمة هواء الفجر مشت نحو مقعد القيادة فستوقفها مارتن وقال
"سأقود أنا السيارة تبدين متعبة"
أعطته المفتاح بهدوء واتجهت إلى المقعد الأخر قاد مارتن السيارة بصمت حتى أبتعد عن الفندق ثم قال
"هل أنت بخير؟"
"أجل "
"ما كان لك أن تتصرفي مع أمك بهذه الطريقة الفضّة"
"اعلم وأنا نادمة على هذا"
سكت أمام هذا الاعتراف فقالت وهي تنظر إلى الطريق
"هل تعتقد أنها اقتنعت؟ "
"هذا ما أرجوه"
تأوهت كاثرن بحزن ثم قالت لمارتن
"شكراً لك "
"على؟"
"ما كنت اعرف ماذا سأفعل لولا وجودك عندما رفضت اعتذاري"
أبتسم مارتن بحنان وقال
"أنسي الأمر"
لم يتفوه أي من هما بكلمه حتى أوقف مارتن سيارتها في الكراج واستدار أليها
"كاثرى لا تجعليني اندم أني أخبرتك"
أكتفت كاثرن بصمت فقال
"هل تثقين بي ؟"
"لماذا تسأل؟"
"أريد جوابك فقط هل تثقين بي؟ "
إنها تعلم أنه رجل نبيل يمكن الاعتماد عليه وحبها له يدفعها إلى الوثوق به لكن مخيلتها استعادت صورته مع الفتاه الجميلة وسرعان ما غيرت مشاعرها لكنها لم تغير حقيقة أنها تثق به فقالت بتردد
"أجل "
"إذاً أسترخي وأغمضي عينيك "
"لماذا؟"
"إن كنت تثقين بي فافعلي ما طلبته منك فقط"
أغمضت كاثرن عينيها وهدأت أعصابها واسترخت في مقعدها فشعرت بيد مارتن فوق يدها فتحت عينيها بسرعة و وثبة من مقعدها ونظرت أليه مسترخي في مقعده ومغمضاً عينيه وقد أحس هو بتوترها فقال وهو لا يزال مغمض العينين
"قلت لك أسترخي لكن يبدو أنك لا تثقين بي"
عادت إلى مكانها تحدق في مارتن ففتح عينيه ينظر أليها وضغط بخفة على يدها الممسك بها وقال
"أعدك يا كاثرى أن ينتهي هذا الأمر قريباً "
لهجته الواثقة ويده الدافئة والعينان الرماديتان بنظرته الناعمة وهالة القوة التي تحيط به جعل الطمأنينة تدب في أوصالها وتثق أنها في أمان مع مارتن وأن الأمر سينتهي .



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 05-28-2015 الساعة 07:47 PM
  #12  
قديم 09-11-2014, 05:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url(' http://www6.0zz0.com/2015/05/26/19/741906011.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الحادي عشر




استقضت كاثرن مبكراً بعد ليلة مرهقه أول ما أتى إلى عقلها وهي تحدق بسقف غرفتها المرأة الجهولة من تكون؟ وما هدفها؟ وما مصالحتها من خلف هذا الشقاق المال أم والدها أم تدمير كيان أسرة ألبرت بسبب حقد أسود؟ أبعدت أغطية السرير عنها وقررت اخذ حماماً دافئ منعش ثم نزلت إلى المطبخ تتناول إفطارها لن تذهب اليوم إلى العمل فاليومين الأخيرين استنفذا طاقتها بالكامل فلا بأس من اخذ راحة ومراجعة الصفقة التي عرضت عليها من أحد الشركات في البيت عليها أن تقرأ جميع الأوراق بدقة وتضع شروطها التي تريد حتى إذا أتى مارتن يرى أن كان ما قامت به في صالح شركتها أولا؟ أحضرت حقيبة أعمالها وجلست في غرفت الجلوس تعمل وجهاز الكمبيوتر المحمول أمامها وإذ بصوت هاتفها الخلوي أجابت
"آلو"
"مرحباً كيف حالك؟"
"بخير"
"و ليلتك؟"
"هادئة جميلة شكراً لك"
"كاثرى كفى عن شكري واستخدام هذه اللهجة الرسمية معي اتصلت بالمكتب فأخبروني أنك لم تأتي"
" اجل أراجع الصفقة المقدمة ألي "
"أمممم ...كاثرى لدى مشكله"
ضحكت كاثرن من أعماق قلبها وقالت
"أنت أكاد اجزم يا مارتن أنه ليس لديك شيء من هذا فأنت تحصل على ما تريد وتحل مشاكلك بدبلوماسية رائعة"
" أجل لكن ليس مع تيمي "
كان تيمي قد سبب الكثير من المتاعب لأخته سارة ليلة البارحة ولم يجعلها تنام وكاد يحرق شقة أخته المسكينة وتعاطفاً مع مارتن الذي اشتكى العمل وافقت على بقائه معها حتى الظهر ثم يأتي لأخذه منها لا شك في أن مريض صديقه لو علم بما حدث لدعا له في جميع صلواته لكن بعد الظهر سيعقد صفقة مهمة وليس من المعقول أن يسيطر على نفسه وشخصيته أمام رجال الأعمال وتيمي معه لكن هل ستستطيع كاثرن أن تتعامل معه؟ قالت له
" آه قل أن الموضوع يتعلق بتيمي إذاً لابد فعلاً من وجود مشكله"
"يبدو أنك تدركين انه يثير المتاعب"
"منذ رأيت عينيه الزرقاوين"
"لدي أعمال كثيرة هذا اليوم وقد اخبرني صديقي أن علي أخذه في الظهر وأنا لدي اجتماع عمل مهم"
"فهمت وتريد مني أن أعتني به "
"أذا لم يكن لديك مانع؟"

بعد الظهر أحضر مارتن تيمي إلى بيت كاثرن وذهب إلى الاجتماع برجال الأعمال. وجدت كاثرن في البداية أن التعامل مع تيمي صعب فهو صغير كثير الحركة واسع الخيال وبالكاد استطاعت أن تجعله يجلس لتتمكن من أعداد وجبة خفيفة لهما وفي المطبخ سمعت صوت ارتطام فاتجهت بسرعة إلى الغرفة التي فيها تيمي ورأته يعبث بأوراق العمل والأدهى من ذلك أن أوراق الصفقة التجارية في يده خافت أن تركض نحوه فيبعثر أوراقها في الهواء لذا مشت بهدوء نحوه واختطفت الأوراق من يده الصغيرة و وضعت له شريط فيديو وطلبت منه الجلوس إلى حين عودتها وخرجت لتضع الأوراق في مكان لا يأتيه تيمي صعدت إلى الأعلى ودخلت إلى غرفتها و وضعت الأوراق في الدرج وعندما استدارت رأت تيمي خلفها وهو يبتسم بمكر طفولي ويقول
"أريد الأوراق"
رباه ساعدها حتى يحضر مارتن ويأخذ هذا المشاكس أمسكت بيده وأخرجته من الغرفة ثم أغلقت الباب وأسندت ظهرها عليه تجول ببصرها في أرجاء الغرفة أين يمكن أن تخبئ أوراقها مشت نحو خزانة الملابس وأتت بكرسي تقف عليه و وضعت الأوراق فوق الخزانة كان تيمي قد دخل وصرخ بقوة كعادته فا انتفضت كاثرن ودفعت يدها المرتجفة الأوراق. سقطة الأوراق خلف الخزانة الثقيلة تنهدت بيأس ثم سحبت تيمي معها إلى المطبخ فبقاء هذا الصغير وحدة ينذر بوقوع كارثة لكن الأوراق ابتسمت وهي تفكر أنها في مكان أمن بعيدة عن جسم تيمي الصغير .
انتهت من إطعام تيمي ورتبت المكان ونظفته ثم اتجهت إلى غرفتها لتخرج الأوراق .لم تستطع تحريك الخزانة أبداً فهي لا تملك القوة الكافية لتحركها ولو شبر واحداً .وصل إلى سمعها صوت جرس الباب فنزلت إلى الأسفل ورأت أن تيمي قد قام بواجب الضيافة على أكمل وجه وادوارد مستمتع بلعب الطفل الصغير وعليه ملابسه الرسمية يبدو انه كان خارج من العمل لتوه فقالت
"مرحباً ادوارد زيارة مفاجأة؟"
"مررت بالجوار ففكرت بزيارة قصيرة"
"هذا لطف منك"
سألها ادوارد
"من هذا الصبي؟"
"إنها قصة طويلة أرجوك تفضل بالجلوس يا ادوارد"
"يبدو أنك كنت تقومين بعمل مجهد"
كان على جبينها قطرات من العرق فجلست وقصة عليه قصة تيمي وكيف أن مارتن تراكمت أعماله بسبب اهتمامه بشركاتها وهكذا كان عليها أن تهتم بتيمي بدلاً عنه ثم طلبت منه أن يساعدها في إخراج أوراقها وصعدا إلى الأعلى لم يكن تيمي يستمع لهما وهو يشاهد التلفاز رائهما وهما يخرجان من الغرفة فركض خلفهما .أدخلت كاثرن ادوارد إلى غرفتها وقالت
"الأوراق خلف هذه الخزانة "
أبتسم ادوارد وهو يرى تيمي يجرى من خلفها ثم يقفز فوق سريرها اندفعت كاثرن نحوه وأمسكت بيده وأخرجته خارج الغرفة وقالت قبل أن تغلق الباب
"أنت لن تدخل ستبقى هنا حتى ننتهي"
ثم أغلقت الباب تاركتاً العقل الصغير يعمل بطريقة غريبة و التفتت إلى ادوارد
"انه مشاكس"
"أرى هذا لكنه طفل جميل "
اتجه ادوارد ليدفع الخزانة الكبيرة فقالت كاثرن
"أعتقد أن عليك أن تنزع سترتك كي لا تتمزق"
نزع ادوارد سترته وأعطاها لكاثرن وحل ربطة عنقه وفك الأزرار العلوية لقميصه وحاول دفع الخزانة رأت كاثرن المجهود الذي يقوك به ادوارد فوضعت ما في يدها على كرسي و وقفت جانبه تساعده تمكنا من إخراج الأوراق وإعادة الخزانة إلى مكانه نظرت كاثرن إلى ادوارد وهو يمسح العرق عن بشرته السمراء وينظر لها بعينيه السوداويين ويقول
"هل كان عليك أن تشترى هذه الخزانة!"
ضحكت من ملاحظته وشاهدته يرفع شعره عن جبينه فقالت
"شكراً على مساعدتك يا ادوارد عليّ الآن أن أخبئ الأوراق عن تيمي وإلا سيحرقها "
ضحكا لذكر تيمي ورن الهاتف الخلوي لادوارد تناول سترته وأخرج الهاتف وأجاب المتصل تكلم لفترة قصيرة ثم أغلق الهاتف وقال لكاثرن وهو يبتسم
"أنه العمل يبدوا أن لديهم مشكلة تمنيت البقاء معك لفترة أطول لكن "
ورفع كتفيه بأن لا حيلة له ثم أضاف
" انتبهي من تيمي "
خرج ادوارد وسترته على ذراعه وقميصه المفتوح يكاشف عن صدره فرمقه تيمي بنظرة جمدت الدم في عروقه داعب ادوارد رأسه الصغير بلطف وذهب .


أنهى مارتن الاجتماع بنجاح وعاد قبل المساء لأخذ تيمي شكر كاثرن بلطف ثم ذهب وفي السيارة أسهم تيمي يقص على مارتن انه التقى في بيت كاثرن برجل أسمر ودخل معها في غرفتها ولم ينسى طبعاً أن يصف مظهره المبعثر حين خرج ولا أنفاسه المتقطعة ورسم صورة بشعة عن كاثرن في عقل مارتن .عقد مارتن حاجبيه بشدة وظل وجه صامتاً وهو يحدق في الطريق أيكون تيمي يكذب لكنه طفل صغير كثير الثرثرة و الأطفال لا يكفون عن الكلام في أي شيء غريب يشاهدونه أتقدت الغيرة في قلب مارتن لان صورة الرجل الذي ذكرها تيمي تدل على شخص وأحد ادوارد صديقها الحميم لا يمكن أن تكون كاثرن مشابه لأمه هذا ما هو متأكد منه لكن ما هو التفسير لوجود ادوارد في غرفة نومها كم يتمنى لو يمسك هذا الرجل و يوجعه ضرباً ويطلب منه أن يخرج من حياة كاثرى...نظر مارتن إلى عينيه في المرأة لم يهتم في حياته بامرأة بسبب صورة أمه القبيحة لكنه وجد نفسه واقعاً في سحر امرأة حادة الطباع وهو مستعد أن يستغني عن ماله وطعامه وشرابه لأجل تلك الحمراء العنيدة لو كان يستطيع أن يعرف ماذا حدث في تلك الغرفة وإن كان تيمي صادقاً فلن يحتمل فا كاثرن له وحده . أوقف مارتن السيارة في الكاراج وادخل تيمي وهو في مزاج لا يسمح له بلعب مع تيمي الذي يدور حوله بمرح أغلق باب المنزل بعنف وأتحه إلى مكتبه .حاول تيمي أن يدخل لكن عيني مارتن الغاضبتين أوقفتاه في مكانه .ألقى بجسمه الرياضي على المقعد الفخم الطويل وحل ربطة عنقه وهو يحدق في سقف الغرفة شخص واحد أمام عينيه كاثرن فقط قطع عليه أفكاره جرس باب المنزل منذراً بقدوم زائر قام مارتن بتثاقل واتجه إلى الباب
ليجد تيمي قد ادخل الزائر إلى ردهة المنزل لم يكن هذا الوقت المناسب لقدوم ادوارد فا مارتن بالكاد يمكن أن يمسك غضبه اقترب مارتن منهما فرفع ادوارد رأسه عن تيمي ليقابل نظرات الرجل الغاضب وقال وهو يبتسم بلطف
"هل يمكنني التحدث معك سيد روبرتسون؟ "
فانطلق تيمي يقول
"أنه الرجل الذي شاهدته في منزل الآنسة ألبرت"
فقال ادوارد بهدوء
"إذا كما توقعت فقد قال لك"
لم يهتم مارتن بالإجابة عليه بل نظر إليه ببرود ثم التفت إلى تيمي
" من طلب منك أن تفتح الباب "
قال تيمي
"كنت ..."
"اصمت لا أريد سماع إي تبرير لتصرفك أذهب إلى غرفتك وفكر بما فعلت حتى أنتهي"
"عم مارتن..."
"الآن"
"ولكن..."
"قلت الآن"
مشى تيمي وهو يخط قدميه في الأرض بتكاسل ويتجه إلى غرفة نومه .استدار مارتن و وضع يديه في جيبي بنطاله وقال
"بما يمكنني خدمتك سيد الفريدو ؟"
"أود التحدث معك بأمر مهم هل يمكنني الدخول؟"
هز مارتن كتفيه وقال
" وما هو ؟"
" لا يمكنني التحدث وأنا واقف هنا "
قاده مارتن إلى مكتبه وأغلق الباب وطلب من ادوارد الجلوس وستدار حول مكتبه ليستقر على الكرسي الضخم وأصابعه تعبث بقلم وقال
"والآن ماذا لديك عمل؟"
"أنه لا يتعلق بالعمل انه أمر شخصي "
نظر إليه مارتن باستفهام فأكمل ادوارد
" الحقيق موضوعان الأول يتعلق بالآنسة بنغلي..."
لاحظ ادوارد انقباض ملامح مارتن لدى ذكره لأسم أخته وأكمل
" والأخر بكاثي"
استرخى مارتن في جلسته وقال
" ما هو موضوع أختي إذا ؟"
"لقد اتفقنا على الزواج وطلبت مني أن أخبرك لتتعرف عليّ وتوافق على اختيارها"
ضحك مارتن بسخرية
"أنا لست والدها كما تعلم وربما رأي لن يغير شيء بما أنكما اتفقتما "
"هل تعني انك لا تمانع؟ "
"لم أقل هذا"
ثم مال مارتن على مكتبه وهو يتكئ بذراعيه
"لكن من صعب أن أحكم على رجل في يوم وليلة أليس كذلك؟"
"آه أجل بكل تأكيد"
" إذاً فقد انتهينا من هذا الموضوع فما هو الموضوع الأخر؟"
"قلت لك أنه يتعلق بكاثي الحقيقة أني لم أكن أنوي القدوم ولكن نظرة تيمي لي في منزلها جعلتني أعرف أن هذا الصغير سينقل لك صورة خاطئة وسيئة عنا"
تمنى مارتن أن ادوارد لم يستخدم صيغة الجمع فهذا سيقضي على ما بقي أعصابه فقال كاذباً
"أنا لا أهتم لما قاله الصغير كما لا اهتم بكاثرى لكن ربما سأهتم بالرجل الذي سيتزوج من أختي فأنا لن أسمح بأن تتأذى مشاعرها بسبب رجل لا يقدس العلاقة الزوجية وهذا يثير اشمئزازي أتفهم ما اعنيه سيد الفريدو؟"
أبتسم ادوارد لملاحظة مارتن وقال
" إذاً لابد أن أقص عليك ماذا كنت أفعل في غرفة كاثى"
لم ينتظر ادوارد أذناً منه وبدأ يقص على مارتن ما حدث ولم يهتم لإشارة الاعتراض التي صدرت من مارتن وشكر مارتن له هذا فقد كان لديه فضوله الكبير ليعرف لكنه أستطاع أن يخفيه تحت قناع اللامبالاة وحين انتهى ادوارد قال
" هذا ما أردت أخبارك به قبل أن ترتكب غلطة سيد روبرتسون حسناً هذا كل ما لدي وعليّ الذهاب الآن"
وقف ادوارد وعينه على مارتن المسترخي في هدوء وكأنه لم يسمع شيء مما قاله وهو يحاول أن يرى أي تأثر عليه
"إلى اللقاء سيد روبرتسون"
لم يجبه مارتن لكنه حنا رأسه بالتحية وهو ينتظر منه أن يخرج استدار ادوارد ليخرج وعندما وضع يده على مقبض الباب التفت إلى مارتن وقال
"ربما يهمك أن تعرف أن كاثرن بقية كما ولدتها أمها يا سيد روبرتسون أنها فتاة بريئة تماما "
سرى تيار كهربائي في جسد مارتن و اعتدل في جلسته وأوقف ادوارد قبل أن يخرج
"انتظر"
نظر ادوارد وعيناه تبتسمان بالنصر الصغير الذي حصل عليه صحيح أنه لا يملك الحق في الحديث عن خصوصياتها كما أن كاثرن لو علمت ستقاطعه إلى الأبد بعد أن تدق له عنقه لكنه يريد لقصة حبها أن تكتمل
"ماذا تريد ؟"
"لما تخبرني بهذا "
"لأني اشك في أن هذا الأمر لا يهمك"
رمى مارتن القلم من أصابعه على الأوراق فوق المكتب وقال
"وما الذي يجعلك واثق انه يهمني "
تقدم ادوارد حتى وقف أمام المكتب وأتكئ بيديه وهو يميل إلى الأمام ليتقابل الرجلان وجه لوجه وأبتسم وهو يقول
" ظننت أنك تحبها "
أرتفع طرف فم مارتن بابتسامه سخره وقال
" يبدو انك مخطئ أسمح لي أن أصحح معلوماتك فانا لا أحبها و لا أهتم لها ولكن أهتم بمصلحه عائلة ألبرت كدين أعيده لهم هل فهمت؟"
"كلانا رجل ونفهم بعضنا لو كانت لا تهمك لما ابتعدت عنها عندما زرت أنا القرية كما أن قتالك لي كان عنيفاً والنفور الذي يظهر في عينيك عندما تراني بقربها واضحاً "
سكت قليلاً يختبر وقع كلماته وكلاهما يحدق بصاحبه فأردف قائلاً
"أمر أخرى قد يهمك أن تعرف أن كاثي تراني كأخ أكبر لها كما أني أراها كأختي الصغرى "
ضحك مارتن بتهكم وقال وهو يرفع حاجبيه
"الأخوة تعني أشيا كثيرة"
" وهذا ما أردتك أن تفهمه إلى اللقاء"
أبتعد ادوارد وخرج هذه المرة تاركاً مارتن يفكر ماذا سيفعل الآن بعد أن عرف أهم شيء كان يود معرفته عن تلك الفتاة كاد يرتكب أكبر حماقة في حياته لو لم يخبره ادوارد لا يعرف لماذا شعر بسعادة عندما عرف أن علاقتها بادوارد علاقة صداقة وأخوه كما أنه ليس هناك إي خطر منه فلو كان يريدها لنفسه لما أتى إليه ليفسر تواجده في منزلها وتساءل هل تكون كاثرى أخبرت ادوارد أنها تحبه فأتى لأجلها زم مارتن شفتيه وهو يفكر أنه وجد الفتاة التي يريد ولكن كيف السبيل لطلب الزواج منها لتقبل به بداء يردد ما تسابق إلى ذهنه دون أن يشعر بخطوات صغيرة على الأرض
"حمراء جميلة عنيدة قوية قيادية ناجحة صارمة قاسية لكن رقيقة و ناعمة و...."
"من هي عم مارتن؟ "
نظر مارتن لتيمي الواقف قريباً منه بنصف عينيه وقد انطفأ غضبه وقال
"متى سيأتي والدك أيها الصغير؟ "
تجاهله تيمي وقال
"هل هي الآنسة ألبرت؟"
رفعه مارتن عن الأرض و أجلسه في حجره وقال
"أتعرف؟ أحيناً أشك أنك تملك عقل الكبار! "
ضحك تيمي ببرائه وفجأة وضع أصبعه الصغير على شفتيه الجميلتين وفتح عينيه على أتساعهما وقال
"هششششش"
عقد مارتن حاجبيه ونظر إلى تيمي ثم أرهف سمعه وهو ينقل بصره في أرجاء الغرفة الواسعة حتى استقرت عينيه على وجه تيمي الصغير وهز رأسه هزة خفيفة مستفهماً فقال تيمي بصوت خافت
" عم مارتن ...سيكون هذا سراً بيننا "
ضحك مارتن وهو يبعثر شعر تيمي الأشقر وعقله يرسم خططاً لمستقبل جميل لكن مستقبله هذا مهدد بخطر هذا الرأس الصغير....



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 05-28-2015 الساعة 07:47 PM
  #13  
قديم 09-11-2014, 05:27 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url(' http://www6.0zz0.com/2015/05/26/19/741906011.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الثاني عشر

اتجهت إلى الشركة بمعنويات مرتفعه مختلفاً عن أيامها السابقة كان يوماً جميلا بنسبة لها مع أن ذهنها لا يزال مشغول بسر تلك المرأة إلا أنها لم تسمح لذلك بأن يشتت ذهنها عندما جلست على مكتبها لتعمل كانت تشعر بنشاط غريب وما أن انتهت من الملف الذي بين يدها أغلقته ومدت ذراعيها أمامها لتخفف من الألم الخفيف الذي فيهما ثم نظرت إلى الساعة أنها الثانية عشر ستأخذ استراحة قصيرة ثم تكمل عملها ضغطت على زر أمامها وطلبت من سكرتيرتها كيم فنجان قهوة وفجأة عاد صوت كيم إليها
"آنسة ألبرت هناك زائر يريد مقبلتك"
"من هو؟"
" انه السيد روبرتسون"
" دعيه يدخل "
فتحت كيم الباب ومر مارتن من أمامها وهو يبتسم بعذوبة إلى الفتاة الجالسة خلف المكتب فكرت كاثرن أنه أنيق اليوم على غير عادته قالت له كاثرن برزانة
"تفضل بالجلوس سيد روبرتسون "
راقبته وهو يجلس بكل ثقة ولا حضت أن وجهه تغير بسبب ما قلته فابتسمت وهي تقول
" هل تشرب شيء؟ "
"أجل يا كاثرى قهوة "
طلبت من كيم أن تحضر القهوة لكليهما ثم نظرت إليه وقالت
" أين تيمي لست أراه معك؟"
" لماذا هل تريدين منه أن يختبئ هنا كما فعل في المرة السابقة؟"
ابتسمت وهي تقول
" لا لكني لا أعتقد أنك تركته وحيداً "
" تركته عند صديقي حتى انهي عملي "
"أهو نفس صديقك السابق؟"
"أجل "
قالت وهي تعبث بزاوية الأوراق أمامها بأصابعها الأنيقة
"يبدو انه إنسان لطيف أتمنى أن يتمكن من السيطرة على الوضع"
فكر مارتن بكلمة لطيف لو علمت كاثرن أن تيمي كان عند امرأة وليس عند رجل كما تعتقد هذه الفكرة جعلته يبتسم .عندما عرض على سارة أن تأخذ تيمي رفضت وبشده لكنها وافقت لأجل مارتن الذي وعدها أنها ستكون أخر مرة تعتني فيها بتيمي و سيأخذه منها وقت الغداء قطع عليه أفكاره صوت كاثرن التي لاحظت ابتسامته وهي تنظر إليه شابكه أصابعها فوق المكتب
" لماذا أتيت هنا؟ هل للعمل أم........لأمر شخصي؟"
"كلاهما "
رفعت حاجبيها وقالت
"إذاً دعنا في العمل "
" أردت أن أرى كيف فعلت بالصفقة التي عرضت على الشركة وما هي البنود التي وضعتها؟ "
طرق على الباب أوقفها عن أجابته وقالت
"أدخل "
دخلت كيم وقدمت القهوة لكليهما ثم خرجت وأغلقت الباب
"ماذا كنت أقول أها الصفقة "
فتحت حقيبتها السوداء وأخرجت منها ملف أحمر بينما مارتن يرتشف قهوته وقالت
" تفضل لكن لي شرط"
"ما هو؟ "
" إن كنت أتممتها بنجاح فعليك ألا تريني وجهك مرة أخرى فلم تعد بحاجة لشرح العمل لي"
" هل هذا نوع من إنكار الجميل "
" بل استقلالية "
أبتسم بمكر وهو ينظر في عينيها الخضراوين ولم يتكلم جعل هذا كاثرن تشعر بالارتباك قليلا فقالت بجمود
"الصفقة غير مكتوبة في وجهي أنها في الملف الذي بين يديك "
"أعرف هذا "
"إذاً لما تحدق بي هكذا؟ "
" لأقول لك أنك لن ترين وجهي إلا بعد أن تكسبي الصفقة "
"هذا عرض مغري قبلت"
شرب مارتن ما بقي من قهوته ثم وضع الملف فوق المكتب أمامها وهو يقف نظرت إليه مندهشة وقالت
"ألن تقرأه؟ "
" متى ستجتمعين بهم ؟ "
" غداً "
"في أي وقت؟ "
" مساءً وربما سنتناول العشاء سوياً أذا اتفقنا "
"حسناً اقرأها غداً بعد الغداء "
نظرت إلى مارتن بدهشة ورمت القلم من يدها وهزت كتفيها
" ولما ليس الآن؟ "
" أنا الذي أقرر متى أقرائها يا عزيزتي أوه كدت أنسى لقد تكلمت في العمل ولكني نسيت الأمر الأخر"
" الشخصي؟ "
"أجل أنا الآن مضطر لذهاب أتمنى أن تتقبلي دعوتي للغداء لنتحدث"
"على الأقل قلي ما هو الموضوع "
"لا تسابقي الوقت ستعرفين يا طفلتي المدللة"
"كف عن مناداتي بهذه الألفاظ سيد روبرتسون "
نظر إلى وجهها وبرقت عينيه بتحد كبير وهو يبتسم لها ثم أمسك بالقلم الذي سبق وألقته على المكتب وكتب شيء بحركة سريعة على الورق الذي أمامها ثم رفع رأسه ونظر في عينيها وقال
"أرجو أن لا تتأخري آنسة ألبرت"
نظرت إلى الباب الذي أغلق خلفه شيء غريب يدور حوله هذه المرة لكن ما هو استرخت في جلستها ومدت يدها بتكاسل إلى الورقة المكتوبة قرأت أسم المطعم والشارع الذي يقع عليه فكرت أنه ليس بعيد عن الشركة وشعرت أنه نوع من التحدي وقررت قبوله و عدم الانسحاب. إن كان يعتقد باستخدامه هذا الأسلوب أنها ستخاف ولن تحضر فهو مخطئ لكن ما الذي يخفيه عنها هذه المرة عليها أن تكون حذره فيبدو أنه ينصب لها فخاً..


*******************

"أرجوك سارة فقط هذه المرة"
قال مارتن هذا وهو ينقل هاتفه الخلوي إلى أذنه أليسرى ويمسك شعره بتوتر وهو يجلس خلف مقود سيارته فأجابت
"دائما تقول لي أن طلبك سيكون أخر طلب ثم تعود لتطلب أعظم مما طلبت سابقاً "
" لم أتوسل في حياتي لأحد إلا لك فلا ترديني يا عزيزتي"
" لا يا مارتن لن أأتي لا أعرف ما هو غرضك لكني لن أفعل هذا"
"أرحمي حال أخيك المعذب "
" أعتقد أنك تستحق كل ما يجري لك "
" سارة حبيبتي إن نفذت هذا لي فلن أنساه لك ما حييت "
"أسمع هذه مغامرة "
" وأنا أريدها "
" أشك أنك تعرف ما تريد "
" لست أثق بشيء أكثر مني الآن "
" آه يا ألهي أعتقد أنك فقدت عقلك يا أخي "
ضحك مارتن وهو يقول
" منذ شهرين تقريباً "
"أجل أني أرى هذا حسناً قل لي أين.... "
ثم فجأة قالت
" أنتظر ...أنتظر ....."
عقد مارتن حاجبيه ونظر من نافذة السيارة إلى الشارع وهو يسمع من خلال الهاتف صوت تكسر زجاج وأخته تقول بيأس
" أوه لا يا ألهي أنظر ماذا فعلت "
قال مارتن
" هل أنت على ما يرام؟"
" أه أجل أنه تيمي كان يلعب بالكره فكسر المزهرية"
ضحك مارتن وقال
" لا بأس سأشتري لكي أجمل منها أذا قبلت عرضي"
"ربما سأقبل لشيء واحد فقط هو أن أعطيك هذا الطفل الجميل قبل أن يكسر شيء آخر"
"اتفقنا أذاً "
أعطاها مارتن الوصف وعندما أغلق هاتفه ارتسمت على شفتيه ابتسامة انتصار. ضرب ساقه ضربات خفيفة وأصدر صوتاً كالذي يقال للخيل عند حثها على السير وكأنه فوق جواده الأسود وقال لسيارته
"هيا بلاك بيوتي لدينا الكثير لنقوم به قبل الغداء "

دخلت كاثرن المطعم وقد وضعت ألف احتمال في رأسها بشأن حديث مارتن وقفت تنظر إلى أي طاوله تتجه فلاحظت مارتن وهو يقف لاستقبالها .مشت نحوه شامخة الرأس وصدرها مرتفع وكتفاها منخفضان وحولها هالة من الثقة بالنفس قطع نصف المسافة وهو يتمنى أن لو يستطيع إزالة قناع اللامبالاة عن وجهها .رحب بها باحترام وقادها نحو الطاولة قالت وهي تجلس
" هل تأخرت؟ "
فنظر إلى ساعته وقال
" على الوقت "
ثم صمتا لفترة بدت لكاثرن طويلة جداً نظرت إليه وقالت
" هل سنظل صامتين طويلاً ألن تخبرني؟ "
قال وهو يعقد ذراعيه على صدره ويريح ظهره على الكرسي
" سيكون لدينا الكثير لنتحدث عنه ولكن طالما أنك أردت فلا بأس "
" أذاً تفضل "
"أنه يتعلق بالمرأة التي اتصلت بالسيدة ألبرت "
ظهر الاهتمام على وجهها ومالت إلى الأمام بتأثر و تمنى أن يرى شيء من هذا عندما يتعلق الأمر به
" من هي ؟؟"
" لا يمكنني أن أجزم لكني أشك في أنني مخطئ كل ما أحتاجه القليل من الوقت فقط "
بدا الغضب يغطي محيا وجهها وقالت بهمس
" من هي؟ "
" ليس الآن يا كاثرى إذا ما تأكدت فسأخبرك "
انفجرت من الغضب وقالت
" ألهذا دعوتني لتقول انك غير متأكد؟ "
" ألن تسأليني كيف عرفت؟ "
" لا أريد أن أعرف كيف عرفتها فقط أريد أن أعرف من هي ؟"
كان واضحاً أنها لو عرفت من هي المرأة لقفزت من كرسيها وتركته كما فعلت عندما أخبرها أن أمها قررت الانفصال عن أبيها فأكمل وكأنه لم يسمع اعتراضها
"كنت قد سألت أمك عن نبرة صوت المرأة كما أني اتصلت بالسيد ألبرت وسألته عن الذين يعرفون تحركاته فقد أثار اهتمامي كلمة أمك عندما قالت أنه لا أحد يعرف أنها تقيم في الفندق إلا السيد ألبرت ..."
قاطعته بحده
"هل تريد القول أن والدي هو الذي أخبر تلك المرأة هل تريد أن تقول أن كلام أمي صحيح أذاً أنت مخطئ "
"إهدائي ولا تنسبين لي ما لم أقله لقد أخبرني السيد ألبرت أنه أعطى الرقم لامرأة لتكلمها وتحاول أن تعرف سبب غضبها وهذا طبعاً لأنه كان يثق بتلك المرأة "
فجأة ضرب جبهته ضرباً خفيفة وقال
" لماذا علي أن أقول امرأة إنها فتاة جميلة تحبه "
حدقت فيه بذهول وقالت
"فتاة تحبه؟؟؟"
" أجل أنها فتاة تحب السيد ألبرت ولأنها استطاعت أن تكون أهلا لثقته وهو لا يشك بإخلاصها له فقد طلب منها أن تكلم السيدة ألبرت ولم يكن يعلم أنها هي سبب الخلاف "
" أذاً هي من الشركة وقريبة منه ؟"
" ولما لا تقولين أنها واحده من أعضاء نادي ألبرت؟ "
"هل تريد أن تصيبني بالجنون ؟"
مد ذراعيه فوق الطاولة وأمسك بيديها وقال
" كلا ...أردت أن أتناول غدائي معك "
"مرحباً مارتن "
قطع عليها حديثها صوت نسائي رقيق فاتن رفعت كاثرن رأسها إلى الفتاة الجميلة كاد قلبها أن يخرج من صدرها عندما وقعت عينها عليها أنها نفس الفتاه التي شاهدتها في منزل مارتن عندما كانت في القرية وكانت ممسكة بيدها تيمي .ترك مارتن يد كاثرن و وقف يقبل جبين أخته سارة وأجلسها قريباً منه في حين جلس تيمي قريباً من كاثرن .ولحسن حظ كاثرن فمع الألم الذي أحست به في قلبها إلا أن وجهها كان هادئ ربما ساعدها الغضب من تلك الفتاة المجهولة على تخطي هذا الأمر قالت سارة بعذوبة وفي عينيها الرماديتين نظره حنان لكاثرن
" ألن تقوم بواجب التعارف يا عزيزي؟"
أبتسم مارتن وقال
" كاثرى هذه هي الآنسة بنغلي عزيزتي سارة أقدم لك الآنسة ألبرت "
ابتسمت كاثرن بعذوبة للفتاة الأنيقة ولم تسمح لكلمات مارتن أن تهزها ورحبت بالفتاة بقدر ما استطاعت من الباقة ثم نظرت إلى تيمي وقالت
" هل استمتعت بوقتك يا تيمي"
تبسم الصبي وبدا عليه السرور أن أحد اهتم به
" ليس كثيراً لكني اشتقت لك "
"وأنا كذلك يا صغيري "
نظرت كاثرن إلى مارتن وقالت
" هل الآنسة بنغلي..."
فقاطعتها سارة وقالت
"هل تمانعين في مناداتي بسارة "
" بطبع لا ويمكنك أنت كذلك أن تدعيني باسمي الأول"
كان مارتن لا يزال يراقب ويدرس كل تعبير في وجه كاثرن وقال
" ماذا كنت ستقولين قبل أن تقاطعك سارة "
وأحاط كتفي سارة بذراعه ليتها تستطيع الخروج لكن لا ستكشف مشاعرها بهذه الانهزامية كما أقنعت نفسها أنه لا شأن لها بتصرفاته فقالت وهي تنظر إلى سارة بلطف مصطنع بالكاد استطاعته
"كنت أريد أن أعرف ما هو نوع عملك سارة فقد أخبرني مارتن أنك تعملين عنده "
كان في صوتها نوع من الحميمة وهذا ما جعل مارتن يشتعل غضباً فيبدوا أنها لا تهتم له وأن ما قرأه في مذكراتها ليس سوى كلمات على ورق وهو صدق ذلك بسذاجة حتى أنه لم ينتبه إلا حين خبأت سارة يدها تحت ذراع مارتن وضغطت على يده كي ينقذها حين قالت
" كان هذا سابقاً فقد انتهى عملي عنده الآن "
شعر مارتن بسعادة لحركه سارة الغير مقصوده فهي تشفق على كاثرن وتحاول الخروج بأقل ضرر ولكن ضحكت كاثرن جعلت وجهه يتجهم
" أترك يدي تيمي ماذا تريد مني؟ "
لكن تيمي بقي صامتاً وهو ينظر إلى سارة ثم قال لكاثرن
" أريد أن أذهب معك إلى البيت "
قاطعه مارتن
" لا يمكنك يا تيمي ستعود معي "
أطلق تيمي احتجاجاً يأس
" ولكني بقيت مع الآنسة بنغلي يومين فلما لا أذهب مع الآنسة ألبرت؟ "
عندما رأت سارة شخصية كاثرن القوية أخذتها الغيرة على أخيها كيف انه غارق في حبها إلى أذنيه وهي بالكاد تشعر به فقالت بمكر وهي تضع يدها فوق ذراع مارتن وتحتضن يده بين يديها وتبتسم له
" أرجوك يا حبيبي لا تمانع فهذا سيمكننا بالاحتفال بمناسبة موافقتي على الزواج"
لثواني ذهل مارتن ولم يستوعب ما قلته أخته لم يكن هذا من ضمن الخطة و لكنه تدارك نفسه ونقل بصره إلى كاثرن التي بدت هادئة تنظر إلى جهة أخرى بعيداً عنهما لم يدرك أي منهم أنها تتألم لكن عليها أن تتمالك نفسها ستبكي لفقده كما تشاء عندما تكون لوحدها. لم يستطع مارتن أن يستشف الحقيقة بعد الآن. فلا يمكن لأحد تفسير وتعبير حركات كاثرن بسهولة. ليس هذا الوقت المناسب ليبحر في أفكاره لذلك نظر إلى عيني تيمي الزرقاوان وهي تهدد بإعلان الحقيقة أي مأزق وقع فيه فقال
" ولكن لم نأخذ إذن كاثرى بعد "
قالت سارة بدلال
" أوه يا عزيزي أنا متأكدة أنها لن تمانع "
ثم قالت لكاثرن
" هل ستمانعين يا كاثي؟ "
حدثها قلبها أن مارتن من سعى إلى تدبير هذا اللقاء مهما يكن هدفه عليها أن تتماسك أحاطت كتفي تيمي وهزته بلطف وهي تقول
" أوه بتأكيد لا سأكون سعيدة بتواجده معي فهو فتىً ذكي "
قال مارتن في نفسه "بل فتىً مدمر" ليس في مصلحته أن يبقى مع كاثرن وإلا سينهي كل شيء .أراد أن يحتج بأنه سيعيق عملها لكن كاثرن قالت
" لا تقل شيئاً أني فعلاً أريد أن يكون تيمي معي"
ثم نظرت إلى سارة بلطف وهي توبخ نفسها على الألم الذي تشعر به فكرامتها فوق كل شيء
" تهانينا لك سارة "
ثم نقلت بصرها إلى مارتن وقالت
" وكذلك لك يا مارتن أتمنى لكما زواجاً سعيداً "
انفجرت سارة ضاحكة بنعومة و كاثرن تنظر إليها بجمود شيء ما جعل مارتن يشعر انه ارتكب اكبر غلطة في حياته كاثرن امرأة عامله ومنشئة نشئه محافظة صحيح أن ملامح وجهها الجميل هادئة لكن بريق عينيها الخضراوان أخبره أنها تخفي مشاعر متلاطمة وأنها ذات أحساس مرهف رقيق وعاطفة متدفقة لو كانا في غير هذا المكان العام لضمها إلى صدره وأخبرها أنه يحبها بجنون . قالت سارة
" عفوا ً يا عزيزتي دعيني أصحح لك فمارتن ليس بخطيبي يبدو انك لا تعلمين انه أخي "
ثم التفتت إلى أخيها وقالت متصنعه
"يبدو أنك لم تخبرها أننا أخوة ؟"
شعور بالسعادة ممزوج بالغضب لا تعرف كاثرن أيهما كان أقوى؟ كما شعرت بالخجل لأنها كانت تتهم مارتن بأنه سافل لأنها رأته يعانق سارة في الريف معتقدة أنها امرأة غريبة عنه في حين أنه رجل نبيل ولم تلاحظ علية أي سوء. تصاعد اللون الأحمر إلى وجهها تدريجيا ليكسوه بالكامل وهذا ما لم تستطع السيطرة عليه خصوصاً تحت نظرات مارتن الحارقة أحست بجو حار خانق لكنها تمكنت من الإجابة برزانة وهي تنظر إلى سارة ومارتن ليس هناك تشابه بينهما يدل على أنهما أخوة سوى لون العينين
" أنا أسفه الحقيقة أني لم أكن أعلم هذا كما أن ظاهر كلامك كان يشير إلى انه خطيبك على كل حال تهانينا لك "
نظرت سارة إلى الرجل الذي دخل إلى المطعم لتوه وقالت
" ها هو خطيبي قادم "
نظرت كاثرن بدهشة إلى ادوارد وهو ويمشي باتجاههم ولم تلاحظ أن مارتن يراقبها ويقيم انفعالاتها وقفوا لترحيب به وأنظم أليهم فقالت كاثرن له
" تهانينا لك يا ادوارد للتو أخبرتنا سارة عن خطوبتكما "
نظر ادوارد إلى عينيها ووجهها الأحمر فعرف أن هناك شيء قد ضايقها ثم نقل بصره إلى الرجل الأخر لا شك في انه السبب في ذلك كم يتمنى أن يعرف أي لعبة لعبها مع كاثرن هذه المرة
"شكراً لك كاثي كنت أود أخبارك بنفسي اليوم وأدعوك لحفلة الليلة لكن يبدوا أنها سبقتني"
قالت سارة بدهشة
" هل تعرفان بعضكما؟ "
قالت كاثرن
"أجل أنه صديقي منذ كنت بالجامعة"
" ولكنه أكبر منك "
ضحكت كاثرن وضحك ادوارد الذي أجاب سارة مشيراً في كلامه بحنان أخوي لكاثرن وعينه في عينيها
" تعرفت عليها وهي طالبة مستجدة تضم كتبها إلى صدرها وتدخل المكتبة في حين كنت أحاول إنهاء بحث الماجستير "
ابتسمت كاثرن بدورها لادوارد وسارة و لم يلاحظ أحداً تجهم وجه مارتن وحاجباها المنعقدان بعصبية وجبينه المقطب بشده بسبب ما يشعر به من غيض التفت ادوارد إلى كاثرن ومارتن وقال
"هل تمانعان لو انتقلنا إلى طاولة أخرى "
أجابه مارتن
" بتأكيد لا تفضلا "
وقف ادوارد ودس يده تحت ذراع سارة الواقفة بجواره وقال
" أتمنى أن تحضران لحفلة الليلة "
هزت كاثرن رأسها وقالت
"أنا أسفه يا ادوارد علي أن أنام مبكراً كي أتمكن من الذهاب إلى الشركة في الصباح وأنجز أعمالي "
" هذا ليس عذراً "
"أنتظر ليس هذا كل شيء لدي موعد مهم في المساء الغد "
قالت سارة
" كلا ستأتين كما سيأتي تيمي أيضاً معك أنت تحتجين لأني طلبت منك ..."
" أرجوك سارة إنها الحقيقة لا أستطيع "
قال ادوارد
" أذاً سنؤجل الحفلة ونجعلها في عطلة الأسبوع حتى لا تجدي عذراً لا أنتِ ولا مارتن"
اعترضت كاثرن وقالت
" ولكن ادوارد..."
أشارة من يد ادوارد أسكتتها
"سننتظركما في عطلة الأسبوع إلى اللقاء "
عندما ابتعدوا لاحظت أن مارتن كان صامتاً منذ قدوم ادوارد فقالت
" موظفة لديك ؟؟ "
" كانت والآن تركت العمل "
" لا أريد المزيد من الكذب لقد لاحظت ارتباكها عندما سألتها "
أبتسم مارتن إليها بتهكم وقال
" لما تهتمين بهذا الأمر؟"
فمالت إلى الأمام وقالت
" لماذا لم تقل لي أن لك أخت؟ "
" وهل قلت عكس ذلك ؟"
اشتعل الغضب داخلها وقالت بهمس
" لقد تعمدت ذلك يا مارتن وما هو سر اختلاف أسم العائلة؟"
" إنها أبنت زوجة أبي من زوجها الثاني "
لم تفهم
"زوجة أبيك ؟؟ "
"أجل أمي "
"ومع ذلك أستمر مارتن روبرتسون في الكذب علي "
قال وقد أصبح غضبه مساوي لغضبها
"كنت دائماً تتلفظين بألفاظ بذيئة وتتهميني أنني رجل سافل و..."
لم يرد مارتن الخوض في المناقشة فهو لا يريد المزيد من الشجار والتباعد قالت بتحد
" و ماذا ؟ "
" لننسى هذا الأمر ونستمتع بغدائنا "
ربما هذا أفضل لقد أساءت له كثيراً بفهمها الخاطئ وتهكمها السخيف .دائماً تتسرع وها هي النتيجة إنها مدينة بالاعتذار له .

أغلقت باب المكتب وهي تشعر بأن الغداء مع مارتن أستهلك كل طاقتها ونشاطها للعمل. عليها أن تعمل بجد ولا تسمح لأمورها العائلية والخاصة بالدخول في العمل
لكنها لم تستطع .تناولت هاتفها الخلوي واتصلت على سالي
"آلو مرحباً سالي "
فقالت سالي بحماس
"أهلاً كاثي وأخيراً تذكرتنا "
ضحكت كاثرن وقالت
" لا تتغابي يا عزيزتي فأنت من نسيني وخاصة بوجد حبيب قلبك سكوت "
" أتمنى أن أراك يوماً تضعين خاتم زواجك حتى انتقم لنفسي "
" ليس بعد.... أممم أريد أن أقابلك هل لديك ما يشغلك ؟"
" لا هل هناك شيء؟ "
"ليس كثيراً "
"بالمناسبة هل عرفت أن ادوارد وجد فتاته أخيرا وهذا يعني أنه لم يبقى من بيننا سواك "
" هل قال لك من هي؟ "
"كلا قال أنه سيعرفنا بها قريباً هيا أنا انتظرك في منزلي "
"أفضل أن يكون في الكوفي شوب حتى لا يقاطعنا أحد "
" معك حق "
"حسناً عزيزتي أنا في طريقي إلى هناك إلى اللقاء "
تناولت معطفها وحقيبة أعمالها وخرجت من المكتب وهي ترى كيم منهمكة في عملها بكل جد كم تشعر بامتنان لها فهي تفهم عملها وتقوم به على أكمل وجه . انتبهت كيم لرئيستها فوقفت احتراما لها وقالت
" هل يمكنني خدمتك آنسة ألبرت "
" لا شكراً لك "

كانت سالي قد وصلت قبل كاثرن وملت من طول الانتظار وها هي أخيراً ترى صديقتها قادمة اقتربت كاثرن منها وكأنها تحمل فوق رأسها جبال العالم احتضنتا بحرارة ثم جلستا وضعت كاثرن حقيبتها على الأرض أسفل الطاولة ورتبت هيئتها فقالت سالي
"لأول مرة أراك بملابس العمل"
"لا تذكريني أحياناً أشعر بالاختناق عندما أرتديها "
"لماذا أنها تبدو جميلة وتناسبك كما أنك تبدين سيدة أعمال بحق "
"شكراً لك ولكني لا أبدو كسيدة أعمال أنا فعلاً سيدة أعمال"
"بدأت الآنسة بالغرور"
ضحكت كاثرن وهي تستند إلى الطاولة وتقول بحماس مصطنع
" هل تريدين أن تعرفين من هي خطيبة ادوارد؟ "
"أنا وسكوت متشوقان لذلك يبدوا انك تعرفينها "
أومأت كاثرن برأسها موافقة فقالت سالي بحماس
"من هي؟ "
رفعت كاثرن رأسها وأبعدت شعرها عن وجهها ثم مدت يدها مفتوحة لصديقتها وقالت
"كم ستدفعين؟ "
ضحكت سالي وهي تبعد يد صديقتها وتقول
"كفي عن العبث معي من هي ؟"
"أخت مارتن "
شخص بصر سالي وقالت
"أخت مارتن ؟!"
"أجل لقد عرفت هذا اليوم "
احتضنت سالي يد كاثرن بين يديها وقالت بلطف بالغ
" أنت لست مغرمة بادوارد أليس كذلك؟ "
"بطبع أنا لست مغرمة به ما الذي جعلك تعتقدين هذا؟ ثم إن أخت مارتن في غاية اللطف والجمال وأنا سعيدة لأجله "
"إذا لماذا أرى هذا الحزن في وجهك؟"
ابتسمت بيأس ونظرت في سالي التي قالت
"هيا يا كاثرن نحن صديقتان منذ الطفولة وأسرارنا بيننا وأنت تعلمين أني أمينة على سرك حتى سكوت مع أنه أقرب الناس لي لا يعرف عن أي شيء بيننا "
ضغطت كاثرن على يد سالي الممسكة بها وقالت
"اعرف ذلك يا سالي لهذا طلبت الحديث أليك لم اعد أستطع أن أحتفظ بألمي لوحدي"
بدأت كاثرن تقص على صديقتها منذ ذهابها إلى القرية ولقائها بمارتن ثم كيف تحول كرهها إلى حب جارف والمواقف التي حدثت بينهم من شجار ونقاش ثم هدنة وبعدها المعركة الأخيرة التي دعتها للعودة إلى لندن ثم لحاق مارتن بها وكيف تتطور الأمر حتى انتهت إلى لقائها بأخته على الغداء وكيف كان شعورها عندما اعتقدت أنها خطيبته أطلقت كاثرن زفرة ألم ثم ضحكت بخفه سخرية من نفسها وقالت
"كم أنا غبية يا سالي"
" أتعرفين أنت التي جنت على نفسها "
"أجل كان علي محاربة مشاعري وقتلها من البداية "
"لا لم أكن أقصد هذا فمن الطبيعي أن يقع المرء في الحب لكني قصدت أنك أنت من يحاول صد مارتن ومحاربته في حين يظهر لي أنه يحبك"
" آه يبدوا أنك غبية كصديقتك"
"أسمعيني يا كاثي يجب أن تكوني لطيفة معه"
نظرت أليها كاثرن وقالت
"ماذا؟ لا شك أنك تمزحين فليس هناك رجل يستحق اللطف فهم لا يؤمنون بالحب ألبته كما أنهم يعتقدون أن المرأة لم تخلق إلا لهم"
" أنت واهمة يا كاثي أنظري لسكوت وادوارد فهما في عمر مارتن تقريباً ومع ذلك رجال عصريون يؤمنون بالحب بجانب أخلاقهم ونبلهم ومركزهم الاجتماعي ويقدرون المرأة ويحترمونها ويرونها مخلوق ناعم رقيق ويؤمنون أنها تؤم روحهم"
"لكن مارتن رجل مختلف أنه يعلم مدى جاذبيته وتأثيره على النساء وسيعتقد أني إحدى الساذجات الآتي يلاحقنه "
"أعتقد أنه ينظر إليك من منظار مختلف وينتظر منك أن تشجعيه "
"مستحيل لا أعرف كيف تفكرين يا سالي أنت تعتقدين أن جميع الرجال مثل سكوت عليك أن تفرقي بين سكوت ومارتن لا اصدق أنك أنت من تقول هذا؟ "
"يبدوا أن معلماتك الراهبات وتربية الخالة ليزي قد أثرا عيك فعلاً؟"
"وأنا أفخر بهذا "
"أجل وانظري إلى النتيجة أنك تتألمين لوحدك"
"أنا لا أؤمن أن تعترف المرأة بحبها قبل الرجل وإن فعلت فسيذلها ولتتحمل هي نتيجة خطئها "
"حسناً لنفترض أنه بادرك وقال أنه يحبك "
"لن يفعل هذا صدقيني حتى وان قالها فلست من السذاجة حتى أصدق من أول كلمة يقولها وكأني كنت متشوقة لهذا"
"إذا كيف تريدينه أن يثبت حبه لك بمعنى آخر هل لديك طريقة خاصة؟"
" لا أعرف"
"حسناً أخبريني هل من الممكن أن تنسيه لو قابلت شخصاً أخر؟"
هزت كاثرن رأسها بالنفي قالت سالي
"ماذا لو تزوج إذاً هل ستبقي لوحدك؟"
نظرت إليها كاثرن وهي تكره مشاعرها التي خانتها وفي عينيها يتلألأ اليأس وقالت
"سأبقى بحبي لمليون عام"
إنها تحبه بل تعشقه أليس متيمة أصح تعبيرا؟ً لكنها لن تسمح لمبادئها أن تتزعزع ولن يكون ثمن حبها كرامتها عليها أن تركن عواطفها جاباً وتوظف عقلها قالت سالي
" لا أعرف ماذا أقول لك ؟ "
" لا تقول شيء على الأقل فقد ارتحت من الحمل الثقيل الذي كنت أحمله لوحدي"
"هل لي أن أعرف سبب رفضك له؟ "
"تكبره غطرسته و الأهم نظرته السوداء للمرأة لا أعرف أشعر أن هناك شيء لا أفهمه في شخصيته "
"هل تعرفين شيء عن حياته؟ هل في عالمة كثر من الفتيات؟ أعني ربما تعرض لموقف جعله يحمل هذه النظرة"
"وما أدراني وقد قلت لك أنه أخبرني أنه لم يعرف فتاة قط في حياته "
"أيعقل هذا ؟؟ "
"أنا نفسي أكاد لا أصدقه"
"تكادين أي أن عندك نسبة قليلة من الشك فقط؟ "
" أجل "
" هل فكرت أن تسألي أمك عنه لابد أنها تعرف الكثير بما أنه أخبرك أنه والدك اعتنى به وهو طفل قد تجدين له عذراً"
"معك حق كيف غابة هذه الفكرة عني يبدو انك تحريت عن سكوت بدقه؟ "
"أجل ذهبت لادوارد وساعدني "
"لم تخبريني بهذا؟ "
"كنت اعتقد أنكما تحبان بعضكما فخفت منك "
"لا تخافي لن ألتهمك "
" ذهبت إليه وأخبرني كل شيء عن سكوت بحكم صداقتهم التي دامت ست سنوات ثم تجرأت وسألته كيف يمكنني أن أعرف صدق مشاعر الرجل نحوي فأخبرني"
شرقت كاثرن بفنجان القهوة وقالت
"كم أنت جريئة لم أكن أتوقع من سالي الخجولة أن تفعل هذا؟ "
"كان علي ذلك حتى أفهم طبيعة الرجل وتفكيره ولا أخفيك أني شعرت أن ادوارد كالأخ الذي لم تلده أمي كان يتكلم إلي بصراحة وبكلمات منتقاة كي لا يحرجني لن أنسى منه ذلك"
"دعينا نستفيد منك ماذا قال لك؟"
ابتسمت سالي بمكر وقالت
"أذهبي واسأليه "
فهمت كاثرن هذا فأمسكتها بقوة وقالت
"ستخبرينني يا جميلة قبل أن أسكب القهوة عليك "
"هل تعتقدين أن تهديدك سيخيفني؟ "
"حسناً ربما سأخطف سكوت وأحبسه في زنزانة وفي كل يوم لا تخبريني أزيد في تعذيبه أو ربما زوجته فتاة أخرى ما رأيك "
ضحكت سالي ورفعت يدها باستسلام وقالت
" لا أيتها المجرمة إلا سكوت سأخبرك لكن لا أريد عمليات خطف وابتزاز وأخص بهذا ذكر فتاة أخرى لسكوت"
ضحكتا بمرح وقالت كاثرن ممثلة دور البراءة
"أنا مجرمة؟ أنني فتاة لطيفة لا يمكن أن أؤذي أحد"
نظرت أليها سالي مشككة تبتسم فقالت كاثرن
"جيد هيا تكلمي"
بدأت سالي تشرح لها كيف أن الرجل لو أحب فتاة فسيتعمد الخروج المتكرر معها في الأماكن العامة ليعلم الجميع أنها فتاته إضافة إلى انه يكون قريب منها بشكل ملفت للنظر وأنها لو تحدثت مع صديق قديم فسينفر الدم في عروقه من غيرته وربما تمنى لو يدخل في قتال مع الرجل ولو لسبب تافه حتى يطفئ ناره المستعرة ويبعده عن الفتاة التي يحب كذلك الكلمات العرضية واستخدام الإيحاء دون التصريح حتى يتأكد من حبها له ولم تنسى أن تضيف انه يكون عالم بكل شيء تحبه وتكرهه ولا زالت سالي مستطردة حتى انتهت بها ذاكرتها إلى أخر كلمات ادوارد بعد أن استمعت كاثرن إلى هذه المحاضرة ضحكت وقالت
"هذا سخف! ليس كل رجل يفعل هذا يكون صادقاً يا حبيبتي كما يظهر لي أنك و ادوارد رومانسيان جداً "
" أتسخرين منا؟ "
"الشيء الوحيد الذي سأفعله هو أن أسأل أمي عن حياته "
"لا تنسي أن تقولي لها ألا تخبر أحداً "
غمزت كاثرن بعينها وقالت
" لا تخافي سأستجوبها دون أن تشعر باهتمامي بالأمر ولن أثير الشكوك حولي هل نسيتي أني أعشق لعبه التحري؟"
"الآن فقط سأبصم بأصابعي العشرة أنه ليس هناك أحد يصلح لك سوى مارتن فلو كان غيره سأسال الله له الرحمة "
"الرجال لا يستحقون كل هذا الشفقة منك يا عزيزتي فهم واثقون أنهم أقوى منك"
"بدنياً لكن ليس عقلياً "
"أخيراً عدت إلى سابق عهدك "
ثم ضحكت وهي تكمل
"كوني في صف بنات جنسك يا سالي "
" أنا في صف سكوت"
نظرت إليها كاثرن منتقده ثم قالت
"أتسأل ماذا وضع لك سكوت في كأسك هذا الصباح حتى تمكن من سحرك؟"
ابتسمت سالي وقالت
"لماذا؟؟"
"حتى أضعه في كأس كل رجل لا يحب زوجته "
"لم يضع لي غير مشاعره الصادقة "
"إذا فلا سبيل لحل المشكلة "
"يال إنسانيتك هلاّ تكرمت بحل مشكلتك"
" الأفضل أن أذهب قبل أن تنقلب الطاولة علي إلى اللقاء"
قالت سالي لها و هي تراها تقف
"لا تنس وضع السحر في كأس مارتن "
ابتعدت كاثرن وهي تهز رأسها لسالي معارضة بينما إلف فكرة تراودها تفرقتا بعد أن رسمتا خطط لتحري سكوت سيتعرض لاستجواب خطيبته في حين تستجوب هي أمها لا بد أن تكشف ماضي هذا الرجل لتعرف جانب من شخصيته ولا شك في أن هذا سيفيدها ....
عليها أن تكون حذرة خصوصاً غداً في الاجتماع حتى تخرج مارتن من حياتها لكن هل هذا فعلاً ما تريده ؟



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 05-28-2015 الساعة 07:50 PM
  #14  
قديم 09-11-2014, 05:28 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url(' http://www6.0zz0.com/2015/05/26/19/741906011.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الثالث عشر

في اليوم التالي وبعد أن أنهت أعمالها قررت كاثرن أن تقوم بجولة على أقسام الشركة وتنظر كيف يسير العمل بنفسها كل شيء كان على ما يرام لكنها عندما عادت و فتحت باب مكتبها رأت مارتن يقف أمام النافذة وظهره إليها وعندما أحس بوجودها التفت وقال
" بالله عليك أين كنت ؟؟ "
"ماذا تريد يا مارتن؟ "
"ماذا أريد ؟ أنني في المكتب منذ ساعتين أنتظرك حتى أرى الصفقة في حين انك تلهين في حديقة منزلك"
زمجرت غاضبة
"تباً لك يا مارتن لست اللهو كنت أرى كيف يسير العمل بنفسي ثم من أنت لتدخل مكتبي وتكلمني بأسلوبك المتعالي أنا لست احد موظفيك "
" لا لست أحد العاملين عندي لكن عليك يا آنستي أن تكوني دقيقة في مواعيدك "
" لا أذكر أني أعطيتك موعد "
"عودي بذاكرتك إلى الوراء قليلاً يا صغيرتي لقد قلت لك أني سأرى الصفقة في الغد بعد الغداء "
لم تتكلم أو ترد عليه فمزاجها يصبح سيئا بوجوده أخرجت الملف الأحمر من الخزانة الصغيرة لترميه أمامه وتقول
"لابد أن تعاقب كيم لإهمالها "
نظر إليها بحده وقال
"لماذا؟ "
فأجابت
"لأنها سمحت لك بدخول إلى مكتبي حال غيابي "
"لكني أخذت الأذن من السيد ألبرت كما أني كنت أعمل هنا قبلك منذ.... "
قاطعته بحده
" أسمع يا مارتن لست في مزاج يسمح لي بمناقشتك هلا قرأت الملف وإن كان كل شيء صحيح فسأكون شاكرة لك إذا لم أرى وجهك"
هنا هدئ وجه مارتن وابتسم لها وقال
"أوه ليس بعد يا طفلتي سأذهب معك إلى الاجتماع "
"لن أسمح لك بهذا "
" أسف ولكني مضطر "
"هل تمزح معي هل ترى أمامك طفلة ؟"
"أنت تكررين هذه الكلمة كثيراً ألا تجيدين غيرها؟"
"لماذا تريد أن تأتي معي؟"
"إن رجال الأعمال يا عزيزتي يكثرون الإلحاح وقد يضايقونك ويضعون شروطهم الخاصة بهم لأنهم يرون أمامهم فتاة لم تتجاوز الرابعة والعشرين ربيعاً "
"ربما فاتك أيها الشيخ الهرم ...."
" لا تكملي لقد اتخذت قراري سأذهب الآن فلا يمكنني ترك تيمي أكثر من هذا سأأتي في المساء لاصطحابك "
" بما أنك ستذهب معي أين ستترك تيمي؟ "
" حتى الآن لست أدري خصوصاً وأن سارة ستسافر قبل ذلك الوقت إلى اللقاء"

خرج والملف معه وتركها خلفه منقبضة الصدر تشتعل من الغضب لسطوته وتعجرفه حتى أنه لم يترك لها الملف كي لا تذهب لوحدها بدأت تحاول منع نفسها من ألبكاء لماذا تشعر بكل هذا ؟ طلبت كأس ماء بارد عله يخفف عنها ثم شغلت نفسها بالعمل لتطرد مارتن من أفكارها ....

عادت كاثرن إلى منزلها قبل المساء لتستعد للاجتماع أخذت حماماً دافئاً و ارتدت قميصاً برتقاليا وجاكت رسمي بلون بني غامق وكذلك كان لون بنطلونها وتركت شعرها يتدلى بحريه .ترى ماذا يفعل مارتن الآن وهل وجد حل ل(تيمي)؟ وفجأة جاءت لها فكرة أمسكت هاتفها الخلوي واتصلت على الخالة ليزي
" مرحباً خالتي "
"أهلاً يا عزيزتي كيف حالك ؟"
"أنا بخير ..أممم خالتي هل لي أن أطلب منك خدمة؟ "
"تفضلي يا كاثي "
" الحقيقة أني أحتاج إلى خادمة تهتم بالبيت هذا المساء حتى أعود من اجتماع يختص بشركة هذه الليلة "
" لا بأس يا عزيزتي يمكنك أخذ فرجينيا "
"شكراً لك خالتي أنا في طريقي أليك"

عادت كاثرن إلى منزلها ومعها فرجينيا و انتظرت حتى أتي مارتن ومعه تيمي قال لها مارتن
"لم أجد أحد يمكنه الاعتناء به حتى عودتنا وأخشى أننا مضطران لأخذه معنا "
" لقد تدبرت ذلك ستتولى فرجينيا أمره"
"فرجينيا؟!"
"أجل أنها خادمة عند الخالة ليزي وهي هنا حتى نعود"
أشرق وجهه و أبتسم برضا
" خبر جيد يا كاثرى يبدوا أنك ستنجحين الليلة ولن ترين وجهي ثانية "
"هذا ما أأمله "
قالت هذا وهي تعلم إنها تكذب فهذا أخر شيء تريده لكنها تريد أن تعالج قلبها ولا تزيد من ألآمه فمارتن ليس لها وهذا ما عليها أن تجعله نصب عينيها أتت فرجينيا و وعدت بالاهتمام بتيمي وخرجت كاثرن مع مارتن في سيارته للاجتماع .كان الاجتماع هادئ جداً وتمت الصفقة حسب شروط كاثرن دون تدخل من مارتن وتناول الطرفان العشاء ثم تفرقا كانت كاثرن سعيدة جداً بنجاحها و راودها شعور بالألم لآن ساعات رحيل مارتن من حياتها اقتربت لكنه لن يرحل عن قلبها .والآن انتهى كل شيء وهاهو مارتن يقود سيارته ليعود إلى منزلها ويأخذ تيمي .إنها مشوشة الذهن إضافة إلى إنها لم تعتد على تحمل المسؤولية لذلك كانت تشعر بإرهاق شديد عند وصولهما أخرجت المفتاح لتفتح الباب وهي لا تكاد ترى من عينيها الناعستين والصداع الذي يملأ رأسها فأخطأت ولم تضع المفتاح في القفل أبعدها مارتن بلطف وتناول المفتاح من يدها ليفتح الباب لم تمنعه لأنها متعبه
"تبدين متعبة جداً يا كثرى لكنك نجحت "
نظرت إليه لتستوعب كلامه فلم تكن منتبهة له فأكمل قائلاً
" والغريب أنهم لم يكثروا الجدال يبدو أن أميرتي الصغيرة قد سحرتهم بجمالها أن الرجال يحبون المرأة الجميلة "
غادر النعاس عينها عندما أتى موضوع المرأة ودورها في نظر هذا الرجل الذي أمامها هل كانت تحاول أقناعة بوجهة نظرها
" هل تعتقد أن المرأة لم تخلق إلا لكم "
"أنا لا أحب النساء على كل حال "
ازدادت حدت نظرتها له فقال
"أني لا أفهمك إن مدحت النساء غضبت وأن كرهتهن غضبت ما الذي تريدينه بالضبط كاثرى؟ "
"أريد أن تكن نظرتك إلى المرأة معتدلة ومنصفه "
أراد أن يتكلم لكنها قالت
" الوقت متأخر جداً وأنا مرهقة فهل تتكرم بإعفاءي من هذه المناقشة السقيمة ؟"
أبتسم وقال
" كما تأمر أميرتي "
لا يهم ما قاله سيرحل الليلة بلا عودة فتح الباب دخل مارتن أولاً وتنحى جانباً لتدخل هي خلفه مشت بخطوات متكاسلة إلى غرفة الجلوس وتسمرت في مكانها قبل دخولها الغرفة وأطلقت صرخة اعتراض مخنوقة جعلت جسد مارتن يضطرب وهو يغلق الباب أسرع بخطواته الواسعة ليقف بجانبها ويتبع بصره المكان الذي تنظر إليه وصعق وهو يرى الغرفة قذرة مبعثرة و تيمي يقفز بسعادة ومرح على الكنبة الواسعة وبين يديه تحفة جميلة ألقت كاثرن حقيبتها على الأرض بجانب قدمها و تقدمت بهدوء محاولة أن تصل يدها إلى التحفة الثمينة قبل أن تكسر إنها تذكار من أبيها أهداه إليها عند تجولهما في القرية ولا تريد أن تخسره لكن تيمي لم يمهلها لأنه أطار التحفة في الهواء وركض إلى أحضان مارتن. أسرعت كاثرن تجري للحاق بالتحفة قبل أن تصل إلى الأرض ولم تنتبه أثناء طريقها فقد صدمت قدمها بركن الطاولة المستطيلة وتعثرت لتنزلق كاثرن على الأرض الخشبية ألامعه حتى تصل بوجهها إلى حطام التحفة بعد ما انكسرت ...صوت تحطم التحفة جعلها في حالة غضب شديد نسيت معه ألم رأسها وتعبها قال مارتن قاطعاً صوت أنفاسها المتلاحقة وهي تحاول السيطرة على نفسها
"كاثرى هل أنت بخير؟"
" أصمت أنت "
لم تعرف لما قالت ذلك ربما لأنه السبب بحضوره معها وتركه لتيمي؟ . كلا ليس هو السبب هي التي عرضت عليه أن يبقى تيمي بينما هما ينهيان عقود الصفقة لكن ليس من المعقول أخذه معهما أيضا .أبعد مارتن تيمي عنه وهو يشعر بتوتر لمشهدها وهي جالسة أمام الحطام
" أعتذر عما فعله تيمي يا كاثرى و...."
" لا تعتذر"
قالت ذلك وهي تقف لماذا تشعر أن عليها الاعتراف أنه فعلا يستحق الاحترام
" أنا التي عليها أن تعتذر منك ما كان علي أن أصرخ في وجهك فلم يحدث هذا كله إلا بسببي فأنا التي طلبت منك أن تبقي الصبي هنا مع فرجينيا "
ثم تذكرت شيئاً أين فرجينيا التفتت إلى تيمي وسألته
"أين فرجينيا يا تيمي؟؟ "
" إنها فوق في الحمام"
نظرت للمكان القذر من حولها كل هذا الفساد في المنزل أحتاج إلى وقت طويل لان المائدة لا تزال مبعثرة بأطباق الطعام والعصير منسكب على المائدة و تسقط قطرات منه على الأرض قالت مستنكرة
" كل هذا الوقت ؟؟!! وتركتك وحدك"
قال الطفل وهو ممسكاً بنطال مارتن بشدة بيديه الصغيرتين وينظر إليها بعينان متسعتان فيهما القلق
" أنا أقفلت الباب عليها "
صعقت كاثرن لسماعها هذا! لابد أن المسكينة فقدت عقلها الآن أسرعت تركض وتصعد الدرج و لحق بها مارتن لكنها وقفت والتفتت إليه وقالت بصرامة
" أبقى معه قبل أن يكسر شيء أخر فأحطم رأسك وأدق عنك أنت الأخر "
وقف ينظر إليها وهي تكمل صعودها إلى الأعلى ما ذنبه أنه لم يفعل شيء وليس بيده حيله أمام طبعها الحاد. وجدت كاثرن المفتاح لا يزال في قفل الباب فتحت لفرجينيا التي صاحت تقول
" أين أنت يا آنستي كدت أموت مع هذا الصبي المجنون؟ "
" فرجينيا انتظري "
لكن المرأة أسرعت في النزول وكأنها خرجت من قفص أو مصحة نفسية أسرعت كاثرن على إثرها .وقفت المرأة في الأسفل وهي تنظر إلى البيت الذي كان جميلاً كيف أصبح ثم نظرت بريبة إلى مارتن الوقف في وسط الغرفة المتسخة ممسكاً بتيمي قالت فرجينياً
" ما هذه الفوضى يا ألهي لن أبقى في بيت فيه صبي ....."
"فرجينيا "
صرخت كاثرن باسمها لتوقفها قبل أن تتفوه المرأة بكلمة قاسية للصبي الخائف وشكر لها مارتن حسن تصرفها ولقد بدا على المرأة أنها لا تستطيع ضبط أعصابها فقالت
" أنا عائدة إلى منزل السيدة غرهام "
أمسكت كاثرن ذراع فرجينيا محاولة تهدءتها وهي تقول بلطف
" فرجينيا أهداي سأأخذك إلى هناك بنفسي لا يمكنك الذهاب في الليل مشياً إلى بيتها "
" سأستقل سيارة أجرة "
" أنت تعلمين أن خالتي ترفض هذا وستغضب مني "
نظرت فرجينيا بعينيها إلى الرجل الغريب وكأنها تخبر كاثرن بأن وجود الرجل الغريب في بيتها سيجعل الخالة أشد غضباً رفضت فرجينيا البقاء ومع أن كاثرن متعبة فعليها أن تتصرف أخرجت مفتاح سيارتها من الجاكت و وضعته في يد فرجينيا
"انتظريني في السيارة وسألحق بك حالاً "
خرجت المرأة ثم استدارت كاثرن للواقفان معها في الغرفة وقالت لمارتن مهدده بنبرة باردة
"حسناً أصنع لي خدمة و لنفسك يا مارتن لا أريد أن أعود وأرك هنا وليكن هذا أخر لقاء بيننا وداعاً "
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها بقوة قال تيمي وهو رافعاً حاجبيه و يقلب عيناه في المكان وشفتاه مزمومتان
" لا أعرف كيف تحب هذه المرأة؟ "
. تنهد مارتن و رفع تيمي عن الأرض ومشى فوق الزجاج المكسر ليجلس تيمي على الكنبة ثم نظر إليه وهو لا يزال واقف و قال
" ما الذي فعلته يا تيمي أنك تهدم وتبني في وقت واحد؟ "
نظر تيمي إلى مارتن وهو يفتح عينيه الزرقاوات بأتساع ويقول مستمتعاً
" ولكن الهدم أسهل "
سمع مارتن هذا فأقر أن لا فائدة من الكلام مع طفل مدلل ورمى بكل ثقله على الكنبة بجانب تيمي حل ربطة عنقه وفتح أزرار قميصه العلوية وهو يطلق زفرة عجز واستسلام ثم قال وهو يضع ساقه الطويلة على الأخرى ويمد ذراعية على الكنبة ملتفتاً إلى تيمي
"ماذا علينا أن نفعل الآن أعتقد أنه من الأفضل أن نذهب قبل أن تأتي فالويل لمن يقف في وجهها وهي غاضبة هيا يا تيمي "

أوقفت كاثرن سيرتها في كراج منزلها واسترخت في مقعدها خلف المقود لقد أنهكا التعب وهي تعتذر للخالة ليزي عن ما حدث لخادمتها واستطاعت تهدئه فرجينيا لكنها بالكاد استطاعت أقناع خالتها بعدم وجود علاقة بينها وبين مارتن وأنه مجرد صديق لأبيها وهذا ما أستغرق منها وقتاً طويلاً...فكرت كاثرن أنه يوم متعب الوقت تأخر كثيراً وهي مرهقه وجل ما تريده أن ترمي نفسها على سريرها وتنام كالطفل ..لكنها لم تستطع النزول من سيارتها والدخول إلى البيت الذي ينتظرها لتنظفه إلى بعد أن استرخت كلياً ...فتحت باب المنزل لتنظر بدهشة إلى الأرض النظيفة اللامعة والمكان الأنيق والراحة الزكية التي تداعب أنفها و الموسيقى الهادئة التي تتغلغل إلى أعمقها أغلقت الباب وهي تقلب بصرها في المكان الذي عاد إلى ما كان عليه جلست على الكنبة تراقب لهب الشموع المتراقصة إنها تثير مشاعرها الكامنة بقوة خصوصاً وأن أضأت الغرفة خفيفة جداً لابد أن مارتن من فعل هذا لكن لماذا يعاملها بهذا اللطف؟ إنها لا تستحق كل هذا هل ليشعرها بخطئها وبتهورها؟ أيكون هذا رمز لوداعه الأخير؟ أوه لا ليس ثانية الدموع على وشك أن تتجمع في عينيها عليها أن تكون أكثر صلابة توقفت الموسيقى الهادئة و ليس لدى كاثرن أية نية لتعيد تشغيل الأسطوانة ولكن فجأة صدر صوت موسيقى صاخبة جداً لموسيقى من الطراز العصري وقفت كاثرن واتجهت إلى الغرفة التي ينبعث منها الصوت وقفت عند الباب وهي تراقب مارتن وقد خلع بذلته وقميصه وظهرت عضلاتها وبرزت عروقه وتصبب العرق من جسده الرشيق الأسمر وهو يقفز بحبل رياضي وبدا في حالة من الانفعال و يحاول أن ينفس عن توتره كان يقفز بسرعة بقامة مستقيمة ورأس مرفوع وهو عابس الوجه شعرت برغبة في الضحك وهي ترى تيمي يرقص بجانبه لم يشعر أي منهما بوجودها مارتن غارق في بحر أفكاره بينما الطفل مستمتع بالرقص على الموسيقى التي جعلتهم لا يشعرون بخطواتها وهي تمشي إلى الجهاز لتقفل الموسيقى التفت كل منهما إليها وهي متكئة على الجدار بظهرها عاقدة ذراعيها أمامها وتقول
" ماذا تفعلان هنا ؟"
لم يكن من العدل قول هذا لكن لسانها سبقها أنه يستحق أكثر من الشكر والإجلال لكن بقى شيء يعكر عليها نظرته المشؤمة للمرأة رمى مارتن الحبل من يده وتقدم نحوها ومد يديه مستنداً على الجدار خلفها ويحصرها بين ذراعية قرب وجه من وجهها و كان العرق لا يزال يقطر من جبينه و وجنتيه و أنفه المستقيم الرائعة والغضب بادي في عينيه الرماديتين جسده الذي يشعرها بمدى صغر حجمها بجانبه كم هو مثير و وسيم بوجهه الدقيق الملامح وكأنها نحتت كالصخر أنه يثير كل ذرة من كيانها أحمر وجهها لأفكارها الحمقاء فقال
" ألا نستحق منك على الأقل الشكر؟ "
أنه يتعمد إحراجها لأن جسده بدا يقترب منها والمسافة التي تفصل بينهما بدأت تتقلص
" لا تجاوب على سؤالي بسؤال يا مارتن لقد طلبت أن لا أراك عند عودتي "
" حسناً يا جميلتي لقد أعتقد تيمي أنها فكرة غير صائبة إن تركنا المكان على ما هو عليه "
" وهل تسمع لكلام صبي صغير؟ "
نظر مارتن إلى تيمي ثم عاد لينظر في وجهها مبتسماً ومد يده اليمنى ليربت على رأسها ثم ادخل أصابعه الطويلة في شعرها الناعم وربت على عنقها ثم كتفها و كاثرن جامدة تنظر إليه ببرود لتظهر عدم مبالاتها بتصرفه بينما كل حركة منه تمزق قلبها وتقطع عروقها وتذيب عظامها .أنفاسها محتبسة في صدرها شعر مارتن بحرارة بشرتها تحت لمساته فوضع يده خلف عنقها وأقترب من أذنها ليهمس بصوت أجش متحشرج وهو يحس بدقات قلبها السريعة تحت أبهامه والذي يرسلها إليه عرق ينبض في عنقها
" لو كان تيمي غير موجود لكان الوضع مختلف الآن يا طفلتي"
ثم مسح خدها بقبلة خفيفة ناعمة من شفتيه وابتعد عنها ليلتقط قميصه و بذلته ويخرج وهو يقول
" هيا يا تيمي ودع الآنسة ألبرت سنذهب "
ودعها تيمي و لحق بمارتن سمعت كاثرن صوت الباب يفتح ثم يغلق خلفهما فارتخت كتفاها و تحسست بإطراف أصابعها المرتجفة خدها الملتهب من قبلته ليس عدلاً أن يثير فيها كل هذه المشاعر وهو لا يريدها عليها أن تدفن قلبها في سابع ارض و تقاتل سحره وجاذبيته قبل أن يحولها إلى رماد في نار حبه ....

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 05-28-2015 الساعة 07:51 PM
  #15  
قديم 09-11-2014, 05:28 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url(' http://www6.0zz0.com/2015/05/26/19/741906011.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الرابع عشر

أنها تعمل منذ ساعات خلف المكتب تقلب الأوراق أمامها وتدير العمل بكل جدارة مع أنها لم تنم بسبب أحداث الليلة الماضية إلا قبيل الفجر والآن السعة الثانية ظهراً و النعاس يداعب أجفانها كم تتوق إلى الراحة والنوم لكن عليها أن تنتهي من عملها لم يكن ما بقي كثيراً جداً لذلك حثت نفسها على المثابرة لتعود مبكرة إلى منزلها...

"مارتن أنا في المستشفى الآن ولا يمكنني أخذه منك "
" لا أرجوك يا إيريك أنت لا تعلم أي ضرر ألحقه بي أبنك "
" أعرف أنه مشاكس لكنه.... أنتظر لحظة سأتصل بك بعد دقائق "
بقي مارتن جالساً خلفه مكتبه يتأمل تيمي المشغول بالرسم وحرك هذا رغبة شديدة لديه بأن يكون أباً شعر بسعادة وهو يتخيل نفسه يقف بجانب كاثرن و يحيط كتفيها بذراع ويحمل أبنه فوق كتفه وهما يتنزهان على الشاطئ أنطلق صوت رنين الهاتف معلناً توقف الحلم الجميل
" أسمع ستأتي إليك زوجتي ديانا الآن لتأخذه منك ...."
قطعت عليه الممرضة حديثة وكان صوتها مسموع بنسبة لمارتن
"دكتور إيريك هناك مريض أحضر ألينا مغشياً عليه في المطار ويدعى توماس ألبرت "
أنتفض مارتن واقفاً وقال
"السيد ألبرت "
" علي الذهاب يا مارتن لا تنسى ديانا ستأتي أليك "
قاطعه مارتن وقال
" أنا قادم إلى المستشفى "
ولم يمهل مارتن إيريك ليجبه أقفل سماعة الهاتف و أمسك بتيمي وحمله فلن ينتظر الخطوات القصيرة لقدم تيمي الصغير وإلا سيحترق قلبه على توماس .لم يمضي الكثير من الوقت حتى وقف أمام المستشفى مشى بسرعة حتى وقف أمام عيادة إيريك لكنه لم يجد صديقة ووجد زوجته أنطلق الطفل إلى ذراعي أمه المفتوحة وارتمى في أحضانها وهي تقبله بحنان وتبتسم له ثم تقدمت نحو مارتن وقالت
" شكراً لك مارتن لابد انه كان متعب بنسبة لك "
" لا تكترثي ديانا لكن أردت أن اطمئن على صحة المريض توماس ألبرت "
" عليك أن تنتظر إيريك لكن حسبما سمعت أن صحته ستكون بخير وليس معرض للخطر فأطمئن "
في هذه الثناء دخل إيريك ورأى مارتن وعانقه بحرارة لكن مارتن بدا عليه القلق والتوتر فقال الطبيب وهو يحتضن طفله
" ماذا بك مارتن ؟"
" أوه تباً يا إيريك لا استطيع أن إهداء اخبرني عن صحة المريض توماس ألبرت "
" أنه بخير وهو نائم بسلام الآن هل تعرفه؟ "
" اجل أنه صديق قديم عزيز بل أنه كا لأب بنسبة لي "
" أفهم هذا "
لكن بدا في عين مارتن السؤال ما الذي أصاب توماس
" اطمئن لم يكن السيد ألبرت يعتني بنفسه وعندما وصل إلى ارض المطار أصيب بانخفاض قي الضغط فأغمي عليه وأحضر إلى هنا هذا كل شيء "
" هل أستطيع أن أراه ؟"
" بطبع لكنك لن تستفيد شيء لأنه نائم "
لكن مارتن اخذ رقم الغرفة واذهب ليراه ثم قرر أن من حق كاثرن أن تعلم فلو لم يخبرها ستشعر فعلاً بأنها لا تنتمي للعائلة وستفقد معنى الأسرة فخرج إلى الشركة ليصطحبها بنفسه إلى المستشفى فهو يشك بسيطرتها على أعصابها في مثل هذه الحالات دخل عليها المكتب دون استئذان لحقت به كيم لكن بنظرة نارية أوقفها في مكانها رفعت كاثرن رأسها لهما وكانت بالكاد تستطيع أن تركز أشارت لكيم أن تخرج وقالت
" ما الخطب يا مارتن هل هناك شيء؟ "
قال بهدوء
" لقد حضر السيد ألبرت إلى لندن "
" أبي هنا! لكنه لم يخبرني بقدومه؟ "
" ربما أراد أن يتركها مفاجأة لنا "
" وأين هو الآن؟"
" أنا هنا لأأخذك أليه هيا أنه ينتظرنا "
وقفت كاثرن وخرجت معه كانت تريد أن تأخذ سيارتها لكن مارتن جذبها من ذراعها وقادها نحو سيارته وقال
" لا ضرورة من الذهاب في سيارتين "
ركبا السيارة فقالت
" تبدوا غريباً على غير عادتك هل حدث شيء لأبي "
"لا أنه بخير أغمي عليه في المطار عند هبوط الطائرة بسبب انخفاض ضغط دمه "
كادت على وشك أن تتكلم والرعب في عينيها لكن مارتن قال
" انه بخير لقد كنت عنده قبل قليل وسيخرج من المستشفى عندما يستيقظ "
" كيف عرفت هذا قبلي أنا ابنته وأحق منك في معرفة ذلك قبلك؟"
" أعرف ولكن الطبيب المعالج صديقي وعندما كان يحدثني على الهاتف ذكرت الممرضة أسمه فسارعت بالذهاب إلى المستشفى "
" يا الهي ارحمه "
" انه بخير اطمئني "
دخلت كاثرن بهدوء الغرفة تراقب وجه والدها المرهق المثقل بالهموم تنفسه منتظم مسترخي تمام في السرير الأبيض جهاز مقياس ضربات القلب يصدر صوتاً منتظماً اخبرها الطبيب إيريك أنه بخير و لادعي للقلق وقرب لها كرسي لتجلس ثم خرج مع مارتن . أتت فكرة إلى رأس مارتن فاستحسنها وخرج من المستشفى .

فتح توماس عينيه ونظر في عينين خائفتين قلقتين قالت كاثرن بهمس
" هل أنت بخير؟ "
" أجل "
" بماذا تشعر يا أبي"
ضحك والدها وقال
" أشعر باني طفل مدلل "
ابتسمت برقة وقالت
" عندما تخرج سيكون لي حساب آخر معك "
عندها دخل الدكتور إيريك بمعطفه الأبيض وهيأ له وضع السرير ليساعد توماس على الجلوس وقال
" كيف حالك سيد ألبرت ؟"
" أنا بخير شكراً لك"
" ممتاز لقد كتبنا لك خروج من المستشفى يا سيد ألبرت لكن عليك أن تعتني بصحتك فأنت ضعيف هزيل وتجهد نفسك ومن تحليل دمك فأنت تعاني من أنيميا حادة ونقص كبير في الفيتامينات "
قالت كاثرن
" لا تقلق دكتور سأجعله يخضع لبرنامج غذائي مكثف "
ضحك الدكتور وقال
" أود شكرك آنسة ألبرت على صنيعك مع تيمي كان يتحدث عنك بانفعال شديد دون أن يتوقف يبدوا لي أنه أحبك "
" تيمي ؟"
" أجل أنا هو والد تيمي"
ومد يده يصافحها فصافحته وهي تقول
" أهلاً سررت بلقائك"
"أتمنى أن ذلك الصغير لم يضايقك "
"لا أبدا على العكس تماماً لقد سعدت بتعرف أليه "
" حسناً سأترككما لوحدكما قليلاً لا ترهق نفسك سيد ألبرت "

خرج الدكتور من الغرفة لكن امرأة جميلة فاتنة اندفعت من الباب ولم تكن إلا ألفيا أحاطت بذراعيها عنق زوجها توماس وقالت
"تومي هل أنت بخير؟ "
"أنا بخير يا ألفيا "
فعانقته مرة أخرى وهي على وشك البكاء
" أنا آسفة يا عزيزي لقد أخطأت بحقك "
ظهرت السعادة على وجه توماس ومد يده إلى خد زوجته مداعباً لها بحنان وقال
" لا بأس يا حبيبتي فأنا لم أأت إلى هنا إلا لأني اشتقت إليك؟ "
غرق كل منهما في تأمل صاحبه بعد أيام الهجر والحرمان .اندست يدٌ قوية تحت ذراع كاثرن التي كانت على وشك البكاء لمشهد أبويها نظرت خلفها لترى مارتن يبتسم لها ويشير لها بإيمائه من رأسه أن يتركا توماس وزوجته يسويا الأمر لوحدهما أطعتها كاثرن وخرجا بهدوء وأغلقا الباب مشت كاثرن بجانب مارتن في صمت وهي تشعر بصداع في رأسها
"كاثرى !"
التفتت كاثرن أليه بأجفانها الناعسة المثقلة بالدموع غير قادرة على الكلام فقال
" تبدين متعبة جداً ؟"
" لا أنا بخير"
" هل أأخذك إلى البيت؟ "
"لن أخرج من هنا قبل أبي "
" أفهم هذا ولكن... "
"أرجوك يا مارتن ليس لدي رغبة في الكلام "
أطل الدكتور إيريك عليهما وقال
" آنسة ألبرت أحب أن أعرفك على زوجتي ديانا "
تبادلت المرأتان التحية وتيمي يبتسم بمكر لمارتن ترى ما لذي فعله هذه المرة أما كاثرن فجل ما تفكر فيه الآن الخروج مع أبيها لتتمكن من النوم مطمئنة سألت
"متى سيخرج والدي يا دكتور ؟"
"الآن سيخرج لكن انتظرونا فقد أنتها عملي أنا وزوجتي وسنخرج سوياً "
أوه لا هذا ما كان ينقص كاثرن إن الدكتور وزوجته لطيفان جداً لكنها لا ترغب في دعوة عشاء كل ما هي بحاجة إلية هو النوم فقط نوماً عميقاً هادئاً يعيد الحياة إلى جسدها الهالك بقيت كاثرن واقفة تسمع لحديث ديانا ومارتن حتى أتى الدكتور إيريك وهو يمشي بجوار الزوجين . نظرت كاثرن إلى والدها وهو يحيط كتفي زوجته بذراعه بينما لفت أمها ذراعها حول خصر توماس وكان كلاهما يبتسم لها .نعم هكذا كانا دوماً زوجين مخلصين وفيين متحابين قالت كاثرن لهما
"حسناً هل أنتما مستعدان ؟"
لكن والدها تكلم
" لن نخرج معك يا عزيزتي فالإرهاق واضح على وجهك والأفضل أن تذهبي لترتاحي"
" ألن تقيم معي ؟"
فقالت ألفيا
"وأين ذهبت أنا لقد اتفقنا أن يقيم معي الليلة "
"حسناً لكنكما ستقيمان معي غداً "
فهز والدها رأسه رافضاً ومد يده الأخرى ليضعها تحت ذقن كاثرن ويقول
"نريد أن نكون لوحدنا هذا الأسبوع هل تمانعين "
ابتسمت كاثرن وقد أدركت مغزى كلام والده فاقتربت من أبويها حتى لا يسمعها أحد سواهما وقالت
" إن كنتما تريدان أن تعيدان شهر العسل والأيام الخوالي فلا بأس ولكن لا تنسيا أن لكما ابنة عمرها أربعة وعشرون عاماً "
ضحكوا جميعا ً عانقت أبويها و وتمنت لهما يوماً سعيداً فأقترب مارتن منهما
"إذاً على الأقل أسمحوا لي أن أوصلكما "
"كلا سنذهب بسيارة أجرة "
أعترض مارتن
"لكن ..."
قال توماس مستخدماً أسلوبه القديم يوم أن كان مارتن يعمل معه في شركته
"هذا أمر "
أبتسم مارتن عندما أثارت هذه الكلمة ذكرياته فمد يده وأعطاهما مفتاح سيارته فقال توماس
" ولكن كيف ستعود أنت و كاثرن؟ "
" أنا لا أتوقع منك أن تقف في الشارع لتنتظر سيارة أجرة "
"ولكن ..."
هذه المرة قاطعة مارتن مقلداً
"هذا أمر "
فقال الدكتور إيريك
" لا تحمل همهما سيركبان معنا "
قالت كاثرن محتجة
"أنا لا أستطيع ..."
قاطعتها ديانا
"أرجوك يا كاثرن لا تعقدي الأمر كما أننا سنتشرف بإيصالك خصوصاً وأن تيمي لا يتوقف عن ذكرك "
ابتسمت كاثرن برقة للزوجين وابنهما وتمنت لهما من أعماق قلبها السعاة . خرج الجميع من المستشفى وقادت ألفيا سيارة مارتن مبتعدة بزوجها إلى عالمهما السعيد في حين اتجهت كاثرن مع مارتن إلى سيارة الدكتور إيريك صعدت كاثرن في المقعد الثاني وصعد مارتن جانبها نظرت إليه ديانا لقد كانت تريده أن يكون بجانب زوجها غمزها إيريك بعينه وهو يجلس خلف المقود فتبسمت وجلست بجواره وتيمي بجانبها. خلال الطريق نام تيمي الصغير وكذلك كاثرى لم تشعر بنفسها إلا وقد نامت ومال رأسها على كتف مارتن حرك مارتن ذراعه بلطف بالغ وأحاطها بنعومة وكان إيريك يراقبه من خلال المرآة حنا مارتن رأسه وقبل رأس كاثرن برقة فقال إيريك بهمس حتى لا تستيقظ كاثرن
"أنت تحبها يا مارتن ؟"
قال بألم عاشق
"نعم "
"من كان ليصدق أنك وقعت في الحب ؟"
أبتسم مارتن له هو نفسه لم يكن يصدق هذا فقد كان يكره النساء ولا يثق بهن لكن موازينه قلبت رأساً على عقب كاثرن مميزة وليست ككل النساء أنها شيء مختلف تماماً ...



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 05-28-2015 الساعة 07:55 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية (من أجلك) ~ مكتملة roxan anna روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 38 09-14-2015 06:50 PM
رواية عشقتك من جنوني ~ مكتملة ウシイオ..❆ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 03-03-2015 03:48 AM
أسيرا الوهم /كاملة ميسااكي روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 13 11-25-2013 08:11 PM
رواية ( ليس عدلا ان تجدني دائما مصدرا لسعادتك فتستهلك سعادتي ) بقلم : hnoosh.s طيف امرأه أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 07-10-2012 11:29 PM


الساعة الآن 05:46 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011