عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-27-2015, 11:16 AM
oud
 
لا يجب قول لا لفخامتك

[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية باللغة العربية الفصحى وهي بعنوان

روايـة لا يجـب قـّول لا لفخامته



كلمة الكاتبة

ـ
رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع
أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض التـّشجيع
أعـّلم أنهـّا لّيست كمـعضم روايـّات التّي هنـّا لكّن جـّربوا أأكـدّ لـّكم أنكمّ لن تـندموا

مقــــــــــــــدمة

نحن البّشر لسنا معصومين عن الخـطأ ، فتـرانا نتمـايل في طرق مختلفة قد تكون محرمة لكن و لسبيل غايتنا نخطو على ضمائرنا فقلوبنا فعلى عقولنا ،
و بكلماتي هذه إني لا أعفي غيري و لا نفسي فمبدئي أننا كلنا سواسية
هكـذا قلت ، و هـذا مبدئي لكنني كالجـميع أقول ما لا أفعل ، و أفـعل ما لا أقول .. فـملخص الحديث
أنني و بالرغم من نفي لفـكرة الخطيئة و الـخطأ وجدتني أقع فيها رأسا على عقب

قراءة ممتعة.....


الـــفـــهـــرس :-

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس - الجزء 1

الفصل الخامس - الجزء 2

الفصل السادس - الجزء 1

الفصل السادس - الجزء 2

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر - جزء 1

الفصل العاشر - جزء 2

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر - جزء 1

الفصل الثالث عشر - جزء 2

الفصل الثالث عشر - جزء 3

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر - جزء 1

الفسل السابع عشر - جزء 2

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر - جزء 1

الفصل التاسع عشر - جزء 2

الفصل التاسع عشر - جزء 3

الفصل العشرون - جزء 1

الفصل العشرون - جزء 2

الفصل الواحد والعشرون - جزء 1

الفصل الواحد والعشرون - جزء 2

الفصل الثاني والعشرون - جزء 1

الفصل الثاني والعشرون - جزء 2

الفصل الثالث والعشرون - جزء 1

الفصل الثالث والعشرون - جزء 2

الفصل الرابع والعشرون - جزء 1

الفصل الرابع والعشرون - جزء 2

الفصل الخامس والعشرون - جزء 1

الفصل الخامس والعشرون - جزء 2

الفصل السادس والعشرون

الفصل السابع والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الفصل التاسع والعشرون - جزء 1

الفصل التاسع والعشرون - جزء 2

الفصل الثلاثون - جزء 1

الفصل الثلاثون - جزء 2

الفصل الثلاثون - جزء 3

الفصل الواحد والثلاثون - جزء 1

الفصل الواحد والثلاثون - جزء 2

الفصل الثاني والثلاثون

الفصل الثالث والثلاثون - جزء 1

الفصل الثالث والثلاثون - جزء 2

الفصل الرابع والثلاثون - جزء 1

الفصل الرابع والثلاثون - جزء 2

الفصل الخامس والثلاثون - جزء 1

الفصل الخامس والثلاثون - جزء 2

الفصل السادس والثلاثون - جزء 1

الفصل السادس والثلاثون - جزء 2

الفصل السابع والثلاثون - جزء 1

الفصل السابع والثلاثون - جزء 2

الفصل السابع والثلاثون - جزء 3

الفصل الثامن والثلاثون - جزء 1

الفصل الثامن والثلاثون - جزء 2

الفصل التاسع والثلاثون

الفصل الأربعون

الفصل الواحد والأربعون - جزء 1

الفصل الواحد والأربعون - جزء 2

الفصل الثاني والأربعون - جزء 1

الفصل الثاني والأربعون - جزء 2

الفصل الثاني والأربعون - جزء 3

الفصل الثالث والأربعون - جزء 1

الفصل الثالث والأربعون - جزء 2

الفصل الرابع والأربعون

الفصل الخامس والأربعون - جزء 1

الفصل الخامس والأربعون - جزء 2

الفصل الخامس والأربعون - جزء 3

الفصل السادس والاربعون - جزء 1

الفصل السادس والأربعون - جزء 2

الفصل السابع والأربعون - جزء 1

الفصل السابع والأربعون - جزء 2

الفصل الثامن والأربعون - جزء 1

الفصل الثامن والأربعون - جزء 2

الفصل التاسع والأربعون

الفصل الخمسون - جزء 1

الفصل الخمسون - جزء 2

الفصل الخمسون - جزء 3

الفصل الواحد والخمسون - جزء 1

الفصل الثاني والخمسون

الفصل الثالث والخمسون - جزء 1

الفصل الثالث والخمسون - جزء 2

الفصل الثالث والخمسون - جزء 3

الفصل الرابع والخمسون - جزء 1

الفصل الرابع والخمسون - جزء 2

الفصل الرابع والخمسون - جزء 3

الفصل الخامس والخمسون - جزء 1

الفصل الخامس والخمسون - جزء 2

الفصل الخامس والخمسون - جزء 3

الفصل السادس والخمسون - جزء 1

الفصل السادس والخمسون - جزء 2

الفصل السادس والخمسون - جزء 3

الفصل السابع والخمسون - جزء 1

الفصل السابع والخمسون - جزء 2

الفصل الثامن والخمسون - جزء 1

الفصل الثامن والخمسون - جزء 2

الفصل الثامن والخمسون - جزء 3

الفصل الثامن والخمسون - جزء4

الفصل التاسع والخمسون ( الأخير ) - جزء 1

الفصل التاسع والخمسون - جزء 2

الفصل التاسع والخمسون - جزء 3

الفصل التاسع والخمسون - جزء 4


التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 06-24-2016 الساعة 02:31 AM
  #2  
قديم 12-27-2015, 11:31 AM
oud
 
لجـزء الأول




[شـجرة طـويلة تمتـدّ أغـصانها الحـاملة وريقـات وردية الـلون من شـرفة إلى غـاية تلك الـغرفة الـبسيطة ذات الأثاث الـقـديم ، جـدرانها بيضـاء و في وسـط احتل السـرير الـجزء الأكبر من المـساحة و على الـرغم من أنه كـان صـغيرا إلا أنه وجد عليه جسم شـابة نـائمة بكـل راحـة و هـدوء ذات شـعر بـني قـصير أشـعث و بشـرة بيضـاء ، فجـأة رنّ منـبه فـوقفت بسـرعة ليـظهر طـولها المـتوسط و الأقـرب للـقّصر و هاهي قـد فـتحت عينـيها الـبنيتين الـواسـعتين ، كـانتـّا بـرغم من أنهما عـاديتان لكنّ كـالزجاج الذّي يـعكس مـا يـراه من حـوله فـعينيهـا تفعلان الأمر تماما مع مشـاعرها .
حمـلت منشـفة وغـادرت متـجهة نحو غايتها لتـخرج بـعد دقـائق معـدودة مرتـدية فستـانا أحمـر اللون ريفـي نوعـا ما و على شفتيهـا أحـلى ابتسـامة، فـتحت باب و ظـهر رواق و بخـطوتين منها عـبرته لتصّبح في الصـالة يطـل من الـجهة المـقابلة مـطّبخ و حيث كـان التـلفاز شـغالا ليـطلق صـوت المـذيع في الأرجـاء مختـرقا ذلك الـصّمت
_ تّم الـعثور على جـّثة امرأة بـمنتصف العشرينيات في منـزلها الـخّاص ، بـعد الكشف عن هويتها اتضح أنها مـجرد مـحامية مبتـدئة لوكالة ديفانس المشهورة ، كانت بـيدها قضيتها الأولى التي تـخّص طلاق زوجة . و الـغريب في الأمر أن هـذه الجـريمة من قبّل كرانغ بعد أن تـركّ بصماته في المسرح و كل المعلومات الأخرى عن سبب و كيفية قتلها مجهولة رفضت الشرطة الإفصاح عنها ، لذلك أيها الـسّادة من فّضلكم تـأكد من إغـلاق الأبواب جيدا قبل خلودكم إلى النوم و أتركوا الـهاتف بـجانبكم على الـدوام فـنحن لا نـعلم من هو الـهدف التالي العشوائي لـكرانغ
تنهـدّت الفتاة بأسى و هي تـهز رأسها ذات الـيمين و الـشمـّال ليس لأنها استمعت لما قـاله المـذيع تـوا بـل من نفـاذ القـهوة من عنـدها و لا رغـبة لها الآن بالـخروج لشـراء واحدة . فخـرجت من الـشـقة متـجهة نـحو جـاّرتها ، طـّرقت الـباب غـير آبهة لكمّ تشير عقـارب السـاعة ليـفتح و تظـهر امرأة كبيـرة في الـسن و بالـرغم من التـجاعيد التي غـزت وجهها إلا أنها لا تـزال محـتفظة برونـق جمـالها الآسر ، قـالت بإنـزعـاج
ـ مـاذا تـريدين في الصبـاح الـباكر مـاري ؟
ابتسـمت الفـتاة المـدعوة بـماري و السـذاجة قد عـلت وجهها ، إن دّل على شيء فـهو لابدّ كونهـا إمـّا بريئـة أو تـدعي البـراءة فـردت عـليها بتـهذيب شديد يتنافى مع طريقة رنها للجرس منذ قليل
ـ صبـاح الـخير سيـدة فـرانسيس أنـا أريـد أن أستـعير بـضعة كمية من القـهوة فلقد نـفذ مـا لدي و المـحّل القـريب من حينـا يبـعد حـوالي ربـع سـاعة و أنا لا أرغب في الـذهاب الآن مع إحتـمالية إيجـاده مغـلقا ، احم لذلك من فـضلك الـقليل فقط ؟
كشـرت السيـدة فرانسيس و تمتـمت بشـتائم عـدة في طـريقهـا نـاحية المـطّبخ ، عـادّت بـسرعة و أعطـتها كـيس الـقهوة كـاملا ثـم قـالت بحـدّة
ـ لا تـعودي إلا و مـعكّ المـال فـالمـهلة المـحددة قـدّ إنتهت الـيوم
لم تـغادر الابتسـامة فـمّ مـاري عنـدما أجـابتها بالايجـاب و عنـدمـا حـّضرت كوبهـا الدافئ في هـذا الـفّصـل البـارد من الشتـاء اسـتلقت على الكـنبة بكل استـرخاء و قد قررت أنها سوف تـنهي بحثـها الـيوم فـلا شيء آخر لديها لتفعله .
صبـاح يـوم الاثنين
وضعت يـديها على خصرهـا بقـلة حـيلة و نـظرة الأسـى قد ارتسمت على وجهها ، نـقطة آخرى مـثل هـذه و سـوف تفشـل بكل تأكيد حسنـا و ما الذي قد بـقى لتستطيع فـعله ؟ فقد ذاكـرت و حفـظت كـل كـلمة في كـل محـاضرة قـد ألقـاها الأسـاتذة لكن لمـا هـذه الـعلامة لا تنـفك إتباعها في حيـاتها ؟ زفـرت بغيض و هي تـهمس لنفسهـا
ـ كـل هـذا لأن جـاك ألـقى لـعنته علي .
ـ مـاري .. مـاري
نـظرت إلى الأمام حيث كـانت تـقف شـابة ذات قـوام ممشـوق كأنها من عـارضـات الأزيـاء ، شـعرهـا الأشـقر المـتموج على ظهـرها و عينيـها الذهـبيتين ، بشـرتها الـبيضـاء الخـالية من أي شـائبة ، فـعـلا إنهـّا مـلكة جمـال .. أكـملت كـلامها بـهدوء
ـ أيـمكننا أن نـذهب في نـزهة ؟ أريـد التـحدث مـعك في مـوضوع خـصوصي
استـغربت مـاّري منهـا ، كـلير طـالبة تـدرسّ معها و لا تتـعدى العـلاقة غـير ذلك كمـّا أنه يـمكنّ الـقول أنهـّا تـكنّ بضعة مشـاعر ليس كـره و لا المـحّبة لكنّ أقـرب للـبغض و بالـرغم من هـذا أجـابتها بابتسامة على مـحياها لم ّ تفـارقـها قط
ـ طـّبعـا كـلير ،
و فـور أن وافقـت مـاري حـتى أسـرعت كـلير نـاحيتها لـتمسكها من ذراعهـا و هي تـقودها نـحو سيـارتها الـجديدة التي اشتراها لّـها والدها ، صـعدت على متـنها و هي لا تـزال منـدهشة ثـم قـالت بهدوء
ـ كـلير أيمـكنك إعـطائي لـمحة عن هـذا المـوضوع فـطريقة تصـّرفك غـريبة
لم تـّقل شيئا و إنـمـّا ضـغطت على المـكـّابح بأقـصى ما تـملك مـن قـوة لـيـّسمع صـوت عـالي إلتفتت إليـه كـل الأنـظار ، أدارت المـّقود بكـل احتراف متـجهة نـحو مـطعم مـا لكـي يتمكنا من الـحديث
/
غـّـرفة كـبيرة جـدرانهـّا ذهـبية اللـون تـحتوي على مـكّتبـة عليهـّا مـعظم مـّلفـات العـمّل و مـكّتب فـخمّ أسـود مـطّـرز بـزخـّارف ذهبيـة تمتـدّ من الأعـلى نـاحية الأسـفل ، عـّلق خـلفه صـّورة لـرجـّل كبـير في الـّسن يـرتدي مـّلابس قـديمة لنبـلاء و يـظّهر عليه صـفات الكـبرياء الـغـرور .
كنـبّـات سـوداء تتـلائم مع تـلكّ الـسجـادة المنـفـوشة وسطـّها مـائـدة زجـّاجيـة وضـعت عليهـّا مـزهـرية بهـّا ورود جــافة ، كــانّ مستلقـّيا على أحـدها شـّاب ببنـّية قـوية نـوّعا مـّا يـده تـلامس الأرّض و الأخـرى على وجهه
رنّ هـاتفـه فـقـطّب بإنـزعـاج ليحـّاول إسـكاته ، أنـّف مـسـلول و شـّعـر كـحلي حـريري لامـعّ غـطى مـعظم ملامحه ، عـينين داكـنتين حـادّتين تـعـّرفـان على مـدّى خـطّر هـذا الـشـّاب ، في منتـهى الـجـاذبية و بغـاية الـوسـّامة كأنه أحـدّ لوحـّات ليوناردو دافينشي أو بيكـاسو جـّلس بـتعّب ثـمّ رفـعه و قــّال ببـرودة و بـحّة صـوته تتـردد في الأرجـّاء كـالصـدى .
ـ نـعم ؟ إفـعــل مـا تـريده أنـّا لا أهـتم ،
ثـمّ أغـلقه و رمـاه بكـل بسـاطة في تـلك الـمـزهرية ليصـمت إلى الأبد .
/
في ذلك الجـناح الفـخم كـّان يجـّلس على الـسرير بينمـّا زين فـمه بإبتسـامة خـبيثة و مـاكـّرة لمّ يسـتـطع أنّ يخفيهـّا بـالـرغم من أنـّه ممثـّل نـّافس نـجوم هـوليوود في بـّراعـتهم ، يـرتدي سـروالّ جينـز و منشـّفة بيضـّاء على كتـفيه .
ذو شـّعـر بنـّي لامـّع مـصّفف بـعناية بـّواسـطة الـّراعي الـّرسمي لكـّل لرحـّلاته ' جـّل ' عـينيه نـّاعـستين بـلون الـعّشب الـنّقي و بّـشرته البـيضـاء الصـّافية من أي شـائبة ، جـسمّ قـوي و مـا الذي قـدّ تـريده الفتـيات آكـّثر من ذلك ؟
ابتـسـامة سـّاحرة و جـاذبية بـحـّتة مـعّ عضـّلات بـاّرزة و ثـّراء لا حـدود له إنـّه فـّارس أحـلام كل مـّن تـقع عينيها عليه ، فجـأة وقفّت أمـامه إمرأة لمّ تـكنّ تـّقل عنه بمستوى الجمـّال فـّشعـرها الأسود الـحريري انسـّاب بكـّل حـّرية على ظـهرهـّا و بّشـرتها الـبرونزية مـّع مـلامحها الفـاّتنة كـأنها حـّورية تـّسيـر و بذلك الـّثـوب الأحمـّر الذي انسدل على قـوامها بكل تنـّاسب و عنفـوان فـيـمكنّ الـقول عنهـّا .. مـلاك ، تـحدّثت بهمّس مثـير رغمّ أنه لا يوجد أحدّ غيرهما
ـ عـزيزي مـا رأيـك ؟
رمـّقها بـسـّخرية و لكنّ لم يستـطّع أن يـخفّي الإعجاب الذّي تـّرسله عيـنيه نـحّوها ففي وجـودهـّا هي و هّي فقـط تــّسقـط جـميع حـواجزه جـّانبـّا و تختـّفي كـّل مقـاوماته و خّبراته كـأنهّ طـّفل يـكـّابر لكـّنه يـريد و بـشدة الحـّصول على تـلك الـحلوى .
ـ تـبـدّين كـّفتـيات الـليّل إليـزابيث ،
اقـتربت مـنـّه و عـّلى شفتيها الحـمّـراوتين المتوكزتين ابتسـّامة بـّاردة .. قـبلته بكـّل جـرأة على خـدّه مـع انحـنائها استنشـّق رائـحة عـطّرها فإزداد ارتبـاكاّ ، رفّعت معـطّفها المّصنوع
من الفـرو و ارتـدته ثـمّ قـالت بخـّفوت و رقّـة
ـ شكـّرا حـبيبي
وقف بـعـّصبية و ارتـدى قـميصه على عـجّل رافـّضـا دقـات قـّلبه المـّسـعورة التـّي تنـّبض على صـوتهـّا النـاعـمّ ، قـّال ببـرود نـجّح في إتقـانه
ـ كـّل شـيء جـاهـز فـّهـل أنـّت مسـتعدة ؟
وضـّعت يديهـّا حـول خـّصـره و هي تـدركّ تـمام الإدراك بمـدى تأثيـرها عليـه فـهاهي رجـّفته تـنتـّقـل إليهـّا ، قـالـت بتـحـدّي
ـ طـّبـعا
/
تـوقفت شـاحـّنة كبـيرة عنـدّ ذلك المـبنى الـبّـالي فـخـّرج العـمـّال و همّ يحـملون الأثـّاث أخـذينه إلى الـدّور الـثـاني في الشـقة الـيمـنى، وصـّلت سيـّارة خـلفهم و خـّرج شـّاب منهـا . كـانّ شـعـره أسـود طـّويل قـليلا فـقط يـّربط معظمه و يـرتديّ قميصـّا أزرق مـعّ بـنـطّال أسـود و يـّضع نـظارات لتـحميه من أشـّعة الـشمس . رفـّع يـديه عـّالـّيا محـاّولا طّـرد الكـّسـل فجـأة ظـّهرت إمـرأة عـجوز أمـّامه من الـعدم لتـجّعله ينـدهش ، قـالت بصـرامة و هي تـلقـي نـظّرة مـقيمة له
ـ مـرحبـّا بـكّ في المـبنى و الحـّي بشـكّل عـام ، أنـّا السيـدة فـرانسيس زوجـة الـسيد فـرانسيس الـذّي قـمّت باستئجار الـشـقة من عـنده و أنـّا هنـا لأرحـّب بـكّ فقـط فأهـلا
ـ مسـّاء الخـير أدعـى ويـليـام دويـل يـمكنـكّ مـناداتي بـويل ، إنـّه لشـّرف لي لقـائكّ سيـدة فـرانسيس
ابتـسمـّت بخـّفة و قـدّ اعـجبتهـّا طـّريقته في الكـلام إنـّه لبـّق ، قـّـالت بفّضول كعـادتهـّا رامـّية صـرامتهـّا تـلك جّنـبا
ـ مـاذا تـّعمل ويـليـام ؟
ضـحكّ بـتوتـّر من سـؤالهـّا المـفـاجئ ثـمّ انـحنى ليـّقـبل يـدهـّا بـكل إحتـرام و هو على شـفتيه ابتسـامة وديـّة
ـ مـا رأي أن تـدعوني الآنسـة الجـميـّلة لكـّوب شـّاي كي نتـّعرف على بعضّنـا أكـّثر ؟
احـمّرت وجنتيـّها و هي لا تـنفـكّ تـرديد كمّ هـو لـطّيف و جـذابّ .. ثـمّ سـّارعت بإدخـّاله لشـّقتهـا كـّي تتحـدّث معـه أكثر بينمـّا تـركّ ويليـام مـهمتـه ألا و هـيّ الاشـراف على العـمال لتـرتيب الأثـاث لكّن لاداعـي فليـفعلوا مـا يشاءون .

إنتهـّى ـ أرجـّوا أنّ يكونّ قدّ حـازّ و لو على القـّليل من رضـّاكم
__________________
  #3  
قديم 12-27-2015, 11:32 AM
oud
 
الجـزء الثاني


غـّيـوم المنتـّشـرة في السمـّاء تعـّلن على قـدّوم عـّاصفـة محـمّلة بأمـطّـار مـدّمرة أمـّا القـمّر فقـد اختفى و
معـّه ضـوءه الـذّي يـنيـّر طـّرقـات لـندّن من بيـنّ ضـبابهـّا هو يّصـنع طّـريقـّا لجمـّيع سكـانها سـاعـة العـّـاشـرة ليلا
فتـحتّ مـاري بـواّبـة و على غـّير عـادتهـّا الـبـشوشة لمّ تـكنّ مبـّتسمة.
ثـّوبـّا الأحمـّر الـريفي قـدّ ابتـّل و عينيهـّا تـظّهـّران حـجمّ الـبؤس و الأسـى الـذّي يـّقبع بـدّاخـّل قّلبهـا، أخـرجـّت مفاتيحهـاّ لكنّ لارتـجّاف أصابعهـّا تسـاقطّت محـدثة ضـجة في ذلك المبنـى الهـادئ .
انـحنت ّ و رفّعتهـّا مجـددا ثـم أدّخلتها في ثـّقب المخصص لها
أغـلقت البـاب خّلفهـا بـشرود ثـمّ اتـجهت إلى الأريكة و جـّلست بينـمّا كـلام كـلير يـعـاّد من تـّلقاء نفـّسه
في رأسهـّا رافّضـا تـّركها و شـأنها
أن يـّفلس والدها هـو أمـّر اعتـادت عليه بـمرور الـسنين لكـّن لمـاذا فـّعل هـذا بـها ؟ و لمـّا لم تـّخبرهـّا فــلور ؟
ـ | اسـتمعي إلي جيـدّا ماري لأنني لنّ أقـول هـذا سـوى مـّرة واحـدّة فقـطّ ، لقـدّ أفـّلس والـدّك مجددا ل
كـّن هـذه المـّرة لا مـفّـر له من الـدّيون و أّصبح مدّينا لـنّا بمّا يـّقـارب 500 مـّليونّ دولاّر فـعّـرض صـّفقة
لتـنجيه غـّير أنهـا لّيست مـجّرد صـّفقة عـادّية ، إنـهّا تـّخصك أنـت مـّاري . فقـد ّعرض على آرثر أخي
بـيع أحدكمـّا أنـت أو أختك له مقـّابل تـركّه يدّفع نصّف الـديونّ و بمـّا أن الأمـّر هـكـذا فـأختـكّ كـلير
قـدّمت نفّسها لحمـّايتك ، و أنـّا قررت أخبـّارك لعلكّ تتصـّرفين في هـذه المـسـألة فـأنت قدّ لا تعـّلمين
لكّن أخّي آرثـّر متـّزوج و نحن عـائلة غـلوري لا نـريد خـروج الأمـور عن الـسيطرة |
رفعت هاتفها النـّقال بتـردد فمنـذ أن غـادرت المنـزل لمّ تتصـّل أحدهما بالأخـرى و كـّل ذلك
من أجـل سلامتها هي .. ضـغطت على رقـمّ بأصـابع مرتجفة ثمّ وضعته عنـد أذنهـّا ، لحظات
حتـى انتقـل إلى مسـامعها صـّوت هـادئ نـّاعم لم تـخفى نـبرة الحزن منه
ـ ألـو .. منّ مـعي ؟
بـّلعت ريقهـا مرارا و تـكّرارا محــاولة إخـراجّ صـّوتها و النـطّق بإسـمّ أختهـا التّي ضـحت بالكـثير و
لا تـزال تـّفعل من أجـل العـائلة فقط
ـ فـّلورا ، إنهـّا أنـا ماري ..
عمّ الـصمت في الجـّهة الأخـرى إنهـّا متـأكدة تماما مـّدى تفـاجئ فـّلور و مـدى رفّضها لمكـالمتها
لكـّن لا خيـار آخر ، فعـادت تـقول بإرتبـاك
ـ فــلور ، أنـا أعـلم
اكتـسى الغـّضب مـلامح فـلور بالـرغم من أنهـّا حـّاولت جـاهدة الحفـاظ على هـدوءهـا
ـ تعـلمين مـاذا مـاري ؟ أنـت تتصـلين بي الآن بـعدّ رحـيلك عنـّا فجـأة و تقولين أنكّ تعلمين ؟ تعلمين ماذا بالتـحديد ؟
قـالت بإندفـاع : لمّ يكن لدي خـيار سوى الـرحيل ، فـلور هيـا لا تـكوني هـكذا فـأنا فعلا لمّ أمتلك خيـارا آخر
، و هـذا ليس موضوعنا الآن .. فقـد أخبرتني كلير عن ديون أبي الـجديدة و عن الـصّفقة التـي عرضّها
أريـدّك أن تـ
فـلور بّصـراخ غـّاضب : تـريدين مني مـاذا بالـضّبط ؟ أن أتخـلى عنه كمـّا فـعلت أنت قـبلا ؟ أم أنّ
أهـرب بـدون وجـهة مـثـلك ؟ ، لا يـا عـزيزتي مـاري.. أنـا فـلور ،فـلور التي سـوف تفـّعل المـستحيل من أجل هـذه العـائلة ،
مـاري بإرتبـاك : فـلورا إستـمعي إلي من فـضلك ، أنـا أحـبك فـعلا و أريـدّك أن تمضي في حيـاتك فـوالدنـّا
لن يصـبح الأب المثـالي الذيّ تـحلمين بـه أبـدا و أظنك تـعلمين هـذا جيـدا لـذلك تـعالي إلي سـأرحب بـك
و لنـّعش مـعا ، نـحن لسنـا بحـاجة إليه فـهو لمّ يجلب لنـّا غـير المـشقة و التـعّب
تـنهـدّت فـلور بقـلة حـيلة من إختـها الـصغرى الـجـاهلة ، ابتسـمت بهـدوء ثـمّ قـالت و هي تـحاول
تخفيف من قلق مـاري الـعارم نحوهـا
ـ لا داعي ، أنـا بـخير و أفـعل هـذا برضا تـام . لا أريـد المـّقـابل لذلك لا بـأس
مـاري بـعصبية : أنـت لا تفـهمين ، سـوف أتـي و أخـذك حـتى إن رفـضت سـأجركّ إن اضطررت
لنّ أسمح له بتـدمير حيـاتك أيضـا .
فـلورا بـغضب : أخرسي تـبا لكّ تـفقدين المرء عـقله ، لا أريدّ إنقـاذك الـبطولي و لا حـضور فـخامتكّ العـالي
، أنـا أفـعل ما أشـاء وقتمـا أشـاء حينمـا أشـاء . لا تتـصلي بي و لا تـحاولي إلـغاء الصفقـة لأنني
لـن أسـامحكّ مهمـا حييت
ثـم أغـلقت الخـطّ ، تنهـدت بتعب .. فـلور عـنيدة و قـوية لكـن إلى متـى سـتدوم هـذه الـقوة ؟
هـزت رأسها طاردة هذه الأفكـار المـتعبة ثم وقفت و اتجهت إلى الثـلاجة فـتحتها و بثانية غـيرت رأيها
و أغلقتها بـكل عنف .

بـعد أسبـوع

كـانت مـاري نـائمة على سريرها تـحتضن دمية بين يديهـّا و تـّضع عـدة أغـطية فوقهـا لتـقيها من مـوجة
الـصقيع ، المـطر يتسـاقط بـغزارة و السمـاء مـّرعـدة بينمـّا الـغيوم متـراكمة بـكثـرة و الثـلجّ قد بـدأ
بالـهـطول منـذ نصّف سـاعة تقـّريبا
لا مـزاج لهـا لذهاب إلى الجـامعة فالـطريق مـقـطوعة على أية حـّال و لنّ يحضـر أحـد بمثـل هـذا الـجو
، فـمن المـجنون ليـخـاطر بـحياته من أجل محـاضرة تدوم لسـاعتين فـقط ؟
رنّ الـجرس فـجأة فقـطّبت و أسـرعت بـوضّع وسـادة فوق رأسهـّا حيث أن الأغـطية لمّ تـكفي لمّنع
تـّسرب الـصـوت المـزعـج إلى أذنيها. و عـندما لمّ تـيأس الـسيدة فرانسيس من المحـاولة وقفت ماري بانزعاج
، كـانت مـرتدية فستـانا أبيض اللون مع معـطّف و تـضّع وشـاحا حـول رقبتهـّا و تـرتدي أيضا جوربين طويلين
سوداء مع حـذاء منـزل وردي منـفوش بـطريقة أنثوية ، فـتحت الـباب بهـدوء و هي لا تـزال مغلقة عينيها
بالرغم من أن عـقارب الساعة تشير إلى التـاسعة إلا رّبع . قـالت بابتسامة
ـ صـباح الـخير سيــدة فـرانسيس .
تنحـنح ويـليام و هـو يـّرد الـتحية الصبـاحية عليها بـكّل لبـاقة مـانعـّا نفسه من الضـحكّ على هـذه
الفتـاة الـغـريبة ، أهي تـسير في نـومهـا ؟ لكـن و عندّ سمـاع مـاري ـ لصّـوت رجـولي غـير صـّوت
السيدة فرانسيس الذي اعتـادت سـماعه طـوال الـسنتين المـاضيتين ـ قـامت بـفتح عينيهـا على
وسعهـمّا ثـم صـّرخت بـّرعب و أغلقت الباب في وجهه متـناسية أساليب اللبـاقة أو أنوثة الفتيات .
ضّربت خـدها بـقوة لابدّ أنه الجـار الـجديد الذي لا تـّنفك سيدة فرانسيس ذكر محـاسنه
أسرعت بالـركّض نـحو الــحمام و غـّسلت وجهها ثـمّ أسنانها ، نـزعت المـعطّف و رمـته على المـكّتب
ثـم عـادت تـركّض نـحوه لـكن تـوقفت فـجـأة لتـعود إلى الحمام مجددا ، سـّرحت شـّعرها لكن لمّ يـنجح الأمـر
فـأخـرجّت قـّبعة بيضـاء من الـدولاب و وضعتها على رأسهـا ، لا أحدّ يضع قبعة على رأسه في المنـزل لكن هـذا
بنـظرها لا يـهم . فتـحت الباب له مجددا و ابتسـامة إحـراج تـعلو وجهها
ـ أحم أسفه ظننتك شخصـّا أخر ، أنــا مـاري روبـرت و أنـت ؟
ضـحك ويـليـام و لّم يستطع منع نفـسه هذه المـرّة ، مـدّ أصابعه نـاحية فمها و أزال بقعة معـجون أسـنان
و قـام بـتقديم صـحنّ به أجـمل الحـلويات المـّغرية التي رأتها ماري و قـال بابتسامة ودودة
ـ أنـا ويليـام دويـل تـّشرفت بمـّعرفتك آنسة مـاري و عـذرا لأنني لمّ أعرف نفسي سـّابقا
احمرت وجنتيها من الخـجّل و وضعت يديهـّا خلف ظهرهـّا دلالة على الارتباك كعـادتها ما إنّ تلتقي بالـغربـاء
لكن قـطّع هـذا الـجو مـرور الـسيدة فرانسيس و هي تـحمّل ورودا جديدة لتضعها في المـزهرية لولا أنهّا
توقفت عنـدما لمحتهما ، قـالت بسخرية
ـ مـاري ما هـذا الذي ترتـدينه ؟
نـظرت مـاري إلى نفسهـّا ملابسهـّا ليست مـرتبة لكنّ ليس بالأمـر الذي يـدعوا إلى الـسخرية و
ما الـعـمّل إن كانت التـدفئة قدّ تحتـاج إلى إصـلاح ؟ ، ابتسـمت ماري بضحكة و هي تـدور بخفة
ـ إنهـّا المـوضة سيدة فـرانسيس ، كيـف حـالك ؟
سيدة فرانسيس بغيض : لا أعـلم مـتى تـكبرين و لا أعـلم لمـاذا لا أزال أبقيك في المـبنى ،
صبـاح الخيـر ويـليام
ويـليام بـلطّف : أسـعد صـّباحك سيدة جورجيـا ،
سيدة فرانسيس بـفضول : ما الذي تـفعله هنـا ويليـام ؟
تنهـدت ماري بكـره من فـّضولها الذي لا ينتهي و دخـلت إلى المـطّبخ تـاركة البـّاب مفـتوحّ و هي تسـتمع إلى
حديثهمـّا ، وضـعت الحـلويـاّت على تـلك الطـّاولة الـّصغيرة التي تـكفي شـخصين فـقط .
تفـاجأت عنـدمّا دخلا كـل من ويـليام و السيـدة فرانسيس من الـباب ، إتجـها إلى الطـاولة و جّلسـا
بـكل راحـة على الكـراسي بينمـّا هي لا تـزال منـدهشة ، ليست مستغربة من سيدة فرانسيس فهي
تدخل شقتها بكل بـرودة أعـصاب و بدون إذنها في كثير من الأحيان لكنّ الجـار الجـديد أيضـا ؟
وضـعت أبريق الشـاي على الفـّرن ثـم مـا إنّ سمعت الصفير حتـى أخـذته و ملأت الفناجيل ،
جـلست على المنـضـدة تـستمع إلى أحاديثهما المخـّتلفة ،
ويـليـام بتعجب : أحقـا ؟ لمّ أكن أتـخيّـل أنـك يا سيـدة جورجيـا سوف تتـزوجي بهذه الـطريقة التـقليدية ،
أنـا أرفـّض هـذا المـبدأ
سيدة فرانسيس : لقدّ كـنت في الخامسة و الثـلاثين و لمّ يـكن لدّي الكثير من الوقت لأبحث عن فـارس أحلامي ، حينهـّا فـكرت هل أريدّ الـبقاء وحيدة ؟ ماذا إن لم أجـده ؟ لذلك قـّبلت فورا بعرض والدي
ويـليام : لكن و بالـرغم من هـذا ، ألا تتساءلين ما الذي كـان سيحـدث إن لم تتزوجي ؟ أعـني
إن كـنت ستقابلين نصفكّ الأخر ؟
ابتسـمت سيدة فرانسيس بهـدوء و قدّ لمـعت عينيهـّا بنـظرة حـّب و هيـام ، لمّ يسبـق لمـاري
أن رأتها على وجهها قـبـلا .
ـ لا لـقدّ قـابلته هو زوجي الآن السيـد فرانسيس بول ، الـرجّل الذّي انتـظرته طـوال حياتي و عنـدمّا
فقدت الأمل في إيـجاده ، كـان هو قدّ وجدني و بالـرغم من أننّا التقينا عن طريق والدينـا لكنّ لحـظة ما رأيـته
عـلمت أنه هو الـرجّل المـوعود
مـاري بـدهشة : أوه سيـدة فرانسيس من يـراك تتـحدثين عنه هـكذا لنّ يصـدّق أنكمـّا تتشـاجران طـوال الأيـام ليـل نـهار و بـدون تـوقف
رمـقتها سيدة فرانسيس بـحدة فضحكت مـاري و هي تـلف وجهها للـجهة الأخرى فقـالت الأولى بـغـرور
ـ طـّبـعا لنّ أريه حـبي لـكي يـغتر بنفسه و يذهب للـبحّث عن نسـاء أخريـات ، لا يـا عزيزتي هـكذا أفـضل
ضحك كـّلا من ويـليـام و مـاري عـلى كلامهـّا و وجهها الذي انقلب ورديـا عنـدمـّا وجدت سيد بـول يـّقف خلفهـّا ،
وضـع يده على كتفهـا و قـال بـكّبريـاء
ـ أنـا أعـلم و لا داعي لقـولها فـأنا أسـمعها كل يـوم من نـظراتك التي تنـطّقان عشقـا و هيـاما بي
مـاري بـمشـاكسة : تـمّ كشـفك
نـظرت إليهم السيـدة فرانسيس بإحـراج كبيـر ثـمّ وقفت و مشـّت من أمـامه بكّل شـموخ قـائلة
و الـجدية تـّغلف كلماتها
ـ أسـرع و أسقي الـزهـور بـدّل الـثرثرة أيهـا الـعجوز الكهل
زفـّر بـول بـغّيض منها و من عنـادهـّا الذي و بالـرغم من مرور الـسنين لا زالت تـحتفـظ به ثـمّ تبعهـا ،
جـّلست ماري مكان سيـدة فرانسيس مـكملة ارتشاف الـشـاي بـكّل بـطئ فقـال ويـليـام بـلطّف
مكمـلا نقـاشه
ـ مـاذا عـنك مـاري ؟ تـقليدي هو أمّ عن حـّب و هيـام ؟
ابتسـمت مـاري بـخجل حيث أنهـّا لا تـزال غـّير معـتادة عـّليه بينمـّا لا يبـدوا على ويـليام التـوتّر إنـّه إجتمـاعي ،
أجـّابته بنـبرة حالمة تـسمـّع كلمـّا تـكلمت عن فارس أحلامها المنتـظر
ـ لا يـهم فـأنا إنّ أحببت سوف أحب بّقوة و سوّف لن أدعه يّفلت حتى و إن تـركّني سـأتبعه ، و سـأنال
حّبه بكّل جدارة
قـطّب ويـليـام و قـّال مـازحـا : أنـت تـبدين كـمتـرصـدة بـكلماتك هـذه يـا ماري ، أنصـحكّ إلا تقوليهـا
أمام أي شـاب و إلا سـوف يـّفر هـّاربا
مـاري بإرتبـاك و إحـراج : لا لسـت كـذلك بـل حسنـّا أنـت قد أخطــأت في تفـكيرك ، أحم ثـمّ لمـا لمّ تـهرب الآن ؟
ضـحكّ ويـليـام بـّقوة و قـدّ دمـعت عينيـه من شـدّة سـذاجتـهّا أو لنقّـل غـبائها ،
إنهّا غـريبة الأطـوار و لمّ يسـبق له أن إلتقى بـفـتاة مثـلها ، تتحدّث بصراحة عن رأيها و تخـجّل كل ثـانية
قـال بـود و هو يـّغمز
ـ لا أنـا مختلف عن كل الشباب ،
إحتقن وجهها بلون الـدّماء و تصـّاعد الـبخار من أعلى رأسهـا فوقفت بتـّوتر ليسقـط الكرسي الذّي خـّلفها ،
تلعثمت قـليلا ثـمّ ضحكت بـتوتر و استدارت للخلف قـائلة أنها سـتجلب وشـاحها فإصـطدمت بالـثـلاجة
لتسقط أرضـا و لمّ يـتوقف ويـليام عن الـضحكّ حـتى لثـانية ، جـّلس على ركبتيه و سـاعدها على الـجلوس
أيضـّا ثـمّ قـال بخفة
ـ أنـت ، لا خـّبرة لكّ أليس كذلك ؟
صّرخت ماري بإحـراج : غـير صـحيح ، أنـا لدي
لكّن عينيهـّا لمّ توفقانها الرأي فهمـّا تفضحانهـّا دومـّا ، بينمـّا تـّعجب ويليـام من ذلك لقدّ قـال جمـّلة عـادية
مـازحا مـعها كمّا يّفعل عـادة مع رفيقـاته لكنّ هي مـختلفة فـّعلا ، بالـعشرين من الـعمّر و لا خـّبرة لهـّا في لـندن ؟
هـذا عـجيب لكن آثـار إعـجابه ، مـدّ يده نـاحيتها ليّصافحها
ـ أنـّت غـريبة و أنـا أريدّ أن أّتعرف عليك أكـّثر لذلك مـا رأيـكّ أن نصـّبح أصـدقاء مـاري ؟
ـ لا أعـلمّ ماذا تـّقصد بالـضبطّ فـأنت الذّي تبدوا غـريب الأطوار بـالنسبة إلي لكـّن حسنـّا ، إنهّ لشـّرف لي .
ابتسـم ويـليـامّ و وقف ليـّرفعها و تّقف هي الأخرى أيضـّا ، كـانت لا تـزال تـّشعر بالـخـجّل لكـّن بدأ بالتنـّاقص
. قـال فجأة
ـ مـاري ألدّيك صـديقات يشبهنك ؟
ـ لا ، كـلير لديها شـّعر أشقر متموج و طـّويل أمـاّ فـلور فشّعرها أحمـّر ناري كأعـصابها المفلتة
و كلتـّاهما أكثـّر جمـالا لكن لمـا ؟

ضحك ويـليـام و هو يـّربت على رأسهـّا ، يـالها من طـّفلة ..
__________________
  #4  
قديم 12-27-2015, 11:34 AM
oud
 
بـعد مرور أسبـوع آخـّر - الجزء الأول

كـّـانت جـّالسة في مقـهى قـريب من المـركّز التجـّاري ، تـّشرب قهـوة سـوداء سـّاخنة لتنشـطّ عقلـها قـليلا فلقدّ
مـّر يـومين لمّ تستـطّع النـوم و هي الآن مـّواصلة لثـمانية و أربعين سـاعة فـمنّ الطـّبيعي أن تـظهر تـلك الهـالات الـسوداء
تحـّت عينيهـّا أمـّا وجهها فـكّان شـاحّبا للغاية
، تنهـدّت بشرود و هي تـحركّ المـلعقة
فـلورا رفـّضت أن تستقـبل إتصـالاتها و لمّ تجّب أيضـا على رسـائلها ، إنهـّا خـائفة .. خـائفة جـدّا من إتـمام هـذا العـّرض
، لأن فـلور ستعاني بكّل تـأكيد فـعائلة غـلوري لنّ تقبل بهـّا و هي لنّ تـهنئ في عيشهـا أيضـّا
مـّاري تـّرغب و بـشدّة في الذهـّاب و إنقـاذها من بينّ بـراثـن والدهـّا لكنّ و في نفـّس الـوقت هي مـّـرتعبة و
بـغاية الـرّعب من مقـّابلته مجددا ، ما الذّي سـتفـعله ؟
لا تـملكّ المـال لسـدادّ الـدين و لا الجـرأة لمـّقابلة والدهّا مجـددا ، هـذه هي مـّاري الـطّفلة التّي دومـا مـا
إنّ تتفاقم الأمـور حتى تفـّر هـاربة تـاّركة كلّ شيء خـّلفها و هـذا مـا اعتادت فـلور على قـوله لهـّا .
وضـّعت رأسهـّا على الـطّاولة محـّاولة الحـّصول على بّعض الهـدوء ، لكـّن و من أينّ تـأتي الـسكينة و الطمأنينة
عنـدّما تـوشكّ فـلورا على رّمي نفسها في الهـاوية و بكّـل برودة أعصاب أيضا . فـمـّرت نصّف سـاعة و هي عـّلى حـّالتها تـلكّ ، مـغّلقة عينيهـا
صـّوت سـقوط شيء و ضحكّ إنتقل إلى أذنيهـّا ممـّا جـّعلها تـنزعجّ قـليلا ففتحّت عينيهـا الواسعتين لتنـظر إلى هـذا الشـخّص
الذّي يتسبب بكـّل هـذا الإزعاج ، كـّان شـّابا ربمـّا في نهاية العـّشرينيـات يـرتدي بـذّلة رسمية بـكّل إهمـال ، شـعّره البني مصّفف
بعـناية و يبدوا من النـظرة الأولى أنهّ زيـر نسـاء لأن و بجـاذبيته هـذه يستـطيع الحـّصول على كل شيء فهاهي النـادلة الأكثر جمـّالا
في المقهى تقتّرب منه محـّاولة
أخـذّ رقمّ هـاتفه و هـا هو يـجيب نـدائها بغـمزة من عينيه اللتين بلّون العـّشب ، همسّ بشيء ما في أذنها فأخذّت تـضحك بكّل راحة
و غـادّرت مـّبتعدة
، سمـّعت صـديقه يـّقول بـإحـباط
ـ تـّبا لا أمـتلك المـّال الآن سـّوف أعـطيك المـّبلغ عنـدّما أتقاضى راتبي الشـهري ،
ـ هـذّا لكّي لا تتحـداني في المـّرة القـادمة لأنني لا أهـزمّ ، إنّ أردّت فيمـكنني إعـطائكّ رقمـها فهي تبـدوا سـهلة المنـال على أية حـّال .
ـ من يـرى تصّرفاتك المـستهترة لنّ يصـدّق أنكّ سوف تتـزوجّ، إنــكّ فـعلا مخـادّع كايل ألا تـخاف أن تـّعلم خـطّيبتك ؟
ـ لا بـأس ما دمتّ ألم أقلّ نذور الزواج ّبعد .
وقفّت مـاري أمـامهّما فجـأة و الغـّضب يـعتريها ، إنهـّا غـّاضبة لأنهّ يـذكّرهـا بآرثر الذّي يـّرغب و بالنـّيل من أختهـّا فـلور ، لكّن على
غـّير النـادلة فهي لمّ تـذهب إليه بقـدميهـّا من أجّل إعـجاب بـّل لهـدّف أسمى و غـّاية أسمـى أيضـّا ، وجـهت إصـبعها نـاحية
المـدّعو بكايل و قـّالت بـعصبية شديدة
ـ أنـت ، من تـّظن نفـّسك لتـّلعب بقـلوب النسـاء ؟ أتـظن أنه لـدّيك الحـّق لفـّعل ذلك بـمجّرد أنك ّ تمتلك الـقليل من الجـاذبية ؟
أيهـا الأخـرق عـديم الإحسـاس لتشـكّر الله أننّي لا أعـّرف خـطّيبتك فـّلو كـّنت لذهبت و أخـّبرتها فـورا لتتـركّك،
لا أصـدّق أن شـخّصا مثـلك مقّبل على الزواج . هه مـّغفل
وقف كايل بـهدوء و هو يّصر على أسنـانه رافضّـا فقـدّان أعـصابه ،
جـذّبها من يـاقة قـميصهـا ليـظهر قـصّر قـامتها إلى العيـان ، قـال بـحدّة
ـ لا أظنـك تـّعلمين مع منّ تـتحدثين يـا طـّفلة لذّلك يـجّدر بـكّ الاعتذار و المـغادّرة على الـفور مـا دمـّت لا أزالّ محتفـّظا
بآخر ما تـبقى من هـدوء
زمـّت مـّاري شـفتيها بعـّصبية و دّفعته على الطـّاولة فـّسكب الـعصير فـوّق مـلابّسه التّي تبدوا باهظة الـثـمن
، وّضعت أصبعها أمام عينها ثـم أخـرجّت لسـانها بكّل سخرية كأنها تـّثبت له بأنهـّا فـعلا طـّفلة

ـ مـغفل أخـّرق ، إنّ رأيتك مـّرة أخرى مع زوجتكّ فـسوف أحـّرص على إخبـارها أيهـّا الأبله عـديم الإحسـاس .
استدارت إلى الخـّلف و ركـّضت بأقـصى ما تـمتلك من قـّوة ، حـّالمـّا إستعاد كايل تـوازنهّ صـّرخ بـّحـدّة و هـّو يـّراها قـدّ
إبتعـدت كثيرا عن مـناله
ـ أيتهـّا السـافـّلة ، تـأكـدّي أنني لن أتـرككّ تـنجين بـّفعلتك
إختبـأت مـّاري خـّلف زقـاق في زاوية حـّيث لا أحـدّ يستـطيع لمحّها ، جـّلست مـهـدأة نبضات قلبهـا المـجنونة مستـّغربة من
فـّعلتها الغـّير اعتـيادية تـلك . زفـّرت بغيض كل هـذا بسبب فـّلورا ،
/
وسـطّ تـلك الـغّـرفة المـّظلمة حـّيث لمّ يستـطّع نـور الصـّباح الـتّسـلل بـالـّرغم من تـلك ّ النـّوافذّ الكـّبيرة التـّي إحتـّلت مـّعظم الجـدّار
، فـّي ذّلك الـّسرير كـّان نـائمـّا و أنفـاسه المـضـطّربة هي الـوحيـدّة التـّي تـّدل على وجودّ كـّائن حيّ قـدّ يعيش بـهذا الـسكون المـخيف ،
شـّعره الأسـود الحـّريري قـدّ التصّق بـجبهته من شـدّة تّعـّرقه أمـّا وجـّهه فـكّان شـاحّبا لا أثـّر لـدّم به ، يبـدّوا و كـأنه يلفظ أنفـّاسه الأخيـّرة
بجـّانبه جـّلس شـّاب يـمسكّ بين يـّديه منـّشفة يـّضعها بكـّل إحـكام على جـّبهته و هو يتـأسف على حـّالة التـّي وصـّل
إليهـّا صـدّيقه الـوحيد ، إنهّ يـتألمّ لكّن لا يستـّطيع مسـاعدته سوى بـوجودّه جـانبه و هّل هـذا يـنّفع في حـّالته ؟
أمسـكّ الـشّـاب المـّريض بـطّـرف الـّسرير ثـمّ جـّلس بـما تـّبقى من قـّوة لديه ، فـأسّرع صـدّيقه نـاحيته و هو يثّبته بـعدّ أن وّقف
، قـّال بـنبرة قـّلقة
ـ ما الذّي تـظن نفسكّ فـاعلا في حـّالتكّ هـذه ؟
ـ إبتعـدّ عـني ، سـأذهّب إلى الـعمـّل
ـ هـل أنـت مـجّـنون ؟ لا لنّ أتـركك ، العـمـّل ؟ سـوف تـخّر سـاقـطّا ما إن أنـزعّ يدي من على كـّتـفيكّ و تـّقـول العـمّل ؟ لا مسـتحيل لا
ـ أنـّا لمّ أطـّلب رأيـكّ ،
ـ أريـدّ مصـلحـتكّ و أنـت أدرى بـذّلك فـلا تـجّعلني أستـعـمّل العـنّف لتستـّلقي هـذه المـّرة على الـسـرير إلى الأبد .
رفـّع مـعطّفـه الأسـودّ ثـمّ وضّـع وشـاحه حـّول عـنقه و إرتـدّي حـذائه بكل صـّعوبة ، نـّظر بـواسـطّة عينيه الـحـادّتين الـدّاكنتين
نـّاحية صـدّيقه و ابتسـمّ بـكّل بـرود ، فتـحّ بـاب الـشّقـة و خـّرج وسـطّ تـلك العـّاصفة الــثـلجية ، ضـّاربـّا مـّرضه و الجـّو عـّرض الحـائط
اصطدمت بـه فـتاة كـّاد أنّ تـسقطّه لولا أنه تـماسكّ في آخر لحـظة ، اعتـذّرت بأسـف حقيقي ثـمّ ركـّضـت إلى الأعـلى بينمـّا
أكـّمل هو طـّريقه نـاحية الأسـّفل غـير مـّعير مـا قـّلق صديقه أي إهتمـام
__________________
  #5  
قديم 12-27-2015, 11:35 AM
oud
 
خـّطوة نـحّو الـحـّرية ـ الجزء الثاني



ثــالثـّة مسـاءا ـ يـومّ الثـلاثـاء الـرابـعّ عشـّر من شـّهر أكـتوبر ،
لقـدّ انتهـّت أخـيرا من حـّزم حـّقيبة ظـّهر تـلكّ الـتّي إستـّغرقت منهـّا أيـامّا
ليّس لتـّرتيبهـّا و إنمـّا لإيجـاد الـشجـّاعة بالإقـدام على هـذّه الخـّـطوة الـجريئة
مـّرتـدّية جـوارّب طـّولية سـوداء الـلونّ مـّع تنوره حمـّراء قـّصيرة تـّصل إلى أعـلى
ركّبتيها بقـّليل و قميصـّا قـطّنيـا أصـّفر بـّاهت مـّع قـّبعة حمـّراء ، وضـّعت حّقيبتهـّا
على ظهرهـّا بعـّزم ثـمّ نـّظرت في المـرآة
شّـعرهـا الـّبني لا يـزّال غـّير مسـّرحـّا بـطّريقة يـطّمئن لهـّا قـّلبـها لكّن لا وقـّت لذّلك
، أغـّلقت باب الـشّقـة بالمفتـّاح ثـمّ نـّزلت إلى الأسـّفل فإلتقت بـطّريقـها الـسيدة فـرانسيس
الـّتي استـوّقفتهـّا حـّالما رأت حـّالتها الـغّريبة
ـ مـّاري ، ما الـذّي تـّفـعلينه ؟
ـ سيـدّة فرانسيس ، قـدّ أغـيب ليّـوم أو ثـّلاثة لـذّلك إهتـمي بالشـّقة أثنـاء ذّلك
ـ لكـّن إلى أيــّن أنـت ذاهــّبة ؟
ـ لأخـتّي فقـدّ دامــّت سنـوات منـذّ لقـائنا الأخير لهـذا قـدّ أنـّام لـدّيهـا ،
أومـأت سيـدّة فرانسيس بـالإيـجّـاب و كـادّت أن تـغـاّدر لولا
أنهـّا تـوّقفت فـجأة لـّتـعود إلى مـاري الـتّي لا تـزّال في مـكّانهـّا ،
قـّلت بسخـّرية
ـ لقـدّ أخبرني ويـّليـام أنّ لدّيه حـّفلة في نهـّاية هـذّا الأسـبوع و هو
لا يـزّال متـّرددا بـشـأن الفتـّاة الـتّي سوف يـّصطـحّبها مـّعه لـذّلك رشـحّتك
، لعـّلك قـدّ تـجدين رفيقـّا هنـاكّ و إلا سـتّبقين للأبد وحيـدة
إحمـّرت وجنتي مـاّري من الخـّجل و صـّرخت بـكّل إحـراج
ـ أنـّا أمتـلكّ رفيـّقا ، فـعلا لمـاذا لا تصـدقونني ؟
سيدة فرانسيس بـّسخرية عـاّرمة :
ربمـّا لأنكّ لا تمـلكيّن واحـدّا صـدّقـا
زفـّرت مـاري بـّغيض و ركـّضت مـّسرعة خـاّرجة من المـّبنى بـأكمله ،
فليّس لدّيهـا الـّوقت لتتبـادّل الأحـاديث الـودّية أو المنـّاقشـات العقيمة
مع جـّورجيـّا لأنهـّا و الآن على وشـكّ أخـذّ أكـبر مـغـّامرة في حيـّاتها
، و للمـّرة الأولى استجمعت شجـّاعتها فقطّ لآجّل و من أجـّل فـلورا
/
تـّوقفت الحـّافلة عنـدّ مـحـّطة قـدّيمة لا أثـّر للحيـّاة بهـّا ،
الـجّرائـدّ مرمـّية في كـّل مـّكان و الـّريـّاح تـّهب بشـّدة جّـاعلة الأمـّر يـبدوا كمـّا
لو كـّأنـّه فـّلم رعـّب ربمـّا هـذّا من وجـّهة نـّظر مـّاري فبالرغم من النـّاس
الأقـلة الذّين يـّسيرون ، هـّي لمّ تـّرهم
بـّلعت ريّقهـّا مرارا و تـكـّرارا بينمـّا قـدّميها تـّرتجّفان من شـدّة التـّوتر
و الإرتبـّاك فـكّل الـشـجّاعة قـدّ ذهبت أدراجّ الـريـّاح كـتلك الـجرائد تمـّاما ،
وقفـّت أمـّام منـّزل هـّادئ ، أنـواره مـّضـاءة و لا أثـاّر للحـّركة به ..
تـّراجعّت للخـّلف ثـمّ فتّحت فمهّـا لتـدّخل أكـّبر كـّمية من الهـواء تـّستطيـع حمّلها ،
هـل تسرعت في قرارها يا ترى ؟ لكن لا مـجّال لتفكير في حـّل آخر خصـّوصـّا
أنهـّا لا تـّعلم متـّى يـتّم توقيع العـّقد ، و لا مجـّال لـعـودة أيضـا بـعد قـطعها كل هـذه المسـافة
تـّقدمت ثمّ طـّرقت الباب بـّخفوت ، لمّ يجّب أحد فـّرنت الجـّرس ..
إنتـظّرت قـليلا ثمّ فتح البـاب على مصـّرعيه ليـظهّر رجـّل جميـل
المـظهر في الأربعينات من العـمّر ، شـّعره البني الذّي تخللته خـّصلات بيضـّاء
و جسّمه قـّوي البنية ، تـوترت مـّاري و كـادّت أن تـهّرب ربمـّا لأنهـّا خائفة
و مـّرتعبة من عـدّم تقّبلهما لهـّا من جـدّيد و ربمـّا حـنيّـنا و إشتيـاّقا لتـلكّ
الأيـامّ التّي بـالرغـمّ من سـوادهـّا إلا أنهـّا كـّانت أفـّضل ذكرياتهـّا فـلا تمـّلك
سواها شاءت أم أبت ، ارتجّفت شّفتيها و هي تقـول بهمس
ـ مـرحبـّا والـدي
نـظّر إليـها جيـدّا من الأسـّفل إلى الأعـلى ، تلكّ النـظّرة تـّعرفها مـّاري تمـّاما
.. حينمـّا يوشكّ على تـّوبيخـها ، عنـدّما تمتـدّ يـدّه لتمسّك شـّعرهـّا و يـّقوم
بـضّرب رأسهـّا على الجـدّار بكـّل مشـّاعر حـاّقدة ، هل سيـّفعل ذلك الآن ؟
بـالرغم من أنهـّا تـّبلغ العـّشرين هـّل سيـّضربها ؟ ، دّمـعت عينيهـّا ضـّعفـّا
و قـّالت متلعثمة
ـ لقـدّ عـدّت
ضـحكّ بـسخرية ، تـلكّ الفـّتاة لمّ تتغـّير أبـدا .. ظـنّ أنهـّا ربمـّا و بـّرحيـلها
سـّوف تكتـّسب قـّوة شـّخصية و ستـّصبح لا تـّخشى شيئـّا لكـّن لا زالت نـّفس
الـطّفلة الخـّائفة فقـطّ من نـّظراته ، قـّال بـبطء
ـ من أنــت ؟
ـ مـ مـ مـاري
ـ حـّقـا ؟ و لمـاذا عـدّت يـا مـّاري ؟ لأنـكّ سـمعت بإفـلاسي و أتيت لكـّي تتشـمتي بـّي ؟
بـوالدكّ العـزيز الـذّي أحسنّ تـّربيتك و في المـّقـابل رحـّلت و تـرّكته وحيـدّا
بـدّون إهتمام لمـّا قـدّ يـحدّث له ؟ أليـّس هـذا مـا أعـّلنته عنـدّما رحـّلت ؟
أنـّه لمّ يـعدّ لكّ عـلاقة بي ؟
لهـجّته الـغـّاضبة جـّعلتها تـبكّي بـكّل ضـّعف ،
و بـالرغمّ من دموعهـّا التي شـّقت طّريقـّا نـحوّ خـدّيهـّا أجـّابته بـنـّبرة متحشرجة ،
كـّل مـا تبقى من شـجّاعتها
ـ أنـّا هنـّا لرؤية فـّلورا بـشـأن الـصفّقة
ـ أهـا إذنّ هـل أتيت لتـحلّي مكـان فـّلورا ؟
بـّلعت ريقـها خـّائفة من فـكّرة عـّرضهـّا لآرثـر ، ليتهـّا لمّ تـّعدّ إنهـّا ليست نـدّا له فـلماذا
لمـاذا أتـّت ؟ مـا دمت تـرهبه لهـذه الـدّرجة لمـّا ؟ أحكـّمت على قـّبضتهـّا
ثـمّ قـالت بـّصـراخ
ـ أنـّا هنـّا لأنـقـّذهـّا من مـخـّالبك ، سـوفّ نـّهرب و لنّ تـرانـّا مـجـ
دوى صـّوت صـّفعة في المكـّان كـالـصدّى لتسـقطّ مـّاري بـكّل دهشة و هي تـنـّظر إليه ،
إنهّ لا يـزال يـكّرهها لـجّرم لمّ تـّرتكـّبه .. حـّتى بـعدّ أن مضـّت سنتين هو لمّ يشـّتق إليهـّا
و لمّ يمنـّع يده من أن تمـّتد نـّاحيتها فـّي هـذه الدّقائق الـّقليلة التّي مضـّت ، تؤلمهـّا الـضّربة
فـّعلا لّكن لّيس كسـّهم الذّي أوجّع قّلبهـّا لحـدّ الثـمالة ، قـّال بـحدة
ـ لا تـحـّاولي أخـذّ فـلورا منـّي فـلوّ فـعلت سـّوف أقـوم بـّقتلك و لنّ أهتـمّ ،
أسمـّعت أيتهـّا الحـقيرة ؟ لقدّ قـّلت لكّ قـّبلا و سـّوف أقـول لكّ هـذا مجددا لـّعلكّ نسّيته ،
أنـّا لا .. بـّل نحن لا نـّريـدّك كـجزء من الـعائلة و إن تـجرأت يومـّا مـّا على الإتصـّال بـفلورا
فـثـّقي أنـها سـتكون أخر مـّرة تـّسمعين صّوتها، حـّقا سيـكون يومّ فـّرحي عنـدّما يـّتم الإعلان عن مـّوتك
وقفـّت بـّسرعة عنـدّما رأتّ أختهـّا تـّقف من بـعـيدّ عـلى سلالمّ ذلك المنـزّل
و عينيهـّا قـدّ امتلأت بالـدّموع ، أمسـكّت يـدّه بـكّل ذل و هي جّالسة على ركبتيها
بينمـّا الخـّوف قـدّ كسى كـّيانها بأكمله
ـ لا أرجـوك لا .. إلا فـّلـورا ، إلا فـّـلورا .. فـّلـورا أرجـّوك لا تتـخّلي عني ،
فـّلورا أنـّا أحـبكّ أرجـّوكم لا ذنب لي ، فـّلورا أنـّت تـّعلمين أنني بـريئة .. فـّلـورا لا تتـركني
ركـّلها على بطـّنها فـسـقطّت بألم على الأرض ، لمـاذا فـّعل هـذا ؟ إنهـّا لمّ تـّقـل سوى الـحقيقة و
الحـّقيقة فـقط فلماذا يـّعاملها بـهذه الرداءة ؟ كـأنها ليّست ابنته ،
أسرعت فـلورا نـحوها و أمسكّتها من ذراعها بكـل صدمة
ـ لماذا تـّفعل هـذا والدي ؟ مـّاري لقد عـادّت أليس هـذا مـا أردّته ؟
ـ أردّت عودتها لفـّعل هـذا بهـّا ، أدخلي فـلورا بـّسرعة
نـظرت فـلورا نـّاحية أختهـّا الـصغرى بـّقـلة حـيلة ثـمّ تنهـدّت و هي تـعود خـّائبة إلى المنـزل ،
إبتسـم جونـاثان ببـرود و إنحنى لـيربتّ على رأس مـّاري بلطـّف لـيّقول بسخرية
ـ إنّ أحـّضرت 500 مـّليون دولاّر إلي سـوفّ أسـامحّك و قـدّ أختفي من حيـاتك للأبد ،
ألـيس هـذا مـّا تـردينه ؟
ضحك بـّقوة ثـمّ دّخل ليـّغلق الـباب بكـّل قـوة في وجههـّا ، بـّقت هنـاك لـسـّاعتين ..
جـّالسة في نفـّس المكـّان تنـظر إلى نفـّس الـبّقـعة ، يـّاله من تـّغير في الأحـداث ..
وقفت بـصّعـوبة ثـمّ ابتـسمـّت و الحـزنّ على محياها ، همـّست بـشرود
ـ لـو أمـّي هنـا مـاذا كـّانت سـّتـفّعل ؟ أتساءل ؟
/
أخفـّضت ستـّار الـنـافذة عنـدّما رأتها تـغـاّدر ، اتجـّهت إلى سـريرهـّا
ثم جـّلست عليه بـقّلة حيلة كعـادّتهـا ، ألمّ تـخّبرهـا ألا تـأتي ؟ ألـمّ تـّقل لهـّا أنهـّا
ليست بـحّاجتها ؟ تـلكّ الـطـّفلة الـغّبية بالـرغـمّ من خـّوفهـّا إلـا أنهـّا أتـّت و
وقفـّت في وجـّه والـدّهمـّا ، بالـرغـمّ من أنّ سـاقيها كـاّنتـا ترتجفـّان بـشدّة و
كلمـّاتها المـتّقـطعّة و وجـّهها الـشـاحّب ، هـّي نـّظرت إليه و قّـالت مـا تـّريده فـعّلا .
تنهـدّت و استـّلقت لتـوجه عينيهـّا الـزرقـاوتين نـحو الـسـّقف بـكّل شـرودّ ، يـّا تـرى
لو والدّتهمـّا لا تـزال هنـّا هـّل كـّانت سـتـّلومهـا لـّترك أختهـّا الـصغرى وحـّدها في
هـذا الـعـالم ؟ هـّل كـّانت لتـّسـامحهـّا على خـطـأها هـذا ؟
استـدارت إلى الجـّهة الأخرى و قـدّ بـدأ رأسها يـؤلمـّهـّا من شـدّة التـفكـّير ،
مـاذا عن مـّاري ؟ تـلكّ الـطّفلة لمّ تـكّبر كيـّف سـتّواجه أمـّر عيشهـا وحيـدة
و هي تـّخاف من ظلها ؟ هـّل ستسـامحّها على تـركّها ؟
ابتسـمّت بـهـدوء ، طـّبـعا سـتّفـعل
/
في أحـدّ النـوادي الـّليـلية حيـّث كـّانت صـّوت المـّوسيـقى الـصـّاخبة يـعـمّ المـكّان
و النـّاس تتمـّايـل ذات الـيمين و الـشمـّال بـكّل سـعادة ، بينمـّا ذلك الـشـّاب ذو
الشـّعر الأشـّقر الحـّريري المـّربوط خـّلف أذنيه و بـأذّنه اليسرى حـّلقة صـّغيرة سـوداء
تنـّاسب شـكـّله .. يـّضع قدّما فـوّق الأخـّرى و قـدّ فـتحّ أزار قـمّيصه الـعّلوي
بـكّل ضـّجر من شـدّة الـحرارة ، كـّانت مـعظم النـّساء تنـظّرن نـحوه متمنـّيات
و لـّو لمـحّة من عـّينيه الـناعستين الجـاذبتين لكـّنّ لمّ يـبالي هـذّه المـّرة فـمـزاجّه مـتّعكر
و لا يسمـّح بالـلهو هنـّا و هنـاكّ
سمـّاعة لا تـزال تـّرن و تـّرن لكـّنه يـأبى الـردّ ، ذّلك الأحمـّق المـّغـرور ..
ألهـذه الـدّرجة يمـنـّعه كبـريـاءه الـعتيد من إظـهـّار ضـّعفه لصـدّيقه الـوحيد ؟
زفـّر بـغّيض و رمـّى هـّاتفه على الـطـّاولة بـكّل عـّصبية ،
إنّ رأى وجـّهه فـسـّوف يـتـأكدّ أنّ يـلكمه بـأقصى مـّا يمتـلكّ من قـّوة
لـّعله يـّصحو من هـذّه الحـمّـاقة التّي أصـابته و هـاهي أمنـّيته قـدّ تـحـّققت فقـدّ دخـّل شـّـاب
ذو شـّعـر أسـودّ حــريري ينـّسدل على جـّبهته بـكّل حـّرية أمـّا عـينيه الحـّادتين فـكّانتـّا تنبئان بمدى
خـطّورته ، طـّريقه سيـّره تنـّب عن الـّثقة المطـّلقة و الأهـمّ نـظّرة الكـّبـريّاء الّتي عـّلت مـّلامحـّه ..
بـرودّة ، حـدّة ، غـّرور ، كبـّريـاء و ذكـّاء ، إتجـهت إليه جمـّيع أعين النـاّس يتهـامّسون حـّوله .
سـحّب الكـّرسي و جـّلس فقـّال الـشـّاب الآخر بـّسخرية
ـ أخيـرا قـّرر الـملك الـظـهور ، كـّيف حـّالك الآن؟
لمّ يـجّبه بـّل طّلب من النـاّدل كـأس شّـرابّ قـوي ، ثـمّ التفت نـّاحيته ..
رغمـّا عن كـّل هـذه الـّصفات التي رآها العيـّان هو الـوحيـدّ الـذّي يـرى فعـّلا مـا بـدّاخله ،
قـّال بإبتسـامة كـّسولة بـّاردة
ـ أحســّن ، إذّن هل وجـدّت حثـّالة أخرى تتسـّلى بهـّا في ظـّل غـّيابي القـصير؟
ـ مـاذا ؟ لقدّ جـّلست هنـّا كالمـّغفل أنتظـّرك لمـدّة سـّاعة ، دّعنـّا من هـذّا .. كـّيـف أحـّوال العـمـّل ؟
و مـّا أخـّبـاركّ فـعلا ؟
نـّظر شـّاب ذو الـّشعر الأسود نـحّو صـدّيقه بـحدّة كـأنهّ يـّحـّذره بـتـّخطيه حـدّوده معه و لمّ يجـّب على
سـّؤاله التـّافه بـرأيـه ، أتـى النـاّدل بـّشرابه المـّفضل فاحتساه بـّرشـفة واحدّة
و أخـذّ يـّقـّلب الكـأس بـيّن يدّيه و الـضجـّر يـّعلو وجـّهه
ـ أنـّا مـّستمع جيـدّ كمـّا تّعـلم ،
ـ ويـّل مـّا رأيـكّ أنت تّغـلق فـمكّ لـبّرهة فـأنت تـبدّو كالنسـّاء بـّثرثـّرتك هـذّه لذّا إخـّرس
زمّ ويـّليـام شفتيه على مضض متقـّبلا مـزاجّه العـكّر بـّرحابة صـّدر فقـدّ
وضع يـدّه حول كـّتف صـدّيقه و قـّال بابتسـامة جـذابة أطاحـّت بـّعظم النـّساء
ـ أتـّعلم أن الـّبعض يـتمـّنى لو كّلمة من فـمّي أنـّت مـحظوظ يـّا رجـّل مـحـظوظّ
بـحّصولك علي هيـّا ابـتّسم
ضحكّ صـدّيقه لـوهّلة لا تتـعدّى خمّس ثـواني و هو يـّضربه على كـّتفه بمـّزاح،
ثمّ قـّال بنـّبرته المـّبحوحة الـمميزة
ـ أحـّمق
تـهامّس أحـدّ الفتيـّات الجـّالسـّات على مـّقربة منهمـّا جـّعل ويـّليـام يـّنفـجّر
ضحكـّا بـعدّ سمـّاعه لحـدّيثهن الـمشـّوق
ـ أخـّبرتك أنّه يـنتـّظر صـدّيقه ، لكـّن فعـّلا مقـولة الـوسيمـّين لنّ يصـاحبوا
إلا الذّين بـمّثل وسـامتهم ،
ـ هششش لقدّ سـمعـّونا ، مـا رأيـكّ بـأن نـّذهب نحوهم ؟ أنـّت خـذّي الـشّـاب
ذو الـّشعر الأشـّقر و أنـا الآخر
ـ حسنـّا
قـطّب شـّاب ذو الـشّـعر الأسـود بـانـزعاج فـهـّاهي تـّضع يدّها النـاّعمة
على كتّـّفه بـكّل رقـّة بـعدّ أنّ وصـّلت إليـه ، قـّالت بـنـّعومة بـّالغة
ـ هـّل أنـّت مـّتـفرغ ؟ مـا رأيـكّ أن تـنظم لنـّا و سـأؤكـدّ لكّ أنـكّ لن تشـّعر بـالملل أبـدّا
زفـّر بـغّيض ثمّ أمسـكّ كـأس ويـّليـام و استـدّار نـّاحية الفتـّاة راسمـّا على
شـّفتيه ابتسـّامة بـّاردة كـّقلبه تمـّاما ، رمـّى مـّا فيه على وجّهها فـّشهقت بـّدهشة
و تـّراجّعـت إلى الـخّلف بينمـّا وقف هو بـّشموخ قـّائـلا ببـحّة و حـدّة
ـ لا تـّلمسيني بـّيدك الـّقذرة ، ويّليـام أنـّا مـغـادر
سـّار بّسـرعة بينمـّا لا زالت الفـّتاة واقفـّة بـصـدّمة ، رغمـّا عن جمـاّلهـا الـأخـاذ
إلا أنهّ لم يـّلقي و لو نـّظرة بـسيطة عليهـّا ، أمسـكّ ويـّليـام بـمنديـله
و مسـّح وجهها بكـّل رفّق ثمّ قـّال و نبـّرة الأسـّف واضحة
ـ عـذّرا آنستي فـصديقي في مـزاج مـّتعـكّر الـّيوم ، إنّ أردّت فـيمكنك إرسـّال ثـّمن فـّاتورة
غـسـّل ثـّيابك إلي و أنـّا سأكـّون ممتنـّا
رحـّل هو أيضـّا

/

__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:01 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011