عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 09-27-2015, 02:52 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



الفصل الخامس عشر :

اقبلت الآنسة جينسون بعينيها الذابلتين تتألقان تحت نظارتها العتيقه الطراز .. ذات الزجاج السميك وقالت تخاطب هيلاري :

- لدينا اجتماع هذا المساء .. سيخطب فيه المدير نفسه ..

فقال بيترز معلنا :

- حسنا .. فقد كنت اتمنى ان القي نظره على هذا المدير الخفي ..

فرمته الانسه جينسون بنظرة لوم وعتاب ثم استدارت منصرفه ..

وقال بيترز :

- يبدو لي انها والهة في حبه كما كانوا يتفانون في حب هتلر ..

فقالت هيلاري :

- وهذا ما يتراءى لي .. إنها فاشستيه متحمسه..

فقال بيترز مستطردا :

- حين غادرت الولايات المتحدة كنت ممتلئا حماسا وشبابا .. اتوق إلى دنيا تسودها الاخوة والسلام .. ولكن لو اني توقعت اني سألقي بنفسي بين براثن هذا الديكتاتور لما بارحت وطني ..

فهتفت هيلاري وقد تضرج وجهها احمرارا..

- لكم يسعدني ان اسمعك تقول هذا .. وكم اسعدني ان التقيت بك هنا .. فأنت رجل ظريف ومرح ..

فقال ضاحكا :

- يبدو لي انك ضقت بمعاشرة العباقره ..

فأجابت :

- هذا صحيح .. ثم انك تغيرت كثيرا في الايام الاخيره .. فقد زايلك شعور الكراهيه والمراره ..

- إنك مخطئه في هذا .. فهنا في اعماقي لايزال الحقد كامنا يتأجج ويتلظى .. نعم يا اوليف .. هناك اشياء يجب ان يكرهها الإنسان ..

بعد العشاء انعقد الاجتماع الذي اشارت إليه الآنسه جينسون في قاعة المحاضرات .. وحضره جميع اعضاء البحث العلمي من علماء ومساعدين وكيميائيين وغيرهم ..

اتخذت هيلاري مجلسها بجانب زوجها المزعوم بيترتون .. وهي اشد ما تكون لهفة إلى مشاهدة الرجل الذي يدير هذا المركز ويفرض عليه قيوده واغلاله ..

لقد سألت عنه زوجها فكانت إجابته متسمه بالغموض .. فقد قال:

- لقد رأيته مرتين فقط .. وهو رجل عظيم .. ذو شخصيه طاغيه جباره .. يستحوذ على عقلك ويخضعك لسلطانه فور ان يتكلم ..

اخيرا ظهر الرجل على منصة الخطابه ووقف الحضور جميعا تحية له .. كان رجلا متوسط العمر متين البنيان .. لابالطويل ولا بالقصير .. يتميز بعينين تشعان ذكاء متألقا وله نظرات نفاذه كأنما يسري فيها تيار كهربي قوي ..

وحين وقف ليتكلم تعلقت به العيون في انتباه شديد .. استهل خطابه بأن قال :

- دعوني اولا ارحب بزملائنا الجدد الذين انضموا إلينا في الأيام الاخيره ..

ثم شرع بعد هذا يتحدث عن اهداف المنظمه وامانيها ..

حاولت هيلاري فيما بعد ان تستعيد إلى ذهنها ماسمعته .. فاستعصى عليها الامر .. وخيل إليها انه لم يتفوه إلا بكلمات عاديه مرسله جوفاء .. وإن كان الإنصات إليه امرا مختلفا جدا .. فحين يتكلم .. تحس بسحره يطغى عليك ويأخذك ويحتويك ولكن إذا ما حللت كلماته فسوف تجدها مجرد لغو لا يقدم ولا يؤخر .. ذكرت هيلاري عند هذا ماحدثها به صديق لها عاش في المانيا اثناء الحرب .. وكيف كان الشعب الالماني يجن ويشتعل حين يستمع إلى هتلر ..

وكان الخطيب هذه الليله ايضا من هذا الطراز العجيب ..

سحر الحاضرين بكلماته فجعلوا يتابعون كلماته مشدوهين .. كأنما يهيمون في السماوات ..

تكلم الخطيب في البدايه عن الشباب ودور الشباب في حكم العالم .. وأن مستقبل العالم منوط بهم .. فقال:

- الثروات المكدسه والنفوذ الإقطاعي والأسره الكبيره المتضامنه .. تلك كلها هي اسلحة الماضي .. اما اليوم فالشباب هو مصدر القوة والسلطان .. نعم إن العقول هي القوه .. عقل الكيميائي والعالم الطبيعي .. والمهندس .. من بطون المعامل أيها الأصدقاء تنبثق القوه .. التي يمكن ان تدمر العالم ..
وبهذه القوه في ايدينا يمكن ان نقول للدنيا : إما التسليم وإما الموت ..

واستطرد قائلا:

- وهذه القوة المدمره الهائله لا يصح ابدا ان تكون في يد دوله واحده .. وإنما تتقاسمها جميع الدول .. تكون ملكا للجميع .. إنكم ايها الاصدقاء جئتم من جميع البلاد .. جئتم ومعكم معظم ما وصل إليه العلم من اكتشافات كما جئتم ومعكم الشباب.. فليس من بينكم من تجاوز الاربعين .. فهنا سوف نقيم دولة الشباب لكي نحكم العالم .. سنقول للدنيا:

ها قد جاء الشباب ليحكم ويسيطر .. أيها الرأسماليون .. أيها الملوك .. يارجال الصناعه وياقادة الجيوش .. تخلوا عن مقاعدكم فالشباب قد جاء ليحكم ..

وعلى هذا النسق دارت الخطبة كلها .. كلمات رنانه مدويه .. خلبت الباب السامعين وسحرتهم .. فما إن فرغ منها حتى هبوا جميعا وقوفا يصفقون ويهللون ..

واخذ اندرو بيترز بذراع هيلاري وهو يقول :

- هيا بنا إلى حديقة السطح فإني في حاجة إلى الهواء النقي ..

قال لها وهما يمشيان في الحديقه :

- إنني بعد ان استمعت إلى هذا الخطاب ازددت عزما على ان اخرج من هنا ..

فقالت :

- ولكن كيف .. كيف ؟! إنني اراه طريقا مسدودا لا سبيل إلى ثغرة فيه ..

- وهل حسبتني خاملا متواكلا؟ إنني ماض في تدبير خطتي ..

- وهل ستوفق ؟

- هذا ما اتوقعه ..

- وهل تنوي ان تأخذني معك .؟

- وهل يخامرك شك في هذا؟

- و.. بيترتون بالتأكيد ؟!

فتجهم وجهه وقال:

- صدقيني يا اوليف فيما اقول : إنه من الاسلم لبيترتون ان يبقى هنا ..

فتطلعت إليه في استغراب وقالت :

- من الأسلم ان يبقى هنا ؟ ماذا تقصد ؟! اتعني أن عقله قد اختبل ؟ وانه اصبح مجنونا ؟!

- إنه سليم العقل .. مثلي ومثلك تماما ..

- إذن لماذا يبقى هنا؟! ألعلك تعتقد انه خان وطنه وباع اسراره العلميه إلى المنظمه ؟ الا تعلم انه يتلهف إلى الهرب؟!

فقال بيترز بأسى :

- لقد حذرتك .. وحسبي هذا ..

ثم اردف :

- بالله عليك .. مالذي يجعلك تهتمين بهذا الرجل ؟!

همت بأن تصرخ فيه :

- ولكنني لا اهتم به .. إنك الوحيد الذي اهتم به لأنني احبك ..

ولكنها في اللحظه الاخيره امسكت بالكلمات التي كاد ان يجري بها لسانها .. واكتفت بأن تطلعت إليه بنظره تفيض اسى ومراره ..

****

قال لها بيترتون وقد عادت إلى جناحها :

- هل قضيت وقتا ممتعا مع صديقك الامريكي ؟!

فتضرج وجه هيلاري احمرارا واجابت :

- اتراك تغار منه ؟ انسيت اننا كنا رفيقين في السفر ؟!

فضحك بيترتون وقال :

- لست الومك على كل حال .. فإنه وسيم وجذاب ..

واستطرد يقول:

- وانت ايضا امرأه جميله .. لم افطن إلى ذلك من قبل .. لأنني مشتت العقل لا استطيع ان اركز تفكيري على شيء .. هذا المكان يخنقني ويحطم اعصابي ..

فقالت :

- ولكن الاخرين يعملون ويفكرون .. فلم لا تكون مثلهم ؟!

فأجاب :

- لأنهم جماعه من الحمقى ماتت مشاعرهم ..

- ولكن لاشك في ان فيهم نفرا مرهفي الإحساس

ثم اردفت :

- لم لا تتخير من بينهم صديقا فتجد في صحبته مايرفه عنك؟!

فقال:

- إن ايريكسون هو صديقي الوحيد ..

فقالت في دهشه واستنكار :

- حقا ؟ ولكني لا ارتاح إلى هذا الرجل .. إنه يخيفني ....

- توركيل يخيفك؟! إنه رجل وديع مسالم كأنه طفل ..

- مهما يكن فإنه يخيفني .. ولكم اتمنى ان تقطع صلتك به ..

- ولكن لماذا؟! مالذي تأخذينه عليه ؟ لماذا تكرهينه ؟ مالذي يخيفك منه؟!

- لا أدري .. مجرد هاجس بنفسي .. ليس سوى إلهام ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا
  #17  
قديم 09-27-2015, 03:01 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل السادس عشر:

قال المفتش ليبلان:

- لاشك في انهم غادروا افريقيا بالطائره ..

فرد جيسوب:

- ليس الأمر مؤكدا ..

- ولكن الاحتمالات كلها تشير إلى هذا .. إننا جميعا نعرف الجهة التي يقصدونها ..

- وهذا ايضا امر غير مؤكد .. فإذا كانوا قاصدين هذه الجهه .. فما الذي يجعلهم يتكبدون مشقة السفر اولا إلى إفريقيا .. وبعد ذلك يسافرون إلى تلك الجهه ؟ إن من الأسهل عليهم ان يسافروا إليها رأسا من اوروبا..

- هذا صحيح .. ولكن لعلهم فعلوا هذا ليضللوا كل من يحاول ان يتعقب اثرهم .. إذ لن يخطر لأحد ان افريقيا هي مقر الاجتماع ..

بيد ان جيسوب ظل متشبثا برأيه .. فقال:

- إنني اعتقد ان في الأمر سرا خفيا .. فالمطار صغير الحجم .. لا يتسع إلا لطائره صغيره .. إذا عبروا بها البحر الأبيض فقد استهدفوا لمخاطر لا داعي ان يعرضوا انفسهم لها .. وفضلا عن ذلك فلا بد ان يهبطوا في اكثر من مطار ليتزودوا بالبنزين .. وفي هذا مايسترعي الأنظار إليهم فينكشف امرهم ..

كلا ياعزيزي ليبلان .. إنني اعتقد انهم لم يبرحوا افريقيا ..

فقال ليبلان:

- ولكننا لم ندع مكانا إلا فتشناه ..

- إننا افترضنا انهم سيعبرون البحر الأبيض .. ولذلك اتجهت ابحاثنا ناحية الجنوب .. فلم لا نعكس الأمر ونمد بحثنا إلى الشمال؟!

- ولكن ماعسى ان تكون وجهتهم ؟ ليس في الشمال إلا جبال شاهقه .. تمتد وراءها صحراء شاسعه بلا حدود ..

- من يدري ؟ من يدري ؟

*****

قال الرجل اسمر الوجه الذي ينحدر من قبائل البربر ..

- إنك اقسمت ياسيدي ان تفي بوعدك ..

فرد عليه اندرو بيترز :

- بالتأكيد سأفي بوعدي ..

- وهل ستكون مكافأتي محطة بنزين في امريكا؟ في شيكاغو ؟ هل انت متأكد ؟

- إني متأكد يا محمد طالما استطعت ان تخرجنا من هنا ..

- إن النجاح مرهون بإرادة الله ..

- إذن دعنا نأمل ان تكون إرادة الله قد قضت لك بمحطة بنزين في شيكاغو .. ولكن لماذا شيكاغو بالذات؟!

- لأن شقيق زوجتي مقيم في امريكا ولديه محطة بنزين هناك .. ولا اريد ان اكون دونه مقاما .. لدينا هناك مال كثير وطعام وفير ونساء جميلات .. ولكن امريكا بلاد متحضره ..

- إنك بالتأكيد تدرك انهم إن عثروا علينا فإننا .........

قال محمد مقاطعا :

- إن عثروا عليكم فالموت جزائي .. ولكنهم لن يمسوكم انتم بسوء .. لأنهم في حاجه إليكم ..

ومع ذلك فإني لا اخاف الموت .. إن الموت مكتوب على البشر .. يأتيهم من حيث لا يدركون .. الموت هو قضاء الله ..

فقال بيترز :

- وهل وعيت تماما ما اريده منك؟

- نعم يا سيدي ... علي ان اصعد بك إلى السطح بعد هبوط الظلام .. وان اتيك بثياب مراكشيه مشابهه تماما للثياب التي ارتيدها انا والخدم ...

- تماما .. وإذا نجحنا فلك محطة البنزين الموعوده ..

******

في ذلك المساء اقيمت حفلة ساهره دار فيها الرقص والشراب ساعات متواصله .. ورقص اندرو بيترز مع الانسه جينسون .. وكان يضمها على صدره في رقه وبدا انه كان يهمس في اذنها بكلمات ناعمه ويناجيها .. فقد كانت نظراتها تشع احلاما من وراء زجاج نظارتها المزدوج السميك .. وفي دورانهما حول القاعه مرا بهيلاري فغمز لها بيترز بعينيه خفية عن زميلته .. واشاحت هيلاري بنظرها بعيدا وقد قطبت بين عينيها باستياء ..

وقع بصر هيلاري على توم بيترتون وقد انتحى بتوركيل ايريكسون جانبا من القاعه .. وهما منهمكان في الحديث ..

سمعت هيلاري صوتا إلى جانبها يقول :

- اتسمحين لي بهذه الرقصه يا اوليف؟

- يسعدني ان اراقصك يا سيمون ..

- ولكن يجب ان انذرك انني لا اجيد الرقص ..

ابتسمت له هيلاري دون ان تعقب بكلمه ولكنها ركزت انتباهها طوال الوقت حتى لا يطأ قدميها .. وقال لها مارشيسون وانفاسه تتابع لاهثه :

- الرقص يحتاج إلى موالاة التدريب .. ولكني بكل اسف لا ارقص إلا نادرا ..

ثم تطلع إليها وهي بين ذراعيه وقال:

- ما اجمل هذا الفستان .. و ..

ادركت هيلاري على الفور انه لقن هذه العبارات دون شك من كتاب عتيق عن : ( كيف تتحدث وانت ترقص )

فأجابت :

- يسرني انه راقك ..

- إنك بالتأكيد اشتريته من قسم الملابس هنا..

كان هذا منه سؤالا سخيفا لا داعي له .. إذ من اين لها به إلا ان يكون من قسم الملابس هنا؟!!!!

واستطرد مارشيسون بعد لحظات وقد اشتدت انفاسه انبهارا لفرط ما ادركه من التعب :

- إنهم هنا يحسنون معاملتنا .. كنت اقول لبيانكا بالأمس ان كل شيء متوافر هنا .. الطعام جيد وفير .. والأجر ضخم مجز .. ولسنا مطالبين بشيء من الضرائب .. إننا في الحق نعيش هنا حياة رائعه ..

- وهل تراها بيانكا حياة رائعه ؟!

- لقد خامرها شيء من الضيق في البدايه .. ولكنها مالبثت ان الفت الحياه هنا .. واخذت تشغل فراغها بالنشاط الاجتماعي .. وكانت تتمنى لو انك شاركتها نشاطها ..

- إني امرأة منطويه على نفسي ولا يستهويني النشاط الاجتماعي ..

- هذا عجيب .. فإن المرأه العصريه ولعة بأن تشغل نفسها بأي شيء..

إنني لا اجهل ان النساء اللاتي آثرن القدوم إلى هذا المكان من مثيلاتك انت وبيانكا اقدمن على تضحية جسيمه .. فأنت مثلا لست من العلماء ولا عمل لديك هنا .. وزوجك منشغل طوال الوقت .. غارق في معمله بين انابيب الاختبار .. وقد قلت لبيانكا ان اوليف قد تضيق في البدايه بهذه الحياه ولكنها لن تلبث ان تألفها وتعتادها ..

انتزعها من خواطرها ان ظهر الدكتور نيلسون في صدر القاعه ولوح بيده فسكتت الموسيقى وكف الراقصون عن الرقص ..

قال الدكتور نيلسون يخاطب الحاضرين :

- أيها الاصدقاء والزملاء .. إنكم ستضطرون غدا إلى ان تلزموا جناح الطوارئ ولا تخرجوا منه .. فهناك بعثه قادمه لزيارة المستشفى ..وليس لهم بالتأكيد ان يشاهدوا احدا منكم .. ولكن الامر لن يطول اكثر من 24 ساعه ففور انصرافهم تعودون إلى سابق حريتكم .. وتتجولون في ارجاء المكان كما تشاءون ..

على اثر هذه الكلمات انسحب من القاعه وعادت الموسيقى إلى عزفها وبدأ الحاضرون يرقصون .. ومال بيترز إلى هيلاري يقول :

- إذن فغدا سنحبس في سجن خاص كأنما لا يكفينا هذا السجن الذي نعيش فيه ..

*****

في صباح اليوم التالي دوى جرس الإنذار فهرعوا جميعا إلى قاعة المحاضرات ومن هناك تولت الآنسه جينسون إرشادهم إلى جناح الطوارئ ..

مشت بهم في دهاليز متعرجه لا تنتهي وكان بيترز يسير متأبطا ذراع هيلاري وقد اخفى في يده بوصله صغيره

وقال لها :

- هذه البوصله قد تهدينا إلى الطريق فيما بعد حين تدعو الحاجه ..

وانتهوا إلى دهليز توقفوا فيه .. وضغطت الانسه جينسون على زر في الجدار فدار الجدار حول نفسه وكشف عن فجوه كبيره نفذوا من خلالها إلى جناح الطوارئ ..

اخرج بيترز علبة سجائره المصنوعة من غلاف قنبله وتناول منها سيجاره وقبل ان يشعلها ارتفع صوت الدكتور نيلسون قائلا :

- إن التدخين ممنوع ايها الاصدقاء ..

فقال بيترز معتذرا :

- اسف ..

واعاد السيجاره إلى علبته ولكنه لم يعد العلبه إلى جيبه .. بل استبقاها في يده .. ودخلوا إلى قاعة فسيحه صفت الاسره في ركنين منها .. ركن للرجال وآخر للنساء .. وفي ركن ثالث وضعت مائده كبيره وحولها المقاعد .. كما كان هناك مشرب كبير في الركن الرابع اما وسط القاعه فشغلته المقاعد والفوتيهات ..

وقالت جينسون تخاطب الحاضرين:

- ستجدون هنا كل ماتحتاجون إليه من شراب وطعام .. ولكن المقام لن يطول بكم في هذا المكان .. فما إن تنصرف البعثه حتى يباح لكم الخروج ..

***

كانت القاعه بلا نوافذ ولكنها كانت مزوده بأجهزة التكييف كما كان بها رفوف تكدست فوقها الكتب لمن يحبون القراءه ..

مال بيترز إلى هيلاري وهو يقول هامسا ..

- الجدران صماء بلا نوافذ حتى لا يفطن احد في الخارج إلى ان في هذا الموقع قاعه فيها علماء من الذين اختفوا من كل ارجاء الدنيا ..

انقضى النهار في هدوء وسلام وأمضى الحاضرون وقتهم في القراءة او الكتابه او لعب الورق او الحديث ..

واخيرا حانت ساعة النوم فنهضت هيلاري واقفه وحيت من معها معتذره بأنها تريد ان تأوي إلى فراشها ..

إلا انها ما إن مشت عبر القاعة بضع خطوات حتى لمست يد ذراعها فاستدارت ورأت إزاءها عربيا اسمر الوجه يرتدي تلك الثياب المزركشه التي يلبسها الخدم وقال لها الرجل :

- ارجو ان تأتي معي يا سيدتي ..

- آتي ؟ ولكن إلى أين؟

- أرجو ان تتبعيني يا سيدتي ..

تسمرت مكانها برهة متردده .. وللمرة الثانيه احست بيد الرجل على ذراعها وهو يقول مكررا :

- ارجو ان تتبعيني يا سيدتي ..

ورأت انه لا مناص من الإذعان فمشت وراء الرجل بضع خطوات ثم استدارت تتطلع إلى ما وراءها ..

رأت بيترز يتابعها بنظراته وكأنما يريد ان يلحق بها ..

مشى بها الرجل إلى باب سري في ركن القاعه وفتحه بمفتاح صغير في جيبه ثم خرج بها إلى دهليز قصير وفتح بابا اخر انكشف عن مصعد مخبأ في الجدار ودعاها إلى الدخول ..

فقالت له هيلاري والمصعد يشق بهما الطريق إلى اعلى :

- ولكن إلى اين تذهب بي ؟

فأجاب :

- إلى السيد يا سيدتي وهذا شرف عظيم ..

- اتقصد المدير ؟

- لا .. بل السيد نفسه يا سيدتي ..

توقف المصعد فخرجت منه هيلاري في اعقاب الدليل .. فاجتاز بها ردهة فرشت بالسجاد ثم فتح بابا في صدر الردهه ودعاها إلى الدخول ..

كانت الغرفه مؤثثه على الطراز الشرقي صفت بها الأرائك المنقوشه ووضعت فوقها الوسائد .. وهناك على اريكه في صدر القاعه كان رجل جالس يدخن في هدوء ..

تطلعت إلى وجه الرجل ثم فغرت عينيها في دهشه .. فما كان هذا الرجل إلا المليونير اليوناني : السيد أريستيد ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا
  #18  
قديم 09-27-2015, 03:10 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل السابع عشر :

قال السيد اريستيد :

- اجلسي يا سيدتي العزيزه ..

وأومأ بيده إلى إحدى الأرائك فمشت إليها هيلاري في صمت مأخوذه .. مدهوشه كأنها في حلم .. واستوت جالسه ..

أطلق المليونير ضحكه خافته مبتوره وقال:

- إنك دهشه بالتأكيد فليس هذا ما كنت تتوقعين ..

- كلا بالتأكيد .. فلم يخطر لي قط ان .. لم اكن اتصور ان .. وامسكت دون ان تتم ماكاد ان يجري به لسانها ..

إذن فالسيد اريستيد هو منشئ هذا المركز العلمي .. إنه هو صاحب كل هذا التدبير .. ومن ملايينه المكدسه ينفق على الأبحاث الجاريه.

وقالت هيلاري :

- إذن فكل هذا ملك لك .؟!

- نعم ياسيدتي ..

- والمدير ماشأنه ؟!

- ليس سوى موظف يتولى إدارة العمل .. وإلقاء المحاضرات واستقبال البعثات التي تزور المستشفى ..

لاذت هيلاري بالصمت وغرقت في خواطرها ..

وقال لها :

- لديك قهوه تركيه رائعه او غيرها من المشروبات إن شئت ..

ثم استطرد :

- إنني رجل محب للخير والإحسان .. كما انني غني جدا .. كما تعرفين .. إنني من كبار الأغنياء في العالم .. بل لعلي اغنى رجل في الدنيا .. والثراء يفرض على صاحبه التزامات معينه حيال الإنسانيه .. ولذلك اقمت هذه المستعمره للمجذومين . وزودتها بأعظم العلماء والأطباء لدراسة الجذام واكتشاف علاج ناجح له .. وقد وفقنا في هذا إلى حد كبير .. فقد شفيت حالات كثيره وإن كانت هناك بعض حالات استعصت على الشفاء .. وليس هذا فقط فقد أنشأت مركزا آخر لأبحاث الجدري ومركزا ثالثا لأبحاث السرطان ..

وجذب المليونير بضعة انفاس من سيجارته ثم استطرد :

- إن الجذام مرض رهيب وفيما مضى كان المجذومون يطردون إلى خارج المدن .. حيث يتركون في العراء حتى توافيهم المنيه .. اما اليوم فهنا في مركز الأبحاث الذي انسأتخ يعالجون ويشفون ..

سكت السيد اريستيد هنيهه ثم استطرد :

- ولكن المراكز العلميه هذه ليست هي الهدف الذي ارمي إليه .. إن مستعمرة الجذام ليست إلا ستارا اخفي وراءه مجمع العلماء ..

فتساءلت هيلاري:

- مجمع العلماء ؟!

- نعم إني اجمع العلماء هنا في ركن خفي من المستعمره ليقوموا بأبحاث سريه من نوع اخر ..

- ليخترعوا لك اجهزة التدمير .. ولكن لماذا؟ لماذا تريد ان تدمر الدنيا ياسيد اريستيد ؟!

- أنا اريد ان ادمر الدنيا يا عزيزتي ؟! إنك بهذا تخطئين في حقي يا سيدتي .. إنني رجل محسن محب للخير .. ومع ذلك فأنا في نفس الوقت رجل اعمال ..

فتطلعت إليه هيلاري في استغراب وقالت :

- رجل اعمال ؟ ماذا تعني ؟!

- عندما تزيد الثروه عن حدها تصبح شيئا مزعجا يحطم الاعصاب فيسعى المرء إلى اشياء يرفه بها عن نفسه .. وقد اتجهت إلى جمع التحف واللوحات حتى ضقت بها ثم هويت جمع طوابع البريد فكانت مجموعتي هي اشهر واعظم مجموعه في العالم .. اما اليوم .. فإنني اجمع العقول ..

- العقول ؟!!!!!!!!!

- نعم .. وهي امتع هواية مارستها .. إنني اجمع هنا عقول العباقره ورويدا رويدا سيكون لدي في هذا المركز اعظم العقول العلميه في الدنيا .. ولكني لا انتقي إلا الشبان وحدهم ..

وسيحل يوم ينتبه فيه العالم على انه اصبح خاليا من العلماء ولم يعد لديه منهم إلا المسنون والعجائز .. وعندئذ يتجه العالم إلي ويتوسل ان امده بمن لدي من علماء شبان .. ولما كنت رجل اعمال كما قلت لك .. فإني لن اتردد في ان ابيع للدول علمائي ..

- تبيع لهم علماؤك ؟! اهم سلعه في نظرك؟!

- ولمَ لا يكونون؟!

- إذن فهذا كله مشروع تجاري بحت .. لا شأن له بالسياسه..

فقال السيد اريستيد :

- السياسه ؟! اني رجل امقت السياسة والسياسيين ..

- ألا تريد ان تسيطر على العالم وتحكمه ؟!

- وما يعنيني من العالم حتى اشغل نفسي به ؟ إنني لا اريد ان اكون إلها ادير العالم .. إنني رجل مؤمن ... إنني تاجر فقط .. والعلماء هم تجارتي .. إنهم السلعه التي اتعامل بها ..

- وإذن فما هذا الذي سعته عن الشباب وحكم الشباب وان المستقبل لهم ؟
- محض كلمات جوفاء تخلب ألبابهم وتستهويهم فهذه هي النغمة التي يحبها الشباب ..

- لقد ظننت انك تريد منهم ان يخترعوا لك آلات الدمار والهلاك .. حتى تهدد الدول بما لديك وتتولى حكم الدنيا ..

فأغرق السيد اريستيد في الضحك وقال:

- هذا شيء لم يخطر لي ببالي ..

- ولكن كيف استطعت ان تجمع كل هؤلاء العلماء هنا ؟

- إني اشتريهم كما يشتري المرء سلعه معروضه في السوق .. اشتريهم بالمال والأحلام .. فمعظم الشبان يعيشون في الاوهام والاحلام وما علي إلا ان اجاريهم في اوهامهم فيتهافتون علي وانقدهم اجرا ضخما ..

- إذن فهذا تعليل مالاحظته عليهم من انهم يعتنقون عقائد مختلفه ولا تربطهم عقيدة سياسيه واحده ... فهذا الامريكي بيترز يساري متطرف .. وإيريكسون رجل الأحلام والمثل العليا والأنسان المتفوق السوبرمان .. اما هيلدا نيدهايم ففاشيستيه متحمسه .. تملك قلبا من الصخر مجردا من المشاعر الإنسانيه .. اما الدكتور بارون ...

فقاطعها اريستيد :

- الدكتور بارون رجل جشع لا يعبد إلا المال وقد نقدته مايسد جشعه ..

ثم اردف ضاحكا :

- إنك امرأة ذكيه ياسيدتي .. فعلى الرغم من قصر المده التي امضيتها مع هؤلاء العلماء .. فإنك استطعت ان تنفذي إلى بواطن نفوسهم .. نعم إنك امرأه متوقده الذكاء ولعلك لا تعلمين أني إنما ذهبت إلى فزان لأراقبك عن كثب ..

فتساءلت هيلاري :

- ولكن لماذا ؟ مالذي دفعك إلى الاهتمام بأمري ؟

فقال:

- إن العباقره الذين يضمهم هذا المركز افذاذ في ابحاثهم ولكنهم غير اجتماعيين وصحبتهم لا تلذ لأحد ونساؤهم غبيات يثرن الضجر والملل .. وانت الوحيده الذكيه بينهن ..

واستطرد:

- إني عادة لا أحبذ وجود الزوجات هنا إلا إذا دعت الضروره كأن ارى الزوج عاجزا عن الاكتشافات والاختراعات وتركيز الذهن لفرط قلقه على زوجته التي خلفها وراءه .. ولقد كان هذا شأن زوجك منذ حل بهذا المكان ولهذا اتيت بك .. لقد خاب ظني في زوجك ياسيدتي العزيزه ..

- ولكن هذا لابد ان يحدث من حين لآخر .. لأن العالم لا يمكن ان يبتكر ويخلق إلا إذا أحس بأنه حر طليق .. وهم جميعا يشعرون دون شك بأنهم يعيشون سجناء وراء الأسوار والقضبان .. ولهذا لابد ان يتمردوا ويثوروا من حين لآخر ..

- لكن العصفور لن يثور إذا زودناه في قفصه بكل مايحتاج إليه .. الطعام والماء والماء ورفيقته .. إنه لايلبث ان ينسى الدنيا الخارجيه .. وسينسى انه كان حرا في يوم من الايام .. إن الحريه ليست سوى عادة ..

- إنك تخيفني بهذه الآراء .. ولكن العالم الذي سوف تبيعه قد يرفض ان يعمل في خدمة سيده الجديد وقد يتمرد ويسعى إلى ان يكون حرا طليقا .. فالحريه ليست عاده كما تزعم انت .. بل هي غريزه كامنه في النفس .. حتى الطفل الصغير يسعى إلى الحريه .. ويتمرد على اوامر امه ..

- اما سمعت قط ياعزيزتي عن عملية غسل الدماغ ؟ إذا شعرنا بأن الرجل بدأ يثور ويتمرد فلا اسهل من ان نجري له عملية غسل مخ فينقلب وديعا كالحمل والوديع .. هناك عقاؤ يحقن به الإنسان فيؤدي إلى هذه النتيجه ..

- ولكن الا تخشى ان يؤثر هذا على قدرته في التفكير؟ وان يفقد عبقريته او بعضها على الاقل؟!

- إن غسل المخ لا يؤثر إطلاقا في القدرة على التفكير .. كل ماهناك انه يجعل المرء وديعا مسالما مستكينا ..

فهتفت هيلاري ..:

- هذا فظيع .. هذا رهيب .. !!

- ولكنه مفيد .. إنه يجعل الرجل بلا هموم او قلق ..
- مازلت اعتقد ان عملية غسل المخ تشل القدره على التفكير ..
- إننا على اية حال ماضون في إجراء التجارب .. وقد وصلنا إلى نتائج مبشره ..

- وهل تجرون التجارب على الحيوانات؟!

فضحك وقال:

- حيوانات؟ إننا نجربها على البشر ...

فهتفت هيلاري باستنكار :

- البشر!!!!

- بالتأكيد .. فبعض العلماء الذين حضروا إلى هنا اثبتوا انهم فاشلون ولم يكتشفوا جديدا .. فأي نفع لهم عندنا ؟!

- ولكن امن حقكم ان تتخذوهم حقلا للتجارب؟

- ولم لا؟! لصالح الإنسانيه .. إننا هنا نضحي بالفرد من اجل الجميع ..

تطلعت إليه هيلاري في ذهول .. " هذا الرجل لا بد ان يكون مخبول العقل "

قال لها اريستيد :

- ولكن مالذي يعنيك انت من الامر كله ؟ إن الذي يهمك هو زوجك دون الآخرين .. اتخشين ان أجري عليه تجاربي؟!

- هذا ماتوقعه مادمت تجده غير منتج .. أتوسل إليك ان تطلق سراحه .. وان تعيده إلى بلاده ..

فضحك اريستيد في سخريه وقال:

- اعيده لكي يفشي السر ويتحدث بما رأى هنا ؟

- سأطلب منه ان يقسم على الكتمان .. وإذا اقسم فسوف يفي ..

فاشتدت ضحكته سخريه وقال:

- إنه رجل لا يفي بالعهد .. فقد افشى إلي بكل مايعرف من اسرار علمية لقاء ما نقدته من مال ..

ثم استطرد :

- ومع ذلك .. فإنني على استعداد لأن اطلق سراحه ولكن على شرط ..

- وماذا يكون هذا الشرط ؟

- ان تبقي انت هنا رهينه لدينا .. حتى لا يفشي اسرارنا خوفا عليك مما قد يصيبك .. فهل انت على استعداد لقبول هذه التضحيه؟

وهمت بأن تقول له إن بيترتون بالنسبة إليها رجل غريب وانه ليس زوجها وان عينيها لم تقعا عليه إلا يوم جاءت إلى المركز العلمي .. ولكنها بدلا من هذا قالت :

- نعم .. إني على استعداد للبقاء رهينه كما تقول انت ..

- وفي هذا مايسعدني فأنت امرأة ذكيه وانا احب الذكيات من النساء ..

وسرح ببصره هنيهه ثم قال في شرود :

- ثم إن لك شعر احمر .. وقد كانت زوجتي ذات شعر احمر فما رأيتك حتى اهجت في نفسي عواطفي التي ماتت وخمدت .. نعم .. إنني اشعر لأول مره منذ سنوات طويله بأن جذوة الحب بدأت تشتعل في قلبي من جديد .. وسوف اجعلك اسعد النساء ..

تفرست فيه هيلاري برهه ثم هتفت :

- كلا .. كلا .. لا اريد ان ابقى .. اريد ان ارحل عن هذا المكان .. اتوسل إليك ان تطلق سراحي ..

فرماها اريستيد بنظره طويله ثم قال:

- بل ستبقين هنا .. إلى الأبد .. نعم .. انت وزوجك لن ترحلا ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا
  #19  
قديم 09-27-2015, 03:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل الثامن عشر ..


افاقت هيلاري كرافن في جوف الليل على ازيز طائره يشق سكون الليل وارتكزت على مرفقيها تنصت إلى الأزيز ..

ثم نادت توم بيترتون الذي كان مستغرقا في نومه على سرير اخر بالقرب منها ، فقالت له وقد افاق :
- توم .. اتسمع ازيز طائره؟ انها تطير منخفضه فوق البناء ..
فقال ومازال النعاس يغالبه :
- إن الطائرات لا تفتأ تروح وتغدو في هذه المنطقه ..
فقالت :
- مايدريني انها طائره جاءت لكي ..

ثم بترت جملتها ولاذت بالصمت ولم يسألها توم عما كانت بسبيل التفوه به إذ مالبث ان غرق في النوم من جديد .
لبثت هيلاري متيقظه وهي تستعيد إلى ذهنها دقائق ذلك الحديث الذي جرى بينه وبين اريستيد ..

لقد هام بها العجوز حبا ولم يتردد في ان يصارحها بالمشاعر التي يجيش بها فؤاده فهل تستغل هذا الوضع وتلعب بهذه الورقه ؟

عندما يجيء في المره التاليه ويدعوها إلى لقاءه فسوف تستدرجه إلى الحديث عن زوجته ذات الشعر الاحمر ..

إن الذي اجتذبه إليها لم يكن جمالا خلابا او قواما ساحرا وإنما تاج من الشعر الاحمر فهو رجل عزوف عن النساء بعيد ان يفكر في الجنس..

ولكنه يستعيد فيها ذكريات الشباب التي اندثرت .. إنها بشعرها الاحمر تذكره بتلك التي احبها على عهد الصبا والشباب..

فهل تراها تستطيع ان تستغل فيه هذه النزوه لكي تحمله على ان يصحبها معه إلى العالم الخارجي ؟!

طالما قالت في نفسها : لابد ان اخرج من هذا السجن لابد ان اجد وسيله للفرار ..

فهل يكون اريستيد هو طريق الهرب !؟ ..

****

قال المفتش ليبلان وقد اشرق وجهه :
- رساله.. ها نحن اولاء اخيرا نتلقى رساله ..
كان سكرتيره قد دخل عليه يحمل إليه ورقه مطويه تناولها منه ليبلان وفضها وجرت عليها عيناه سريعا ثم قال في انفعال :
- هذا تقرير من احد الطيارين الذين عهدت إليهم بأن يمسحوا الصحراء في المنطقه المتاخمه لجبال اطلس ..

فتساءل جيسوب :
- مالذي جاء في التقرير؟

فأجاب :
- إنها مكتوبه بالشفره، ويقول فيها إنه عند طيرانه فوق موقع معين في المنطقه الجبليه تلقى إشاره لاسلكيه بطريقة مورس وقد كررها مرسلها ثلاث مرات وهذا نص الإشاره اللاسلكيه ..
وبسط امام جيسوب ورقه لا تحمل إلا هذه الكلمات كوج جذام سيل ..
واستطرد المفتش ليبلان يقول :
- أما الكلمه الأولى ( كوج ) فهي كلمة السرالتي نعرف بها ان الرساله اللاسلكيه صادره من احد رجالنا وليست مدسوسه علينا والكلمه الثالثه سيل شفره سريه معناها لا اعلم شيئا والكلمه الوسطى جذام معناها واضح ..

فقال جيسوب :
- جذام ؟ هل لديكم في هذه المنطقه مصحات للجذام ؟!

فأجاب الشرطي الفرنسي:
- لست ادري .. ومع ذلك يمكننا ان نتأكد ..

وجاء بخريطه نشرها على المكتب وانكب عليها يفحصها واومأ باصبعه إلى موضع فيها وقال:
- هذه هي المنطقه التي كان طيارنا يحوم فوقها ..
ثم اخذ يقرأ البيانات المدونه بهامش الخريطه ..

وعاد يشير إلى نقطه ملونه باللون الاحمر وقال:
- هنا .. انظر .. إنها مستعمرة الجذام ..
- ومن صاحبها ؟ من الذي يديرها ؟ الحكومه الفرنسيه ؟
- لا اعلم ، سوف نرى .. لحظه واحده
غادر غرفته وعاد بعد لحظات يحمل مجلدا ضخما اخذ يقلب صفحاته حتى استقر على صفحه معينه وقال :
- هاك مانبحث عنه .. في هذا المكان المهجور من الصحراء مستعمره للجذام انشأها وينفق عليها رجل محسن محب للخير من كبار الاغنياء ..

وهي تضم مركزا علميا لأبحاث الجذام والسرطان والجدري .. وفي المستعمره نحو مائتين من المجذومين يشرف على علاجهم اشهر الاطباء كما يقومون ببحث علمي يهدفون به إلى اكتشاف دواء ناجح للجذام وهذا المركز العلمي فوق الشبهات كما انه تحت رعاية رئيس الجمهوريه نفسه ..

فقال جيسوب:
- عظيم .. عظيم جدا .. وماذا لديك ايضا من بيانات ؟

واستطرد ليبلان :
- ومن حين لآخر تقوم بزيارة هذا المركز العلمي بعثات من كبار الشخصيات ومشاهير الاطباء فتتفقده وتطلع على ما احرزه من تقدم علمي ثم تعود هذه البعثات وهي تردد اعظم الثناء دون ان تستريب في شيء ..
- هذا لأنهم يرون ما يراد لهم ان يشاهدوا . إنني اشعر بأن هذا المركز العلمي ما هو إلا ستار يهدفون به إلى إخفاء نشاطهم المريب فلا اصلح من المكان الشرعي المحترم لإخفاء عمل غير مشروع وغير محترم ..

فقال ليبلان في شيء من التردد :
هذا محتمل في مثل هذا المكان القصي المهجور الذي يقع في قلب الصحراء يمكن تخبئة العلماء الذين اختفوا مدة اسبوعين او ثلاثه حتى يواصلوا رحلتهم بعد ذلك إلى محطة الوصول المجهوله ..

فقال جيسوب :
- إنني اعتقد ان هذا المركز العلمي هو نفسه محطة الوصول .. هو نهاية الرحله ..
- ومالذي يحملك على هذا الظن ؟!
- لأنه لا داعي لإنشاء مستعمره يحبس فيها المجذومون فإن الجذام اليوم مع اساليب العلاج يمكن ان يعالج في البيت .. فيما مضى كانوا يعلقون في رقبة المجذوم جرسا .. فإذا مشى في الطرقات ارسل الجرس رنينا .. اما اليوم فالأمر يختلف .. ولاداعي لإنشاء مستعمره لعزل المصابين فيها .. ولذلك اعتقد ان لهذا العمل الإنساني المتسم بالخير هدفا اخر .. إن هذه المستعمره ليست إلا واجهه تستر وراءها غرضا خفيا ..

فقال ليبلان ومازال التردد يساوره :
ولكن المليونير اريستيد صاحب هذه المستعمره رجل فوق الشبهات .. إنه من اكبر الاغنياء في هذا العصر .. ومن كبار المحسنين المحبين للخير .. إن له مستشفيات خيريه في باريس وفي ليون ..
- وهل نسيت ان اريستيد كان موجودا في فزان في الوقت الذي كانت فيه اوليف بيترتون موجوده هناك ؟
- اكان هناك حقا ؟ إذن فالأمر غريب !!
- بل غريب جدا ياعزيزي ليبلان ..
وران الصمت برهه على الرجلين واخيرا قال ليبلان :
- إنها لمخاطره جسيمه ان نتعرض للسيد اريستيد دون دليل نستند إليه إن له نفوذا لايمكن ان تتصور مداه .. إن له اصبعا في جميع المنشآت والمؤسسات والدوائر الحكوميه والبنوك والصناعات الرئيسيه ومصانع السلاح وشركات النقل .. بإيماءه واحده تسقط الحكومات وتفلس البنوك والشركات ..

واستطرد ليبلان في شرود :
- إنه يعيش في قصره في اسبانيا منزويا متباعدا عن الناس ولكنه بملايينه يحرك الدوله ويسيطر عليها .. الوزراء جميعا ليسوا سوى دمي مشدوده إلى خيط اصابعه .. فإذا شد الخيط تحركوا وإذا ارخاه سكنوا وجمدوا في اماكنهم .. إنه القوة المحركه المختفيه وراء الستار فكيف يمكن ان نواجهه ونتحداه ؟ يجب ان يتوافر لدينا دليل .. اي دليل قبل ان نخطو خطوة واحده ..
فقال جيسوب:
- هون عليك ياصديقي إن الدليل لن يعوزنا في النهاية ..
فقال ليبلان في وجوم :
- لو فشلنا فسوف نطرد انت وانا من عملنا شر طرده ..
فقال جيسوب في هدوء :
- كن مطمئنا يا صديقي .. إننا لن نطرد .. بل سوف ننتصر ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا
  #20  
قديم 09-27-2015, 03:21 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







الفصل التاسع عشر .. (1) ..

اخذت السيارات تهدر وهي تزحف على مهل .. ترتقي التل في طريقها إلى مستعمرة الجذام .. وامام الباب الحديدي توقف الركب ..

كانت اربع سيارات وفي الاولى منها احد الوزراء وبجانبه سفير امريكا في باريس .. وفي الثانيه قنصل انجلترا في مراكش .. واحد اعضاء البرلمان الفرنسي ومدير شرطة باريس .. اما السياره الثالثه فكانت تضم عضوا سابقا في اللجنه الملكيه ورئيسا سابقا في المحكمه العليا مع اثنين من رجال الصحافه ذائعي الصيت . على حين كانت السياره الرابعه تقل اثنين من اشهر رجال المخابرات ومعهما المفتشان ليبلان وجيسوب ..

اسرع السائقون يفتحون ابواب السيارات .. ونزلت منها هذه النخبه الممتازه من الزوار ..

وغمغم الوزير في صوت خافت :
- ارجو ان تكون جميع الاحتياطات قد اتخذت تجنبا للعدوى ..

فأجابه المفتش ليبلان :
- كن مطمئنا يا سيدي الوزير ..

لقد اتخذت جميع الاحتياطات كما اننا لن نقترب منهم بل سنراهم على ابعد وهم وراء الاسلاك الشائكه ..

بدا الارتياح على وجه الوزير وقال السفير الامريكي شيئا عن طرق الوقايه الآمنه وكيفية الحيلوله دون تسرب العدوى باتباع الأساليب الطبيه الحديثه ..

فتحت البوابه الضخمه على مصراعيها .. وفي مدخلها كان نفر من موظفي المستعمره في انتظار الضيوف للترحيب بهم وعلى رأسهم مدير المستعمره ونائب المدير واثنان من الأطباء ..

وبعد تبادل التحيات قال الوزير :
- ارجو ان يكون عزيزي السيد اريستيد قد بر بوعده ... فلم يعقه شيء عن الحضور ..

فأجابه نائب المدير :
- لقد طار السيد اريستيد بالأمس قادما من اسبانيا وهو ينتظركم في مكتبه يا سيدي الوزير .. فهلا تفضلتم بمرافقتي؟

تقدم نائب المدير الركب والجميع في اعقابه ..

استدار الوزير ببصره إلى اليمين ورأى المجذومين يغدون وراء القضبان المزودة بالأسلاك الشائكه وهم يحدقون إلى الضيوف كأنهم حيوانات حبيسه .. فسرى الاطمئنان إلى قلبه .. إذ كانت فكرته عن داء الجذام هي نفس العقيدة المرعبه التي سادت في القرون الوسطى ..

وكان السيد اريستيد في انتظار ضيوفه في مكتبه الفخم الفاخر الرياش ..

رحب بزائريه في حراره وابدى اغتباطه بزيارتهم لتفقد المستشفى ومعامل الابحاث .. والاطلاع على احدث الاكتشافات التي وصل إليها الباحثون في ميدان العلاج .. ثم امر بتقديم مختلف المشروبات إلى ضيوفه .. وقال احد الصحفيين المرافقين للبعثه :
- الحق انه عمل رائع يا سيد اريستيد هذا الذي تقومون به هنا ..

فأومأ اريستيد برأسه وقال :
- يا سيدي إنني فخور بهذا المكان .. إنه هديتي إلى الانسانيه وما بخلت يوما على الابحاث التي تجرى هنا بأي قدر من المال ..

قال احد الاطباء في حماس وانفعال :
- إن هذا المركز العلمي هو اقصى ما يطمح إليه العلماء .. فهو مزود بأحدث الاجهزه العلميه .. ومن حسن الحظ اننا استطعنا ان نتوصل إلى نتائج باهره ..

فقال اريستيد في نبرة المسيحي المؤمن :
- كان من توفيق الله لي ورضائه عني ان احرزنا شيئا من النجاح ..

ومال عضو البرلمان على اذن رئيس المحكمه العليا السابق وقال هامسا :
- هذا العجوز المنافق يتظاهر بالتقوى والورع .. والله يعلم عدد البيوت التي خربها بمضارباته .. إنه يستنزف دم الناس بإحدى يديه ويحسن باليد الأخرى ..

وقال القاضي القديم مغمغما :

- إن اعظم الاكتشافات العلميه دون حاجة إلى مثل هذا البذخ والإسراف ..

قال اريستيد وقد فرغوا من تناول المشروبات :
- إنه ليسعدني ايها السادة ان تتناولوا الطعام معنا .. وسينوب الدكتور فان هايديم عني في الترحيب بكم .. فإنني اتبع نظاما غذائيا يحول دوني ومشاطرتكم الطعام على ما تشاؤون .. وان توجهوا إلى الدكتور فان هايديم مايطيب لكم من الاسئله ..

صحب الطبيب ضيوفه إلى قاعة الطعام .. وكانت الوان الطعام شهيه وفاخره وابدى الوزير ثناءه وتقديره ..
وقال الدكتور فان هايديم :
- اننا نولي الطعام عنايه كبيره حتى لا يشعر احد علمائنا او مرضانا بأي نقص .. فالفاكهة والخضر تصل إلينا بالطائره مرتين في الاسبوع .. ولدينا ترتيب خاص بالنسبة إلى الدواجن واللحوم .. كما ان لدينا ثلاجات ضخمه نحتفظ فيها بالمؤونه ..

قدم مع الطعام مشروبات من افخر الانواع ثم قدمت القهوه التركيه في النهايه .. وبعد ذلك بدأت البعثه تتفقد المركز العالمي واستغرقت الزياره اكثر من ساعتين .. وكان الدكتور فان هايديم بادي الاستعداد دائما للإجابه عن اي سؤال وشرح كل مايستغلق على الضيوف ...

كان الوزير في اثناء الجوله في دهاليز المستشفى وقاعاتها يتقدم الموكب .. وبجانبه المضيف فان هايديم .. يتبعهم الاخرون .. على حين تعمد جيسوب وليبلان ان يتخلفا في الوراء وان يسيرا في نهاية الموكب ..

اخرج جيسوب من جيب صداره ساعه ضخمه تطلع إليها ثم هز رأسه صامتا .. وقال له ليبلان:
- هل وجدت شيئا ؟ هل من علامة على الاطلاق؟
هز جيسوب رأسه نفيا واعاد الساعة إلى جيبه ..
ومن حين لآخر كان جيسوب يتطلع إلى ساعته وليبلان يوجه إليه نفس السؤال : " اما من علامه ؟ ويأتيه نفس الرد : لا شيء .. لا اثر يدل على وجودهم هنا ...

وقال جيسوب : لا شك في انهم نقلوهم إلى مكان بعيد منعزل .. حتى لا نلتقي بهم في اثناء جولتنا ..

فتساءل ليبلان :
- اذن فكيف نحصل على الدليل؟
اننا دون دليل سنجد انفسنا عاجزين عن اتخاذ اي اجراء .. إنك ترى انهم جميعا مبهورون بما يشاهدون .. الوزير والسفير الامريكي والقنصل البريطاني .. إنهم جميعا مؤمنون بأن اريستيد رجل عظيم وفوق الشبهات ..

فقال جيسوب باقتضاب :

- قبل ان نغادر المركز سيكون لدينا الدليل المنشود ...

فهز ليبلان كتفيه وقال :
- إنك يا صديقي رجل شديد التفاؤل ...

فأجاب جيسوب :
- هل تعلم سر الساعة التي احملها ولا افتأ اتطلع إليها ؟ انها احدث الاختراعات العلميه يا عزيزي ليبلان .. إنها ليست ساعه عاديه .. وإنما تضم في داخلها جهاز استقبال دقيق الحجم يتلقى إشارات لا سلكيه من جهاز اخر مداه مائة متر .. ومازلت اتوقع ان اتلقى هذه الذبذبه اللاسلكيه من زميل موجود داخل هذا المبنى .. إلا إذا كان يبعد عنا اكثر من مائة متر .. إذ يستحيل ان تمتد الذبذبه إلى اكثر من هذه المسافه ...

- إذن فهذا هو الدليل الذي تترقبه ؟
- تماما ولم افقد الامل حتى الان ..

فقال ليبلان :
- ولكن الوزير لن يأخذ بهذا الدليل .. إنه يريد دليلا قاطعا .. لا ذبذبه في الهواء .. إنه يريد ان يرى امامه شخصا حيا .. يقول له إنه كان محبوسا في هذا المركز وانهم احتجزوه هنا ..
- سوف اقدم إليه هذا الشخص الحي ..

ثم مالبث ان اردف :
- ومع ذلك فإنني لا اعتمد في إثبات نظريتي على الوزير او السفير او عضو البرلمان .. فإن لرجال السياسه حساسية خاصه .. يشعرون معها بالحرج لأي تصرف يبدر منهم ..

- وعلى ماذا تعتمد إذن ؟
- على رجل عجوز محدودب الظهر ثقيل السمع .. ضعيف البصر ..
فضحك ليبلان وقال:
- اه لعلك تقصد رئيس المحكمه العليا السابق ..
- تماما .. إنه رجل عرك الحياة وعركته .. ولطول عهده بالقضاء اصبح له انف حساس يتشمم بسهوله اي رائحه عفنه . واذا استراب في امر فلن يقعده شيء عن متابعته وتعريته والكشف عنه .. إنه رجل علمه منصبه ان ينصت وان يتابع الإنصات حتى يقع على الدليل .. هذا الرجل الذي سيؤازرني في موقفي ضد اريستيد ...


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الضحية العاشرة ـ لـ أجاثا كريستي زيزي | Zizi روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 6 10-11-2015 07:01 AM
جميع روايات أغاثا كريستي (أجاثا كريستي) الملكة ريم تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 58 07-03-2014 12:47 AM
المجموعة القصصية الأولى للكاتبة الأنجليزية ( أجاثا كريستي ) atef995511 تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 37 03-03-2011 11:36 PM
سلسلة روايات أجاثا كريستي جيرمون111 تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 6 02-02-2011 07:12 PM
المجموعة الثانية من قصص الروائية الأنجليزية ( أجاثا كريستي ) atef995511 تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 13 09-29-2009 02:49 PM


الساعة الآن 02:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011