عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

Like Tree9Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2015, 03:23 PM
 
مذكرات طفلة في الأربعين....!!!

مذكرات طفلة في الأربعين



في هذه الزاوية غير الضيقة من الحياة.. تستدعي طفولتها على الورق، تفتح صندوق ذكرياتها الذي يعلوه الغبار ويسكنه الألم، ما تَكتبه ليست ثرثرة، بل محاولة
شفاء قلب طفلة في الأربعين!

حينها أدركت من تكون!
تربَّت في بيت تملؤه القسوة، تفوح منه رائحة الغضب، تستيقظ على الصراخ والشتائم، تنام في خوف على أمل أن يكون الغد أقلَّ بؤسًا من الأمس.

أمنية.. طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام، لم تنعم قطُّ بطفولة حقيقية، نشأت في عائلة لم تكن غير مستقرَّة، ليس هذا فقط، بل تعاني من مشكلات حقيقية مع الذات، وعدم تقدير نعمة الذرية، الجميع في هذا المكان الذي يُطلق عليه "منزل"، يَصرُخ غاضبًا وهي لا تعلم لماذا؟ لذا كانت تعتقد أنه أمر يَفعله الكبار عادة، بل يُسمَح لهم بممارسة سلطتهم بكل عنْف، خاصة مع الصغار!

تعيش مع أمِّها وإخوتها في المنزل، أما الأب فكان يَمتلك منزلاً آخرَ، لذا هي تراه بين فترة وأخرى، لا تشعر بشيء تجاهه، كانت تُجبَر وإخوتها على الذهاب معه وسط تهديدات الأم له بإرجاعهم في الوقت المحدَّد، كانت تُحاول استيعاب سبب وجود هذا الرجل الذي يقالُ: "إنه والدها"، في منزل آخر مع امرأة أخرى وأطفال آخرين هم إخوتها أيضًا!

الأمر الذي ما زالت تَذكره أمنية أنها كانت تميِّز منزل والدها بأرضية البلاط المغطَّاة باللون الأبيض والأسود، الذي كانت تَكرهه بشدة، بمجرد أن تستيقظ وترى تلك الألوان تعلم أنها ليسَتْ في منزلهم الحقيقي فتَبدأ بالبكاء من شدَّة الخوف، كانت تستيقظ وتغلق عينيها بسرعة، وتبدأ بالدعاء أن ترى سجادة منزلهم الملوَّنة وتسمع صراخ أمِّها، بدل المكان الموحش الذي يعيش فيه والدها.

بدأت تسمع كلمةً تتردَّد باستمرار في منزلهم: طلاق، امرأة مطلَّقة، محاكم... وكانت والدتها دائمًا تردِّد عليهم: إن اضْطُررْتُم للذهاب للمحكَمة وخيَّروكم بيني وبين والدكم فقولوا: نريد العيش مع والدتنا، حفظت أمنية الدرس جيدًا، وكبرت وهي مستعدة لهذا اليوم، ولأن الجميع مِن حولها كان يعاني مشكلات مُشابهة؛ كانت تعتقد أن الطبيعي أن يكون لدى كل أسرة منزلان، وأن كلمة طلاق تعني رجلاً وامرأة متزوِّجَينِ، ويعيشان في منزلين!

حين دخلت المدرسة كانت تعاني من عدم وجود شخص كبير يهتمُّ بتعليمها، فاضطرَّت أن تَعتمِد على ذاتها في استيعاب دروسها دون مساعدة الأم لأنَّها أُميَّة، والأب لأنه غير موجود معهم.

في سنِّ التاسعة، في المرحلة الابتدائية، دخلت المُشرفة الإدارية الصفَّ الذي تدرس فيه أمنية، ولم يكن لديهم أي معلِّمة، الفوضى كانت تعم المكان، أمرت الطالبات بالهدوء لتستطيع التحدُّث لم يعرْنَها انتباهًا، فجأة صرخت بصوت عالٍ: بنات.. من منكنَّ والداها مطلَّقان؟
أمنية - لا شعوريًّا - وبكلِّ حماس، والابتسامة ترتسم على وجهها البريء، رفعت يدَها فوقُ لتراها المشرفة.

عمَّ الهدوء الفصل وكأن المكان تحوَّل إلى مشهد صامت، استدارت أمنية لترى زميلاتها وهي على يقين أنهنَّ متشابهات، رأت تلك النظرة في أعينهنَّ جميعًا، كانت المفاجأة أنها الوحيدة التي ترفع يدها في الفصل! وما زالت تلك النظرة تلاحقها في كل اتجاه في الفصل!

دهشة مُزجت بشفقة وحزن.
في ذلك اليوم، في تلك اللحظة التي توقَّف فيها الزمن، انحدرت دمعة ساخنة على وجنتَيْها، عرفت بطريقة غير مناسبة أنها مختلفة، أدركت أن الطلاق لا يعني أسرة، بل أفرادًا مشتَّتِين كبارًا وصغارًا، وأن الحياة الطبيعية لا يُفترض أن تكون كما تعيش هي، أدركت تلك الحقيقة التي لم تتهيَّأ لها يومًا، أمر مُؤسِف أن تَشعُر طفلة في سنِّها بكل هذا الألم والخوف في ذات الوقت، بل ليس من الإنصاف أن تُدرك هذه الحقيقة المؤلمة أمام أشخاص لا تقوى على التعبير عن ألمها أمامهم.

كبرت أمنية، ظلَّت طفولتها حبيسة في الداخل، اتَّخذت قرارًا - دون أن تَشعُر - أن تجنِّب نفسها خوض تجربة منزلين، مرَّت السنوات سريعًا، واليوم أصبحت: طفلة في الأربعين!

كم من عائلة ساعدت أبناءها على تخطِّي أزمة الطلاق؟ الطلاق يَحدُث، ومِن حقِّ الأزواج الاختيار، ولكن أليس من الواجب تهيئة الأبناء لهذا الظرف الصعب بشكل مناسب قبل خوضهم معترك الحياة؟! ولماذا على الأم والأب أن يُحوّلا المنزل إلى حلبة مصارعة بسبب الطلاق؟! لمَ لا نرى طلاقًا متحضِّرًا في مجتمعاتنا العربية؟! وهذا ما يَستدعي من الآباء الاهتمام المضاعَف بالأبناء، وتفهُّم احتياجاتهم أكثرَ خلال هذه المرحلة من حياتهم، ليت الآباء والأمهات يعون أنَّ الطلاق ليس فقط تشتُّتَ الأبناء وحرمانهم مِن أبسط حقوقهم: "الشعور بالأمان"، بل هو ألم بَشِع!

متى يعون أن ذلك الجرح مهما كبروا سيُرافقهم مدى الحياة؟!












م\ن






__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #2  
قديم 04-26-2015, 05:53 PM
 
السلام عليكم
كيف حالك؟
الطلاق سببه على الأكثر مشاكل بين الزوجين او بين عائلة الزوج والزوجة
ودائما يروح فيه الأطفال ضحايا ...
مشكلة هذي الطفلة ليست بالجديدة
المعظم عند طلاق والديه تنقلب حياته رأسا على عقب
اما يروح لأصدقاء سوء نتيجة عدم الإهتمام
او انه تتغير نفسيته وتصرفاته
في كلا الحالتين الغلط من الابوين
لازم قبل اي خطوة يفكروا شو مصير هالأطفال اللي معهم!
وكيف بعيشون حياتهم
خصوصا ان هالزمن مو زمن رحمة
مافي احد يرحم احد والطلاق عندهم شي عظيم وان هذا الشخص اكيد فيه شي غلط من كذا تطلق
فكرة المجتمعات الخاطئة دمرت ناس كثير..
لكن لمتى هذا الجهل المخفي بإسم العلم والتطور !
__________________


[/I]
CENTER]سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك [/CENTER]

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اللهم صل على محمد وعلى آله

ربي اغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات ...


وحتى من مات في هذه اللحظة
اعتقد بأنه مازال لديه متسع من الوقت في هذه الحياة !
فقط انتبه للحظات حياتك وساعاتها ولاتهملها
[/CENTER
G]
  #3  
قديم 05-08-2015, 12:44 AM
 
ما ان يقرر الوالدان الطلاق كحق طبيعي يمارسانه

حتى يتحول الابناء الى اداة حادة تستخدم ليخضع كل طرف الاخر كهذا هي اغلب حالات الطلاق


لذلك على الجميع ان يجعلوا خيار الارتباط اكثر عقلانية و يخضع لدراسة دقيقة حتى لا يقع اي منهم في هذا الفخ


موضوع جميل

يعطيك العاية

__________________
هو فراغك أنت ما يرعبك في دويِّ الغياب لا خلوّ المدى من الحاضرين



إن معظم هذا الشقاء الذي جاء إلى العالم، حلّ بسبب الارتباك، والأشياء التي تركت دون أن تُقال!



إما أن تكتب شيئا عبقريا مختلفا ، أو لا داعي لأن تكون كاتبا أصلا ...العالم مليء بالتقنيين والعمال الذين يعيشون حياة سعيدة..





ask


  #4  
قديم 05-23-2015, 10:09 AM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك أخي الغالي أتمنى أن تكون بخير
أولا أحب أن اشكرك على هذا الموضوع الرائع الذي جعل عيني تدمع من أجل طفلة صغيرة تحملت ذنب لم تكن هي السبب فيه
للأسف الشديد نحن نعيش في مجتمع أغلبه لا يهتم بالطفل و إحتياجاته
أجمل شيء موجود بالطفل و براءته التي للاسف الشديد بعض الناس لا يتهتمون بها
أنا مع الطلاق عند الضرورة القسوى و لكن في بعض الأحيان يتحول الطفل الصغير الى وسيلة للضغط على الطرف الثاني و هذا سيؤذي الطفل الذي من حقه أن يعيش في جو مستقر و آمن
أنا حقا سعيدة بموضوعك هذا و اتمنى أن تصل رسالتك للعالم كله
__________________
💓Best Friends




  #5  
قديم 05-23-2015, 10:14 AM
 
ما أروعك!
بالفعل أعجبتني طريقة تفكيرك
لاسيما طريقة سردك للأحداث
تحياتي لعبقريتك الأدبية
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة هامة لكل من تجاوز سن الأربعين ....... jehan1970 مواضيع عامة 0 10-24-2014 07:02 PM
شرح الأربعين حديثا النووية نسمة قلب نور الإسلام - 27 11-01-2013 12:26 AM
&& فتاة الأربعين... && قارب الغروب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 05-13-2010 01:06 AM
~~ ليلة ُ السابع بعد الأربعين ~~ الموناليزا سراب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 12-17-2008 03:48 AM


الساعة الآن 06:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011