السلام عليكم و رحمة الله , شكرا لكل من ساندني و علق على قصتي هذه أنا ممتنة لك لمن رد علي و أسفة لتأخري نظرا لظروفي القاسية , الأن لن أدعكم تنتظرون أكثر فقد جلبت الفصل  سأذكر ملخصا صغيرا للقصة ,لوتس فتاة مسلمة و محجبة هاجرت من بلادها التي أصابتها الحروب و ذهبت لتعيش باليابان حيث يعمل والدها و نظرا لغيا لوتس على المدرسة سنينا أدخلها والدها مدرسة راقية , كون لوتس مسلمة و محجبة لاقت نظرات ثاسية من الطلاب هناك , و لأجل الصدف شلة يوغي كاملة تدرس بتلك المدرسة فمجموعة يوغي بقصتنا هم طاقم تمثيل مسلسل ملك الألعاب ,أي أنهم ممثلون هنا , و بين هؤلاء الممثلين وجد أتيم التي تكن لوتس لها مشاعر حب دفينة إثر أعاجبها الشديد لها من المسلسل , لكن نظرا لأخلاقها و إسلامها و على عكس الفتيات وضعت لمشاعرها حدود قوية أغاظت مالك القرمز كثيرا و خصوصا بعد أن أجبرت على الجلوس بجانبه , لم يكن أتيم ممثلا عاديا , بل له جانب غامض لم نعرفه بعد , يبدو ملاحقا من جهة ما , فهو أيضا متأخر عن دراسته كثيرا , و يبدو أنه من فترة طويلة لم يدخل عالم البشر الحقيقي, غير ذلك الوشم الغريب و المريب الذي حفر على ظهره بالقوة , تعرضت لوتس لاضطهاد من قبل بعض الشبان و تم خلع حجابها , لكن شلة يوغي التي أصابها الفضول لتعرف هوية لوتس ساعدتها و حمتها , فما الذي يخفيه أتيم و من هو ؟ و ماالدرو الذي ستلعبه الفتاة المسلمة لوتس , التي أثارت تعجب الجميع ليتعرفوا عليها و أيقظت حقد البعض و كرههم لها . لنتابع....  الفصل 2 - إنسان غارق بمتاهة الحيرة - الجزء الثاني
انتهت الحصص و انصرف كل منهم لمنزله , أما لوتس فقد طلبت من والدها اصطحابها من المنزل فهي غير قادرة على السير وحدها جراء صدمتها السابقة , قال لها سيتأخر , لم يكن لدى الفتاة مانع أبدا بالبقاء بالمدرسة , فمجموعة يوغي بالإضافة لآتيم ظلوا بالثانوية , فقد دعاهم كايبا للعشاء عنده احتفالا بعودة موكوبا , غير هذا هناك المسؤولة عن التنظيف العام تجول المدرسة مع أن الطلاب مسؤولين عن التنظيف , لكن تبقى غرف الإدارة و المدرسين و مجموعة من الغرف الأخرى
جلست لوتس على الأرجوحة باساحة السفلى تنتظر والدها بصمت و حزن تفكر بما حصل لها اليوم وبدفاع أصدقائها عنها, قاطع أفكارها و جلوسها الصامت صوت من الخلف , هادئ و قوي , ما كانت لتخطئه يوما
.... :" مرحبا ! " //تحدث معها بالإنكليزية فلم تجبه //
" قلنا مرحبا , السلام لله يا فتاة " تكلم باللغة العربية
]ردت لوتس بغير وعي :" أهلا !! " // ظلت لحظات شاردة , ثم فجأة ضربت الصاعقة بدماغها // " السلام .. لله .. يا فتاة !! , هل هذا ما قاله !؟ "
تكلمت بالعربية متعجبة فأجابها وقد ظهر بوجهها مما أرعبها
لوتس :" هاء , آتيم !! , أنت ...أنت تتكلم العربية !!" خاطبته باللغة الإنكليزية
آتيم :" لابد أنك تتخيلين " قالها مستفزا باللغة الإنكليزية
أعادت لوتس نظرها للأرض تخفي خجلها من غبائها و من التقاء أعينهما :<" كم أنا غبية لا يمكن له أن يتحدث لغتي ">
آتيم :" حدثيني !"
لم تحدثه ظلت صامتة غارقة بأفكارها مما أغاظ مالك القرمز كثيرا
آتيم :" لن تتحدثي!! !"
قالها و قد رفع حاجبا و أنزل الأخر بغضب , منتظرا إجاب و الفتة تتأرجح بعالم آخر
آتيم بحنق : لا بأس سأجبرك على التحدث "
// استغربت لوتس من كلماته لكنها صممت على موقفها //
لم يجد خيارا آخر , أخرج من جيب سترته دفترا أسود مرقطا بالأبيض عليه فتاة جميلة ترتدي فستانا ومعها قطة , تعلق به حمالة أرنب صغيرة , مكتوب عليه " مذكراتي
توسعت عينا لوتس عندما رأت دفترها بحوزته , استقامت بدهشة و مدت يدها نحو الدفتر لكنه رفعه من يدها و بدأ يتراجع
آتيم باستفزاز يضحك:" هذا الدفتر غال لديك , ألست محقا؟ "
لوتس :" أعده إلي , لا تستفزني " قالتها بدموع طفولية
آتيم :" إن أردت استعادة هذا الدفتر ستُكلميني !"
توقفت عن اللحاق به و أشاحت بوجهها للطرف الأخر :" لا , لن أفعل بأي حال أنت لا تعرف لغتي " قالتها بتحد
نظر لها مالك القرمز بحيرة لحظات , ثم انتابته نوبة جنون عظمة و تحدث بلسان الضاد
آتيم :" أتتحديني يا فتاة !؟"
توسعت عينا لوتس بسماع صوته العربي مجددا :" أعد ما قلته !"
آتيم :" هذا الدفتر مكتوب باللغة العربية و لأحبط من معنوياتك و أكسر من عجرفتك , أستطيع قرأته و نشر كل شيء داخله على شبكة المدرسة و حسب ما كُتب عليه , هو دفتر مذكرات ,أي أن أسرارك كلها بحوزتي"
توسعتعينا لوتس صدمة و إدراكا للواقع , ركعت أرضا مذهولة لتكتمل تعاستها و هرم الفرعون الشجاع بعقلها بدأ بتدهور , أما هو فقد انتابه الحزن لمظهرها فهو بالطبع لن يفعل شيئا يؤذيها لكنها تستحق هذا برأيه
لوتس :" ماذا تريد ؟ " قالتها باستسلام
آتيم :" هيا فلنجلس بالأرجوحة" قالها بابتسامة نصر !! أغاظت ذات الزمرد كثيرا
ذهبوا للحديقة التي بها ألعاب و جلسوا بالأرجوحة , كل منهم بأرجوحة
لوتس بلئم :" جلسنا ماذا بعد ؟!"
آتيم :" من هو الله !!"
التفتت له لوتس فجأة بأعينها الزمردية :" عفوا !! "
آتيم :" من هو الرب و من هو الله و من الهوه أيضا !! ما الفرق بينهم و أين الإله راع و بوذا أيضا البقر و الجرذان و الطبيعة و النار , ما الذي يحرك هذا الكون , أين مقر كلمة الإله في كل هذا ؟؟ " قالها محتدا ....
توسعت أعين لوتس أكثر فأكثر :" ماذاااااا ؟!"
آتيم شعر بالخجل من نفسه :" لما تنظرين إلي هكذا? "
لوتس:" ..... " و قد ظهرت فوقها ألاف التعجبات و الأسئلة المحيرة فالصدمة كانت عملاقة , وضعت يدها تحت ذقنها تفكر
آتيم :" هي أنا أكلمك " قالها و قد ظهرت نقاط الغضب فوق رأسه و بدأ صبره ينفذ , انفجرت لوتس بوجهه
لوتس :" ماذا تتوقع بعد سؤالك هذا ؟ !, أغني و أصفق لك !؟؟؟ "
آتيم :" هل تستهزئين بي؟ !"
لوتس تنهدت :" لا لا ما هذا مقصدي , لكن لا أعرف ما الذي خطر لك ؟ هل حقا لا تعرف من هو الله أو الرب أو إله الكون الأوحد ... ؟ "
آتيم :" تتكلمين عن راع ... !؟؟ "
لوتس :" هل دينك هو الفرعونية مثلا ...؟. " قالتها تسخر منها لكن ما علمت أن ملامح آتيم التالي ستكون القاضية ...
آتيم :" أمم ..... كيف عرفت ؟! , لا يمكن لأحد معرفة هذا من مسلسل تمثيلي فحسب "
لوتس :إذن أنت تعبد الشمس !؟ " قالتها بصدمة
آتيم :" إله الشمس !! " قالها متحديا
لوتس :" ما الفرق ؟؟ " قالتها ببساطة
آتيم :" لا فرق أعتقد ... اسمعي سأجيبك بصراحة , لقد قرأت بعضا من مذكراتك ؟! أو أو لنقل كلها " قالها يضع يده على رقبته بخجل
توسعت عينا لوتس و صرخت :" قرأتها ؟! "
أومأ آتيم بخوف يخفي وجهه بالدفتر , تنهدت لوتس و ظهر اليأس على وجهها
لوتس :" قرأت كل شيء عن سيرتك الذاتية و حللت شخصية الفرعون , لما لم أجد ما يخبرني أنك تتكلم العربية !؟"
آتيم :" أن والدي من أصول عربية لكن أبي خرج ليعمل باليابان بسن صغيرة فنشأ باليابان متنقلا بين مصر و اليابان حتى تعرف على والدتي و تزوجا هنا باليابان , لكن هذه المعلومات ,أكره أن أخبرها لأحد و ما كنت اريد أن تعرفي لكن تصرفاتك دفعتني للجنون , منذ دخلت حياتنا, أنا جاد بكلامي, فانا ضائع بمتاهة مالها نهاية , لم أعرف من أجيب و من أُلبي , بحثت في الشبكة العنكبوتية والكتب و كل شيء لكن لم أفهم شيئا ... أنهم يخلطون كل شيء معا ... "
كل كلمة يتفوه بها مالك القرمز تدفع بفتاة الزمرد للهاوية أكثر , قررت أخذ نفس عميق و الإجابة عن تساؤلات ما كانت تتوقع يوما أن تُسأل بها ...
أخرجت فتاة الزمرد زفيرا قويا و شعرت بابتسامة تعلو وجهها ,أغمضت عينيها و سرحت بخيالها تحدثه
لوتس :" من هو الله ؟؟ ... تسألني؟؟ ... "
آتيم :" أم و من هو ... "
لوتس بابتسامة : لا داعي لتعيد.... سأجيبك و أتمنى أن تفهم على كلامي "
أتيم : " أنا أصغي "
لوتس : " برأيك ؟ كيف صُنع الكون "
آتيم :" زهرة اللوتس كانت تحوي خالق الكون و ماحي الظلام "
لوتس :" أجل هذا صحيح لكن هذا حسب ظنونك و إيمانك بحضارة الفراعنة , لكن أجبني هل ترى لحضارة الفراعنة آثر ؟ ألم تسمع أنهم أسموها أساطير؟ أن أعرفك على الله شيء صعب جدا , قد لا تقتنع به ببساطة , فإن كنت ذاته الفرعون الذي مثلت شخصيته فأشك أنك ستلتفت لآراء الأخرين عن الدين و المبادئ "
آتيم :" الفرعون شخصية مثلتها فحسب "
لوتس :" أنت تقول ان الشمس هو الإله الأوحد و هو راع التنين المجنح راع !! "
آتيم :" هذا تجسيد له .. "
لوتس :" لنرى ... ما فكرتك عن الإله الأوحد بغض النظر عما تعبد "
آتيم :" على الإله أن يكون قويا , قادرا و خارقا , عليه أن لا يعجز عن شيء , عليه أن يكون قويا مع أعوانه ... "
لوتس :"أعوانه ! , أتظن أن للإله الأوحد أعوان !؟ "
آتيم :" نعم و إلا سيتعب و قد يتدمر العالم, إن لم يكن هناك أحد يحرس العالم و هو غاف , لكن قرأت أن الناس تعبد النار , و تعبد البقر ,منهم من يعبد إنسان قد مات مثل بوذا , أنا لم أقتنع , لأأن النار تدمر و تأكل كل شيء حتى المياه تطفئها , و المياه تتبخر بالحرارة بالمقابل, كما أن إنسان من اكتشف النار , بوذا مات , كيف له أن يكون إله؟ , البقر و الجراذين هي مجرد حيوانات , مسيرة بأيدي البشر يمكن قتلها, أكلها , استخدام جلودها ما الإلوهية بالموضوع؟؟ , أما لننظر لراع سنراه إلها قويا عال بالسماء لا تلمسه يد و لا تقدر عليه و ينوب عنه القمر في الليل الإله ثوث "
لوتس :" من اسمى الألهة عندكم , ألهة الجمال و العذاب و الاكتمال , من حفرهم ؟؟ "
آتيم :" بالطبع نحن !! "
لوتس :" إذن ألا يوحي لك هذا بنفس أمر النار , أنتم من ابتكر الألهة و صورتموها من أناس قد ماتوا , ألفتم أشياء بمخيلتكم و أسميتموها ألهه "
آتيم :" نعم لكن إلهانا الأوحد راع "
لوتس :" ماذا تفعل الشمس للبشر؟ , هل تراها تطعمهم؟ , هل تراها تحرسهم؟ , هل تراها لا تغفى ؟ , هل تراها تنزف؟ , أو تخلق بشر و نبات "
آتيم :" نعم , هي من يخلق النبات من الأرض "
لوتس :" النبات كان بذرة قبل أن ينمو بفضل الشمس لتساعده... على سيرة النبات , من أين تأخذ البذرة ؟ , من ثمرة الفاكهة صحيح ؟ "
آتيم :"أم "
لوتس :" و البذرة تدفنها بالتراب , وتضع لها الماء , ثم تترك حشرات الأرض لتغذية النبتة و تسقيها باستمرار , تضعها بأي ضوء لتنمو , أي ضوء اصطناعي دافئ , أي أنك أنت من يعتني بها لتنمو و لا تخلقها الشمس .... "
آتيم بصدمة:" إذن أنت تظنين أن البشر هم الألهة ؟!"
لوتس :" خُذ سكينا و اقطع شريانك بها , تراها تنزف و إن لم تقطع الدم ستموت , نسمة هواء قد تقتلك , لدغة حشرة قد تقتلك , أي شيء بسيط قد يقتلك أذن أنت إله ؟! "
آتيم :" صمت "
لوتس :" من أين أتت الشمس؟ , من أين أتى القمر؟ , كيف نبت الزرع ؟, من أين أتى الماء؟ و من أين أتت الغيوم؟ "
أتيم :" لكل شيء معادلة فيزيائية "
لوتس :إذن لا وجود للإله أهذا مقصدك ؟ "
آتيم بحيرة يفكر:" لا لابد من إله , لابد من أحد يسير العالم كما يفعل الفرعون , الحاكم أو الرئيس "
لوتس :" أمسكنا طرف الخيط , لابد ممن يسير الكون , الماء , الهواء , التراب , النار , الشمس ,القمر , الفلك النجوم , الشجر , خلق أدم .
دون الذرات و اتحداها لا وجود للكون , كيف أتت تلك الذرات و كيف تشكلت ؟؟ من وضعها و من خلقها ؟؟ , من صنع المبادئ و من أدارها ؟؟ , تأمل بكل هذا ستجد الجواب , ستجد بين طيات و أعاجيب هذا الكون أشياء لا تخطر على بال سأثبت لك أن الشمس ليست الإله و أنها مسيرة فحسب كما حال الذرات و غيرها"
أخرجت لوتس من جيب حقيبتها كتاب العلوم , و أظهرت صورا عن الكون بين صفحات الكتاب , أرته أن الشمس لا شيء مقارنة بالثقب الأسود , مقارنة بالنجوم الأخرى , مقارنة بالمجرات , توسعت أعين آتيم دهشة و غرق بروعة تلك المشاهد
لوتس :" افتح التلفاز و اطلع على الكون , ستجد لكل شيء معادلة فيزيائية صحيح , لكن برأيك من جعل هذه المكونات الفيزيائية تتحد ؟ , من أعد المؤهلات لتتحد بهذا الشكل حصرا ليخرج الماء و النار؟
آتيم :" قد يكون لها روح وحدها "
لوتس مرح ضحكت مسايرة بساطته :" ما كانت النار لتشتعل بيد البشر لو لها وعي , ما كانت احتاجت مصدرا لتبدأ , تلك الذرات و التفاعلات و الغازات , ألها معادلة فيزيائية أيضا؟ , العناصر المعدنية , العناصر المائية اتحدت معا لتشكل الماء , المطر نزل من السحب ليحمل الحديد , لكن كيف ؟ كيف وصل الحديد للماء؟ , الاوكسجين مصدر حياة الإنسان , من سخره بهذا الشكل حصرا ليكون أوكسجينا .
أعضاء الجسد , حركة مفاصلك و يدك , كيف تحركها ؟, جرب فقط الضحك ستستعمل أكثر من 30 عضلة , إن تشنجت عضلة توقفت حركة فمك تماما أليس هذا ما تعلمناه ؟ , بالطبع لها معادلة فيزيائية , لكن إن حصل خلل بحركة واحد بأجزاء جسدك من أكبرها لأصغرها , قد تصبح مقعدا للأبد , قد تفقد بصرك , قد يتوقف قلبك ثوان و بهذا الثوان ألاف خلايا الدماغ تتدمر , من خلق النوم و الطعام للجسد ليعيش , من البداية , كيف أنت حي و تتكلم إلي؟؟ "
آتيم :" كلامك معقد ... جدا رغم روعته و معناه العميق , لكني لا أفهم !! "
لوتس :" وراء كل هذا أحد واحد فقط و هو الرب , الله , الهوه , الإله الأوحد , كلهم مرادفات لواحد فقط , "
آتيم :" أين هو , أين مساعديه لأحدثهم ليساعدوني " قالها ببساطة
ضحكت لوتس مجددا :" أنت قلت أن الإله يجب أن يكون خارقا , لا يعجز عن شيء , نعم الرب هو كذلك الله , الرب , الهوه , الإله الأوحد , هو واحد فقط , لا أعوان لديه و لا أبناء , لا تحتاج لأحد لتحدثه , أنت ذاتك تستطيع فتح باب بينك و بين الله "
آتيم بصدمة :" كيف يعقل هذا ؟ "
لوتس :" انظر لحال البشر , لما نحن مشتتون ؟, لما نحن متفرقون؟ , لما بعضنا له مراكز و بعضنا لا , لما من يملك القوة تُجبر الضعيف أن يعيش بالذل و الفقر و المهانة؟ "
آتيم :" الكل يتصارع لأجل القوة و القمة , "
لوتس :" نعم! إذن ماذا لوكان للكون أشخاص خلقته ؟"
آتيم :" ماذا ؟! "
لوتس :" حدق بحال البشرية , تأمل بكل زاوية , أنت مثلت أحد أروع المسلسلات لتي حملت معاني كثيرة , قلت بذاتك بالمسلسل , أنا لست إله "
آتيم :" بالطبع لم أعترف بأن الفرعون هو الإله , فقد مُت بالنهاية , و أيضا تم خداعي من قبل عمي بالمسلسل , كنت أداة مع الجميع , يحركها عمي ,"
لوتس :" لو كان للقمر ذات و للشمس ذات و للطبيعة ذات , هل برأيك سيرضون جميعهم , بأن يبقوا على حالهم ... سأترك لك هذا السؤال لتجيب عنه وحدك , سأعطيك الوقت , و سنجلس مجددا نفس الجلسة و سأسألك هل عثرت على جواب ؟! أصغي لكل نبضة ينبضها قلبك ستجد الله , أنظر لحركتك وكلامك ستجد الله , انظر لكل شيء حولك ستجد الله , اصغي لصوت جوارحك و ضميرك فستجد الله أيضا "
آتيم :" حسنا , كلام جميل إذن حسب كلامك , دور الأديان السماوية , هو الدعاء لله , الهوه , الرب الأوحد وأنت تنتمين لدين الإسلام الذين يطلقون على الإله الله الواحد الأحد , يوغي و أنزو , جوي و هوندا ينتمون للمسحية و هم عندهم الرب هو الإله و اليسوع ابن الإله و مريم زوجة االإله "
لوتس :" بالضبط "
آتيم :" إن كانت الأديان السماوية هدفها واحد فلما كل دين له قوانينه و لكل منهم فروعه , منهم من يعتقد اليسوع أو عيسى ابن الله و مريم زوجته بينما أخرين يعتقدون أن عزير هو ابن الله , هنا تقولين لي الله الواحد الأحد هذا حسبما بحثت بالكتب و الشبكة "
تنهدت لوتس بيأس :" هذه قصة أخرى كليا ... "
آتيم :" أريد أن أعرف .. إن كانت الأديان السماوية واحدة , لما لكل ديانة نبي معين , لما بعض الأديان تحلل شرب الخمر و بعضها لا , لما حُرم أكل لحم الخنزير و ببعضها لا , لم حلل الزواج أربعا بدين و بدين آخر لا ... كيف تدعو الديانات لإله واحد و كل منها له منهج و يظن نفسه الأقوى , هل حقا هناك ... إله أوحد؟؟"
لوتس :" لايمكنني الإفتاء بهذا الأمر ... أقصد عن الديانات , لكن سأقول لك ما يقوله قلبي , من الأزل , خُلق الإنسان الأول آدم ليعبد الإله الأوحد , خُلق الجن من نار ليعبدوا الاله الاوحد , خُلقت الملائكة من نور لتعبد الاله الأوحد ألا و هو الله
علم الإله الأوحد الأسماء كلها للنبي الأول , و هو سئل عن هداية البشرية , لكنه مات و ترك أهله لينقلوا الدين بعده لكن بطبيعة الحال النفس البشرية خطاءه فأخلت بالتعاليم الدينية فكل يفسر أوامر النبي الموحى له بطريقة مختلفة حسب تفكيرهم, حتى وصلوا للضياع و لعبادة الأشياء المجردة من الحياة كالجماد مثلا ,
ظل الله يبعث برسل لنفس المهمة و تموت الرسل , لينشر البشر الديانات بعقولهم و تصل للتحريف , جاء الدين اليهودي على الفراعنة ليعبدوا الله و استطاع النبي موسى الدعاء لليهودية مستخدما معجزات أمده الله بها لتساعده و هي ما قد يسميه البعض سحر إلا أنها قدرة من الله لأنبيائه المختارين ,
جاءت المسيحية لتبشر برسالة اليهود الأساسية ذاتها قبل تحريف البشر لها بعد موت رسلها , بالنبي عيسى التي ولدته مريم دون أب , لأن الله نفخ من روحه بها عن طريق مخلوقات النور و هي الملائكة, جاء النبي عيسى بمعجزات خارقة , بالكلام و الهداية ,كما الإسلام لعبادة الله الأوحد , مات النبي عيسى مصلوبا أو هكذا ظن بعضهم , فقد رُفع للسماء قبل صلبه وهي أيضا إحدى معجزات الإله الأوحد "
أتـيم :"إذن كلام الناس منطقي عيسى هو ابن الإله الأوحد و مريم زوجته "
لوتس :" لا يا آتيم , جميع أرواح البشرية هي من روح الإله الأوحد وهي الشيء الوحيد الذي سيبقى سِرا حتى الممات , مصدر الحياة , هو من روح الإله الأوحد و لن نعرفه إلا بعد الممات , عيسى بشر بالنهاية ومصيره الموت ككل البشر
بَشر النبي عيسى بالنبي الأخير محمد نبي الإسلام , ليدعوا محمد بنفس الرسالة عبادة الإله الأوحد , و جاء خاتم الأنبياء و المرسلين , الذي أحيا العرب من الجهل , الذي نشر الإسلام بذاتهبعظمته و تسامحه و هو كان أُمي لا يقرأ و لا يكتب
حتى أن مصر أصبحت عربية , و صارت هي و بلاد الشام منبع العلم و الثقافة , الحرية و الازدهار , توفي الرسول ليأخذ الصحابة الذين تعلموا على يده شخصيا و هم من خير الأنام , بعد وفاة الصحابة , بدأ انهيار العرب , و لأجيبك عن سؤالك , الديانات كلها , دعت لشيء واحد عبادة الله و تنفيذ أوامره بالتحلي بصفاته
إقرأ عن لحم الخنزير و سترى لماذا تم تحريمه بالإسلام , أنظر للخمر و أثاره و ستعرف لما حرمه الدين , كان الخمر محللا يوما , لكن الناس أغرقت نفسها بالخمور لدرجة صارت بلا عقول فحُرمت الخمور , أما عن تحريم شرب الدم , فتأمل قليلا , الدم هو مغذي الجسد , انظر لمكوناته فسترى أنه عندما يخرج من الجسد سيكون فاسد و سيضر الجسد ,غير أنك تشرب دما و خروج الدم من الجسد يعني الألم و منافي لفطرة الناس شربه أو تعمد إخراجه ,
و أخير النساء و الرجال و العلاقات الحميمية , فهوي لذات كبيرة جدا قد تدفع لحافة الجنون إن لم يُسيطر عليها, كثرتها و عدم انتظامها وعشواءيتها , يؤدي لنشر الأمراض , لاختلاط الأنساب و خروج جراثيم مجهولة المصدر , غير أنها تنافي الإخلاص
لذا حرم الإسلام هذه الأشياء , كلها أشياء يصعب تركها من قبل البشر , دعت بها كل الأديان السماوية , لكن البشر لم يستطيعوا الاستغناء عنها فرغبوها و غيروا بالكتب السماوية ,
بعضهم يعرف بأن المسيحية و اليهودي كالإسلام لكنه يتعمدوا ارتكاب الخطيئة التي بنظرهم متعة حرمها الإله الأوحد ظلما و ترى من المسحية و اليهودية , من يتبع نفس تعاليم الإسلام لكن يعتقدون بوجود شريك للإله الأوحد , صدقني الأديان السماوية جميعها الإسلام , لكن تفرعت بشكل خاطئ "
آتيم :" ماذا عن تعدد الأزواج بالإسلام و عن منع راهبات المسيح من الزواج ... "
لوتس :" أراك تبحرت بالأديان كثيرا ... لا أستغرب دخولك بألف حائط ... لا بأس سأجيبك ... "
قاطع جلستهم مجيئ السيارة لتقل لوتس , نهضت بتعب و لوحت لأتيم
أتيم :" سترحلين ؟! لم ننتهي , لا زلت ؟!! "
لوتس :" أسفة أبي أتى , لكن لا تقلق أعدك أن أساعدك مجددا لو أردت , أنت تحب الفراعنة صحيح ؟! "
أتيم :" نعم , كثيرا "
لوتس بابتسامة ساحره نقية :" أحمل لك معي كتاب مشوق للغاية , من كتبي المفضلة القليلة فأنا أكره القراءة لكن هذا مختلف , كتاب الأنبياء الذي جابوا الأرض منذ الأزل , سيعجبك فعلا , ففيه سحر الكون و اتقان صنع الخالق الذي تبحث عنه ، هذا الكتاب من كتاب الإسلام المقدس ، القرأن ، هناك قصص مشابهة له بالإنجيل و التورات ، لكن اقرأ هذا الأن ، فهو مميز ، سيحكي عن قصة نبي أرسله الله للعباد لنشر ديانة التوحيد ، و به قصة الفرعون الظالم ، الذي اتصف أعظم جبروت و تكبر عبر التاريخ و كيف أرسل موسى نبيا ليدعو لدين التوحيد ، ليدعو لهوية الإله الأوحد ، خذه هدية مني
أتيم بدهشة يأخذ الكتاب الأبيض المكتوب بالعربية من يدها و قد انتابه الخجل أمام تلك الابتسامة , خرج زمور سيارة والدها , نهضت مستعجلة بتوتر و ركضت للسيارة , لوحت له من بعيد
لوتس :" أراك غدا "
لوح لها آتيم وهو مصدوم ... بالحديث الأخير ..,ظل يلوح لها حتى اختفت من وجهه
انتهى اليوم و أتت السيارة لتُقل آتيم , عاد لمنزل سيتو مع المجموعة , رحبوا بموكوبا وجلسوا حول الطاولة , يتبادلون أطراف الحديث , حتى وصلوا للوتس ,
تحدث الشاب الاسمر عما جرى بينهم وبالطبع الجميع وجد الحديث مسليا , أخبرهم عن الله و عن تساؤلاته , كان الجميع يعرف الجواب , لكنهم تركوه ليجده وحده ,أكثر واحد تأثر بكلام مالك القرمز كان كايبا
فهو لا يعترف بالقدر و لا بالمصير , لا بالله و لا بالأرواح , هذا الكلام هز سيتو عميقا فهو يعتقد أن لكل شيء تفسير علمي , لكنه وجد بكلام مالك القرمز المنقول , بحرا من التساؤلات والعجائب ,
فتاة الزمرد و كلامها أغرق الجميع بحيرة من أمرهم , من هي لوتس ؟ , ولما أتت لهم بالتحديد .... لتغير حياتهم و تقلبها رأسا على عقب , احتفل الجميع و اكلوا بفرح غامر ,
تذكر مالك القرمز شيئا أخر , عن بعض قواعد الأديان السماوية , لم يأكل إلا الخضار والماء , فقد كان مشتتا لدرجة كبير جدا , مع هذا شارك سيتو فرحته بعودة أخيه وشارك الجميع فرحهم بحب ,
فتلك بنظره لحظات لا تعوض بثمن , بنفس اللحظات السعيدة لم تفارق مخيلة مالك القرمز فتاة بشال وردي جميل , أعين زمرديه و تصرفات غريبة جذبته بشكل غريب ....
في منزل فتاة بشعر أشقر أسفله أزرق فاهي و أعين زرقاء ,دخلت المنزل بقمة غضبها و قد أخذت جرعتها من المسكرات , دخلت لأمها فوجدتها تعمل بالمطبخ , دخلت بوجنتين محمرتين من الشُرب جلست بيأس على الطاولة تهلوس , شاهدتها أمها بتلك الحال ,فتأففت من وضعها
...... :" ميكو هل أثقلت الشرب مجددا "
ميكو بتمايل :" اسكتي يا لارا
"
لارا بغضب:" أنا والدتك , عليك احترامي "
ميكو :" اتركيني , لا أمل من جعل آتيم ملكي "
لارا بصدمة:" أتيم ! , اتيم أكنمكانون ...!!!"
ميكو :" نعم , لقد تحدث لتلك المعتوهة المتخلفة , لقد فضلها عني , شاهدتهما بأم عيني ,شاهدتهما صدقيني .... أنا من أخرجته للعالم , و توسط له , أنا من تستر عنه "
توسعت عينا لارا صدمة :" تسترت عنه بماذا و من تلك الفتاة ؟ " قالتها مستغلة وضع ابنتها
ميكو :" أنا من كنت يشتت الحرس عنه لكي لا يمسكوه ... هو يهرب بفضلي أنا , لكنه لا يراني , لا يعبرني .. سأنتقم منها إنها السبب , سأنتقم منها و ألقنه درسا لن ينساه سيندم على عبثه مع ميكو !؟؟؟ "
لارا :" أنت السبب بعجز المنظمة عن ارجاعه ؟! ثم ماذا عن الفتاة . "
ميكو :و من غيرها الدنيئة لوتس شموس !! "
توسعت لارا عيناها و أوقعت الصحن من يدها لينكسر , انتابها غضب عارم و حقد أعمى , التفتت لابنتها و رمت عليها كأسا من الماء البارد لتخرجها من سُكارها , انتفضت ميكو و اختفى حمار وجنتيها
ميكو : هااااء , من فعل هذا ؟؟ "
لارا : "إنه أنا " قالتها بأعين تشتعل بالحقد و الغضب
ميكو :" ما بك هل جننت ؟"
لارا : احترمي ألفاظك أنا أمك ... "
ميكو :"منذ متى ها "
لارا :"اخرسي و اسمعيني, انت تريدين أتيم لنفسك و تريدينه أن يلاحظك صحيح "
ميكو :" نعم "
لارا :" و لوتس هي عائقك ؟ "
ميكو :" نعم .... "
لارا :" اتركي أمر لوتس لي , أما ليلاحظك أتيم , عليك تلقينه درسا !"
ميكو :" ماهو "
لارا :" عليك تنفيذ كل خطوة أخبرك بها بحذافيرها "
قالتها بضحكة شريرة ارتسمت على شفتيها أخرجتها من ثوبها الإنساني لثوبها الشيطاني ....
مرت الأيام بشكل عادي و طبيعي , ومع كل يوم تجد فتاة الزمرد حياتها أكثر تتعرف لأناس طيبين غير عنصريين , تزداد علاقتها قوة مع مجموعة يوغي ناهيك عن ذكر تفوقها و اجتهادها
بعد ذلك اليوم لم يحدث آتيم لوتس مرة , هي كذلك لم تحدثه , كل شيء كان طبيعيا و عاديا لكن أصدقاء الشاب الأسمر شعروا بتعلقه بتلك الفتاة , ورغم بعده عنها لكن كلماتها كانت تَرِنُ بأذنه دائما
ومع كل يوم يزداد غضب الفتاة ذات الشعر الأشقر المصبوغ زرقة من نظرات مالك القرمز المحيرة تجاه فتاة الزمرد
جاء يوم عادي كأي يوم , كالعادة عند المغيب , بوقت حصص اللغة , كان مالك القرمز يجلس وحده منتظرا الحصة مقابله فتاة الزمرد , و الأستاذ قد تأخر , رن هاتفه فجأة , أخرجه و نظر للمتصل , فهو لا يريد إعادة غلطته السابقة , توسعت عيناه بالرقم
آتيم :"مِصر"
استقام متوترا , لم يستطع إخفاء توتره عن فتاة الزمرد , قبل أن يفقد أعصابه أكثر حمل نفسه وخرج ليرد , رفع سماعة الهاتف فسمع صوتا رقيق خائف
... : بني !"
آتيم بدهشة:" أمي , أهذا أنت ؟ "
أمه :" نعم , اسمع بني لا وقت لأدردش معك الأن , نحن عائدين إلى اليابان و سنستعيدك من أولائك المخادعين بأي ثمن , "
آتيم:" أنت جادة ! " قالها بدهشة يخالطها الحزن
أخذ والده الهاتف من يد أمه
أكنم :"هنا بمصر تم فتح أعيننا على الحقيقة , كل ما عليك فعله , هو الهرب منهم حتى نصل ... سنسافر برا و بحر إليك , الأن الطرق الجوية مراقبة من قبلهم ,أنهم أخطر ما تصورناه , إياك أن تبقى معهم , نحن الأن سننطلق من مصر , لن نستطيع محادثتك حتى لا يشكوا بأمر خطوط الاتصال أيا "
أمي :" عدني بأن تنتبه لنفسك "
كلمات والديه أشعرته بحزن كبيرة , تجمعت الدموع بعينيه واجبر ابتسامة على الخروج
آتيم :" أجل "
الأم :" برعاية الرحمن "
قالت كلماتها بصوت راجف , أغلقت الخط , توسعت أعين أتيم لسماعه كلمة الرحمن فقد بدت مألوفة لديه , ظل مصدوما لحظات عديدة , استجمع نفسه و دخل ممثلا القوة , جلس بمكانه , محاولا الثبات , لكن كل لحظة تمر يشعر بالضيق أكثر , و فتاة الزمرد قد لاحظت هذا عليه , تأخر الأستاذ و لم يأتي
نفذ صبر مالك القرمز , عندها فقط دخلت معلمة وأخبرتهم بان الحصة ملغاة , بالنسبة للوتس وآتيم كانت مشكلة فموعد اصطحابهم لازال مبكرا, كل شيء كان طبيعيا لولا ضيق مالك القرمز وشعوره بالضجر , و بغفلة من فتاة الزمرد التي كانت غافية على المقعد , ضرب كفه بكل قوته بالمقعد , لترتعد الفتاة و تقفز بخوف
لوتس :" اااااااااااااا , أميييييي!!"
رفعت نظرها لفوق , فوجدت نظرة مترددة حزينة لم تعهدها بمالك القرمز من قبل
آتيم :" أأعتذر عن إخافتك "
لوتس بدهشة :" ما... ما الأمر ؟؟"
آتيم :" هل لي ببعض من وقتك ؟ "
لوتس :" وقت..؟"
لم يسمح لها بالإكمال , أمسك كم سترتها بإحكام متجنبا لمسها , أخذ يجرها معه , حتى وصلا للدرج ذاته , أجلسها و جلس بجانبها مما أثار غضبها فقد جرها رغم إرادتها
لوتس :"برر موقفك حالا" قالتها بغضب محتدة
حاول مالك القرمز تهدأة غضبه , انتبهت فتاة الزمرد لارتجاف يديه , قررت التراجع و مسامحته هذه المرة . تغيرت ملامحها لحزن مفاجئ ,
لوتس :"أ.... أنت بخير ؟! "
آتيم : أعتذر عن فظاظتي ,انسي الأمر "
قالها و غرره الذهبية تغطي وجهه , حدقت به و يدها على صدرها مستغربة و محتارة
لوتس :"< هذه أول مرة أراه فيها , عيناه تلمعان كأن الدموع تريد الانسياب بمرارة لكن كبرياءه يحتجزها , إنه كالفرعون الشجاع , إنه ذاته بتصرفاته !؟ ">
" لا..لا عليك , لكنك لا تبدو بخير , هيا أفرغ ما في قلبك , لا تحمل ثقلا لست بحجمه , تستطيع الوثوق بي ,أنا مستعدة لسماعك فقد وعدتك أني سأساعدك " قالتها بابتسامة بسيطة رسمت الحزن
قالتها و قد أرادت الاقتراب منه لتهدئته , مدت يديها دون أن تشعر لكتفيه , لكن سرعان ما شعرت بنفسها فأرجعت قبضتيها لصدرها , عضت على شفتيها بحزن و أدارت وجهها للطرف الأخر , نزلوا مجددا للأرجوحة ذاتها , جلسا كل منهما بأرجوحة و الصمت سيد المكان و ملامح الشاب مختفية بغرره أما لوتس تعلت نظراته بحزنه الغريب , تنهد فجأة و نطف بصوت خائف متقطع , لم يعرف لما أراد أن يفتح قلبه لهذه الفتاة , هل لأنه يعرف تفاصيل حياتها ,أما لانه مرتاح لها أم ماذا ؟
آتيم :", تجاهلي ما سأقوله لك اعتبريه وهم و استمعي إلي هذه المرة , أشعر بضيق شديد كأن أحد يخنُقني , لا أدري لماذا ؟ , تعبت من رؤية أصدقائي محتارين بسببي , تعبت من إدخالهم بهذه الدوامة معي " قالها بنبرة مكسورة
لوتس بهدوء :" عن أي دوامة تتحدث , كلامك يُخيفني !! ,هل أنت مريض , هل تعاني من شيء ما ؟؟"
آتيم أخذ نفسا عميقا :" منذ ... منذ سبع سنوات ... كانت حياتي طبيعية كممثل مشهور , كأن مسلسل ملك الألعاب قد أصاب الأرقام القياسية بشهرته , قصة الفرعون الشجاع الذي ضحى بنفسه لينقذ البشرية , على حساب سعادته و حريته , عاد فاقد ذكرياته يحارب الشر بسحر الفراعنة الأقوى و الخير , سحر عين أوجات و سحر الظلام , "
لوتس :" لم اخترت الفرعنة كموضوع لك "
آتيم :" والدي من أصول فرعونية قديمة جدا , فجد جد جد جد جد جدي الأوائل كان فرعونا و أنا من نسله , والداي و لسبب غريب ظلوا متعلقين بالفراعنة ,لدرجة أن كل طقوسهم و عبادتهم فرعونية قديمة
كنت أرى بالفراعنة حضارة رائعة و تربيت عليها و على أمجادها , تعلمت لغتهم و علمتني أمي العربية لأنها لغتي من بعد الفرعونية , ثم أتت اليابانيةكونها لغة البلاد التي أعيش بها و الإنكليزية لغة العالم
ظللت أمثل بأجزاء هذا المسلسل بكل فخر و سعادة أنقل أ ثقافة بلادي القديمة و قوتها ,أدرس وأتعلم مع أصدقائي الذين مثلو المسلسل , كونا صداقة رائعة , ظللنا ننقل مبادئ جميلة لإصلاح الأنفس طبعا لا يخلو هذا من الخيال , كنت سعيدا بحق , كان كل شيء طبيعيا ...إلى أن انضم والدي إلى منظمة غريبة تُسمي نفسها الماسونية , "
لوتس :" ماذا قلت ؟؟ " قالتها بدهشة
آتيم :" نعم الماسونية , جاءت أعضاء منها لوالدي و أقنعوهم بالانضمام للمنظمة و فعلو !!! بكل بساطة فعلوا, فقد كان الماسونيين يعتقدون أنفسهم فراعنة العصر و أنه سيعيدون حضارة النور و ستكون بالقمة , أخذو عين أوجات الذهبية التي ترمز للقوة و الشفاء والحكمة, أخذوها رمزا لمنظمتهم , رمز للنور و كل من يرى العين يرى بها عين الماسونية فقط , أخذو الهرم لأن الأهرام أحد العجائب السبعة رمز الحضارة الأبدية برأيهم , "
لوتس بصدمة:" أنت تعرف الكثير عنهم "
آتيم :"هههه هنا تكمل السخرية "
قالها بنرة ساخرة و ضحكة عريضة أخفى فيها رغبته الشديدة بالبكاء
آتيم :" ظلا والدي يتعمقون بالمنظمة كثيرا, أصبح ولائهم لهم فقط , لقد قتلوا الحرية فيهم صاروا مسيرين لرغبات الماسونية فحسب , فيما بعد تكشفت رغباتهم الحقيقة , لقد كانوا يريدوني "
توسعت أعين لوتس بدهشة و شهقت :" يريدوك !!!"
آتيم :" نعم , بسبب مسلسلي , طقوس الماسونية تعتمد على أشياء أجهل إن كانت حقيقية الأن , تعتمد على الشياطين و العفاريت و تلك المخلوقات التي قلت أنها من نار , تعتمد على غسل الدماغ بقرأة نصوص غريبة , بحركات غريبة , بكتب قديمة يقرأوها عن النور المطلق , لم يكن لهم إله لا راع و لا أي أحد , بدأو يبتكرون قوانين غريبة لأنفسهم ما عهدتها من قبل ..."
بدأ الخوف يتسلل لقلب فتاة الزمرد بكلامه و دهشتها تزداد لحظة بعد لحظة
لوتس :" ما دخلك أنت؟ , ما دخل مسلسلك بالماسونية ؟, أنا لا أفهم"
آتيم :" طلب الماسونيين من والدي , أن أهبهم نفسي "
لوتس :" تهبهم نفسك !!! ما الذي تقوله ؟"
آتيم :"نعم لقد ظنوا أني إله , ظنوا أني أملك قوة خارقة حقيقية أنقذت بها البشرية ظنوا أني الفرعون قد عاد للحياة , لينشر النور خاصتهم , ظنوا أني نفسه ذاك الفرعون بالمسلسل , لم يعرفوا أنها مؤثرات وتمثيلية فحسب , لم يعرفوا أنه خيال , أنا حتى لا أعرف إن كان للسحر الأسود وجود , و الذي نظريتهم أنه اختبروا بعض التجارب التي عرضت حياتي للخطر و استغربوا نجاتي بأعجوبة فظنوني إله ,"
لوتس :" لابد أنك تمزح " قاتلها واضعة يدها على فمها صدمة
آتيم :" و بكل بساطة والدي سلموني لهم , بكل بساطة تخلوا عني , تبنوني كأني يتيم و أخذتني الماسونية لليابان هنا , احتجزوني بمركزهم , حرموني من الخروج والدراسة , أصدقائي هم من كانوا يدرسوني دراستهم و يُطمئنوني عليهم و يسلوا وحدتي قبل عودة الرئيس و الرئيسة , قضيت أربع سنين أخذ قواعد الماسونية وطقوسها , استغربوا كثير أني دماغي لم يُغسل مثلهم , لم يعرفوا أن أصدقائي يساعدوني.
برأيهم قالوا بالطبع هو إله لن يتم إقناعه ببساطة , لا أدري كيف ؟ , لكن من تبناني عقدوا صفقة مع سيدة أعمال ابنتها تكون ميكو , أن يدفعوا للماسونية مالا مقابل حريتي المراقب , كي أعاود التمثيل , و أعاود الدراسة , و السبب الرئيسي ليقربوني من ميكو التي تعهدت أن تقنعني بهم غير أني اكتشفت أن ميكو كانت تنقذني من بعض التجارب المميتة هي و شخص أخر يعمل بالمنظمة لم أرى وجهه قط , .
منذ خروجي بدأت أتهرب من ميكو ومن والدتها , قد تقولين عني ناكر للجميل , لكن ميكو لا تفكر بعقلانية أبدأ , تريدني هي الأخرى دمية لها , كل ما تفعله بغية المال و بغية إشباع رغباتها الدنية , صرت لا أرد على مكالمات المركز , هم يريدون إعادتي, , لا زالوا يلاحقوني , و اليوم تلقيت اتصالا من والداي يقولان أنهم يريدون استعادتي و أنهم أخطأوا " قالها محتدا يصرخ
لوتس برجفة نطفت:" يا ويلي "
آتيم :" بأي حق يطلبون مني العودة و قد أغرقوني بمتاهة لا نهاية لها , الماسونيين هددوني إن عدت لأسرتي سيقتلونهم , لديهم اعين بكل مكان , لديهم أعضاء بكل مكان , لقد فات الأون , أنا مُكبل بِهم , أقضي وقتي هاربا قلقا لا أعرف دينا من حل من إجابة , أصبحت ذلك الفرعون الأسير لكن دون مخرج , قولي لي هل أقتل نفسي لأارتاح , جربت كثيرا ولم أستطع دائما ما يوقفني شيء "
نظرت فتاة الزمرد لانهيار مالك القرمز لم تحتمل أكثر فأخذت دررها تتساقط بمرارة فهي تكن لهذا الشاب مشاعر ثمينة تدفنها بأعماق قلبها
نهضت لوتس من على الأرجوحة و اقتربت منه ,ووقفت مقابله
لوتس :" انظر إلي "
// قالتاه بقوة جعلت مالك القرمز يحدق بها //
لوتس : " لا ... لا تفكر هكذا , أنت قلت لي أن الروح البرية لا تيأس مهما قابلت من ضغوط , لن أسمح لبطلي بأن ينتحر و يستسلم , الفرعون قضى آلاف السنين ,ضائعا , أنت مثلته يجدر بك أن تتمسك به ,بأحد المرات نويت خلع الحجاب , لأني سئمت من مضايقات الناس و اضطهادهم لي , لكن والدتي ذكرتني بك , و بما فعلته "
آتيم :" إياك أن تفكري بالتخلي عن مبادئك و أخلاقك ما دامت صحيحة بنظرك " قالها بحدة و قد انتثرت دموعه
لوتس حاولت مسح دموعها :" قُل هذا الكلام لنفسك , إياك أن تتخلى عن حياتك , ما خُلق شيء دون سبب , فالله يعرف بحالك , و هو من خلقك و كتب قصة حياتك , لا تستسلم و سيسطع الحق بقلبك , ديني علمني هذا ثم أمي و أخيرا أنت بشخصية الفرعون , أنت قدوتي , و قدوة الكثيرين , لكن لا يمكنك أن تكون قدوة لغيرك ما لم ترضى بحياتك و تكون قدوة لنفسك , قد تكون عودة والداك هي مفتاح حريتك , قد يكون ببحثك بالأديان و المبادئ سر خلاصك فلا تستسلم , كل باب يُغلق بوجهك , يُفتح واحد آخر من خلفك "
كان مالك القرمز يحدق بفتاة الزمرد الباكية و هي تتكلم بكل قوتها , غطت يدها بكم قميصها و مدت الكم أمامه , توسعت عينا آتيم دهشة يحدق بوجهها
لوتس :" عدني بعدم الاستسلام و بإذن الله سأكون سندا لك لو احتجتني , هيا عدني !! "
ابتسم آتيم من مظهرها رغما عنه مد يده و صافح كُم قميصها , متفهما وضعها تماما
آتيم :" أعدك ! "
لوتس :" جيد , اتفقنا إذن , خُذ هذا رقمي عندما تتحسن , اتصل بي أو ابعث رسالة اكتب بها أنا بخير و لا تنسى الوجه المبتسم , اه لا تتصل بي إلا إن أردت التفريغ عن حالك أو إن أردت إجابة عن سؤالا و إلا سـأحجبك عن هاتفي ," قالتها و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة تحدي
آتيم : "كبلوك مثلا "
لوتس :" بالضبط "
كتبت الرقم على الورقة و رسمت لها وجها باسما و وردا حول الورقة , أعطته إياها بابتسامة تحد , أخذها منها و ارتسمت على وجهه ابتسامة لطيفة لحظات عندما قرأ الرقم , تغيرت ملامحه للجدية و اللئم
آتيم : سأحجبك قبل أن تحجُبيني يا أنسة فلست مضطرا للتكلم مع فتاة ليست معجبة بي , هناك الألف ينتظرن رنيني " قالها بضحكة خبيثة و قد سحب الورقة منها , أثار هذا غيظ لوتس
لوتس :" فظ , لئيم , هاتي الورقة , غيرت رأي "
آتيم :" لن تحصلي عليها في حياتك , رقمك سأخبئه جيدا و سأحفظه أيضا " توسعت عينا لوتس و بدأ الخجل يسيطر عليها , ركضت باستمرار خلفه و هو يهرب
لوتس :" أنا أكرهك أعد الورقة لي , شرير !!! لن أرد على الهاتف لن أتكلم معك "
آتيم :" سأتصل بكِ ليل نهار , ظهرا و عصر إما أن تردي أو أن تردي ,أراكي لاحقا "
لوتس بغضب طفولي تصرخ :" سأكسر الهاتف و الشريحة معا أنا أحذرك ؟!!! "
قالها و قد مد لسانه و هرب بالورقة و لكونها فتاة لن تستطيع اللحاق به فاستسلمت راكعة تبكي بفكاهة و تقول
لوتس :" أنا أكرهــــــــــــك , فتى سيـــــــــــــيء "
من كان يراقبهما بلئم , تلك الفتاة ذات الأعين الزرقاء الحاقدة و قد ضاقت ذرعا بهما
ميكو :< إذن تأخذ رقمها و ستتصل بها وبكل بساطة تنساني و تذمني امامها أيضا , أنت حقا غبي لا تعرف مع من تلعب , لابأس عليك عزيزي سترى إلى اين سيوصلك جنون العظمة , يبدو أنك ذقت طعم الحرية أكثر من اللازم سأذلك بيدي هاتين لتركع أمام قدمي , نهاية طريقك هنا أما أنت أيتها القمامة , فسأقتلك نهائيا بعد أن أخذ أغلى ما تمليكين, فأغلى ما تملك الفتاة العربية هي برائتها و هذا ما سأرقه منك , لا تنسي اسم ميكو ما حييتي "
رفعت ميكو الخط بخبث و اتصلت بأحدهم
ميكو :" من ميكو إلى 5, 6, 4 , 9 , 11"
الرجال :" حاضرون "
ميكو : الهدف الأول اتجه نحو الخارج راقبوا أتيم و عندما تجدونه قد استقر بمكان ما أعلموا مركز المنظمة "
الرجال :" حالا "
عادت لوتس للمنزل , غيرت ملابسها , تناولت طعامها , تسلت مع أهلها و توجهت لغرفتها متعبة كالعادة لكن ما اتعبها أكثر كلام مالك القرمز و عن نفسه و عن المنظمة التي تهدد البشرية
استلقت على السرير و فتحت هاتفها تغير بإعدادات نغمة الرنين لتجعلها مزعجة , حدقت بخلفية الشاشة دقائق و قد كان الفرعون يزينها لم تنم حتى وقت متأخر جدا , أطفأت الشاشة ووضعته جانب رأسها بعد أن ضبطت المنبه قبل نومها
لوتس :" أمل أني لم أخطأ عندما أعطيتك رقمي , ما امله أكثر أن حالك قد تحسنت , أنا أثق بك كثيرا , أنت لن تتهور " قالتها بدمعة انسابت من عينها على جنتها و قد أخذتها الدمعة لنوم عميق
عند آتيم الذي قضى وقته بمشي بالشوارع قاصدا البحر , رن هاتفه و هو في طريق للشاطئ , توقف يلهث و قد بدى مفعما بالطاقة و الحيوية
آتيم :" أهلا سيتو !!"
سيتو :" ما الذي جعل صوتك يزغرد هكذا " قالها بابتسامة جدية
آتيم :" لن تصدق ما حصل , لقد أعطتني الطالبة الجديدة رقمها "
توسعت عينا رئيس الشركة للحظات :" هل رميت سهمك بقلب الضحية التالية "
آتيم :" هل تغار مثلا؟ , معجبوك , يحرقون الاخضر و اليابس بنظرة من عينيك , لا , لم أفعل , إنها غير الجميع , لقد هددتني بأنها ستحظرني إن اتصلت بها إلا للضرورة حتى أنها تحدتني بأن لا مانع لديها من كسر الشريحة لكي تُبعدني "
سيتو :إذن ظهر من هو ند لك "
آتيم :" تستطيع قول شيء كهذا " قالها بضحكة
سيتو :" أين أنت هل أتي لاصطحابك ؟! "
تحولت نظرة آتيم للحزن فورا و تذكر مكالمة والداه :" لا , لست مضطرا , لقد اتصل والداي بي , أشعرتني مكالمتهم بالضيق , لذا أنا أتمشى بالشوارع الأن سأذهب للبحر , قد أتأخر لذا تستطيع الالتفات لعملك , أه صحيح و بالنسبة للأصدقاء قل لهم أني سأتأخر لذا تناولوا العشاء وحدكم "
سيتو :" هل أزعجوك بشي ؟ "
آتيم :" لا على العكس قالوا كلاما جميلا جدا , و قالوا أنهم عائدون إلى هنا ليستعيدوني "
توسعت عينا سيتو :" أمرك لا يعجبني , قد تكون خدعة , أين مكانك لأتي إليك أي شاطئ ستقصده , ثم من الأساس كيف تخرج وحدك ؟ "
آتيم :" لا عليك سيتو , سأكون بخير , شكرا جزيلا لك و للجميع , أراك غدا يا صديقي " قالها بابتسامة سعيدة و أغلق الخط
سيتو : أقفل الهاتف بوجهي!! , ذلك الجاحد ...!! " قالها يضغط على الهاتف بغضب طفولي
قاطعه دخول أخيه :" أخي أرجوك هل لك أن تساعدني بهذه المسألة
سيتو :"أنا أت " ,
نهض سيتو بيأس لتلبية طلب شقيقه , فأوقع صورة بطرف يده كانت على أحد رفوف المكتب المنخفضة , نظر لها فوجدها صورة كاملة لأسرة مسلسل ملك الألعاب و هم يحملون الجائزة , وضع يده على رأسه بقلق , انخفض يلملم الصورة المحطمة فانتبه أن أغلب التحطم كان بوسط صورة أتيم و هو يرفع الجائزة بضحكة جميلة عذبة و الجميع محيط حوله بفرح يلمسون الجائزةكل منهم احتفالا بنصرهم
سيتو :" لدي شعور سيء "
6 : من 6 ل4 , الهدف يتجه للساحة العامة , حول "
4:" راقبه جيدا ولا تدعه يغب عن ناظريك وإن وجدت لحظة مناسبة انقض عليه , دون مساعدة "
داخل منزل فاخر يبدو كالقصر حديث الطراز , عبر الممرات الأرضية نصل لأحد الغرف المخفية , دخلت مرآة يراقبها رجل بعباءة سوداء , إلى غرفة بابها كبير جدا عليه رمز الماسونية الأشهر ....
[
فتحوا الباب على مصراعيه , كانت الغرفة مليئة بأعمدة شُعل نارية , بالمنتصف مجموعة من لسحرة , الجالسين على الأرض و كال منهم أمامه معدات غريبة من أوعية طبيه لسوائل ملونة , خضروات متعفنة وأشاء مقرفة , كالضفادع الميتة , السحالي , الأفاعي و غيرها
المرآة :" هل انتهيتم ؟"
أحد السحرة :" نحن نصنع الجرعات المناسبة له "
الرجل :" كم تبقى لكم لتنتهوا "
الساحر الثاني :" عند الفجر أظن "
المرآة :" علينا احضاره قبل ظهور قمر غد "
الساحر الثالث : لأحيطَكم بالعلم , لو لم يحضر الإله هنا غدا فكل شيء سيفشل ولا سبيل أخر لتتويجه ... علينا بدأ المراسم بموعدها كي لا نزعج الضيوف و يهربوا "
الرجل :" سيكون لديكم قبل ذلك الحين "
ارتسمت ضحكة خبيثة على كلا الوجهين , قد أحاطتهم هالة مرعبة من الشر و الحقد و لا يظهر منهم أي شيء إلا صوتهم , اتجهوا نحو الباب ليخرجوا .. و يتابع السحرة عملهم
عند مالك القرمز و قد استقر عند أحد الشواطئ يشرب مشروب طاقة يسمى بالوحش , متمدد على الرمل الناعم , يستمع لصوت الأمواج المُسكن للروح , لم يشعر بالوقت إطلاقا وقد تعدى الوقت منتصف الليل بساعات و ما تبقى على الشروق إلا القليل
نهض و عدل جلسته رشف رشفة من المشروب المنعش , يراقب البحر الساكن الجميل و الماء تلامس قدميه العاريتين بلطف و هدوء مستمتعا بما حوله , لامس قدميه شيء رطب , نظر لأسفل فوجد نجمة بحر ضاعت عن البحر , شعر بالسعادة , و بدأ يداعبها برقة , خطر بباله شيء , تأمل نجمة البحر , أعاد نظره لفوق ليتأمل نجمة السماء , تذكر كلام فتاة الزمرد الأول عندما تحدثت عن الله
لوتس بالذكرى :" تخيل إن للشمس ذات و للقمر ذات و للشجر ذات , جميعه لديهم ذات إلوهية بالطبع , فهل سيرضون بحالهم كما هو ؟! "
راقب مالك القرمز خيوط الفجر الأولى , لتختفي النجوم ببطئ و ينخفض ضوء القمر ,الذي بدى بدرا إلا قليل, ذكريات تلك الفتاة أو كلماتها بدفترها أو بلسانها,كلمات الكتاب , كلام يوغي وآنزو , كلام الجميع عن الأديان و الحضارات , تذكر الماسونية ومسلسله أيضا , توسعت عيناه للحظات و لمعتا لمعانا غريبا , لمعانا مليئا بالحياة ,كأنه أدرك كل شيء
آتيم :"
القمر يلمع ماسا لينير ظلمة الناس و يزين السماء ...... فلما ترضى الشمس أن تختفي ولا تبقى دوما لتزين سماء الليل و النهار
و القمر كذلك يظهر في الليل فحسب و الناس نيام لا يروه .... فلما قد يقبل بأن يبقى خفيا ويسمح للشمس بأخذ مكانه نهارا
البحر مليئ بالكنوز و الأشياء الخلابة الساحرة ... فلما يرضى البحر أن يكون الكون أعلى منه وهو على الأرض هنا /COLOR]
االنار قوية تأكل كل شيء و تدفئ البردان فلما ستسكت للرياح العاتية و القوية بأن تطفئها
الماء عذبة منعشة تسقي الظمأن و العطشان فلما قد ترضى أن يطفئ عذوبتها لهيب النار
الشجر , التراب , لما سيرضون مقام الأرض ..... عوضا أن يكونو سحابا و مطرا بمقام السماء
آتيم :" أجل الأن فهمت لو كانت للطبيعة ذوات لدُمرت الحياة الكون و الوجود فالكل سيتصارع لأجل القمة وو ما كان شيئ ليُخلق , فالإله يجب أن يكون واحد ليمسك كل شيء وحده , فالملك له أعوان و في أغلب الامر الأعوان من تخرب المملكة ,و الشعب يمدح الملك ويتوسله ليعطيهم حاجياتهم , الإله الأوحد هكذا وكل من تحته شعبه يطيعون أمره, يصلوا له ويدعوه ليقتربوا منه دراجات , ليفرج همهم و يرضى عنهم حتى تهنئ حياتهم لعله بيوم يكافئهم برؤيته , نعم عرفت من هو الله و عرفت أين هو , الله يدركه المرء بالقلب لا بالنظر ...
.
وقف على قدميه بثقة و قوة يضحك للشمس المشرقة :" الأديان السماوية , سميت بالسماوية , لأنها تدعو لله عاليا فوق السماء و الكون, خالق الحياة, الذي خلقنا نحن البشر و الكائنا و الكون , خلق لنا منهجا لننشر السلام و لا نخطئ, لكن الناس , لم يعجيبها المنهج ,لأنها تعرف بأنفسها الضعيفة , فحرفت بالنصوص لتغطي أمر إغضاب الله و تدعي أن هذا من عند الله ليفعله الجميع يصبح نهجا كاذب من السماء , الحيوانات , البحر , السماء , التراب , الشجر , الهواء , يشكر الله لخلق هذا الجمال , نعم , هذه هي ! ,
لكن يبقى سؤال واحد , إن كان كتاب القرآن السماوي قد حفظه الله و هو بلسان عربي غير مُحرف , لم حال العرب هكذا ... علي أن أسأل لوتس أو أن أبحث بنفسي ... علي أن أجد دين الحق الحقيقي ... فلا زال لدي الكثير من الشبهات
" رفع نظره بقوة و جدية , حمل نجمة البحر بلطف بين كفيه الكبيرتين, وقف على قدميه و تقدم ليمشي بالبحر , ظل يمشي حتى وصل لعمق مناسب من الماء , غاص بمياه البحر مبتسما و جعل النجمة تستقر على أحد الصخور المغطاة بالمرجان , ابتسم لها وداعبها بسبابته , غاص قليلا و حدق للسماء من أعماق المحيط , رغم أن عينان حرقتاه لكن رأى سماء بعيدة واسعة , رفع يده لتخرج من المياه و تتناثر نقاط المياه من أصابعه بروية و انسياب ساكن , محاولا إنساك السماء , ضغط قبضته بقوة متوصلا لإيمان قوي متحليا بإرادة صحرية
آتيم :" مبدأيا عرفت من هو الإله الأوحد "
خرج من الماء مبللا و نسيم الهواء يداعبه , بكل قطرة تنساب على جسده تدغدغه أخبرته عن الله , نظر لضخامة البحر و روعته و إدراكه لروعته بعينيه فهمست مقلتيه باسم الله , تحسس نبض قلبه و بكل نبضة ينبضها قلبه , يشعر بالله
بلل المياه شعره لينسدل على ظهره , خرج يعصر قميصه من الماء , وصل للشطائ و أخذ من جيب سترته هاتفه ,ارتدى سترته بابتسامة واثقة و نثر شعره و عبث بها حتى وقف مجددا و قطرات المياه تنساب منه
أخرج هاتفه و بحث عن رقم فتاة الزمرد , عندما وجده وضع اصبعه على رز الاتصال , لكن ما لبث أن تراجع و فتح رسالة الكترونية متذكرا تهديداتها , أرسل لها رسالة الكترونية و ابتسم ضاحكا يعيد الهاتف لجيبه, رفع نظره ليتابع مسيره و يعود للمنزل ... لكن يبدو أن المنزل صار بعيدا عنه كثيرا الأن
6 :"حمامك سعادة يا فتى !!"
تحولت ملامح الشاب الأسمر المرتاحة لملامح صدمة ثم تبدلت لجدية و لُئم , فأمامه رجلين بملابس سوداء , بأجساد ضخمة و نظارات سوداء
آتيم :" من أنتم ؟!! "
4 : أما آن الأوان ليعود العصفور لقفصه ....
آتيم :" لابد أن ثعالب المنظمة من أرسلتكم... "
6 : " بينغو"
قالها بتحد , و قد تراجع متناس أنه بالمحيط , التف خلفه , فوجد المياة محيطة به , مما أشعره بالخوف فالطريق مسدود , ارتجفت مقلتيه التي صار حجمها كالقمحة صدمة
آتيم :"< يا إلهي أرخيت دفاعاتي كثيرا !! يالي من أحمق !" >
أعاد آتيم نظره إليهم و قد بدى القلق و التوتر عليه , و مع كل خطوة يخطوها للوراء , يقترب الرجال منه
6 :" تفضل معنا بهدوء .... "
آتيم :" للأسف لا نية لي بالعودة للقفص أبدا ... " قالها بتحد
4 :" سنرى ذلك ؟! "
قفز من أعلى حافة الطريق التي تؤدي للشاطئ رجل قاصدا محاصرة مالك القرمز من الخلف ... هاجمه قاصدا لف ذراعه حول عنقه ,
آتيم :" أه "
و حالما أردا شد يده على عنق الشاب الأسمر , أمسك آتيم بيدي الرجل , و باليد الأخرى ضرب بطن الرجل بكوعه ليبتعد عنه و فعلا نجح بإبعاد يده , هرع أتيم بالابتعاد عنه ملتفتا لمواجهته , يضع يده على عنقه ليدلكها فقط ضغط الرجل بقسوة
6 :" لا تفرح كثيرا "
هرع يريد ضرب الرجل بوجهه , استرد الرجل توازنه و تلقى قبضة آتيم بكفه العملاقة و أخذ يضغط
آتيم :" أه , أبتعد , أفلت يدي !!"
5 :"أنت من جنى على نفسه "
و بحركة واحدة جذب الرجل قبضة أتيم الأسيرة بكفه ليقترب الشاب الأسمر منه و يمسك مرفقه لتثبيته , لف قبضة أسيره و عكسها خلفه لتلتوي ذراعه للخلف , أحس مالك القرمز بألم شديد , لكنه كظمه و استمر بالمحاولة ليفلت نفسه وعندما أراد ضرب آسره , باغته الرجل , بمنديل غطى به آنفه و فمه
توسعت عينا آتيم لمعرفته الأتي , :<" لا, ... لا يمكن ">
حاول إمساك ذراع الرجل ليفلت المنديل لكن كف الرجل تمكنت من تثبيت ذراعه خلهو يد الرجل الثانية تمكنت من حجز حركة كتفيه وصولا لفمه
عبثا يحاول فقواه تغادره و الرجل قد ضغط المنديل على مخارج تنفسه مما أجبره على استنشاق كمية كبيرة من رائحة المخدر, بدأ جسد مالك القرمز يرتخي تدريجيا , توقفت يده الأسيرة عن التحركو و ارتخت على جنبه , ارخى رأسه مستسلما نحو كف الرجل التي خدرته, لتختفي أعينه القرمزية خلف جفنيه , و يسلم جسده ليسقط بين يدي الرجل , طبعا الرجل لم يسمح له بلمس الأرضية , حمله بلطف , فهو ثروة بالنسبة لهم , جاءت سيارة سوداء بسرعة , فُتح الباب , أدخل الرجل آتيم بهدوء ووضع حزام الأمان له فهو لن يستيقظ قبل فترة طويلة
رن الهاتف بذاك القصر الغريب ليجيب رجل :" ألو "
رد صوت امرأة :" الهدف لدي !"
الرجل :" أحسنت سيدة لارا , ريثما ترجعين , سأحضر المكان المناسب لاستقبال ابن الإله "
لارا " عُلم" /// قالتها و هي تحدق بخبث لمالك القرمز الغافي و قد سيطرت عليه ملامح الانزعاج بنومه , أُغلق الخطا // " ذهب واحد و بقيت الثانية هاهاهاهاه "
أنتهى الفصل الثاني هل أعجبكم ؟؟
ماذا سيحصل لأتيم و ماالذي تخطط له المنظمة ؟؟
ما أكثر موقف أعجبكم وأثر فيكم ؟؟؟
و مادور لوتس في كل هذا ؟؟
هل ستؤذيها ميكو بالفعل؟؟
غلافي القصة من تصميمي فما رأيكم بهما ؟
توقعاتكم ؟؟
اقتراحاتكم و نقدكم ؟؟
ملاحظة :" صورة النجمة بالجزء الأول من الفصل هي فعلا أحد طقوس الماسونية و تسمى نجمة غزازيل
و الصورة الأخرى هي فعلا رمز منظمة الماسونية الرسمي"
انتظروا الفصل الأخير و هو بعنوان
الفصل الأخير - فاليسطع نور الحق و الحب
 |
__________________
[CENTER]  بدخلي ماسة ...سأحررها يوما من أشواك حياتي ...ساجدها بإيماني ...سأصقلها بدمي ...سأشكلها بقلبي..ساُلًمِعها بكفاحي...سَتُشّرق متألقة و فخورة بنصري... 
التعديل الأخير تم بواسطة diamond rose ; 08-09-2015 الساعة 10:15 PM |
08-09-2015, 09:59 PM
. 
, وآتيم لما كان على الشاطئ , جدا جدا مؤثر هذا الموقف . 
. 
.
المواضيع المتشابهه 
51Likes
العرض العادي
