عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree796Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #156  
قديم 03-18-2018, 06:34 PM
 


-

قلبه ممزق بين ماضيه وحاضره؛ لا يستطيع اختزال ما مر به ببساطة؛
كل ما قام به إلى هذه اللحظة هو المقاومة للبقاء على قيد العقل.
لم يفقد اتزانه ولو قليلا في العامين المنصرمين؛ هو قوي لينتقم،
لكنه لم يخمن أن ابتسامة طفل ستفقده السيطرة.
ذلك التهلل الذي لازم ملامح الصغير عُكس على وجهه وزاده اكفهرارا؛
الابتسامة المقيتة ذاتها لازمت وجه الملاك.
لم يتمالك نفسه، دفع الرهيف بكل قوته ليطفو كريشة حطها الريح من أعالي السماء؛ استقر
جسده النحيل على الأرض بقَساوَة، نشيج الشبل أدمى روحه.
"أبي" هي كلمة يسيرة نطق بها ثغره الباكي. أي ذنب اجترح ليرمى بهذه القسوة؟!
وثب نحوه بحسرة جلية، جذبه لحضنه وهو يردد "تبت يدي! لا ذنب لك".
"لماذا لم أمت حينها؟ لو فعلت لم أكن لأساير هذا القهر والضياع".
ثلاثون عاما عاشها بين رغد ومشقة لكن لم تكن شديدة عليه كما الأعوام الثلاثة الأخيرة؛
ضرب خلالها بفأس خسيس لم يقتله بقدر ما أذله وأخنعه.
رد مع اقتباس
  #157  
قديم 03-19-2018, 03:02 PM
 


فصل الشتاء يحل ببرودتة القارصة على جميع أنحاء مدينة طوكيو و حبيبات الثلج الغزيرة تتهاطل لتحتضن الأرض بنقاء بيضاها و تكسو
البنيان كما هو الحال مع بناء مدرسة شوهاكو ذات الصيت الواسع و المعروفة على نطاق مشهور في أنحاء هذا الحي الذي أعتاد دائما على
على أن يكون صاخباً و ممتلىء بضجيج السير و أصوات السيارات

كانت تلك الفتاة ذات البشرة البيضاء و القوام القصير عند أنتهاء الدوام الدراسي تقف متأملة بعينيها الزمردتين التي تناقض لون شعرها البني القاتم المنسدل إلى نهاية كتفيها ، جمال منظر تساقط الثلوج عبر النوافذ الزجاجية الواسعة لغرفه الدراسة التي تتشابة مع غرف الفصول المدرسة الأخرى فيما حبيبها الذي يضاهيها طولاً و قواماً ببنية جسدة يقف أمام مقعدة الذي يقع جانب الجدار يهم بلملمة كتبة الدراسية داخل حقيبتة السوداء من أسفل درج طاولتة بطريقة منظمة و مرتبة

"تاكومي تعال و ألقي نظرة ، أن الثلج يتساقط"

أنتهى من لملمة كتبة داخل الحقيبة ليغلقها و حملها على كتفة بهدوء ، أقبل إليها بخطواتة حتى بات جانبها أمام النافذة و ألقى نظرة عبرها بشيء طفيف من الهم ليقول بنبرة قلق:

"معكِ حق ، يالها من مشكلة ، لم أحضر مظلتي معي اليوم"

أرتستمت أبتسامة خفيفة من بين شفتيها و هي تزيح نظرها عن تساقط الثلوج نحوه

"لا عليك ، فأنت شاركتني مظلتك فيما مضى و هذه المرة أنا من سيجعلك تتشارك المظلة معي"

بادرها بأبتسامة صغيرة بزغت من بين ثغرية"شكراً لكِ ، أنا ممتن لأنك أحضرتِ خاصتكِ"

"الشكر لآمي فلو لم تخبرني قبل أن أغادر المنزل بأنها ستثلج اليوم لما كنت سأخذها"

"من الجيد أنها أخبرتكِ إذن"

هل تعلم يا تاكومي؟يقولون أنه إذا تشابكنا الأيادي في مثل هاتة الأجواء فذلك يعني بأننا سنبقى بجانب بعضنا إلى الأبد

أردف تاكومي بلا مبالاه لهذه الخرافات التي تصدق يوريكو بها بشدة دون أن يأخذ أمرها على محمل التصديق"حقاً؟أنا لعلمك لا أصدق هذه الخرافات"

"دعنا نقم بفعل ذلك كبقية الأيام التي نقوم فيها بفعل ذلك"

"حسناً ، بالتأكيد"

غرفه الفصل كانت كبيرة المساحة ذات جبران مطلية بالأبيض و سقفها مرتفع ، طاولات الطلاب الخشبية صففت إلى ثلاث صفوف مرتبة بطريقة منظمة تمتد إلى نهاية الصف و على نهاية على الجدار رفوف طويلة الأرتفاع ممتلئة بالكتب العلمية ، على أمام الجدار علقت صبورة المعلم البيضاء الكبيرة و أمامها منصة التعليم ، و فوق الجدار قد علقت الساعة الدائرية التي قد تعدت بالفعل موعد أنتهاء الدوام منذ فترة

مضت يوريكو نحو طاولتها الدراسية التي تقع في مقدمة الصفوف الأمامية بين المقاعد الأخرى التي بجانبيها ، ألتقطت حقيبتها الحمراء من على الكرسي لتضعها فوق الطاولة و من ثم قامت بفتحها لتخرج منها مظلتها السوداء ، أغلقتها لترتديها على ظهرها من الخلف و هي تحمل مظلتها مغلقة ، شقت خطواتها برفقة تاكومي للخروج من الصف و هي تحتضن يده بيدها بحرص ليبادرها هو أيضا بكل حب ، على الرغم من أنه لا يصدق تلك الخرافات هو يستلذ شعور الدفئ المنبثق من نعومة يدها الصغيرة ، فيما هي الأبتسامة التي تعبر عن مزاجها الرائع لا تغادر شفاهها ، أستمر الأثنان إلى أن وقفا عند بوابة مخرج بناء المدرسة لتقوم يوريكو بفتح مظلتها بكلتا يديها و شاركتها مع تاكومي ليحتمي الأثنان من التبلل بحبيبات الثلج القارصة ، مشيا نحو ذلك الطريق الطويل المغطى بسجاد أبيض من الثلوج ، مع كل خطوة يخطوانها يترك الثلج أثار أقدام أحذيتهمت البنية ، عادت يوريكو لتحتضن يده بدفئ و بادرها تارة أخرى بمشاعر الحب التي تفيض بداخلة أتجاهها ، في منتصف سيرهما أخذت يوريكو تسعل سعالاً طفيفاً ليتسلل القلق جامحاً إلى تاكومي و توقف ليسأل من أجل الأطمئنان عليها"هل أنتِ بخير؟!"

يوريكو و هي ما تزال تحافظ على لطف تبسمها أمامه"أجل ، أنا بخير لكنني أعتقد بأنني ألتقطت بعضاً من البرد"

أزاح تاكومي وشاحة الكحلي المحاط حول عنقة عنه بيديه و لفة بعناية حول عنقها لعلة يحميها من ألتقاط المزيد من البرد بذلك

"كوني حذرة حول ذلك ، فأنا لن أكون مسروراً أبداًَ أن أصيبت عزيزتي يوريكو بالمرض"

توردت وجنتي يوريكو بشيء من الخجل لتتحول أبتسامتها إلى بسمة مغمورة بشعور الدفىء "شكراً لك تاكومي ، أنا حقاً أشعر بأنني على ما يرام رغم كل شيء"

"تستطيعين أعادتة في وقت لاحق"

أردفت يوريكو بشيء من التردد"تاكومي ، ما رأيك أن تأتي للدرسة معي في المنزل؟"

سأل تاكومي بغير أستيعاب لسؤالها فهذه هي مرتها الآولى التي تدعوة فيها للمجيىء معة إلى المنزل"ماذ؟"

"والداي ليسا في المنزل اليوم فقد ذهبا في رحلة عمل ، لذا يمكننا الدراسة هنالك في الغرفه كما نشاء و القيام بالكثير من الأمور"

"حسناً إذن ، أنا يجب أن أتصل على والدتي لأخبارها بأنني سأتأخر اليوم في العودة إلى المنزل"

أخترقت فرحة بالغة دواخل يوريكو فور موافقتة لتهم بأحتضانة"أنا سعيدة ، سنقضي الكثير من الأوقات الممتعة معاً"

بادرها تاكومي الأحتضان بين ذراعية الدافئة لترتسم أبتسامة خفيفة من بين شفاهة"أجل"

أستمرى فيما طريقهما للسير إلى أن أصبحاً يسيران في شارع يفيض بالهدوء من حولة ليقصدا طريق منزل عائلة يوريكو المؤدي بعد مرور هذا الشارع ، منزل عائلتها ذو لون أبيض صغير يتسع لها و كلتا والديها اللذان ليسا متواجدين فية اليوم و توجد جانبة حديقة صغيرة مخضرة على جانبة و يتخلخل بين عشبها الصغير زهور الأوركيد البنفسجية ، مدت يدها لتفتح باب المنزل الأسود لتسير على أرضية الرواق الخشبية التي تؤدي إلى غرفه المعيشة ذات المساحة الصغيرة و الممتلئة بأثاث أسود بسيط ، و جدران ورقية بلون الخوخ ، مضى برفقتها نحو ذلك السلم المؤدي نحو الأعلى حيث غرفتها هناك ، دخلا إليها لتغلق يوريكو بابها البني و من ثم جلس الأثنان على سجاد الأرضية ذو اللون البيج أمام تلك الطاولة الدائرية البيضاء المنخفضة الآرتفاع ، غرفتها ذات مساحة صغيرة و جدرانها مطلية بورق زهري بنقوش الدانتيل ، أثاثها أبيض يضفي رونقاً لطيفاً لمساحتها و سقفها مرتفع ، أخذ تاكومي يبحر بنظراتة حول الغرفه بتمعن و كأنه يقصد ألتقاط شيء ما

"إذن هذه هي غرفه يوريكو؟"

سألت يوريكو بأهتمام ممتزج بشيء من الفضول"أجل ، هل هنالك خطب ما حول ذلك؟"

"لا أبداً ، لنبدء بالدراسة"

"حسناً"

فتح الأثنان حقابئهما المدرسية ليخرجا الكتب الدراسية منها و دفاتر ملاحظتهما ، ليضعها فوق الطاولة و قضياً زمنناً طويلاً مكثفاً من دراسة بعض المواد ، ساعد تاكومي يوريكو في بعض مسأل مادة الرياضيات التي لم تفقة شيئاً في طريقة حلها و بادرتة هي بالمثل في مادة الفيزياء ، كانت عيناة غارقتان بالكامل بها فيما هي مستغرقة بالشرح له من خلالها أمساكها للكتاب مفتوحاً إلى جانبة و تشير بأصبع يدها على بعض المسأل التي لم يفهما لتشرح طريقة حلها له و عقلة داهمة الشرود في لحظة تعمق طويل في ظرافة تفاصيل ملامحها حتى فقد تركيزة و تبعثر فهمة

"هل فهمت الأن؟"

أفاق تاكومي عن شرودة الذي داهمه لبرهه لجيبها بتفاجىء من سؤالها الذي باغتها و بعينان متسعتان بخفة"مالذي كنتِ تقولينة؟!"

أعادت يوريكو الكتاب على الطاولة بطريقة فضة و الغضب قد أتضح في عينيها على سؤاله "أين كان عقلك شارداً فيما أنا أبذل جهدي لكي تحصل على علامات كاملة؟!"

أسف ، لقد كنت شارداً في تأملكِ"

مررت يوريكو أصابع يدها لتشد أذنية بقوة طفيفة و أشاحت بعيناها عنة"توقف عن القيام بذلك و ركز معي !"

تألم تاكومي بعض الشيء من أزدياد قوة شدها"حسناً ! ، حسناً ! , أنا حقاً أسف !"

أفلتت يدها عن أذنة لتستقيم واقفة بجسدها و نطقت قائلة"سأخذ قسطاًمن راحة الدراسة إلى هنا، سوف أذهب لأعداد بعض القهوة لذلك أدرس بدوني حتى أعود"

"حسناً ، حسناً"

شقت خطواتها للخروج من الغرفه و أغلقت الباب خلفها ، لم يهم تاكومي لآكمال دراستة بل أستقام هو الاخر من على الأرض ليأخذ جولة تأملية أخرى ببصرة نحو غرفتها بعقل فارغ ، جرتة قدمية لا شعورياً نحو مكتبها الدراسي الأبيض الذي تأخذ مساحتة الكبيرة حيزاً من الغرفه ، فوقة مجموعة من الأدوات المكتبية و درج صغير زهري بأربعة رفوف ، مصطفة فوقة ثلاث روايات تاريخية بتصاميم غلاف غير مكلف و مقسمة إلى أجزاء و بجانبها مفكرة يوميات كبير أخضر ذات أوراق بيضاء

حادث نفسة بنبرة عفوية"إذن هذا هو النوع الذي تفضلة يوريكو من الروايات؟لم أتوقع ذلك أبداً"

جرة الفضول نحو ما قد يكون قد تركتة مكتوباً في مفكرتها و بدء في فتح الصفحة البيضاء الأولى منه

قراء تلك الجملة الي قد أثارت عواطفة الجياشة في السطر العلوي من الصفحة"حياتي اليوم قد أزهرت عندما وقعت بالحب تاكومي"

أكمل بقية قراءة السطور إلى نهايتها الصفحة لتتفاقم عواطفة تضخماً مع كل سطر يقراءة:

"اليوم تلقيت أعترافي الأول من الشاب الذي تمنيت دائما أن أصارحة بمشاعري لولا أفتقاري للجرائة من أجل القيام بذلك ، عرفت كيف يمكن أن يكون شعور دقات القلب الأولى حلواً بمجرد أحتضانة لي بدفئة ، و عدت لأول مرة إلى طريق منزلي معة و هو يمسك بيدي بكل حرص على إلا نفترق ، تبادلت معة عنوانين بريدي الألمكتروني في منتصف سيرنا و تناولنا شاي الموتشا اللذيذ معاً"

[المفكرة الثانية]

"اليوم خرجت برفقة تاكومي إلى مشاهدة فلم درامي في السينما ، جاهدت في حبس دموعي بكل ما أملك وسط لقطة حزن طويلة لكن الأمر أنتهى بي في نهاية المطاف بالبكاء كالأطفال فأخرجت من القاعة معة ليأخذني إلى البحر ، صوت المحيط كان يبعث سكينة عجيبة في قلبي و أحضان تاكومي جعلت أعصابي مسترخية تماماً ، قبلته على جبيني زادت شعوري بحبة لي و أهتمامة فوق ذلك الدفئ الذي قد أحاطني به بواسطة ذراعية ، أنا حقاً أزداد غرقاً في حبة يوماً بعد يوم ، لا أتخيل يوماً واحد يمر لي بدونة لذلك أتمنى كثيراً إلى أن أبقى معة إلى الأبد ، لعبنا بعدها على مياة الرمال و قضينا وقتاً مليئاً بالمرح و المتعة و عدت إلى المنزل متعبة ذلك اليوم"

عادت يوريكو إلى الغرفه لتسند مرفقها على مقبض الباب فيما يديها مشغولتان بحمل أكواب بيضاء ممتلئة بالقهوة السوداء الساخنة و فتحتة لتدخل قائلة بعفوية"تاكومي ، لقد عدت ، هل مازلت تدرس إلى الأن؟"

تفاجئت بشدة عند رؤيتة مهوماً بقراءة مفكراتها اليومية واقفاً و أكتسحت الدهشة محياها لتتسع عيناها بخفة و نطقت بشيء من الغضب فيما هي تمضي نحوة"أنتظر لحظة ! ،من سمح لك بألقاء نظرة على مفكرتي؟!"

أستدار تاكومي ناحيتها فوراً على سماع صوتها الغاضب و هم بخطوات عجلة نحوها بمشاعر حبة التي بلغت أقصى بلوغ ذروتها فياضانناً ليدفنها إلى أحضانة بواسطة ذراعية بشدة"أنا أحبكِ جداً ! ، أنتِ الأولى و الأخيرة بالنسبة لي ! ، بدايتي و نهايتي ! ، مأواي و موطني ! ، سأبقى إلى جانبكِ إلى النهاية و لن يفرقنا أحد !"
__________________
صفحتي على الكيريوس كات هنا
مدونتي في بلوجر هنا
رد مع اقتباس
  #158  
قديم 03-24-2018, 12:47 PM
 


فكرة مميزة و أسلوب مُتقن
أعمليها رواية و أوعدك بكون أول متابعة



هالمقتطف من رواية كنت كتير خابة اكتبها من فترة طويلة
بس تركت كتابتها لنقص الافكار
او ربما مش نوعية سردي الي لتقنه 😅
مش شاطرة بالاستراتيجيات والتخطيط :


انصياع الضوء الى كريستالة ذات زاوية متقنة برونقتها الشفافة ادى الى تكسره، ادى الى تمزق بياضه ليتفرق ويتخذ كل فرقة منهم لونا مبتعدا عن اصله وعن اقرانه منعزلا عنهم منفردا بشكله الجديد متناسٍ انه ذات يوم كان ممتزجا مع غيره في رحم النور متنعماً في نقاوته وصفائه مرتميا في ربوع سلامه، ابتعدوا في كل مرة اكثر واكثر، حين طمع كل لون اثبات نفسه امام البقية وفرضَ كل امكانياته ليتغلب عليهم، حلت في قلوبهم الظلمة وغرقوا في دياجيرها ليحل السواد في الارجاء...

الحياة البشرية...
سلسلة نزعات متباينة...
تفرقهم العرق، الطائفة، الجنسية، القوى وغيرها من الإختلافات...
التفرقة اصبحت اصل الانتماء... كل متشابه ينتمي الى دائرة تحتويه...
كل منها تتميز بما ينقص غيرها، وكل منها ناقص بدون غيرها...
اندماجها يعني مجتمع متكامل، متكاتف امام الصعوبات،
لكن كل منا اخذ لنفسه زاوية نابذا البقية محاولا فرض هيمنته
حتى تكسرت سلسلة مجتمعاتنا لنصبح حلقات مغلقة...

الكلام عن الوحدة والتناغم اصبح حلما يتداوله طلاب مدارس مناطقنا غير الامنة، في كل مرة تتنافس المدارس على اي انشطة يذهب لاحداها ضحية على الاقل، كل مدرسة تريد الصدارة ولكن يحصلون ذلك على طريقتهم الخاصة، هناك قوانين تحكم بالعدل، التقيد بها يحفظ حياة البشر، قويا كان ام ضعيفا، يساوي بين الجميع، المنافسة على لقب الافضل غرز العداوى بين اولاء الطلاب ليجعل كل مدرسة حلقة مغلقة يصعب تركيبها مع بقية الحلقات...

اقترحت فكرة لجنة اتحاد المدارس ليختلط الطلاب المختلفة ويحّتكو لازالة الحزازيات بينهم، عسى إن تعرفوا على بعضهم عن كثب حنّت قلوبهم ولو قليلا، عسى ان يدركوا ان من يسببون بموته في كل مرة بشر مثلهم، لهم ذكريات تجمعهم مع عائلة واصحاب ومعارف ولهم مستقبل يطمحون بترصيعه بأجمل الاماني، كل ذلك قد يدركونه لو اختلطوا، فتح كل واحد قلبه للآخر، شاركه الآمه وأمآله، كل ذلك لن يحصل الا بكسر تلك الحواجز لتفتح حلقاتهم على بعضها مشكلين سلسلة إجتماعية متينة متماسكة يصعب للطفيليات الخارجية كسرها، وبذلك الحياة تصبح اكثر امانا واكثر استقرار... ارجو ان يسير كل شيء كما اتمنى لزرع الامان في قلب كل طالب منا...


رسم ابتسامة على محياه لينحي راسه نسبيا باحترام ثم ينزل عن المنصة ويجلس على احدى مقاعد الشخصيات المهمة، خلف اقنعة صفيق الحضور الحار تخللت قلوب باردة لم تأخذ كلامه على محمل الجد بسبب الضياع الذي لازمهم لفترة طويلة، جلس في كرسييه وهو ينظر الى مدير مدرسته الذي اعتلى المنبر واخذ يثني عليه وعلى الفكرة التي برز بها:

كان معكم رأفت *** افضل طالب في مدرستنا، صاحب افضل العلامات في جميع المجالات، قدم من..." نظر الى الطالب متفكراً : من اين جئت؟..." هز الطالب يده لا مباليا ليقول" ليس مهما، المهم انني بينكم الان" اصطنع المدير ابتسامة يخفي خلفها احراجه ثم اردف خطابه للحضور: " جاء من المهجر منذ شهر تقريبا، يبدو ان دخوله في مجتمعنا سيغير الكثير، مدرستنا تتشرف باستقبال تلميذاً مجداً ونابغة مثله...

الحضور لم يبدو سعيدا بكلام المدير، فهو الذي يمدح الطالب لانه اتى بفكرة اتحاد المدارس نراه يمتدح مدرسته بهذا الطالب الذي سيعطيها قدرة تنافسية عالية امام بقية المدارس، على كل حال حسب نظرات الحضور للطالب الجديد يبدو انهم لم يحبوه، يبدو بالنسبة اليهم دخيلا، فكل موجود في هذه المدارس يحمل انتماء اعمى لاصله منذ نعومة اظافره وولائه لها قاطعة، وكما يبدو ان دخول هذا الطالب الجديد سيأتي بإرتجاج على كل ما اعتادوه منذ القدم، بالاخص تلك المدارس التي عملت بجد لتصل الى الصدارة، يبدو انها ليست راضية ابدا... بعد انتهاء الخطابات من جميع الجهات بدا الاحتفال، موسيقى كلاسيكية رقيقة انسابت في تلك الصالة محاولة تهدئة أعصاب الموجودين وإزالة الاجواء المشحونة بالتوتر لكنها باءت بالفشل، فكل مدرسة لم تجرؤ على القيام بالخطوة الاولى، لا زالت كل طاولة تحمل اسما مجازيا لكل انتماء، اقترب منه اخويه ويبدو انهما اول من قام بالخطوة الاولى اذ كان قد سجل كل واحد منهما في مدرسة مختلفة ليشجع الاخرين على الانخلاط، تقدما اليه والقيا التحيه ليبعثر شعرهما المسرّح بمرح ويدور الحديث بينهم بطلاقة، تسجيل كل واحد في مدرسة كانت خطوته الاولى، اما الثانية فيجب ان تكون قريبة، تعرف اخوته على اصدقاء من مدرستين مختلفتين ثم التقائهم في حفلات اتحاد المدارس سيكون سببا مشجعا لإختلاط تلاميذ هذه المدرستين بداية باصدقاء اخويه، وهذه ستكون فقط البداية...

تقدمت اليهم شابة والقت التحية على رأفت لتقدم نفسها: مرحبا، انا رزان مسؤولة صفك، اهلا بك بيننا يشرفنا ان يكون معنا تلميذ مجد وطموح مثلك...
أظهر رأفت ابتسامة حانية ليقول: الشرف لي، فانا ككل واحد منكم اتمنى ان تنعم مناطقنا بالسلام والامان" نظرت الى الفتيين بالقرب منه لتسأل:
- يشبهونك، هل هم اخواك؟
- نعم، هذا اخي الاوسط اسمه امل
احنى امل راسه بابتسامة لطيفة ليقول: اهلا تشرفت بمعرفتك رزان" بادلته الابتسامة ليشير إلى الآخر ويقول: "وهذا سلام اخي الأصغر" مد سلام يده اليها ليقول بحماس: سلام من مدرسة الرابية الخضراء الصف الخامس، تشرفت بمعرفتك" اختفت ابتسامتها عند سماعها لكلامها محاولة ابعاد يدها اذ انه منةمدرسة اخرى، شيء غير اعتيادي ان يمد احدا من مدرسة مغايرة للسلام، اعادت التفكير بالامر، ان فكرة اتحاد المدارس تنص على الاختلاط حتى لو لم يكن الامر اعتياديا فيجب ان يكون كذلك، ومسؤوليتها كونها مسؤولة الصف ان تبادر اولا تشجيعا للفكرة، اعادت ابتسامتها لتمد يدها ليده ويتصافحا، رعشة غريبة انتابتها لفعل ما لم تعتد عليه، وضعت قدما في المجهول، الى اين سيؤدي بها فعلتها، تجاهلت تلك الهواجس لتكمل ما عليها وتقول الشرف لي سيد سلام، نظرت الى امل وقات له:" وانت ايضا في الرابية الخضراء؟ ام انك معنا في الشمس الذهبية؟" هز الآخر رأس نفيا ليقول: " لا هذه ولا تلك... انا في مدرسة السماء السماء" بدت صدمة طفيفة على وجهها ثم انحلت كأنها فهمت ما خطت له لتبتسم وتقول:"جيد، أتمنى ان يجري كل شيء على خير ما يرام" محافظة على ابتسامتها استأذنت لتنسحب لقيامها بواجبات اخرى لديها، عانقررأفت كلا اخويه ليبشرهما بمستقبل باهر لأمتهم متفائل ببدايته الجيدة...
.

مقتطف من روايتي "حلقات مغلقة"
__________________













رد مع اقتباس
  #159  
قديم 03-27-2018, 06:28 PM
 
ذهبي

[justify]




قرص الشمس يلتهب في الأفق، و على إمتداد جسر بروكلن المعلق، كان زحام السيارات نذير شؤم.

ثمن ساعة من التعرق داخل سيارته ذات الحجم الصغير،
يراها خردة؛ كومة حديد لا طائل منها!

الحرارة تستعر على جلد جسده الهزيل، العرق ينضح من جبينه و راحتيه، تجتاحه رغبة عارمة في حك فروة شعره الأشقر،
و لا يحكها.

كل ذلك، يفقده صوابه، و يضعه في مواجهة سافرة مع أفكارٍ لا تحِد.

ركبته تهتز، تصله الرائحة العفنة للجثة التي تربض وراءً فوق المقعد،
يشعر بحموضة في حلقه، بصعوبة يزدرد لعابه،
ثم تلهج شفتاه بينه و بين نفسه:

_لتبتلعني الأرض!

تمنى أن يقفز فوق الحواجز أمامه، من سياراتٍ تأبى إلا أن تحرك ساكنًا!

أراد أن يخلع عنه رداء الجزع، أن يرمي بالجثة إلى البحر كيفما إتفق، فيُخرس ضميره، و يتحرر.

إسترق النظر عبر مرآة سيارته إلى الخلف، يراهم يخطون صوبه.

كان يعلم، منذ البدء، انهم يراقبونه.

امتقع وجهه، حاول تملك الرعشة التي سرت في يده، بتدخين سيجارة. مد ذراعه الموشومة، و أخرج واحدة من صندوق السيارة، ردد بصره بين المرآة و القداحة المعلقة. و عندما همَّ بإضرام النار في طرف سجارته، في حين غفلة منه، باغته طرق على زجاج النافذة.

إلتفت، فكان من الطارق إشارة أن إفتح.
لم يفتح، سقطت السيجارة من فمه، ضل يحملق فيه بعينان زائغتان.

و هو كذلك، حتى إذا ما أشهر الآخر شارة الشرطة،
تدارك وضعه، أخذ نظارته السوداء، و ترجل بأناة، ثم إرتدها.

_أوراقك!

ارتبك. أخرجها من جيب بنطاله الجينز، و قدمها له.

راقبه يقرأها، ثم ثوان قبض على جهازه اللاسلكي،
و قال فيما يبادله النظرات:

_وجدته. أكرر، وجدته.

حدث كل شيء سريعًا، لم يفهم ما جرى إلا حين عاد الشرطي إليه و قال:

_بوب هاردي، أنت رهن الإعتقال.

شعر أنه تعرى على مرأى من الناس جميعًا، كان مكشوفًا من البداية.

فتح الشرطي فاهه، كان يوشك على قول شيء فيما يهيأ الأصفاد،
بيد أن بوب دفعه في حركة عنيفة، تراجع الشرطي إثرها إلى الخلف قسرًا، ثم أطلق لقدميه العنان.

_توقف، مكانك!

صرخ فيما يستل مسدسه من حزام سرواله،
ثم تبعه على الأثر عدوًا.

أثناء ركضه كالمجنون، سقطت نظاراته عنه، تركها على الأرض و واصل الركض، يلسعه باطن فخذيه مع كل حركة.

كاد الشرطي أن يدركه لولا أنه و بحركة سريعة أسقط أحدهم من دراجته النارية بأن ركله،
و ركبها، ثم انطلق بها في سرعة جنونية قبل أن ينهض صاحبها.

إنتحى أقصى اليمين تجنبًا لأي عائق قد يحول بينه و بين هربه،
و إذ برصاصة تخترق رأسه بغتتة.

يختل توازنه، ثم ينزلق و الدراجة فوق أديم الأرض،
و تقلب تقلبًا عنيفًا حتى استقر جسده
على بعد يردات من الدراجة التي ارتطمت بسيارة أحدهم!

فتح جفنيه قليلا، فتراءى له طيف يرقد إلى جانبه،
تمتم اسمه بصوت متهدج فيما يبكي:

_بيل.

تبادرت إلى ذهنه ذكرى مسالمة،
لصديقه بيل، حين أتاه بالفكرة، و سردها له، ثم هتف قائلا:

_دعنا نخض في هذا، بوب!
نأخذ اللوحة باكرًا، نحللها، نرسمها، ثم نعيدها ليلاً.

أسفر حينها عن ابتسامة جانبية، و قد كان مطلبه هينًا فيما بدى له.

راح ينتحب، و يصرخ:

_أنظر إلينا الآن، أين نحن من كل شيء؟ سرقنا فنتهيت إلى قتلتك و جنيت على نفسي.

زحف ببطء شديد نحو شبحه.

_أتسمعني، بيل...

حاول النهوض على أربع و إن لم تزل جراحه تنزف دمًا، لكنه سقط على وجهه، سقطة نهائية.

[/justify]

التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 06-11-2018 الساعة 01:12 AM
رد مع اقتباس
  #160  
قديم 03-29-2018, 12:15 AM
 
ألماسي





كُنتَ أنت ترتيلةً خاشعة ، بينما كُنتُ اللعنة . أنتَ تُذهِبُني ، تقضي على حواسّي و تخرّب كُلّ ما فيّ
أنا صمتُ الطبيعة و أنت رياحٌ عاتيّة تعصفُ صَمتي .
أنّى لك أن تأتي ؟ من أنت ؟
.
.
كُنتَ تمرُّ يومياً بجانب ذاك المحلّ ، و إن كنتَ تذرَع الطريق لا أكثر ، بفضولٍ جامح تمدّ مُقلتيك علّك تلمَحُ ما خلف الواجهات ، تشعُر بأن شاغلك الأكبر هو الدخول عَبر بوابته . أن تخترِق سديم عتمته . لكنك تكتُم أهواءك . تقتُل ذاتك ، و تتلو على روحك صلاةً تُخمِد نيرانك . حتى تآكلك الروتين كالصدَأ ..
أنت يا بُركانيّ الأحداق كُنت حُمَما صهَرت عَزمي ، كنتُ أنتظرُك من خلف الزُجاج ، أدعو أن تراني .
و إن كُنتُ أعلم أنك لن تفعل ... إلّا أنّي أنتظرتُك في مصراعِ غيهب ، هناك بقيتُ أراقبُك ، أعدّ الثوان ... أنتظرُك
لكن ما كان لدي وقت ، لم أملك من أَمري تَحويلاً ، ففُرصي على اللائحة قد فَنَتْ ، أنا سأنتهي قريباً و أنت لم تنتبه لكياني بَعد .!
ياللغرابة ، يالاختلافِ طُرقنا ، رغم أننا كُنا نتقاطع الدروب يومياً ، إلّا أني كنتُ نسمةً عابرة تشتتت في حضورِ سُلطانك ، بينما أنت كُنتَ لي كُلّ شيء .

و ها أنا و قلبيَ واجِفٌ ، أتطلّع لأن تتضعضع دُنياي و تنهار ، عليّ النزول ، نحو دَركِ الهاوية ، عليّ السقوط ، عبر ذاك السِرداب ، و كما أختفيتُ لمراتٍ عدّة ، اختفيتُ مُجدداً ، و نسيتني .... مُجدداّ .. مُجدداً و مُجدداً حتى الركود
ظهرتُ لك ، حاولتُ جذب إنتباهك و استرعيتُ فضولك و لعبنا الغُميضة . ثمّ افترقنا ، بقيتُ أنا في مكاني حتى تعثُر عليّ لكنك مللتَ قبل ذلك ، لم تجِدني أبداً و نسيت .
و هذه المرة ليست بالنقيض .! فها أنا أنتظرك على أعتابِ المتجر و أنت قد تجاهلت كلّ شيء .
و ها قد آن لنا أن نفترق مُجدداً ، الفارق الوحيد أننا لن نلتقي أبداً بعد الآن .

و يبدو أن لاوعيك قد أدرك هذا ، ما جعلني اتحلّى بإبتسامة قبل تلاشيّ . رُغم ذلك سَرتْ رعشَة في سائر جسدي دفعتني للإرتجاف .
لن أراك .! خائفة ... خائفة للغاية ... لدرجة الإرتعاد !
و دون أي إنذار ، رأيتُ السراب يُعمي بصيرتي ، كما إعتدت أن يكون ، وَهماً يجعلُ أمر إبتلاعي أقلّ إيلاماً . يا تُرى كيف سأشعر حين أختفي ؟
لقد كنتُ دائماً أتوقُ لأراك ، لأرى كم تغيرت ، كم صار عُمرك ، ما اكتسبت ، و كيف تُبلي في حياتك .
و من الآن فصاعداً لن أعرف أيّة تفاصيل عنك ، الأمر يبدو كما لو أنك أنت ستختفي .!
ستتوارى عَني ، ستختبِئ ، على ناصية العالم ، سنلعبُ الغُميضة بتبادلِ الأدوار ، ستكون أنت مَن يهربُ مني ، لكني لن أُطيقَ البحث عنك ، سأختنقُ باللُهاث ، و لن أجدك ، فأنت مُتخفٍ بارع .!

إذاً هيّا إبدأ العدَّ معي واحد ... اثنان ، فثلاثة ..

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 06-11-2018 الساعة 01:11 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي :: كلماتي خلدت في ذكرياتي " مصطلحات روائية " Florisa روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 8 02-03-2018 08:18 PM
روائية جماعية {My life with my new friends } Real Tay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 843 04-06-2014 12:05 PM
مقتطفات..... نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 08-03-2007 09:16 PM
مقتطفات بلاتين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-12-2007 07:50 AM
:: ضيعتوا وين تحطون اكسسواراتكم ؟؟؟:: اثير الورد حواء ~ 7 06-12-2006 11:26 AM


الساعة الآن 02:20 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011