عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree14Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-27-2015, 12:35 AM
 
رواية منقولة من نسج خيال كاتبتا اخرى

السلام عليكم
كيفكم يا حبايبي
اليوم جبتلكم قصة منقوله ولكن الحق يقال لقد احببتها كثيرا
وهي جميلة للغاية
انها منقولة كما قلت من منتدى مكسات واما الكاتبة فلا اعرف اسمها
نوعها: مكتمل على ما اظن فأنا حتى الان لم استطع قرائتها كاملة
لننتقل الى البارت الاول
بسم الله
روايتي هذه عبارة عن أحداث مترابطه في الماضي و المستقبل ..!حياة مثيره لم يتوقعها أحد من شخصياتي ..!

تصادم أفكار و ذكريات مؤلمه و ماضي دمر مستقبل !!..

شيطان محبوب .. يخفي ألام الماضي .. ليكشف الستار عن شخص يملك قلب طفل !!..

إصطدام عنيف يغير مجرى حياة عدة أشخاص بشكل كبير !!..

ماضٍ تعيس .. و حاضر مؤلم .. فمذا سيكون المستقبل ؟!!..

لقاء كان مصادفهـ .. لسان ينطق و قلب يتمزق ألماً .. ليتنهي الأمر إلا تغير عكسي تماماً .. فيختم بآهات لا تنتهي ..!

فهل ستكون السعادة بعد هذا ؟!..

أم أحزان تستمر للأبد ؟!..

Xx

هذه هي روايتي ...

Part 1

كنت أسير في ذلك الممر بشموخ .. إبتسامة كبرياء كانت على شفتي .. شعري الأشقر و عيناي الخضراوتان جعلت الفتيات من حولي يغرمن بي .. أما الشباب فيضنون أني مغرور جداً ..!
هه .. هذا لا يهم فأنا وريث مارسنلي الأسرة ذات النفوذ الواسع في فرنسا بأسرها .. سلسلة الفنادق الكبرى التي تملكها والدتي هي سبب هذا الثراء الذي أعيشه ..!
ولأني إبنها الوحيد الذي لم يعرف أباه فكل طلباتي مجابه و كل ما أريده يتحقق !!..
ليس هذا فقط .. من شدة الدلال الذي أعيشه أنشأت شركة أسرتي هذه الثانويه .. ذلك لأن أمي مهتمة بدراستي للمرحلة الثانويه .. كما أنها تود التطرق لبناء المدارس وليس فقط الفنادق .. كما أنها تملك الكثير من المطاعم الراقيه .. لكن الفنادق أكثر دخلاً و عدداً !!..

ذلك الجرس الذي الذي رن للتو و اللحظه .. إنه يعلن عن بداية فترة الإستراحه ..!
جيدٌ جداً .. فأنا بدأت أشعر بالملل من تلك الدروس .. غيرت وجهتي التي كانت ناحية الصف إلى الكفتريا ..!
كنت عند المدير قبل قليل وقد كان يناقشني في بعض الأمور فملكية هذه المدرسة تؤول إلي !!..
نعم .. لقد كتبت أمي هذه المدرسة بأسمي كهدية حين تخرجت من المرحلة الإعداديه ..!
أليست أماً رائعه ؟!!..
وصلت إلى الكفتريا الراقي .. كبير و فيه أجود أنواع الأطعمه .. حقيقةً هو فرع من فروع قسم المطاعم في شركة مارسلني الكبرى .. و الطعام هنا بالمجان طبعاً ..!
إتجهت ناحية باب كبير متجاوزاً كل الطاولات ..!
فور وصولي فتح الباب من قبل أحد الخدم الذي حنى رأسه بإحترام وهو يقول : أهلاً بك سيدي !!..
نظرة إليه باستحقار ..!
آه كم أكره هذه المخلوقات .. الخدم !!..
وكأي فتى في طبقتي الراقيه أستحقرهم !!..
إتجهت ناحية طاولة مستديره فاخره في وسط الغرفة التي زينة باللوحات و التحف .. كما أن الجدار المقابل للباب كان من الزجاج مما يعطي إطلالةً جميلة على تلك الحديقة الخاصه بي و بمن أسمح لهم ..!
ألم أقل لكم أني مدلل ..!
جلست على أحد المقاعد الخمسه .. ومعي كان صديقان لي و كذلك صديقتان ..!
بالطبع كلهم من تلك الأسر الراقيه ..!
لم تمض سوا لحظات على جلوسي حتى جاء النادل ليسألني : سيد مارسنلي .. مالذي يشتهيهه حضرتك اليوم ؟؟!..
نظرت إلى الفتاتين لأقول ببتاسمه : مارأيكما عزيزتاي ؟!.. مذا تشتهيان ؟!..
إبتسمت كلٌ منها إبتسامةً حالمه .. ياللفتيات !!..
قالت الأولى ذات الشعر الأشقر ذو الخصل الحمراء : ما تطلبه أنت سيعجبنا .. إختر ما تشاء !!..
وافقتها الأخرى ذات الشعر البني القصير ..!
نظرة إلى النادل و أخبرته بطلبي .. من فوره أسرع ليخبر الطاهي مع تذكيره لي أنه لن يتأخر عن ثلاث دقائق !!..
هه .. ما أجمل حياة الرفاهيه .. حقاً !!..
قطع تفكيري أحد صديقي .. كان ذا شعر بني قصير من الخلف و ذو خصل طويلة من الأمام : مارسنلي .. الأنسة زوراليندا دايفيرو هي رئيسة مجلس الطلبه و معها نائبتها الأنسة فلورا مردستن .. أرادتا التحدث معك بشأن مهرجان المدرسة الكبير الذي سيقام الأسبوع القادم ..!
صحيح أني أعرف الفتاتان من قبل و إن لم تكن هناك علاقات صداقة بيننا .. لكن لابد من الرسمية في بعض الأمور ..!
نظرة إلى تلك الروزليندا ذات الشعر الأشقر و العينان العسليتان الحادتان .. إبتسمت بغرور : سيد مارسنلي .. أفكر في جعل ذلك المهرجان حفلة راقصة تكون في المساء .. لم أخبر المدير بعد لأني خشيت أن يرفض لذا أخبرتك أنت ..!
إبتسمت ببرود و أنا اقول : فليكن .. بما أن وريثة أسرة دايفيرو و رئيسة مجلس الطلبة تريد ذلك ..!
ظهرت علامات النصر على ملامحها .. وقد إبتسمت بغرور أكبر و كأنها ملكت العالم حينها وقد شكرتني على تفهمي كما تقول !!..
لم تمر سوا لحظات حتى جاء خادم آخر يحمل صينية فيها بعض أكواب العصير .. وقد كان يحلمها بالطريقة المعتاده أي على ظاهر كفه اليمنى وهو يرفع تلك اليد ..!
وقف بالقرب مني و بدأ يضع الأكواب أمام كل واحد منا ..!
خلفه كان خادم ثاني يدفع عربة مليئية بأثمن الأطعمة الإيطاليه ..!
و بالتأكيد .. طبقي المفضل .. المعكرونه الإيطاليه !!..
نظرة إلى فتى الأكواب ذاك وسألته باستحقار : لما لا تلقي التحية على سيدك يا هذا ؟!..
إلتقت الفتى الذي بدا صغيرا ناحيتي وهو يقول : هل من مشكلة في ذلك ؟!..
لم أجب على سؤاله بل : يالوقاحتك .. تذكر إلى من تتكلم يا هذا !!..
ببرود قال : حسناً يا ابن مرسنلي .. أسعدت صباحاً !!..
لوهلة شعرت انه ينظر إلي باستحقار كنظرتي نحوه .. ذلك جعلني أقف و أضرب الطاولة و أنا انهره : أيها الخادم الحقير !!.. كيف تجرأ على الحديث مع سيدك بهذه الطريقة الوقحه ؟!!.. المشردون أمثالك لايستحقون إلا أن يكونوا خدماً أو يموتوا !!..
فاجأني حين أبتسم نصف إبتسامه : أفضل الموت على خدمتك !!..
أغاضني حقاً فلكمته من فوري ليقع على الأرض !!..
لم أنته منه .. بل قفزت فوقه و أخذت ألكمه و أنا أشتمه بغضب بينما كان هو يحاول الدفاع عن نفسه بطريقة ما !!..
شعرت بأحدهم يمسك بي وهو يصرخ : لينك تمالك أعصابك !!!..
صرخت بغضب شديد : ماثيو أتركني أحطم هذا المتشرد !!..
إستطاع صديقي ماثيو سحبي بصعوبه !!..
في حين أسرع الخادم الآخر لسحب الفتى من تحتي و الذي ظهرت بعض الكدمات على وجهه !!..
كدت أفلت من ماثيو لولا أن صديقي الآخر أسرع ليمسك بي أيضاً !!..
وقف الفتى بصعوبة بمساعدة ذلك الخادم .. نظرة نحوه باستحقار فتفاجأة به يبادلني النظرة نفسها !!..
لذا قلت له بحقد : سترى مذا سيفعل بك السيد مرسنلي أيها الخادم الحقير !!..
لم يجب بل سمعت صديقي الذي قال : هذا يكفي لينك .. ليس الآن !!..
نظرت ناحية دايمن بطرف عين و صمت .. بينما قال الخادم الأول بأسف وهو يحني رأسه : آسف سيدي .. أرجوك إستمتع بوجبتك الآن ثم عاقب هذا الخادم على فعلته فيما بعد .. و إذا أردت عاقبني معه أيضاً !!..
أردت أن أجيب بسأعاقبكما كلاكما الإثنان الآن لكن أحدهم سبقني : إذهبا الآن ودعا السيد مارسنلي يهنأ بطعامه !!..
أسرع ذلك الخادم لتلبية أوامر ماثيو وهو يساعد ذلك الحقير التافه على السير !!..
فور أن خرجا نظرت إلى ماثيو لأصرخ : لما أوقفتني ؟!!.. كان بإمكاني تحطيم رأسه !!..
لم يجب ماثيو بل عاد إلى مكانه .. نظر إلي دايمن ذو الشعر البني ليقول : لا تتعب رأسك بأمر خادم لينك .. تعلم أنك تستطيع طرده متى أردت !!.. مع أني أفضل أن لا تفعل هذا !!..
نظرت إليه باستغراب .. مالذي يقصده ؟!..
جلس مكانه فجلست أنا كذلك ليقول ماثيو ببرود وهو يحرك الملعقة في الحساء أمامه : ألم ترا وجهه الشاحب ؟!.. الواضح أن ذلك الفتى الصغير لم يأكل منذ فترة .. و إن أكل فهي مجرد بقايا يفترض أن تكون للقطط المشرده !!.. الدليل على ذلك جسده المتعب .. ربما ليس ذلك واضحاً لكن حين لكمته سقط من فوره وهذا ليس طبيعياً بالنسبة لشاب .. كما أنك حين قفزت فوقه لم يستطع الدفاع عن نفسه .. الواضح بأنه من طبقة مافوق حثالة المجتمع مباشرةً .. إن لم يكن واحداً منهم !!.. ربما إن طردته سيموت جوعاً !!..
نظرة إليه ببرود : ليكن !!.. من سيهتم لأمره أصلاً ؟؟!!.. لقد عكر مزاجي وهو يستحق الطرد حتى لو مات جوعاً !!..
لم يتعجبوا من إجابتي .. يعلمون مقدار كرهي للخدم ..!
حاولت تناسي الموضوع على الاقل خلال وقت المدرسة و بدأت ناول الطعام وكذلك كان الجميع ..!
.................................................. ..............
في غرفتي الكبيره .. كنت مستلقياً على السرير أرتدي ملابس النوم وقد إستيقضت لتوي من قيلولة مابعد المدرسة ..!
جلست بهدوء و أنا أفكر في ذلك التافه الذي أزعجني اليوم .. مذا سأفعل بشأنه ؟!.. هل سأطرده ؟!.. لا .. لقد قال أنه يفضل الموت على خدمتي !!.. لن أطرده بل سأجعله يبقى في خدمتي لفترة أطول !!..
هه .. دعني منه الآن ..!
وقفت و أتجهت ناحية دورة المياه الكبيره لأستحم ..!
بعد خروجي بدلت ملابسي فأرتديت ملابس عاديه للمنزل .. ربما عادية في نظري لكنها تعد باهضة الثمن ..!
بنطال جينز أسود مع قمصيص أسود كذلك و معطف أحمر أتجهت ناحية ذلك الجدار الكبير الذي غطته مجموعة من الستائر الذهبيه المصنوعة من المخمل و التي تغطي ذلك الجدار الزجاجي ..!
حركت إحدى الستائر قليلاً لأنظر إلى الخارج .. كانت غرفتي في الدور الرابع تطل على الحديقة الكبيرة للمنزل .. في الحديقه رأيت خادمتين تقفان بالقرب من والدتي .. كانت تجلس في مكانها المعتاد عند بركة السباحه و تمسك كتاباً في يدها و كرة الفرو البيضاء المدللة تلك نائمة في حظنها ..!
إبتسمت بهدوء حين رؤيتها .. والدتي في التاسعة و الثلاثين من عمرها .. لكن من يراها يظنها في أنها في نهاية العشرينات ..!
لها شعر أشقر مموج و طويل و عيناها زرقاء صافيه ..!
أظن أنها كانت ملكة جمال في بداية شبابها ..!
هي رائعة الجمال إلى الآن على أي حال ..!
تحب إرتداء فساتين العصور الوسطى داخل المنزل .. وحقاً كانت ترتدي فستان أزرق طويل مليئ بالنقوش الذهبيه ..!
إستدرت مغادرا الغرفة بعد أن رتبت نفسي للمرة الأخيره و صففت شعري بطريقة جذابه ..!
تحب والدتي رؤيتي كأوسم الشباب !!..
فتحت الباب و خرجت إلى غرفة أخرى أكبر حجماً .. تحتوي مكتب دراسه و شاشة تلفاز كبيره مع أرائك جلدية فاخره ..!
كذلك هناك ثلاجة مليئة بعلب العصير و زجاجات الماء ..!
و أخيراً .. خزانة كتب كبيره تحتوي على الكثير من الكتب العلميه و كذلك الروايات البوليسية التي أفضلها ..!
كما أنني أمتلك مجموعة روايات شارلوك هولمز كامله ..!
و الكثير من روايات أجاثا كرستي ..!
و أيضاً كثير من مؤلفات شيكسبير ..!
اتجهت ناحية باب كبير هذه المره .. مكون من بابين متقابلين ..!
فتحت أحدهما و خرجت من جناحي الخاص .. لأرى ممراً طويلاً أمامي .. مليئ باللوحات الفنيه الثمينه ..!
مررت في ذلك الممر لأصل في النهاية إلى قبة كبيره .. كان ممر غرفتي يتوسط ثلاث ممرات تنطلق من هذه النقطه ..!
الممران الآخران أحدهما لجناح والدتي و الآخر لوصيفتي أمي الخاصه و في نفس الوقت هي كبيرة الخدم في المنزل .. وهي عجوز خدمت أمي لخمسة ثلاثينن سنة منذ كانت والدتي طفله .. لذا أمي تحبها و تقدرها كثيراً ..!
كان سقف تلك القبة من الزجاج .. لكنه في النهار لايسمح بأشعة الشمس بالدخول بسهوله .. أما في الليل .. فمنظر القمر من خلاله رائع ..!
يتوسطه نافورة صغيره ذات لون ذهبي .. تحيط بها بعض النباتات بشكل مبهر ..!
بعد تلك القبه ينتهي الأمر بخروجي ناحية الصالة العلوية للمنزل و التي تحتوي على مصعد كبير و درج للنزول ..!
أتجهت ناحية المصعد الذي كان مفتوحاً .. ركبته ثم ضغطت على الرقم واحد لأنزل للأسف ..!
كانت جدارن المصعد من المخمل الذهبي !!..
والدتي تعشق هذا اللون لذا لا تستغربوا أن كررته كثيراً !!..
هي حقيقةً تسميه لون الملوك و الفخامه !!..
توقف المصعد فنزلت و أتجهت ناحية بوابة على يساري .. هي ليست بوابة المنزل الأساسيه لكن من خلالها أخرج إلى الحديقه حيث يمكنني الجلوس بهدوء ..!
كانت أمي لاتزال في مكانها ذاك .. إقتربت منها لكنها لم تنتبه .. على عكس الخادمتين اللتان أخفضتا رأسيهما باحترام : أهلاً بك سيد مارسنلي ..!
رفعت أمي رأسها حين علمت بوجودي و ابتسمت ..!
جثيت على إحدى ركبتي أمامها و أمسكت يدها لأطبع قبلة على ظهر يدها و أنا أقول : طاب يومك والدتي الغاليه ..!
ببتسامة لطيفه : طاب يومك عزيزي .. كيف هي أخبارك ؟!..
وقفت وقد كانت إحدى الخادمتين قد أحضرت كرسياً لأجلس عليه .. جلست و أنا أقول : كل شيء على مايرام .. أنا لا أرى جيسكا هنا ؟!.. ليس من العادة ألا تكون معك ..!
أجابتني بعد تنهيدة قصيره : المسكينه .. إنها مريضة اليوم لذا بقيت في غرفتها .. لقد صار جسدها يؤلمها بكثرة في الفترة الأخيره ..!
بالتأكيد .. عجوز في الستين من عمرها إنه أمر طبيعي !!..
لكن يبدو أن هذا يزعج والدتي : لابأس يا أمي .. لا تشغلي بالك كثيراً .. إنها كبيرة في السن ومن الطبيعي أن يؤلمها جسدها ..!
تقدمت ناحيتي إحد الخادمات لتقول باحترام : سيد مارسنلي .. السيد ديمتري حظر إلى هنا .. إلى أين تريدني أن أدخله ؟!..
لم أجب بل أجابت والدتي عوضاً عني ببتسامه : أحضريه إلى هنا .. فأنا لم أره منذ فتره ..!
أومأت الخادمة و أنصرفت .. بعدها بقليل عادت و خلفها ذلك الشاب ذو الشعر الأسود القصير و العينان الزرقاوتان الحدتان .. كان يرتدي بنطال أسود و قميص أزرق فاتح جداً إضافةً إلى سترة سوداء فتح كل أزرارها ..!
تقدم ناحيتنا فوقفت ببتسامة و صافحته : أهلاً بك ..!
إبتسم بهدوء ثم نظر إلى والدتي .. حنى رأسه قليلاً : كيف حالك سيدة مارسنلي ؟!.. أرجوا أن تكوني بألف صحة و عافيه ..!
إبتسمت والدتي له لتقول : أنا بخير .. مذا عنك ؟!..
رفع رأسه بهدوء : بخير ..!
نظر إلي بعدها بهدوء : أفكر في التجول هنا و هناك .. شعرت بالملل فهل ترافقني ؟!؟..
إبتسمت و أنا أقول : لا مانع لدي ..!
ألقيت التحية على والدتي ثم ذهبت معه ..!
حينها أتجهنا إلى مربض السيارات .. هناك أوقف ماثيو سيارته السوداء الفاخره ذات الطراز الرفيع ..!
صعد خلف المقود فصعدت بجانبه : إلى أين نحن ذاهبان ؟!..
أجاب وهو يحرك السيارة دون النظر إلي : سأتجول في الشوارع وحسب .. أريد أكتشاف الجزء الآخر من باريس !!..
نظرة إليه بدهشة من كلامه : مالذي تقصده ؟!.. أرجوك لا تفعل فأنا لا أطيق الذهاب لهذه الأماكن !!.. أليس من الأفضل لو نتجه إلى أحد دور السينما أو أحد المنتجعات الترفيهيه ؟!..
إبتسم بخبث وهو يقول : إجابة دايمن نفسها !!.. لكني لن أفعل بل سأذهب إلى المكان الذي فكرت بزيارته منذو زمن !!..
تنهدت بضجر و أنا أعلم أنه من المستحيل أن يغير رأيه !!..
صديقي هذا لديه أفكار جنونية لا يفكر بها فتى في مستواه !!..
أظن أنه يريد أن يجرب العيش ببساطة كباقي الناس !!..
يبدو أن دايمن إستطاع النجاة بنفسه هذه المره و أنا من سأنتهي !!..
نظرة إليه بطرف عين : أسمع أنت .. أمي لاتزال تريد أبنها !!.. فإن آذاني أحد أولائك الهمجيين فستتحمل المسؤليه !!..
بدت عليه الثقة و الحماس : هذا مثير حقاً .. أعدك إن خرجنا سالمين فسنتناول المعكرونه الإيطاليه معاً !!..
إبتسمت و أنا أتذكر تلك الوجبة التي أحببتها منذ طفولتي : على حسابك !!..
لم يجبني بل إكتفى بهز كتفيه بقلة حيله و تابع القيادة بصمت .. كانت السيارة تسير بين المباني الضخمه و الفنادق الكبيره و القصور العظيمه .. لكن كلما أبتعدنا قليلاً إنخفض مستوى الحضارة حتى لم أكد أرى برج إيفل الطويل ..!
دخلنا عبر مجموعة من الشوارع القديمه حيث المطاعم الصغيره و محلات الخياطة البدائيه و الأطفال الذين يلعبون في الشارع حفاة الأقدام !!..
بدت أشعر بالتقزز من تلك المناظر التي لم أعتد رؤيتها لذا قلت بسخريه : و الآن السيد مرسنلي و السيد ديمتري في أرض المتخلفين .. كم هذا مقرف !!!..
نظر إلي بطرف عين : متخلفين !!.. ألأنهم فقراء تقول ذلك ؟!!..
أجبته بحده : بالتأكيد .. أنظر إليهم .. ماهذه الملابس التي يرتدونها !!.. أووه بل أنظر إلى الأطفال الذين يلعبون بدون أحذيه !!.. أليس هذا تخلفاً !!..
تتمتم ماثيو بصوت منخفض : لا أظن أن الأمر بيدهم !!.. لو كان بيدهم لتمنوا حياةً أفضل من حياتك لينك !!..
تظاهرت بعدم سماعه و بقيت أنظر من النافذه ..!
لم يعد الجو يعجبني : مذا الآن ؟!.. هاقد أكتشفت الجزء الآخر من باريس !!.. ألن نعود الآن ؟؟!..
لم يجب فآثرت أنا الصمت أيضاً !!..
لاحظت أن الجميع ينظر إلى هذه السيارة الفخمة التي تسير في تلك الشوارع .. حتى أن بعض الأطفال حاولوا اللحاق بنا ركضاً !!..
دخلنا لشارع آخر لنرا بعض الشباب اللذين يرتدون ملابس غريبة كثياب رجال العصابات .. فهي مليئة بالسلاسل و قصات شعورهم غريبه !!..
علمت بأن هاؤلاء هم عصابات الشوارع كما رأيتهم في الأفلام !!..
كل ما آمله هو أن لا يهجموا على السياره !!..
تجاوزنا ذلك الشارع بهدوء فنظرت إلى ماثيو بغضب : هذا يكفي !!.. لنعد الآن فقد إكتفيت !!.. إن لم نسرع فقد تهاجمنا عصابات الشوارع التي تملأ المكان !!..
لكنه تجاهل كلامي و أوقف السياره : وصلنا !!..
رفعت أحد حاجبي : مذا تقصد ؟!؟..
نظرت من النافذة لأرى أننا توقفنا أمام بناء متهالك يبدو كمدرسة أو ما شابه ..!
نظرت إلى ماثيو مجدداً : لما توقفنا هنا ؟!.. ما هذا المكان ؟!..

.................................................. ..
هذاالبارت مقدمه للأحداث .. فقد كي تتعرفوا على أي نوع من الأشخاص هو بطل روايتي

( لينك مارسنلي )

ما رأيكم المبدئي بالبارت ؟!!..

و أي نوع من الأحداث ستحصل في الجزء القادم ؟!!..

لكم ودي ~
1. part 2


تجاهل كلامي و أوقف السياره : وصلنا !!..
رفعت أحد حاجبي : مذا تقصد ؟!؟..
نظرت من النافذة لأرى أننا توقفنا أمام بناء متهالك يبدو كمدرسة أو ما شابه ..!
نظرت إلى ماثيو مجدداً : لما توقفنا هنا ؟!.. ما هذا المكان ؟!..
و أخيراً نظر إلي ليجيب ببتسامه : إنه ملجأ للأيتام !!.. حدثني عنه خادمي و أخبرني بأن الأطفال فيه يعانون كثيراً جراء الفقر و المرض!!.. لذا أردت زيارة هذا المكان !!.. لننزل !!..
شهقت بفزع : ننزل !!.. أجننت !!.. لن أفعل و إن أردت إنزل وحدك !!.. يستحيل أن أنزل في مكان كهذا !!.. السيـ ...!
قطاعني بسخرية ليكمل كلامي : السيد مارسنلي لا يمكنه زيارة أماكن كهذه !!.. كف عن التبجح و الغرور لينك !!.. تصرف بتواضع ولو ليوم واحد !!.. هيا أنزل و أعدك بأن أخذك إلى أفضل مطعم يعد المعكورنه الإيطالية في باريس حين عودتنا !!..
زفرت بحنق و نزلت كما فعل هو .. نظرت إلى ذلك المبنى للحظات لكي أتأمله ..!
أظن أن عاصفة صغيرة قد تهدمه فوق رؤوس من فيه وقد بدا قديماً جداً كما أن الأماكن من حوله مليئة بالقاذورات و الروائح الكريهه !!..
لم أشعر إلا بيد ماثيو يسحبني خلفه .. آخ من هذا الفتى !!..
دخلنا عبر بوابة لم يكن لها باب !!..
حيث فناء كبير فارغ إلى من بعض قطع الخرده و كذلك الأراجيح التي صنعت من أطارات السيارات ..!
كذلك هناك الكثير من الإطارات و بركة وحل كبيره الواضح أن هناك من يلعب بها دائماً بسبب الأثار قربها .. كم هذا مقزز !!!..
سرت مع ماثيو و أنا أحوال كتم أنفاسي بسبب الرائحة السيئه ..!
دخلنا من باب آخر خشبي كان مفتوحاً وهو باب المبنى .. لم نرى أحداً ولا ضوء في المكان .. لكننا الآن في النهار لذا ضوء الشمس يفي بالغرض ..!
نادا ماثيو بصوت مرتفع : هل من أحد هنا ؟؟!..
لحظات حتى ظهرت فتاة تبدو في سننا .. حين رأتنا أسرعت ناحيتنا وهي تقول : مرحباً .. هل من خدمة يا سيدي ؟؟!..
إبتسم ماثيو وهو يقول : أردت الإطلاع على المكان وحسب .. هلا اخذتني إلى المسؤول لو سمحتي ؟!..
إن ماثيو لبق أكثر من اللازم !!..
إبتسمت الفتاة وهي تقول : أهلاً بكما .. أنا المديرة هنا .. تفضلا معي !!..
شكرها ماثيو و سرنا خلفها .. تعجبت من أن تكون فتاة لا يبدو أنها تجاوزة السابعة عشر مديرة لدار إيتام .. إلا إن كنا قد أخطأنا العنوان ..!
أعترف .. كانت حسناء رغم ثوبها البسيط ..!
عيناها زرقاوتان و شعرها بني يصل إلى نهاية ظهرها وقد سرحته على شكل ظفيرة واسعة من الأعلى و ضيقة في آخرها ..!
وصلنا إلى باب خشبي مفتوح .. دخلت فدخلنا بعدها : أهلاً بكما .. لم نستقبل ضيوفاً منذ مده ..!
سارت لتجلس على كرسي خشبي خلف ذلك المكتب .. أمام المكتب كان كرسيان خشبيان أيضاً : المعذره .. أظن أن المكان أقل من المتواضع .. لكن للأسف نحن لا نملك المال إلا لإطعام الأطفال هنا ..!
إبستم ماثيو بهدوء : لا بأس عليك آنستي .. لا مشكله ..!
لباقة ماثيو هذه ستوصلني إلى الجنون .. رغم ذلك صمت و جلست على الكرسي كما فعل ماثيو ..!
إبتسمت الفتاة وهي تقول : أولاً سأطلب لكما الشاي .. إنتظراني لحظه !!..
وقفت و غادرة الغرفه .. نظرت إلى ماثيو بعتاب : والآن مذا ستفعل ؟!..
أجابني ببساطة دون أن ينظر إلي : لا أعلم .. سأرى مذا يمكنني فعله ..!
صمتنا لدقائق قبل أن تعود الفتاة وهي تحمل صينية حديدية ظهر الصدأ عليها و فوقها كوبان من الشاي .. قدمتهما لنا وعادت لمكانها ..!
نظرت إلى ذلك الشاي .. كان لونه باهتاً .. يبدو أن لا سكر فيه .. لا أظن أن بإمكاني شربه : المعذرة يا سيد .. لكننا لا نملك إلا الشاي ..!
كانت تقصدني لذا قلت ببرود : لا عليك .. أنا لا أشرب الشاي أساساً ..!
بدت الراحة عليها رغم كذبتي فقد أطمأنت لأني لن أتذوق طعمه السيء !!..
أبتسمت بهدوء وهي تقول : أهلاً بكم يا ساده .. أدعى جوليا في السابعة عشر و أنا مديرة هذا الملجأ ..!
إبتسم ماثيو ليقول : أدعى ماثيو و أنا كذلك في السابعة عشر .. تشرفنا آنسه جوليا ..!
نظر إلي نظرة مغزاها عرف بنفسك .. لكن لا تتباها ..!
تنهدت بضجر لأقول ببرود : أدعى لينك .. في السابعة عشر !!..
رمقني ماثيو بنظرة حاده فأردفت : تشرفنا !!..
ببتسامتها نفسها : لي الشرف سيد ماثيو و سيد لينك .. بما أخدمكما ؟؟!..
سألها ماثيو بعد رشفة من الكوب : سمعنا عن الحياة الصعبة التي يعيشها الأطفال هنا لذا جئنا لنتأكد !!.. لما الأوضاع هنا مزريه ؟!.. ألا تحصلون على المال الكافي ؟؟!..
أومأت سالباً وهي تقول : للأسف لا .. عدد الأطفال تناقص و لكن المبالغ تناقصت أكثر ..!
بدا على ماثيو أنه كان يفكر في شيء ما ثم عاد إلى الأنسة وهو يقول : لكن .. لما لا ترسلون خطاباً للحكومه ؟!!.. البيئة هنا أساساً ليست مناسبةً لنمو طفل سليم !!..
بدا الحزن العميق على ملامح جوليا لتقول : في الحقيقه .. هذا الملجأ ليس تابعاً للحكومه .. إنه تابع لشركة دايفيرو التي تتملتكها أسرة دايفيرو .. منذ سنتين لم يزرنا أحد من تلك الشركه .. كما أنهم لا يجيبون على خطاباتنا و يتأخرون في تسليم رواتب العاملات حتى ترك أكثرهن العمل هنا للبحث عن عمل آخر ..!
دهشنا لكني لم أعطي بالاً للمضوع على عكس ماثيو الذي تفاعل : شركة دايفيرو من أكبر الشركات !!.. غريب أن يصدر منهم تصرف كهذا !!.. يا آنسه منذ متى تديرين هذا الملجأ ؟!..
تنهدت تلك الجوليا بحزن : لقد لزمت والدتي الفراش منذ بضعة أشهر وقد كانت تدير الميتم .. حين أرسلنا للشركة لم يجيبوا علينا لذا أططرت لأحل عوضاً عنها حتى تحل المشكله .. أنا الأكبر هنا فحتى العاملات في سنني فما تحت و أصغر العاملات في الثالثة عشر !!.. جميعهن يعملن لكسب المال من أجل اسرهن .. ومع ذلك المبالغ لا تكفي !!..
تسائل ماثيو حينها : هل تعيشين هنا آنسه جوليا ؟!..
إبتسمت بهدوء : لا .. وضعي المادي أفضل و أعيش في منطقة أكثر تحضراً .. أتي إلى هنا في الصباح و أبقى حتى آخر المساء .. كما أني أبيت هنا في دوري فكل ليلة تبيت واحدةٌ منا عند الأطفال ..!
هذه المره .. قررت أن أسأل أنا و أتدخل فقد مللت من السكوت : كم عدد الأطفال هنا ؟؟!.. وما أعمارهم ؟!..
نظرت إلي حينها وهي تقول : أنهم ثمانيه .. لقد نقص عددهم بشكل ملحوظ في الآونة الأخيره .. لم يعد هناك من يحضر أطفالاً إلى هنا .. كما أن مجموعة كبيرة منهم ذهبوا إلى المدرسة هذه السنه .. فمنذ يصيرون في السابعة حتى ينتقلوا إلى مدرسة داخليه تابعة للملجأ و تشترك معها بعض الملاجأ الأخرى .. و هذه السنه ذهب إلى المدرسة إثنا عشر طفلاً .. لذا نقص العدد من عشرين إلى ثمانيه ..! الأوضاع ليست أفضل في المدرسة فالمعاملة هناك سيئةٌ جداً ..!
سمعت ماثيو يتنهد بتعب و حزن فنظرت إليه .. رأيته يخرج محفظة ليأخذ منها مبلغاً كبيراً من المال و يضعه على الطاولة أمام جوليا التي إنعقد لسانها ..!
نظر إلي ماثيو فتنهدت بضجر و أخرجت محفظتي و فعلت المثل ..!
تفاجأة بدموع سالت من عيني جوليا التي قالت بامتنان كبير : لا أعلم كيف أشكركما أيها السيدان العظيمان ؟!!.. لقد خخففتما هماً كبيراً كان على كاهلي !!.. الملجأ بأشد الحاجة للمال و كذلك الأطفال .. لقد فرجتما كربه !!..
لم أقل شيئاً بينما أبتسم ماثيو ليقول : سنعود إلى هنا مرة أخرى .. أرجوا أن تكون أوضاعكم أفضل حينها !!..
وقفنا سويةً مغادرين المكان فسارت معنا الآنسة جوليا و أبت إلا أن ترافقنا حتى السيارة .. لكن ماثيو أخبرها بأن لا تقلق علينا أبداً ..!
ركبنا السيارة و هممنا بمغادرة المكان أخيراً !!.
.................................................. ..
هانحن الآن في أحد المطاعم كما وعدني ماثيو .. لقد طلبنا المعكرونه الإيطاليه .. بقيت أفكر في الأحداث التي جرت اليوم منذ تشاجرة مع ذلك الخادم التافه حتى خرجت من منطقة المتخلفين تلك .. و من الجيد أننا خرجنا سالمين !!..
ياله من يوم عجيب حقاً : ما رأيك بالمناظر التي رأيتها ؟!..
قطع تفكيري سؤال ماثيو .. أسنتدت خدي إلى كفي و ذراعي منصوبة على الطاولة و أجبت ببرود : سخيفه !!..
إبتسم نصف إبتسامة وهو ينظر إلي : كعادتك .. لا تهتم لمن هم أقل منك مستوى !!.. حقاً أنت متحجر القلب !!..
لم يعجبني كلامه .. لذا أظهرت إستيائي و وقفت لأغادر المكان .. لكنه أمسك بيدي وهو يقول : آسف يا صديقي .. كانت زلة لسان ..! أرجوك لا تغضب لينك !!..
حاولت أن أسحب يدي و أذهب لكنه شد قبضته وهو يقول : لن أتركك حتى تتناول المعكرونه على الأقل ..!
وافقت على مضض .. و جلست على مقعدي مجداداً ..!
طوال فترة الطعام لم يتحدث أحدنا بشيء .. و في النهايه .. أوصلني إلى منزلي ثم ذهب !!..
............................................
صباح اليوم التالي .. ها أنا في المدرسة و الآن وقت الإستراحه .. كنت أسير بين الطاولات في الكفتريه متجهاً نحو الغرفة التي أتناول فيها طعامي .. برفقتي كالعاده ماثيو و دايمن ..!
منذ الصباح و أنا أتحدث إلى دايمن و أتحاشى ماثيو كي لا يتحدث عن زيارتنا لملجأ الأيتام و أحوال التظاهر بأن ما رأيته لا يهمني .. و هكذا كان حقاً ..!
بينما كنت أسير و المكان مملوء بالطلاب اللذين يرتدون الزي المدرسي نفسه .. بنطال أسود و قميص أبيض مع سترة سوداء على الأطراف خطوط ذهبيه ..!
هناك أيضاً الخدم .. كانو يرتدون ملابس متشابهه .. بنطال أسود مع قميص أحمر و سترة سوداء طويلة من الخلف كمن يعملون في المطاعم ..!
نظرت أمامي فرأيت أحد الخدم يسير بهدوء وهو يحمل قائمة الطعام متجهاً إلى إحدا الطاولات ..!
أنه ذلك المتشرد ..!
إبتسمت بمكر و أنا أراه أمامي .. لا يزال هناك أثر أزرق خلفته لكمتي تحت عينه .. كما أن وجهه بدا شاحباً جداً و الواضح أنه يعاني من مرض ما ..!
جيد .. هذا لصالحي ..!
عندما مر بجانبي .. مددت قدمي دون أن يلحظ أحد لكي أوقعه .. وهذا ما حدث فقد إنهار ساقطاً مع إتساع إبتسامتي الشيطانيه !!..
إنتظرت سماع صوت إرتطام جسده بالإرض لكني لم أسمعه !!..
مالذي حدث ؟!..
إستدرت لأرى أن ماثيو أمسك بالفتى قبل أن يقع .. سحقاً !!..
إستقام الفتى واقفاً و حنى رأسه باحترام : شكراً لك سيد ديمتري .. أرجوا المعذره لكني مصاب بالدوار !!..
إبستم ماثيو : لا عليك .. إرتح إن كنت مريضاً .. فذلك أفضل لك !!..
ألم أقل لكم أن ماثيو لبق حقاً !!..
زفرت بحنق وتابعت طريقي .. بينما نظر إلي صاحباي باستياء وقد علما أني من فعلتها !!..
......................................
إلى هنا نتوقف ~

طوال بقية اليوم لم يعلق صديقاي على فعلتي .. و أنا أيضاً لم أذكر شيئاً رغم إستيائي من ماثيو ..!
الساعة الآن الثامنة مساءً .. و أنا أستلقي في غرفتي على السرير الكبير من المخمل .. و أفكر !!..
تأخذني الأفكار يميناً و شمالاً .. كالعاده !!..
أتذكر .. مشاهد مفزعة تمر أمام ناظري .. ذلك مرعب !!..
و حين تعود لذاكرتي تلك اللحظه التي أمسك فيها بشعري و رفعني ليسمعني كلاماً لم تكن لي القوة لأتحمله .. تدمع عيني !!..
وهذا ما حدث .. فقد سالت دمعة من عيني و شقت طريقها على وجهي بسرعه .. وقد تركتها تفعل ما تشاء مما جعل المزيد من الدموع تتمرد .. وتتسابق إلى الهطول .. من عيني الخضراوتين !!..
ليس اليوم فقط .. بل كل ليله تقريباً .. يتكرر الأمر نفسه .. و الذي ينتهي ببكائي المرير !!..
نعم .. لقد بكيت الليلية مثل كل ليلة أبكيها .. وحدي .. لا أحد معي !!..
و في غرفتي البعيدة عن أعين الجميع .. حتى لا يراني أو يسمعني أحد !!..
بعد بكاء إستمر لخمس دقائق .. كنت فيه أحتضن وسادتي و خصلات شعري ملتسقة بوجهي بسبب الدموع .. رفعت رأسي لأنظر إلى المرآءه !!..
كان وجهي شاحباً .. بدت ملامح الحزن العميق عليه .. غسلته الدموع و صبغ بالإحمرار .. لا بأس فقد إعتدت على هذا المظهر !!..
وقفت و أتجهت لدورة المياه .. غسلت وجهي بالماء لأستعيد نشاطي ثم عدت ناحية السرير لأرى تلك الرطوبة فوقه بسبب دموعي !!..
لوهله .. سمعت باب الغرفة يطرق .. إلتفت من فوري لأرى من دخل !!..
لقد كانت أمي و برفقتها خادمه .. كانت أمي مبتسمة فأبتسمت أنا لها بتصنع .. أمرت خادمتها بالرحيل و تقدمت نحوي !!..
ليس من عادتها أن تأتي إلى هذه الغرفه .. فعادة تأتي إلى ردهة الجناح الصغيره لأن هذه الغرفه شيء من خصوصياتي ولا يدخلها إلا بعض الخدم من أجل التنظيف فقط .. هذا ما جعلني أوقن أن والدتي جاءت من أجل ذلك الموضوع فاختفت إبتسامتي !!..
جلست والدتي على حافة السرير وهي تقول ببتسامة لطيفه : لينك .. تعال إلى هنا ..!
تقدمت ناحيتها وجلست بجورها .. لكني تفاجأت بها تمسك رأسي و تضعه في حضنها لكي تعبث بخصلاتي شعري و كأني طفل صغير !!..
إبتسمت بهدوء و لم أعلق بل إستلقيت حيث صار رأسي على قدمي أمي التي قالت بهدوء : أكنت تبكي يا قلب أمك ؟؟!..
شعرت بالحرج قليلاً و أختفت إبتسامتي ولم أتكلم بل تابعت هي حين رات صمتي بنبرة حزن : مابك ؟!.. ألم تخبرني بأنك الآن على ما يرام تماماً ؟!..
أجبت بعد صمت و بتردد : لا .. لا أستطيع .. لا أستطيع طرد تلك الذكريات التي تلازمني دائماً ..!
دمعت عيناي لكن دموعي لم تسل بل دموع والدتي فعلت فقد شعرت بها تتساقط على وجهي وهي تقول : إذاً إستمع إلي .. أرجوك نفذ أمري هذه المرة فقط !!.. صدقني لن يعلم أحد !!.. لا احد فقط أنا و أنت وهو !!.. سأدفع له مايريد على أن يتكتم على الموضوع !!.. إنه صديق لأبيك وتهمه مصلحتك !!..
غضبت و رفعت رأسي من بين يديها ثم أستقمت واقفاً : لا .. لا و ألف لا !!.. أنا لا أحتاج لهذا !!.. لا يمكن أن يحدث هذا !!..
كنت أدير ظهري لأمي التي وقفت و أتجهت نحوي فقد شعرت بيدها التي وضعتها على ظهري وهي تقول : لينك أرجوك .. لم أعد أحتمل رؤيتك هكذا !!.. أنه لصالحك !!.. ستكون بخير صدقني !!.. ستنسى ما حصل و تستطيع متابعة حياتك بلا ألم!!..
إشتد غضبي فالتفت إلى والدتي وصرخت بغضب كبير : قلت لا !!.. لا يهمني إن لم أنسى تلك الحادثه !!.. لا يهمني إن بقيت ساهراً لليالي و إن سيطر الأرق علي !!.. المهم أني لن أفعل هذا !!.. لست مجنوناً !!.. أنا لست مجنوناً !!..
كنت بطول أمي تقريباً .. رأيت الدموع غسلت وجهها اللطيف و قد قالت وهي تجاهد دموعها : أعلم .. أنت عاقل يا بني عاقل !!.. أرجوك لقد تعبت أنت و أتعبتني معك !!.. جربه ولو لمرة واحده !!.. أنه صديق أبيك .. أعتربه أباك لينك !!..
أمسكت رأسي لأحاول السيطرة على الصداع الذي داهمني فجأه .. أغمضت عيني فمنعت الدموع التي كانت على وشك الإنهمار .. أريد الهرب من هذا الموقف !!..
أريد التوقف عند هذه النقطه !!..
ليتني مت في ذلك اليوم !!..
ليتني لم أعش لأواجه العذاب النفسي !!..
ليت ذلك التعذيب الجسدي قتلني كما قتلها !!!!!..
فتحت عيني و نظرت لأمي : أنا ذاهب الآن .. أنسي هذا الموضوع فأنا لن أغير رأيي .. و صديق أبي هذا لست بحاجته !!..
أستدرت و أتجهت ناحية الخزانة الصغيرة بجانب سريري .. أخذت المفتاح و نظرة لأمي ثانيةً لأقول : سأفعل لكي كل شيء أماه .. إلا هذا الأمر !!.. لا يمكنني الموافقة عليه !!..
أتجهت ناحية الباب متجاهلاً نداء أمي و بكاءها .. لم اعد أسمع شيئاً !!..
لا شيء سوا صوت بكائي في ذلك اليوم !!..
فور خروجي .. أطلقت العنان لقدمي حتى تسابق الرياح .. فركضت ناحية الدرج حتى أني نسيت أن المصعد موجود ..!
كنت أركض و أنا أنزل الدرج .. أرتدي ملابس بسيطة عادة ما أبقى بها في المنزل أو في غرفتي .. بنطال جينز أزرق و تيشيرت قطني أخضر ذو أكمام طويله ..!
الجو بارد في الليل .. لكني أشعر بالحر !!..
حين نزلت الأدوار الثلاثه ركضت ناحية الخارج ثم إلى مربض السيارات !!..
كانت الخادمات يراقبنني بدهشة فليس من عادتي النزول من الدرج هكذا !!.. حتى أني معتاد على إستعمال المصعد !!..
كما دهشن أكثير حين أتجهت إلى مربض السيارات فلم يعتدن رؤيتي أخرج بهذه الملابس !!..
وقفت أمام ثلاث سيارات يحق لي إختيار إحداهن لقيداتها !!..
بيضاء .. سوداء .. حمراء !!..
أخترت الثالثه فقد كانت من النوع المكشوف و الذي يمكنك التحكم في أزالة سقفها أو بقائه ..!
قفزت إلى داخل السيارة المكشوفه حتى دون فتح بابها .. و أنطلقت بسرعة ناحية البوابه .. حيث وصل خبر مغادرتي إلى الحارس الذي كان قد فتح البوابة فأنطلقت دون تخفيف سرعتي !!..
بدأت التجول بين الشوارع بسرعه .. و الهواء يداعب خصلات شعري المتطايره !!..
شعرت بضيق في صدري فدمعت عيناي و تطايرت دموعي !!..
لما .. لما أنا ؟!..
خائف .. تائه .. أشعر بالنقص !!..
نعم !!.. لكن مالذي ينقصني !!..
لدي أكبر المنازل .. أفخم السيارات .. الكثير من المال .. استطيع أنتقاء أجمل الفتيات و جعلها تغرم بي !!..
حتى الأصدقاء أملكهم .. و كذلك الأم الرائعه !!..
إذاً ماهو الشيء الناقص ؟!..
لما أشعر بالعجز !!!!!!!!!!!..
دموعي سالت أكثر و أكثر .. لكني تعبت منها لذا حاولت كتمها !!..
تشاغلت بالنظر إلى الناس حولي و أنا أنطلق بسيراتي و أضغط على المقود بشده !!..
الكثير من الناس يسيرون على أطراف الشوارع .. على تلك الأرصفة التي أسطفت المحلات متجاورة فيها !!..
السيارات الكثيرة من حولي .. منها المنطلق و منها الذي يسير بهدوء ..!
كذلك أصوات الطرب من كل مكان .. فهذا شاب قد شغل الموسيقى الصاخبة في سيارته .. و تلك الشاشات الكبيره تعرض أحد كليبات الأغاني الجديده .. وذلك المقهى يحتوي على أفضل مغنيات الأوبرا ..!
و تلك المنصة في الحديقة المجاوره وقف عليها ثلاثة شبان يتقنون الروك وقد تجمع الكثير حولهم ليصفقوا !!..
إزعاااااااااااااااااااااج !!..
للحظه .. سمعت صراخ الناس فنظرت أمامي لأفاجأ و أضغط على المكابح بأقوى مالدي فتتوقف السيارة بسرعة مما جعل رأسي يسطدم بالمقود !!..
لم أبالي لذلك بل عدت أنظر أمامي حيث تجمع الناس حول تلك الفتاة التي بقيت في مكانها على الأرض مرتجفةً .. وقد كدت أصدمها قبل قليل !!..
نزلت من السيارة و ركضت ناحية الفتاة .. جثيت قربها أنا أقول بقلق : هل أصبت بأذى ؟!!..
رفعت رأسها لأرى عينيها الزرقاوتين .. و التي تهت في سحرهما للحظات قبل أن أفا جأ بها تتشبث بي أمام الجميع !!..
دهشت و ما زاد دهشتي هو قولها بصوت باكي : أبعدني من هنا !!.. لما تأخرت ؟!!..
أبعدني من هنا تدل على خوفها ..!
لكن مالذي قصدته بلما تأخرت ؟؟!..
أستفقت من شرودي على صوت أحد الرجال : هل تعرفها يا فتى ؟!..
نظرت ناحية ذلك الرجل الذي يبدو صاحب أحد المطاعم المجاوره .. لم أعلم مالذي يمكنني قوله ؟!..
إن قلت لا فسيبدو ذلك محرجاً خاصةً أنها متشبثت بي بشده : نعم .. إنها .. إنها صديقتي !!..
لم يعلق ذلك الرجل لكن شعرت أنه لا يثق بكلامي ..!
حاولت الوقوف و قد فعلت و أنا أبعد الفتاة برفق .. كنت أعلم أني لو تركتها فستتشبث بي من جديد ذلك بسبب حالة الذعر التي تعيشها ..!
لذا أمسكتها من كتفيها و سرت بقربها ناحية سيارتي ..!
فتحت الباب الراكب بجانب المقود فشعرت بالفتاة التي أنتفضت !!..
نظرت إلي حينها ثم قالت برعب : أنت .. من أنت ؟!!..
علمت أنها عرفة بأني ألتقيها للمرة الأولى .. لكن حتى لا تصرخ فيجتمع علي الناس ظناً منهم أني سأخطفها همست في أذنها : لا تخافي .. سأبعدك عن هذا المكان فكوني مطمأنه .. لست ممن يؤذي الفتيات !!..
شعرت بأنها وثقت بكلامي و الدليل أنها ركبت بهدوء وهي تضم حقيبتها ..!
أتجهت ناحية باب السائق وهذه المرة فتحت الباب .. ركبت وقبل أن أنطلق ضغطت زراً لكي يظهر سقف السيارة فتغلق كباقي السيارات ..!
ذلك أفضل خاصةً أني الآن متورط مع فتاة لا أعرف من تكون ولما هي هاربةً هكذا ؟!!..
إنطلقت وقد كانت السيارة في الأساس وسط الشارع ..!
وبعد عدة دقائق من السير و الصمت سألتها : إلى أين تريدين الذهاب ؟!..
نظرت إلي لكني لم ألتفت لها : لا أعلم .. لا وجهة محددة لي !!..
ياللورطه !!.. أي فتاة هذه ؟!.!..
تنهدت بتعب و أنا أقول : أين منزلك ؟!..
لم تجب فالتفتت إليها لأرى أنها كانت تطأطأ رأسها ووجها محمر بخجل و حرج : أمممم .. لا أظن أن هناك داعي من أخبارك بمكان منزلي .. تبدو من طبقة راقيه و منزلي متواضع جداً .. لذا لا داعي .. أقصد !!..
ببرود و أنا أنظر للأمام : فهمت قصدك .. لا تهتمي ..!
فتاة غريبة بحق .. كانت ذات شعر بني قصير ينزل إلى كتفيها .. عينان زرقاوتان واسعتان براقتان ..!
وجهها مستدير طفولي و وجنتاها حمراوتان و بشرتها بيضاء تميل إلى اللون الوردي بطريقة ما ..!
كما أنها تبدو قصيرة بعض الشيء و ذلك ما يجعلها طفولية أكثر !!..
كانت ترتدي ملابس بسيطة جداً .. تنورة سكريه مليئة بالكسرات تصل إلى ركبتها .. مع قميص أحمر بسيط ..!
لكنها حقيقةً .. كانت جميله !!..
صمت دام للحظات قبل أن أسمع صوتها تقول بحرج : آآه .. يا سيد .. أشكرك على مساعدتي .. لكن إلى أين نتجه ؟!..
حقاً !!.. أنا لم أسأل نفسي هذا السؤال ؟!.. لكن إجابتي كانت مبرمجه : إلى المكان الذي تريدين .. حددي المكان و سأذهب إليه ؟!..
صمتت بعدها ثم قالت : هلا أوقفتي أمام أحد محال الفطائر .. سأخذ عشائي ثم أعود للبيت مشياً !!..
لم أجب بل غيرت طريقي .. إلى حيث تريد !!..
سرت في ذلك الطريق دون أن أتحدث كما كانت هي .. فقط تحتضن حقيبتها و عيناها تحدقان بالأسفل !!..
تعجبت أنها حتى هذه اللحظه لم تخرج هاتفها و تقوم بإجراء إتصال ما !!..
لكن لا يهم .. المهم هو أني أنا أيضاً بدأت أشعر بالجوع .. وقد شعرت لوهلة بأني مشتاق تلك الأطعمة الإيطاليه التي لا أستغني عنها ..!
لذا بعد سير توقفت أمام أحد المطاعم و ألتفت للفتاة المستغربه لأقول ببرود : أشعر بالجوع .. سأنزل إلى هنا فإن أرتدي رافقيني أو إبقي في السيارة إلى حين عودتي !!..
يبدو أنها لم ترغب في البقاء وحيده لذا نزلت بصمت معي فدخلنا إلى المطعم الذي كان من مطاعم الطبقة الراقية التي أعتدت زيارتها .. خاصةً أني و ماثيو كنا هنا أمس !!..
أستقبلني النادل وهو يقول باحترام : أهلاً بك سيدي .. تفضل معي من فضلك ..!
سار النادل فسرت مع الفتاة خلفه .. لا أعلم لما شعرت بالراحة لأنه لم يقل أهلاً سيد مارسنلي !!.. لم أعلم لما لا أريد لتلك الفتاة أن تعرف من أنا !!..
أختار لنا النادل طاولة بجانب الجدار الزجاجي حيث نرى كل شيء في الشارع .. أخبرته بأني أريد البيتزا و المعكرونه و طلبت ما يكفي لشخصين إضافةً إلى العصير ..!
حين أبتعد إلتفت للفتاة لأقول : و الآن أخبريني .. لما كنتي تقفين في منتصف الطريق ؟!..
كانت الفتاة خجلةً جداً لكنها تكلمت قائله : في الحقيقه .. أنا كنت .. لقد كان هناك فتيةٌ يتبعونني لذا هربت !!.. لم أشعر بنفسي إلا في منتصف الشارع !!..
رفعت حاجبي مستغرباً : إذ ا كان هناك من يزعجك فما عليك إلا التبليغ عنهم .. لأنهم قد يتجاوزون الحدود !!..
من فورها رفضت فكرتي وهي تقول : ليس كل شخص يستطيع أن يجعل الشرطة يصدقونه ..!
تنهدت بعدها ثم أردفت : لقد بلغت عنهم مرة فلم تهتم الشرطة للأمر !!..
دهشت من تلك الفتاة الغريبه : ليس عليك السكوت أياً يكن !!.. دعينا من هذا الآن .. لم تخبريني ماسمك ؟!..
نظرت إلي وقد توردت وجنتاها .. إبتسمت بهدوء : أسمي ؟!.. نادني ميشيل !!..أكملت الخامسة عشر قبل فترة قصيره .. و أنت ؟؟!..
بهدوء أجبت : لينك .. أسمي لينك و أنا في السابعة عشر !!..
في تلك اللحظه وصل النادل وقدم إلينا العصير و الأطباق ..!
بدأنا بتناول الطعام : بالمناسبه .. حين تشبثتي بي قلتي لما تأخرت ؟!!.. لم أفهم قصدك حينها ؟!!..
لم تجب فحين رفعت رأسي لأرى ما حل بها لم أدهش كثيراً بأن وجهها كان كالطماطم و قد تركت الطعام جانباً : لا بأس عليك ميشيل .. أنسي ما حدث لكن أخبريني أولاً !!..
شعرت بأنها أحرجت كثيراً من فعلتها .. لكن كلامي خفف عليها فقالت بعد صمت : أنا .. آسفة على قلة تهذيبي !!.. لكن بسبب الأضواء و بسبب دموعي تشوشت الرؤية لدي فضننتك أخي .. لست تشبهه كثيراً لكن شعره أشقر ككثير من الفرنسين !!.. لكن حين رأيت السيارة علمت أني مخطأه فأخي يستحيل أن يملك مثل هذه السياره !!..
لم أعلق بل أخذت قطعة بيتزا و بدأت بتناولها ..!
تابعت هي الأخرى طعامها بصمت .. للحظه تذكرت أنها قالت بأنها تريد الذهاب لمحل الفطائر و شراء العشاء .. لاشك أن هناك من يتنظر العشاء في بيتها ..!
لذا حين أنهيت الطعام و دفعت الحساب طلبت منها أن تسبقني إلى السياره ففعلت ..!
طلبت من النادل أن يضع لي في صندوق بعض الفطائر و البيتزا ..!
أحضره فعدت إلى السيارة بعد أن دفعت ثمن صندوق الفطائر لكني تفاجأت بأن لا أحد هنا !!..
يا إلهي إلى أين ذهبت ؟!!..
ركضت يميناً و يساراً أبحث عنها !!..
سألت بعض المارة فقالو أنهم لم يروها حتى جاءني طفل صغير : هيه .. هل أنت السيد لينك ؟!..
إلتفت إليه لأقول : نعم .. مالأمر ؟!..
مد إلي بورقة صغيرة وهو يقول : لقد أعطتني فتاة ذات شعر بني هذه الرساله وقالت أعطها للشاب الأشقر الذي يدعى لينك !!..
أخذت الورقة الصغيرة و فتحتها لأجد عبارة واحده { شكراً .. آسفة لما سببته لك من مشاكل .. ربما نلتقي مرة أخرى عند بقعة النور وسط الظلام !!.. }
لم أفهم قصدها .. لكن ما فهمته أنها أغرب فتاة قابلتها حتى الآن بكل جداره !!..
.................................................. ....... عدت إلى المنزل و أنا أحمل صندوق الفطائر فوضعته في الثلاجة التي في جناحي !!..
تحاشيت اللقاء بوالدتي لذا من فوري صعدت للغرفه و ها أنا أستلقي على السرير بتعب بعد أن أستعديت للنوم !!..
ليس من عادتي النوم دون أن أقول لوالدتي تصبحين على خير .. لكني هذه المرة لم أفعل لذا أظنها أدركت مقدار غضبي !!..
أخذت أفكر الآن بأحداث هذا اليوم ..!
أولاً ذلك الخادم الذي لم أنجح في إيقاعه ..!
ثانياً إستياء صاحبي مني ..!
ثالثاً شجاري مع أمي ..!
و ربعاً تلك الميشيل الخرقاء !!..
إلى أين ذهبت يا ترى ؟!.. و ما قصدها بكلمات تلك الرساله ؟!..
هذا ما بقيت أفكر فيه حتى غالبني النعاس ..!
.................................................. .....
اليوم يوم إجازه نهاية الأسبوع ..!
مضى يومان على ذلك اليوم ..!
لم أتحدث مع أمي بشأن ذلك الموضوع المشؤوم ..!
و لم أرى ذلك الخادم الوقح ..!
و لم يحدث شيء يذكر !!..
أتصل بي ماثيو و طلب مني أن آتي إلى منزله .. الساعة الآن العاشرة صباحاً .. و ها أنا أقف في ردهة منزل ماثيو ..!
و هاهو ماثيو يقبل ألي و يصافحني : صباح الخير .. هل أنت مستعد ؟!..
أجبته بهدوء : صباح الخير .. مستعد لماذا ؟!!..
إبتسم ماثيو بمكر : سأخذك معي إلى ذلك الملجأ .. أريدك أن تقابل الأطفال هناك !!..
إتسعت عيناي من هذا !!..
يالك من أحمق يا ماثيو : هييييه !!.. أنا لا أريد مقابلة أحد .. هذا غير أنك تعلم أني لا أحب الأطفال !!.. بالكاد أحتمل ميرال !!..
لا أطيق تلك المخلوقات الصغيرة المزعجه !!..
الأطفال .. لا يجيدون سوا البكاء و الصراخ !!..
و لا أعلم لما يغرم الكبار بهم خاصةً الفتيات !!..
أظن أنهم أسوء ما قد يوجد في هذا الكون !!..
بل أظن أن الخدم أفضل منهم فهم مفيدون على الأقل !!..
لكن ماثيو هتف حينها بحماس : فكره !!.. لما نذهب وحدنا ؟!.!..
أتسعت عيناي و أنا أقول : لا تقل أنك ستأخذ ميرال معنا !!..
ضحك بخفة وهو يقول : بالتأكيد لا !!.. و بأي صفةٍ آخذ ميرال ؟!!..
سمعت صوتاً يأتي من خلف ماثيو : مرحباً .. أرى أن السيد مارسنلي هنا ..!
إبتعد ماثيو فرأيت تلك المرأة ذات الشعر البني و العينان العسليتان ..!
أخفضت رأسي باحترام لأقول : صباح الخير سيده ديمتري .. كيف حالك ؟!.. أرجوا أن تكوني بخير ..!
نظرت السيدة ديمتري نحوي ببتسامة هادئه : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أنا بخير فمذا عنك و مذا عن السيدة مارسنلي ؟!..
إبتسمت بهدوء : كلانا في أحسن حال ..!
السيدة ديتمري .. في السابعة و العشرين .. و هي سيدةُ أسرة ديمتري .. فهي زوجة السيد ديتمري ..!
تقدم ماثيو ناحيتها ببتسامه هادئه : خالتي .. سأخرج مع لينك في نزهة صغيره .. و أريد أسطحاب ستيف معنا !!..
قطبت السيدة ديتمري حاجبيها : إلى أين ؟!..
كان ماثيو مطراً للكذب .. لذا قال بهدوء : الجو صحو اليوم .. كنا نود صعود برج إيفل و أستنشاق هواء باريس النقي .. ثم سنذهب إما لميدان الخيول أو ملعب الغولف .. اليوم إجازة و نريد أن نستمتع .. أتسمحين لي بأخذه ؟!..
إبتسمت حينها وهي تقول : إذا كان هكذا لابأس .. لكن إنتبه عليه جيداً ماثيو .. تعرف أنه أغلى ما أملك ..!
إبتسم ماثيو بخبث : بالتأكيد ..!
..............................................
هاهي سيارة ماثيو تقف أمام محل للحلويات .. بينما دخل صاحبها إليه ..!
أما أنا فبقيت أنتظره و أنا شارد الذهن .. و ماهي لحظات إلا و عاد ماثيو وهو يحمل علبةً أسطوانيه شفافه مليئة بكرات الحلوى الملونه ..!
ركب السياره بهدوء : لم أتأخر صحيح ؟!..
نظرت إليه بطرف عين : ليس كثيراً ..!
أنطلق ماثيو بسيارته وهو يمد العلبة إلى الخلف : أمسك هذه يا ستيف .. و أريدك أن تعطي الأطفال الذين سنلتقيهم منها !!..
إلتفت إلى الخلف لأرى ذلك الطفل الذي أخذ العلبة !!..
آخ من هذا الطفل !!..
رغم أنه صبي إلا أنه .. بكاء .. جبان .. مدلل !!!!!!!!!..
ربما هذا طبيعي لطفل في الخامسة من عمره !!..
كان ذا شعر بني و عينان عسليتان واسعتان !!..
يشبه والدته كثيراً ..!
بعد السير في تلك الشوارع القديمة بصمت توقفت السيارة أمام الملجأ : وصلنا أخيراً ..!
كان هذا ماثيو الذي قالها ببتسامة وهو ينزل من السيارة ..!
نزلت و أنا أنظر إليه ببرود : لم أعلم أنك متلهف للمجيء إلى هنا .. هل أغرمت بتلك الحسناء مديرة الملجأ ..!
لم يجب علي بل فتح الباب الخلفي : هيا ستيف .. لا تخف فلا شيء مرعب هنا !!..
نزل ذلك الطفل وهو يحمل علبة الحلوى في يده .. تمسك في طرف بنطال ماثيو فبدأ الأخير يسير بهدوء ..!
وقفنا نحن الثلاثة أمام البوابة .. نظرت إلى ستيف بطرف عين لأرى أنه قد تشبث في بنطال أخيه وهو يقول بخوف : أريد ماما .. أعدني إلى البيت ماثيو !!..
لكن ماثيو قال بجد : كن رجلاً ستيف .. لا شيء مخيف هنا !!..
سار ماثيو لكن ذلك الطفل لم يترك بنطاله فسرت خلفهما : أخوك هذا .. جباااااااان !!..
ماثيو بضجر : أعلم هذا فلا تذكرني .. خالتي تدللـه كثيراً ..!
سرنا بهدوء و أنا أنظر إلى ستيف من لحظة لاخرى لأرى انه لايزال متشبثاً ببنطال ماثيو و الدموع قد علقت في عينيه .. لا شك أنه سيبكي قريباً كالعاده !!..
دخلنا إلى المبنى فنادى ماثيو بصوت مرتفع : آنسه جوليا .. أأنت هنا ؟!..
لم تمض سوا لحظات حتى ظهرت جوليا التي أتت نحونا وهي تقول ببتسامة مشرقه : أهلاً ماثيو .. كيف حالك اليوم ؟!..
أجابها ببتسامة لطيفه : أنا بخير .. مذا عنك ؟!..
بنفس الإبتسامه : حالي جيده .. أهلاً سيد لينك .. كيف هي أحوالك ؟!..
أجبتها ببرود : بخير !!..
قدم ماثيو أخاه لها : جوليا .. هذا أخي الأصغر ستيف .. ستيف رحب بالأنسه !!..
ستيف بصوت بالكاد يخرج : مـ .. مرحباً !!..
ذهلت جوليا وهي تنظر إليه : يااااااااه .. شقيقك لطيف جداً و ووسيم ماثيو !!..
ماثيو ببتسامة هدوء : أنه أخي الوحيد غير الشقيق !!..
لكن جوليا قالت بمرح : ربما هو لايشبك كثيراً .. لكن من يمعن النظر يعلم بأنكما أخوان ..!
نظر ماثيو إلى أخيه الأصغر : هيا بنا .. سأعرفك إلى بعض الأصدقاء ..!
أشارت لنا جوليا بأن نتبعها فسرنا بصمت حيث كان ستيف متمسكاً ببنطال أخيه و نظرات الخوف الطفولية على ملامحه !!..
إقترب مني ماثيو وهمس لي : لينك .. كن أكثراً لطفاً مع جوليا .. لا تكن متكبراً !!..
لم يعجبني كلامه البته لذا همست له ببرود : إن كنت أنت قد أُعجبت بها فما دخلي أنا ؟!..
بدا الإستياء على ماثيو وقد همس : لم أقصد ما فمهته !!..
إلتفت نحونا جوليا بهدوء : أهناك مشكله ؟!.. مابكما ؟!..
يبدو أنها أنتبهت على تهامسنا .. كنت أنوي إجابتها بأنه لاشأن لها !!..
لكن ماثيو سبقني : لا شيء آنسه جوليا .. لاداعي للقلق !!..
آخ من لباقتك ماثيو ..!
رغم أنه صديقي إلا أني في كثير من الأحيان أتمنى قتله !!!..
توقفنا فجأة أمام باب خشبي قد ذهب لون الدهان عنه !!..
كان مغلقاً ففتحته جوليا لتنبعث أصوات الشغب في المكان !!..
يبدو أنني لست الوحيد الذي دهش بل ماثيو و جوليا كذلك حيث دخلت لتصرخ بجماعة الأطفال اللذين يلعبون : هييييه أنتم !!.. مالذي تفعلونه هنا ؟!..
كانت تحدث إحدى الطائفتين !!..
فتيات و فتيه !!.
حيث كانت إحدى الفتيات الثلاث تبكي و الأخريات على وشك ذلك !!..
أما الصبيه فقد كانوا يصرخون و ينشرون في الأرض الفساد وقد إنضمت إليهم الفتاة الرابعه !!..
فور أن صرخت جوليا توقف الجميع عن الحركة و عن إصدار الأصوات !!..
كنت مندهشاً و كذلك ماثيو حيث تابعت جوليا باستياء : يامعشر الصبيان !!.. مذا تفعلون في غرفة الفتيات ؟!!..
ركض الفتية ناحية الباب و هربوا فلم تعترض جوليا طريقهم .. كانوا أربعه !!..
كنت أنظر إليهم بتقزز .. عموماً أنا أكره الأطفال لكن أظن أن بإمكاني تقبل ستيف أما هاؤلاء فيستحيل !!..
لذا .. نظرت إلى ماثيو بضجر : سأنتظرك في السياره .. أشعر بالتعب !!..
كذبت !!.. لكني كنت مطراً لذلك لأن ماثيو لن يسمح لي بالذهاب !!..
لم يعلق فسرت إلى الباب بعد أن ودعت جوليا ببرود ..!
..............................................
لم يكن لي مزاج للإستماع لتعليقات ماثيو على تصرفي بتركي المكان بهذه السرعه ..!
لذا قررت أن أستقل سيارة أجره إلى المنزل .. رغم أني أستطيع أن أتصل بسائق من اللذين يعملون عندي لكني خشيت من أن يشك بأني أفعل شيئاً في هذه المنطقة القديمة التي لا تصل إلى مستواي ..!
مررت في البداية بمكتب جوليا و وضعت فوق الطاولة مبلغ من المال ..!
لا تسألوني لما فأنا أيضاً لا أعرف ؟!..
أما الآن .. فها أنا أسير في تلك الشوارع القديمه حتى أصل إلى الشارع العام ..!
كان الجميع يراقبني .. و ينظر إلي بنظرات غريبه .. ربما بسبب ملابسي الأنيقه و شكلي الذي يبدو أرقى من هذا المكان !!..
عموماً .. رغم أني مررت بعدة شبان من عصابات الشوارع إلا أن أحدهم لم يتعرض لي وهذا جيد ..!
وصلت إلى الشارع .. لم أقف سوا بضع دقائق حتى وقفت سيارة الأجره ..!
.................................
رفعت رأسي بعد أن ألقيت التحية على والدتي و قبلت رأسها ..!
كانت جالسة على مقعدها الجلدي الفاخر خلف المكتب الكبير ..!
تقضي والدتي معظم وقتها هنا تتابع أعمال الشركه ..!
بقينا نتحدث في أمور عادية و متنوعه .. حين أقترحت علي والدتي إقتراحاً لم يفاجأني كثيراً : خادم خاص ؟!..
هذا كان سؤالي لها بعد الإقتراح : نعم .. سيكون هذا أفضل لك .. سوف يساعدك في الكثير من الأشياء كما أنك ستتعلم كيف عليك أن تعامل الخدم .. كل أصدقائك لهم خدم خاصون .. لكني لم أرد أن أقترح عليك سابقاً لأنك تكره الخدم ..!
كانت تقول ذلك ببتسامه .. هززت كتفي لأقول ببساطه : لم أكن لأرفض .. لا بأس بهذا .. موافق !!..
بدت السعادة على والدتي : أحقاً ؟!.. هذا ممتاز ..! حسناً .. أتعرف خادماً بإمكانك الثقة به يعمل عندنا .. أم تريدني أن أقتني لك الأفضل ؟!..
فكرت لوهله .. أنا لم أتعامل مع الخدم سابقاً في غير أمور العمل .. لذا لا أظن أني أستطيع أن أختار ..!
لكن .. لجزء صغير من الثانيه .. سيطر شيطاني على عقلي ليظهر الجانب الشيطاني من شخصيتي !!..
ذلك الجانب الذي لا أستطيع السيطرة عليه ..!
و الذي يجعلني شخصاً متخلفاً تماماً .. فحينها أشعر بأني أمتلك العالم لذا أفعل أي شيء لغاية سيئةٍ في نفسي .. و ببتسامة خبث تنم عن مكر : نعم .. أعرف أحدهم !!.. part 4

ها أنا الآن في المدرسة بعد نهاية الإجازة الأسبوعيه ..!
بينما كنت أسير في قاعة الخزائن إنتبهت لشخص يقف قرب خزانتي ..!
لذا إختبأت خلف خزانة أخرى حتى خرج الشخص من الصالة .. كانت فتاة ..!
إنها فلورا !!..
إتجهت ناحية خزانتي .. فتحتها لأجد فيها هدية صغيرة مع ظرف يحوي رسالة ..!
فتحت الرسالة لأجد [[ كل عام و أنت بخير .. أردت أن أعبر لك اليوم عن حبي و تقديري لك .. لذا إقبل هديتي المتواضعه .. روزليندا دايفيرو ..! ]]
إبتسمت إبتسامة جانبيه .. إذاً فلورا ليست هي من أرسل الهديه ..!
هل تذكرتم الفتاتين ؟!.. لقد كانتا معي في ذلك اليوم حينما ضربت ذلك الخادم المتشرد في وقت الإستراحه ..!
حسناً .. لا أذكر أن اليوم هو يوم ميلادي ..!
إذاً لما قالت كل عام و أنت بخير ؟!..
لم أهتم بل أعدت الرسالة إلى مكانها و قد قررت أن أرى الهدية فيما بعد ..!
أخذت ملفاً من خزانتي ثم غادرت ..!
و بينما أنا أسير إلتقيت بدايمن فتابعنا سيرنا معاً : و ماهي ؟!..
هذا ما سألته بعد أن فتح موضعه المهم كما وصفه : إنه سوار غالي الثمن .. إختارته ليندا .. وهو ذو لون أحمر ..!
رفعت أحد حاجبي : لما الهدايا اليوم ؟!..
بدا التعجب على دايمن : هل جننت لينك ؟!!.. لا تقل لي بأنك لا تعلم بأن اليوم هو يوم الفلانتاين !!..
الفلانتاين .. أين سمعت بهذه الكلمه ؟!..
آها .. تذكرت .. إنه ذلك اليوم المسمى بعيد الحب السخيف التافه اللذي لا معنى له !!..
لهذا أرى أن أغلبيت الشباب و الفتيات يرتدون اللون الأحمر ..!
رغم أن ثياب المدرسة سوداء إلا أن الفتيات وضعن زينة شعر حمراء .. أما الشبان فأرتدون ربطات عنق بذلك اللون ومنهم كان دايمن !!..
هه .. ذلك ممل و تافه حقاً : و لمن ستهدي السوار ؟!..
بدت نظرات الشك على وجه دايمن : يبدوا أن ذاكرتك قد أصيبت بخلل ما اليوم لينك .. برأيك لمن سأهديه ؟!..
هززت كتفي بلا مبلاة أي لا ادري .. ليقول بضجر : بالتأكيد إلى فلورا .. إنها ألطف و أرق و أجمل فتاة في المدرسة !!..
تنهدت بملل : حقاً أنت شاب متفرغ !!..
أوشح بوجهه عني باستياء : لن أرد عليك !!..
.................................................. ...
إنتهت الحصة الأولى .. و أخيراً فقد كان الدرس مملاً !!..
أخرجت ذلك الملف الذي أخذته من خزانتي قبل بداية الدرس ..!
إلفتت لأرى ماثيو و دايمن يتحدثان و لم ينتبهى لي ..!
ذلك أفضل فأنا لا أريدهما أن يتدخلا فيما سأفعله الآن ..!
خرجت من الصف و أتجهت إلى الكفتريا رغم أن وقت الإستراحة لم يبدأ ..!
حين دخلت إلى هناك رأيت العاملين وقد بدأو بتجهيز الطاولات و ترتيبها و إعادة مسح الأرضية و أيضاً تجهيز بعض الأطعمه فالإستراحة بعد الحصة الثالثه ..!
سرت بهدوء بينهم و كنت حين أمر عند أحدهم يلقي علي التحية بإحترام كبير ..!
بحثت عنه للحظات حتى وجدته .. كان يقوم بمسح إحدى الطاولات بمنشفة معه !!..
أظنكم عرفتموه .. إنه الخادم المتشرد كما أسميه ..!
وقفت للحظات بالقرب منه و أنا أنظر إليه يعمل بجد رغم التعب و الإرهاق الواضحين على وجهه !!..
هاهو شيطاني يسيطر علي : هيه أنت ..!
إلتفت نحوي فور سماعه للصوت .. ألقيت عليه بنظرة إحتقار و أنا أقول : ألن تلقي التحيه ؟!..
إبتسم بثقه وهو يقول : أُسعدت صباحاً .. سيد لينك !!!..
إتسعت عيناي من وقاحة هذا الفتى : حقاً متشرد وقح و تافه !!..
لم يكن أحد الخدم و لا حتى الأساتذة و المدير يجرأ على مناداتي بأسمي الشخصي .. فقد كانوا يقولون سيد مارسنلي وذلك من الإحترام !!..
لكنه ببرود قال : مذا ؟!.. إنه أسمك على كل حال !!!..
لأول مرة تصرف شيطاني بحكمه .. سأنتقم منه بطريقة أخرى أكثر تأثيراً !!..
قلت أنه تصرف بحكمة و ليس بطيبه !!..
مددت يدي له بالملف و أنا أقول بخبث : أنتظرك .. لا تتأخر ..!
بدا الإستغراب عليه لكنه أخذ الملف بهدوء ..!
إتسعت إبتسامتي الخبيثه : و داعاً .. أو بالإحرى .. أراك قريباً !!..
لم أستطع أن أكتم ضحكتي الشريرة حينها و أنا استدير مغادراً المكان !!..
بينما شعرت بأن ذلك المشرد فهم بأن هناك سوءً ينتظره !!..
........................................
إبتسامتي لم تفارق شفتي منذ تلك اللحظة التي سلمت فيها الملف للخادم ..!
لاحظ ماثيو و دايمن سعادتي لكنهما لم يسألا ..!
و هانحن الثلاثة نسير باتجاه قاعة الخزائن فقد إنتهى الدوام المدرسي ..!
كنا نتحدث عن الحدث العالمي اليوم : أخبرني ماثيو ؟!.. ألم تجد فتاة تستحق تلقي هدية منك اليوم ؟!..
هذا كان سؤال دايمن فأجبت عوضاً عن ماثيو بضجر : بلا هناك .. إنها حسناء الملجأ !!..
بدا الإستغراب على دايمن بينما علق ماثيو : هيه .. أنا لا أنظر لها بهذه الطريقه !!..
كانت ملامح ماثيو تدل على أنه يكذب فيما قاله .. من سوء الحظ إنتبه له دايمن ليقول بمكر : أوووه .. ألن تعرفني إلى صديقتك ماثيو ؟!..
تدخلت للمرة الثانيه بلا إهتمام : يفضل لك أن لا تلتقيها .. المكان لن يروق لك !!..
لم يهتم ماثيو لكلامي بل إبتسم : إن أردت فيمكنني إصطحابك اليوم .. و لا أظن أن ستيف سيتركني أذهب وحدي فقد أحب الأطفال هناك ..!
يبدو أن سيتف تعرف إلى أصدقاء في عمره و أخيراً ..!
لا يبدو أن ذلك جيد فأنا أظن أن أولائك الأطفال همجيون بنسبة كافية لتدمير براءة ستيف ..!
وصلت الآن إلى خزانتي .. و لم أكد أفتحها حتى تساقطت العلب منها و الرسائل أيضاً بسبب كثرتها !!!!..
مالقصه ؟!..
تباً لعيد الحب هذا !!!..
ضحك كلٌ من ماثيو و دايمن بشده علي !!..
نظرت إليهما و أنا أتصنع الغرور : أوووه .. يبدو أني الفتى المحبوب رقم واحد في المدرسة كلها !!..
توقفا عن الضحك و فتح كلن منهما خزانته .. عثرا على الكثير من الهدايا و الرسائل لكن يبدو أني أكثر من حصل عليها !!!..
تنهدت بضجر و أخذت الرسائل و وضعتها في أحد الملفات الدراسية التي كنت أحملها ..!
بينما أخذت كيساً كبيراً من خزانتي و وضعت الهدايا فيه ..!
نظرت إلى صاحبي .. رأيت ماثيو يقف وهو يتفحص الرسائل : لم أتوقع أن يكون لي معجبات بهذا القدر !!..
ماثيو و سيم بحق .. هذا غير شخصيته المميزه ..رغم ذلك فهو متواضع ..!
حين إلتفت لدايمن و جدته يبحث بين الرسائل حتى بدت السعادة عليه : أوووه .. و أخيراً و جدتها !!..
إرتفع أحد حاجبي باستنكار : ماهي ؟!..
إلتفت نحوي ببتسامة واسعه : رسالة من فلورا .. و هدية كذلك !!..
إبتسم له و أنا أقول : لنرى مذا أهدتك ؟!..
أخذ العلبة الصغيرة و فتحها .. كانت تحتوي على ميدالية مفاتيح باللون الأحمر كتب عليها حرفا D و F ..!
يبدو أنها قد نالت إعجاب صديقي بشكل كبير !!..
دايمن معجب بفلورا منذ كنا في المرحلة الإعداديه .. و الحقيقة انه أعترف لها بهذا عدة مرات .. و من حسن حظه أنها تبادله ذات المشاعر ..!
إلتفت ماثيو نحوي : لينك .. هل أهديت أحدهم اليوم ؟!..
أومأت سلباً : لقد نسيت الأمر تماماً !!..
تنهد ماثيو بضجر و لم يستغرب ..!
فهو يعلم بأني من النوع المخادع ..!
أخدع الفتيات .. صفة سيئة جديدة تكتشفونها في ..!
لكن الحق أني لا أتعمد ذلك .. أنا فقط أعاملهن بلطف و أبتسم لهن و أقبل الخروج في المواعيد لكني لا احمل المشاعر تجاههن !!..
بينما تظن كل واحدة منهن بأني فارسها المنتظر !!!..
أيقضني صاحباي من شرودي فسرت معهما مغادرين القاعه ..!
................................................

|[ إمــا "شيطـــان" ..×.. أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان ]|

ارجو ان اجد تفاعلا حتى اكمل نقل القصة
__________________


لا تكن كاللدمية بخيوط يحركك كل من استولى على خيوطها وعلم مكنونات عملها

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-27-2015, 02:18 AM
 
مرحبا كيفك ؟؟
شكرا لمجهودك الرواية هذي جدا رائعة وأنا قرأتها من قبل..
ترى فيه لها جزء ثاني وحنا الحين بإنتظار البارت الأخير منه <<< قاعدة أغششك عشان تكوني أول من ينقله ^_^

تقبلي مروري وشكرا على الدعوة..
shikamaru taytcho likes this.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-27-2015, 09:32 AM
 
السلام عليكم
خخخخخخخخخخخخ Angela14 بعرف انو في جزء تاني بس حبيت انقلها
البارت الثالث

كنت في حديقة المنزل أجلس على مقعد تحت قبة معمارية رائعة تتدلى منها أوراق الأشجار .. تحتها طاولة مسديرة حولها عدة مقاعد مريحه ..!
تفضل والدتي شرب الشاي في هذا المكان .. لكن يبدو أنها مشغولة في مكتبها الآن ..!
كنت أنظر إلى تلك الرسائل التي وصلتني اليوم ..!
كلها إعترافات بالحب و كلام فارغ !!..
أما الهدايا فقد تنوعت ما بين الساعات و الأقلام الفاخرة و ميلاديات المفاتيح و زجاجات العطر !!..
أما الهدية العجيبة كانت خاتماً .. لم يكن خاتماً رجالياً بل كان كخواتم المخطوبين !!..
من ترسل لي هدية كهذه تثق بنفسها ثقة عمياء !!..
روزاليندا
كانت صاحبة الهديه !!..
يبدو أن لديها أفكار جهنمية للإيقاع بي !!.. لكني لست صيداً سهلاً كما تضنني !!..
هه .. حسناً .. أنا لا أعلم أين سأذهب بكل هذا ؟.. لذا طلبت من إحدى الخادمات بأن تضعها في خزانة الهدايا التي في غرفتي و التي أضع فيها الهدايات التي تصلني من المعجبات و غيرهن ..!
أغمضت عيني بهدوء .. كان المكان هادئاً .. شعرت براحة لدقاق معدوده ..!
حتى سمعت صوتاً : تبدو بحالة ممتازة اليوم لينك ..!
فتحت عيني لأرى والدتي تجلس على الكرسي المقابل لي .. لم أشعر بها حين جاءت إلى هنا : نعم .. الهواء عليل ..!
إبتسمت وهي تقول : لقد وصل الخادم الخاص قبل قليل و قد تحدثت إليه .. لكن ألا ترى أنه يبدو صغير السن ؟!..
إذاً جاء إلى هنا .. رائع : لا أظن .. إنه مناسب تماماً ..!
لم تعترض والدتي على هذا .. ربما خشيت أن ألغي الأمر كله : إذا كنت تريد هذا فلا بأس .. إنه موافق على منصبه الجديد .. وهو في مكتب جيسكا لكي تعرفه على طبيعة عمله و عن الأشياء التي تفضلها و التي تكرهها حتى يكون حذراً في تصرفاته معك ..!
لم أتوقع أن يوافق بسهوله .. يبدو أن في نيته أمراً ما : جيد ..!
تعليقي المختصر أقلق أمي نوعاً ما .. هي تعرفني جيداً لذا أظن أنها أكتشفت أني لا أنوي الخير بذلك الخادم !!..
لكنها أيضاً لم تعلق ..!
في تلك اللحظه .. لمحت من بعيد تلك العجوز تقترب منا بوقار و عليها ملامح الجد و خلفها يسير ذلك الخادم ..!
الخادم المتشرد ..!
إبستمت بمكر حين رايته .. بينما أقترب هو خلف جيسكا نحونا ..!
ألقيا التحية لتردها أمي ببتسامه .. أما أنا فبخبث !!..
وقفت والدتي وهي تقول بنوع من القلق أخفته خلف إبتسامتها : هيا بنا جيسكا .. أظن أنه من الأفضل أن يتفاهما معاً ..!
أومأت لها جيسكا ثم إلتفت نحوي : عن إذنك سيد مارسنلي !!..
أومأت لها فأنصرفت خلف والدتي ..!
رغم أنها تعامل أمي معاملة عادية لدرجة أنها تناديها بأسمها الأول بلا ألقاب .. إلا أنها تعاملني باحترام فهي تعتبرني بمكانة والدي ..!
فور إبتعادهما نظرت إلى ذلك الخادم و أبتسمت ببرود ليبادلني الإبتسامة نفسها : حسناً .. عرّف بنفسك ..!
ببرود مع تلك الإبتسامة الواثقه : ريكايل .. في السابعة عشر ..!
ريكايل .. هذا هو أسمه إذاً .. إنه في مثل عمري ..!
ذلك مشوق : لم أظن أنك ستوافق على العمل عندي .. ألم تكن جملتك في لقائنا الأول " أفضل الموت على خدمتك " ؟!..
بهدوء أجابني : حين تكون المسؤول عن إطعام أسره .. لن تهتم لحياة الذل التي ستعيشها !!..
يبدو أنه بحاجة ماسة للمال كي يصرف على عائلته .. لهذا وافق على العمل خادماً لي فراتبه سيزداد ضعفاً حينها ..!
لكني أظن أن مأساته ستزداد ثلاثة أضعاف !!..
أو هذا ما يظنه شيطاني !!!..
.................................................. ....
ببتسامه غرور و خبث : إسمع يا .. ريكايل !!.. يجب أن توقضني غداً تمام الخامسة صباحاً .. لأني أريد الذهاب للمدرسة مبكراً ..!
نظر إلي ببرود : حسناً .. لكن لا تظن أني سأبقى الليلة هنا حتى أوقضك .. سأعود إلى منزلي و أعود في الصباح ..!
لم أهتم لذلك : إن تأخرت عن موعدي لدقيقة واحده فأسخصم من راتبك ..!
أعلم أنها نقطة ضعفه .. أومأ لي بهدوء ثم سأل : أتريد شيئاً آخر ؟!..
أجبته بالنفي فغادر الغرفه ..!
كنت في جناحي في الغرفة الخارجيه .. أجلس أمام شاشة التلفاز الكبيره بملل ..!
بعد خمسة أيام سيكون مهرجان المدرسة .. أو بالأحرى تلك الحفلة الراقصه ..!
علي أن أختار إحدى الفتيات كي ترافقني ..!
سأفكر في هذا الأمر فيما بعد .. أما الآن فأنا أشعر بالنعاس ..!
لذا وقفت و دخلت إلى غرفة النوم و بدلت ملابسي ثم أستلقيت فوق سريري الواسع المريح لأنعم بليلة هادئه رغم أني واثق بأني لن أرتاح جيداً بسبب بعض الكوابيس !!..
لا تشغلوا بالكم ..!
.................................................. ..
شعرت بشخص يهزني بلطف ..!
وهو يهمس لي بهدوء : هيا .. حان وقت المدرسة ..!
فتحت عيني ببطأ لأتفاجأ بذلك الفتى الذي يوقضني و الذي أستقام واقفاً حين فتحت عيني ..!
إنه خادمي الجديد .. لكن ما فاجأني هو طريقته اللطيفة في إيقاضي !!..
تجاهلت الأمر و جلست على حافة السرير بهدوء .. رفعت رأسي نحو الساعة الجداريه .. الخامسة تماماً .. إنه دقيق في مواعيده !!..
عدت بنظري إليه حيث كان يفتح جزءً صغيراً من الستارة الكبيره لأقول بتأمر : أخرج زيي المدرسي من الخزانة ثم غادر الغرفه ..!
أومأ بهدوء و توجه ناحية خزانتي بينما إتجت إلى دورة المياه لأخذ حماماً بارداً منعشاً يعيد إلي نشاطي ..!
فور خروجي لم أجده في الغرفه .. أرتديت ثيابي و رتبت شعري و جهزت نفسي ..!
خرجت من الغرفة الداخلية لأراه يقف قرب الطاولة التي بين الأريكة و التلفاز و التي وضعت عليها أنواع من الأطعمة التي تقدم على الفطور ..!
بهدوء : أسعدت صباحاً سيد لينك !!..
حتى الآن .. لم ينادني بسيد مارسنلي وهذا مالم أعتده لكني لا أعلم لما لم أنهاه عن هذا بعد ؟!!..
باستحقار قلت : يبدو أنك لا تعلم بأني أتناول الفطور مع والدتي في الصباح !!..
إبتسم بمكر : بلا أعلم .. و أعلم أيضاً أنك تتناوله في غرفتك إذا كانت السيدة مارسنلي غير موجوده .. لقد غادرت في الصباح الباكر جداً إلى الشركة فاليوم ستقوم بجولة على الفنادق حتى وقت الظهيره ..!
زفرت بحنق حينها .. هو يعلم كل شيء حتى جدول أعمال أمي !!..
أتجهت إلى الطاولة و جلست على الاريكه أمام الفطور ..!
أخذ يخبرني بمحتوى الأطباق و مكونات الطعام ..!
جيسكا تفعل ذلك على الفطور أيضاً !!..
بعد أن إنتهى بدأت بتناول فطوري بصمت ..!
و بعد عشر دقائق إنتهيت و أتجهت ناحية الحمام كي أغسل يدي !!..
حين خرجت وجدته يقف وهو يحمل حقيبتي و يقول : هل تريد مني أن أرافقك إلى المدرسة أم مذا ؟!..
بضجر قلت و أنا أغادر الغرفة وهو يسير خلفي : لا .. إذا أمرتك بذلك ستفعل !!..
لم يعلق و رافقني طيلة الطريق حتى ركبت سيارة السائق ثم وضع حقيبتي بجواري : لن تأتي السيدة مارسنلي لتناول طعام الغداء فهي ستكون في الشركة إلى ذلك الوقت .. موعد الغداء سيكون في الواحدة ظهراً فمذا تريد أن تتناول ..!
ببرود : المعكرونه الإيطاليه ..!
حنى رأسه باحترام : حاضر سيدي !!..
أغلقت النافذة فأنطلق السائق ناحية المدرسة ..!
لاحظت أنه عاملني باحترام قبل قليل لكني لم أشعر بالراحة لهذا الأمر !!..
مالذي يفكر فيه هذا الفتى ؟!..
.................................................. .
مرت ثلاثة أيام سريعة بالنسبة لي و بطيئة بالنسبة لريكايل !!..
لقد كنت ألقي الأوامر عليه تباعاً مندون توقف .. لم يعلم أصدقائي حتى الآن بأنه صار الخادم الخاص لي ..!
المشاحنات الكلامية بيننا لا تنتهي ..!
فحين نكون وحدنا يبدأ بالتسلط ..!
وحين يكون أحدهم معنا يكون محترماً جداً إلا أنه حتى الآن لم ينادني بالسيد مارسني ..!
بل سيد لينك ..!
و أمام اللأخرين سيدي !!..
ذلك كان يغيضني لكني و لا أعلم لما لم أنهره حتى الآن ..!
من حسن حظه أن شيطاني غفل عني في الثلاثة أيام الماضيه .. و إلا لصار في خبر كان !!..
حفلة روز بعد يومين .. لم أفكر حتى الآن بالفتاة التي سأرافقها ..!
سألت صاحبي عن مرافقتيهما في الحفل ..!
بالتأكيد دايمن تحدث إلى فلورا ..!
أما ماثيو فقد أخبرني أنه إتفق مع آندي ..!
ياللأسف فقد فكرت في آندي رغم لسانها الطويل !!..
لكنها كانت قد ترفض فهي تعاملني كأخ لها ..!
أنا الآن في سيارتي في طريق العودة للمنزل .. كنت قبل قليل في ملعب البيسبول أحضر مبارةًً مع صديقاي ..!
دايمن من أكثر المحبين لهذه الرياضه لذا قام بدعوتنا أنا و ماثيو إلى المباراة ..!
في الحقيقة كان ينوي أن يأتي مع فلورا لكنها أخبرته بأنها منشغلة جداً فلم تستطع مرافقته !!!!..
إلتفت إلى يميني لأنتبه أني أسير قرب مبناً مهجور في ذات الحي الذي فيه منزل خادمة أمي العجوز جيسكا ..!
إقشعر جسدي حين رأيته .. منذ عشر سنوات وهو كما هو لم يتغير ..!
فكرت في إلقاء نظره .. حين كنت طفلاً دخلته عدة مرات لكني الآن أتمنى أن أنسى تلك الأيام !!..
أوقفت السيارة و نزلت بهدوء .. دخلت إلى المبنى فلم يكن هناك باب ..!
كان الدرج قريباً مني فأتجهت إليه و صعدت حتى وصلت للدور الخامس و الأخير ..!
لقد كان الصعود صعباً فهناك اجزاء محطمة منه ..!
كنت أنظر حولي و أنا أصعد فعلمت أنه لايزال كما هو .. ملجأ للقطط الشارده !!..
لقد كانت بعض الصور المفزعة تمر أمام عيني في تلك اللحطة لكني حاولت تجاهلها و التخلص من خوفي ..!
ها أنا الآن في السطح .. الظلام يخيم على المكان .. الساعة الآن التاسعة مساءً ..!
سرت بهدوء في ذلك السطح حتى توقفت فجأة و أنا مدهوش مما أراه أمامي ..!
شخص يعيرني ظهره وينظر إلى الأمام .. أو بالأخص إلى السماء .. حيث كان القمر بدراً ..!
كان يقف على الحافة فلم يكن هناك سور للسطح ..!
فتاة .. بلا هي كذلك ..!
خصلات شعرها البنية تتراقص بخفت مع نسيم الهواء البارد ..!
يداها كانت متماسكتين خلف ظهرها بهدوء ..!
تردتي قميص أحمر ذو أكمام
طويله و تنورة سكريه ..!
أليس !!..
إنها هي .. بلا هي نفسها : مـ .. ميشيل !!..
سمعت شهقة فزع من تلك الفتاة التي إستدارت بخوف حين سماع الصوت ..!
مع إستدارتها تفاجأت بها تكاد تسقط إلى الخلف وقد صرخت بأعلى صوتها عندها !!..
أسرعت ناحيتها و أمسكت يدها لأجرها بقوة ناحيتي فتسطدم بي و نسقط سويةً على الأرض !!..
كان ذلك مؤلماً بحق !!..
لكن لو أنها سقطت من هذا الدور المرتفع إلى الأرض لكان الأمر أكبر من كونه مؤلماً !!..
رفعت رأسي لأرى أنها جلست وهي تمسك برأسها و تطلق آهات منزعجه ..!
إنتبهت إلي فأبتعد عني بخجل وهي تقول : شـ .. شكراً لك .. أأنت بخير ؟!..
لا أعلم لما لكني ضحكت بخفة عليها و جلست : نعم .. لا تقلقي !!..
إحمر وجهها فجأة و هي تقول : أنت .. ليس ثانيةً !!..
لم أفهم قصدها إلا بعد لحظات من التفكير ..!
كانت تقصد أني نفس الشخص الذي تشبثت به من قبل .. وهاهي الآن تسقط فوقه !!..
أظن أن بعض الفتيات يحرجن من هذا .. لكني إبتسمت لها: كيف حالك ؟!..
رفعت وجهها الأحمر نحوي : بـ .. بخير .. و أنت كيف حالك لينك ؟!..
إتسعت إبتسامتي الهادئه و أنا أفكر أنها لم تنسى أسمي كما لم أنسى أسمها : أنا أيضاً بخير !!..
سألتني بخجل و الحيرة بادية على وجهها : مالذي تفعله هنا ؟!..
بدا الإستغراب علي : أنتي مالذي تفعلينه هنا ؟!..
إبتسمت بلطف : ليس من الغريب أن تكون فتاة مثلي في هذا المكان .. أما أنت فالواضح أنك من الطبقة الراقيه التي لم تعتد على زيارة الأماكن المهجوره ..!
وقفت و أنا أبتسم لها بمرح : أردت إلقاء نظرة على المكان .. لم تجيبي على سؤالي ؟!..
وقفت هي الأخرى لتقول بمرح وهي تنظر إلى السماء : إكتشفت هذا المبنى منذ فترة قريبه .. إنه من خمس طوابق و أستطيع دخوله بالمجان و مشاهدة القمر بشكل جيد ..!
وقفت بجوارها و بقينا ننظر للقمر ..!
فهمت الآن .. بقعة النور وسط الظلام ..!
تلك رسالتها لي ..!
كانت تقصد البدر المنير في السماء المظلمه ..!
النجوم كانت تحيط به من كل الجهات بشكل متناغم ..!
إنها لوحة فنية أخاذه .. القمر سحر للقلوب ..!
للمرة الثانية في حياتي أشعر بمدى جمال البدر المكتمل ..!
و المصادفه .. كلا المرتين كانت من هذا السطح !!..
قطع تفكيري صوتها الشبه هامس : تبدو مختلفاً ..!
إلتفت نحوها لأرى أنها طأطأت رأسها و على وجهها إبتسامة خجل وقد توردت وجنتاها : مالذي تقصدينه ؟!..
نظرت إلي ببتسامة مرحه مع وجنتيها المتوردتين وهي تقول : حين ألتقينا في المرة السابقه بدا أنك كنت غاضباً و مطرباً .. لذا كنت دائم السكوت و كأنك غير منتبه لوجودي .. أما الآن فإبتسامتك لم تفارق شفتيك ..!
إنها محقه .. في ذلك اليوم كنت قد تشاجرت مع أمي قبل أن ألتقيها .. أما الآن فأنا بطبيعتي : أظن أن مزاجي كان سيئاً جداً ذلك اليوم .. أتسمحين لي بالتحدث إليك ؟!..
بدا عليها الإستغراب لكنها لم ترفض .. نزلنا سوية فأظن أن الحديث في السيارة سيكون أفضل ..!
...........................................
أومأت سلباً وهي تقول بخجل : آسفه .. لكني لا أستطيع ..!
بدا الإستغراب علي وقد إلتفت ناحيتها متجاهلاً طريقي : لما ؟!..
كانت تبدو متوترة وهي تطأطأ رأسها بخجل و حزن : ألم تقل أن الحفلة ستكون في مدرسة مارسنلي الثانويه .. إن ذلك المكان للأشخاص الأغنياء فقط .. كيف لفتاة مثلي زيارته !!..
تنهدت بضجر و أنا أنظر إلى الطريق أمامي : ظننت أن الأمر أكبر من هذا .. لا تقلقي فأنتي سترافقيني في الحفل فقط .. الأمر سهل !!..
صمتت لفترة و صمت أنا ..!
مضت دقيقتان على هذا الصمت و الواضح أنها تفكر : مذا قلتي الآن ؟!..
بسرعة و بخجل دون أن تنظر إلي : لا أملك ثوباً !!..
إبتسمت بهدوء : سهله .. يمكنني شراء واحد لك ..!
هزت رأسها بتوتر : لا .. آسفه لا يمكنني أن أقبله ..!
ضغطت على المقود محاولاً ضبط أعصابي : لا بأس .. إرتديه و أعيديه لي بعد الحفله ..!
أبعدت وجهها عن جهتي كي لا ارى ملامحها و أخذت تحدق بالنافذه : لا يمكن .. ستدفع فيه مبلغاً كبيراً بالتأكيد .. فساتين السهرة باهضة الثمن .. ثم لن تستطيع إعادته للبائع بعدها !!..
إنها فتاة عنيده بحق .. كيف سأتصرف الآن ؟!..
أخذت أفكر للحظات ثم قلت : حسناً .. ما رأيك أن أساعدك على إستعارة ثوبٍ من إحدى الفتيات ؟!.. ستعيدينه لها بعد الحفل !!..
إلتفت إلي بصدمه : يستحيل هذا !!..
نظرت إليها بطرف عين : إذاً سأشتري لك ثوباً ..!
تنهدت بتعب ثم قالت : هل تعرف فتاة في مثل عمري و بأمكاني أن أستعير منها ثوباً للحفل ..!
أومأت لها إيجاباً : نعم .. تلك الفتاة لن ترفض طلبي .. إنها لطيفة حقاً و ستساعدك ..!
زفرت بهدوء : حسناً .. موافقه ..!
إبتسمت بنصر حينها : إذاً .. أعطني رقم هاتفك حتى أتصل بك غداً و نذهب للفتاة ..!
نظرت إلي بهدوء : لا داعي لهذا .. سأنتظرك عند ذلك المطعم الذي تناولنا فيه العشاء في لقائنا الأول ..!
لم أرفض خشية أن تغير رأيها : لا بأس بهذا .. حسناً إلى أين أوصلك الآن ؟!..
أجابت فوراً : أنزلني هنا .. علي القيام ببعض الأعمال قبل أن أذهب للمنزل ..!
و أيضاً لم أرفض لذا أوقفت السيارة على جانب الطريق حيث كانت هناك بعض محال الفطائر فنزلت بهدوء : تمام الخامسة عصراً .. لاتتأخري يا ميشيل !!..
أومأت بهدوء فودعتها و أنطلقت بسيارتي ناحية المنزل ..!
.................................................. .........



فور خروجي من المدرسة في اليوم التالي بدلت ملابسي ثم أخبرت ريكايل أني سأخرج و قد أتأخر في العوده ..!
إتجهت ناحية مربض السيارات و ركبت السيارة السوداء ..!
خرجت من المنزل و أتجهت ناحية أكبر مركز تجاري في باريس ..!
و في أرقى محال الملابس .. كنت أبحث عن فستان مناسب لميشيل ..!
و بعد بحث قصير وجدته و دفعت ثمنه ..!
كان باهض الثمن لكني لا أبالي ..!
أظن أنه مناسب لها .. كان ذو لون أسود .. يصل إلى نصف الساق .. له كم لايتجاوز الكتف و معه شال أسود أيضاً شبه شفاف ..!
على الخصر كانت هناك شريطة حمراء تلتف و تتدلى من الخصر حتى الركبه ..!
كما كانت هناك جورية حمراء على الشريطة حيث تتدلى من تحتها الشريطتان زادت من جمال الفستان ..!
إشتريت الحذاء و الحقيبة و الحلي ..!
كل شيء جاهز .. حملت الأكياس و خرجت من المركز ..!
ركبت سيارتي و أنطلقت لأغادر المكان .. أخرجت هاتفي و أتصلت بأحدهم .. و بعد لحظات : مرحباً ..!
أجابني صوت ضجر : أهلاً ..!
بدا الإستغراب علي : مابك ؟!..
بنفس النبره : أين أنت منذ أسبوعين ؟!.. لم نرك أو حتى نسمع صوتك ؟!..
ضحكت بخفة و أنا أقول : هل إشتقت إلي ؟!..
ببرود : لا تحلم بهذا !!!..
علي الآن أن أبدأ بمهمتي : حسناً لا بأس .. كيف حالك ؟!..
بهدوء : بخير .. مذا عنك ؟!..
إبتسمت : بخير أيضاً .. أحتاج إلى مساعدتك .. أأنتي في البيت ؟!..
لم تستغرب طلبي : نعم .. و ما نوع المساعده ؟!..
نظرت إلى الأكياس التي على المقعد المجاور : لا أستطيع في الهاتف .. إن لم تكوني مشغوله فأنا قريب من منزلكم ..!
بمرح قالت : لا لست مشغوله .. حسناً سأبدل ملابسي و أنتظرك ..!
.........................................
ها أنا الآن أقف في ردهة ذلك القصر الفخم ..!
يقف أمامي رئيس الخدم الذي قال باحترام كبير : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أرجوا أن تكون بصحة جيده ..!
ببرود قلت : أين آندي ؟!..
لم يستغرب تصرفي معه بل قال بهدوء : إنها في غرفتها .. أخبرتني بأنك ستصل و طلبت مني إستقبالك ..!
لم أجب بل إتجهت بهدوء ناحية المصعد القريب مني .. ركبت المصعد بهدوء و ضغطت على زر الدور الثالث .. أظن أنكم لا حظتم تصرفي بحرية هنا .. ستعرفون السبب قريباً !!..
فور أن فُتح المصعد رأيت أمامي تلك الفتاة الشابه التي تغيرت ملامحها حال رؤيتي فبدت السعادة عليها : لينك هنا !!.. متى جإت ؟!..
خرجت من المصعد و إبتسمت : لم أعلم أنك هنا .. متى عدتي من كندا ؟؟!!..
بدا عليها الإستياء المصطنع : لي أسبوع في باريس !!.. لما لم تزرنا منذ فترة طويله ؟!!.. أمي مشتاقة إليك بشكل كبير !!..
بدا علي الحرج وقلت بهدوء : آآآهـ .. آسف حقاً إنشغلت كثيراً ..!
ببرود و نظرة حاده : ليس عذراً !!!..
ظهرت على ملامحي إبتسامة مرحه و أنا أحاول أن أغير الموضوع : آه صحيح .. في أي شهر أنت الآن ؟!..
إرتفع أحد حاجبيها باستنكار : كالعاده .. فاشل في الخروج من مصائبك !!.. عموماً أنا في شهري السابع !!.. أتعلم .. أخبرت الجميع أني إن أنجبت فتى فسأسميه لينك نسبة إليك !!..
ظهرت على ملامحي السعادة رغم أني لم أستغرب ذلك منها : أشكرك ليندا ..! أنت دائماً في صفي ..!
ضحكت بخفة ثم علقت : المهم أن لا يصير شيطاناً مثلك !!.. هيا أسرع فلا شك أن آندي تنتظرك ..!
بدا علي الإستغراب : كيف علمت بأن آندي تنتظرني ؟!..
إبتسمت بخبث : توقعت ذلك .. صحيح أنكما كثيرا الشجار معاً لكن أحدكما لا يستغني عن الآخر !!.. و بما أنك صعدت مباشرة فلاشك أنك ستذهب إليها !!.. عموماً أشعر أنها مقربة منك أكثر من دايمن ..!
رفعت حاجبي باستنكار : تعلمين أنها كأختي الصغرى !!..
أطلقت ضحكة قصيرة ثم وقفت خلفي و دفعتني بهدوء : أسرع قبل أن تتفجر براكينها !!..
أومأت لها و أسرعت إلى غرفة آندي .. سمعت ليندا تناديني فألتفت ناحيتها .. إبتسمت وهي تقول : لا تنسى أن تسلم على أمي قبل أن تخرج ..!
أومأت لها و أتجهت إلى غرفة آندي ..!
ليندا .. غريبة بحق !!..
أو بالأحرى .. ذكية بحق !!..
لكنها ماكرة بشكل كبير !!..
وقد لا تصدقون بأني لم أتعلم المكر إلا بمراقبتها !!..
شيطان .. دائماً تصفني بهذا اللقب .. أو بالأحرى الجميع هنا !!..
لكن هي أكثر ..!
ها أنا أقترب من غرفة آندي ..!
رأيت الخادم الذي كلفته بحمل الأكياس يقف بانتظاري قرب باب الغرفه ..!
ما إن وقفت أمام الباب حتى طرقت طرقتين ثم ناديت : هيه آندي .. لقد وصلت ..!
سمعت صوتها من الداخل : تفضل ..!
فتحت الباب و دخلت و دخل خلفي ذلك الخادم .. نظرت إلية بطرف عين : ضع الأكياس على الطاوله و أنصرف ..!
حنى رأسه قليلاً وهو يقول باحترام : تحت أمرك سيدي ..!
إتجه ناحية طاولة حولها أرائك متوزعة .. و ضع الأكياس ثم أستأذن بالخروج من تلك الفتاة التي كانت تجلس على أحد المقاعد ..!
.................................................. .............
بعد ن أتفقت أنا و آندي على كل شيء .. سألتني باستغراب : لينك .. أخبرني لما أغرمت بهذه الفتاة خاصه رغم أنها من طبقة فقيره ؟!.. أظن أن أمي و أمك لن يسعدهن ذلك ..!
تنهدت بهدوء و أنا أقول لها بنبرة حالمه : لقد أسرتني عيناها .. أشعر بأنها خطفت قلبي في غمضة عين .. صدقيني آندي لم أشعر بهذا من قبل .. أمي لن تعارض لأن في هذا سعادتي و أظن أن أمك كذلك ..!
ضحكت بخفة علي لتقول بمكر : إذاً حب من النظرة الأولى .. متشوقة لرؤيتها !!..
وقفت و أنا أقول : إستعدي .. سذهب الآن و أسلم على خالتي ثم أحضرها إلى هنا .. جيد ؟!..
وقفت وهي تقول بحماس : سيكون ذلك مثيراً .. لكن أرجوا أن يكون الفستان بمقاسها ..!
أومأت لها و أنا أرجوا ذلك أيضاً .. خرجت من الغرفة و أتجهت إلى المصعد .. أغلقته بهدوء و أخذت أنظر لنفسي بالمرآة التي فيه .. رتبت شعري و ملابسي إستعداد للقاء سادة هذا القصر ..!
فور خروجي من المصعد كان هناك خادم مار بهدوء .. فور أن رآني توقف وهو يقول : سيد مارسنلي .. السيد و السيدة رافالي في غرفة الجلوس بإنتظارك ..!
أومأت له و إتجهت إلى غرفة الجلوس .. تلك الغرفة الفخمه ذات الجدار الزجاجي المطل على حديقة رائعه مليئة بالأشجار و الزهور .. أغلب الأسرة فتيات لذا هذا شيء طبيعي .. كذلك بركة سباحة كبيرة في المنتصف .. يصب فيها شلال بطول أربعة أمتار ..!
رأيت الجالسين أمامي على الآرئك ..!
رجل يبدو في الثامنة و الأربعين من عمره .. ذو شعر بني و عينان سوداوتان .. طويل القامة و لكنه ليس عريض الأكتاف .. تبدو عليه الرسمية و الوقار .. بجانبه جلست إمرأة تبدو في بداية عقدها الرابع أيضاً .. شعر أسود مموج يصل لمنتصف ظهرها .. عينان زرقاوتان صافيتان .. بشرة بيضاء و قامة شبه طويله ..!
جلست معهم ليندا في الغرفة ذاتها وقد كانت تشبه ذلك الرجل بشعرها البني القصير رغم لون عينيها الخضراوتان ..!
تقدمت ناحية السيد و السيده اللذان إبتسما حال رؤيتي .. جثيت أمامهما و أمسكت بيد كلن منهما على حدى و قبلتها .. و أنا أقول باحترام : آسف حقاً لأني قاطعتكم أسبوعين كاملين .. لكن الأمر لم يكن بيدي فقد شغلت بالدراسه ..!
كنت أطأطأ رأسي فسمعت الرجل يقول لي بهدوء : إنهض يا بني و لا تتعتذر .. إن كان الأمر بسبب الدراسه فلا مشكلة لأن ذلك لمصلحتك ..!
وقفت و حنيت رسي قليلاً باحترام : أشكرك على تقدير ظرفي عمي ..!
إبتسمت المرأة وهي تقول لي : تعال لينك لم نتحدث معاً منذ زمن ..!
نظرت إلى ساعتي .. إنها الرابعة و النصف .. بقي نصف ساعة على الموعد ..!
إتجهت إلى الأريكة القريبة منهما و جلست بهدوء .. بدأ الحديث عن أحوالي و أحوال والدتي حتى قال السيد رافالي بهدوء : ليندا .. أخرجي يا ابنتي .. أريد الحديث مع لينك في موضوع مهم ..!
تقلب وجهي و أنا أخشى أن يكون الأمر الذي أفكر فيه .. يبدو أن والدتي أخبرته بكل شيء ..!
وقفت ليندا و غادرت بهدوء فبقيت معهما وحدي ..!
قال عمي رونالد بجد : تعال لينك .. إقترب ..!
وقفت بهدوء و أتجهت لأجلس بجواره .. وضع يده على كتفي وهو يقول بجد : إسمع يا بني .. لطالما كنت باراً بوالدتك .. لم تعصي لها طلباً من قبل .. مالذي حدث الآن ؟!..
سكت و طأطأت رأسي و أنا أفكر في أني لن أنجوا من هذه المسألة ..!
سمعت صوت الخالة كاثرن تقول بحزن : بني .. أنت تعلم أن الأمر في صالحك .. ستتحسن حالك إلى الأفضل و ستنسى ما مضى .. الدكتور جيرالدو إنسان محترم و سيكون صديقك قبل أن يكون طبيبك ..!
إعتصرني اللألم حينها .. تمتمت بضيق و قد إختنق صوتي : لما تضنون أني مريض ؟!!.. لست مجنوناً !!.. أنا لست مجنوناً صدقوني !!..
شعرت بالسيدة رافالي و قد أسرعت و جلست بجواري من الجهة الأخرى وهي تضع كلتا يديها على كتفي من الخلف و تقول بحزن : لينك نحن نعلم بأنك لست مريضاً .. لكننا نريدك أن تكون بحال أفضل ..! حالك تحزن والدتك و تحزنني و تحزن عمك أيضاً !!.. مهما حاولت إخفاء حزنك فعيناك تفضحك !!.. أرجوك بني أرجوك !!!..
وقفت حينها لكي أهرب من هنا لكن عمي أمسك بيدي و سحبني كي أجلس من جديد وهو يقول : يكفيك عناداً لينك !!.. أنت إبن مارسنلي و حين تبلغ العشرين من العمر سوف تستلم أمور الشركه !!.. كيف ستسطيع التحكم بمن يعمل عندك بهذه الشخصيه !!..
بدا الإستياء علي و أنا أقول : مابها شخصيتي ؟!.. أظن أني قوي كفاية لهذا !!.. كما أني معروف بشخصيتي الجادة و ثقتي الكبيرة بنفسي !!..
لكنه قال بجد و بعض الغضب : تلك هي نصف شخصيتك يا لينك !!.. أنت تحدثت عن هذا النصف لكن مذا عن النصف الآخر ؟!!.. أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان !!!..
جملته الأخيره .. كانت كصاعقة رعدية أصابتني !!..
سرت قشعريرة في جسدي بعدها و قد أثرت فيَّ بشكل كبير !!..
و قبل أن يعلق أحدهم دخلت فتاة صغيرة إلى الغرفة فأجبر السيد رافالي على الصمت ..!
فور أن رأتني قطبت حاجبيها : منذ متى و أنت هنا ؟!..
كانت طفلة في العاشره .. أجبتها بهدوء : منذ أكثر من نصف ساعه ..!
نظرت إلى ساعتي .. بقي عشر دقائق و تكون الساعة الخامسة تماماً ..!
لذا وقفت بهدوء و أنا أقول : علي الذهاب لإحضار أحدهم .. لقد إتفقت مع آندي على هذا !!..
أومأ لي فأنصرفت بهدوء ..!
عندما خرجت من الغرفة و من المنزل و بينما كنت أسير في حديقة المنزل متجهاً إلى المرآب .. سمعت صوتاً ينادي : هيه لينك ..!
إلتفت بضجر و أنا أقول : مذا تريدين ميرال ؟!..
إنها الطفلة إبنت العاشره .. الصغرى و المدللة في أسرة رافالي .. كانت تنظر إليَّ بإستغراب : مابك ؟!.. لا تبدو بخير أبداً ..!
تجاهلتها و سرت باتجاه سيارتي : لاشيء مهم .. لا تغشلي بالك ..!
وصلت للسياره .. كانت سوداء ملفتة للأنظار .. أهدتها لي والدتي قبل شهرين من الآن ..!
ركبتها و غادرت ذلك القصر ..!
بينما كنت متجهاً إلى ذلك المطعم حيث إتفقت على رؤية ميشيل عنده .. فكرت في الموضوع الذي حدثني فيه عمي و خالتي .. و هكذا إعتدت أن أناديهما فهما في منزلة والداي ..!
هل هم على حق ؟!..
أيجب أن أغير شخصيتي ؟!!..
لكني لا أرى فيها عيباً !!..
( أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان ) !!!!..
قفزت هذه الجملة في ذهني !!..
شيطان .. نعم و أنا أعترف بذلك فحين يبدأ شيطاني بأعماله الشنيعه سيكون من أمامي في خطر !!..
مهزوز الكيان .. لا أحب أن أفكر بهذا .. لذا [ لا تعليق ] !!..
هل حقاً أحتاج لطبيب نفسي ؟؟؟؟!!!!..
لكنه يعالج المجانين !!..
مجنون .. أيمكن أن أكون كذلك ؟؟!!!..
لما يصرون على هذا ؟!..
لما لا يقدرون شعوري ؟؟؟!!!..
ليتني .. ليتني لم أعرفك يوماً يا أليس !!!!!!!!..
هل بدأت أبكي حقاً ؟؟!..
نعم لقد سالت دمعت على خدي وقد شقت طريقها بسلام للتبعها أخرى !!..
يبدو أني حقاً ذو قلب مهزوز تماماً !!..
طيلة تلك الفترة لم أندم على معرفتي أليس لكن الآن الأمر إختلف !!..
هل كان الذنب ذنبها ؟!!..
هل تعرفي لفتاة أخرى سينسيني حبي الأول !!..
أقصد .. حب طفولتي الذي مضى على نهايته عشر سنوات !!..
توقفي يا دموعي أرجوك .. لا يجب أن تراني ميشيل على هذا الحال !!..
أوقفت سيارتي على جانب الطريق ووضعت رأسي على المقود ..!
أخرجت كل ما بصدري من هم و بكيت بمراره !!..
لا تظنوا أني طفل مدلل أبكي على كل شيء !!..
فلو كان أحدكم مكاني مذا سيفعل ؟!..
يردوون منه أن يتعالج عند طبيب نفسي كمجنون رغم أنك بكامل قواك العقليه !!..
و المصيبة الأكبر هو السبب .. أحداث مرت علي في طفولتي لمدة شهر كامل ..!
كأنك تعيش أحد الأفلام الإجرامية الشنيعه !!..
مازلت أذكر الكثير مما حصل لي أنا و أليس في قبو ذلك المبنى المهجور المتهالك !!..
لشهر كامل لم أرى الشمس !!..
لم أستنشق الهواء النقي !!..
لم أكل سوى بعض الخبز اليابس !!..
مع مجموعة من المجانين الذين كانوا يشربون طوال الوقت حتى الثمول !!..
ذلك ما كان يؤدي إلى جنونهم فيبدأون بضرب من أمامهم بلا رحمه !!..
للأسف لم يكن أمامهم إلا أنا و أليس في ذلك الحين !!..
و المصيبه .. كنت في السابعة بينما أليس في الخامسه !!..
أليس هذا الأمر يستحق تلك الدموع ؟!!..
أظن أن هذا سبب لي عقدةً نفسية !!..
لهذا يريدون مني أن أتعالج عند الدكتور جيرالدو .. اللذي يملك شهادات كبرى في علم النفس !!..
بعد أن هدأت نفسي تذكرت ميشيل .. نظرت إلى ساعتي لأجد أنها تجاوزة الخامسة بدقيقتين !!!..
إنطلقت بأقصى سرعة و من حسن حظي أن المطعم لم يكن بعيداً عن هنا ..!
ركبت فنظرت ناحيتها بهدوء : كيف حالك ؟!..
ببتسامة هادئة قالت : بخير .. و أنت ؟!..
أجبتها و أنا أحرك السيارة : بخير ..!
أظن أنها لاحظت ملامحي المرهقة و وجهي المحمر .. لكنها لم تنطق ..!
لكن .. أنا أيضاً لاحظت شيئاً .. قميص أحمر و تنورة سكريه ..!
رغم أني إلتقيت بالكثير من الفتيات إلا أني لا أذكر أن إحداهن إرتدت الملابس نفسها يومين متتالين ..!
و ددت لو أسالها لكني خفت أن تفهمني خطأ : هل لي بسؤال ؟!..
ياللساني المتسرع !!!..
لا أعلم كيف نطقت بذلك : تفضل ..!
لم أعرف مذا يجب أن أقول ؟!.. بدا علي التوتر لكني رغم ذلك قلت بارتباك : أممم .. أرجوا أن لا تفهمي خطأ .. لكن .. أليست هذه ثيابك ذاتها ؟!!!..
خشيت من ردة فعلها .. و كل ما أماله هو أن لاتصفني بالوقح و تطلب مني التوقف على جانب الطريق كي تنزل من السياره !!..
لكن ردة فعلها صدمتني .. حيث ضحكت بخفة ضحكة لم أسمع أجمل منها في حياتي !!..
إلتفت ناحيتها مصدوماً : ألم تغضبي ؟!..
إبتسمت بمرح : و لما الغضب ؟!.. أنت محق فمن غير المعقول أن أبقى بثياي نفسها يومين خاصة أني فتاة و الجميع يعلم بأن الفتيات مغرمات بالملابس الجديده !!..
شعرت بالخجل من سؤالي وقد ندمت عليه لكنها أردفت بمرحها نفسه : إنها ثياب المدرسة لينك .. الحقيقة أن هذا هو زي طلاب مدرستي !!.. أنا لم أعد للبيت بعد المدرسة حتى الآن ..!
إلتفت ناحيتها مستنكراً : لم تعودي للبيت ؟؟!!..
ببتسامة هادئة قالت : أها .. أنا لا أعود إلا في المساء .. و نادراً ما أعود قبل ذلك ..! فعند خروجي من المدرسة أذهب إلى مكان عملي و لا أنتهي إلا في المساء !!..
دهشة حقاً من كلامها : هل تعملين ؟!!..
أومأت إيجاباً بنفس إبتسامتها اللطيفه : نعم .. أعمل بداوم جزئي كنادلة في مقهى صغير بعد المدرسة كي أساعد أسرتي .. و أخوتي يعملون أيضاً .. توفي والدي منذ كنت طفله لذا أمي كانت من تصرف علينا .. و الآن بعد أن كبرت ولم تعد قادرةً على العمل حان الوقت لأصرف أنا عليها ..!
شعرت بأنها شابة في الثلاثين من عمرها رغم أنها في الخامسة عشر .. حقاً بدا الأمر غريباً فكيف لطالبة في الأعدادية أن تعمل من أجل مصاريف المنزل الأساسيه بينما أنا لا أفكر في زيارة أمي يوماً في الشركه : أنتي حقاً مثيرة للإعجاب ..!
إحمرت وجنتاها خجل و عادت تنظر للأرض بحياء ..!
أعترف أنها أنستني ما حدث مع عمي و خالتي للتو ..!
حسناً لقد وصلنا الآن .. و هاهي بوابة قصر أسرة رافالي تفتح أمامنا ..!
بدا الذهول على ميشيل وهي تقول : لم أتوقع أن تكون غاية في الثراء يا لينك ..!
إبتسمت بهدوء : إنه ليس منزلي ..!
إلتفت ناحيتي لتقول : أظن أنه منزل أحد أصدقائك .. إذا كان كذلك فهذا يعني أنك من نفس هذه الطبقة ..!
لم أعلق على كلامها بل أكتفيت بالإبتسامه ..!
أوقفت السيارة قرب بوابة مبنى المنزل الكبيرة فجاء خادم و فتح الباب ليقول : أهلاً بعودتك سيد مارسنلي !!..
أعطيت الخادم نظرة سريعة ثم عدت بنظري إلى ميشيل حيث كانت قد نزلت وهي الآن تتجول بعينيها في المكان ..!
جيد أنها لم تسمع ما قاله الخادم !!..
وقفت و أمسكت ذلك الخادم من قميصه و سحبته و أنا أهمس بغضب : أبلغ كل الخدم أن لا ينادوني بالسيد مارسنلي .. فلينادوني بسيد لينك أفهمت !!..
أومأ لي بخوف و توتر : أمـ .. أمرك .. سيد لينك ..!
أعطيته المفتاح و تركته و أتجهت ناحية ميشيل بينما قام الخادم بركوب السيارة ..!
وقفت أمام ميشيل التي سألتني باستغراب : لما قام ذلك الشاب بأخذ سيارتك ؟!..
إبتسمت لها و أنا أقول : إنه أحد الخدم و قد أخذها إلى مربض السيارات .. هيا بنا ..!
سرت بهدوء فمشت بجانبي حتى دخلنا من بوابة المنزل .. إستقبلنا العجوز كبير الخدم فقال بإحترام كبير : أهلاً بك سيد لينك ..!
هذا ممتاز .. فقد إنتشر الخبر بسرعة ..!
لم أرد عليه لكن ميشيل قالت لي بهمس : من هذا السيد ؟!..
همست لها : إنه ليس سيداً .. إنه كبير الخدم يا ميشيل ..!
إلتفت ناحية العجوز من جديد : أين آندي ؟!..
قبل أن يرد سمعت صوتاً يقول : أنا هنا لينك ..!
إلتفت لأراها تخرج من المصعد متجهة نحونا .. فور أن وقفت أمامنا قالت ببتسامه : مرحباً يا آنسه ميشيل .. أنا أدعى آندي رافالي ..!
إبتسمت لها ميشيل بهدوء : تشرفت بمعرفتك آنسه آندي ..!
نظرة إلي آندي بطرف عين : أخبرني لينك بالقصة كاملة في الهاتف .. تفضلي معي ..!
أمسكت بيدها و سارتا معاً .. لحقت بهما لكن آندي إلتفت نحوي وهي تقول بمكر : أوووه لينك .. أرجو منك البقاء هنا ..!
تقدمت ناحيتي و همست في أذني : لا أظن أن هذا النوع من الفتيات قد ترتدي الثوب أمامك منذ الآن .. علاقتكما لاتزال في بدايتها !!..
إحمر وجهي خجلاً لأهمس لها بغضب : لا تتفوهي بكلمات أكبر منك سناً و لا تدعيني أندم لأني أخبرتك ..!
ضحكت بخفة و هذا ما أغاضني .. عادت لتسير وهي تمسك بيد ميشيل و تقول : هيا بنا عزيزتي .. أظن أننا سنستمتع بوقتنا ..!
ركبتا المصعد و كل ما رأيته هو إبتسامة لطيفة في وجه ميشيل قبل أن يغلق الباب ..!
تقدم ناحيتي كبير الخدم : سيد مارسنلي .. هل أخبر السيد و السيدة رافالي أنك هنا ؟!..
أومأت سلباً : لا .. لا داعي لذلك .. أخبرني هل دايمن موجود ؟!..
أجابني بنفس نبرة الإحترام : السيد دايمن غادر منذ ساعة مع السيد ديمتري و لا أعلم أين ذهب أو متى سيعود ؟!!..
أوووه تباً !!..
لا شك أن ماثيو أخذه إلى ذلك الملجأ القديم : حسناً .. إياك و أن يعلم عمي و خالتي بأني هنا .. سأبقى في الحديقة فأرسل إلي كوباً من القهوه الساخنه ..!
.................................................. .........
مضت ساعة و نصف و الفتاتان لم تخرجا من الغرفة و أنا لا زلت في الحديقه ..!
كنت أجلس على مقعد حول طاولة دائرية وحدي وقد كانت الزهور تحيط بي من كل الجهات ..!
رأيت إحدى الخادمات تتقدم نحوي وهي تقول باحترام : سيد مارسنلي .. طلبت مني الآنسه آندي أن أخبرك بأنها إنتهت ..!
وقفت ببرود لأمر بقرب تلك الخادمة دون أي رد على كلامها ..!
إتجهت إلى ردهة المنزل و هناك و جدت آندي تقف قربها ميشيل و تتحدثان ..!
حين وصلت إليهما تساءلت بهدوء : إنتهيتما ؟!..
أومأتا لي ببتسامه ..!
ودعت آندي و سرت مع ميشيل خارجين من بوابة المنزل .. حينها وجدت السيارة أمام الباب وقد كان أحد الخدم يقف قربها حانيا رأسه بإحترام ..!
ذلك لا يحدث عادةً فأنا كفرد من الأسره لكن هذا لأن معي ضيفاً الآن ..!
ركبت ميشيل و أتجهت أنا لمكاني خلف المقود ..!
حركت السيارة بإتجاه البوابة الكبيرة للقصر و بعد خروجنا : لينك .. هل لي بسؤال ؟!..
بدا من نبرتها بأنها نبرة فضول لذا إبتسمت دون أن أبعد عيني عن طريقي : إسألي ..!
قالت بتساءل : ذلك القصر لأسرة رافالي كما علمت .. و ما أعرفه هو أنهم أصحاب شركة رافالي لصناعة الأثاث ..! لكن .. هل تنتمي أنت لتلك الأسره ؟!!..
أجبتها بهدوء : تقريباً ..!
نظرة ناحيتها خلسة بطرف عيني فرأيتها تنظر نحوي باستغراب : تقريباً ؟!!.. لم أفهم !!..
تنهدت بهدوء ثم قلت : كانت أمي قبل زواجها من أبي من أسرة رافالي .. و السيد رافالي هو إبن عمها و قريبها الوحيد !!.. لذلك نحن و هم كأسرة واحده ..!
لم تنطق بشيء بعدها .. ذلك أراحني فقد خشيت أن تسأل إلى أي أسرة تنتمي أنت إذاً ؟!!..
لا أعلم لما ؟!.. لكني لا أريدها أن تعرف !!.. رغم أني دائم التفاخر بأني وريث مارسنلي !!.. لكن ربما أخشى أن تتغير نظرتها نحوي !!..
ربما ..!
أوه تذكرت شيئاً .. بحق أنا جائع لكني تناولت المعكرونه ظهر اليوم .. وددت حقاً بحلوى الأوبرا التي يعدها طاحي قصرنا !!..
أخرجت هاتفي من جيبي و أجريت إتصالاً .. و بعد ثوانٍ قليله : أهلاً .. سيد لينك !!..
أتمنى لو أقتلك : إسمع يا ريكايل .. إطلب من الطاهي أن يجهز بعضاً من حلوى الأوبرا مع كوب شكولا ساخنه ..!
سمعته يقول بضجر : إتصل به أنت و أخبره !!..
هاهو شيطاني بدأ بالعمل مجداداً : مذا أيها الخادم المتشرد ؟!.. أتريد أن أخصم من راتبك على قلة أدبك و طول لسانك ؟!.. لا أدري ما هي أسرتك لكن أظن أن لك أخوة صغار لا تزال بطونهم خاوية وهم بإنتظارك الآن !!.. مساكين لو تركتهم ينامون بدون عشاء أو دواء !!.. نفذ الأوامر وكن مطيعاً من أجل تلك الأسرة التي ترعاها !!..
أظن أني جعله يشعر بالذل وهذا ماكنت أريده !!..
لا تلوموني فهذا شيطاني هو من يحركني كما يشاء .. إنه الجزء الشيطاني من شخصيتي ..!
بعد صمت سمعته يقول بهدوء يخفيه غضبه المكتوم : هه .. أمرك سيدي !!..
إبتسمت لأقول بسخريه : خادم مطيع !!.. أحسنت يا فتى .. لكن لا تظن أني سأزيد راتبك بل سأخصمه حتى يكون درساً لك ..! تذكر أنك بحاجة إلى المال كما يحتاج المريض إلى الدواء !!..
أظن أن كلماتي كانت جارحة لكبريائه !!..
لكن أتعلمون ؟!.. أنا سعيد بهذا !!..
أو بالأحرى .. شيطاني كذلك ..!
لم يهتم لكلامي الأخير أو هكذا حاول أن يكون : أي طلبات أخرى سيدي ؟!!..
أجبته ببرود : لا ..!
سمعته يقول بنبرة إحترام : ستكون الحلوى جاهزة فور وصولك ..!
أغلقت الخط ببرود فأظن أنه أنهى كلامه ..!
لوهله .. تذكرت .. ميشيل !!!!!..
يا إلهي .. لابد و أنها سمعت كل ما تحدثت به مع ريكايل قبل قليل !!..
إنها مصيبة فلا شك أنها عرفت حقيقة معاملتي لمن حولي كما أني أظن أنها من طبقة مقاربة لطبقة ذلك المتشرد ..!
كيف ستكون ردة فعلها مني ؟!!..
إلتفت بهدوء ..!
و تنفست الصعداء !!!..
كانت نائمه .. بهدوء نامت في مكانها بتعب !!.. نعم لا شك أنها لم ترتح منذ إستيقضت في الصباح ..!
بالتأكيد أنها نائمة قبل أن أتصل بخادمي فأنا لم أتحدث معها قبل ذلك ..!
أوقفت السيارة على جانب الطريق و حاولت إيقاضها كي أعرف إلى أين تريدني أن أوصلها الآن ؟!..
بعد لحظات إستيقضت و بدأت تفرك عينيها الناعستين : يبدو أني غفوت ..!
إبتسمت بهدوء : نعم .. أظن أنك متعبه ..!
نظرت إلى المكان حولنا و أبتسمت : جيد .. علي زيارة بعض الأماكن هنا قبل العودة للبيت لذا سأنزل الآن ..!
سألتها بهدوء : ألن تعطيني رقم هاتفك النقال ؟!.. أظن أنه يفضل أن أبقى على إتصال معك ..!
إبتسمت بهدوء وهي تفتح الباب و تنزل : فتاة في مستواي لا تملك مصاريف الهاتف النقال !!..
صمت ولم أقل شيئاً .. هي لا تملك هاتفاً إذاً !!..
ودعتها و أخبرتني بأنها ستلتقي بي بعد غد أي يوم الحفل أمام ذات المطعم .. لذا ودعتني ببتسامة و ذهبت ..!
بينما كنت أجلس على طاولة مستديرة على شرفة المنزل أشرب من كوب الشوكولا اللذي أمامي ..!
من بعيد .. لمحت ريكايل يقف هناك قرب إحدى الأشجار بيده شيء ما ..!
راودني الفضول لأعرف ما هو فوقفت لا شعورياً و أتجهت ناحية ذلك الخادم ..!
لم ينتبه لي فقد كان يدير ظهره ناحيتي .. إقتربت أكثر و رأيت علبة زجاجية فيها بعض الأقراص ..!
إبتسمت بمكر .. لنرى أي علة يعاني منها هذا المتشرد !!..
أقتربت أكثر و يبدو أنه متعب جداً لدرجة عدم شعوره بي حتى الآن ..!
إلتقطتها بسرعة من يده فاستدار متفاجأً : هه .. ماهذا ؟!!..
كان هذا سؤالي الذي صاحب إبتسامتي الخبيثه ..!
وجهه الأحمر المتعب لم يخفي تعابير الغضب حين قال : هاتها !!.. لا شأن لك !!..
نظرت إلى العلبة بينما حاول هو إستردادها مني لكني دفعته بيدي فسقط أرضاً بسهولة كما حدث في لقائنا أول مره !!..
أردت أن أرى إسم الدواء لأعرف لأي غرض يستخدم لكني تفاجأة بأن ذلك المتشرد كان قد نزع الملصق مسبقاً ..!
إلتفت لأرى أنه وقف وهو يلتقط أنفاسه : أخبرني الآن .. ماهذه الأقراص ؟!!..
بدت الشراسة في عينيه : لا شأن لك !!.. إنها تخصني و لا أظن أن الأمر يهمك !!..
إبتسمت بسخريه : لكني أريد أن أطمئن بأن لاتكون مواد ممنوعة أو أقراص مخدره !!..
أظن أني أهنته بذلك لكنه أمسك أعصابه : إنه مسكن ألام فقط !!.. و هذا كل ما سأقوله !!..
رفعت حاجبي مستغرباً .. إذا كان مسكن ألم فقط فلما كل هذا الإنفعال ؟!!!..
لم اهتم للأمر كثيراً بل تركت العلبة من يدي لتسقط على العشب الأخضر و أنا أقول ببرود : المهم الآن .. وقود سيارتي السوداء على وشك أن يفرغ .. عليك تدبر أمر ملئها ..!
أومأ لي بهدوء : حاضر ..!
تركته هناك متجهاً إلى غرفتي فقد بدأت أشعر بالملل و أردت مشاهدة التلفاز ..!
.................................................
مضى اليوم التالي سريع بشكل ملحوظ .. لكن لا أظن أنها كانت كذلك بالنسبة لريكايل ..!
قبل ساعات من الآن إلتقيت بميشيل و أخذتها إلى آندي كي تساعدها على التجهز للحفل ..!
ها أنا الآن قد قاربت على الأنتهاء من تجهيز نفسي ..!
بينما كان ريكايل يقف قربي وهو يحمل سترتي السوداء نظرت إليه بطرف عين : ضع السترة جانباً تعال تدبر أمر هذا الخيط اللذي إنسل من أعلى قميصي ..!
بصمت نفذ الآوامر فقد وضع السترة على الاريكة القريبة بينما وقف خلفي بعد أن أخذ مقصاً من أحدا العلب كي يقص ذلك الخيط اللذي إنسل من أعلى قميصي من الخلف : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!..
هكذا صرخت بألم وقد شعرت بشيء ما إخترق ظهري بشده .. شيء حاد !!.. إنه المقص !!..
شعرت باللألم يسري في جسدي و ما إن لامست يدي موقع الآلم حتى دهشة ببقعة الدم الصغيرة التي ظهرت على قميصي من الخلف !!..
إلتفت بغضب شديد لأرى ريكايل يقف وعلى وجهه إبتسامة مكر و سخريه : آسف .. لم أقصد !!..
كان يتعمد ذلك !!..
أظن أن تلطيخ قميصي الجديد بالدم يعد إنتصار عنده !!..
سحقاً !!..
لكمته بشدة فوقع أرضاً مجداداً !!..
لكن الأمر لم ينتهي فقد أنقضضت عليه و أطبقت على رقبته بشدة : أيها المغفل !!.. كيف تجرأ على فعل ذلك أيها المتشرد الحقير ؟!!..
بدأ يسعل و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه لكني لم أسمح له فقلت ببتسامة خبث : سترى الآن !!.. هذه المره لا ماثيو و لادايمن هنا لينقذاك مني !!..
كان يغمض عينيه و يمسك بيدي بشدة في محاولة إبعادها عن رقبته !!..
لكنه لم يستطع بينما كنت أستمتع بهذا !!..
إلى أن رن هاتفي النقال .. سحقاً : نجوت هذه المره !!..
تركته لأخرج هاتفي من جيبي .. لم أكن أسمع إلا صوت سعاله الشديد .. يبدو أني كتمت أنفاسه حقاً ..!
المتصل ( دايمن رافالي ) ..!
دايمن .. مالذي يريده ياترى ؟!.. : مرحباً ..!
وصلني رده : مرحباً لينك .. ستحضر لحفل ؟!..
أجبته بهدوء : نعم .. لما ؟!..
سمعته يضحك بخفه : لا شيء .. فقط ظننت أنك لم تحظر فأنت لم تتحدث بشأن مرافقتك في الحفله ..!
إبتسمت بهدوء : ألهذا أتصلت ؟!..
أجابني بمرح : أردت أن أخبرك أني أنا و ماثيو قررنا زيارة لندن في العطلة القادمه .. العطلة أسبوع كامل و قد قررنا الذهاب لخمس أيام مع بعض الأصدقاء ؟!..
رفعت أحد حاجبي باستنكار : أصدقاء ؟!..
أجابني : نعم .. أنا و ماثيو و آندي و فلورا و تيموثي و ربما روز أيضاً .. لم يبقى سوا أنت ..!
صرخت بأستياء : تيموثي !!!.. ألم تجدوا إلا تيموثي لتدعوه ؟!!!..
بدا عليه الضجر : مابك يا فتى ؟!!.. هل الأمر سيء لهذه الدرجه ؟!!.. لينك عليك أن تكف عن الشجار معه !!.. لقد كبرتما على ذلك !!..
الحديث عن ذلك المتملق يثير إشمئزازي : سأرى .. ربما أنظم إليكم ..!
بنبرة مرح : حسناً .. أراك في الحفل ..!
أغلق الخط بعد أن ودعني .. إلتفت لأرى مذا حدث لريكايل فأذهلني أنه لايزال يحاول إستعادة أنفاسه و قد فتح الأزرار الأولى من قميصه !!..
إتجهت إلى خزانتي و فتحتها لأخرج قميصاً آخر بدل اللذي تلطخ بالدم ..!
خلعت القميص الأول و أنا أتجه إلى دورة المياه كي أضع قطناً على الجرح ..!
وقفت آمام المرآة الكبيرة فوق المغسله و أمسكت في يدي مرئاة صغيرة كي أرى إنعكاس ذلك الجرح ..!
أوووه .. كان جرحاً طولياً .. لقد ضرب ضهري بالمقص بقوه وحركه إلى الأسفل أيضاً !!..
كتمت غيضي فلا وقت الآن لأتشاجر معه !!..
فتحت خزانة على الجدرا قرب المغسله كان يحتوي على عدة أسعافات أولية بسيطه ..!
أخرجت المعقم و القطن و كذلك لاصق الجروح .. وضعت بعض المعقم في القطن و حاولة أن أنظف الجرح لكني لم أستطع ذلك بسهولة لأنه كان في ظهري ..!
أمسكت باللاصق .. كيف سأضعه الآن ؟!..
سأحاول أن أثبته جيداً كي لا يسقط فيلوث الدم قميصي الآخر : دعني أساعدك ..!
إلتفت لأرى ريكايل يقف قرب الباب ينظر إلي بهدوء !!..
سحقاً .. إنه السبب في كل هذا أساساً !!..
لكني أحتاج حقاً للمساعده !!..
أوشحت بوجهي بغضب : هه .. هيا أسرع فقد تأخرت بما فيه الكفاية بسبب حركاتك الصبيانيه !!..
لم يرد علي على غير العاده !!..
بل تقدم نحوي و أخذ الملصق و وضعه على الجرح .. شعرت بالحرارة بسبب المعقم الذي لا تزال قطراته فوق جرحي لكني لم أنطق ..!
بعد أن أنتهى خرج بهدوء فلحقت به لأجده يمسك بقميص جديد ويمده لي فأخذته و أرديته بصمت ..!
نظرت إليه بطرف عين : سأكمل تجهيز نفسي بنفسي .. أستعد أنت الآن فسترافقني و ستقود السياره .. جهز الفراري الحمراء سأذهب بها ..!
باحترام قال : أمرك سيدي ..!
أوووه و أخيراً شعرت أنه يحترمني !!..
خرج من غرفتي دون أن يردف شيئاً ..!
رتبت شعري و وضعت العطر و أرتديت حذائي و سترتي و كل شيء جاهز ..!
نظرت إلى نفسي في المرءآة .. ممتاز ..!
كنت أرتدي بدلة رسمية من بنطال أسود و قميص باللون الأزرق الفاتح جداً و سترة مع ربطة عنق سوداء كذلك أيضاً الحذاء أسود .. وقد أغلقت الآزارير الأخيرة من سترتي ..!
أما شعري فتركته مبعثراً لأن ذلك يزيد من جاذبيتي حيث كانت بعض الخصل تنزل على وجهي لتضفي علي جاذبيةً مميزة بسبب إمتزاج اللونين الأشقر و الأخضر .. لونا شعري و عيناي ..!
سمعت طرقاً بسيطاً على باب غرفتي دخل بعده ريكايل : كل شيء جاهز سيد لينك !!..
عاد لتمرده مجداداً !!!..
إلتفت لأراه يرتدي بنطال أسود و قميصاً أحمر مع سترة سوداء فتح كل أزراريها بينما شعره قد صفف إلى الوراء كعادته ..!
أتعلمون .. للتو فقط أنتبهت أن شعره أشقر بنفس لون شعري تماماً
هه .. أغلب الفرنسيسن هكذا !!..
ببرود قلت و أنا أتجاوزه : أسبقني .. سأسلم على والدتي ثم ألحق بك ..!
...............................................
هاهي سيارتي تتوقف أمام البوابة الداخلية لقصر رافالي .. حيث كان ريكايل يقود بينما كنت أنا في الخلف ..!
لحظات حتى خرجت ميشيل برفقة إحدى الخادمات .. إبتسمت حين رؤيتها بينما نزل ريكايل كي يفتح الباب الخلفي الآخر لها ..!
تعجبت من شيء .. حين كادت ميشيل تركب دققت النظر في ريكايل بنظرات غريبه و قد إختفت إبتسامتها بينما قال هو ببروده المعتاد : تفضلي آنستي ..!
ركبت بهدوء و ألقت التحية علي فرددتها لها ..!
عاد ريكايل خلف المقود و حرك السيارة لنخرج من قصر رافالي .. كان صامتاً لم يتحدث بينما كنت أسأل ميشيل عن أحوالها و أخبرها كم هي أنيقة و جميلة بهذا الثوب .. إنه الثوب الأسود الذي أشتريته لها و الذي تظن أنه يخص آندي ..!
سألتها حينها : هل ذهبت آندي ؟!..
أومأت بالإيجاب : نعم .. قبل وصولك بعشر دقائق .. وقد طلبت من إحدى الخادمات أن تهتم بي حتى تأتي أنت إلى هنا ..!!
إبتسمت بهدوء : إذاً سبقتنا .. مذا عن دايمن أم أنك لم تلتقيه ؟!..
إبتسمت بلطف : لا .. لكن آندي أخبرتني عنه .. و قد سمعت صوت ميرال وهي تودعه قبل قليل و تطلب منه أن يقضي و قتاً ممتعاً مع .. أظن أن أسمها كان ..!
قاطعتها بمرح : فلورا .. إنها صديقة دايمن ..!
أومأت ببتسامه : صحيح .. كانت تقول مع فلورا ..!
ضحكت و لا أعلم لما ؟!.. فضحكت هي الآخرى ..!
لكن ما أدهشني هو ريكايل الذي قال ببرود : سيدي .. لديك ذوق رفيع في إختيار الفتيات ..!
لم أجبه بل نظرت إلى ميشيل التي هدأت فجأه و أختفت إبتسامتها ..!
ماقصتها ؟!!.. أيمكن أ
ن تكون على معرفة بخادمي هذا ؟!!..
__________________


لا تكن كاللدمية بخيوط يحركك كل من استولى على خيوطها وعلم مكنونات عملها

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-28-2015, 08:00 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك اختي اتمنى ان تكوني بخير
اريد الاعتذار على هذا الرد المتاخر ........انا اسف جدا ز4
همم ارى انك انزلت رواية جديدة هذا امر رائع أي2
في الحقيقة الرواية جميلة و قد اثارت اهتمامي حقا و اتطلع لقراءة المزيد من الفصول حولها فانا اريد التعرف اكثر على بعض الشخصيات بالقصة
حسنا اعرف ان هذا الرد قصير ولا يليق كرد على مجهودك ولكن اعدك ان ردودي القادمة ستكون احسن
في الاخير اختي اتمنى لك التوفيق .......و لا تنسي شيكمارو دائما من متابعيك وفي انتظار جديدك دائما
الى اللقاء
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Angela14 and zakoshi like this.
__________________


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-28-2015, 09:32 PM
 
السلام عليكم وشكرا لكما
وكما قلت سابقا ان القصة مكتوبة وقد نقلتها لأنني احببت براعة الكاتبة في نسج خيوط
قصتها الرائعة
ولكن اعتذر فسوف اوقف وضعها فقد حدث شيء في الحاسوب خاصتي ولا استطيع ان افتح برنامج الوورد الذي وضعت به القصة
ومرة اخرى شكرا لكما انكما دائما بجانبي
__________________


لا تكن كاللدمية بخيوط يحركك كل من استولى على خيوطها وعلم مكنونات عملها

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية تحت اقدام الشتاء منقولة rahma la rose روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 48 07-09-2016 10:01 PM
رواية انتي خادمتي خاصة / رواية منقولة C H E L A N روايات طويلة 11 07-27-2015 12:49 PM
رواية / مشاعل - منقولة مجنونه بس تجنن روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 216 03-02-2015 11:35 PM
رواية جنان منقولة تمارة توتة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-19-2014 11:35 AM
طريق النحل (رواية منقولة للامانة) البيلوسي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 06-15-2014 10:40 PM


الساعة الآن 03:43 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011