عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #156  
قديم 03-27-2017, 09:35 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة
سأحاول الرد قريبا

خذي وقتك مو مستعجلة أبد
رد مع اقتباس
  #157  
قديم 03-28-2017, 05:15 PM
X
 
حجز قريب وأسفة على التأخير النت كان مقطوع
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
  #158  
قديم 03-30-2017, 06:32 PM
X
 



السلام عليكم
كيفك شجون الذكريات ...
إشتقت لك على هالأيام
وإتقت للرد على روايتك
وإشتقت لبارتاتك وياماتو و سوبارو

البارتين السابقين ما رديت عليهم عذريني
مع إنه كانو جميلين كثير وبالأخص الفصل 45

إخبار كودو لياماتو بالقصة ما كان متوقع بهالسرعة
فاجئتني القصة بحق
إحترق قلبي على كودو فقد امه وابوه بسببها والـ...... كانت رح تقتل ياماتو
إحتقراتها كثير .... إلي عملته خلاني اكرهها أحتقرها من ساي بكثييير
انا ما عدت أكره سوبارو على معاملته لياماتو لأني الطريقة الي عاملته فيها والدته سئة مثير ..... لدرجة إني صرت أظن إنه من إم ثانية

ياماتو صاير خجول بشكل ...... بدات شخصيته تصير مثل شخصية الفتيات صح إني بحبه بس ما احب خصلة الضعف منه
بدلي بين شخصيته وشحصية جوليا شوي ..... اول البارتات كان مستفز و فتى بمعنى الكلمة
بس وقت بكي هو وسوبارو ... بكيت انا الثالثة مع حبيبيني
وهوذا النقطع كان مؤثر بالبارت كثيير
فرط قلبي عليهم
تقطع تقطيع وبالاخص لما قال له ياماتو لا تبكي ببكي انا كمان ههخ
البارت الثاني كان عن المسابقة و الاحداث قليلة نوعا ما .... حسيته بارت كفاصل
مع ذالك حبيت أحداثة وانا مع جوليا بأنه ياماتو و سوبارو رح تصير علاقتهم وطيدة

بس مع عدم إعجابي بردات فعل ياماتو بالبارت ازعجتني أفعال سوبارو
مسكين ياماتو على هذا الأخ الي عنده ... مثل أخواتي هاهاها
روز .... المسكينه شعرت بأجلها ....
متحمسة كثير للقادم
اتمنى إمه ردي ما ازعجك تقبلي مروري ...
دمتي بود
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
  #159  
قديم 04-03-2017, 11:31 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركااته ..
كيف الحال جميعا ؟؟

تدروا ايش اليوم .. اليوم البارت ما قبل الأخير ..
فعلا الأيام تمشي بسرعة ..
رح أفقدكم جدا ..
احم هذا مو وقت هذا الكلام .. رح نأجله للنهاية ..
لسى باقي بارت على النهاية ..

بس كنت بأقول إني لاحظت شيء مهم .. إكتشاف عظيم :nop:..
أيام الدراسة ننشغل بالواجبات والإختبارات وأيام الإجازة ننشغل بالطلعات والمناسبات ..
عجيبب صح ..
احم كأني طولت ثرثره .. على العموم قراءة ممتعة للبارت الجديد ..
رد مع اقتباس
  #160  
قديم 04-03-2017, 11:33 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_02_17148592663790712.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
47




استيقظت من نومها كأي يوم عادي ، ارتدت زيها المدرسي وتناولت الإفطار ، وكل هذا حصل وهي تشعر بسكينة غريبة تغمر روحها ، دون أن تعلم بأن هذه ليست سوى مشاعر مزيفة لن تدوم طويلاً ..
غادرت المنزل والحارسين من خلفها ، وسارت بالسيارة إلى مدرستها وكالعادة توقفت السيارة بعيداً قليلاً عن المدرسة لتخرج منها ومات وجون يلاحقانها وهنا كانت المفاجئة ..

كان التلاميذ وعلى غير العادة يتدافعون خارجاً وقد رُسمت على وجوههم ملامح الذعر وكأنهم يهربون من شيء ما .. بلعت ريقها بخوف بمجرد رؤيتها لهم هكذا فهي لم تعد كالسابق جريئة بعد التجربة التي مرت به ، بل أصبحت تتأثر بمن حولها بسهولة ..

لمحها أحدهم ليقول بهمس مسموع : لقد أتت جوليا ..
إلتفت الجميع بإتجاهها حين سمعوا بإسمها وبدأت الهمسات بينهم بشكل غريب مما أثار في داخلها الريبة والشك ..
قبل أن تتمكن من الإستفسار حول ما يحصل أمسك بها جون من جهة ومات من جهة أخرى ثم تحدث أحدهما بجدية غريبة بعد أن رفعاها عن الأرض :" لنعد إلى المنزل يا آنسة جوليا جدتك تريد التحدث معك "

حملاها من ذراعيها بخفة دون الأخذ برأيها لإعادتها ، ولكنها دفعتهما لتسقط أرضاً وتقول بإستياء : " مابكما ؟؟ فجأة تحملانني وتريدان إعادتي إلى المنزل !! أريد أن أعرف ما يحصل في المدرسة "
عاد الإثنان للإمساك بها : " لن تذهبي إلى هناك ، هيا تعالي معنا دون مقاومة "

اصرارهما على أخذها بعيداً عن المكان جعلها تشعر بأن خطراً محدقاً بإنتظارها ، ولهذا هما يحاولان إبعادها عن هنا .. أقبلت إحدى الفتيات إليها قائلة بهلع : جوليا هناك مجنون يريدك أنت وياماتو ، وهو على سطح بناية المدرسة ومعه روز رهينة ..
رمقها مات بنظرة قاتلة جعل وجهها يبهت من شدة الخوف ولذا تراجعت إلى الخلف بسرعة ، بينما جوليا قد تصلبت في مكانها مما سهل على الحارسين حملها للسيارة ..
أطل جون برأسه لرؤية وجهها والإطمئنان عليها بعد أن وجدها هادئة بشكل غريب ، توسعت حدقتا عينه حين رأى ملامحها المرعوبة و فكها الذي كان يرتعش بشدة ..
أنزل بصره نحو يدها التي كانت تشبكهما ببعض وتشد عليهما محاولة إيقاف رجفتها ، همس بخفوت محاولاً بث الطمأنينة في روحها : " آنستي لا داعي للذعر نحن سنحميك بالتأكيد "

رفعت رأسها قليلاً لتظهر ملامحها واضحة ليلاحظا نظراتها الضائعة ثم تمتمت بضعف : كنت أعلم أن ساي سيعود ، ماذا سأفعل الآن ؟؟ إنه ينوي الإنتقام مني ومن البقية بالتأكيد ، لم كان يجب عليه البقاء على قيد الحياة ؟؟ لو أنه مات في ذلك اليوم لكان أفضل لنا ، جميعنا في خطر سنموت بالتأكيد ..
لم يفهما ما قالته جيداً ولكن بحكم بقائهما في اليابان لمدة طويلة كانا قد استوعبا بضع كلمات مما قالت ، وضع مات يده على كتفها : " آنسة جوليا لن يصيبك أي مكروه طالما نحن معك "
غطت وجهها بأناملها وهي تشعر بفوضى عارمة وكأن معركة محتدمة تقام بدااخلها ..
بقيت على حالها طوال الطريق ومات و جون لم يحاولا التحدث إليها فهما يدركان بأن هذا سيزعجها ، وحين عودتهما كان عليهما تنبيهها بذلك وقد تكفل مات بذلك " آنستي لقد وصلنا إلى المنزل "

رفعت رأسها أخيراً ليلاحظا تغير ملامحها من الخوف إلى شيء آخر أبعد ما يكون من الخوف كان جون بإنتظارها في الخارج ولكنها لم تحرك ساكناً ، فعاد لمناداتها مجدداً ولكن لا استجابة ..
أحس بالقلق حيال هذا ، ولذا نظر إلى مات الذي لم يكن أقل قلقاً منه ..
تحدثت جوليا أخيراً بنبرة ثابتة :" أعيدوني إلى المدرسة "

حصل ما كانا يخشونه ، تخطت جوليا مرحلة الذعر وهاهي تفكر الآن في مواجهة ساي ..
نطق جون بصرامة :" انزلي من السيارة حالاً "
ـ " لا أريد أصدقائي في خطر "
ـ "لا داعي لأن تقحمي نفسك فيه "
كادت أن ترد عليه جوليا لو لم تأتي السيدة موتسومي مهرولة وهي تقول بصوت طغى عليه القلق :" أين جوليا هل هي بخير ؟؟ "

أجاب عليها مات بإحترام :" نعم يا سيدتي هي بخير ، لقد تم تنبيهنا قبل أن نصل إلى بوابة المدرسة "
تنهدت بإرتياح وألقت نظرة عليها من الخارج لتقول بتفاخر : هل رأيت يا جوليا لم لم يكن لديك حراس بجوارك كنت لتقعي في مشكلة أخرى ، يجب أن تكوني ممتنة لي لأنني وكلت رجالاً بحراستك من بعيد وهم من قاموا بتحذير مات وجون ، ولو كنت مع والديك ما كنت لتحظي بكل هذا .....

قاطعتها جوليا بهدوء غريب : أنا لن أقبل ببقائي هنا بينما أصدقائي يعانون ..
احتدت ملامح السيدة حينها لتصيح في غضب : لست مستعدة لجعك تواجهين الخطر مجدداً ..
ثم استطردت وهي توجه خطابها إلى الحارسين :" إن حاولت هذه المجنونة الذهاب إلى المدرسة فامنعاها من ذلك حتى لو اضطررتم إلى استخداام العنف معها ، كونوا حذرين إنها ماكرة وقوية "

خرجت جوليا من السيارة قبل أن تغادر الجدة ثم أمسكت بيديها المليئتين بالتجاعيد وقالت بصوت ملؤه الرجاء : دعيني أذهب إليهم أرجوك ، سأندم إن خنتهم في مثل هذا الوقت ، إنه لمن الجبن أن أنجو بنفسي فقط دون أصدقائي ، اسمحي لي أرجوك بمساندتهم ، أخشى أن يصيبهم مكروه ..
قطبت السيدة موتسومي حاجبيها ثم تقول بإنفعال : لا أهتم إن دعاك الآخرون بالجبانة ، أنا أريدك أن تكوني بخير فقط أخشى إن ذهبت إليه فسيقتلك ، قطعت وعداً لنفسي أن أحميك بكل ما أملك ولهذا لن تغادري المنزل مطلقاً حتى تصلني أخبار إعتقاله..

ـ إن لم أمت على يد ساي فقد أموت ألماً وحسرة على أصدقائي ، هم وقفوا إلى جانبي حين كنت بحاجة إليهم رغم أنه كان بإمكانهم تجاهل الرسائل وحسب والآن حان دوري للقيام بالمثل ، روز رهينة الآن وهي بحاجة لي ، أخشى أنه إن لم أذهب فسيقتلها حتماً وهذا ليس بالأمر الصعب عليه ..
أشاحت بوجهها بعيداً وهي تهتف بجمود : روز ليست حفيدتي وأنا لست مسؤولة عما سيحصل لها ..
انزلقت يدها حين سمعت كلمات جدتها القاسية تدافعت العبرات لتنطق بصعوبة : حتى لو لم تكن حفيدتك أحياتها رخيصة إلى هذه الدرجة لتقولي هذا ؟؟

شعرت السيدة موتسومي بزلتها ، ولكنها لم تكن لتعترف بخطئها مطلقاً : حياتك أهم منها بكثير فأنت ستكونين وريثتي في المستقبل ، أما هي فلا شيء لديها حتى العائلة فقدتهم ..

منذ البداية كانت تحاول كبت جماح غضبها ولكن جدتها قد تعدت الحدود ولهذا لم تستطع البقاء هادئة أكثر ، نطقت بإنفعال دون تفكير : أنت فظيعة للغاية أنا أكره الطريقة التي أنت عليها الآن وأكره تفكيرك ومعاملتك مع الآخرين ، أنت إنسانة متسلطة وبغيضة ولولا النقود لفر الجميع من حولك ، أنت ذات تفكير أناني وشجع ، ليكن في علمك يا جدتي أنني لا أفكر مطلقا في إدارة ثروتك ، لتبحثي لك عن إنسانة أخرى تتحكمي بها ، لقد ضقت ذرعا بتصرفاتك ..
ثم أردفت بتهديد : إن حصل لأصدقائي أي مكروه فأنا لن أتردد في قتل نفسي وسأحملك مسؤولية ذلك
..

كان وقع كلمات جوليا كوقع الرصاصة في قلب السيدة موتسومي ، أصيبت بالوهن في قدميها وقد شحب وجهها كالموتى ولم تلحظ جوليا ذلك فقد أعماها الغضب والقلق ، لكن هذا لم يخف على الخادم المرافق لها ، فأمسك بيدها وقد شعر بضعفها وقال بعتب : آنسة جوليا السيدة مريضة لا يجب أن ....

حركت الجدة يدها لتسكته بينما قالت بصوت حازم حاولت إخفاء رعشتها قدر المستطاع : تهديدك لن يؤثر علي مطلقاً ، وعندما أقول لن تذهبي فهذا يعني أنك لن تذهبي ، أناالآمرة والناهية هنا ، لا أهتم إن أعجبك تصرفي أم لا أنت مجبرة على إطاعتي فقط ..
أنهت عبارتها وسارت مع الخادم إلى الداخل ولازالت كلمات جوليا الصريحة تتردد في أذنها وتمزق روحها ، لقد كانت المرة الأولى التي تتحدث فيها معها بهذا الشكل ، دائماً تكون منصاعة لأوامرها وتبحث عن رضاها ، ولكن اليوم جرحت مشاعرها بقسوة .. بقسوة وعن قصد ..

عند مغادرة الجدة لم تشعر جوليا بالذنب ولا بتأنيب الضمير مطلقاً بل هي حتى لم تفكر فيما فعلته للتو ، إهتمامها الآن كان منصباً نحو أصدقائها لذا لم تشعر بكمية الألم الذي تسببته لجدتها ..
والأدهى من ذلك أنها تفكر في عصيانها بجدية ، رفعت نظرها إلى جون ومات الواقفان بتأهب استعداداً لأي هجمة تنوي شنها ..

لم يكونا ليبدآ بالهجوم قبلها ولهذا خطت جوليا خطوتها الأولى بالإقتراب من مات متظاهرة بتوجيه لكمة في وجهه وحين رفع ذراعيه لحماية رأسه باغتته بضربة أسفل فكه السفلي باليد الأخرى جعله يُغشى عليه ، وبكوعها ضربت وجه جون الواقف خلفها وبهذا أطاحت بالإثنين معاً ..

سارعت بالركض نحو المدخل الرئيسي للخروج قبل أن يأتي بقية الحرس ، فهي تدرك أنها لن تستطيع التغلب عليهم جميعاً في آن واحد ، أُغلقت البوابة بشكل أوتوماتيكي فما كان منها إلا التسلق للفرار فقد بدأوا بالفعل بملاحقتها بعد رؤيتهم لما حل لجون ومات ..
قفزت إلى الطرف الآخر ولم تأبه للألم الذي تولد في قدمها بعد أن هبطت على الأرض من ذلك العلو، تابعت ركضها بإتجاه المدرسة و تعمدت سلك الطرق الضيقة لتمنع سيارات الحرس من ملاحقتها .. .
.

رجال الشرطة متكدسون أمام بوابة المدرسة ، وسياراتهم تحيط بالمكان من كل الجوانب ، الفناء فارغ والصفوف خالية فقد تم إخراج جميع التلاميذ حفاظاً على سلامتهم ..
في أعلى السطح يقف سوبارو ومعه كازوما وروك وحتى ياماتو بزيه المدرسي المغاير وفي الجهة الأخرى يقف ساي بكل شموخ وكبرياء ومعه روز المربطة بالحبال ولا يفصل بينها وبين حافة السطح سوى مليمترات ووسطهم مجموعة من الطاولات والكراسي المدرسية التي عملت كحاجز يفصل بينهم ليكون عائقاً يمنعهم من الوصول إليه بسهولة
..

نظر ساي إلى روك وهو يقول بنفاذ صبر : ألن تأتي جوليا أم ماذا ؟؟
رد روك وهو يحاول الإتصال بهاتفها المرة تلو الأخرى : رغم أنني اتصلت عليها العديد من المرات إلا أنها لم ترد على أي واحدة منها ..
صاح حينها في غضب : ألا يهمها حياة روز أم ماذا ؟؟
..
بلع الجميع ريقهم بتوتر ، أي كلمة خاطئة أو أي حركة متهورة قد تودي بحياة روز ، ولهذا كان يجب عليهم التفكير قبل الإقدام على أي شيء ..
تمتم ياماتو بصعوبة : لعلها منشغلة بشيء ما أو ماشابه ، لا أظن أنها تعمدت تجاهلك ..
ابتسم الآخر بسخرية : بالطبع هي لم تتعمد ذلك ، فتلك اللعينة لا تكف عن حشر أنفها دائماً إن كان الأمر متعلقاً بحياة الآخرين وأنا أعرف هذا جيداً ..
ثم استطرد بتساؤل : ولكنني سمعت بأنه قد تم إبعادها من المكان بوساطة رجلين من يكونان يا ترى ؟؟

أجاب روك بهدوء : هؤلاء هم حراس شخصيين وكلتهم أمي لحمايتها ..
ابتسم ساي بمكر وهو يقول بغموض : حتى لو لم تكن حاضرة في هذا الوقت فهي ستشهد موت صديقتها العزيزة ، وحينها أنا واثق من أن ندمها سيكون مضاعفاً ..

أنهى عبارته وبدأ يضحك بجنون أما البقية فقد رُسمت على وجوههم علامة استفهام كبيرة ، لم يفهموا ما قصده ، ولم يكن هناك الوقت الكافي للتفكير ، فإهتمامهم الآن منصب في طريقة إنقاذ روز من بين يديه ..

لا أحد يستطيع قراءة ما يجول في خاطر هذا المجرم ، إلى ماذا يهدف ساي بالتحديد ؟؟
كان لايزال مستمراً في الضحك بهيسيريا ولم يكن ليتوقف لو لم يأتيه صوت من بعيد : ساي لقد أتيت دعني أصعد إليك ..
اختفى صوت قهقته وقد تعرف على صاحب هذا الصوت الواثق والهادئ دون النظر إليه ، إلتفت إلى الوراء ليجدها تقف أمام المدخل وتحدثه بمكبر الصوت الخاص بالشرطة ..

أشار لها بسبابته بالمجيء لتركض مسرعة وكأنها ليست على موعد لمقابلة مجرم ..
أشاح بوجهه إليهم وقد رسم على وجهه إبتسامة استمتاع ، بينما قضم روك شفته بغيظ فهو لم يرغب بمجيء جوليا مطلقاً ، ولكن يبدو إنها استطاعت الإحتيال على حراسها ..
ماهي إلا دقائق حتى تعالت طرقات قوية باب السطح ، لتتسع إبتسامته وهو يقول لكازوما بنبرة آمرة : افتح لها الباب .. إلتقط كازوما المفتاح الملقى على الأرض وراح يفتح الباب لها بعد أن كان موصدا بأمر من ساي ، دخلت جوليا بأنفاس متقطعة وقطرات العرق يتصبب منها بغزارة كيف لا وهي قد قطعت كل هذه المسافات ركضاً على قدميها ..

ما إن وطأت قدمها أرض السطح وأغلق كازوما البابا وألقى بالمفتاح بعيداً تملكها الخوف مجدداً ، وكل تلك الشجاعة التي كانت تشعر بها قد تبخر دفعة واحدة حين أدركت أنه لا مفر بعد الآن وقد حوصرت من كل الجهات..
لم يكن أمامها سوى أن اختبأت خلف والدها وهي تشد على معطفه علها تجد الأمان عنده ، كانت مرعوبة بالكامل وقد بدى هذا جلياً على وجهها الطفولي ، الكل لاحظ خوفها وقد شعروا بالشفقة تجاهها ، رغم إنها خائفة إلا أنها أتت من أجل صديقتها ..

بقيت خلف روك ترتعش كأرنب صغير أمام أسد ضخم وجائع لا يعرف معناً للرحمة ..
تحدث ساي وهو لايزال يرسم تلك الإبتسامة على شفتيه : كنت واثق من أنك كنت ستحضرين حتى لو كلفك هذا حياتك ، من الجيد رؤيتكم جميعاً مجتمعين ، الأشخاص الذين كانوا سبباً في القبض على رجالي وفشل كل خططي ..
قال كازوما بهدوء خارجي : متى استيقظت من غيبوبتك ؟؟ وماذا تنوي أن تفعل بنا ؟؟

أجاب بتفكير : بالنسبة إلى استيقاظي فقد أفقت من غيبوبتي منذ مدة ولكنني كنت أتصنع الإغماء بعد أن انتبهت إلى وجود أحد يراقبني فأدركت أنك أيها الخائن قد استطعت بالفعل نقل الأخبار إلى سوبارو وهو بدوره أخبر ياماتو الحر الذي بلغ الشرطة عنا ، وبقيت على حالي أتجسس على محادثات الشرطة حتى اتضحت الصورة أمامي ..

ثم استطرد بخشونة : بسببك أيها اللعين تدمر كل شيء ، تلك الورقة اللعينة التي إعطيتها لسوبارو وبعض تلامذتك كان طرف الخيط الذي قاد الشرطة إلينا ، حين اكتشفت ذلك كنت في طريقي إليك لإسكاتك ولكن حصل لي ذلك الحادث المفاجئ ، ولم أتوقع أنني بعد استيقاظي سأجد أن مخططاتي كلها قد دُمرت بالكامل ، وجميع رجالي قد رموا في السجن ، لم أكن لأجعلكم تواصلون حياتكم بإستمتاع بعد كل ما فعلتموه يجب أن تعانوا قبل أن أموت ، لا تعلمون مقدار الإرهاق الذي أحسست به حين كنت أستلقي على السرير دون حراك لمدة ساعات طويلة وقد فعلت كل هذا من أجل هذه اللحظة ..

نطق ياماتو ببطء : إذاً أنت تنوي قتلنا ..
أجاب بعينان تبرقان بغرابة : وهل القتل هو كل شيء ؟؟ أنا ساي ولدي وسائلي في التعذيب ، القتل دفعة واحدة لن يكون ممتعاً ، بل يجب علي أن تتجرعوا الألم ببطء ، وجوليا من الذين جربوا أسلوبي صحيح ؟؟

أغمضت المعنية عيناها بقوة ولازالت قدماها ترتجفان ، شعر ساي بأن الأجواء بحاجة إلى بعض الإثارة ، فأمسك روز من شعرها وأمال بها في الهواء بينما ثبتها على الأرض بقدمه الموضوعة فوق قدميها بقوة ..
صرخت روز بهلع وهي تستنجد بجوليا ، ما إن يرفع ساي قدمه عنها ويترك شعرها حتى تسقط أرضا وينتهي حياتها ، كانت خائفة وبشدة والدموع قد بلل وجهها بالكامل ..
حركته تلك أثارت الرعب في نفوس الجميع ليصيح ياماتو بغضب وانفعال شديدين : اترك روز وشأنها أيها الحقير ..

تمتم ساي بتلاعب : إن فعلت ما تقوله فستسقط من هذا الإرتفااع ، فكر ملياً أتريد مني فعلاً تركها ؟؟
شد ياماتو على قبضته بقلة حيلة ، إن خطى خطوة إلى الأمام فسيسقطها حتماً بلا أي تردد ، وإن بقي في مكانه فقد يسقطها أيضاً ، من الصعب التنبؤ بتصرفاته ، وهذا ما يصعب عليهم طريقة التعامل معه ..

لازالت صرخات روز المستنجدة تصل إلى مسامع جوليا وكان صوتها يصف مشاعرها بدقة حتى لو لم تكن تنظر إليها ، سماع نواحها العالي أشعرها بالخزي ، روز تكاد تموت خوفاً ورعباً بسبب ساي بينما هي تخبئ جسدها خلف والدها بكل جبن ..
حاولت أن تتحرك من مكانها ولكن قدماها رفضتا ، أعضائها لم يستجبوا لأوامر الدماغ وكأن الخوف قد شلهم بالكامل ولم يعد لها أي سيطرة عليهم بعد الآن ..

همس سوبارو بصوت خافت لروك الواقف بجواره : ماذا نفعل ؟؟
ليرد بذات النبرة الخافتة : لا أظن أنه سيُسقطها لنحافظ على هدوئنا وحسب ريثما يحاول رجالي مساعدتنا ..
ـولكن أخشى أن يكون جادا بشأن إسقاطها ..
ـ ثق بي لن يحصل ذلك ، فهو سيكون الطرف الخاسر إن ألقى بها ، لكن مع ذلك يجب ألا نثير أعصابه ..

لم يطيلا الحديث فقد خشيا أن ينتبه ساي إليهما رغم أنه قد فعلها حقاً ولكنه تعمد التجاهل ، فكما ذكرت لا أحد يعرف بما يدور في رأس ساي سوى نفسه فقط ..
أوقف روز بإستقامة فهو لم يكن يريد إسقاطها كما قال روك بل أراد فقط قذف الخوف في قلوبهم فقط وقد أفلح في ذلك بجدارة ..
ولكن روز لازالت مستمرة في البكاء بمرارة فقد كان الأمر مرعباً بحق ولا أحد يمكنه لومها ، لم يكن بينها وبين الموت سوى شعرة واحدة ، مع كل شهقة تصدر منها يشعر الجميع وكأن أرواحهم تُمزق إلى أشلاء ، هذه الأنثى الضعيفة تواجه أصعب لحظاتها وأتعسهم ..

رغم أن أمامه أربعة رجال إلا أنه لم يختر سوى تلك الكائن الضعيف من أجل التلاعب بهم ، إنه ماكر ويجيد فعلاً اختيار الأساليب التي تؤثر في النفوس قبل الجسد ..
الجميع يقفون بلا حول ولا قوة أمام هذا الظالم الذي زفر بملل : لم أنتم صامتون ؟؟ لا بأس بأن نتجاذب الحديث فيما بيننا قليلاً لا تحاولوا كبت ما تريدون قوله فقد تندمون لاحقاً ..
قال سوبارو بصوت يتخلله السخرية : أيمكننا شتمك إذاً ؟؟

حملق فيه ياماتو بغضب خشية أن يغتاظ ساي من جملته ويقوم بشيء ما لروز ولم يكن وحده من يفكر في ذلك فحتى كازوما وروك قد رمقا سوبارو بنظرة تهديد ليضحك ساي ويثير استغراب الجميع : لا مشكلة لدي فالشتائم لا تؤثر فيني مطلقاً ..
وأردف بعد أن ضيعق عينه بتحذير : ولكني لا أريد سماع هذه النبرة الساخرة والمستفزة هل تفهم ؟؟

أومأ سوبارو برأسه بإستسلام ليبتسم الآخر برضى ، وحتى بالرغم من أن ساي قد أعطاهم البطاقة الخضراء للحديث إلا أنهم لم يستطيعوا الوثوق به ولم تتملكهم الجرأة لفعلها ..
في هذا الوقت كان حربا طاحنا يقام داخل جوليا التي تحدث نفسها وتؤنبها ، بما أنها هنا فيجب عليها محاولة إنقاذ صديقتها ، إن كانت قد قطعت هذه المسافة إلى هنا إذاً يجب عليها المواصلة ، لم تعصِ جدتها من أجل الإختباء خلف والدها بجبن هكذا ، وإن كانت ستواصل الإختباء ماكان يجب عليها الحضور في الأصل ..

يجب أن تلملم شتات نفسها وتستجمع شجاعتها من أجل روز أولاً وأخيراً ، لا تريد أن تندم لاحقاً بسبب خوفها ، ذاقت أنواع العذاب على يديه ولن يكون هذ جديداً عليها ..

هذا ماكان يدور في ذهنها وقد كان له الأثر الكبير عليها ، استطاعت بالفعل أن تُحرك أطرافها وتتقدم قليلاً إلى الأمام وتهمس بصوت شبه مسموع : خذني بدلاً من روز أرجوك .

الكل كان ينظر إليها ولم تصل إلى مسامعهم همسها الخافت ، لاحظ ساي حركة شفتيها وكان فضولياً لسماع ما تريد قوله ، ولكن نواح روز العالي بجواره يحول دون ذلك ..
أحس بالإزعاج منها رغم أنه كان يتلذذ برؤية دموع الآخرين و صوت البكاء كالسمفونية العذبة ولكن هذه المرة لم تكن كذلك ، صفعها على خدها بكل قسوة ووحشية بيده الخشنة وهو يقول : أصمتي حتى أسمع ما تقوله جوليا ..

تلك الصفعة آلمت أبطالنا قبل أن تؤلم روز نفسها ، وصلتهم مشاعر الوجع بمجرد سماع صدى صوت تلك الصفعة فقط ، اشتعل نار الغضب في جوف ياماتو وهو يرى الأنثى التي أحبها تتعرض للإهانة من قبل شخص خسيس كساي ، برقت عيناه محاولاً كبت هذه الدموع التي توشك على الرحيل ، لا جدوى من البكاء بل عليه أن يكون قوياً من أجلها ..

أما روك فلم يكن ليشعر بهذا الألم إن كانت جوليا من تلقت تلك الصفعة ، فهو يعرف ابنته القوية والتي لن تتأثر ولكن أن يرى إنسانة ضعيفة ومهزوزة تتعرض لهذا الموقف الصعب يجعله ثائراً وبشدة ،ولكن ماذا عساه يفعل سوى الصبر ، الصبر وحسب ..

وسوبارو كلما رأى ساي يتصرف بهذه الحقارة مع روز تذكر نانا التي تعرضت لمثل هذه القسوة أيضاً ، ساي الماضي هو ذاته ساي الحاضر وربما أشد دناءة من السابق ، تمنى لو يستطيع إسماع ساي بعض الكلمات المسمومة ولكنه خائف على روز ولهذا يجبر نفسه على إمساك لسانه قبل أن يُقدم على أي خطوة متهورة ، هو قد أصبح ناضجا وليس كالسابق ، ففي الماضي كان يؤذي ساي قولا وفعلا دون أن يفكر في العواقب لتتحمل نانا ثمن تهوره ..

تلك الصفعة كانت مؤلمة كثيراً بالنسبة لروز ، وكان لها نتيجة سلبية عكس ما أراده ساي ، فعوضاً عن أن تهدأ زاد نحيبها ليرفع يده الأخرى مستعداً لتوجيه صفعة ثانية على خدها الآخر ..
صرخ الجميع حين علموا بنيته بصوت متفاوت : توقف عن ذلك .. إياك وصفعها .. لا تفعلها أرجوك .. أنزل يدك من فضلك ..
ولكن أي من عباراتهم لم تؤثر فيه ولم يمنعه شيء من صفعها مجدداً ..
ـ هل ستصمتين الآن أم تريدين صفعة ثالثة ؟؟
قال جملته تلك بدم بارد ، بينما ذعرت روز حين أتى بذكر صفعة جديدة ، تلقت ما يكفي من الصفعات حتى الآن ، أطبقت شفتيها بخوف وهي تكافح لمنع أنينها وشهقاتها عن الخروج ..
خنقتها العبرة وهي تنظر إلى صديقتها بهذا الوضع المزري ، وأحست بالذنب لأنها هي السبب فيما حصل ، تحدثت بصوت شبه مسموع ولهذا تصرف ساي بهذه الطريقة ، هذا ماكانت تشعر به جوليا ..
ما رأته للتو زاد من اصرارها على أن تكون رهينته عوضاً عن روز ، غريب فعلاً !!
رغم أنه من الطبيعي أن تشعر بالخوف وهي تراه يعامل الآخرين بقسوة إلا أن هذا زاد من شجاعتها أكثر ، هذه هي جوليا أنثى غريبة وستظل كذلك ..
قالت بوجع حقيقي ورجاء مثقل بالألم : ساي أتوسل إليك دع روز وشأنها وسأكون أنا رهينتك ، أعدك أنني لن أحاول خداعك ، أنا مستعدة لأن ألقي بجسدي من هذا العلو دون أي تردد المهم أن تتركها أرجوك ..
نفث الهواء من منخاره بسخرية : إذاً لم لا تفعلينها الآن ؟؟
ردت بإندفاع : لن أفعلها حتى تتركها وأثق بأنك لن تؤذيها حقاً ..
ـ أنت لا تثقين بي وهذا الشعور متبادل ، ما الذي يؤكد لي أنك لا تنوين الإطاحة بي عندما تقتربين مني فعلى حد علمي أنت بارعة في القتال صحيح ؟؟

لم ترد عليه بل التفتت إلى والدها عوضا عن ذلك وهي تقول : أبي أرجوك إكسر كلتا يداي حتى لا يمكنني إستخدامها ..
طلبها فاجأ جميع الموجودين بينما قال روك بتردد : جوليا أرجوك لا تتهوري ..
حركت رأسها بالنفي قائلة بإنفعال : ماذا تعني بألا أتهور ؟؟ لا يمكنني تركه يُعامل روز بهذه الطريقة ، أرجوك يا أبي إكسر ذراعي بسرعة ، أرجوك يا أبي إفعلها إن كنت تحبني بحق ..

أشاح بوجهه عنها برفض لتجثو على ركبتيها أمامه وهي تمد ذراعيها ليفعلها ، ولكن كان هذا صعباً عليه ، كيف يمكنه إيذاء ابنته ؟؟ جوليا تطلب المستحيل منه ..
حين تجاهلها والدها إلتفتت إلى سوبارو ليجفل في مكانه حين عرف ما تفكر فيه ، وبالفعل زحفت بإتجاهه وهي ترسم على وجهها إبتسامة باهتة : سوبارو أنت قادر على فعلها صحيح ؟؟ هذه فرصتك لتنتقم مني فأنا كنت دائماً أُثير أعصابك وأسميك بسيد مستفز ، إفعلها لتثبت .......

بدأ صوتها بالإرتعاش ولم تعد تستطيع الإستمرار برسم تلك الإبتسامة ولكنها تابعت بصوت ملؤه الرجاء : إكسرهما بسرعة سأشي بسرك إن لم تفعل ..
أمسكها سوبارو من عضدها ليجبرها على النهوض ليقول بهدوء محاولاً إعادتها إلى رشدها : كفاك جنوناً يا جوليا ما أدراك أنه سيوافق على جعلك رهينة بعد أن تكسري ذراعيك ؟؟ هو لم ينطق بكلمة موافقة حتى تتصرفي بهذا الشكل ، أنت أذكى من هذا بكثير ..
تحدث ياماتو قائلا : سوبارو محق ما تقومين به يا جوليا ليس حلاً ، لا تلقي بنفسك في الخطر من أجل لا شيء ..

رغم أنه يحب روز إلا أنه لن يرضى بأن تأخذ جوليا محلها ، فجوليا صديقة غالية أيضاً ، ولهذا لم يشجعها على هذه الخطوة ..
كلماتهما كانت في الصميم ، لا جدوى من كل ما ستفعله إن لم يوافق ساي على هذا ..
أطلق ساي ضحكة مجلجلة أتبعها بعبارته : مابك تغيرت كثيراً يا جوليا ؟؟ تبدين حمقاء عندما يتعلق الأمر بحياة الآخرين ، وهذا ما أكرهه فيك ..

ثم تابع حديثه بعد أن جحظت عيناه : رغم أنني قلعت أظافرك وسكبت الحشرات على رأسك وجعلتك تلعقين قيأك إلا أنني لم أستطع أن أرى دمعة واحدة تخرج منك ، ولا حتى سمعت أنينك وصياحك ، رغم كل ما مررت به كنت تتصرفين بهدوء وكأن كل ما حصل لك لم يؤثر فيك ولو شعرة واحدة ، أتعلمين شيئاً ، أنا لا أحب القتل نعم لا أحبه بل أحب تعابير الخوف والألم واليأس حين تُرسم على وجوه البشر قبل الموت ، أحب سماع تلك الصرخات المرعوبة تلك الدموع البائسة والنادمة هذا ما يشعرني بنشوة الفرح ، أما بالنسبة لك فأنت أسوء خيار كرهينة ، لقد كانت غلطة مني أن أختطفك ، لم أكن أكرهك في البداية ولكن الآن أنا أبغضك وبشدة ، ولأنني أكرهك فأنا لن أجعلك رهينتي أبداً وسأظل أعذب روز وأعذبها حتى تشعري بالألم ..

إلتفتت إليه بعد أن كانت تدير ظهرها بإتجاهه ، رمقته بتلك النظرة الحادة التي كانت لتجعل أي سفاح فخور فيه ، ثم تحدثت بصوت غاضب حتى النخاع : هل أنت إنسان أم مسخ أيها الكلب الهجين ؟؟ أين الرحمة والإنسانية ؟؟ من ماذا أنت مخلوق ؟؟ أي متعة هذه التي تشعر بها على حساب الأبرياء ؟؟ أنت لست مجنوناً وحسب أنت أكثر من ذلك بكثير فحتى المجنون لا يمكنه إن يقوم بما تقوم به ..

صمتت قليلاً قبل أن يتحول صوتها من النقيض إلى النقيض ، من الغضب العارم إلى الحزن المقيم : إن سألتني عن أكثر شخص أثر فيني حتى الصميم وترك بصمة لا يمكن محوها حتى بمرور السنين فأنا سأجيب بأنه أنت ، بسببك أعاني الكوابيس في نومي بسببك لا أحظى بالأمان حتى بحضور جميع الحرس حولي ، بسببك بكيت بمرارة لعدة ساعات رغم أني لم أعتد على هذا ، بسببك أشعر بانعدام الثقة في نفسي ، بسببك أتمنى لو أمحو ذاكرتي وأحظى بذاكرة جديدة ، أنت دمرتني من الداخل بالكامل حتى لو لم يبدو هذا ظاهراً للجميع ، بسببك كنت أكن بعض مشاعر الغضب على أصدقائي وبعد كل هذا تقول بأنك لم تستطع التأثير علي ؟؟ أنا إنسانة كأي شخص يعيش على هذا الأرض أتألم وأتعب وأبكي لي مشاعري وأحاسيسي ، لست آنسانة آلية بلا أحاسيس كما تظنني ، أنا إنسانة إنسانة يا ساي أتفهم ذلك ؟؟ ولأنني جربت هذا لا أريد لروز أن تشعر بذلك أيضاً ..

أنهت سيل كلماتها ليصاب الجميع بالخرس حين بدأت دمعاتها بالسقوط بإنكسار لأول مرة أمام مرأى من الجميع ، جوليا التي لم تعتد على البكاء سوى في وجود والدها تنهار الآن أمام هذا الجموع ..
روز كانت أكثر المتواجدين تفاجأ ، سبعة عشر عاماً رافقت جوليا فيها ولم ترها منكسرة هكذا يوماً ، هي التي تبكي دائماً وجوليا من تساعدها وتحميها ، ولكن لماذا هي الأخرى تبكي الان ؟؟
تناست ألم الصفعتين التي تلقتها من ساي وأصبحت الآن تبكي بسبب بكاء جوليا ، رؤيتها لدموع صديقتها شطر روحها شطر جسدها ..
أُرهقت جوليا من أخذ دور القوية وحان دورها لتحل محلها ، آن الوقت لترد القليل من معروفها ، لا يجب أن تضعف أكثر فهذا سيؤثر على جوليا أيضاً ..
حركت رأسها بقوة لتزيل الدموع عن وجهها ، كلتا يديها مقيدتان ولهذا لم تستطع الإستعانة بهما ، أخذت نفساً عميقاً وقد استطاعت إيقاف نفسها عن البكاء ، وهي تشعر بقوة غريبة تسري في جسدها ..
نطقت بنبرة قوية رغم بحة صوتها : جوليا إهدئي أرجوك ، أنا لست خائفة من ساي ولا من الموت ، لذا إمسحي دموعك ، لا تجعلي من هذا اللعين يستمتع برؤيتك منهارة هكذا أنت لست ضعيفة استجمعي قواك من أجلي ..

تحشرج صوتها ، دور الفتاة القوية لا تلائمها مطلقاً ، روز الضعيفة ستظل دائماً ضعيفة ، ولا يمكن مطلقاً أن تحل محل جوليا أبداً ..
لم يكن لكلمات روز أثر سوى أن زاد من إنهيار جوليا أكثر ، واندماج نحيبهما معاً سبب ألماً للأربعة الواقفين في الخلف ، أما ساي فقد اتسعت ابتسامته وهو يرى جوليا بالشكل الذي أراد ، لقد أصبح حلمه واقعاً فهاهي جوليا أمامه تبكي بسببه ، شعر بنشوة الإنتصار ولكن هذا لم يشبعه ..
غرز أصابعه في بويصلات شعر روز ليشدها بعنف حتى انتزع جزءً كبيراً من خصلاتها وهو يصيح بخبث ومكر وعيناه مثبتتان تجاه جوليا : نعم يا جوليا اصرخي أكثر تعذبي أكثر إذرفي الدموع أكثر ، هذا ممتع ممتع جدا ، صوتك يبدو أعذب هكذا وجهك أجمل من السابق أنت الآن تبدين أفضل بكثير بكثير جداً ..

أنهى عبارته بضحكة مجنونة امتزجت مع صوت أنين الفتاتين وشهقاتهم أصوات متناقضة ومشاعر متباعدة ، ساي متبلد بالكامل ..
انهارت جوليا أرضاً بضعف ليأخذها والدها في أحضانه ولكن نحيبها لم يهدأ ولو قليلاً ..
ياماتو وكازوما كانت عيونهم تلتمع بسبب تلك الدمعة المتعلقة بأهدابهم والذين يحاولون جاهداً منعها من النزول وأرواحهم تنزف ألماً كما لو كانوا يغرقون في دوامات عاتية من حزن أسود سرمدي..

أما سوبارو فقد كان يشعر وكأن جمرة تشتعل في داخله ، يقف بجمود في مكانه رغم الألم الذي اعتصر فؤاده ، يستطيع البقاء هادئاً من الخارج على الرغم من كل الأشياء التي تمزقه من الداخل ..
أخرج ساي سكيناً صغيراً كان يخفيه في ملابسه لتجحظ عينا روك وترتفع نسبة الخوف لدى الجميع خاصة روز ..
قال ساي وهو ينحت على وجهه إبتسامة متلاعبة : ما رأيكم أن نعبث قليلاً بوجه هذه الفتاة الجميلة ؟؟

بلغ الغضب بسوبارو حتى أوجه ولم يستطع الصمت أكثر ، نطق بغضب أشبه بزمجرة الرعود : توقف عن هذا أيها السافل الجبان ، لماذا تعبث فقط مع الفتاتين روز وجوليا بينما يقف أمامك أربعة رجال ؟؟ ألا تبرع سوى في إخافة الفتيات أيها اللعين ؟؟ هل نسيت حقاً ما فعلته لكم في الماضي ؟؟ ألا تكره ياماتو لأنه من قاد الشرطة إلى طرف الخيط ؟؟ ألن تحاسب السيد كازوما على خيانته ؟؟ ألا تهتم لأمر السيد روك الذي استطاع الإيقاع بك وبرجالك ؟؟ أم أنك لا تجيد سوى التلاعب بالضعفاء أيها الجبان !!

تحولت تلك الإبتسامة إلى قهقهات عالية أثار غضب الجميع أكثر مما هم غاضبون ، وحين هدأ عاد للتحدث : عزيزي سوبارو أنا لم أنسى ما فعلتموه ولن أنسى هذا ، وأنا أتعمد تجاهلكم يا شباب لأنني أعلم أن هذا ما سيؤثر عليكم ، أنا لا أقوم بشيء إلا وأنا مدرك لكل شيء ، أعلم أنكم تشعرون الآن بالغضب جراء عجزكم ، حين ترون فتيات يتعرضن للأذى دون أن تحركوا ساكناً هذا سيجرح رجولتكم ويشعركم بالنقص والكثير من الغضب وهذا ما أريدكم أن تشعروه ، أنا لا أهتم للألم الجسدي فهو مجرد ألم مؤقت ولكن الألم النفسي سيبقى أثره دائماً وأبداً وهذا ما أريد الوصول إليه ، والآن لتقفوا في أماكنكم بينما أعدل من وجه روز ، مشاهدة ممتعة يا رجال ..

أغمض الجميع أعينهم لتجنب النظر بينما تحرك يد روك ملامساً خصلات شعره من الأمام وما هي إلا ثواني معدودة حتى انطلقت رصاصة خرقت رأس ساي أطاحته أرضاً محدثاً ضجة جعلتهم يفتحون أعينهم ليتفاجؤا من المنظر ..
خيم الصمت على المكان وخرست جميع الأصوات ، بينما روك قد سار ناحية روز وأمسك بالخنجر الذي سقط بسقوط طاحبها ثم قطع الحبال ليحررها وهي لا تزال تحت وقعة الصدمة ..

لم يفق أحد من صدمته إلا على صوت تكسر باب السطح واقتحام الشرطة للمكان ، تحرك الجميع باتجاه روز ولكن جوليا وحدها من ذهبت إلى حيث جثة ساي ..
حاولت الشرطة إبعادها ولكنها تجاهلتهم وتابعت طريقها إليه ، ثنت ركبتيها وأخذت تتأمل وجهه قليلاً وطاقم الشرطة ينظرون إليها بإستغراب ..
هذه الجثة التي أمامها كان يتلاعب بهم قبل ثواني ، أخافهم أفزعهم أغضبهم آلمهم والآن أصبح جسداً بلا روح ..
من يصدق أنه وقبل ثواني كانت الأجواء خانقة حتى الموت والجميع كان على أعصابه حذرين متوترين قلقين والآن تبدد كل هذا ..
لم تستوعب الأمور بعد كما ينبغي ، ولهذا ظلت جوليا تحدق فيه علّها ستصدق هذا لاحقاً ..

أما روز التي تجلس وسط كازوما وياماتو وسوبارو الذين قدموا للإطمئنان عليها كانت تمسح دموعها وهي ترسم إبتسامة باهتة على وجهها المتورم من كثرة البكاء ، كانت تنظر إلى من حولها باحثة عن جوليا ولكنها لم تجدها ، ولذا نطقت بتعب : أين جوليا ؟؟ خذوني إليها ..

لم تكن تستطيع الوقوف على قدميها فما حصل معها قبل قليل قد استنزف كل طاقتها ، ساعدها ياماتو وكازوما على النهوض وأسنداها على كتفيهما ليذهبا بها إلى جوليا حسب طلبها ..

وضع روك يده على كتف ابنته وهو ينطق بدفء : جوليا لقد انتهى كل شيء الآن ، لقد مات ساي إذهبي إلى روز ..
هزت رأسها بالنفي ثم تقول : أبي أين السكين الذي كان معه ؟؟
رد بتعجب : إنه معي ولكن لم تسألين عن هذا ؟؟
إلتفتت إليه وهي تبسط يدها : ناولني إياه قليلاً .. –
ـ ولم ؟؟

أجابت بنبرة غريبة : أخشى أن يعود للحياة ويسبب كارثة أخرى ، هذه المرة أنا سأتأكد من موته تماماً ..
نظر إليها بحزن وقال محاولاً إقناعها بموته : لقد مات حقاً يا جوليا لقد أطلقنا رصاصة على رأسه ولهذا لا يمكن أن يكون على قيد الحياة حتى الآن ، أنت تستطيعين تحسس نبضه إن أردت التأكد من هذا ..
لكنها لم تهتم بكلامه بل قالت بإصرار : أبي قلت ناولني السكين من فضلك ..
- وأنا أقول لك بأنه ميت مسبقا، ألا تصدقينني أم ماذا ؟؟

احتضنت جسدها بذراعيها وهي تنطق بهدوء وعيناها تنظران إلى جثته: ولكن لماذا لازلت أشعر أنه لا يزال هناك شيء آخر سيحصل ؟؟ لا أشعر بأننا قد تخلصنا منه تماماً ، لازلت أشعر بالخطر أنا واثقة من أنه سيعود مجدداً ويفاجئنا بتصرف جنوني آخر ..

رمقها بنظرة متألمة ، إنها مرتعبة منه حتى بعد موته ، لم يستطع قول شيء لها ولكن صوت همس روز الضعيف أسعف الموقف حين نطقت : جوليا أأنت بخير ؟؟
إلتفتت جوليا باتجاه الصوت ببطء وحين وقع عينها عليها ابتسمت روز مطمئنة إياها لتنهض من مكانها وتحتضنها بقوة ..
تمتمت بصعوبة والعبرة تخنقها : ظننت أنني سأخسرك إلى الأبد ، أنا سعيدة لأنك بخير يا روز ، أنا آسفة لأنك تعرضت لموقف كهذا ..
هتفت روز بمرح : واو من الغريب أن تبادر جوليا بالإحتضان ، ظننت أنك تكرهين هذا ..

شدت جوليا من احتضانها : لا أريد أن أفقدك مطلقاً أنت إنسانة عزيزة على قلبي ، وإن حصل لك أي مكروه فأنا سأموت حتماً ..
اقتربت سايو من السيد روك وقالت بهدوء وهي تنظر إلى جثة ساي : من السيء أننا اضطررنا إلى قتله في النهاية ..
تمتم روك بهدوء : أنا أيضا أردت أن يظل على قيد الحياة ليتم محاكمته ، ولكن حين رأيت أنه قد يؤذي الرهينة أكثر من ذلك لم يكن أمامي سوى اللجوء للخطة البديلة ..
ـ لقد كان من الحكمة فعل ذلك سيد روك ، فساي كان حذقا جدا ولم يغفل عنا لهذا لم نستطع أن نتسلل إليه خلسة ونضع ملاءة في الأسفل تمنع الرهينة من الأذية في حالة سقوطها ، نعم لقد كان قنصه هي الوسيلة الوحيدة لإيقافه ..

هنا كانت نهاية ساي الذي أحدث العديد من المشكلات وزهق العديد من الأرواح ، مات الرجل المجنون الذي يبدو وكأنه مخلوق من كتلة من الشر ، مات من كان سببا في إختطاف جوليا وعقدة روز ، مات ذلك الذي كنا نظنه لا يقهر ، لكنه مات بطريقة لم يكن يريدها أحد ..
رغم أن أبطالنا قد واجهوا وقتاً عصيباً في هذه الساعات القليلة إلا أنهم لم يتوقعوا رجلا بمثل تسلطه وقسوته قد يموت بطلقة واحدة في ثوان معدودة ..

ولكن هل فعلاً انتهت المشكلات عند هذا الحد ؟؟ هل ستكون الأمور بخير بعد ذلك ؟؟ إن كنتم تظنون ذلك فأنتم مخطئون ..

.
.

بعد مرور عام

ها هما جوليا وسوبارو يقفان على المنصة أمام بقية تلاميذ المدرسة ومعلميها وبعض من أولياء الأمور لإلقاء كلمة التخرج نيابة عن جميع الخريجيين في المدرسة بحكم أنهما الحاصلان على المركزين الأول والثاني ، تعالت أصوات التصفيق الحارة بعد أن فرغا من خطابهما ، انتهى الحفل أخيرا وانتشر الجميع في المكان لتهنئة بعضهم البعض ..

كانت عينا جودي تمسحان المكان بحثا عن جوليا والبقية وسط هذا الحشد من الناس ، ما إن أصبحوا في مرأى بصرها حتى بدأت خطواتها بالمسارعة للوصول إليهم ، ولكنها اصطدمت بأحدهم في منتصف الطريق ، كادت أن تشتمه لكنها حين رأته قالت بدهشة : أهذا أنت يا زاك ؟؟
رد زاك بهدوء وهو يساعدها على النهوض : لم أنت متعجلة هكذا ؟ من الجيد أنك لم تؤذي نفسك ..
ابتسمت بإرتباك : نعم من الجيد أنني بخير ..

صمت الإثنان لبرهة وقد بدى أن كلاهما مرتبكان لسبب ما والأجواء بينهما متوترة ومشحونة ، قررت جودي أخيرا كسر هذا الصمت فقالت بصوت متردد : أمم هي زاك هناك شيء أردت التحدث بشأنه منذ مدة ولكنني كنت خائفة ، أنا ....
قاطعها بسرعة : لا تكملي أرجوك يا جودي ، فأنا أعرف ما تودين قوله مسبقا لا داعي لأن تُسمعيني شيئا لا أود سماعه ..

تحدثت جودي بإصرار : آسفة لكني سأقول ما أريده حتى لو لم تحبذ ذلك ، زاك أنا أعترف بأنني كنت أنزعج منك كثيرا في الإعدادية لأنك كنت دائما تلاحقني بشكل متواصل ، في كل مرة تعترف فيها لي بمشاعرك تزداد كراهيتي نحوك لأنني لم أظن ولو قليلا أنك جاد فأنا كنت سليطة اللسان كما تعلم ، ولكن وقوفك معي في الشدائد جعلني أنظر إليك بشكل مختلف بالكامل ، أحسست بالفعل كم أنك رائع وعظيم ومن الصعب إيجاد شخص مثلك...

قاطعها ثانية ولكن بإنفعال هذه المرة : إذا لماذا لم تحبيني ولو قليلا لو أنك تدركين كم أنا رائع وعظيم كما تقولين ؟؟
ابتسمت بأسى : ليس الأمر بيدي يا زاك صدقني ، أنا لا أستطيع أن أختار الشخص الذي أرغب بالوقوع في حبه بل يحصل هذا بشكل لا إرادي وأنت يجب أن تكون مدركا لذلك بما أنك أحببت فتاة وقحة مثلي رغم كثرة الفتيات من حولك ..

زفر بضيق حينها : إلى ماذا تهدفين بالضبط يا جودي ؟؟ رفضك لي قد وصلني منذ مدة ، ماذا تريدين أيضا ؟؟ أتحاولين إزعاجي فقط أم ماذا ؟؟
ـ لست أحاول ذلك قطعا ، كل ما هنالك أنني أشعر بالذنب كلما رأيتك كما أنك كنت تتجاهلني منذ عدة شهور ولم تسمح لي الفرصة لأعتذر لك وجها لوجه أنا آسفة حقا ..

تمتم وهو يشيح بوجهه بعيدا وهو يهم بالإبتعاد : إذا سأغادر بما أنك أنهيت حديثك ..
أمسكته قبل أن يتخطاها وقالت بصوت مرح وهي تجبر نفسها على رسم إبتسامة عريضة في وجهها : زاك شكرا لك على كل شيء فعلته لي أنا ممتنة لك كثيرا أنت صديق مخلص سيكون من الرائع لو أننا بقينا أصدقاء كالماضي ..
لم ينطق بكلمة ولا حتى حاول الإلتفات إليها ، حين فقدت الأمل في أن يعود علاقتهما كالسابق تركته ليذهب في حال سبيله وهي تشعر بشيء من الحزن والغضب تجاه نفسها ، رغم أنه كان يساندها في الأوقات الصعبة إلا أنها كافأته بأن جرحت مشاعره بقسوة وبلا أي رحمة وضربت بمشاعره التي كان يحمله تجاهها مدة أربع سنوات في عرض الحائط ..

أطلقت زفيرا طويلا تعبر عن حالها قبل أن تكمل طريقها ، ولكن بمجرد أن اقتربت منهم حتى تناست ما كانت تشعر به قبل ثواني كما لو أن رؤيتها لهم أعادت لها البهجة لتقول بمرح : مرحبا يا شباب مبارك تخرجكم كم أغبطكم كثيرا أتمنى لو كنت مكانكم الآن ..

إلتفت الثلاثة إليها لترد جوليا بمرح مشابه : أبذلي جهدك إن أردت إنهاء دراستك ..
ـ بالمناسبة لقد كان الخطاب الذي ألقيته مؤثرا للغاية ، كدت أن أبكي من شدة التأثر لو لم يكن سوبارو هو من شاركك الخطاب ..

رمقها سوبارو بنظرة باردة : ماذا تعنين يا آنسة جودي ؟؟
أجابت بصراحة : لقد كان إلقاءك باردا للغاية لمَ لم يختاروا ياماتو عوضا عنك ؟؟
ـ لأنه غبي هذا هو السبب ..

رفع ياماتو حاجبه الأيمن بإستنكار : هييي هيي لحظة ماذا تعني بأنني غبي ؟؟ أنا في المركز السادس لذا لست غبيا كما تقول أيها المغرور ..
قالت جودي مدافعة : نعم ياماتو ليس غبيا ، المركز السادس ليس بسيء مطلقا ، ثم أخبرني يا سوبارو هل فعلا لم تلجأ إلى الغش حقا ؟؟ مظهرك لا يبدو وكأنك ذكي مطلقا يستحيل لشخص مثلك أن يأخذ المركز الأول ..

قال بسخرية : واو لقد اكتشفتي الأمر أنت مذهلة حقا ..
شهقت عاليا : كنت واثقة من هذا ، سأخبر السلطات العليا والقوات الأمنية بأمرك أيها الغشاش الكبير ..
ضحك ياماتو بخفة : ما شأن السلطات العليا والقوات الأمنية !! إن أردتي نصيحتي يا جودي فالأفضل لك أن تطبقي شفتيك ..

أقبل عليهم لوريوس مقاطعا أحاديثهم : أنتم هنا يا أصحاب !! ألم نتفق على الإجتماع في صفنا من أجل إلتقاط صورة جماعية أخيرة ؟؟ هيا بسرعة الجميع في إنتظاركم ..
شهق ياماتو حينها : أووه نسيت هذا تماما ، آسفون فعلا ..
ـ لا مشكلة لنذهب الآن ..

توجهوا إلى الصف وبالفعل كان الجميع في إنتظارهم ، تلقوا توبيخا من بعض زملائهم لكن الأمور سارت على خير بعد ذلك ، قالت جودي التي كانت تمسك بالكاميرا : هيا تجمعوا لأتمكن من أخذ صورة جميلة لكم ..

لفت إنتباه ياماتو ذلك الجسم الغريب المغطى بالقماش الأبيض فسأل متعجبا : بالمناسبة ما ذلك الشيء هناك ؟؟ لم يكن موجودا في السابق ..
تبادل تلامذة الصف النظرات قليلا قبل أن يتقدم رئيس الصف وهو يقول : سؤال جيد يا ياماتو ، في الواقع لقد أعددنا مفاجئة لثلاثتكم أنت وجوليا وسوبارو ..
نطقت جودي بحماسة : واو مفاجئة !! هذا رائع جدا ، ما هي ؟؟ ما هي ؟؟

أزال طالبين من الصف القماش لتظهر لوحة متوسطة الحجم مرسوم عليها وجه روز بشكل احترافي ودقيق ، ليتشنج الأربعة في أماكنهم بينما قالت يونا بإبتسامة : أردنا أن تكون روز معنا في الصورة لذا تعاونا جميعا في رسم هذه اللوحة لنتستشعر وجودها معنا ، والجميع كان على علم بهذا سواكم لنفاجئكم بهذا ما رأيكم ؟؟
قال أحد الزملاء ضاحكا : في الواقع لقد قام لوريوس بمعظم العمل ونحن لم نساعده سوى في التفاصيل البسيطة لذا الشكر له هو ورئيس الصف صاحب الفكرة ..
تحركت جوليا بإتجاه اللوحة بخطوات بطيئة ، وهي تتأمل وجه روز بحنين متمتمة : صحيح كان من المفترض أن تكون روز واقفة معنا الآن ، كان يجب عليها في الأصل أن تكون حاضرة بجسدها وليس مجرد رسمة لها ، فهي كانت تدرس معنا طوال الوقت وتجلس بجواري بالتحديد .....

صمتت لبرهة وهي تمسك باللوحة بأناملها قبل أن تتابع وقد تغيرت نبرة صوتها إلى غضب مكبوت : لكن وبسبب شخص لعين لم تعد بيننا ، بسبب ذلك النذل ساي حُرمنا منها وحرمت هي من مواصلة حياتها ، سلب ذلك السفاح روحها بوحشية ، أتمنى لو يعود إلى الحياة لأسلب حياته مجددا بيداي هاتان ، لو عاد إلى الحياة سأذيقه أقسى أنواع التعذيب ، لن أرحمه لن أرأف به سأقطعه وأشرح جسده بوحشية ، سأتجرد عن إنسانيتي بالكامل لآخذ بثأر روز ، لكنه ماكر وخبيث ، خطط لقتلها بعد أن يموت ليكون لوقع موتها تأثير أكبر علينا ، أراد إيهامنا بأن وفاته تعني نهاية الأحزان وقد خُدعنا تماما كالحمقى وكان له ما أراد ، تبا له تبا له تبا له ..

نطقت بتلك الكلمات الأخيرة بإنفعال كبير حتى أن الجميع قد تأثروا بذلك فهاهن الفتيات قد أجهشن بالبكاء والفتية يكافحون من أجل إخفاء دموعهم الثمينة ، تغيرت الأجواء بالكامل وأصبح الجو ثقيلا بشكل غريب ، وكأن الأكسجين قد نفد من المكان ..

كان على أحدهم قول شيء لتبديد هذا الجو الكئيب ، لم تكون جودي قادرة على فعلها فهي تشعر بالعبرة تخنقها ، ولا ياماتو لم يكن ليأخذ هذا الدور فهو الآخر مطأطئ رأسه للأسفل وغارق في عالم آخر بعيد كل البعد عن هنا ، لذا الوحيد المتبقي هو سوبارو الذي أمسك بكتفها قائلا : ألست قاسية يا جوليا ؟؟ هم أعدوا هذه اللوحة من أجل إبهاجنا وأنت عوضا عن أن تظهري إمتنانك تعودين لفتح جراح الماضي ؟؟ ستشعرين الجميع بالسوء على هذا الحال هيا أظهري إبتسامتك وإلا مزقت شفتيك ..

بلعت ريقها بصعوبة وحاولت جاهدة رسم إبتسامة صفراء على وجهها وهي تقول : ومن قال بأنني لست سعيدة ؟؟ أنا فعلا شاكرة لكم جميعا على هذه المفاجئة ، شكرا لكم من أعماق قلبي ..
وكز سوبارو ياماتو بخشونة : وأنت أيضا قل شيئا ..
أفاق ياماتو من شروده وقال بشيء من الغضب : سوبارو أنت تؤلمني ، إبتعد عني حالا ..
ـ عوضا عن التصرف كالفتيات قم بشكر من حولك أيها المدلل ..

نظر إليهم ياماتو بإمتنان رغم لمعة الحزن التي في عينيه ثم قال بتهذيب : شكرا لكم لرسمكم هذه اللوحة ، إنها رائعة كثيرا ..
قال لوريوس بمرح : العفو لا مشكلة ، صحيح أن روز لم تكن مقربة منا جدا ولكنها إنسانة جيدة وتصرفها بشكل عنيف تجاه الفتيان كان سببه تلك المواقف السيئة التي مرت به ..

تابعت إحدى الفتيات من بعده وهي تمسح دموعها : نحن فعلا نادمون لأننا كنا ننظر إليها بإستحقار في الماضي ، لو كانت لا تزال على قيد الحياة كانت لتصبح زميلة جيدة لنا بعد أن فهمناها أخيرا ..
تنحنح رئيس الصف وقال مغيرا دفة الحديث : على أي حال هيا لنستعد لإلتقاط صورة جماعية ، ليقفن الفتيات حول اللوحة ونحن الصبية سنجلس أمامهن هيا لنتحرك بسرعة ..
أخذ الجميع أماكنهم واستعدت جودي لأخذ الصورة ولكن هناك مشكلة ، فالجميع يبدون عابسين بشكل أو بآخر ، نظرت إليهم بإنزعاج : لم وجوهكم متجهمة هكذا ؟؟ إنه يوم تخرجكم صحيح ؟؟ لتظهروا بعض السعادة أيها الحمقى وإلا ألقيت بالكاميرا على وجوهكم ..

نطقت جوليا : أتفهم أنك تريديننا أن نظهر بشكل أجمل في الصورة لكن أرجوك استخدمي كلمات أكثر لطفا ..
ـ لا تدققي في كلامي كثيرا ، ابتسمي وحسب أنت ومن معك ..

زفر ياماتو بضيق : الإبتسامة ليست بتلك السهولة مطلقا ، إلتقطي الصورة لننتهي من هذا أرجوك ..
بدى على جودي الغضب وهي تقول : أنا لم أطلب منكم الكثير ، فقط أريد رؤية إبتسامة ترتسم في وجوهكم الأمر ليس بتلك الصعوبة يا ياماتو ..

كانت الأجواء صعبة من حولهم ، وجوليا كانت السبب في ذلك ، أحست بالذنب ولذا أرادت تصحيح ما فعلته : ربما سنبتسم إن نزع السيد سوبارو ضماداته التي على وجهه ..
إلتفت إليها سوبارو وهو يرمقها بنظرة حادة بينما همست الفتاة التي بجوارها بصوت خافت : جوليا لم تحرجين سوبارو هكذا ؟؟ أنظري كيف ينظر إليك ، يبدو أنه غاضب من الأفضل أن تعتذري ..
تمتمت بلا مبالاة : حسنا حسنا أعتذر ، كنت أمزح وحسب ، لاداعي لأن تغضب يا سوبارو ..

لقد كان من الواضح جدا أنها لم تكن تعتذر بصدق ، وهذا قد أزعج البعض فهم لم يريدوا إشعار سوبارو بالنقص أو شيء كهذا ، قطع عليهم اقتحام أحدهم للصف وهو يقول ببشاشة : مرحبا يا شباب مبارك تخرجكم جميعا أنا فعلا فخور فيكم ..
توجهت أنظار الجميع إليه والبعض لم يعرفوا هويته ، بينما نهض ياماتو من مكانه إحتراما له وقال : سيد كازوما لم أظن أنك ستأتي ، سعيد برؤيتك كثيرا ..

ظهرت علامات التعجب على وجوه الأشخاص الذين لم يتعرفو عليه ، فقد كانت المرة الأولى التي يرون فيها مديرهم السابق بدون تلك النظارات الضخمة وبشعر مسرح ومنظر أنيق ..
قال السيد كازوما : كيف لي ألا أحضر تخرجكم ؟؟ أنتم كأبنائي ومن واجبي مشاركتكم الفرحة ..

تحلق التلامذة من حوله ، بدو سعداء لرؤيته فقد تم طرده من عمله بعد المشكلة الأخيرة التي أحدثها ساي في المدرسة ، تجاذبوا أطراف الحديث قليلا وبمجرد أن وقع بصر السيد كازوما على اللوحة حتى قال بإنبهار : اللوحة هناك إنها جميلة جدا هل أنتم من قام برسمها ..
أومأت إحدى الطالبات برأسها : نعم لقد قام لوريوس برسمها ونحن ساعدناه وقد أعددناه لنفاجئ أصدقاء روز ..

ابتسم بعذوبة محدقا بجوليا وسوبارو : أنا سعيد لأن علاقتكما بمن حولكما أصبحت أفضل من السابق ، بدأ الجميع يفهمونكم بشكل أفضل ..
ثم تابع مخاطبا الجميع : يجب أن أغادر الآن لألقي التحية على بقية التلاميذ ، أنا فخور بكل طالب هنا وأرجو من أعماق قلبي أن تحققوا أحلامكم جميعها في المستقبل ..

قالت يونا بسرعة : انتظر قبل ذلك لم لا تأخذ صورة معنا ..
ـ هل لا بأس بذلك ؟؟
ـ بالتأكيد هيا تعال ..

تجمع الجميع وكل أخذ مكانه و الأجواء هذه المرة كانت مختلفة ، حضور السيد كازوما غير من نفسية الجميع ، لذا كانت الصورة التي تم إلتقاطها مبهجة كما يجب أن يكون ..

قالت جودي وهي ترفع إبهامها : جيد لقد انتهينا ، سأقوم بطباعة الصور وسيأخذ كل شخص نسخة منه لاحقا لذا احرصوا على المجيء للحفل الذي سنقيمه بعد يومين..
غادر بعدها السيد كازوما وافترق بعضهم ولم يبقى في الصف سوى القلة ، قالت جوليا محدثة لوريوس : لوريوس هل يمكنني أخذ اللوحة معي ؟؟ لا أظن أنك بحاجة إليها صحيح ؟؟
تدخل ياماتو بسرعة : لا أنا أريد أن آخذه معي أرجوك ..
رمقته جوليا بنظرة غريبة : غير مسموح أنت تمتلك خطيبة والإحتفاظ بصورة فتاة أخرى نوع من الخيانة ..

صمت ياماتو حينها بينما وافق لوريوس على طلب جوليا وقام بإهدائها اللوحة التي خطط لإعطائها منذ البداية ، وهكذا انطوى يوم جديد من دون روز التي لم تعلموا بعد ما حصل لها بالتحديد ، وكيف توفيت ومتى حصل ذلك ..
إذا لنعد بالزمن قليلا وبالتحديد في اليوم الذي يلي موت ساي فقصة معاناة روز قبل وفاتها تبدأ من هنا ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 04-17-2017 الساعة 05:13 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011