عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree336Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 03-21-2016, 04:32 PM
 



- 9 -

....أمنية العودة....


بدت هذه الكلمة بمثابة صاعقة فوق رأسها و لم تستطع فهم شيئ حولها بعد سماع هذا الخبر المهول...: أنا..لم...

لكن صدمتها لم تكن تهدئ ثورته الحامية: ..لم ماذا؟ ...ها، لم تكوني تعلمين... سخافة، و أنا السخيف المتأثر بطيبتك المزعومة... يدك ملوثة بمخدرات، أتعلمين كم تحطمين من حياة بشر... هل أنت إنسانة ؟.....

أراد إخراج المزيد و المزيد مما يحرقه لكنه بهت بها....
اقترب و انحنى لها ، فذي الدموع تشق طريقها بصمت و جسدها يرتعش دون توقف.... و لسانها يكرر شيئ واحد بشكل لا يكاد يفهم: أنا... أتاجر مخدرات....
جرد نفسه من غضبه و أمسك كتفيها بيديه ليهزها بهلع: كاوروا...كاوروا...هل أنت بخير؟!...اهدئي...قلت اهدئي..

لكن لم يكن هنالك وقع لكلماته بفتاة سحقت توا، و من من..... ؟! على الأظهر أقرب أهل الدنيا لها... ذو اليدين الدافعة و الهمهمات المهدئة....
سيل من الدموع و شهقات لم تمتلكها مكتومة داخلها ظهرت و صرخات تلوها اعتلت...
منظر يصعب القول بأنه تمثيل و تمسكن...ليته يفهم...ليته يعي، أنها للتو انتزعت مفاهيم الإنسانية و للتو عرفت أن لا أساس لها...

رفع يديه نحو رأسها ليثبته أمامه جاعلا نظرها موجه لوجهه: انظري، أنت لم تكوني تعلمين...لا بأس..أصدقك، أقسم أني أصدقك...فقط اهدئي.
ازدادت حدة في البكاء بالنظر لبؤبؤتيه و كأنها تذكرت كلمات ودت لو تصبح كالحلق في أذنها..." أرجوك..لا تلوثي هذه اليد..."....
استمرت في إطلاق شهقاتها و حاولت أن تنطق بما يحتكر ذهنها:.... ريو...ريو...أنا.... لقد....أنا...
كانت بالكاد تخرج كلماتها العشوائية و هو يحاول بدوره التخفيف عنها ، لكن...بعد دقائق جسدها استلسم للصدمة راميا نفسه فوق من بجانبه ليبدأ بهزها بعنف : هي...كاوروا، كاوروا....




لم تفتأ دموعها عن النزول، لكن صرخاتها توقفت و شهقاتها هدأت.... و داخلها حرب مع أفكار داخلتها...

فتح الباب الرمادي الخفيف معلنا دخول جالبها لهذا المكان، كان بيده علبة عصير قد جلبها لاستعادة بعض الطاقة....

وقعت عينيه عليها ليقترب جالسا على الكرسي بجانب سريرها: استيقضتي؟...بت قلقا.
كانت توجه وجهها نحو النافذة التي تعلوها يسارا، و تمعن النظر في ما يقابلها خارج تلك النافذة دون أن تعيره أدنى اهتمام...

فكل ما أرته ريو دموع و تأوه يحرقانه دون أن يستطيع فعل شيء... بدأ بكلماته المبينة لتأنيب الضمير: كاوروا، أنا آسف... انفعلت فجأة دون حتى سؤالك ...حكمت عليك بسرعة، لا أتصور أنك ستسامحيني بيوم أو يومين بعد كتلة الإهانات الموجهة تلك.

أنهى جمله منتظرا ردة فعل...صراخ، بكاء، كلماتها الغاضبة، أو على الأقل دفاع عن نفسها...
لكن الجواب لم يكن سوى الصمت و التجاهل دون حركة منها.....
وضع العصير على طاولة جانبية صغيرة ثم مدها نحو يدها الممتدة مع بعض الإرتعاش و أمسكها بخفة علها تستشعر منه بعض المواساة و التخفيف عنها: أعتذر حقا لقسوتي...
أتم بكلمات خالطها الحنان ... تلك السمة المهدئة لأوساط الجنان: كاوروا من الطبيعي أنك منصدمة، ما أن تفاجأت بالخبر الذي نزل كالصاعقة حتى أخذتك و أطلقت عليك بوابل من الكلمات القاسية، لكن الآن أنا أقول و بصدق أنك إنسانة بمعنى الكلمة، الفتاة التي تعرفت عليها مؤخرا إنسانة لاتطيق رؤية جوع فتى... أتعرفينها، تلك الفتاة التي تخبئ حنانها...طيبتها... و تظهر جرأتها... صرامتها... قوتها... كاوروا، لا تظهري ضعفك لبضع كلمات مستهترة، كوني ثابتة كما عهدتك.

و بالرغم من كلماته النابعة بصدق إلا أنها ظلت كما هي...
" هل تودين مني الخروج"
صمت.....
ترك يدها و نهض: حسنا، سأخرج الآن...خذي قسطا من الراحة، إن،احتجت أي شيئ قومي بمناداتي...سأكون لدى الباب.

التف بجسده متوجها لحيث قال لكن صوتها المغبون أوقفه: ريو...أبي....
أسرع بالتوجه لها ليراها ترمقه بنظرة تائهة: هي، كاوروا مابه أبيك؟
شدت قبضتها على ذاك الغطاء الأبيض: هل أبي كان يتاجر المخدرات بواسطتي؟...هل كنت سلعة لأنظار الحقارى منهم كوسيلة تجارة قذرة؟...قل لي ريو، هل أبي وضعني في التهلكة عوضا عنه؟!

توسعت عيناه لتظهر خضرة بؤبؤتيها بوضوح... لقد فهم توا ما مخافتها و سبب صدمتها.... هي تشعر بالضياع، و الحيرة لما هو مجهول تجاه والدها... جلس ثانية قائلا: تمزحين كاوروا؟!.... أنا واثق أنه لا يعلم أيضا، أي أب سيرسل فلذة كبده و فتاة أيضا لتجارة قذرة كهذه....
مسح دموعها متما: لا تدخلي هذه الأفكار التي لا أساس لها في عقلك، حسنا.
وجهت سؤالا جعله في موقف صعب: أصدقني القول، هل من الممكن أن يكون والدي يعلم و يتخذني وسيلته؟

اقترب جالسا على حافة السرير الممتدة عليه: ماذا تريدين سماعه مني؟
رفعت يديها صارخة: آاااااااه، ما بال وجع الرأس هذا؟...
قاطعها ريو بمد ذراعها ثانية لتتألم قليلا : ما الذي فعلته؟!....كدت تكسرين الإبرة في يدك... ألا تعين أنك على سرير المشفى موصولة بالمغدي...أنظري مافعلت.
دققت بذراعها التي بدأ الدم بالسيلان منها: هل أنا بمشفى؟!
بدأ بلف خرقة بيضاء كانت متواجدة على الطاولة: غبية، الدم يسيل على يدك...بعد أن أغمي عليك أين سأذهب بك؟

رسمت بسمة خفيفة وسط ذاك الحزن: لقد أتعبتك معي.
بادلها الإبتسامة: جميل أن أرى بسمتك الآن، هذا ما أريده...أن تكوني قوية.

أرخت ملامحها: أشعر أني حوصرت في الظلام، لا أستطيع رؤية شيئ و لا أفهم ما يدور حولي....أه، ليتني...ليتني أختفي من ذلك الظلام...ليتني أختفي...

وقف ريو خاطيا خطوات نحو النافذة الطالة على ظلام السماء العالية: أنظري كاوروا...
أجابته بعينيها قبل لسانها: ماذا هناك؟
رفع سبابته مشيرا: وسط ظلمة هذه السماء الواسعة ، قد زينها الباري بنجوم أواسطها...تلك رسالة، أن لكل شدة و عسر يسر يتلوها....هذه النجوم هي الأمل...

لفته شيئ آخر ، شيئ يشع في كبد السماء منيرا تلك العتمة: واااو، لحظك أن البدر مكتمل أيضا.... ذاك هو الأمل بذاته، أظنه أنا الآن...ما رأيك؟
اصطنعت الإنزعاج بسماعها جنلته الأخيرة: أنت مغرور ريو...
أعقبت بعد أن أصبحت جدية:...لكنك محق، في هذه الأثناء أنت من خفف عني و أشعرني بالراحة...لذا قد تكون محقا، أنت البدر المتلألئ وسط ظلمتي.
ابتسم ابتسامة عريضة مقتربا منها: أوه، أنا بدرك إذا... لا بأس، سأنير لك حياتك مادمت ترغبين بذلك.... محظوظة بي أميرتي.
اشتعلت غضبا قبل الخجل و رفعت يسراها المتحررة علها تصل له: أخبرني فقط، كيف حرفت مقصدي...ها؟... من أميرتك يا أبله؟... سوف أريك...
بسط يده فوق يدها ليعيدها مكانها و قال بأسلوب مستفز: مابال الغضب هذا ؟!... لا يجب أن تخفي جمال ملامحك خلف غضب لاطائل له.
عضت على شفتيها بقوة نسبيا: كف عن ترهاتك و إلا قتلتك بيدي.
اعتلت ضحكاته لتزداد غيضا لكنه قال: ها قد عادت كاوروا.
فهمت ما يرمي إليه فاكتفت بالشكر ممتنة: ريو، شكرا لك.




"أسمع دقات قلبك...لا داعي لكل هذا التوتر"

شدت على يده التي احتضنتها خوفا...
" ماذا لو علم بمعرفتنا للموضوع و غضب؟... سنكون بوضع لا يحسد عليه. ."
" لذا أوصلتك بنفسي، سأحادثه"
"هيييييه...تمزح، يجب أن لا يراك و إلا..."
قاطعها...
"..و إلا، إن كان بعصابة أو ما شابه...فسأوقع نفسي بالتهلكة، لا تخافي علي...أنا في طريقي لأصبح شرطيا، و لدي بحث عن المخدرات أيضا...لذا، سأعد دخولي هذا المنزل إتماما لبحثي.."

دفعته بعيدا متحولة لغضب ، و بدأت تحرك يدها نحوه بنوع من الهمجية: و أنا القلقة هنا، كانت هذه فرصة فرارك ياهذا...لكن بما أنك أهوج، اتبعني.

تبعها مظهرا وجها بريئا لطفل لايعي ماحوله: للتو كنت لطيفة...على كل حال ، تظاهري بالفزع أمام والدك..و دعي الباقي علي.

اكتفت برمقه نظرات حاقدة قبل أن تخرج مفتاحها و تفتح البوابة ....
دهشته لم تكن أقل من سابقيه برؤيته مساحة فارغة سوى من طاولة أحاطتها بضع كراس خشبية...
و يبدوا أن هذه الطاولة هي مشتراة للتو...

أخبرته بالجلوس و توجهت لحيث المعني والدها و طرقت باب غرفته: أبي...أبي...
فتح الباب ذاك الرجل ذو الملامح الأربعينيه و هو يفرك عينيه النعسة : ماذا هناك كاوروا؟
كانت تلهث و الدموع قد ترقرقت في عينيها: أبي...
كانت علامات التعجب بادية و قد اختلطت مع قلق ظاهر: ابنتي، ما الذي جرى؟!... أقلقتني بتأخرك و الآن تظهرين بهذا التوتر.
أسقطت جسدها على والدها مستسلمة للدموع أمامه، لم تكن تمثيلا مطلوبا بل هو اخراج لمايختلجها بحظن دام دفئه بعد فقد والدتها ....
رفع يديه لمواساتها فيد تحتظنها و الأخرى تمسح على شعرها: حقا، ما الذي جر ماستي الصغيرة على ذرف الدموع؟
أبعدت نفسها عنه مكفكفة دموعها: أبي، هناك شخص يود محادثك في الأسفل؟
قطب حاجبيه بصمت ثم قال: من..أحد أصحاب الديون؟
حركت وجهها نفيا ثم جرت كمه ليتحرك خلفها: لا بالطبع، أنا لن أسمح لأحد ألئك الحمقى أن يعرفوا بوجودك هنا.

التقيا بذاك الشاب الجالس جلسة وقار واضعا رجل فوق أخرى و يديه تحت ذقنه، ملامحه البريئة قد وجهت ...في الحقيقة، للامكان!
و ما أن تنحنحت كاوروا حتى وقف وقفة تواضع بإنحناء ناطقا ببعض الرسميات اللبقة: مرحبا سيد ميشيل، تشرفت بلقائك.

تقدم و التعجب لم يفارقه منذ رؤية ابنته: أهلا بك.
وجه كلامه لإبنته التي اتخذت مقعدها قرب ضيفهم الغير مألوف له: لم تخبريني عن صديقك هذا بنيتي .
أجابه الشاب قاطعا طريق الإجابة عنها: أنا ريو...زميل الآنسة كاوروا في العمل، لذا فنحن التقينا في الآونة الأخيرة.
لاحظ لكنة التكبر لدى ذاك الفتى الذي بدا يستقبل موضوعا جديا فحول مناط حديثه قائلا بلحن غريب: آه، فهمت..

أردف بجدية: و الآن، هل لي أن أعرف ما الخطب؟...لا تقل أنك أتيت لخطأ اقترفته ابنتي، لأني لن أكون أحمق و أصدق.

بسط ريو يسراه على الطاولة: سيد ميشيل، ابنتك وقعت في ورطة بل مصيبة.

دقق على ملامح الرجل الذي يقابله ليرى أنها ملامح خاوية من شيئ سوى حنو أبوة ظهر بتحديقه صوبها ليتم: سيدي، إن الحقيبة التي أوصلتها كاوروا اليوم كانت تحوي على الأقل على خمس أكياس مملوءة بالهيروين.

اتسعت و جحظت عينيه العسليتان بعد لحظات: ماذا قلت للتو؟!

جملة جعلت كاوروا في راحة بعد التشتت، و جعلت ريو في شكوك بعد اطمئنان...
فبالنسبة لصاحب حدس مثالي مثله ردة فعل تكتفي بهذه الجملة الباردة بعد سماع خبر صاعق كهذا شيئ مثير للريبة...

"أجل يا سيد، لذا هي في حالة ذعر..."

اكتفى بمسك يدي ابنته الممتدتان أمامه: لم أكن أعلم، يبدوا أني أدخلتك في قضية يصعب الخروج منها.

ابتسمت لوالدها و بادلت يديه بالشد عليها: أبي، أنت لم تكن تعلم و كذا أنك لم تجبرني على العمل، أنا وافقت من طوعي..لا تنس هذا.
نظر لهما نظرة مملة : هللا توقفتما عن هذه اللحظات الدرامية و أعطيتما الموضوع جدية.
نظر له السيد ميشيل نظرة برود عكس ابنته التي عضت شفتها بأسنانها و قالت بغيظ: يبدوا أنك شبعت من عمرك هذه الليلة.

لم يعرها أي من الرجلين اهتمام بل تحدثت نظراتهما المتلاقية بما لم تفهمه هي....
اخترق الصمت الأجواء حتى نطقت هي: ريو، أليس من الجيد التحدث مع الشرطة؟
وجه وجهه نحوها بحركة خاطفة: بالطبع لا..
"لم؟"
أجابها والدها: إنه محق... مادمتما رأيتما ما بالحقيبة فهما يترقبان هذه الحركة؟... حينها، متاجر كهذا سيمحوا كل دليل و سبيل يدل عليه لينجوا و ستكونين أنت المدانة لا غير...لذا لابد من التريث و التفكير بروية...

قبضت يديها بجانب جنبيها و نظرت لمن بقربها نظرة طفولية بنصف عين: إذا هروبنا بسببك هو السبب... لو تصرفت بحكمة و تظاهرت بعدم رؤية شيئ لكنا بخير.

فرك شعره مبعثرا لخصلاته: آسف، نوعا ما أنا السبب.

جرته من ياقة قميصه بعصبية: هي، نوعا ما ... لقد أقحمتني و أقحمت أبي في هذا المأزق.

كاد أن يختنق لولا ضحكة والدها الخفيفة و جملته المباغته: يبدوا أن ابنتي حصلت على فارسها...
رمته على الأرض و وقفت تلتقط أنفاسها بحرج : أبي...
أما المرمي بدأ يأخذ أنفاسه و هو يقول: نفس...نفس، يالك من عنيفة.
دلك صدره ليهدأ و ينهض مرتبا قميصه و شعره مستغلا الفرصة ...للإنتقام: دعني أخبرك سيد ميشيل، أني تشرفت بسماع أني بدر حياتها اليوم.
نظر لإبنته بتصديق لما سمع: حقا، كاوروا أخيرا ها قد وقعتي في...
قاطعته بغتة بوضع يدها على فمه: مستحيل، لاتكمل هذه الجملة الغبية...الأمر لم يكن كما يصف .

أطلق ضحكة جهورية لرؤية مدى خجلها و حمرة وجهها: صدقا، انتقامي كان مناسبا .

ضحك الآخر بعدما استوعب ما يجري: فتى مشاغب، لكنك أعجبتني...
انحنى بلباقة : يسرني سماع هذا .

عندها أنهت كاوروا جل المحادثة: اسمح لي سيد ريو أن أقول لك أني متعبة لمجريات هذا اليوم و يتوجب علي أخذ قسط من الراحة ، لذا أخرج و دع حديثك المهم للغد...
أخرجت لسانها الذي يدعي الإنتصار و توجهت لمستقر راحتها...
رفع كتفيه بلا مبالاة: انظر سيدي لإبنتك..طردتني.
نظر بحنية لحيث ذهبت: حسنا، هي منهكة كما تقول..دعها تتناسى ما يحصل حولها، تكفيها الهموم التي تكدست عليها.

((هموم تكدست عليها...!))

عاد للواقع بتربيت الرجل على كتفه:... لكن يبدوا لي أنك مميز و مهم لها لتعاملك بهذه العفوية، هي لا تتصرف هكذا مع أي شخص.

همس قبل خروجه بشكل لا يكاد يسمع: أظن، أنا أيضا ... أبادلها الشعور.




لم تكن تلك الليلة المقمرة محتكرة لإثنين بين الخلق بل كانت تطل على جميع الأزقة... الشوارع ...و تخترق بضوء ظئيل قصور مشيدة..منازل قائمة... و غرف مقفلة...

و في بينها كانت غرفة شاب قد تساقطت خصلاته على وجهه بعشوائية و قد انسدل الغطاء على جسده الممتد ناويا تدفئته ...

لا يعرف كيف، لكن....
ها هو والده يعود بهذا الوقت المتأخر كعادته ... متجها لحيث يقوده ضميره أي غرفته....
خطواته كانت بطيئة و هادئة، خشية من تعكير هذا النوم كيومه...
فاجئه امتداد جسد والده بجانبه واضعا كفه فوق رأسه ناطقا بما اهتز له قلبه: آسف بني، أعرف بأني أسوء أب قد تجصل عليه... ليت الدهر يعطيني فرصة الأبوة كغيري... و ليت الساعات تهبني السعادة التي ننشدها معا...

لم يستطع التحرك و لا الرد...لا يعلم كيف ، و لم...لكن، يبدوا أنه يرى نفسه بعالم النوم...
أجل، هذا هو التفسير الوحيد... هييي، لكنه يشعر بيد أبيه...كيف يعقل ذلك...؟!
رفع يده لوجنته الملامسة ليد والده: أبي، أنت تبكي؟!

تلك ملاحظته...تلك لحظة لم يتخيل رؤيتها...أن يبكي أب على فراش ابنه ثم يحتظنه...
فهل ذلك هو الشرطي الذي عهده، صارم و حازم ... لاتهزه العواصف و لاتحركه سيول الصعاب ....

مشى مبتعدا عن تلك الزاوية ليجلس على حافة سريره مادا يده لتصل لرأس أبيه هامسا : أبي...

نزلت قطرات ماء من عينيه ليحاول مسحها ثم....
يرى نفسه على سرير متواضع أبيض، قد عاد للضياع بعدما كان بين يدي أبيه....
جلس واضعا كفه أمام وجهه لينتبه لدموعه المنحدرة: هل ذلك حلم؟!... أبي، قلت لك لا تعتذر....
مرر يده لوجنته مرة أخرى : سأتكلم مع إيريكا في هذا الموضوع غدا...
انتبه لضوء يعكس حرارته على لحافه:...أو ربما اليوم.
رفع الساعة اليدوية الموضوعة بجانب وسادته...
ليكون بثانية واقعا على الأرض بحركة سريعة غير متوازنة: يا إلهي ...
نهض ليجهز نفسه و يخرج طارقا الباب المجاور، لاجواب..
((هل يعقل أنها مازلت نائمة..؟!))
زاد طرقاته حدة و لم يتوقف عن هذا الإزعاج إلا بعد سماع صوت سقطة ليعلم منها استيقاضها: إيريكا، سأنتظرك في الأسفل...لقد تأخرنا .
نزل و استند على حائط المبنى مغمضا عينيه بهدوء ليسترخي مما رآه في تلك الرؤيا...أم هي الحقيقة بالمعنى الأصح؟!

قطعت لحظاته صوت مألوف استهدف إزعاجه: إيه، أيها الفزاعة...
فتح عينيه ناويا الرد لكن عوضا عن ذلك ... جمد... فهذا هو والده... هذا هو من يرغب بالسقوط بين ذراعيه كما حصل البارحة...

اقترب منه ساخرا ببرود يستفزه: هيه، هل وسامتي بدأت تجذب الفتيان ؟
(( لافائدة ترجى منه...))
نطق بعد أن جمع كلمات رده: بل كنت أنظر لأول غراب اقترب من هذه الفزاعة؟
تجمع هالة غضب فوق رأسه كان ملموسا: ماذا؟...
اقترب شبح مترنح محييا: صباح الخير.
نظر الإثنان لصاحب الهالات السوداء تحت العينين و الوجه الشاحب: بل قل صباح الشر.
استغرب هاروكي وضعيته الغير مألوفة، فهذا الشاب دائم البشاشة و المرح... بالدرجة القصوى ...: مابك ريو؟
رسم هيجي ابتسامة استهزاء: هذا الفتى الذي كان يدعي الإنزعاج من إيصال تلك الفتاة، نسي نفسه معها و لم يعد إلا بالثانية.
أمسك ريو بعمود حديدي كان بجانبه حذر السقود لشدة ترنحه: أوصلت معها الحقيبة و ثم استقبلني والدها ، لذا لم أعد باكرا. ..
كانت فرصة الشقاوة الصبيانية التي استغلها هاروكي: أشك يا حبيب أحدهم...
هيجي: كن على قدر الثقة و أخبرنا...نعدك سيبقى الأمر سرا...

تنهد ممسكا بياقتيهما: كفا عن إزعاجي فمزاجي متعكر للغاية، و بما أني قدر الثقة فأنا لن أخبركم بشيئ.

صدى خطواتها المسرعة و المتعثرة بين كل حين وجهت نظراتهم لها: صباح الخير.
رفع هاروكي حقيبته متقدما: إيريكا، أظن أن علي تجميع بعض الحصى.
ضحكت بخفة لتجيب: إزعاج طرق الباب يكفي.
لحقته بعد وداعهما لتترك جملة غير مفهومة استفسر عنها ريو: و لم يجمع الحصى؟!
رسم هيجي بسمة نادرة تحبو محياه: لرميه على نافذتها.
فهم ريو سبب ابتسامته فأحاط عنقه بيده: كما كنت تفعل مع ليندا...هذا الفتى يشبهك حقا صديقي.

رفع يده ماشيا عنه: لا تقارني بهذا الأهوج.



ضحكة...مزحة.... حديث جدي، هذا طريقهما المعتاد يسلكانه بإخبار بعضهما البعض عن الحوادث و المواقف التي لايستطيعان مشاركتها مع أحد...
بلع ريقه قبل أن يقول...
" إيريكا، هناك شيئ غريب حصل لي"
"شيئ غريب!"
" لقد رأيت حلما...أو عدت لزمني . لا أعلم...حين كنت نائما ، عاد والدي للمنزل و أتى لغرفتي و تحدث معي معتذرا عن اليوم... لكن لمسة يده، قد شعرت بها فعلا..لم يكن حلما.."
أطرقت بالأرض بتفكير: أنت أيضا؟
" ماذا تقصدين؟...هل واجهت هذا الأمر إيريكا؟"
رفعت رأسها: أجل هاروكي، كانت أمي تحدث والدي عن أمر ستخبرني به بعد أن أستيقظ.

صمتا فترة وجيزة متحيرين من هذا الحدث، حتى قالت إيريكا: هل نحن في حلم الآن؟
"لا أظن.."
"ماذا إذا...أزمننا تحول لحلم؟!"
"ليس هذا أيضا...أظن أننا رأينا الواقع الذي ابتعدنا عنه ، و نحن الآن في الواقع الذي تمنيته"
" أي أننا متواجدون في كلا الزمانين!...مستحيل"
" و هل ظننت أن مجرد مجيئنا سيقلب زماننا رأسا على عقب، على الأقل آبائنا ليسوا بحالة قلق لإختفاء أبنائهم"
" قد تكون محقا ... لكن ، كيف مازلنا في تلك اللية هناك؟"
" لم تسأليني عن كل التفاصيل؟... أنا مثلك لا أعلم، هذه مجرد تخمينات"
بدأت تغلق أزرار سترها الحمراء التي لم تغلقها من العجل: حسنا حسنا، لا تنزعج"
وصلا بعد دقائق ليواجههما تجمع غير متوقع و منظر يثير التوتر و القلق....
أبعدهم هاروكي مفسحا مجالا لعبور رفيقته ليهيلهما منظر....نيك..!
ممسكا برأسه بكلتا يديه و يشد بقوة ...متأوها بألم جم قد تركز لديه، يرتعش كالسعفة أو أشد...
كان المعلم يرفعه مطالبا أحد الطلاب بإبلاغ الإسعاف فهرع هاروكي مساندا في رفعه متجهون لغرفة الفحص الطبي....
لم يكن وضعا يسمح للكلمات بالإستفسار أو التحدث، بل هي لحظات تستوجب الحركة و العمل...لإنقاذ حياته!




تهز قدمها و هي واقفة تستند على الحائط و يديها خلفها....تعد اللحظات حتى يخرج من يقول كيف هو....
خرجت الممرضة مطمئنة لعدد مجتمع من الطلاب: لا بأس الآن، تحسنت حالته... و دقائق سينقل للمشفى فلا داعي للقلق...توجهوا لحصصكم .
حاولت استراق النظر لتلاحظ نيك النائم و هاروكي الذي انتبه لها بدوره مشيرا لها بالذهاب...
توجهت للفصل لترى كاوروا الذي يبدوا عليها الإنهاك و ليندا التي تستفسر منها السبب....
اقتربت منهما : صباح الخير فتيات، يبدوا أنكما لم تعلما ما يحصل...لقد استائت صحة نيك .
نهضت ليندا من فورها: نيك، هل عادت له نوبة التشنج؟!
"عادت!"
أبعدت كاوروا الغموض و هي تمسك،رأسها الذي انتابه الصداع: إنه مريض و هذه الحالة ليست بالجديدة.
كان هذا تفسيرا جيدا لتفرق الطلاب عنه فورا ، لكنه لم يكن جوابا شافيا: هو أفضل الآن، لكن ما مرضه؟!

عادت ليندا للجلوس و وجهها الشاحب لم يهدأ بعد: إنه...



تحركت رموشه لتعتلي أصوات من حوله...
" ها قد استيقظ"
" نيك، هل أنت بخير؟"
خطوات تقترب حتى توضع يد فوق جبينه: نيك، افتح عينيك نيك.
هذا هو الصوت الصادق الذي ود رؤية صاحبه... و من هو غير هاروكي؟
حاول الجلوس تاركا آثار مرضه إلا أن أيدي الطبيب سارعت بإعادته للإستلقاء: استرح الآن.
تمتم بكل ما يستطيع قوله: آسف على إزعاجكم مرة أخرى.
ابتسم المعلم و هو يضغط على ذراعه: لا تقل هذه الكلمات المزعجة بني، حاول أن لا تضغط على نفسك حتى تتماثل للشفاء.
جاراه بإبتسامة تخفي خلفها الكثير ...أهمها المجاملة...

" معلمي، تستطيع العودة...أنا سأبقى بجانبه"
نهض من مكانه مواجها المتحدث: حسنا، أتركه بين يديك...سأعذر لك غيابك.
"شكرا لك"
انحنى مودعا معلمه ، ثم جلس بالقرب من صديقه: و طيلة هذه المدة ...أخفيت موضوع مرضك..لم؟ ...ألم تقل أني مختلف عن البقية... و الكل يعلم سواي...
جواب يؤذيه أو يفرحه... يعتبره عشرة أو فراق... ففي الجواب حيرة: لا تلمني هاروكي... أنا قد تقبلت أمر مرضي و نهايته التي لن تكون سوى الموت، لكني لا أرغب حقا أن ينظر لي كل من حولي بألم لأنه يعرف أني سأموت... بالخاصة أنت، لا أريدك أن تحسب الأيام لحين مفارقتك...ذلك سيكون مؤلما فقط.

ما هذا الزمن؟... إنه مليئ بالمتاعب عكس ما اعتاد عليه... شعور بالمسؤولية و الألم و التضحية.... ما مفهوم السعادة و الراحة هنا...

كان يعلم... فوالده كان له يومان في السنة للذهاب للمقبرة...يوم لليندا و آخر لايعلم سوى أنه صديق عزيز عليه... صديق جارت عليه الدنيا بأخذ والديه بقتل بحادث وسرقة شبابه بمرض خطير...
لكن سبب النهاية يتوضح الآن، مجهولات باتت تنكشف و يلف الغموض شيئ أساسي...لم هذا الزمن بات أسرارا خافية.. ؟!

ها هو يكبر شفتيه على طيف الإبتسام ذاك ليقول بعد صمت لسماعه كلام المستلقي أمامه: على رسلك يافتى... لم يبق سوى أن تقدم لي الوصية... ما الخطب معك؟... و هذا اليأس من الحياة لا يناسب شخصا مثلك...

قاطعه ببرود: أنا أملك غدة سرطانية في الرأس.
(( ماذا يقول هذا الفتى؟!.... غدة سرطانية... لو لم أكن أعلم أنه سيقبع في المقبرة لما دخلت الفكرة... ماهذا الشاب؟... تجمعت به مآسي الدنيا...))
لم يعرف سبب تشوشه و دليل هذه الحيرة و الحزن القابع بقلبه.. مادام يعرف...مادام يترقب شيئا من الماضي... لم الشعور بكل هذا الألم... آهو الأمل بالتغيير؟... أهناك سبيل لحياته بعد مجيئهم.. ؟ ...أهناك مكان له لو أخذه معه لزمنه...
لأول لحظة يشعر هاروكي أنه يود تغيير هذا الموقف التعيس... يود أن يعيش عمرا مع صديق رائع كنيك... صديق يترقب الراحة بقربه لاغير....باتت سعادة يومين هي طموحه... و ابتسامة عزيز هي أقصى أمله... و انتقام قبل الرحيل هو هدفه ..

حاول تمالك أعصابه ثم قال،مدعيا الهدوء: و ماذا هناك؟... ليست هذه نهاية كل شيئ، أنا شخصيا أعرف طرقا عديدة لعلاجه ..نظريا طبعا.
أطلقت ضحكة هادئة تظهر مدى يأسه ثم اكتفى ببسمة: شكرا لطمأنتك على كل حال ، رغم أني لا أترقبها الآن.

قطب حاجبيه مقررا الإبتعاد عن جو البؤس هذا: يبدوا أن حالتك النفسية مستعصية، سأتركك وحدك حتى تعود لصوابك.
خرج و لم يدع له الفرصة ليرد ...كان على عجلة ... كان يهرب من تلك الغرفة التي كادت تخنقه ... قادته قدماه للساحة المتشحة بالخضرة ليطلق معها نفسا طويلا ليخرج المكبوت داخله....

لم يكن سوى فقدان صديق...بل مشاعر متضاربة ، و أفكار تائهة لا تود الإجتماع... ماض هو حاضر ، حاضر هو ماضي..
هل له أن ينقذه، هل له أن يهبه وقتا أطول للحياة...و هل يستطيع نقله لزمنه بأمل الشفاء بتلك الأساليب المتطورة؟



عاد بعد أن أعاد صديقه المنهك و ارتمى على السرير واضعا ذراعيه تحت رأسه متعمقا بالتفكير ....
فترة لم يحصيها مضت حتى سمع صوت طرق... لم يطرق أحد غيرها هذا الباب ، لذا نهض فاتحا الباب و رأى صحة توقعه...
لكن لحظة...
منظرها لم يكن مطمئنا: ما الذي يبكيك؟
لم تكن تبكي، لكن حمرة العينين البالغة كانت رسالة دموع سابقة...
أدخلها بعد أن رأى عدم الجواب لتجلس على الأريكة واضعة حقيبتها بإهمال حتى تساقطت الكتب: هاروكي... هل صحيح أن نيك مريض؟
إذا عرف السبب بطل العجب لذا جلس بجانبها واعيا لما يقابله من استمرار يوم سيئ بالنسبة له...و في الحقيقة هو يوم سيئ للجميع...
لم يكن له سوى قول الحقيقة بعد أو وجه نظراته الجدية علها تتفهم: إيريكا... هو حقا لديه مرض يفتك به، في زمننا أبي مستمر الزيارة على قبره أيضا.
سارعت بوضع يدها فوق فمها لتمنع شهقة من الخروج ليتم هو: و ليس بيدنا سوى أن نعيش معه كما يريد، بإبتسامة تخلوا من الحزن و العطف.

أمسكت كفيها بذراعه و كأنها تتوسل أو تستنجد: أخبرني، لم كان يجب علينا رؤيته أساسا؟

نظرته الجامدة و الباردة جعلتها تخشاه نوعا ما قبل أن تسمع ما خشيت سماعه منذ مدة: لأنك أردت المجيئ.

تركته و ضمت نفسها و كأن مأمنها الوحيد قد رحل و انتفى... كلمة هدت ركنها و سورها... هل هي السبب حقا؟...

لكن كلماته لم تكن لتنتهي، بل وقف فاتحا باب التهوية ليتنفس الصعداء : لقد كنت مكتف بالشعور بالشوق لزمني و لأبي و عمي و خالتي، لكن الآن فأنا بدأت أشعر بالضيق حقا... مشاكل والدينا العجيبة و قضية نيك و الآن مرضه...أحاول أن أضبط أعصابي لأننا في الماضي و نعرف النهاية...لكن ذلك يستحيل علي ... أنا أريد العودة لحياتي اليوم قبل الغد...
صمت ثم تتمة:...ألا تودين العودة؟

كلمة فجرت مشاعرها...شوق لوالديها...رغبة استقرارها... ثبات حياتها.... و ليت العودة تمحي ذكرى نيك من رأسها...
اكتفت بالصمت متماسكة لألا تبكي، لأنها تعلم بأنها مذنبة...و الذنب هو...أمنية!!!



أنهت طبقها و رتبته على الطاولة كعادتها اليومية...
هي قبل غيرها لا تعلم سر مهارتها، أهي لعبة فرضها اليتم؟...أم أنها هواية أعجبتها... و لايهم، فالنتيجة واحدة....
ذهبت لتوقظ والدها ففوجئت بأن الباب مفتوح، اقتحمته بخطة مدت ابتسامتها.... فرصة الشقاء الممتع لا تأتي كل يوم...

خطت على أصابعها بخفة حذار إيقاضه.. لكن لفتها ورقة بجانب مكتبه، ورقة شدتها دون سبب لخلو المكان مما سواها....
اتجهت نحوها بفضول طفولي و تمسكها....
ارتعشت بعد قرائتها و معرفة فحواها... تركتها مكانها و نزلت لحيث كانت....
عادت و قد بدأ حقد يستولي عليها، إذا فهو يعلم...
كانت تريد أن تكذب ما رأته... لكن ألا يعتبر ذلك حمقا؟!
حاولت أن تأكل لكنها لم تستطع مضغ أكثر من لقيمات فرفعت نفسها متجهة للحصول على قلم و ورقة ...
_ غدائك جاهز في الفرن، أيقضتك و لم تستيقظ... لذا تركتك لتستريح_
ألصقتها على الحائط بجانب المطبخ و خرجت...
لم يحن موعد عملها بعد، لكن البقاء بين جدران ذلك المنزل ... غير مقدور لها في الوقت الحالي...
تجولت ببطء حتى رأته، كان يضحك مع صديقه على أمر ما... بدى مرتاح البال لايعرف جليل ماصنعه معها...
لكنه لم يفعل سوى الصواب...هي من كانت تحمل حقائب مجهولة لحيث يوجهها والدها مدعي الحنية...
أجل، فما دام يعلم فهو يدعي أهميتها لديه لاغير...
سمعت صوتا قطع شرودها لتلفت لمصدره: إنها ما زالت تحدق بك ريو.
كان السبب واضحا له لكن ريو طبيعة مرحة تستلزم معها أشياء تمقتها ، و منها همسه في أذنها: هل تذكرتي بدرك؟
لم تمض لحظة حتى دفعته مشتعلة كعادتها: ألن تتوقف؟...صدقني سوف أضرب رأسك لتفقد الذاكرة.
خلل يده في خصلاتها الشقراء ضاحكا: يا للحقد عزيزتي.
داست قدمه ليتولول ألما: و من الحمقاء عزيزتك؟

أشار ريو لهيجي بالذهاب: لدي حديث معها، تقدم أنت و سأوصلها معي؟
ابتسم ريو قبل أن يدير جسده: استمتعا بوقتكما.
أجابه ريو: كلا م جميل، لكن ليس هناك شيئ مما تفكر به..

"حقا!"
كلمة ساخرة خرجت قبل ابتعاده...
" لدي شيئ أقوله"
هذا ما قاله الإثنان بوقت واحد مع انقلاب ملامحهم للجدية التامة ....
لو كان الوضع في وقت آخر قد تكون ضحكات اعتلت ، لكن الآن...
"أنتي أولا"
"أنت قل ما لديك و لسنا في فلم لنتعارك على المتحدث، و ليس لي مزاج..."
"حسنا، أنا أشك بوالدك كاوروا...ردة فعله الجامدة، و كذا معرفته بأني كنت معك عندما اكتشفنا الهروين رغم أننا لم نخبره.... ذلك يعني شيئا واحدا، أنه على اتصال مع الرجل الذي التقيناه ... هذا مجرد اعتقاد دون دليل...ما أريد قوله أن تكوني حذرة معه.."
قالت فورا : أنا لدي الدليل .
وقف ينتظر ما ترمي إليه...
" اليوم فقط رأيت ورقة على مكتبه مكتوب عليها مواعيد الصفقات و تواريخها و أماكنها...و أيضا أنواع المخدرات التي ستباع...أفيون...هروين. .. حشيش...بإختصار كل ما تشتهي.

" هي، لما تملكون ديونا مع بيع هذه الكمية...؟"
" هل هذا ما فكرت به؟!..."
" أتريدين سماع ؟...أنا أرثي لحالك"
"لم أقصد هذا..."
"بالمناسبة.."
"ماذا؟..."
" هل تشعرين بهذه الذبابة التي تحوم حولنا؟.."
" أشعر بها منذ الصباح.. "
" إذا ما رأيك ببعض الرياضة؟.."
لم ينتظر جوابها بل أمسك بكفها راكضا بأقصى سرعة لديه...
كانت تتبعه دون وعي منها ، رغم عدم إمساكه لها بقوة إلا أنها كانت تعرف حق المعرفة أن هذا هو الصواب.... و بعد رؤيتها لفتى ينتشلها من أخطار والدها، فهو الأمان......




يتبع.....



س١- هل ستتغير نهاية نيك؟
س٢- ماذا سيفعل ريو لينقذ كاوروا مما هي فيه؟
س٣- هل سيعرف الباقون بقصتها؟
س٤- هل والد كاوروا بذلك السوء؟
س٥- أجمل مقطع؟.



Snow. likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 04-08-2016 الساعة 10:06 AM
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 03-21-2016, 05:32 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اعذري تقصيري الشديد وغيابي الطويل لكن الظروف قاهرة ورغم حبي الشديد لروايتك إلا ان دراستي أهم لقد انقطعت عن النت تماما خلال الايام السابقة و لا أضمن لك استطاعتي التعليق على الفصول في الزمن الحاضر
أنا أرد الآن لأبين أني لا زلت وسأبقى متابعة
آسفة من جديد ودمت بخير
رد مع اقتباس
  #73  
قديم 03-21-2016, 06:31 PM
 
ياهلا برسيم... معذورة غلاتي خاصة عندي.... لأني اصلح امتحانات مو بس امتحن>.<2>.<2
... الكل عنده ظروفه و اتمنى لك التوفيق...
و حطي الهمة في الدراسة...اوكحب5
اشوف ردودك الحلوة بعد صناعة المستقبل..
Good luck honey

.
رد مع اقتباس
  #74  
قديم 03-24-2016, 10:10 PM
 
Angry

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امنية صعبة بحق و مشاكل لا تنتهي
نيك حقا لهو امر مأساوي ان يعاني بهدا الشكل اظن ان الامر سيتغير بطريقة ما
و انا حقا منزعجة من والد كاورا
أهو اب ام مادا
اكرهه...... و اظن ان الجميع سيعلمون حكايتها قريبا
الان الى اجمل مقطع [
رسمت بسمة خفيفة وسط ذاك الحزن: لقد أتعبتك معي.
بادلها الإبتسامة: جميل أن أرى بسمتك الآن، هذا ما أريده...أن تكوني قوية.

أرخت ملامحها: أشعر أني حوصرت في الظلام، لا أستطيع رؤية شيئ و لا أفهم ما يدور حولي....أه، ليتني...ليتني أختفي من ذلك الظلام...ليتني أختفي...

وقف ريو خاطيا خطوات نحو النافذة الطالة على ظلام السماء العالية: أنظري كاوروا...
أجابته بعينيها قبل لسانها: ماذا هناك؟
رفع سبابته مشيرا: وسط ظلمة هذه السماء الواسعة ، قد زينها الباري بنجوم أواسطها...تلك رسالة، أن لكل شدة و عسر يسر يتلوها....هذه النجوم هي الأمل...

لفته شيئ آخر ، شيئ يشع في كبد السماء منيرا تلك العتمة: واااو، لحظك أن البدر مكتمل أيضا.... ذاك هو الأمل بذاته، أظنه أنا الآن...ما رأيك؟
اصطنعت الإنزعاج بسماعها جنلته الأخيرة: أنت مغرور ريو...
أعقبت بعد أن أصبحت جدية:...لكنك محق، في هذه الأثناء أنت من خفف عني و أشعرني بالراحة...لذا قد تكون محقا، أنت البدر المتلألئ وسط ظلمتي.
ابتسم ابتسامة عريضة مقتربا منها: أوه، أنا بدرك إذا... لا بأس، سأنير لك حياتك مادمت ترغبين بذلك.... محظوظة بي أميرتي.
اشتعلت غضبا قبل الخجل و رفعت يسراها المتحررة علها تصل له: أخبرني فقط، كيف حرفت مقصدي...ها؟... من أميرتك يا أبله؟... سوف أريك...
بسط يده فوق يدها ليعيدها مكانها و قال بأسلوب مستفز: مابال الغضب هذا ؟!... لا يجب أن تخفي جمال ملامحك خلف غضب لاطائل له.
عضت على شفتيها بقوة نسبيا: كف عن ترهاتك و إلا قتلتك بيدي.
اعتلت ضحكاته لتزداد غيضا لكنه قال: ها قد عادت كاوروا.
فهمت ما يرمي إليه فاكتفت بالشكر ممتنة: ريو، شكرا لك.
]

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 03-25-2016, 12:32 PM
 
شكرا لتواجدك emaa maad
أؤيدك، والد كاوروا غريب عن الآباء كثيرا...
و عن نيك، هو مأساة روايتي... لكن نهايته، مفاجأة...:7ayaty:
أعيد لك امتناني و شكري لمتابعتك،و ردك..
Emaa Maad likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذهبت مثل هالمعاني في الزمن الزمن الحاضر Anime 4 Ever مواضيع عامة 2 08-19-2013 01:51 AM
~ xXx موقع لخطوط روعه xXx Evey دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 17 09-02-2009 12:18 AM


الساعة الآن 11:58 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011