عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #111  
قديم 12-28-2015, 06:11 PM
oud
 
قالّ ذلك بعدما لاحـظّ كون فرانسواّ يحمل أيضاّ حقيبته الخـاصةّ قدّ بدتّ ملامحه هادئة حينما طرحّ نايت سـؤاله انحنى فـرانسواّ بصمتّ و إن كانّ مصيره
عدم العـودةّ فهو سيقبلّ ذلك بصدرّ رحبّ إذ تـحدثّ بنبرةّ جادةّ صادقةّ
ـ مـكاني مـعكّ ..
ابـتسمّ نايت قدّ اقترب منه وقفّ أمامه فـنظر إليه فرانسواّ بجديةّ تـامةّ لقد طلبت منه سكارليتّ حماية ابنها إلى آخر رمقّ له و هو قدّ فشل في مهمته
تلكّ لعديد من المراتّ لكنّ قبل أن تكون هذه مجرد مهمةّ هو صـديقه الأولّ و المقربّ لن يسمح له أبدا بذهاب بدونه حينها تـحدثّ نايت بهدوءّ بعدما ألقى
بنظرةّ للخلفّ
ـ هل أنت واثق ؟ ألست تـملكّ ما يمنـعك من الـرحيلّ ؟
نـظر فرانسواّ إلى حيثما كانّت عيني نايتّ متجهتين لكيّ يـرىّ كلير تقفّ على مبعدةّ منهم تـضمّ يديها إلى صدرها و دموعهاّ قدّ غزت وجهها لمّ تكن تـريد
منه أن يرحلّ لكنها تعجزّ عن قول ذلكّ له فـأشاح فرانسوا بـنظره بعيـداّ إذ لم يجد الإجابةّ المناسبةّ لكي يتـحدثّ أليكساندر جادةّ
ـ يجدر بك البقـاءّ ، هي بحـاجةّ لك .. لا تـقلق سـأعتني أنا بنايت
أخفضّ فـرانسوا رأسهّ بتردد واضح إنه لا يرغب فيّ تـرك نايت وحده لكن و بعدما رأى موت ماري المفاجئ أدرك أن لا شيء دائمّ ربما ستـحبه الـيومّ
ربما ستسعى خلفّه لجعله يحبهاّ لكن لم يدوم ذلكّ لا شيءّ يـدومّ كما أنه أدركّ أكثر من أيّ شيءّ أنه بحاجة إليهاّ هي الـوحيدةّ التي بكتّ من أجله ، أنقذته
حينماّ تـحدثّ بنبرةّ هادئة
ـ لا يـمكنني فعل هـذا ، لقد وعـدتّ السيدة سكارليت أنني سأحميكّ بحياتي
نـظر إليه نايتّ لقد كان واضحاّ تـردد فـرانسواّ قدّ أغلق عينيه محاولاّ أن يبعد هذه الأفكارّ التي تـجذبه أكثرّ و أكثرّ تجـعله يريدّ البقاءّ هنا معها فتـقدمّ منه
نايت بخـطواتّ بطيئةّ هـادئةّ ثمّ دفع فرانسواّ للخلفّ قائلاّ بنـعمةّ صوته الـمبحوحةّ المميزةّ
ـ أنـا آمرك بالبقـاءّ ..
رمـقه فرانسواّ بدهشةّ شديدةّ لا مجـال لاعتراض أوامر نايت إنها واضحـةّ و لاّ مجال لنقاشّ فيهاّ فـأخفضّ رأسه بـأسى بالرغم من أنه يريد الاعتراضّ
و يريد البقاءّ بجانب سيده إلا أنه لا يستطيعّ قول ذلكّ ليس و لديه الكثير من الأمور ليفعلها هناّ بلندن ليسّ و هو يعلم أن نايت ربما لن يـعود أبدا ،
حينما ضربّ نايت فرانسواّ بخفة على كتفه قائلا
ـ احمي كايل أثناء غـيابي لابد أنه سيملك الكثير من الأعداءّ..
أومـأ فرانسواّ بالإيجاب لما صعد نايت لسيـارةّ و بجانبه أليكساندر الـمبتسمّ بهدوءّ أدار مقـودّ بسرعةّ مصدراّ صـوتا مـزعجاّ و هو يـغادر أرجاءّ هذا القصرّ
للأبدّ في حين اقـتربتّ كلير منه بترددّ كان ّيبدوا فرانسواّ محطماّ لأنه خذلّ سيده فيّ عـديد من المراتّ و لأنه فشلّ في حمايةّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ أراد منه
أن يحميه فـوضعتّ كليرّ يدها على كتفه قائلةّ بترددّ
ـ إنه نـايت هو لن يهـزم بتلك السهولةّ لذا ثق به أكثرّ فهو حتـما سيعود
نـظر إليهاّ قبل أن يستديرّ نحوها ضـاما إياها لقد كان بحـاجةّ لهذا منذ وقتّ طويل ، طويل جداّ و لا يعلمّ بالضبطّ منذ متىّ و الآن بعدما أدرك ذلكّ فهو
لن يدعها تـذهبّ بينما وضعتّ كلير يديها خلفّ ظهره محاولةّ أن تـخففّ عنه وطئ حمله الـثقيلّ جدا ،
ـ أنـا أسـف
قالّ ذلك فرانسواّ بنبرةّ هامسةّ فابتسمتّ كلير و قدّ كانتّ دموعها تـنزل على خدها بكل هدوء فزادتّ من شدةّ ضمها له تـحدثتّ بنبرةّ خفيفةّ لطيفةّ
و رقيقةّ أيضا
ـ لن أقبل اعتـذاركّ إلا بـموعد ..
ضحكّ بـهدوء إذ أنها لم تغير من عادتها على الإطلاقّ ، بينما فتح ويليام بـاب الرئيسي بـقوةّ قد كان خلفه كايل يحـاول منعه لكنه لمّ يستجب لندائه كانتّ
ملامحه شـاحبةّ و لا يفكرّ بهدوء أبدا إذ لم يكن ليسمح لصديقه الـوحيد بالمغادرةّ ليسّ و هو يعلم أنه لن يعـودّ فيّ حين جـذبه كايلّ من ذراعه
قائلاّ بنبرةّ حـادةّ
ـ بحق السـماءّ ويليام ، ماذا تـريد منه ؟ لقد شهد انـتحار أخيه و مـوتّ زوجـته فيّ نفسّ اليـوم فبأي حقّ تتوقع منه أن يبقى هنا ؟
كانتّ نظراتّ ويليام مشتتةّ لاّ يفكر بـوضوح إذ أنه فكرة فقدانّ صديقه جـعلته يجنّ لا أحد شهد حزنّ نايت غيره لقد كان معـه طوالّ الـوقتّ يعلم كيفّ
عانى بمنزل نيكولاس كيفّ فقد والدته و كيفّ كان انتقامه من نيكولاسّ يدرك كيفّ كان موتّ بيتر مؤلما له و يدركّ كيفّ كان فقدان ديميتريّ الذيّ لطالما
حاول إنقاذه أشدّ ألماّ و كيفّ كان موت مـاريّ أكثرهمّ تأثيرا لقد كانت بمثابةّ الأمل بالنسبةّ له إذا استدارّ رآها تقفّ خلفه تبتسمّ له لكن الآن فحتى لو جال
العـالم بأكمله لن يجدها ، يعـلم أنه لم يتقبلّ موت ماري بعدّ و أنه سيغادر لأنه لم يعد يريد العيشّ هنا لكن حتىّ لو استدار هذه المرةّ حتىّ لو نظر للخلفّ
فهي لم تعد بهذا العالم ّبعد الآن و مهما بحثّ فلن يجدها ، تـحدثّ ويليامّ بـحدةّ
ـ لكنه يـبتعد عنا ، يجب عليه الاعتماد علينا أكثرّ فـأنا هنا من أجله لطالما كنتّ هنا لماذا بحقّ السماء لا يعتمد علي أكثر ؟ أنا أريده أن ..
ـ أنتـما تتـحدثان عن الـسيد نايت الـرجل الـذيّ دمر ماكاروف من أسفلها و رئيس شـركةّ لبيير الـجديدّ فلا تـقللا من شـأنه لأنه لم و لن يهزم قطّ ..
قـالتّ ذلكّ سوزي بهدوء و هي تتقدم منهما حينها اختفتّ مقاومة ويليامّ أدراج الـرياح بالفعل منذ متى و نايت بحاجةّ للمساعدةّ ؟ فـنايت الـرجل الذي
يعـرفونه ذو قلب جليدي لن يستسلم بتلكّ السهولةّ لكن و إن كانّ باردا فـهو لا يزالّ إنسانا ، هو ليسّ بالقلب الجليدي لكنه فقطّ يزيد كتـمان ألامه
بـطريقةّ يصعب تصديقهاّ ، تـحدث كايل
ـ دعونا نـأمل أنـه سيعود فقطّ ..

/

يجـلس على مقاعد الانتـظار و ملامحـه خاليةّ من أيّ تعبير يذكر كان يحمل بين يديه جواز سفره حينما اقتربّ منه أليكساندر ببطءّ نـظر إليه بألم و
حزن شديد إذ ليس بيده أن يبعد هذّا الألم عنهما لما نظر إليه نايت كانتّ نظراته داكنـةّ و غـريبةّ تحملّ وقعا من الألمّ و الأسى لمّ يعد يعلمّ إلى أينّ يذهب
جالّ بعينيه فيّ المطارّ قبل أن تستقرّ على جوازّ سفره مجدداّ لا يدري لما لكنّ لطالما كانتّ ماري بمثابةّ المكان الذيّ ينتمي إليه فلمّ يكن يطيلّ في رحلاته
و لمّ ..
ـ إلى أين سنتـجهّ نايت ؟
سأله أليكساندر بحيرةّ و هوّ يرى مدى سكون نايتّ المريبّ قبل أن يجلسّ بجانبه ببطء يعلم حينها وضعّ نايت ذراعه علىّ كتف أليكساندرّ و نظر إلى
تلكّ الرحلاتّ قائلاّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ ما رأيكّ بالأهراماتّ ؟
نـظر إليه أليكساندر بدهشةّ لم يكن يتوقعّ أن تكون وجـهتهّ هذهّ لقد ظن أنه ربماّ سيعود لروسيا أو ربما لفرنسا لكنّ أن يريد الابتعـادّ هـكذاّ ؟ ربما نايتّ
لم يعد يحتمل فعلا البقاءّ هناّ و لمّ يعد يريد رؤيةّ لندن مجدداّ فأومـأ أليكساندرّ ببطءّ لكيّ يقف نايتّ متجهاّ للحجزّ لن يهتمّ إلى أين يذهبّ ما دام سيبتعدّ
عن هذاّ الألمّ و لن يهتمّ إلى أين سيتجهّ ما دامتّ هي لمّ تعد هنا لاستقـبالهّ قدّ فقد المكانّ الذيّ ينتميّ إليه مجـدداّ .. عندماّ غادرت هي هذاّ العالم

آنتهى -
__________________
  #112  
قديم 12-28-2015, 06:13 PM
oud
 
الـجزء الأخيـر
من روايـة لا يجب قـول لا لـجلالته

ـ عـقد جـديد

بـعد مـرور ثـلاث سـنوات على حادثة مـوت ديميتري مـاكاروف المـأساويةّ الـرجل الذي لـم يعطى له الحب أبدا و لم يستـطع أن يـقدمه هو بدوره للغـير
ففاقد الـشيء لا يـعطيه لكن و بالرغم من ذلك استطاع في النهـايةّ أن يـرى العالم بـوجـهةّ نـظر مـختلفة بـعد أن نـزع ذلك الـحقد الـمتغلغل في قـلبه و
الذي جـعل قـيودا تـلف كيـانه بأكمله حتى لو لم يـعش إلا أنـه ربـما في آخر أنفـاسه أدرك أنه لطالما قدّ كان مـحبوبا من طـرف الأشخاص الذي لطالما
ظن أنـه كان مـكروها بالنسبةّ لهم ..
سقطتّ دمـعةّ وحيدة على وجـنته لما وقعت عينيه على صـورةّ ديميتري المـبتسم بكل سخريةّ كعادته و هو يضع يده حول كتـفه ، كـان يريد إنقاذه بشدةّ
لكن لم يتسنى له ذلك على الإطلاقّ كم هـذا مؤسف إذ أنه لطالما كان معه فتـنهد بقلةّ حيلة و اعتـدل في جـلستهّ محاولا الحفاظ على رباطةّ جـأشه ربما
يجدر به زيارةّ قبر ديميتري فقد اشتاق لصـديقه الوحيد فعلاّ ..
ـ يـا إلهي إني بالكاد أستطيـع أن أقف على قدماي ..
قـال ذلكّ بـنبرة مرهقة للغـايةّ و هو يجلس بجـانبه على الأريكـةّ لكي يستند رأسه للخلف فالتفت إليه كان الـشاب الجالس بجـانبه أشقر الشعرّ يرفعه
بكل عشـوائيةّ بعيدا عن جـبينه يربطـه بـربطةّ صغيرة بيضاء حينما وضع هاتفه في جيب سترته الـبنيةّ الكلاسيكية قائلا بنبرةّ متململة
ـ انتهـى العـرض أخيـرا ..
أومـأ ويـليام بالإيجاب قد كان مـرهقا بشدةّ لما رن هـاتفه فجـأةّ فرفعه ببطءّ متمنيا أن لا يكون هـذا مدير أعـماله يخبره بعمل طارئ آخر حينما رأى
اسمها يـعلوّ الشـاشةّ أرسلت له رسـالةّ نصية بسيطةّ فلمعتّ عينيه فـورا و اعتـدل في جـلسته لكيّ يفتحها اتسعتّ ابتسـامتهّ قد أخـذّ يضحك بـخفةّ قائلا
ـ دعـنا نـذهب لقد تأخرنا ..
قـطب أوسكار حاجبيه عندما جـذبه ويليام بقوةّ من ذراعه و هوّ يلقي تحـيةّ الوداع على طاقم العـمال بابتسـامةّ واسعـةّ جدا كيف لا و مـوعد زواجـه قد
اقتـربّ .. في حين تـأوه أوسكار بألم ممسكا بجبينه الآن إذنه قد تـم سحبه إلى جميـع المتـاجر بـرفقتهما من أجل تـذوق كعـك الـزفاف أو أطـباقّ الجانبية
أو اختيار بـاقةّ الأزهار المناسبةّ الستـائر كذلك الحـضورّ بالرغم من أن هـذا بالفعل عمل مرهقّ لكنه ممتع و هو لا يمانع فعلا بالذهابّ فابتسم بخفةّ قائلا
ـ أرى أنك سـعيد جدا .. كم هـذا جيد
ضحك ويليام و لم يقل شيئا إذ أن مـلامحه فقطّ تدل على سـعادته فأخيرا استـطاع أن يـخطوا الخـطوةّ الأولى نحو مستقبل بـاهر المستقبل الذي كان
يريده منذ البـدايةّ لما عـبس فجـأةّ قد اختفت صفةّ الـفرح منه كما لو أنها قد سلبتّ منه ، تنـهدّ قائلا بنبرةّ هادئة
ـ لو أنه فقط يـعود .. لسوف يكون كل شيء مـثاليا
وضع أوسكار يده على كتف ويليام محاولا التـخفيف عنه فـبعد حادثــةّ ديميتري و ماري اختفـى نايتّ مغادرا لندن كما لو أنه لم يوجد قطّ إذ بالرغم
من محاولات كايل الـعديدةّ في الاتصال به أو في الـبحثّ عنه إلا أنه لم يستطع أبدا إيجاده لا هـو و لا أخيـه أليكساندر ماكاروف ، يـدرك الـجميع أن
فقدان نايت لأحبائه قد تـركّ أثرا عـميقا بداخله و جرحا ربما لن يندمل أبدا .. أجل ربما أمر عـودته سيجعله يواجه صعوبةّ في نسيان ما قد حدث لكن
بالرغم من ذلكّ إلا أنهم لا يستـطيعون تـركه فقطّ هم بحـاجةّ ماسة إليه .. حينها ابتسم ويليام فجـأة قائلاّ بمرح
ـ الآن دعنا لا نفسد مزاجنا فـأمامنا الـكثيرّ من الـأمور التي نحن بحاجة لإنجازها
أكمل كـلامه بضحـكةّ فابتسم أوسكار حينما رن هاتف ويليام مجـددا أمسكهّ و نظر نـحوه لما تغيرت ملامحه للعبوس التامّ قد توقف عن الـسيرّ مجيبا
عن اتصـال مدير أعـماله الطارئ ، أخـبره بـضرورةّ حـضوره فـورا من أجل جلسة توقيع لمعـجبيه فتنهد ويليام بأسى أعـطى هاتفه لأوسكار قائلاّ
بنبرة متـذمرةّ
ـ سـوف أعود فـورا.. اتصل بـفلورا و أخبرها أننا سنتأخر قليلا
رفع يده عـلامةّ السلام ثمّ غـادر مسرعا يـركضّ إلى حيثما كان يتـوجب عليهّ الـقدوم فضحك أوسكار عليهّ قليلا قبل أن يبتسم بـخفةّ حسنـا يتوجب
عـليه الآن تهـدئةّ فـلورا ريثما يستطيـعانّ الـوصول

/

بـعد مـرور ثـلاث سـنوات كانت تـلكّ المـرأة تـقف أمام مبنى شـركة لبيير ممسـكةّ بكاميرا و دفـتر ملاحظات تـضع نظارتين طبيتين فد تـركت شعرها
البني القصير يسدل بعشـوائيةّ كذلك كانت ملابسها من معـطف خفيف للغايةّ و سروال قصير مع حذاء رياضيّ أخذت تـراقب حـراس الذين يـغزون الممراتّ
بنوع من الاستياء إذ أنها لم تستطيعّ حتى عبور الـبوابة الأماميةّ ليس و هي لا تـملك موعدا ، تنهدتّ بقلة حيلة و عـادتّ لتجلس على أحد المقاعد المنتـشرةّ
بكثرةّ ممسكةّ بكاميرا و توجهها نحوّ المارين ، حينما رأتّ فجـأة رئيس شـركةّ لبيير يـسير بـخطواتّ سريعةّ و خلفه طاقمه الـخاصّ الذي لن تستطيع اجتيازه
أبدا .. لكنها لن تستسلم أبدا ليس قبل الحصول على سبقها الصحافيّ أولا فسارت ناحيته و هي تناديه بـنبرةّ عـالية
ـ سيد كـايل .. أرجوا المعـذرةّ ، سيدي هل لي بـدقيقةّ ؟ يـا ..
تـوقف كايل عن السير ثم استدار نحوها كانتّ بالكاد تستطيع الاقتراب منه إذ أنه فرانسوا حريص على سلامته أكثر من أي شيء فـرمقها بهدوءّ قبل أن
تتغير ملامحه لكي يكسوه الـضجر هذه الفتاةّ إنه يعرفها ليسّ تماما لكن لقد بات يجدها أينما ذهب محاولة الحصول على سبق صحافيّ لكنه يرفضّ ذلك
فتحدث بنبرةّ ضجرة
ـ ألا زلت هنا ؟ لقد أخبرتك سابقا أنني لن أقابلك لذاّ هيا غادري ..
نـظرت إليه بإستياء لكنها لم تستسلم فاقتربت منه محاولة الكلام معه لما وقفّ فرانسوا أمامها و هو يشيرّ بإصبعه لها لكيّ تغادر مبتسما بينما نـظرتّ له
هي بنوع من الرعب إذ أنها تعلم تماما ما يقال عنه أو ليس هو تعـويذةّ نايت الشيطان ؟ إنه يقوم بأي شيء من أجل سيده فابتعدتّ عدة خطواتّ للخلف
مكشرةّ بانزعاج ، قائلةّ
ـ قليل من الأسئلة لن تـضر أحد ، أرجوك سأطرد من عملي إن لم أحصل على مقابلة معك
ضحك كايل بـخفة و هز رأسه نفيا حينها أخفضت الفتاةّ رأسها للأسفلّ قد شعرت كما لو أن حمل ثقيلّ قد سقط على كتفيها بالفعل سوف تطرد من عملها
و هي التيّ قد وظفت منذ مدةّ وجيزة فقطّ عندما نظرّ فرانسوا نحو كايلّ قد ضحك كلاهما فجـأةّ قال بنبرةّ مازحةّ
ـ فرانسوا المرةّ القادمة التيّ تجدها هنا احرص على إيصالها لمركز الشرطةّ
ثمّ غمـز لها بـخفة قبل أن يـغادر مسـرعا برفقته فـرانسواّ ، زمتّ شفتيها بعبوس واضحّ أكان يقول الحقيقة توا فإن كان فعلا صادقا إذن ربما يجب عليها
الاختفاءّ ليوم واحد أو أن تغير على الأقل في فترات مجيئها لكن هذا لن تكسب شيئا لو أنه فقط يوافق على مقابلتها سوف تحل كل مشاكلهاّ ، تنهدت بقلةّ
حيلة و عـادتّ أدراجها إذ أن اليوم لن ينفع أيضا ،
ـ يجدر بي أن أجد عملا آخر ..
قالت ذلك بيأس و هي تسير بخطوات بطيئة قبل أن تعود بأنظارها إلى الخلفّ يوجد العديد من الصحافيين الذين يحصـلون على موعدّ و هناك أيضا مؤتمر
سيقام من أجل افتتاح منتجع ما لكن هي غير مسموح لها بالدخـولّ حتى أخفضت رأسها ثم بدأت تبكي بطريقةّ دراميةّ للغاية و هيّ تجلس على الدرجّ ،
لطالما كانتّ تـبحث عن عـمل و الآن بعدما وجدته و استقرت أخيرا في حياتها حسنا ليس كلياّ لكن أفضل بكثير مما كانت عليهّ
هاهو يـرفضّ كايل مقابلتها إنها بالفعل تريد تلكّ المقابلةّ لأنها قدّ تؤمن ترقيتها و ربما تجعلها تتخلى عن قسم السيـاسةّ و إدارة الأعمال لكي تلتحقّ بقسم
الـزفاف لكن لا يبدوا أنها ستحصل على مرادها فإن لم تسرعّ و تـكتب مقالها عنه فهيّ بكل تأكيد سوف تطرد ربما يجدر بها البحث عنّ عمل جديد ، تنهدت
بقلةّ حيلة كي تستدير تنـظر إلى المارين قبل أن تقف رفعت حقيبتها ثمّ تحدثت بنبرةّ مستاءة
ـ تبـا يبدوا أنني سـأحاول غدا
أجل يجدر بها أن تـتسلل بين الصـحافيين.. فكرتّ قليلا لا هذا مستحيل فمع حراسـةّ فرانسوا الشديدة من المستحيل عبور البوابة حتىّ هذا إن لم يتصل
بالشرطة أولا زمتّ شفتيها بعبوس واضحّ و تكشيرة تعلو ملامحهاّ لمـا لمحت من طـرفّ عينها فتاة شقراءّ ترتدي فستانا وردي و سترةّ من قماش باللون
الأبيض كانت تـبدوا هادئةّ للغاية تسير بخـطوات بسيطةّ إلى غـايةّ البوابة الالكترونيةّ تحمل بين يديها عـلبةّ ما بدت كعلبة غذاءّ يدوية الصنع
أخذت تتـحدثّ مع الحراس قليلاّ بابتسامة تـعلوا شفتيها لكنّ سرعان ما قطبتّ بحدة و هي تنظر حولها حينها ضحكتّ الفتاةّ بخفةّ هذه المرأة التي تقفّ
هنا تتذمر هي صديقـةّ فرانسوا لم تكن تصدق ذلكّ في البدايةّ لكن و بعد ملاحظاتها اليوميةّ و زياراتهاّ الدائمةّ رأت أنه بالفعل يملك صديقةّ رقيقةّ للوهلة
الأولى من الزمنّ و تبتسم بكل لطفّ لكن حالما يفعل شيئا يثير أعصابها فتبدأ بالـشجار و أحيانا تبكيّ قليلا لكن دائما ما تـترك عـلبةّ غذاءه و ترحل في
النهايةّ ..
لم يسبق أن تحدثتّ معها إذ أن كلير بدت من الطبـقةّ الغنيةّ و بدتّ لها فيّ أول مرة رأتها متكبرةّ لكن حالما أخذت تـراقب تصرفاتها فـأدركتّ فورا أنها
عكس ما تبدوا عليه ، استـدارت كليرّ باستياءّ بعدما قدمتّ علبة الغـذاءّ إلى كيفين مغـادرةّ المبنى لما اقتربت منها تلكّ المرأة فتوقفت عن السيرّ قبل أن
تبتسمّ بإدراك و هي تشيرّ عليها قائلةّ
ـ أنـتّ .. الصـحافية ستيوارت أليس كذلك ؟
أومـأت بالإيجاب لكي تضحك كلير بخفة و هي تمد يدها إليها فأمسكتها في حين ابتسمتّ كلير مجددا إذ أن كل من فرانسوا و كايل يتحدثان عنها في
الآونة الأخيرةّ يقولان أنها تشبه ماري إلى حد ما في تصرفاتها الرعنـاءّ إلى غـايةّ بطء استيعابها للأشياءّ ضحكتّ كلير مجددا لكي تتحدث الصحافيةّ قائلة
ـ أدعى يـوجين ستيـوارت ، أنـت كلير غلوري لقد سمعت الكثير عنك تشـرفت بلقائك آنستي ..
ابتسمت كليرّ و لم تقل شيئا بالفعل إنها مختـلفةّ فتنهدت بقلةّ حيلة تدير رأسها للجهةّ الأخرى قدّ رفعت يدها تلقي بالتحيةّ على كيفين الذي عين تـواّ ثم
عـادت بأنظارها إلى يوجين المبتسمةّ بدورهاّ و قالت بنبرةّ هادئة
ـ أتـردين حـضور المـؤتمر الصحافي ؟
نـظرتّ إليها يوجين بدهشةّ شديدة قبل أن تومئ مسرعةّ و هي تمسكّ بيدي كلير بحماس أيعقل أنها ستـؤمن لها الدخول لأنها إذ فعلت فستكون منقذتهاّ
لكي تضحك كلير مجددا قائلةّ بنبرةّ لطيفة
ـ هـذا ليس من صلاحياتي لكن قد استطيعّ إقناع كايل بإدخالك فـأنا لا أريد أن يضيع جهدك هباءا
شهقت يوجين بكلّ صدمة غير مصدقة ما سمعته تـوا أهذا يعني أنه لا يوجد داعي لتقديم طلب استقالتها قبل أن يتم طردها ؟ فـسارعتّ بإحتضان كلير
شاكرةّ إياها من صميمّ قلبها بعد ذلكّ استدارتّ مغادرة راكضةّ تعثرتّ و سقطتّ لكنها عادت تقفّ و هي تركض مجددا نـحوّ مقر عملها بابتسامةّ واسعة
بينما تـنهدتّ كلير بقلةّ حيلة و رفعتّ هاتفها كيّ تتصل بفرانسوا غير أنه لا يجيبّ ، كشرتّ بحدة
ـ سـحقا لك ..
و كادتّ أن تـغلق هاتفها و تنزعّ البطارية فـدوما ما يتصل بها حالماّ يجد مكالماتها لكي يعتذرّ لكنه لا يفي أبدا بوعده لهاّ أحيانا تـشعرّ بالضجر من جديته
فيّ عمله لكن لقد كان هذا هو السببّ الأول الذيّ جعلها تقع فيّ حبه لذا هي لا تمانعّ فعلا حسناّ حاليا فقطّ لما رن هاتفها رفعت السماعةّ قائلة بنبرةّ ضجرةّ
ـ نعـم ؟؟
بينما و في الجـانب الآخر من السماعةّ كان يقف أوسكار يحمل بين يديه هاتف ويليامّ الذي قد ذهب توا لتوقيع بضعةّ ألبومات من أجل معجبيه تـحدثّ
بخفةّ قائلا و هو يرفع يده لكي يحرك خصلات شعرهّ البني
ـ مـرحبا كلير إنه أنـا .. لقد طـلب ويليام مني تـذكيرك بـموعدنا اليـوم
أصدرتّ كلير آهة إذ أنها فعلا قد نسيت ما قدّ وعدت ويليام به الأسبوع الماضيّ في حين ضحكّ أوسكار بخفةّ و هو يسير بخـطواتّ سريعة نحو سيارته
عندما تحدثت كليرّ بإحراج
ـ أشكـرك أوسكار .. إذن أين مكان اللقاء ؟
ضحك أوسكار بخفةّ و ضغط على مفتاحه لكيّ يفتح باب السيارة أوتوماتكيا قدّ جلس خلف المقودّ كان يبدوا عليه المرحّ قد غـيرّ مظهره منذ آخر مرةّ
فهاهو شعره باللون البنيّ تتخلله خصلاتّ فضيةّ نوعا ما و يرتديّ ملابس الـعرضّ كانت مبهرجة قليلاّ من سروال أسود و قميصّ طويل أحمرّ اللون به
عدةّ كتابات فضيةّ ، تـحدثّ بخفة
ـ أخبريني بمكانكّ سـوف آتي لأقلك ..
نـظرت كلير للخلف شـركةّ لبيير العـريقةّ قبل أن تتأوه بإرهاق و هي تسيرّ ببطء حينما تجدّ فرانسوا ستحرص على أن تـجعله يفي بموعدهما المرةّ القادمة
قد تحدثت بتعب
ـ أنـا أمام شركةّ لبيير ،
تـمتم أوسكار بـأنه آتي فورا و هو يغلقّ السماعةّ عندما دخلّ ويليام إلى السيارةّ مرهقا شاحب الوجه قد جلسّ في الخلف مديره سباستيان كان الاثنين
مرهقينّ للغاية ، رفع ويليام يده مشيراّ لأوسكار بالذهابّ قبل أن يغلق عينيه ليغفوا فجـأةّ كي يضحكّ أوسكارّ بخفة إذ أنهم لم ينالوا قسطا من الراحةّ منذ
يومين فالعمل هناّ و بهذه الفترةّ بالذاتّ جنونيّ حينما قال سباستيان بنبرةّ مرهقة
ـ أوسكار إن اتصل مدير الـشركةّ أخبره أننا برفقة كايل ذلكّ سيجعله يخفف من حدة غضبه قليلا
أومـأ أوسكار بالإيجابّ و هو يتنهد بقلةّ حيلة لما استدار للخلفّ وجد سباستيان يغط في النوم بدوره أيضا لم يفهم لما يجب عليه الاعتناءّ بهما فـتنهد مجددا
و أدار المقود مغادرا ..
__________________
  #113  
قديم 12-28-2015, 06:14 PM
oud
 
ممسكـا بـقبعته الـسوداءّ الكلاسيكية مـرتدياّ قميصا بلا أكمام وّ سترة سـوداءّ أيضا مع حـذاءّ بالأحرى بوت بنفس اللون و سـروالّ بنـيّ باهت قد حطت
قـدميه أخيرا على أرضّ الوطن ، جـال بعينيه الداكنتين فيّ كل مكـان مقيما المـطار و الأشخاصّ الذين حوله كعـادة يصعب التخلصّ منها قد وضع كلتا
يديه فيّ جيبه قد تـعالت الهمساتّ حوله ، تـحدثّ بنغمة صـوتّه المبـحوحةّ الـمتهكمةّ
ـ الـوطن.. إنه يجعلني أرغب في أن أحجز على أول طائرةّ مغادرا
تـقدم منه فتى ما قدّ ضربه بكل خفـةّ على ظهره كيّ يقف بجـانبه كانّ يرتدي قميصـا أبيض و سروال جينز أزرق مع بوت و سترةّ جـلديةّ شـعر أشقرّ تسلل
على جبهتهّ و عينينّ داكنتينّ ابتسمّ بـخفةّ و هو يضع يـده على كتف أخيه قائلاّ بضحكة
ـ بالفـعل .. لقد اشتقتّ لاستراليا منذ الآن
نـظر نايت نحوه فابتسم أليكساندر بـمرحّ كان الآن أطول يصل إلى كتـفه و بدى أكثر نضجـا بالفعل فهوّ طالب بالثـانويةّ الآن كي يتنهد نايتّ بضجر إذ أن
كلاهما قد اعتادا علىّ الشاطئ و الـبحرّ خصوصا و أنهما فيّ فصل الصيفّ رفع حقيبته على كتفه بين ما أمسك أليكساندر بحقيبته لما علق قائلا
ـ نـاي سأشتري المثلجـاتّ.. أمسك هذه
قبل أن يعرب نايت عن اعتراضهّ دفع أليكساندر بحقيبته لصدره كيّ يركض مسرعا كي يتـأوه نايت بـألمّ من شدةّ دفع أليكساندر لحقيبته على صدرهّ قد أغلق
عينه يمنى متمتما بشتيمةّ سريعة ، وقفّ في مكانه منتـظراّ عودته و هو يراقبّ xxxxب ساعته بضجرّ فـنظر إلى المسافرين قبل أن تضيق عينيه ، حك جبينه
محاولاّ الحفاظ على هدوء أعصابه لما شعرّ بضربة أخرى على ظهره كادّ أن يسقطّ حقيبته لولا أنه أمسكها في آخر لحظةّ فاستدار للخلفّ قائلا بـعصبيةّ
ـ سحقا لك أليكس كم مرةّ يجب علي أن أنبهك على تصرفاتك الرعناء هذه ؟
ابتسم أليكساندر بمرح شديد فتنهد نايت بنـوع من الضجر إذ لا فائدة من إخباره أن يحسن تصرفاته تلكّ فهو لن ينصت إليه حينما أعطى أليكساندر كـوب
قـهوةّ ساخـنة سوداءّ تماما مثلما يفضلها لنايت الذي أمسكها بهدوء و هو يرتشفّ القليل لما تـحدثّ الأول بمرح
ـ أيجب علينـا زيـارةّ كايل أولا أم ويليـام ؟ على أي حـال طـعم المثلجات لذيذ حقا يجدر بي تـناولها أكثر .. هيـه أنـا أتـحدث إليك استمـع لي على الأقلّ ،
بالمنـاسبةّ هل رأيتّ تلك اللافتـةّ الـ ..
كان يتحدث في شتى المـواضيعّ فهاهو يدخل في موضوعّ و بظرف ثـانيةّ يـتحدث عن مـوضوعّ آخر مختـلف كليا بينما يـومئ نايت بالإيجـابّ أحيانا على
كلامه و يعلق بدورهّ لكنه يتجاهله أغلب الوقتّ عندما ابتسم أليكساندر فجـأةّ قبل أن يستدير للخلف موجها نـظره إلى حيثما كانت أعين نايتّ موجهة سابقا
لما تنهد بقلةّ حيلة إذ أن هذا بكل تـأكيد لن يكون سهلا لكنه سيقف بجـانبه إنه أخوه و حتى لو كانا من والدتين مختـلفتين إلا أنهما يمتلكان نفسّ الأب
نيكولاس ماكاروف ..
ـ .. مـا رأيك ؟
نـظر إليه أليكساندر قبل أن يبتسم موافقا إياه بالرغم من أنه لم يكن فعلا يعلم ما الذي قاله نايت تواّ في حين تنهدّ الأخير بنوع من الضجرّ و هو يضع يده
على قبعته معدلا إياهاّ ، لقد كانا بالفعل محطّ أنظار الكل إذ أن هيئتهما كانتّ ملفتة للنظر بالفعل .. تـحدث أليكساندر بتسـاؤل
ـ إذن إلى أين سنتـجه أولا ؟
رمـقه نايت ببرود ألم يسـأله تـوا إلى أين يـرغب في الـذهاب و وافق بكل بلاهةّ ؟ فـضربه بـقوةّ على رأسه لكي يتـأوه الأخير بـألم عندما رفع نايت يده
كي تتوقف سيـارةّ أجرة أمامهما فصعد نايتّ أولا ليليه أليكساندر الـعابس حينما تـحدث نايت بنبرةّ هادئة
ـ إلى منـزل لبيير ..
وضع أليكساندر حقيبته بجـانبه و استرخى فيّ جلسته لكي يـضع رأسه على النـافذةّ بينما رفع نايت هاتفه المـحمول ليغير من توقيت الذيّ ضبط عليه
حينما تـوقفتّ سيارة الأجرةّ ، تـرجلّ نايت منها بعدما قامّ بدفع المبلغّ لسائقّ و وقف أليكساندر بجانبه كان كلاهما هادئين لما تـحدثّ نايت بنبرةّ باردة
ـ دعنا نـذهب ..
تنهـد أليكساندر بتعب إذ أنه و فقط برؤيته للواجهة الأماميةّ لمبنى تـذكر كل ما حدث و هو الذي جاهد من أجل أن ينسى كل شيءّ فاستـدار أليكساندر
معـطياّ المنزل ظهره قـائلاّ بنبرةّ ضـاحكّة
ـ سـوف أشتري المثلجاتّ و أعـود..
أنـطلق مسرعا لم يستطـع نايت منعه كيّ يتأوه بـقلةّ حيلة و هو يرفع حقيبة أليكساندر كان يبدوا هـادئا كعـادتهّ أو ليس هو نايت الذيّ لطالما تـغلب على
من حوله كي يستطيعّ في النهاية أن يقفّ على قدميه بطريقةّ أو بـأخرى تمتمّ بشيء ما و اتجـه إلى أحدى المقاعد المنتشرة بكثرةّ و جلس عليها منتظرا
عـودةّ أليكساندر يضع قدما على الأخرى و ينـظر إلى ساعته بـضجرّ عـندما لمحّ عن بعد كايل يسير بخـطواتّ سريعةّ خلفه فـرانسواّ فصـاح نايت بنغـمةّ صوته المـبحوحـةّ
ـ كــايل ..
تـوقفّ كايل عن الـسير متفاجئـا استـدار إلى حيثما كان صـوته ليجد نايت يجلس على مقعد يرفع يده بنوعّ من الـتحيةّ و هو يبتسم بكلّ خفـةّ كان مـظهره
مختلفا كليا إذ أنه تغير كثيراّ فاقتربّ منه كايل بدهشةّ و صدمة في آن واحد لقد كان يظن بـأنه لن يأتي أبدا بـأنه لن يعـود فهو منذّ أن غادر لم يعرفوا أي
شيء عنه إذ أنه لم يتصل و لو لمرةّ واحدةّ ..
وقف نايت بدوره و اتجـه نحوه مبتسما لما سارع كايل باحتضانه بقوةّ إنه لا يصدق ذلكّ لقد عـاد أخيـرا بينما اكتفى نايتّ بالتـربيت على ظهره حينها تـحدثّ
كايل بنبرةّ ممتنةّ
ـ أنـا سـعيدّ لعودتك ..
ابتسـم نايت حالما تـركه كـايل انحنى فـرانسواّ باحترام كان بالفعل ممتـنا لعـودته و سعيدا للغايةّ لدرجة لا تصدقّ فهاهو أخيـرا سيده يعـود إلى أرضّ الـوطن
بعد طـولّ غياب سليما قد تـحدث فرانسوا بنبرةّ مرتجفةّ
ـ أهلا بـعودتك سيدي ،
اقترب منه نايتّ و مـد يده نـحوه لكيّ ينـظر إليه فـرانسوا بدهشةّ لكنه سرعان ما أمسكّ يده لا ينكر طوال فترةّ غيابه فقد كان يشعر بـأنه قد أخلف وعده
الذيّ قطعه لسيدة سكارليت إذ كان يجدر به الذهابّ معه و مرافقته أينما كانتّ وجهته في حين ابتسمّ نايت بهدوء قـائلاّ بنبرةّ مبحـوحةّ
ـ أرى بـأنك اهتممتّ بذلك الأحمق جيدا .. أحسنت عـملا
أومـأ فـرانسوا بـرباطة جـأش عندما اقترب أليكساندر من خلفهما و قبل أن يدرك أي أحد وجوده سددّ ركلة سريـعةّ للغاية لركبةّ كايل من الخلف لكي يتـأوه
بألم و هو يترنح على وشكّ السقوط لما تمسك بذراع نايتّ الموجود أمامه قدّ ظهر من خـلفه أليكساندر كان يبتسم بكلّ مـرح و هو يضحك على ردةّ فعل
كايلّ قد قال بنبرةّ ساخرة
ـ يـا ألهي كايل لقد صرت عـجوزا بالفعل ..
رمقـه كايل بـحدةّ و هو يمسك بـركبته بينما ابتسم أليكساندر بمرح قبل أن يحتـضنّ كل من كايل و فرانسوا في آن واحدّ ضاحكا بسـعادةّ بـالغةّ إذ هو أيضا لم
يكن يتوقع عـودتهما أبدا إلى لندن لكن يبدوا أن نايت قد غـير رأيه بسببّ زفاف ويليام القـريبّ ، تحدثّ كايل بإعجاب
ـ أليكساندر لقد صـرتّ طويلا ..
ضحك أليكساندر بإحراجّ نوعا ما حينما أخذّ كل من فرانسواّ و كايل يـنظران نـحوه يعلقانّ عليه عندما استـدار نايت يـوجه نـظراته الـباردةّ نحو المبنى لما
وضعّ كايل ذراعه حول كل من كتف أليكساندر و نايتّ جاذبا إياهما نـحوه فجـأةّ ضمهما إليه قائلا بنبـرةّ متحشرجة
ـ تـبا لقد اشتقت إليكما كثـيرا ..
بادره أليكساندر الحضن إذ أنه هو بدوره قد اشتـاقّ للجميع لقد ظن أنه لن يـعود أبدا لكن هاهو الآن يقف مجددا أمام المنزل الذيّ غادره ، ضحك فـرانسواّ
بـخفةّ على ردة فعل كايلّ الذي حالما انتقل إلى مسامعه صوت ضحكاته استدار نحوه لكيّ يجذبه بقوة من ذراعه نحوهم قد احمرتّ وجنتي الأخير إحراجا
لكنه لم يقل شيئا عندما تـحدثّ نايت بنغمةّ صوته المبحوحة
ـ حسنا هـذا يكفي .. ابتعـدوا عني
ضحك أليكساندر عندما دفـعهم نايت عنه و هو يرتب سترته بينما عـاد كايل يركض نحوه محاولا احتضانه مجددا بينما كان نايت يتجنبه بانزعاج حينما
فتحتّ أبواب القـصر على وسعها نـظر الكل إلى المدخل بإستـغرابّ لما خـرجّ كل الـخدم و الحـراس مصطفين جانبا إلى جانب أمامهم كانتّ تقف سوزي ،
انحنى الكل فجـأةّ قـائلين بـنبرةّ صـوت واحدةّ عـاليةّ
ـ أهــلا بعـودتك سيدي ..
نـظر إليهم نايت بـدهشةّ كبيـرةّ فـدفـعه أليكساندر بـخفةّ من الخلف كي يـغمز له بنوع من الـمرح حينها تـنهد هو محـاولا الحفـاظّ على بـروده أشـاحّ وجهه
بعيدا بعد ذلك تـقدم بخـطواتّ بطيـئةّ كي يستدير نـحوهم ، ابتسـم بـخفةّ كم كانت ابتسـامته صـادقةّ لطـيفةّ للغايةّ و دافـئةّ
ـ لقد عـدتّ ..
لما قـال ذلك أخذ مـعظمهم يصيحّ كيف لا قد عـاد القـصر إلى ما كان عـليه سابقا التف حوله خـدم بيتر المـخلصينّ بينما مسحتّ سوزي دموعها ثم
سـارعتّ بضم أليكساندر المبتسمّ قد بدأت بالبكاء بينما اكتفى نايتّ بأن يطلق تنهيدةّ خفيفة للغايةّ قبل أن يبتسمّ مجددا

/

جـوناثان الـرجل الذي حـارب بطـرقه الخـاصة من أجل ما يـؤمن به لطالما تـحدى مخـاوفه و واجه جميع أعدائه كان حنونا في بعض الأحيان بالرغم أنه
لم يظهر ذلك الجانب كثـيرا ، ابتسمت بـلطف قد لمعتّ عينيها باشتياق إنه سـبب وجودها هنا الآن فـأزاحت خصلاتّ شعرها البني القصيرةّ بعيدا عن وجنتها
كي تـجذب القبـعةّ أكثر نحو ملامحها و هي تضـعّ تلك الـورود الحـمراءّ على قبره
ـ لقد عـدتّ أبي ..
قـالتّ كلماتها تلكّ بنـغمةّ صوتها الهـامسةّ لا تـكاد أن تسمع ثم جـلستّ أرضا كانت تـرتدي فستانا وردي اللونّ بـأكمام قـصيرةّ و حـذاء رياضي أبيض
اللونّ مبتسمةّ بخفةّ و هي تلاعب ورقاتّ الورد التي اشترتها تواّ محمرةّ الوجنتين من شدةّ حرارة الـجو ،
ـ يبـدوا الـصيف أجمـل أليس كذلك ؟
نـظرتّ نـحو إمرأة تـقف بجـانبها ذاتّ شعر أصهب اللونّ طويل نوعا ما ممسكةّ بورود بيضاء ، أومـأت بـكل لطف موافقة أياهاّ ثم وضعت باقةّ الورد
بجانب قبر جوناثان لكيّ تـجلس هي الأخرى بجانبها مدتّ يدها نحوها و حركّ خصلات شعرها البنيّ قائلة بنبرةّ حـنونةّ للغاية
ـ تـهاني الـحارةّ على خـروجكّ
أومـأتّ هي بالإيجـابّ قد ضمتّ ركبتيها لصدرها قبل أن تغلق عينيها و هي تضع رأسها على كتف والدتها حينها ضمتها الأخيرةّ بلطف شديد أخيـرا قد
انتهى كل شيءّ بالرغم من مـرور كلّ تلك السنين كل ما عـانينه فيما مضى إلا أنه طي النسيان فهاهما تضعانّ صفحـةّ جديدةّ بيضاء لبدايةّ جديدةّ خاليةّ
من الألم تـحدثتّ فجـأةّ بنغمـةّ صوتها الهادئةّ
ـ أمي .. أيمكنني البقاء هنا أكـثر ؟
تنهـدت سيليا بـقلةّ حيلة و هي تـهز رأسها نفيا رافـضةّ طلبها حينها ابتعـدتّ هي ببطء عنها مغـلقةّ عينيها قبل أن تقف على قدميها شدتّ من قبضتها
على فستانها ثم ابتسمتّ بمرح قد مدتّ يدها نحو والدتها التي أمسكتها دون تردد ، تـحدثتّ بضحكـةّ
ـ دعينـا نسـرع فلابد أن الـعم ستيفن في انتـظارنا ..
ابتسـمت سيليا بخفةّ و سارت أمامها بخـطواتّ بطيئةّ حينما توقفت هي عن الـسير استدارت للخلفّ نـظرت إلى قبر والدها لوهلة من الزمن كادت أن تعود
إلى حيثما كانتّ تجلس قبلا لولا أنها توقفتّ قبل أن تـخطوا خـطوتها الأولى حتى قد بدت عليها ملامح الـحزنّ الشديد تنهدت بأسى لكن فجـأة قامتّ بضرب
وجنيتها بكل قوةّ فاستدارت نحوها سيليا قد جفلت من شدةّ الـدهشةّ
ـ لكن ما الذي تفعلينه ؟
ضحكتّ هي ببلاهةّ قبل أن ترفع يديها دلالةّ على عدم معرفتها لما قد فعلتّ ذلك لكي تـخفض سيليا رأسها أسفا و هي تهـزه نفيا مغـادرة قد سبقتها لمسـافةّ
ليست بطويلةّ متأسفةّ من تصرفاتهاّ الغريبةّ لما رفعتّ رأسها مجددا وجدت آخر شخص تـوقعت أنها ستلتقي به يوما فاتسعت عينيها بصدمـةّ لقد كانت
تـقفّ أمامها فـلورا تنـظر نحوها بـدهشةّ هي الأخرى ..
تـرتدي سروال جيـنزّ قصير نوعا ما و حذاء رياضيّ مع قميص أبيض اللون قد تركت خصلاتّ شعرها الأصهب تسدل على ظهرها كانتّ هادئةّ جدا و هي
تمسكّ بباقة الـوردّ أيضا ، أشاحتّ بنظرها بعيدا قبل أن تعود به نحو والدتها تـرددتّ كثيرا ثم تـنهدتّ بقلة حيلةّ و هي تقول بنبرةّ منخفضة
ـ أرى أننا التقينا مجـددا هـذه السنة أيضا، كيف حـالك أمي ؟
بـدتّ سيليا مرتبكة للغايةّ و لم تستطع أن تركز على ما كانت فلورا تتفوه به كم تمنتّ لو أنها لم تـأتيّ لكن اليـوم هوّ ذكرى موت جوناثان و أرادتّ فعلا
أن تودعـه قبل أن تغـادرّ لندن كما أنه يـوم مهم أيضا في حياتهاّ هي .. تـحدثتّ بنبرةّ متـوترةّ للغايةّ و عـاليةّ أيضا
ـ فــلورا .. تهاني على خـطوبتك ،
ابتسـمت فلورا و شكرتها بكلّ تـهذيب قبل أن تـنظر نـحوها مجددا جـذبتّ بطاقة ما من حقيبتها بتردد ثمّ قامت بتسليمها لسيليا كانت متـوترةّ و لم ترغب
فعلا بتقديمها لها لكنّ الآن لقد صارت سيليا الفرد الوحيد المتبقي من عـائلتها و لقد آن الأوان لكي تضع كل شيء خلفها هذا ما قررتـه ، قالت بنبرةّ مترددة
ـ إنهـا دعوةّ لحضور زفافي .. يمكنك القـدوم برفقةّ زوجك إن كنت تـريدين فـويليام فعلا يرغب بمقابلتك كمـا أنني ..
نـظرت إليها سيليا بدهشـةّ شديدة ثم أمسكتّ بتلك الدعوةّ بين يديها أقالت فلورا أنها تـرغب بدعوتها و برفقةّ زوجها أيضا ؟ ألجمتها الصـدمةّ و لم تقل
شيئا فخفضت رأسها للأسفل محاولة أن تكتم دموعها لو أن فلورا تـعلم بما فعلته فلن تسامحها أبداّ إذ أنها في النهايةّ لا تستحق أن تلقب بالأم من قبلها
فـأشاحت وجهها بعيدا عنـدها نـظرت إليها فـلورا بإحراج و هي تخفض يدها قائلةّ
ـ لقد اعتـقدت أنها فـرصةّ لتعرف على ويليام لكن إن لم تـريدي ذلكّ فلا بـأس ..
لم تـجبها سيليا بشيء بل اكتفتّ فقط بالوقوف دون التـحدث فإزداد تـوتر فلورا أكثر لكي تبتسمّ بتردد مغـادرةّ أولا بعدما ألقت تحيـةّ الوداع عليها قد
كانت تسير بخـطوات بطيئةّ للغاية قبل أن تستجمع شجاعتها و هي تعـيد الـنظرّ للخلف إلى حيثما كانت سيليا تـقف قائلة بإحراج
ـ أعـلم أنني كنت فـظة معك و أنني قلت الـكثير من الأشياء الـمؤلمةّ لك غـير أن هذا في الماضي و أقسـم لك أنني قد تغـيرتّ فبـعد رحيـل ماري أدركتّ
الـكثير من الأمور .. الـمهمةّ و أنـا فعلا أرغـب بحضـورك إلى زفافي كمـا أنني .. أسـفة فعلا على كل مـا ..
ـ هـذا يكفي .. غادري
قـاطعتها سيليا بـقوةّ جعلت فلورا تجفل بدهشةّ كانتّ تتحدث و الدموع تـملأ وجنتيها قد صارت نبرتها متحشرجة راغـبةّ في البكاء غير أنها قاومتّ ذلك
و هي تطلب من والدتها الـغفران التي قابلتها بالصد و كم كـان هذا مـؤلما لها إذ أنها أخيرا قد وجدتّ سببا يجعلها تـقدم على التحدث مع سيليا لكن يبدوا
أن الوقت قدّ فات على إعادة بناء علاقتهما .. تـحدثتّ فلورا بنبرةّ باكيةّ
ـ أنـا وحـيدة أمي .. أمسك بيد ويليام ، أتـحدث مع كلير لكن لا أزال أشعر بالـوحدةّ لقد فقدت كل عائلتي مـاري كانت السبب فيّ تـماسكي طوال هـذا الوقتّ
لكنها رحلت و أنـا .. لا أستطيع تـحمل هـذا ، لا أريد أن أكون وحيدة بعد الآن فـأرجوك عـودي ..
نـظرتّ إليها سيليا بتـردد واضحّ ليس كما لو أنها لا تسامحها بل على العكس تماما هي من يجبّ عليها أن تـعتذر منها على تـركها طوال كل ذلك الوقت
لتعتني بجوناثان و ماريّ لطالما ضحتّ فلورا لأجل العائلةّ و كم أرادت أن تلم شملها بجوناثان مجددا على ما فعلتهّ طول تلكّ الثلاث سنين أيضا لكن هي
لم تسمح أبدا بذلك ، عندما اتسعت عينيها بصدمةّ قد شحبت ملامحها بأكملها قدّ رأتها تقف خلف فـلورا ..
ـ فـلور ..
نـادتها بنغـمةّ صوتها الـرقيقةّ المتسـائلةّ كي تستدير فـلورا ببطء للخلف عندما رأتها شهقتّ بصدمة واضحةّ و تراجعتّ للخلف كادت أن تسقطّ لولا أنها
تماسكتّ في آخر لحـظةّ بدت غـيرّ مصدقةّ مستوعبةّ لا تـفهم ماذا يحدثّ حولها قد همستّ بنبرةّ مرتجفة
ـ مــ .. ـا .. ري ؟
كانت ماري تقف على قدميها تنـظر نـحوها بدهشةّ واضحـةّ عنـدها سقطتّ فلورا على ركبتيها و هي تبكيّ بـصوت عـالي جدا فرفتّ ماري يدها نحوها
تقدمت إليها بخـطوةّ للأمام لكنها سرعان ما توقفتّ ، بكاء فـلورا وّ كلامها تـوا ما الذي حدث بالضبط ؟ جالت بعينيها نحو سيليا تنـظر نحوها مشوشةّ
الأفكار التي بدت متوترةّ جدا شاحبةّ الملامح فقالت ماري بـتردد
ـ أنـا ..
لم تـكمل كلامها حتى وقفتّ فلورا لكي تركضّ نحوها مسرعةّ و هي تضمها لذراعيها غـيرّ مصدقة لما يحدث قبل أن تبتعدّ عنها مررتّ أناملها على
ملامح ماري المـشوشةّ كـأنها تتأكد إن كان ما تراه عينيها فعلاّ صحيح ثم عـادت تحتضنها بقوةّ تلف ذراعيهاّ حولها قائلةّ بنبرة بـاكيةّ
ـ هـذه أنت.. مـاري
كانت تـضمها بشدةّ رافضة تـركها عندما نـظرت ماري نحو سيليا بـدهشةّ كانت هناك العديد من الأفكار تـجول بذهنها و لم تكن قادرةّ فعلا على التـركيزّ
فأبعدتّ فلورا عنها بتردد التي نظرت إليها بصدمةّ بينما عـادت ماريّ بضعة خـطواتّ للخلف فجالت فلورا بعينيها بين سيليا و ماري قائلةّ بنبرةّ مبحوحة
ـ أنـا لا أفهم .. ألم تـقولي أن ماري ماتت ؟ مـا الذي يحدث هنا ؟ مـاري ؟
حينها سقطتّ سيليا على ركبتيها قد انتهى أجل كذبتها الـصغيرةّ تلك أو بالأحرى التي أقنعت نفسها بمدى صغرهاّ بالفـعل بعد رؤيتها لملامح ابنتيها أدركت
حـجمّ الخطـأ الذي ارتكبته في حق كلتاهما ، كانتّ لا تستطيع رفع رأسها لمواجهتهما و لا أن ترى مدى الاستفسار المـطروح على وجهيهما إن حجمّ الذنب
يـأكلها و يـعذبها فأخذتّ تردد بـنبرةّ باكية قد كشفتّ كذبتها
ـ أنـا آسفة .. أسـفة .. أسـفة
نـظرتّ نحوها ماري بـدهشةّ كذلك فعلت فـلورا حينما أخـذتّ سيليا تـسرد واقع كذبتها تـلكّ ، طـوال تلكّ السنين التي مـضتّ أقنعت ماري أنه لم يعد مـرغوبا
فيها من طرفّ الكل جعلتها تـعتقد لا بل تـصدقّ أنها قد صـارتّ ماضي بالنسبةّ لهم جميعا و لأن الكل قد ظـن بـأن ماري قد توفيتّ فكان تـصديقّ سيليا سهلا
جدا و لم تحـاولّ ماري الـعودةّ خصوصا و أنها كانت تخضع للعلاج الكيماويّ الذي استغـرقّ عـامين كاملينّ و الآن قد غـادرت المستشفى إنه يوم مغادرتها
و يوم إنهائها للعلاجّ هاهي تـلتقي بالشخصّ الذي لم يكن يفترض بها أبدا رؤيـته ..
كانت فـلورا مصدومة جـدا و دموعها تسقط على وجنتيها دون إنقـطاع قد كانت طـوال هذه الفترة تنظر نحو ماري الـساكنةّ ، لقد كـانت حـيةّ ترزق طوال
هـذه الفترةّ لكن سيليا لم تـخبرها لماذا تـفعل ذلكّ لماذا تـفعل هذا و هي تدرك مدى صعوبة الأمر عليها ؟ أن تفقد كل من والدها و ماري معـا و أن تعيش
وحدها .. أن تـكون الفـرد الـوحيد المتبقي من عـائلةّ روبرت الصغي
رةّ ،
__________________
  #114  
قديم 12-28-2015, 06:14 PM
oud
 
ـ أنـا أسفة .. لم أكن أريد منك الـعودةّ ماري إنه لا يستـحقك ، لم أكن أريد منك أن تعاني مجددا .. لم أرد أن تعيدي نفس معـاناتي مـجددا ،
أن تـحبي الـرجل الخطـأ بكل ..
ـ لا بـأس ..
نـظرت سيليا نـحو ماري قد كانت هـادئةّ جدا قبل أن تضع يديها في جيبها ثم تـخرج منديلا أبيض اللونّ مبتسمة بـلطف قامت بمسحّ دموع
والدتها التي استمرت بالبكاء ربما يعتقد البعض أنها أم أنانيةّ لكنها ليست كذلك على الإطلاقّ ، لقد قامت بما وجدته صائبا فهي لم تـرد لطفلتها
التي رأتها طـوال هذه الفترةّ تعاني من مرضها من صـعوبةّ العلاج و من وحدتها أن تـعود مجددا إليه هو الـسبب خلف كل شيء ، قـالتّ بنبرةّ لـطيفةّ جدا
ـ أنـا أعـلم ذلك .. شكـرا لك
لما قـالت ذلك توقفت سيليا عن البكاء بـدهشةّ هي تـنظر نحو ماري المبتسمةّ ، أكانت تـدرك بـكذبتها طوال الـوقتّ ؟ زمت شفتيها محاولةّ الحفاظ على
أعصابها لكنها لم تستطعّ و هي تواجه نـظرات الاتهامّ من فـلورا و نـظراتّ الـعطف من ماريّ إذ أنها قد فشلت مجددا في مرتبتها كـوالدة لهما ، همست
سيليا بنبرةّ مرتجـفةّ بالكاد تسمع
ـ مـنذ متى ؟
كمّ كانت ملامح ماري هادئةّ قد رأت صدمةّ والدتها الـواضحةّ فابتسمتّ بخفة هي تشيح وجهها بعيدا إلى حيثما كانت تـقفّ فـلورا التي تبكيّ بكل صمتّ
لكي تتحدث ماري بنبرةّ هـادئةّ جدا مجيبة عن سـؤالها
ـ منـذ البـدايةّ.. حـتى لو لم يكن نايت يحبني فـهو لن يتركني أبدا أمي ، حتى لو لم أكن متـفقةّ مع فلورا لكنها لن تـتخلى عنيّ
أخفـضتّ سيليا رأسها مـرتجفةّ قد أدركت الخطـأ الذيّ فعلته لكن كم كان صعبا عليهاّ أن تقنع نفسها بخطئها هذا بينما اكتفتّ ماري بالتربيت على ظهرها
بكلّ لطف محاولةّ التـخفيف عنها إذ أن هذا لم يكن خطأ سيليا فهي كانت تـحاول حمايتها بطريقتها الـخاصةّ عنـدما تـحدثتّ فلورا فجـأةّ
ـ لست أفهم .. أي أسبـاب هـذه و أي دوافـع تـجعلك تبعدينـها عنا و أنت أعـلم بحاجتنا لها ، أتعـلمين ماذا حـدث ؟ أتـدركين حـجم الخـطأ الذي ارتكبـته ؟
لم تـقل سيليا شيئا بل لم تستطعّ أن تقول شيئا حتى لو أرادتّ ذلك فنبـرةّ فلورا المتـألمةّ أقوى من أي شيء بينما كانت الأخيرةّ تـحاول الحفاظ على أعصابها
قد تـذكرتّ كل ما حدثّ خلال تلكّ الفترة ، رحيل نايت المفـاجئ و بلا عـودةّ مصطحبا معه أليكساندر كـذلك حزن كايل العـميق و ويليام القلقّ على صديقه
لو كانت ماري معهم لربما قد اختلفت الأوضاع لا بل حتما ستختلف الأوضـاع ..
ـ هـذا يكفي فـلورا ..
تـحدثت ماري بنبرةّ هـادئةّ جعلت فلورا تلتفت نحوها بدهشةّ لقد قالت أنها كانت تعلم منذ البدايةّ بكذبة سيليا بالطـبع فـهم لو عـلموا بأنها لا تزال على
قيد الحياةّ لما تركوها في بادئ الأصل ، عندما عـادتّ فلورا للكلامّ مجددا بنبرةّ متـوترةّ و مـرتجـفةّ
ـ لكن بسببها نـايت قد .. ماري أنت لا تعلمين حـجم المشـاكل التي وجهناها بعد رحيـلكّ ،
نـظرت نحوها ماري بـتوتر ثمّ أشاحت وجهها بعيدا كل مـا تـعرفه أنه و بعد استيقاظها فقد كان الوقتّ متأخرا جـدا إذ أن نايت كان قد سافر بـعيدا وتـناولت
الجـرائدّ هـذا الموضوع كـطبقّ من ذهب مستغربين من تصـرفاته الطائشةّ كما وصفها الإعـلام لكن بعدما تـحدث كايل مع الـصحافةّ أخبرهم بـأن نايت رسميا
قد تـنحى عن منصب لبيير و أنه من عـائلةّ ماكاروف الـروسيةّ قد ذهب لتولي أعـمال عائلته العالقةّ بعدما تـم الاعتـرافّ رسميـا بـأليكساندر كـفردّ من عـائلةّ
ماكاروف أيضا ، أجل إنها تـدرك أن حـادثةّ ديميتري قد تـركتّ أثرا عـميقا لا يندمل بقلب نايت و أليكساندر لكن أن تـعود .. هي لم تـكن تعلم بأنها سوف
تعيش حتى فقد كانت فرصةّ نجاتها أقل بكثير و حتى لو أنها كانت تعلم فقد كان قد فات الأوان لذلك ،
ـ إنـه ليس بحـاجةّ لي .. فـفي النهايةّ كان الأمر مجرد تـمثيليةّ بمهلةّ محددة و أنت تـدركين ذلكّ جيدا ، تـزييف مـوتي كان للأفضل فـهكذا لن يضطر للقلق
بشـأنيّ و لن يضطر للاعتناء بي كما لو أنه مجبر على ذلكّ ..
ـ مـاذا عـني ؟ أو لست أعني لك أي شيء ؟
صـاحتّ فـلورا بـنبرةّ عـاليةّ باكية و هي تـرى مدى اقتنـاع أختها بقرارها فـنظرتّ ماري نحوها بتردد كيف لا تـعني لها شيء ؟ أو نسيت أنها قبلت بعقد
نايت لأجل إنقاذها ؟ لقد مرتّ بكل هذا لأجل إنقاذها هي فقطّ و لكي تعـودا معا للعيش بنفس المنـزلّ لكن للقدر رأي آخر ..
ـ أنا .. أعتـذر
قالتّ ماري ذلك بـندم شديد غـير أن بكاء فـلورا لم يتوقف أبدا إذ أنها ترى للمرة الأولى بعد غياب أختها الصغرى و التي كانت تظن أنها قد توفيتّ لتـخبرها
بأنها آسفة ؟ أرتجفّ جسد فـلورا بأكمله قد شعرت بمدى ضعفها قـائلةّ بنبرةّ متـرجيةّ
ـ أنت ستعودين معي .. أليس كذلك ؟
كانت نـظرات ماريّ تـعكس دوما شعـورهاّ و بهذه اللحظة أدركت فـلورا أن الوقت قد تأخر فعلا و أن أختها قد أخذت قـرارها منذّ زمن لكن يسعها تغـيره
فابتسمتّ ماري بلطفّ شديد ابتسامتها المعـهودةّ المهدئة محـاولةّ أن تلطف من الوضعّ غير أن فـلورا كانتّ مصـدومة بشدةّ و هي ترى ماري تهز رأسها
نفيا متمتمةّ باعتذار آخر فـنزلتّ دموعها على وجنتيها و صاحتّ مجددا بنبرةّ مرتجفةّ
ـ لم تـكوني قـاسية هـكذا ماري .. أنـا أطلب منك الـعودةّ فأرجوك لا تـرحلي أنت أيضا
ظهر الـتردد على ملامح ماريّ لقد كانت تعـلم جيدا أنها إذا ما قابلت أيّ أحد منهم فسوف تـغير رأيها لكنها لا تستطيع العودةّ بقرارها حينما وقفت سيليا
على قدميها بعدما أسندتها ماريّ كي تتحدث بنبرةّ مبحوحـةّ
ـ تـردين منها العـودةّ للـرجل الذيّ سبب كل هـذا لها ألست أنت القـاسيةّ هنا فلورا ؟
نـظرتّ نحوهما فلورا بدهشةّ حينما استـدارت سيليا مغـادرةّ إنها تعلم أن فلورا لن تـريد رؤيتها مجددا بينما بقيت ماريّ مكـانها تقفّ دون حـركةّ كم كانت
ابتسـامتها حـزينةّ جدا تـقدمتّ بضعةّ خطوات للأمام لكنها سرعان ما عـادتّ للخلف إن هـذا أسوء مما تستطيعّ تـحمله فـتراجعتّ للخلفّ و هي ترفع يدها
قائلةّ بنبرةّ لطـيفةّ
ـ وداعا فـلورا ..
كتمتّ فـلورا دموعها و هي ترى ماري تبتعد تـدريجيا عنها معـطيةّ إياها ظهرها فـأخذتّ تبكي بـصوتّ مكتوم ليست تـريد هـذا ، فـركضتّ خلفها و أمسكتّ
بيدها محاولة أن تثنيها عن رأيها لما رأتّ دموع ماري التي تساقطتّ على وجنيتها قائلةّ بنبرةّ مبحوحة
ـ أنسي أنني مـوجودةّ .. لأنني و مهما قاومت فـمصيريّ الموت عاجلا أم أجلا
لم تـنفذّ طلبها بل تـمسكتّ بها و هي تضمها لها إنها ليست مـجنونةّ لن تترك أهتها بعدما و أخيراّ قد رأتها مجددا ، كان قبضتهاّ قـويةّ متمسكةّ للغايةّ كـأنها
غير مصدقةّ بأنها فعلاّ حيةّ في حين وضعتّ ماري يدها على ظهرها محـاولةّ التخفيفّ عنها لما هـمستّ لها فلوراّ بنبرةّ مرتجفة
ـ أرجوك عـوديّ .. أنا بحاجةّ لك أكثر من أي وقت مضى
نـظرت نـحوهما سيليا بهدوءّ ثم تنهدتّ بقلةّ حيلة إنها تـدرك أن نقطةّ ضعف ماري الوحيدةّ هو مشاعر الغير فإن طلبت منها فلورا العودةّ بهذا التصميم
فـستنفذّ طلبها حتما لكنها هي كوالدة لها لم تكنّ لتريد لها أبدا العـودةّ ، حينما تـحدثتّ ماري
ـ أنت من أقوى الأشخاص الذين أعـرفهم و لست بحاجةّ لأحد ، ليس لي ولا لوالدتهاّ أو لأي شخص آخر .. أنـا أثق بك لهـذا من فضلك أعتني بالجميعّ تماما
مثلما كنت تـفعلين طوال هذه الفترةّ و دعيني أرحل لأنني بالفعل لم أعد أملك مكانا بينكمّ ..
ـ لا تـغادري .. ماري الكل بحاجةّ لك
حركت ماري خصلات شعر فـلورا بعشـوائيةّ مبتسمةّ بخفةّ قبل أن تستدير مغـادرةّ قد أسرعت بخـطواتها لكيّ لا تضعف مجددا في حين نـظرتّ فلورا نحو
سيليا بعد ذلكّ مـدتّ بطاقةّ زفافها لها بيد مرتجفةّ ثم همستّ متـرجيةّ
ـ أرجوك .. أنا لا ألومك و لا أريد أن أفعل فقد اكتفيت من كل هـذا ، كل ما أريده هو عـودتها .. أيضا نايت ليس بـالرجل الـسيئ إنه فـقطّ تعـرضّ لظروف
قـاسيةّ و أنا أعـلم أنك إذا أعطيته فرصةّ ثـانيةّ فلن تندمي أبدا .. كما أنك مدينةّ لي
نـظرتّ سيليا نحوها بتردد ثم تقدمتّ أخذتّ بطاقة الـدعوةّ و نـظرت لها قدّ كان إسم فـلورا روبرت و ويليام دويل مزخرفا بطريقةّ جميلة جـدا جانبا إلى
جنبّ فـتنهدتّ سيليا ثمّ تـحدثتّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أنـا لا أعـدكّ .. أرجوك أبقي أمر ماري سرا
ـ لن أفعل .. سـأجعلها تـعود
قـالتّ ذلك فـلورا بتصميمّ شديد حينها هزت سيليا كتفيها بـقلةّ حيلة مغـادرةّ بينما و حالما بقيتّ فلورا لوحدها سقطت على ركبتيها تبكيّ بصوتّ مكتوم
على إثـر الـصدمةّ التي تلقتها الآن حينما رن هاتفها لم تـكن تـريدّ أن تـجيب خصوصا في حالتها هذهّ و أن ويليام يعلم فوراّ من خلال نبرتها أن شيئا قد
حدثّ لكنها قد تأخرت كفايةّ عن موعدهما لذلكّ رفعت السـماعةّ بيد مرتـجفةّ كي ينتقل إلى مسامعها صوتّ ويليام القلق
ـ فـلورا لقد تأخرت كثـيرا .. أو نسيت موعدنا ؟
لما انتقل إلى مسامعها صوتّـه الـحنون القلق انـطلق صوتّ بكائها الـشديدّ و العالي مما جعله يجفل بصدمةّ قد وقف على قدميهّ نـظر ناحيةّ كلير و أوسكار
اللذان يرمقانه بـدهشةّ في حين تـحدثّ ويليام بنبرة قـلقةّ للغاية
ـ فـلورا ماذا جـدث ؟
لم تـستطيع أن تـجيبه بل اكتفت بهز رأسها نفيا كم هي شـاكرةّ لأنه موجود بجانبها فـأخذ ويليام مفاتيحّ سيارة أوسكار الذيّ أشار له بأن يذهب كي يهتم
هو برفقةّ فلورا عن أطباق التي سيتم اختيارها لزفاف في حينّ غـادر هو مسرعاّ قائلا
ـ أين أنت ؟
الأمر الذي لم تعـلمه سيليا أن فـلورا و منذ رحيل كل من والدها جوناثان و ماري من جانبها قدّ ضعفت قوتها و أن تلك الفتاةّ الصبيانية ّالتي عرفت
بشراستها و لسانها السليط الحاد قد نضـجتّ و صـارت إمرأة تعلم تماما كيف تعبر عن مشاعرها لم تعد تـخفي خوفها و لا قلقها و وجود ويليام بجانبها
قد ساعدها على ذلكّ ،
ـ عنـد قـُبر والدي ..
لما قالت ذلك تنهد ويليام براحةّ إذ لابد أنها قد اشتاقت له مما جعلها تبكي فـابتسمّ بخفة و هوّ يحرك المقودّ إلى حيثما كانت وجهته قائلا بنبرةّ لطيفةّ
للغايةّ
ـ لماذا زرته بدوني ؟ أو لم أخبرك أن نـذهب معا ؟
ضحكتّ بـنغمةّ صوتها المبحوح من البكاءّ حينما ألقى ويليام مـزحةّ خفيفة محاولا التـرويح عنها كيّ تبتسم هي أيضا قد وضعت ورود على قبر والدها
ثمّ قامت بمسح دموعها بينما أخذ هو يتحدثّ طوال الوقت عنّ أي شيء مهما كان من أجل التـخفيف من وحدتهاّ ريثما يصل إليها

/

نـظرت حـولها محـاولةّ أن تتأكد بـأن الـشرطةّ غـير موجودةّ قبل أن تـنزع نظارتيها بنوع من الـراحةّ ، حركت كتفيها بـحريةّ ثم جالت بعينيها حـول
المبنى لابد أن تـهديد السيد لبيير لها كـانّ مجرد مزحة من نوع ما بكل تأكيدّ لذلك أمسكت بكاميراتها المخـبئة خلف جيب معـطفها عنـدما ارتـطم بها
شخص ما و كادتّ أن تسقطّ أرضا لولا أن أحدا قد أمسك بها فشهقت بـرعبّ و هي تلتفت ببطءّ للخلف لكي ترى فتى ربما بسن السادسةّ عشر يمسكها
من ذراعها كان أشقر الـشقر قد كان ينـظر نحوها بدهشةّ عـارمةّ لكن حالما استدارت نحوه اختفت صدمتهّ كي يتـركها قائلاّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ احـذري آنستي ..
استـدار مغـادراّ بعد أن لوح لها مودعا فنـظرتّ إليه بدهشةّ كان يبدوا من الـطبقةّ الـراقيةّ النـبيلةّ قد بدى ذلك واضحا من خلال ملابسه الـثمينةّ أو طـريقة
حديثه اللبقةّ جدا فأخذت تتبعه بنـظراتهاّ إذ ما الذي قد يفعله طالب ثـانويةّ في مبنى لبيير ؟ حينمـا رأته يـعبر الحـراسّ بكل سهولةّ كم كانتّ دهشتها واسعةّ
لما رأته يضربّ كـتف شخص ما فقطبتّ بعدم استيعابّ و حاولت أن تجد طريقها بينّ الكم الهائل لصحافيين المجتـمعّ أمام البـوابةّ ..
أخيـرا استـطاعتّ أن تـصل للمرتبـةّ الأولى الـقريبةّ من المدخل فـرفعتّ كاميراتها محـاولةّ أن تجد ذلكّ الفتى لما لمحته مجـددا فـشهقتّ بصدمةّ و هي تراه
يقف جانبا إلى جنب معّ ذلك الـرجلّ المـدعو بـنايت ماكاروف لم تـكن لتـعرفه لولا كل تـلكّ الأخبار الـمنتشرةّ بكثرة عنه فـنـظرتّ إليه بـإعجاب ، كان يرتدي
سـروال جينز معّ بوت أسود و قميص أبيض قد تـرك خصلات شعره الأسود تسقط على جبينه بعشـوائيةّ فابتسمتّ بكل حماس شديدّ لطالما رغبت بمقابلته
ذلكّ الـرجل الحـديديّ المـعروف بـنظراته الـحادةّ الـداكنةّ و نبـرته الارستقراطيةّ الباردةّ ،
كان يضع ذلك الفتى يده حول كتف نايت الذيّ يتحدث بـهدوء معّ أحد رجال الأعـمال عندما ابتسم فجـأةّ لما قال الفتى شيئا فـاستدار نحوه و ضربه بخـفةّ
على رأسه يطلب منه شيئاّ لكي تشهق يوجين بعدم تصديقّ لقد ابتسـمّ تـوا حينها و دون أن تحتاج لبذل أي جـهد أدركت أن الفتى المتعلق به هو أليكساندر
ماكاروف أخيه الأصغـر الذيّ حالما لمحها لوح لها بابتسـامةّ لطيفةّ جدا ،
ـ يـا إلهي ..
هذا كل ما استطاعتّ أن تـنطق به يوجين قد تسللت السـعادة إلى قلبها لو أن أليكساندر يقبل بـمقابلةّ بسيـطةّ معها لربما ستستطيع الحفاظ بعملها حينها
رفعت يدها لكيّ تلوح له محـاولةّ أن تـطلب منه جعلها تـدخل فضحك أليكساندر بـخفةّ لما تـحدث نايت بنغمةّ صوته المبحـوحةّ
ـ ما الذي تفـعله ؟
أشـار له أليكساندر بـرأسه نـاحيةّ الـصحافيةّ يوجين ثم ابتسم بخفةّ لكي يلتفت نايت إلى حيثما كانّ أليكس يشير قد اتسعت عينيه بـدهشةّ إذ أنها قد كانت
تشبه ماريّ ليس في ملامحهاّ و إنما فيّ شكلها من خصلات شعرها البنيةّ المتناثرةّ عشوائيا حول وجهها إلى ابتسامتها الـبلهاءّ ثمّ طـريقتها في الـكلام ،
ـ أو ليست تشبهها ؟
لم يقل نايت شيئا بل اكتفى فقط بالنظر نحوها لولهة من الزمنّ قبل أن يستدير مغـادرا بـرفقةّ بضعة رجال أعـمال في حين وقف أليكساندر مكـانهّ ينـظر
إليها بابتسـامةّ بسيطة للغاية قبل أن يناديه نايت فيسرع بخـطواته مغـادرا حينما قطبت يوجين بنوعّ من الإحباط إذ أنها تريد فعلا مقابلة حصيرية معهـما
لكن هي لم تستطعّ حتى عـبور الـمدخل فكيفّ لها أن تطلب منهما الإجابة عن بضعة أسئلة كما أن نايت ماكاروف مـعروف بمزاجه الـحاد و عدم نيل الـصحافيين
إعجـابه لذا زمت شفتيها بإحباط أكبر استـدارت مغـادرةّ لما ارتطمت بشخص ما مجددا كي تسقط جميع أوراقها أرضا و تتناثر بكل مكانّ
ـ يـا إلهي .. لا يمكن أن يزداد يومي سـوءا
قـالتّ ذلك بـنبرةّ يـائسةّ لما رأت يدا تمتد لمسـاعدتها و هي تـحمل أوراقها ببطء حينها رفعت يوجين رأسها نـاحيةّ أي كان الذي ساعدها لكي تـجد إمرأة
ربما ببداية العشرينات تضع قبـعةّ بنيةّ باهتة اللون على رأسهاّ قد تركت خصلات شعرها تنسـابّ على ظهرها بكل حـريةّ كانت تـرتدي فستانا أبيض اللون
بدون أكمام و سترةّ من قماش خفيفة وردةّ اللون مع حـذاءّ باليه كانت تـجمع الأوراقّ ببطء حالما انتهت مـدتّها نحو يوجين مبتسـمةّ بـلطف قائلةّ
ـ تـوخي الـحذر آنستي ..
ابتسـمتّ مجددا و مـدت يدها لكي تساعد يوجين على النهوض من الأرضّ و التي أمسكت يدها بدون تردد ، لقد كانت المـرأةّ لطيـفةّ للغاية و مـألوفة لها
أيضا حينما ساعدتها عـادتّ المرأة تـنظر إلى حيثما كان رجال الأعـمال يتـجهون خلفّ ذلك الـشريط الأحمر الذي قد وضع من طرف رجال فـرانسواّ ،
سمعتها تتمتم بنبرةّ شاردة
ـ إنـه مـختلف .. جـدا
نـظرتّ نحوها يوجين بـدهشةّ ثم عـادت تنظر إلى حيثما كانت المرأة موجهة عينيها الواسعتين قبل أن تميل رأسها دلالة على عدم فهمها ما عنته
بـقولها مختلف جدا أهو مبنى لبيير ؟ تمتمتّ يوجين بنبرةّ محـبطةّ
ـ لو أنني أستطيـع الـدخول فقطّ لربما كنت لأحافظ على عملي ..
استـدارت المـرأة إليها تـنظر لها إذ أنها لم تـلاحظ كاميرا يوجين سابقا و لا دفترها أو هاتفها المحمولّ لقد كانت يوجين بالفعل تملكّ منظر صحافية
فتأوهت المرأة دلالة على استيعابها لكي تضحكّ بـخفة
ـ لا أظن أن ذلك ممكن آنستي لكن لا ضرر في المحـاولةّ ، بالمنـاسبةّ أتـردين حـضور المـؤتمر من أجل كتـابة تـقرير شـامل عليه ؟
هـزت يوجين رأسها نفيا بإحباط أشد هي لا تملك صلاحيةّ الدخول للمؤتمر و لو كان الأمر كذلك لما مانعت بكتابة تقرير عن مشروع كايل الجديد لكن
هـذا العدد سيتحدث عن حياة كايل الشخصيةّ إن صح التعبير و هذا ما طلبت منها مديرتها الحصول عليه لا تقريرا آخر عن الأعـمال أو ارتفاع الأسهم
، قالت بنبرةّ مستـاءة
ـ أريد الـتحدث فقط مع السيد كايل لبيير لكنه أمر بإلقاء القبض علي إن تـم رؤيتي مجددا أحوم حول مبنى الشـركةّ ، و يجب علي تسليم المقال الأسبوع
القـادمّ .. لا يمكن أن تسـوء حياتي أكثر
ضـحكت المـرأةّ بخفة و ربتت على يوجين المستـاءةّ و التي قد بدأت بالبكاء تـواّ بكل عبوس لما اقتربت منها المرأةّ ببطء و مدت لها منديلا أبيض اللون
لكي تمسكه يوجين بحسرةّ حينما تحدثت المرأةّ قائلة
ـ أبذلي جـهدك و ثقي بأنك ستنـجحين في مسـعاكّ..
بـعد ذلك ابتسـمتّ بهدوء فأومأت يوجين بالإيجاب كي تعود بأنظارها إلى مبنى الـشركة كم ترغب بالدخولّ و ستفـعل حتى لو كلفها الأمر حياتها لقد
وعدت رئيسة التحرير بالحصول على سبق صحفي مع السيد كايل و هي لن تنكث بوعدهاّ فعقدت العـزم بإصرار ثم استدارت لكي تشكر تلك الشـابةّ
لكنها قد وجدتها قد اختـفتّ كما لو أنها لم تكن هنا قطّ فأخذت تنظر حولها محاولة أن تجدها غير أنها لم تستطع لقد كان ذلك صعبا بوجود كل وسائل
الإعـلام هذهّ و رجال فرانسوا .. فزمت شفتيها وعادتّ تنظر نحو المبنى
ـ ما الذي على المرء فعله ليحصل على سبق صحفي بحق السماء ؟
تنهدت بقـلةّ حيلة لما لمحت فـرانسوا يقف خـارجا برفقةّ السيد كايل لبيير هما يتحدثان حول شيء ما حينما رن هاتف فرانسوا فجـأةّ رفعه قد أخذ يتحدث
بكل هدوءّ إلى أي كان المتصل قبل أن يوجه أنظاره نحوهاّ قد لمحها من بين الجـموعّ فتنهد بأسى بعد ذلك عاد يتحدث إلى المتصل بنبرةّ ألطف و أرقّ
غير أنه سرعان ما قطب حاجبيه .. أعطى الهاتف لكايلّ الذي بدوره أخذ يضحك بخفةّ على كلمات المتصل ثم أشـار لرجال فرانسوا بتـركها تـدخلّ ،
شـهقت يوجين بـصدمةّ إذ أنهم بالفعل تركوها تدخلّ فسارعت بالعـبور مبتسـمةّ بكل سعادةّ برفقةّ كيفين إلى غاية وصولها إلى حيثما كان كايل يقف فنـظرتّ
إليه بفخر و اعتـزاز لما قطبّ كايل حاجبيه قائلاّ بنبرة متسـائلة
ـ لكن كيف تعرفين كلير ؟
ـ إنه سر المـهنة سيدي ..
يبدوا أن كلير غلوري قد أوفت بوعدها لها و طلبت من خطيبها و كايل شخصيا تركها تـمرّ كم شعرت بعمق فرحتها عندما تنهد كايل بقلةّ حيلة لكي يدفعها
من رأسها ضاربا جبينها فتأوهت بألم عندما ضحكّ هو بخفة و أشـار لها أن تتبـعه قائلاّ بنبرة ضاحكةّ
ـ اتـبعيني آنسة يوجين ستيوارت ..
لقد كان المـؤتمر مـجرد افتتاح لمشـروعّ كايل الجديد الذيّ حضره معظم رجال أعمال الذين تعـاقدّ معهم و قد كان كل من نايت و أليكساندر مجرد مـشاهدين
لما يحدثّ ، بالفعل أثيرت جلبة في البـدايةّ قد اعتقد الكل أن عـائلةّ ماكاروف سوف تساهم فيّ المشروع أو أن نايت قد عاد لتولي السلطةّ لكن مظهره المسترخيّ
و حـديثه الجانبي مع كل من فرانسوا و سـوزي أيضا أليكساندر أثبت أنه بالفعل هنا كمجرد شاهد لنجاح كايل فقط ..
بينما استـمرت آنسة يوجين بأخذ صور عـديدةّ مستمتعة بتلكّ المحاضرة التي ألقاها كايل حول مشروعه و كيفية عـمله فيّ حين نـظر إليها أليكساندر بطرف
عينه قبل أن يبتسمّ بهدوء ، تنهد و نـظر إلى كايل الذي يبدوا متحمسا بشدةّ ثم نـظر مجددا نحو نايت الأمر مجرد فترةّ وقت بسيطةّ فقط إذ أنهما سوف يعودان
لسفر مجددا بعد زفاف ويليام الليلةّ كم تمنى لو أن نايت يبقى لكن يبدوا أن هذا مستحيلاّ ، إذ أنه لم يكن يرغب في العودةّ مطلقا و لم يعد إلا بعد أن عـلم بموعد
زفاف ويليام القادمّ الذي هو الليلةّ ،
تـمنى لو أنه يطلب منه البقاء إلى جانب الكلّ لكنه يدرك أنه و بجعبتهما المزيد من الأمور لفعلها ، يبدوا أن كـون المرء فردا من أفراد ماكاروف ليس
بالشيء سهل مطـلقاّ ، تـنهد بقلةّ حيلة و نـظر إلى ساعته كم يريد زيارةّ قبر ديميتري و ماري قبل السفر يجب عليه فعلا أن يخصص وقتا لذلكّ ..

/
__________________
  #115  
قديم 12-28-2015, 06:15 PM
oud
 
كـانت جـالسة على الكـرسيّ مرتـديةّ فستان زفافها الأبيض و ممسكـةّ بباقة الـزهور تلكّ التي اختارتها برفقةّ كلير و أوسكار قد رفـعتّ خصلات شعرها
الأصهبّ عاليا على شكلّ وردة بسيطةّ جميلة الشكلّ كما أنها تـركت خصلات خفيفةّ تسقط على وجهها الحزين المتألم إذ هاهي هنا يوم زفافها تـجلس
لوحدها دون وجود أي فرد من عـائلتها ، كتمتّ دموعها محاولة الحفاظ على رباطةّ جأشها إذ أنها قد وعدت ويليام بأنها لن تـبكيّ ليس في أكثير أيامها
سعادةّ أو كان يفترض به أن يكون أكثر أيامها سعادةّ ،
لم تـرد أن تدع دموعها تسقطّ على وجنتيها فذلك ليس عدلا لكل الناسّ الذين قد وقفوا بجانبها فـكلير وصيفةّ الـشرف و التي اهتـمتّ بكل تفاصيل المملةّ
إلى سوزي التي أمنتّ كل شيء ، فـرانسواّ الذي هو الآن وصيف بدوره لويليامّ و أوسكار أيضا .. السيدة فرانسيس ببشاشتهاّ و طيبة قلبها كانت بمثابةّ
والدة لها إلى السيد بول الذي سيرافقها و يضع يدها بيد ويليامّ زوجها
أخفضت رأسها بـأسى لو أن والدتها قد أتتّ إنها لا تطلب منها الكثيرّ فكل ما تريده هو أن تحضر فقط و لا شيء آخر لكن يبدوا أن أمنيتها هذه صعبـةّ جدا
و مستحيلةّ التحقيقّ ، تنهدتّ بإحباطّ لما فتح باب الـغرفةّ فـسارعتّ فلورا بمحو تعبير الـحزنّ من وجهها و رفعت رأسها لكي تنظر إلى أي كان القادمّ ،
سرعان ما اتسعت عينيها بدهشةّ و هي تـرى نايت يقف أمامها مرتديا بذلته الـرسميةّ قد ترك ربطةّ عنقه مفتـوحةّ و بجانبه كان أليكساندرّ ، فتحتّ شفتيها
بدهشةّ حينما تـحدث نايتّ بتهكم
ـ أهلا .. ألا زال لسانك سليطا كما كان لأنني أحمل بجعبتي العديد من الشـتائم
زمت شفتيها محاولة أن لا تبكي لكنها لم تستطع فـوقفت بسرعةّ و احتـضنته بكل قوةّ و هي تصيحّ بصوت مبـحوح في حين نـظر إليها أليكساندر بلطفّ
شديد قد تبادل النظرات برفقةّ نايت الذيّ وضع يده خلف ظهرها بـتردد لما تـحدثتّ فلورا بنبرةّ باكية
ـ أنـا آسـفة .. آسـفةّ جدا
لم تـكن لتصدق أبدا بـأنه سيـعود إذ أن الكل كان متأكدا أن احتمالية عودته تعادل الصفر كم تـشعر بالذنب لأنها لم تـكن هناك لأجله إذ أنه لطالما ساندها
في كل شيء قام بحل جميع مشاكلها لكنها لم تكافئه أبداّ في حين تـنهد نايت بهدوء و نـظر بطرف عينه لأليكساندر كي يشير له برأسه حينها تقدم أليكساندر
منها قائلا بنبرةّ مـرحة
ـ و أنا ؟ أليس لي عـناق ؟
ضـحكتّ فلورا ببحةّ ثم استـدارت نحوه لكي تحتضنه بكل قوةّ بينما أدعى هو بأنه سوف يغشى عليه من قوتها لكنه بادرها العناقّ بابتسامة تعلوا شفتيه قبل
أن يرفعها و يدور بها في كل أرجاءّ الـغرفة فـأخذتّ تصيح تـطلب منه أن يتوقف غير أنه لم يفعل بل استمر بذلك حتى كفت دموعها عن الانهمار ، حينها
تحدثّ نايت بنـغمة صوته الـمبحوحةّ المميزة
ـ إذن .. كيف حالك ؟
ـ أشـعر بالدوار لكن لا بـأس الآن ..
قالت ذلك بضحكـةّ بلهاء حينها تنهد نايت بـنوع من الـراحةّ كذلك فعل أليكساندر عنـدما فتح الباب مجددا لكيّ يظهر كايل من الخلفّ ممسكا بويليام و قد
كان يضع ضمادةّ على عينيه حينما تحدث ويليام بنبرةّ ضاحكةّ و متوترة
ـ لكن ما الذي تفعله ؟ لا يفترض بي رؤية الـعروس قبل مراسم الـزفاف .. فـلورا اختبئي لا أريد لنـذير الـشؤم أن يلاحقنا في أول بداية لحياتنا و أيضا كايل
هلا نزعت هذه الربطة أشعر بأنني سـأرتطم بـ..
لم يـقل كايل شيئا بل اكتفى بالضحكّ فقط حينما وضع ويليام أمام نايت المبتسمّ بـخفة تـراجعّ كايل للخلف ثم أشار لفلورا أن تقف بجانبه و التي نفذتّ طلبه
فورا مبتسمةّ بسعادةّ ، حينما نزعّ ويليام الـرباط من على عينيه بتـوتر متمنيا أن لا تكون تلك الإشاعات عنّ ما قبل الزفاف صحيحةّ لما اتسعت عينيه بدهشةّ
واضحةّ و هو يرى نايت يقف أمامه فـهمس بنبرةّ مرتجفة
ـ نـايت ؟
اكتفى نايت برسم ابتسـامته المتـهكمة المشـهورةّ لكن بها شيء من الـفرحةّ حينها لم يتردد ويليام و لو للحظةّ لكي يضم رفيق دربه و صـديقه طوال حياته
بكلّ قوة قد نـزلتّ دموعه هو بعدم تصديقّ حينما نـظر إليه نايت بـهدوءّ قبل أن يضع يده خلفّ كتفه يضم رفيقه قد ظهر عمق الـصداقةّ التي تجمعهما ،
لما تحدث أليكساندر بـضجرّ
ـ ما بال الجميع يسارع لاحتضان ناي ؟ ماذا عني ؟ أرفقوا بي رجاءا ..
حالما قال ذلك جـذبه ويليام ناحيته لكيّ يضم كلاهما بـقوةّ رافضا تركهما و كاد أليكساندر هذه المرة فعلا أن يختنق لم تـركهما قد كان مبتسماّ بكل سعادةّ
قائلا بنبرةّ مرحة
ـ لم أكن لأعتـقد أبدا أنني سأشتاق إليكما ..
رمـقه نايت بـطرفّ عينه متهكما و من كان يـسعى خلفهما طوال هذه الفترة ؟ في حين تنهد ويليام براحةّ و استـدار للخلفّ كي يشكر كايل لما رأى فلورا
تقف بجانبه فـصاح بكل رعب مغلقا عينيه بينما ضحكتّ هي بكل خفةّ قد ابتـعدتّ قليلا لكي تقف خلف كايل حينما تـحدثّ الأخير بنبرةّ مزعجة
ـ يـا إلهي، لم أكن لأعتقد أبدا بأنك تصدق خرافات مـثل هذه ..
لم يـجبه ويليام بل اكتـفى فقطّ بهمهـمة شيء ما بدى كما لو أنها شتيمـةّ ثم أخذ يسير بـحذر محاولا أن لا يرتطم بأي شيء أمامه لما ابتعد كايل عن طريقه
متنهدا بيأس منه مفسحا له المجال بالمرور في حين ضحك أليكساندر عليه و تقدم لكي يسـاعده ممسكا بذراعه بينما و حالما غادر ويليام الـغرفةّ صاح بنبرةّ
عالية جدا
ـ سـحقا لك كايل ..
حينها تـعالا صوت ضحكات أليكساندر العـاليةّ و هو يـضرب كفه بكف ويليام عنـدما قطب كايل حاجبيه بغير رضا منهما ثم تـنهد بقلةّ حيلة كي يستدير ناحية
نايت الذيّ كان يـعدل سترته بنوع من الضجرّ عـندها تحدث كايل بـهدوء
ـ إذن .. ؟
التفت إليه نايت قد كانت نـظراته داكنـةّ ارستقراطيـةّ كعادته رفـع يده و أبـعد بضعة خصلات قد سـقطتّ على جبينه قبل أن يتـنهد بنوعّ من الضجر في حين
أخذت فـلورا تـنظر بينهما بإستـغرابّ و توتر قد تـغير الـجو كليا فهاهي ملامح الجادةّ تعـلو كايل بينما هاهو نايت يحـاولّ تفادي الـحديثّ عندما قال كايل بنبرةّ
مستسلمة
ـ أرى أنني لن أستفيد شيئا من الـحديث معك الآن لكن لن أتركك فـسوف نتـحدث سواء أردت ذلك أم لا
كانت كلماته قـاطعةّ لا مجال لأي نوع من التهرب منها فـأومأ نايت بالإيجاب فقط لكي يتركه كايل لهذه الفترةّ عنـدما استدار كايل ناحيةّ فلورا مبتسما لها قد
هنئها بـمرح قبل أن يـغادر الـغرفةّ بعد أن رمق نايت بـنظرةّ مشددة صـارمةّ ، حينها سألته بإستغراب
ـ نايت ما الأمر ؟
ـ لا شيء ، مـجرد عـمل فقط ..
قـال ذلك بـنبرةّ هادئة جدا مما جعـل فلورا تستغرب أكثر إذ و من خلال ملامح كايل الجادةّ فلم يكن الأمر مجرد عـمل بينما تنهد نايت بـإستياء ثـم سار
بخطوات بطيئة دفع فلورا من ظهرها نحو الأمام قائلا بنصف ابتسامةّ متـهكمة
ـ لم أكن أظن أبدا بأنك ستتزوجين لكن تهاني على كل حال ..
قطبت فلورا حاجبيها هي تسمعّ ضحكـة نايت المبحـوحةّ قبل أن يغادر الـغرفةّ مغلقا الـباب خلفه في حين و لما كان يقف في ذلك الـرواق الطـويلّ بعيدا
عن أنظار الـكلّ المتـرقبة لكل حركاته تنهد بيأس ، ثم وضع يده على جبينه إنه يعلم أن كايل سيحاول أن يقنعه بالعدول عن رأيه في مغادرة لندن و أن
يعود لترأس مجـموعةّ لبيير قد يـعلم ويليام بأنه يرغب بالسفر مجددا و سوفّ يختلق مشاكلا عـديدةّ لجعله يعدل عن رأيه لكنه لا يـريد البقـاء هنا لما لا
يـفهمان الأمر بهذه البساطةّ ؟
نـزع سترته الـسوداءّ و عـدل قـميصه عندما سئم منه و حمل سترته بكل إهمال ثم سـار مجددا نـحو القـاعةّ الـرئيسيةّ نـظر حوله قصـر لبيير لم يتغير
أبدا منذ رحيـله فكل شيء عـاد إلى مكانه كما كان سابقا تـماما لما كان السيد بيتر يترأسّ هذا المنـزل ، تـوقف لما انتقل إلى مسامعه ضجيجّ الـضيوف
العالي و نـظر إلى القـاعةّ تلك التي احتـوت معـظم أحاديثهمّ من حفلة إليزابيث إلى مـجيء ديميتري و مـوت بيتر كذلك زفــافه منها هي و اعتـرافها الـمتهور
بحبها له ،
كان أليكساندر يـجلس في إحدى الطـاولات المنتشرةّ بكثرة مرتديا بدوره بـذلةّ رسمية قد ترك ربطةّ عنقه كـأخيه تماما حيث كان يمد يده محاولا الإمساك
بـكأس ما بينما أوسكار يـأخذه عنه بصرامةّ و هو يهز رأسه نفيا مما جعل أليكساندر يقفّ رافعا كمه مقتربا من أوسكار الذيّ أخذ يبتعد ببطءّ حينما قفز
أليكساندر على ظهره مما جعل أوسكار يترنح محاولا الحفاظ على توازنه حينها ضحك نايت ببحةّ ، يبدوا أن أخيه الأصغر قرر تـرك كل شيء خلفه و
مسامحـةّ أوسكار الذيّ كان تغيره واضحا للكلّ ..
في الـجهةّ الأخرى يقف فـرانسوا أمامه كلير التيّ تـعدل ملابسه في حين كان هو مبتسماّ بخفة يحدث حول موضوع ما لما نـظرتّ إليه كلير بطرف عينها
قبل أن تستدير مغادرةّ فضحك فرانسوا بـمرح و جذبها من ذراعها نـحوه كي ترتطمّ بجسده قد كانت مـحمرةّ الوجنتين حينما انخفض هو بـخفةّ مقبلا إياها ،
على الـجانب الأخر كانت سوزي تقف بـرفقة السيدة فرانسيس ترحبان بالضيـوفّ الذين يتوافدون بكثرةّ فتنهد نايت بـضجر إذ أنه لا يحبذ الأماكن المكتظة
قبل أن يعود أدراجـه للخلف استـدار ثم صـعد السلالم لكيّ يعبر الـرواقّ ببطء ،
فتـح باب غـرفته مثلما تـركها تماما غير أن تـلك المائدةّ الزجاجية قد استبدلتّ كذلك الـستائر و بضعة أشياء بسيـطةّ جدا فاقترب أكثر عنـدما لمح قـلادةّ
التي قدمها لماري على منضدةّ برفقة الـرسالةّ التي كان من المفترض به أن يقرأها يوم أن عـلم بموتها فأمسكها ما الذيّ يفترض به فعله بها الآن ؟
تـركها مثلما كانت سابقا و غـادر الـغرفةّ متجها نحو مكـتبه فتـح البـاب و أغلقه خلفه ، الـغـرفةّ مظلمة لا يدخلها أي ضـوءّ فاتجـه ببطء ناحية الأريكة
ثم استلقى عليها بإرهاق عنـدما انتقل إلى مسامعه ضجيج في الأسفل لابد أن فـلورا الآن تسير نحـو ويليام برفقةّ السيد بول .. و كل من أوسكار و فرانسوا
يقفان إلى جانبه بينما كـلير تمسك بـفستان فلورا الـطويل من الخلفّ قد كانت سوزي تنتـظرهما عند المنصةّ ،
قطب حاجبيه بانزعاج ثم اعتـدل في جلسته إن نـظر ويليام حوله و لم يجده فلابد بأنه سيهلع تنهد بضجر و عـاد يقفّ مغـادرا لما فتح بـاب الـغرفةّ ببطء
شديد لابد أن أليكساندر قد أتى للبحث عنه فرفع نايت يده لكن و قبل أن يتـحدثّ اتسعت عيـنيه بصدمةّ واضحة ،
كانت تـقف بهدوء تـنفض الغبار من على فستانها الـورديّ عنـدما نـظرتّ حولها الـغرفةّ مـظلمة بالكاد تستطيع أن ترى شيئا فسارت على أطراف أصابعها
ثم اتجـهت إلى حيثما كانتّ المـكتبةّ قد كانت تعلم بمكانها عن ظهر قلب ، أخذتّ تـبحث عبر رف الكـتب عن شيء ما لكنها لم تجده فتنهدتّ بقلة حيلة ،
ربما لن تـجدها مطلقا لم يكن على والدتها أبدا إرسالها منذ البدايةّ ..
ـ يجدر بي الـعودةّ ..
قالت ذلك بنبرةّ هامسـة و هي تعـود لجذبّ قبعتها على أطراف ملامحها لكن قبل أن تـعود أنيرت الـغرفةّ فنـظرتّ حولها بدهشةّ عندما رأته يقف يضغط
على الـزرّ قد كان مصدوما جدا غير قادر على التعبير أهي فعلا ماري أم ربما هو قد صـارّ يتوهم ؟ حينما التـقت أعينهما تأكد بأن هـذا مستحيل فهذه الذيّ
تقف أمامه هي نفسها ماري التي لطالما عرفها ،
بينما تـراجعت ماري للخلف قد بدى عليها توتر فـظيع فلم تكن لتتخيل أبدا بأنها ستلتقي بنايت ، هي لم تكن تعلم أبدا بأنه قد عاد إلى لندن بالرغم من
أنها سمعت إشاعات حضوره مـؤتمر كايلّ و بالرغم من أنها ذهبت بنفسها لرؤيته لكن لم يتسنى لها ذلكّ ، تـحدثتّ بنبرة مرتبـكةّ
ـ نـايت ؟
عنـدما نادت بإسمه كما لو أن ألافّ الحـواجز قد سـقطتّ و ألاف الأقـنعةّ تـلاشت كل ذلك البـرود وّ الغطرسة جميعها قد تركتـه فيّ هذه اللحـظةّ لكي
و لأول مرةّ يحتل وجهه تـعبير يعكس ما كان قلبه يشعر به ، بقي واقفا مكـانه غير قادر على الحركةّ حينما وضع يده على جبينه قائلاّ بـضحكة
ـ طبـعا كيف انطلت علي حيلة سخيفةّ مثل تلك .. لا أصدق أنني كنتّ بذلك الغباء
كيف له أن لا يلاحظّ مدى غـرابة الأمر ؟ كيف و والدتها رفضت تركهم يرونها حينها ضحكّ بنغمةّ صوته المبحوحةّ عندما استند على الجـدارّ و هو يضحكّ
بقوة ممسكا بمعدته فقط برؤيتها أدرك كل شيء كان يجب عليه أن يـدركه منذّ مدة بينما ازداد تـوترها أكثرّ فهي لم تكن ترغب فعلا بـرؤيته تـدركّ مدى
التأثير الذيّ يتركه عليها و بالرغم من أنها تريد الذهابّ إلا أنها تعلم أن الوقت قد حان لتوضيحّ تلك الأمور التي بقيت عالقة طوال هذه الفترة ، تـرددتّ
كثيرا قبل أن تتحدث
ـ أنـا .. أتيت لحضور زفاف فلورا و ويليام بعدها سأغادر فورا لذلك أرجوا منك أن ..
أهـذا ما لديها لتقـوله بـعد كل ما حدثّ ؟ ابتسم متهكما فـشدتّ ماري من قبضتها على فستانها إذ أن نظـرات نايت الـحادةّ دوما ما تربكها كم ازدادت توترا
إثـر حدتهما لكيّ تتراجع للخلف قليلاّ ، عـندما تحدث هو بنـغمةّ صوته الهـادئةّ
ـ أخبريني ماري .. ما الـذي حدث بالضبط ؟
أشاحت وجهها بعيـدا عنه لما أغلق نايت الباب خلفه بكل هدوءّ معلنا بأنها لن تستطيع المغادرة قبل أن تقنـعه بأسبابها حينها تنهدت ماريّ بيأس ثم أخذتّ
نفسا عميقا جدا لا يوجد مهرب سوىّ الحقيقةّ فقط كما أنها تقف أمام نايت و ليس أي شخص آخر هو لن يقتنع بأكاذيبّ أو حيل بسيطةّ كتلك التي بحوزتها
، نـظرتّ نحوه و تـحدثّت
ـ أنـا مـصابة بالسرطان و قد خـضعت لعـمليةّ استئصال الـورم كانت فـرصةّ نجاحها أقل من أربعين بالمائةّ .. لقد كنت متأكدة بأنني لن أنـجوا لذلك طلبت
من أمي أن تخبركم بموتي إن لم أفعل و ..
تـوقفتّ عن الكلام قد تـذكرت لما استفاقت بعد ثلاثـةّ أيام لكي تـجد ذلك الكم الهائل من الأحداث في الجرائدّ حول نايت و ديميتري الـرجل القـويّ الذي
مات منتـحرا و كيفّ تـرك نايت منصب لبيير لكايل أيضا قد اعـترفّ بأليكساندر رسميا كـفرد من أفراد ماكاروف كم كانت صدمتها قـويةّ أنه قد غـادر لندن
، كانت لتسامحه لو أنه قد غاب لأسبوع أو شهر لكن و لمدةّ ستة أشهر كاملةّ كانت تعتقد أن نايت أراد إنهاء كل علاقة معها و أن العقد الذيّ كان بينهما
قد ألغي كذلك وصلت مسرحيتهما إلى نهايتها ، زمتّ شفتيها محاولةّ الحفاظ على رباطةّ جأشها ثمّ أكملت قائلةّ بنبرةّ ضاحكةّ
ـ قد كنت أخـضع لعلاج الكيماوي طوال هذه الفترةّ فهناك أجزاء من الورم انتشرتّ بجسدي كان استئصالها مستحيلا لذلكّ .. حسنا لقد نـجحت في علاجي
بالنهايةّ
كانت عينيه متـسعتين بـدهشةّ غير مصدق لما قد سمعه تـوا بينما كانتّ ملامح ماري لطيفةّ كعادتها تبتسم بكل ّبلاهة ، رفع خصلات شعره الأسود
بنوع من عدم الـصبر و الـعصبيةّ في آن واحد حينما أشاح وجهه بعيدا كانت نـظراته غـريبةّ مليئةّ بشيء ما لم تدركه ماري حينها لما اقترب منها
قائلاّ بنبرة مبحوحة
ـ مـاري .. أتـريدين تـجديد العـقد ؟
نـظرتّ إليه بعدم استيعاب لم تفهم قـصده عـندما أمسك بمعصمها جاذبا إياها نـحوه فجفلتّ من شدة الدهشةّ قد أخذت تنـظر إليه كانت ملامح نايت جادةّ لا
مجال للمزاح فيها مما جعلها ترمش عدةّ مرات قبل أن تميل رأسها قائلةّ بنبرة مرتبكة
ـ أنا لم أفهم ..
قـالتّ ذلك بـتوتر شديد حينما تـنهد نايت بـيأس قبل أن يخفض رأسه قليلا لكي يصل إلى مستوى طولها ابتسم بخـفةّ عندما قام بدفع جبينها قليلاّ فتأوهت
بألم ، لقد سئم من فقدانه للكلّ و لم يهتم إن كانت قدّ غادرت لثلاث سنواتّ أو أكثر ما دامتّ هي هنا بجانبه .. ماري الـبلهاء الـلطيفةّ حينما تـحدثّ بنبرة هادئة
ـ أريدك بجانبي ،
أصدرت آهـة تدل على عدم استيعابها لكلماته توا فنايت لن يقول هذه الكلمات أبدا و مطلقا لها لذلكّ ابتسمت بإرتباك ثمّ حاولت أن تبتعد عنه لكن قبضته
كانت قويةّ مما جعلها تتوقف لوهلة من الزمن و هي تعود بنظراتها نحوّه كان جاد جدا لما أدركتّ مقصده أخيـراّ لقد كان يريد منها أن تـكمل تلك التمثيليةّ
التي قد بدآها كلاهما فـنظرت إليه بحيرةّ لأي سبب ؟ قالت
ـ لكن لمـاذا ؟
عندما مل من شرحّ كلماته تلكّ انخفض أكثرّ و جذب ذقنها نحوه لكي تتسع عينيها بدهشةّ حينما قـبلها بكلّ هـدوء كانتّ حـركته سـلسةّ بطيـئةّ و هادئةّ
أيضا عندما تـركها لم تعلم ما إن كان ما فعله نايت توا حقيقةّ أم لا لكن و حينما رأتّ نظراته أدركتّ بأنه ليس حلما على الإطلاقّ عندما أجابّ نايت عنّ
سؤالها بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ لأنني أريدك أو ليس كذلك واضحا ؟ ..
ارتعشت شفتيها و أخذتّ دموعها تـنزل على وجنتيها بعدما حاولت جاهدةّ الحفاظ على أعصابهاّ و كم كان الأمر صعباّ فهاهي تبكيّ بنبرةّ عاليةّ نسبيا
فيّ حين تـحدثّ نايت بنغـمةّ صوته المـبحوحةّ
ـ هلا تـزوجتّ بي ؟ هـذه المرةّ ليكن الأمر حقيقيا ..
ما سمـعته و ما رأته و ما فعله جعل كيانها بأكمله يرتجفّ من وطأةّ الـدهشةّ أو ربما لقوةّ الموقف عليها هيّ التي جاهدتّ طوال هذه الفترةّ من أجل نيل حبه
و حينما استسلمتّ لما قررتّ أن تنسحبّ هاهو يتقدم نحوها كيّ يطلب منها العودةّ أو ليس هذا قاسياّ ؟ فغطتّ وجهها بـيديها قائلةّ بنبرةّ باكية
ـ لكن قد يعود الـورم مجددا .. و أنـا ربما لن يتسنى لي الـ
اقتربّ منها و لف ذراعيه حولها جاذبا إياها نحوه قدّ وضع يده على خصلات شعرها البنيةّ في حين أخذتّ هي تبكي دون جدوى لم تكنّ تـريد العـودةّ ليس
و هي لا تعلم متى قد يعود الورم و متى ّقد تضطر للعلاجّ مجددا حينما تمسكتّ بقميصه باكيةّ بالرغم من ذلكّ لا تـريد تـركه عندما تحدثّ نايت بنبرةّ
مبحوحةّ هادئةّ
ـ دعينا نبدأ بـدايةّ جديدة ماري ..
أومـأت بالإيجاب قد أخذتّ تمسح دموعها قد صار حبها الذيّ من طرف واحد متكاملاّ الآن و متبادلا أيضا عندما قام نايتّ بضرب جبينها مجددا فتأوهتّ
بألم و رفعت نظرها نحوه لكيّ تجده مبتسماّ بتهكم كعادتهّ قال بـضحكةّ
ـ ألا تـكفّ دموعك عن النزول أبدا ؟
نـظرتّ إليه قد تـذكرتّ حادثةّ السيارةّ تلك لما كان نايتّ مصابا حينما قامّ بدفعها بعيدا لكيّ يتلقى هو بأكمله الـضربةّ لقد قال نفسّ هذه الكلماتّ فـابتسمتّ
قبل أن تبدأ بالضحكّ إنها لا تصدقّ مطلقا ما يحدث هنا عندما جذبّها نايت من معصمها مجددا كيّ يحتضنها .. قد قال بنبرةّ هادئةّ جدا هامسةّ
ـ أحـبك أكثر من أيّ شيء
حالما قال ذلك شعر بـثقل جسد ماري فنظر إليها بدهشةّ قد وجدها مغشيا عليها حينها أخذّ يضحك بقوةّ على ملامحها الـشاحبةّ عندما فتح بـاب الـغرفةّ
على وسعه لكيّ يظهر من خلفه ويليامّ قدّ كان وجهه محتقنا غـاضباّ جدا
ـ نـايت أيها الـسافل أين كنتّ ؟ لقد فوت جميع مراسم الـزفاف و ..
لكنه توقف عن الحديث لما رأى نايت يحاول إيقاظ ماريّ بلطف فـشهق بقوةّ و تراجع للخلفّ كي يرتطم بفلورا خلفه و التي لحسنّ الـحظ تمسكت بالباب
قد قامت تأوهت متألمةّ ثم تقدمت للأمام عندما رأتّ أختها تقفّ مجددا على قدميها محمرةّ الوجنتين في حين كان نايت يضحكّ بقوة على ملامحها المحرجةّ ،
حينها ابتسمتّ فلورا بسـعادةّ بالغةّ قد استدارتّ لتضم زوجها و هي تصيحّ بصوت عالي من شدةّ الفرح لما زم أليكساندر شفتيه بـنوعّ من العبوس
فما بالهما ؟ يدخلان الغـرفةّ ثم يخرجان فوراّ فدخل هو بخطوات سريعةّ عازم على تأنيب أخيه على تـأخره لما تـوقفّ فجـأة ، لم يكن ليصدقّ عينيه مطلقا
لا بل أبدا مستحيل لكنه سار و قبل أن يدرك أخذّ يركض نحوهما حينما استدارت ماريّ وجدت أليكساندر يلفهما بقوةّ قد بدأ بالبكاءّ .. لم يكن
معظمهم يحتاج إلى أيّ تفسير ففقط وجودها يكفي إذ أن الأمر كان كالحلمّ ..
عنـدما أتى كايل أيضا بـرفقةّ فرانسوا و كلير ، أوسكار و سوزي و السيدة فرانسيس أيضا السيدة سيليا و بول أيضا قد اعتـذرتّ سيليا على ما فعلته و
طـلبتّ أن تسمح لها فلورا بـأن تكون والدتها مجددا ففعلتّ فلورا دون اعتراضّ بسعادة بالغةّ جدا بينما اقترب منها ويليامّ مبتسما بـمرح كعادته
يعرفها عن نفسه ،
أمـا أليكساندر فقد اكتفى فقط بضمهما معا ماري الـمرأة التي أرته معنى أن يعيشّ المـرء بدون حقد أو انتقام جـعلته يرى أن العالم بأكمله لا يدور
حول قـوانين ماكاروف و نايت الـرجلّ الذيّ أنقذه من ظلمات نفسه تلكّ رافقه في دربه و أمسك بيده ..
فيّ حين نـظرتّ فلورا نـاحيةّ ويليامّ قبل أن تـغمزّ له بـضحكةّ لكيّ يضحكّ هو الآخر فتماما مثلماّ قالت فـلوراّ إن الأمرّ لن يحتاجّ إلا لتـواجدّ نايت و لسوفّ
تـغير رأيهاّ فوراّ بالطبعّ ستفعل و أليسّ هو نايتّ ؟
ـ ذلك سيشكل سبقا صحافيا مدهشا ..
قـالت ذلكّ يوجين بـإعجاب و هي تلتقطّ صـورةّ لهم جميعا حينما شهق كايل بصدمةّ بينما رفعت كلير كتفيها بخفةّ فهي من قدمت لها الدعوةّ لما سارع
كايل بالركضّ خلفها و هو يطلب منها جلبّ كاميرا في حين كانت هي تضحكّ بخبث لما ارتطمتّ بالجدار و قد أخذتّ الكاميرا منها من طرف رجال فرانسواّ
كي تبدأ بالنحيب حينها تنهد كايل بقلةّ حيلة و وافق على إجراء السبق الصحافيّ معها لما فشل بإبعادها عنه ..
بينما كانتّ نـظرات أوسكار مركزةّ على كل من نايت و أليكساندر المبتسمينّ بكل سعادةّ لكي يتنهد هو براحةّ هاهما الأخوين الأصغرين لديميتريّ يكملان
حياتهما حينها استدار أوسكار مبتعداّ فقد حان وقت زيارته لقبر ديميتري ..
و بالطـرفّ الآخر وضع نايت قـلادةّ تلك على رقبتها كي تبتسم بـسعادةّ فقد كانت تبحثّ عنها و كم لامت والدتها لأنها قد أخذتها عنها بينماّ اكتفى نايت
برسم ابتسامةّ خفيفة جدا على شفتيه و لأول مرةّ في حياته قد شعر بـأنه قد فاز فـعلاّ .. لأول مرةّ فاز ليس بمنصبّ أو بـلعبةّ من ألعاب نيكولاسّ السابقة
و إنما بشيء أعظم ..


تـمتّ و الحمد الله
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011