عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree20Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-17-2015, 09:01 PM
 
Post الصَفحُ لَيسَ خِيارًا


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


و تكلم البارود
عند أقدام أريس الشمّاء،
يجب أن نحطّ الرحال ونستمع إلى ~أسطورة~ أخرى من أساطير النضال والحرية،
أسطورة تكتبها يا ~مصطفى~
بدمك وعرقك منذ كنت في عمر الزهور،
لم تكتف بكتابتها بل زدتَ عليها أن كنت بطلها ومخرجها إلى النور،
إنها أسطورة ~الجزائر~ العائدة من هوامش التاريخ والجغرافيا،
حيث أُريد لها ذلك


_المقدمة منقولة للأمانة


{لا احد يرد من فضلكم}
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
Malak mohamed and وهم . like this.

التعديل الأخير تم بواسطة soumi sama ; 09-18-2015 الساعة 03:54 AM
  #2  
قديم 09-17-2015, 10:55 PM
 
Talking


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ؟اخباركم ؟ ميناه
... جا هاشيسبوري دسكا
مر وقت طويل عن هذا القسم...
فلم اقم بوضع قصة منذ زمن
اتمنى تعجبكم


_معلومات عن الرواية:

اسم الرواية : الصَفحُ لَيسَ خِيارًا

عدد الفصول : فصل واحد

التصنيف : الحركة و الاثارة{اكشن}، تراجيديا، مغامرة، تاريخ

المكان : الجزائر{ منطقة الاوراس بالجبال الشامخة}-المانيا

الزمن : القرن العشرين

بطاقتي : رقم 3






~



مصطفى بن بولعيد شخصية ثورية لقب ب~أسد الأوراس~، كقا
ئد عسكري أثبت جدارته في الميدان في مواجهة الاستعمار الفرنسي،
وهو مع ذلك قائد سياسي يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة يم
لك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد قضيته وعدالتها،
وكان يتحلى بأبعاد إنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية.

~



فتاة باسمة ، ضاحكة القلب
ارادت المشاركة في الثور
رغم ادراكها لضعف قدراتها
و كان لها ذلك.

~



_

قمت برسم الشخصيات ليسهل عليكم تخيلها

لا احد يرد من فضلكم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

التعديل الأخير تم بواسطة soumi sama ; 09-18-2015 الساعة 04:03 PM
  #3  
قديم 09-18-2015, 09:53 PM
 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~




و يَطُولُ لَيْلُ الاستِعْمَار
حتىَ تكَادُ النفوسُ الظامِئَةُ للْحُريةِ تَيْأسُ مِنْ بُزوغِ الفَجْرِ .
و تَشُتدُ وَطْأَة الاسْتعمَارْ
حتى تكاد النفوس المعذبة تفقد الأمل من عدالة الحياة .
و للفجر موعده ، و للحياة قوانينها المحكمة .
ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .


-


اِشتعلت الحرب العالمية الثانية ولم تمض شهور قليلة
حتى انهارت فرنسا أمام ألمانيا،
وبدا للشعوب المُستَعْمَرَة أن قوة فرنسا لم تكن إلا عليهم فقط،
وأن هيبتها لم تكن إلا في هذه القلوب المستضعفة
فرنسا التي طالما نادت و تغنت بالحرية و المساواة هاهي
توضع على المحك ، فبعدما كانت تستعمر الشعوب صارت الآن مستعمرة.
انه لأمر يحير الألباب، أليس لفرنسا العظمى إحساس ؟
لقد أذلت ألمانيا فرنسا العظمى بدخولها باريس خلال مدة وجيزة
في شهر جوان بتاريخ 1944 أقبلت فرنسا المستعمرة و المهزومة
على فجر يوم جديد،
و تحديدا بمنطقة "نورماندي" تأهب ما بقي من الجيش الفرنسي
و معه المجندون إجباريا بما فيهم الجزائريون
لقتال ألمانيا بمساعدة الحلفاء تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية.



-


_أنْتُم هُنَا لِقتالِ أَلْمانيَا النَازِيَة فِي سَبِيل تَحْرِير فِرنْسَا العُظْمَى.

كانت هذه أخر جملة يتلفظ بها الجنرال الفرنسي
ليختم بها خطابه و هو يتفقد الفيلق المرابط في الصفوف الأولى لجبهة القتال مع الألمان.
الجملة التي رنت منذ قليل في مسامع الجزائريين أثارت في نفوسهم أمل وفاء فرنسا بوعدها،
وعد بمنح الاستقلال للجزائر إذا ما نجحوا في دحر الاستعمار الألماني.
و هاهم الآن يجهزون الأسلحة النارية للاستعمال
رفعوها فأصدروا صوتا شبيها بالقعقعة
وخرجوا دفعة واحدة من الخندق و النصر مرادهم.
كان يتقدم هؤلاء المجندون الجزائريين شاب يافع في مقتبل العمر
من جبال الأوراس الشامخة ، تلمح على وجهه ملامح الشرف و الوداعة
عرف حتى بين الجنود الفرنسيين بروح الرجل المسالم الذي
يختار كلماته اختيارا دقيقا ،
فتأتي جمله رزينة هادئة في صوت خافت حنون
لكن وداعته تلك تخفي ورائها أعصابا من فولاذ،
وعاطفة من نارٍ، وعزيمة من حديد، حليم واسع الصدر،
لا يعرف الغضب الى نفسه سبيلاً.


_


وصلَ المُجندونَ إلى عَرين العدو
حيث تلتقي الحياة و الموت عند نقطة المصير.
ثم توقفوا وسط أيكة صغيرة من الأشجار الباسقة ،
و تموقعوا فيها حسب الخطة المدروسة.
راحوا يطلقون الرصاص من كل صوب
على دفعات إلى الضباب المتراكم أمامهم.
و من قلب الضباب
ردت الدفاعات الألمانية عليهم برشقات من الرصاص ،
مثيرة عواصف من الغبار.
بينما لا تزال مجموعة أخرى من الجنود
تقبع داخل الخنادق لا تتحول عنها حتى يشار لها،
أطلق الألمان غازات خانقة و سامة عليهم
لتخرج جند الحلفاء من خنادقهم بعد أن ثبت حالهم على ذلك.
و على بعد أقدام من هناك، سمع دوي قوي للقنابل
في نفس الوقت، انتفض جندي من تأثير رصاصة أطلقت عليه
فانهار على الأرض مدرجا بدمائه،
في حين استجمع احد أصدقاء الشهيد توا قواه
و راوغ بين الأشجار
مطلقا الرصاص الكثيف على العدو
إلى أن جثم بجوار وحدة الدعم،
وسط النبتات حيث تنفس الصعداء،
و من ثم صاح في الرجل الشاب بجواره :

_ مُصْطَفَى إِلَى الأَمَامْ .

أومأ هذا الأخير برأسه إيجابا
و انطلق يتقدم برفقة مجموعة من الجنود عبر المرج المشذب.
كان هناك العديد من الجرحى،
حيث كان زملاؤهم يحاولون إسعافهم بعد جرهم إلى بر الأمان.
الجميع بدا مرهقا و مصدوما بفعل المعركة،
و دوي المدافع يصم أذانهم.



_

ارتسمت معالم الهزيمة على وجوه المجندين الكالحة.
أدبر النهار و اقبل الليل بنجومه اللامعة في ظلماته الداكنة السوداء،
و عادت الأجواء إلى طبيعتها بعد أن توقف القصف. لقد أصبحت المنطقة آمنة. ،
و غدت الغابة ساكنة هادئة يسمع لها حفيف الهواء.
جر مصطفى صديقه ~ قاسي~ المصاب بمساعدة أحد الجنود المتبقين و أسنده إلى الشجرة
لقد انتهت المعركة بالكثير من الإصابات.


_آيْ ، آهْ ، مُصْطَفَى ...

كان هذا ~قاسي~ وهو يئن من الألم و قد كسته الدماء من رأسه إلى أخمص
قدميه حتى لم يعد في مقدور أحد تبين ملامح وجهه.
استجاب له مصطفى :


_قَاسِي هَلْ أَنْتَ بِخيرْ؟ لاَ تَخَفْ، سَوفَ أُسَاعِدُكْ
_ عَيْنَايْ !

لوح مُصْطفى بيده أمام عيني قاسي
ثم استرسل يقول و قد ظهر في نبرته شيء من القلق:


_ أَنْتَ لاَ تَرَى ؟
_ إنهُ قَضَاءُ الله وَ قَدَرُهْ، أَخْبِرْنِي كَمْ تَبقَى مِنَا ؟

أطلق مصطفى لفحة هواء حارة يائسة من بين شفتيه ،
إنه يعرف صديقة أكثر من أي شخص آخر
قوي الشخصية، لا يستسلم بسهولة رغم ما أصابه، و يقاتل بشجاعة
في سبيل أن تفي فرنسا بوعدها و تفك القيود عن الجزائريين،
أظهر مصطفى وجها متهكما حزينا وعاد يقول:


_ لَقَدْ تَبَقَى مِنَا ثَمَانِيَة .

لم يجد قاسي ما يقوله اثر فقدان أشقائه في الوطن،
حيث وجد صعوبة كبيرة في التعبير عن أسفه الشديد عليهم
لاستشهادهم قبل أن يشهدوا استقلال بلادهم الموعود !
لقد ضحوا بحياتهم لتحقيق ما يطمح إليه الجميع .


-(-(-(-(-~غضب وبؤس و تصميم ... تلك هي ملامح المجاهدين~-)-)-)-)-


شرعت شمس الأفق البعيد ترسل أول شعاع لها
لتعلن انتصار فرنســــــا على ألمانيا النازية
و يعود المجندون إجباريا إلى أوطانهم
و تستقبل العائلات أبنائها العائدين من أرض المعركة بالأحضان،
الزغاريد والتهاليل،
بينما البعض قد ذرف دموع الحزن على الشهداء في أرض الغربة.
كالجميع، عاد مصطفى إلي بيته و أرضه في جبال الأوراس الشامخة
ارتسمت على ثغره ابتسامة عريضة
و اِنذرفت دموع الانتصار و الاشتياق مختلطة على خديه،
و كان حديث صدره يدور حول كلمات
الدم و الرصاص و المستعمرين و الشهداء و الأهل.
و لكنه انصرف عما يجول في صدره من آهات كلمات، فان فرحته بالعودة،
بالسماء الرحيبة، بنسيم الصباح الرطيب، قد أفعمت أعطافه، نشوةً و صَبابةً،
و أسلست نظراته إلى متاهات السماء.
وضع حقائبه على العشب الاخظر و فتح ذراعية ،
لو انه يستطيع احتضان الجزائر لفعل!
استنشق ما استطاع من هواء الأوراس النقي و زفره،
ثبت نظره مباشرة نحو البيت المبني بشكل
شبه مستدير و جدرانه الصخرية المدببة
ثم صاح بروحه واثقة


_ تَحْيَا الْجَزَائِرْ... فَالتَحْيَا الجَزَائِرْ .

لتُرددَ جبال الأوراس أصداء صيحاته المُنطلقة من السهول
فأفاقت عائلته على صوته المألوف صباح اليوم الباكر،
و على اثر ذالك انطلقت فتاة نشيطة قبل الكل بشغف
آملة أن ترى أخاها المحارب
بصحة و عافية لا يشكو من شيء بعد الحرب الطاحنة
ارتدت خفها و ركضت تقطع المسافة الممتدة
من الباب الخشبي حتى شجرة الزيتون العتيقة،
التي شاخت و اِنطوت مثلما يُطوى الكتاب ما مضى من أَيامٍ غَابِرةٌ
وقف مُصطفى يتأمل قسماتِ الطبيعَة
و يسترجع بالقرب من الشجرة العجوز القصص و الحكايات و مَراحِلَ الطفُولَة.
كانت هذه البنت اليافعة تَعْلَمُ عِلمَ اليقين أن أَخِيها ينتظرها هناك
أطلقت ضحكة خفيفة على القلب من بين شفتيها
لتستقطب بها انتباه الرجل اليافع أمامها !
إحساس رائع وشعور يختلج قلبها، و عينها تدمع
لكن ليس من أجل الدموع نفسها
بل من أجل حرارة اللقاء
بعد أن كانت تنتظره عابثة، لاهية بكل الليالي
تراقب النجوم ، و هي تتلامح و تومئ إليها ،
فتسألها محتارة عن حاله ! كلما إنجاب الظلام و تنفس الصبح.
و بوجهها المستنير، أعقبت بروح مرحة:


_أَهْلاً بِعَوْدَتِكْ أَخِي مُصْطَفَى، وَ حَمْدًا لله عَلَى سَلَامَتِك.
_أُختِي زَهْرَاء، لَقَدْ آنَ لِلْفَجرِ الْقَرِيبْ أَنْ يَنْبَلِجَ، و لِلْنُفُوسِ الْعَطْشَى
أَنْ تَنْهَلَ مِن مَوْرِدِ الْحُرِيَةِ الْعَذْب و مَن مَنهَل الكَرَامَة الصَافِي .

كلام مصطفى هذا كانت تدركه زهراء
كما يدركه كل الشعب الجزائري.



-(-(-(-(-~غضب وبؤس و تصميم ... تلك هي ملامح المجاهدين~-)-)-)-)-

في حين كانت السلطة الفرنسية في الجزائر تحضر للاحتفال بالانتصار على ألمانيــــا
على غرار المناطق الاخرى،
كان زعماء الحركة الوطنية الجزائرية بما فيهم مصطفى بن بولعيد،
قد اجتمعوا ، و التخذو احد البيوت مركزا لهم.


_اِنَهَا فِرَنْسَا الْغَادرة، كُلُ العُهُودْ وَالوُعُودْ الْتِي قَطَعَتْهَا ضَرَبَتْ بِها عرض الحائط.

اوما مصطفى براسه موافقا ،
ثم عدل من جلسته فوق الاريكة
و رد على صديقه بوضياف قائلا:


_ وَ هَذَا كَانَ مُتَوَقَعًا مِنْهَا يَا صَديقِي بُوضْيَافْ،
لِهَذَا عَلَيْنَا أَنَ نَسْتَغِلَ هَذِهِ الاحْتِفَالاَتْ لِلْمُطَالَبَة بِالمُسَاوَاة
وَ العَيْشِ الْكَرِيمْ وَ الاسْتِقْلاَلْ عَنْ فِرَنْسَا.

انبهر رفقاؤه و راحو ينظرون الى بعضهم البعض فقد كان لمصطفى رأيا آخر، رأيٌ بدا صوابا،
فتخدو من فكرته خطة شرعوا في تنفيذها.


-(-(-(-(-~غضب وبؤس و تصميم ... تلك هي ملامح المجاهدين~-)-)-)-)-

وغداة انتصار الحلفاء،و تحرير فرنسا
خرج الشعب الجزائري كبقية الشعوب في 1945،
يحتفل بالانتصار في عدة مدن جزائرية
وعمت المظاهرات كل اقطر الجزائر،
رفعوا العلم الجزائري عاليا
يصدح بجملة موحدة " تحيا الجزائر"
آملين أن تفي فرنسا بوعدها.
غير ان رد الفرنسيون على المظاهرات السلمية
التي نظمها الجزائريون بارتكاب مجازر
بقيادة الجنرال الفرنسي "ديغول"،
فهاهي فرنسا ترمي بالرصاص على المتظاهرين العزل،
كانت فرنسا كقطعان الذئاب المسعورة تقتل و تضرب و تسجن لتقمعهم ،
و الطائرات القاذفة تقبل من كل مكان
فكانت ترمي بحممها على القرى و المداشر فلا ينجو احد منها،
و ألانفجرات تزلزل الأرض، و يصم دويها أذان الجزائريين.
كانت ذراة التراب ترج تحت الأقدام .


_

و طفل قد جره جده إلى ملجأ،
و كان الطفل يراقب ما يجري بذهول.
عاد لينظر لوجه جده فراى عيناه تشتعلان نارا ،
و شارباه الابيضان الكثيفان يرقصان من الغيظ و الانفعال،
و الرعب قد سيطر عليه،و نار النبالم تلتهم كل شيء،
لم تترك حيا الا و حرقته دمرته عذبته وقتلته.
و خيل للجزائريين ان فرنسا تدمر كل ما يرمز للحياة.
... استمر هروب السكان و لجوؤهم الى الجبال عدة ايام
اكلو خلالها كل ما كان يصادفونه من انواع النباتات و الحشائش .
اي مجد لدولة لم يصمد جيشها الجرار الا يوما و بعض يوم امام الالمان،
ثم يولي الادبار،
مثيرا في فراره الغبار، مكللا بالعار
ثم عندما يحرره الرجال يستاسد على العزل في الجزائر ، فيدمر بالطائرات 44 قرية،
ويجعلها حصيدا كان لم تغن الامس ،
و ترسل احدى بجواره الحربية الصواعق فيحرق بها الاكواخ ، و يشوه الاطفال...؟
و كان للجزائريين بصمة تاريخية " مذبحة ((مجزرة)) 8 ماي 1945"


-(-(-(-(-~غضب وبؤس و تصميم ... تلك هي ملامح المجاهدين~-)-)-)-)-


لقد أثرت هذه المجازر على الحركة الوطنية تأثيرا بالغا
و أزالت الغشاوة التي كانت مسدلة على أبصارهم
و ألهبت في نفوس الجزائريين نار متقدة
فاقتنعوا أخيرا ان فرنسا لا تفهم لغة الحوار
و اكتشفوا أنهم قد أصبحوا غرباء في وطنهم بالذات
و أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

_

تزداد بشاعة الظلم في الجزائر مع مر الأيام
و يزداد معها اليقين بأن مع العسر يسران كما ورد في القرآن؟
و أن شمس الحرية و الانعتاق من ليل الاستعمار الطويل لا يأتيان إلا بهبة شعبية عارمة
و أنه من المحال عليهم بلوغ أهدافهم إلا بواسطة ثورة مسلحة يقودها تنظيم محكم
كان هذا خلاصة ما توصل إليه مصطفى ورفقاؤه
فقام رفقة خمسة من رفاقه بتكوين تنظيم سري
أوكلت له مهمة التحضير للثورة المسلحة
التي ستفجر طاقة الشعب المكبوتة
و تعبر عن أصالته الذاتية
و تضمن له انطلاقته نحو أفاق التطور
و تمحو عنه العجز و القصور الذي تملكه.
كثف الفارس مصطفى بن بولعيد من تحركاته و اتصالاته في كل الاتجاهات
و عمل رفقة زملائه بيد واحدة على جمع الشمل و توحيد الصفوف بين المناضلين و المناضلات


_

و في 22 أكتوبر 1954 اجتمع مصطفى بالمنظمة السرية

_اَقْتَرِحُ لَيْلَةَ الْفَاتِحِ مِنْ نُوفَمْبَرْ كَمَوْعِد لِتَفْجِيرِ الثَوْرَة المُبَارَكَةِ يَا إِخْوَة _ قال بوضياف

وافق جميع الأعضاء بعد أخذ و رد
و اختيار هذا اليوم بالذات كان متعمدا
لأنه يصادف احتفالات الفرنسيين بعيد جميع القديسين.

_

وفي وسط جبال الأوراس
يقع مركز أم مراكز الثورة، توسطته منازل طوبية قديمة مبنية بالحجر والتبن
اختارها بن بولعيد لعقد لقائه الحاسم مع المجاهدين ،
أيام قبل انطلاق أولى رصاصات الثورة بمنطقة لأوراس.

_ أنْتَ مَسْؤُولٌ عَن تَفْجِيرِ الثورة بمنطقة الأوراس يا مصطفى
، عليك بجمع الرجال المخلصين الذين تتوفر فيهم الشروط

(ككتمان السر و القدرة على تحمل الصعاب و روح الإخلاص و اللياقة البدنية و كل الصفات التي يحملها المجاهد)
و تحضيرهم للثورة
ثم تدريبهم على استعمال السلاح الذي يهرب عن طريق الحدود مع تونس و ليبيا.


جلس المؤتمرون بصمت، و هم يستمعون الى بيانات الثورة تتلى عليهم،
و لم ينبس المجاهدون ببنت شفه، و انما راح بعضهم غارقا في تفكير عميق،
في حين كان البعض الآخر يردد بلا انقطاع :


_الله اكبر ! لقد اقبل أخيرا فجر اليوم العظيم.

و ليبدا العمل على الساعة الواحدة، صباح الاثنين من شهر نوفمبر .

_عَلَيْكمِ بمهاجمة الأهداف المعينة في وقت واحد،
و في كل أنحاء الجزائر ليدرك العدو الفرنسي أن هذه ثورة قام بها كل الشعب الجزائري.
و ستكون كلمة سر العمليات في هذه الليلة هي (خالد)
أما كلمة الإجابة فهي (عقبة).


-(-(-(-(-~غضب وبؤس و تصميم ... تلك هي ملامح المجاهدين~-)-)-)-)-


و في يوم الأحد 31 أكتوبر كان على مصطفى و رفيقه سليم نقل الأسلحة و الذخائر
المخزونة في بيت سليم، و إخراجها إلى ظاهر المدينة.
و تصادف في هذا اليوم إجراء مباراة كرة القدم بين فريقين محليين و كانت السلطات الفرنسية على حذر،
فدعمت جهاز شرطة في الملعب، غير أن مصطفى ورفيقه سليم وجدوا في ذلك فرصة مناسبة لتنفيذ المهمة،
و الوصول بالأسلحة إلى ((النبع الدافىء)) و هو المكان المحدد
للقاء المجاهدين المكلفين بتنفيذ الهجمات
و أمكن تنفيذ المهمة بنجاح، و بعد ذلك،
تركزت مراقبة الثوار على ما كان يحدث في المدينة.
لقد انتهت المباراة الكبرى بكرة القدم، و التي أثارت في المدينة صخبا كثيرا.
و انصرف الناس من بعدها نحو لمقاهي –كعادتهم- و كان الوضع في تلك الساعة
طبيعيا جدا, لقد سارت الأمور -حتى الآن- على خير ما يرام، و قد ارتدت المدينة ثياب العيد
-عيد جميع القديسين-. و ليس هناك من يشعر بوجود هؤلاء اللذين يراقبون بيقظة كل ما يجري
في المدينة، ثم غادرت زمرة المراقبين خنشلة متجهة إلى ما وراء الحديقة العامة ،
حيث كان احد المجاهدين يحفر الأرض ليدفن فيها أنبوبا معدنيا يحمل لغما متفجرا
كان قد أحضره معه لاستخدامه في تدمير الباب المعدني للمحول الكهربائي.
و وصلت زمرة المراقبين بعد ذلك مباشرة إلى غابة واقعة على بعد خمسة كيلو مترات من المدينة.
و هنا أوقفهم رجل مسلح كان يرتدي ثيابه العسكرية،
و صرخ فيهم ب:~( خالد) و أجابه رئيس زمرة المراقبة ب:~(عقبة).
لقد كانت كلمة (خالد)-(عقبة) تتردد الآن في كل أنحاء الجزائر.
فتعمل عمل السحر في نفوس المجاهدين و تضمن تعارف بعضهم على بعض.
وصلت زمرة المراقبين أخيرا إلى مكان الاجتماع، في الوقت المحدد بدقة،
و شاركت المنفذين استعداداتهم حيث كان بعضهم على وشك ارتداء الثياب العسكرية،
في حين كان الآخرون يختبرون أسلحتهم للمرة الأخيرة .
و بعد ذلك تجمعوا كلهم من جديد، و معهم اسلحتهم ووسائطهم القتالية .
ووصل مصطفى بن بو العيد و هو يحمل سلاحه، و يرتدي ثياب الميدان.
و انتظر الجميع وصول الجماعة الثانية التي كان عليها الالتحاق بهم،
و انطلق المجاهدون للبحث عنهم في الغابة كلها،
مستخدمين في بحثهم الشارات الضوئية يطلقونها من مصابيحهم اليدوية،
غير ان جهود البحث ضاعت سدى، و لم يظهر أي اثر لهم .
و وقف مصطفى عندها ليقول لرجاله بصوت جهوري:


~(( اخوتي المجاهدين الاعزاء !
ها نحن قد ادركنا يوم الثورة العظيم الذي يجب ان يقود الجزائر الى الاستقلال،
إن علينا القيام بالهجوم على جميع الأهداف المحددة، و ذلك على الرغم من عدم امتلاكنا
الأسلحة الكافية. و على كل واحد منا بذل قصارى جهده لضمان النجاح على أفضل صورة ممكنة.
أنني أعرف أننا سنجابه العدو و أيدينا فارغة عمليا.
و ليس لدينا إلا الإيمان الذي يعمر قلوبنا.
غير أن ما نعتمد عليه هذه الليلة التاريخية هو إشعال
الفتيل المفجر للثورة.
إنني على ثقة تامة بان الشعب الجزائري بكامله،
سيتبع مسيرتنا على هذا الدرب.
و يحمل كل فرد منا في شخصه الآن،
و في هذه اللحظة بالذات قسما كبيرا من المسؤولية
عن نجاح الهجوم ضد الأهداف المحددة .
و غنم الأسلحة المتوافرة لدى العدو.
إنني أثق بكم و بشجاعتكم و تصميمكم.
انطلقوا، و اضربوا العدو بقوة، ودون أدنى رحمة أو شفقة.
و عودوا ظافرين، لكن تذكرو يا اخواني ان فرنسا ليست بعدولة انما الاستعمار
))~.

ما أن فرغ مصطفى من إلقاء كلمته المثيرة و الصادقة، حتى اصدر
أمره بالانطلاق، و راحت عندها زمر المجاهدين تتفرق إلى أهدافها،
و لم يتبق إلا زمرة من ثلاث رجال واجبها حماية قاعدة الانطلاق.
و وصلت إلى أسماع أفراد هذه الزمرة في الساعة الحادية عشر من صباح الفاتح من شهر نوفمبر
أصوات التفجيرات الأولى. لقد انطلقت شرارة الثورة.
و أثناء ذلك، كان أفراد هذه الزمرة يعملون على نقل ما لديهم من الإعدادات و التجهيزات،
حتى إذا ما حانت الساعة الثانية صباحا، بدأ المجاهدون المغاوير بالعودة إلى قاعدة تجمعهم،
واحدا تلو الأخر، إلى أن وصل الجميع، و بينهم اثنان أصيبا بجراح و رضوض خفيفة,
و أثار النجاح الذي حققوه موجة من الفرح الغامر الذي شمل الجميع.
و لكن مصطفى تخلف عن الالتحاق بنقطة التجمع،
و أخذت حماسة المجاهدين بالفتور،
فقرروا الانتقال من مركزهم.
و في النهاية، و صل مصطفى مع الخيوط الأولى للفجر،
و ابتسامة السعادة تغمر وجهه. كانت فرحة الجميع لا توصف،
و فخرهم لاشتراكهم بتفجير الثورة لا يضاهيه فخر
و لا ينافسه زهو و اعتزاز.
و انطلق الجميع بعد ذلك و هم يخترقون غابات الأوراس،
للبدء بمرحلة جديدة من التنظيم و العمل.


_

كانت ليلة رطبة و مظلمة،
و لم يكن المستعمرون، و هم غارقون في ظلمة تلك الليلة،
يعرفون يقينا، او يراودهم الشك،
بان ذكرى هذه الليلة ستكون حزينة
و ستبقى أبدا مرتبطة بأسوأ ما في تاريخهم.
ذلك لأنها تسجيل لانهيار أسطورة من أضخم الأساطير الاستعمارية.
و هناك ، بتلك الليلة ، هبت على جبال الأوراس نسمة منعشة،
صفقت لها أشجار الغابات الكثيفة.
و وسط الظلمة، كانت الأشباح تتحرك دونما ضجيج ،
و تتسلق المرتفعات بخطوات سريعة وثابة،
إنها أشباح سكان الجبال
الذين اعتادوا قساوة السير الطويل فوق الصخور،
و في الغياض الشائكة.
لقد قدموا من كل مكان،من المدن و القرى،
من الأوراس و من مناطق بعيدة عنها.
و تقدمهم مصطفى بن بو العيد،
أسد الأوراس، و صاح بهم:


_الله اكْبَرْ... َتْحَيا الجَزائر.

وترددت كلماته على ألسِنَة رجاله لتمزق سكون الليل، و لتثير حماسة المقاتلين.

_

تقرب المجاهدون في ظلمة الليلة ،
من حارس الثكنة الفرنسية، و قتلوه،
و تسلق مصطفى الحاجز الشبكي المحيط بالثكنة و تبعه بعض من رجاله،
و أما البقية فقد أخذ كل منهم موقعه داخل الثكنة ،
و اقتحم القائد مصطفى باب مكتب الشرطة،
حيث كان يرقد الشرطي المناوب. و صرخ مصطفى بالشرطي:


_قف، وسلم سلاحك.


فقال الشرطي مصدوما و قد راح فكه يتحرك بلا معنى:

_و..ولكن م..ماذا يحدث؟

و أجابه مصطفى بقوله:

_نحن جند جيش التحرير الوطني ، نبحث عن السلاح، أين بقية رجال المركز؟

و اجاب الشرطي المناوب مرتجفا:

_ انهم يقومون باعمال الدورية في المدينة

و اشار الشرطي الى المجاهدين نحو مكان البنادق
التي كانت مرتبطة بعضها ببعض بواسطة سلسلة معدنية غليظة تنتهي بقفل.
و بعد ان تم قطع السلسلة تبين ان البوادر هي من الانواع القديمة و التي لا تصح للقتال.
فقذف بها المجاهدون في ساحة المركز.
و اثناء ذلك كان مصطفى يتابع مع الشرطي المناوب، فقال له:


_ان جيش التحرير الوطني قد بدا منذ هذه اللحظة بخوض صراع مسلح هدفه تحرير البلاد.

فالجزائر كلها تشهد في هذه اللحظة عمليات مماثلة.
ثم اصدر مصطفى امره الى رجاله بوضع الشرطي في زنزانة السجن.
و مضت عشر دقائق قبل ان يظهر رجلان من الشرطة ما ان دخلا المركز حتى قال احدهما:

_ ماذا يجري؟ لقد ترددت اصوات اطلاق الرصاص في المدينة ال
تي اصبحت مظلمة بسبب انقطاع التيار،
فماذا يحدث؟.


و عندها وجه احد المجاهدين ضوء مصباحه اليدوي،
فبهر عيون الشرطيين، و قال لهما بلهجته الحازمة:


_ تقدما و ارفعا ايديكما عاليا. لا تتحركا ابدا، وسلما سلاحكما !...

و اصيب الشرطيان بذهول المباغتة،
غير انهما ترددا لحظة قصيرة في اطاعة الامر.
و عندها قفز مصطفى من العدم فصرع الاول بضربة من عقب البندقية،
و طعن الثاني بضربة مدية.
لقد كان سريعا بشكل مخيف في تسديد ضرباته،
و كان لخوضه الحروب بالمانيا فضل في كسب تلك المهارة.
القى الثوار بالشرطيين في الزنزانة، الى جانب زميلهما الذي سبقهما،
ووصل شرطي رابع،فتمت السيطرة عليه بسرعة، و جرد من السلاح،
ليلحق بدوره ايضا بمن سبقوه الى الزنزانة.
حمل المقاتلون المسدسات الاربعة التي انتزعوها من الشرطة.
وحملو احد المجاهدين بسبب اصابته بجرح في فخذه.
و انسحبو بسرعة من مركز الشرطة .
و لم يتوقفو هناك بل انطلقوا ليكملوا مهامهم الموكلة، بهمة و عزيمة
لا يهزها زلزال.


-(-(-(-(-~غضب وبؤس و تصميم ... تلك هي ملامح المجاهدين~-)-)-)-)-

تلقت الهيبة الاستعمارية لطمة مذهلة لم تكن تتوقعها،
سواء في قوة هذه اللطمة او اتساعها،
وما ان اشرقت الشمس صبيحة انفجار الثورة،
حتى انطلقت السلطات الاستعمارية للانتقام،
فاعتقلت مئات و الاف المسلمين الجزائرينن
وقذفت بهم في ظلمات المعتقلات و غياهب السجون.
و كان من بين المعتقلين بعض اقارب و اهل اللذين قامو بالهجوم
على جبال الاوراس و تم اطلاق سراح
بعض المعتقلين بعد تعذيبهم و استجوابهم.
في حين بقي الاخرون وراء قضبان المعتقلات.
و فرضت الاقامة الاجبارية في المعسكرات الاعتقال
على عدد كبير من المواطنين.
و وقعت نساء بعض المجاهدين
في قبضة السلطات الاستعمارية،
فقذت بهن في السجون،
حيث تعرضن لسوء المعاملة و التعذيب لمدد طويلة.
و قد كان مصطفى من المساجين
حيث قد تم اعتقال هذا الاسد بعد ان اكتشفو تموقعه فتم استدراجه و مباغتته ،
و تلقى الضرب المبرح قبل القبض عليه .


_

وقفت الشمس في الأفق البعيد ترسل آخر شعاع لها، و امتد الظلام كثيفا على المدينة،
فخنق فيها حتى الهواء، فما تميل عشبة، و لا تختلج ورقة،
و كان القنديل في رواق السجن شاحبا تتدافع دخناته من فتيل متسارعة،
و السجناء واقفون مختالون في بطء تخالهم أسوادا في أقفاص.
كانو يحسون بالموت يراودهم حول السجن،
فما يسعل أحد أو يتحرك حتى تبلغ القلوب الحناجر،
و تطل الرؤوس على الأبواب، و تتبادل العيون نظرات فيها البطولة
و الذعر و التحدي.
دقت الساعة التاسعة، فانفجر باب الرواق، و انتصبت فيه عينان، و انطلق صوت:


_مصطفى ! ألبس ثيابك و اخرج.

مالت الوجوه ميلة واحدة الى مصطفى ثم خرج
و هو يجيل نظره في إخوانه للمرة الأخيرة قبل إعدامه نقله لسجن الانفرادي و يقول:
أوصيكم بأهلي. قولوا لهم :


{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ...}

لم يدعه الحارس يكمل الآية الكريمة،
إذ هجم عليه و مسكه من كتفه و قذفه الى الخارج بعدما اطبق الباب على السجناء
و هم يهللون و يكبرون و ينشدون،
و خيم الظلام ثانية، فالتفت الباقون بعضهم بعضا، يتاملوا مكان اخيهم و قد استوحش،
فليس فيه الا حذاء تحت السرير مقلوب، و وسادة قدزحزحت عن مكانها ،
فوقها كتاب مفتوح على سطور سوداء،
و عم السجن سكوت ثقيل حزين لا يسمع فيه الا وقع قدمي رئيس الحراسة في زنزانة الابدية،


_

لم تمضي الا بضعة اشهر، كان فيها مصطفى يحارب الموت بين اربعة جدران صماء،
و رغم حرمانه من الاكل و الشرب الا انه كان صبورا صامدا، الى ان اتى احد الحراس و اعاد نقله
الى السجن الجماعي و هناك قد تلقى الترحيب و الاهتمام ، ما ان وضع قدمه عند عتبة الباب حتى هرع اليه الجميع
يردد اسمه و قلوبهم تهتز قلقا و خوفا على زميلهم الذي اصبح هزيلا و قد نمت له اللحية و اصبح في حالة يرثى لها
مضى اليوم على السجناء يساندون مصطفى ، فهذا يجلب الماء و اخر يعطيه الخبز اليابس و الاخر يواسيه.
الى ان عادت اليه صحته و حلق لحيته و عاد مصطفى اسد الاوراس اليهم من جديد.


_

لم تمضي الا بضعة ايام خطط خلاله مصطفى و زملائه للهرب، و بدؤو بتنفيذ.
مرة يحفر مصطفى الارض و مرة ذاك و هذا الى ان نجحو في صنع نفق الى الخارج.
و عندها خرج الجميع في الصباح الباكر قبل ان تتم مراقبتهم ، و لاذو بالفرار.
لقد هرب هؤلاء المقاتلون من جحيم القمع الوحشي للفرنسيين
و التجاو الى قواعد الثورة بالرغم من كل المصاعب.

_

لقد عاد مصطفى الى ميدان الجزائر بعد ان عان الامرين عام 1954،
و معه احد رفقائه المقربين
و تم اتخاذ قرار في ( اللجنة الثورية للوحدة و العمل )
يقضي بمتابعة التدريب و تطوير الاستعداد،
و اصبح الرجال بعد ثلاثة اشهر
من التدريب في الخفية على اتم لاستعداد لتنفيذ اية مهمة قتالية


_

استمر القتال والتنضيم و اصبحت الثورة راسخة الجذور قلب الشعب،
و تعاظم عدد المجاهدين في صفوف الثورة .
و اقبل المواطنون على التطوع بوفرة هائلة في الجيش الجزائري ودعمه بالاسلحة
و التبرع له بكل ما يمتلكونه و كان من نتيجة ذلك اصدر مصطفى بن بولعيد
و اوامره الى المجاهدين بتوسيع
مناطق العمليات، و الاتصال بالاخوة المجاهدين في الولايات الاخرى.

_

الا ان هذا الاسد الذي كان مفتتح الثورة
و في احدى مهماته في الجبال بين الاشجار الباسقة للغابة
لقى حذفه عندما عاين الجهاز لاحظ أنه لا يحتوي على بطاريات
فطلب من رفيقه إحضار البطاريات ولما جاءه بما طلب تم وضعها في الجهاز
وبمجرد تشغيله انفجر مخلفا ثماني قتلى وجريحين،
وعندما أحضر المجاهدون جهاز الإشارة الصغير هذا قال لهم مصطفى


_ ضعوا جهاز الإشارة هذا جانبا حتى يفحصه خبير في المتفجرات لعل فيه لغم،

وجاء الخبير وفحص جهاز الإشارة هذا وتأكد من أن الجهاز غير مفخخ،
وتؤكد هذه الحادثة الحرص الشديد لبن بولعيد على عدم استعمال أي جهاز
يأتي من العدو حتى ولو غنموه في المعارك،
لذلك يبدوا الأمر غامضا عندما ينفجر جهاز إشارة كبير
يستعمل في الاتصالات الدولية في كازمة لقائد المنطقة،
خلفه عساكر العدو في إحدى تنقلاتهم!!





_لا أصدق أن بن بولعيد استشهد بالطريقة التي طالما حذّرنا منها.
كانت هذه جملت احد المجاهدين الاحرار.
و هنا تولد قصة غامضة اخرى ...

اسطورة شهيد لم يقتله الرصاص
مازال الزمن يكذِّبُ التاريخ والرواية،
ولا يصدّق أنك يا مصطفى
كنت ضحية خديعة كتلك التي قضيت فيه حدفك ،

_


لازال الزمن يستغرب هو و الشعب الجزائري أيضا
أنك استشهدت بغير الرصاص الذي كان رفيقك
وكانت برودته الملتصقة بجسمك وأعضائك
تنزل بردا وسلاما على قلبك المليء بالأمل والإيمان في يوم جديد وجزائر حرة،
ولا زال الزمن و التاريخ يرى أن مثلك كان (البارود) له أحسن لأنك من جعلته يتكلم،
ولكن ماذا سيفعل الزمن وتفعل يا بن بولعيد عندما يكون خصمك أبعد من يكون عن الشرف في المعركة ،
وأقرب ما يكون إلى الدسائس والحيلة.

_


يا مصطفى يا من بكى الوقت لحظة موته
يا بن بو لعيد البطلْ
الذي قد كان الوطن قبل ان يكون رَجُلْ
اسمك مصطفى و التّاريخ
اصطفاك قنديلا منذ الأزلْ
إلى الأبد نورك كلّما
انطفى يعود كي يشتعلْ

_


كيف سنصفح عن موت ارواحكم الزكية السابحة في جنة الخلد ؟

لك الويل أيها الاستعمار الفرنسي !
سلبت أرواح الشعب الذي ابتلى فصبر،
و حافظ على عقيدته و كيانه،
و شرد فصبر و تحدى التعذيب و التقتيل،
و قاتل فرابط و ثبت،

_

أهذا جزاء من استنجدته يا فرنسا في ساعة العسر فانجدك،
و استصرخته حين ايقنت بالعدم فاوجدك؟
أيشرفك أن ينقلب الجزائري من ميدان القتال
الى أهله بعد ان شاركك في المجهود الحربي لا في الغنيمة،
و لعل فرحه بانتصارك يومها مساو لفرحته بسلامته،
فيجد الأب قتيلا، و الأم مجنونة من الفزع،
و الدار مهدمة، أو محروقة ،
و الغلة متلفة، و العرض منتهكا، و المال منهوبا مقسما،
و الصغار هائمين في العراء..

_

و هل يتخذ الصفح خيارا لتلك الايام...التي لها في نفوسنا سمة لا تمحى،
و الذكرى التي لا تنسى، فكن تاريخ صراع أليم و كفى.
و كل ما لك علينا من دين أن نحيي ذكراك،
و كل ما علينا لك من واجب أن ندون تاريخك في طاروس لئلا يمسحه النسيان
و حتى لا ننسى أرواحا أرجعت الأمل الباسم في الحرية.

_

مصطفى
ذلك البطل لا ولن نستطيع أن نوفيه حقه
كما لم نفعل مع أي كان من عظمائنا
نحن الجزائريون أوشكنا على نسيان ما حدث فكدنا نصفح لفرنسا و الصفح ليس خيارا؟


انتهى .

_

_الاسئلة :

1- كيف كانت الرواية و الاسلوب ؟! القصة بصورة عامة اثارت اهتمامكم؟
2- شو رأيكم بالبطل ومبدأه بالتضحية ؟
3- هل اثر موته فيكم ؟ يعني بكيتو ؟ >ما راح تبكو اكيد خ
4- انتقادات ؟ اقتراحات ؟ و خبروني اذا كان الاشن اكشن؟
5- تشعرتو باحساس المستعمرين .. يعني قدرت اوصل الشعور بشكل واضح
و ما بصمة الشخصية التي تركتها في قلوبكم.

{ لا احد يرد من فضلكم }
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

التعديل الأخير تم بواسطة soumi sama ; 09-19-2015 الساعة 06:03 PM
  #4  
قديم 09-18-2015, 10:21 PM
 
Talking


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ؟اخباركم ؟ ميناه
... جا هاساشيبوري دسكا
مر وقت طويل عن هذا القسم...
فلم اقم بوضع قصة منذ زمن
اتمنى ما تكونو مليتو من التاريخ خ

انووو... الكلام اسفله موجه لاستاذي الرائع بالتاريخ

جووووومين نساي سنسي هنتو جومين
حرفت التاريخ من اصلو وفصلو جوميين

خلص هيك اضمن ما راح يعاقبني

اه ما اصدق اني خلصت " class="inlineimg" />
راح تلاحظو الاختصار الفضيع في النهاية =="
بخ بخ
و اسفة اذا فيه اخطاء املائية لسا ما راجعت شو كتبت

الفكرة جاتني لما كنا نقرا اول درس بالتاريخ و
راح استاذي العزيز يسرد علينا ايام الثورة وكدا
و انا الطالبة المجتهدة كنت افكر شو اعمل في القصة
و تذكرت انو ابي حكى لي عن مصطفى book1
بعد ان شاهد فلمه لما راح لسنيما عندما كان صغير...
و استندت على مخيلتي الواسعة طبعا و قمت بفعل جريمة و هي تحريف التاريخ
ارجو ان تكون القصة قد امتعتكم و اخذتم لمحة عن تاريخ بلادي خ

ثرثرت كفاية " class="inlineimg" />


_تقديم الشكر:

للباكا هاش تاك كما اسميها انا او آيتنـ
و لنور الخبل1 > اشكرها من دون سبب خ
و طبعا للمشرفين على الفعالية

جنا
{ في امان الله }
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

التعديل الأخير تم بواسطة soumi sama ; 09-19-2015 الساعة 11:18 AM
  #5  
قديم 09-18-2015, 11:35 PM
 
حججز*^*
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:00 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011