عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 05-25-2016, 10:16 PM
 
سلاااااااااااااااااااام
شخبارك؟؟؟؟
اظنك مللتي من نفس اسالتي ههههههههههههههههه
واااااااااااااااااااااااو البارت روووووعه في كل مره يزاد جمالا
لم اتوقع ان سوبارو سيطلب طلب مثل ذلك
شكل جوليا راح توافق المجنونه بس يا زينها
اما روز شكلها مره غبيه زعلت من صديقتها بس عشان كلمت واحد
ياماتو احسه راح يحب روز مدري ليه
ويمكن روز كانت تواعد احد بس خانها
اكملي عزيزتي ننتظرك
في امان الله
__________________

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 05-30-2016, 10:23 PM
 
**( 8 )**
جفلت في مكاني لثوان .. لم أستطع تصديق ما سمعته .. لدي مشكلة في سمعي ربما ..
قلت بهدوء : ماذا طلبت ؟؟ لم أسمعك جيدا ..
ـ قلت أنني أريدك أن تكوني حبيبتي ..
ها هو ذا سمعي الغبي يسمع شيئا أخرق من جديد .. علي أن فحص حاسة السمع لدي .. أشعر أنني مصابة بحول سمعي ..
قلت بإبتسامة : آسفة لكن هل لك أن تعيد ما قلته ..
أقفل الكتاب الذي بين يديه بقوة وقال : لقد سمعته جيدا ، لكنك تحاولين إنكار ما سمعته ، وتظلين تحاولين إعادة السؤال حتى أغير طلبي ، ثم أنك لن توافقي على أن تكوني حبيبة مومياء ..

قال كلمته الأخيرة بنبرة ساخرة .. وهو ينظر إلي بحدة .. سرت قشعريرة في جسدي بسبب نظرته الحادة .. تراجعت للوراء خطوتين .. وأنا أراه يقف وينفض الغبار عن ملابسه ..
ثم عاد ليقول : في المرة القادمة لا تقطعي وعداً إذا لم تستطيعي الإيفاء به ..
غادر مبتعدا وأنا لا أزال واقفة في مكاني .. ونظراتي تتبعه حتى إختفى عن ناظراي .. هذا جنون حقا .. لم أتوقع منه هذا الطلب ..
لم أنتبه إلى الوقت إلا بعد أن حل الظلام .. يبدو أن طلبه أثر فيّ حقا .. أمسكت حقيبتي التي سقطت مني .. وبعدها توجهت إلى المنزل ..


عندما وصلت نظرت إلى المنزل المقابل لمنزلي .. والذي هو منزل روز .. سأعتذر منها في الغد .. لن أدع صداقتنا تنتهي بسبب ياماتو .. يجب أن أتحدث معها ..
دخلت المنزل .. وتوجهت مباشرة إلى غرفتي لتغيير ملابسي ..


***

~ روز ~
إستيقظت من النوم على صوت المنبه .. إرتديت زيي المدرسي ونزلت إلى الأسف حيث أمي وأخي ـ الذي يصغرني بعامان ـ جلست معهما وبدأت بتناول الإفطار .. بعد أن انتهيت قالت لي والدتي : روز لاتنسي ما قلته لك ..
صرخت غاضبة : لا أريد ، وأنا لن أسمح لك بذلك ..
صرخ أخي قائلا : روز لا تقفي أمام مستقبل أمي ..
وقفت غاضبة : قلتها سابقا وسأقولها من جديد ، لن أدعك تتزوجين مجددا ..
ـ لا شأن لك في حياتي يا روز ، رأيك لا يهمني ..

كلما فتحت موضوع زواجها أبدأ بالغضب .. سيرته يجلب الغضب .. لا أريد لأمي أن تتزوج شخصا آخر .. ألم تشبع بعد من الزواج ؟؟ ألا يكفي أنها تزوجت مرتان في حياتها ؟؟ هل ترغب في أن تتزوج للمرة الثالثة ؟؟
الجدال هكذا لن يفيد .. يجب أن أذهب إلى ذلك الرجل وأتحدث إليه ..
أمسكت حقيبتي وخرجت من المنزل .. في طريقي رأيت جوليا تمشي ويبدو عليها الشرود .. كنت سأناديها .. لكني تذكرت أننا متخاصمتين الآن ..

تعمدت المشي بسرعة لأسبقها بخطوات حتى تراني .. وحين لمحتني أخذت تناديني .. لكني كنت أتجاهلها عن قصد .. هي تغضبني حقا كلما رأيتها تتحدث مع ذلك الغبي ياماتو .. وأشعر أنها قد إنجذبت إليه .. كيف لا وهو وسيم جدا .. وكل من يراه لابد من أن يعجب به ..

شعرت بيد تمسك معصمي .. لقد عرفتها مباشرة دون أن ألتفت .. كيف لا وهي اليد التي كنت أمسك بها دائما في الماضي .. تلك اليد التي كانت تدافع عني منذ زمن ..
نعم إنها يد جوليا ..

سحبت يدي من بين كفيها بعنف .. وتابعت طريقي بخطوات سريعة .. لا أستطيع أن أتجاهل ما تفعله .. مجرد حديثها مع ياماتو يغضبني .. والتفكير في أنها معجبة به يغضبني أكثر فأكثر ..
كنت أسمعها تناديني بنبرة متوسلة متجاهلة الأشخاص الذين ينظرون إلينا .. لكن هذا لن يثنيني عن قراري .. قلت أني لن أتحدث معها يعني لن أتحدث ..

وصلت إلى بوابة المدرسة الرئيسية .. وجوليا لم تستلم بعد .. إنها عنيدة حقا .. كما كانت في السابق تماما ..
عندما أحسست أنها لن تستسلم .. إلتفت إليها وقلت : جوليا أنت لن تغيري رأيي مهما حاولت ، إبتعدي عني وكفي عن إزعاجي ..
بدأت جوليا بالإعتذار .. تبا إنها تغيظني حقا .. أكره رؤيتها هكذا ..
صرخت قائلة : توقفي عن الإعتذار أيتها الحمقاء ، فالأسف لا يجدي نفعا ، ضعي هذا في حسبانك ..
ـ ماعساي أن أفعل إذا ؟؟
ـ إبتعدي عني فقط ..
أدرت ظهري وأكملت طريقي إلى الصف .. نظرت إلى إحدى الطالبات الموجودات في الصف والتي تجلس في الأمام ..
تقدمت ناحيتها وقلت : هي أنت فالنتبادل الأماكن ..
نظرت إلي بإستنكار .. يبدو أن طلبي لم يعجبها .. لكني لن أعطيها فرصة لترفض ..
ضربت الطاولة بقبضتي وقلت : هيا إبتعدي سأجلس هنا من الآن وصاعدا ..

إبتعدت الفتاة من مكانها مرتعبة .. وجلست أنا في مكانها .. بينما قالت جوليا التي دخلت إلى الصف للتو : روز هل أنت جادة ؟؟ هل ستجلسين هنا حقا ..
تجاهلتها كما لو أنها غير موجودة .. هي تستحق هذا وأكثر .. من قال لها أن تتحدث مع ذلك الغبي ياماتو وهي تعلم أنني أكرهه , ولا أطيق رؤيته إطلاقا ..

لاحظت أن عينيها مثبتتان إلى الخلف .. تبا يبدو أنها تنظر لياماتو .. إلتفت لأرى ذلك الغبي .. لكني تفاجأت عندما وجدت مقعده خاليا .. وهو غير موجود في الخلف ..
نظرت إلى جوليا من جديد .. إلى من تنظر يا ترى ؟؟
أعدت النظر إلى الخلف .. لألاحظ أن المومياء ينظر إلى جوليا.. بدأت أنقل ببصري بينهما .. لماذا هذه النظرات ؟؟ هل حدث شيء ..

إنتابني الفضول فجأة .. يجب أن أعرف مهما كلف الأمر .. وقفت من على الكرسي .. وتوجهت إلى مقعدي القديم الذي هو بجوار جوليا ..
وقلت للفتاة بنبرة آمرة : فالتعودي إلى مكانك ..
نظرت إلي بغضب .. ومن الواضح إنها تكتم غضبها .. فمعظم الفتيات هنا يخفن مني .. قامت الفتاة لأجلس أنا في مكاني .. ويبدو أن جوليا لازالت تنظر إلى المومياء ..
إلتفت إلى الخلف وقلت له : هي أنت أيها المومياء ذكرني بإسمك مرة أخرى ..
نقل ببصره نحوي .. لكنه لم يجب بكلمة واحدة ..
قلت ساخرة : لا تقل لي أنك فوق تشوهك أبكم أيضا ..
تغيرت نظراته الباردة إلى نظرات حادة .. جعلتني أقشعر منه ..
حتى ياماتو لا يمتلك نظرات حادة كهذه .. عدت أنظر للأمام .. وجوليا عادت إلى مقعدها ..
شعرت أنها اللحظة المناسبة لتروي لي سبب هذه النظرات ..
إلتفت إليها وقلت : جوليا هل حصل بينكما شيء ؟؟
نظرت إلي بدهشة .. قبل ثواني كنت غاضبة منها .. ولم أعرها إهتماما .. لكن الآن بدأت بالتحدث معها ..
لكن السبب الحقيقي هو ليس لأنني قد سامحتها .. لا كل مافي الأمر أنني أريد أن أشبع فضولي ..
قلت لها : هل ستتحدثين او لأ ؟؟
ـ ماذا تقصدين بسؤالك ؟؟
قلت بصوت خافت حتى لا يسمعنا سوبارو الموجود في الخلف : أقصد ماسر تلك النظرات التي بينك أنت والمومياء ..
إبتعدت عني متفاجئة وهي تقول : وما أدراك أن هناك شيئا حصل بيننا ؟؟
إبتسمت بخبث وقلت بذات الصوت الخافت : من نظراتكم لبعض قبل دقائق ..

بدا علامات التوتر على جوليا .. وأنا ازددت شوقا لمعرفة مايحدث ..
قالت بعد صمت دام لثواني : سأخبرك إذا أخبرتني عن سر كرهك للفتيان ..
تبا إنها ماهرة في قلب الطاولة لمصلحتها .. عدت أنظر للأمام وأنا غاضبة منها ..
قلت غاضبة : ليس من شأنك سؤالي عن الماضي ، ثم أنك أنت أيضا تخفين شيئا ، لاتنكري ذلك ..
ـ لن أنكر ذلك ، لذلك لست مجبرة على الإجابة على سؤالي ، لأنني سأكون مضطرة لأروي لك ماحدث إذا ماأخبرتني ..

هذا الحوار شبيه بالحوار الذي دار بيننا في أول لقاء لنا بعد إنفصالنا عن بعضنا البعض لسنتين .. إنه تماما كما اتفقنا في الماضي ..
إذا أخبرتها عن ماحصل لي هي ستخبرني بما حصل معها .. لكن كلتانا تأبى البوح بما حصل معها .. لذلك فضلنا الصمت ..
دخل ياماتو للصف .. نظرت إليه بطرف عيني .. كالعادة إنه محاط بالفتيات .. إنه يغضبني حقا .. وما يغضبني أكثر هو أنني أقريت أمامه بضعفي .. سحقا لقد كانت لحظة ضعف مني ..

***

~ ياماتو~
طوال الحصص السابقة كنت أحاول التفكير في طريقة أحصل فيها على علبة غدائي دون أن ترانا روز وتغضب من جوليا .. مما يؤدي إلى غضب جوليا علي ..
عندما حان موعد إستراحة الغداء .. كنت لم أتوصل بعد إلى حل مناسب ..
نظرت إلى باب الصف لأجد مجموعة الفتيات متكدسات هناك .. استغربت كثيرا .. لماذا لم يتحلقن حولي كالعادة ؟؟؟
أشارت إحداهن بإصبعها بأن آتي إليها .. إنهن غريبات اليوم .. مالسبب في هذا ؟؟
توجهت نحوهن قائلا : ماذا هناك ؟؟
ـ ياماتو أرجوك غير مقعدك ، لن نستطيع الإقتراب منك إذا ما كنت بجوار ذلك المضمد ..
إلتفت إلى الوراء .. لأرى أن مايقصدنه بالمضمد هو سوبارو .. هكذا إذا .. هن يخشين من سوبارو .. هذا جيد ..
إبتسمت إليهن وعدت إلى مكاني متجاهلا ندائهن .. يبدو أن وجود سوبارو مفيد لي .. نظرت إلى سوبارو وقلت مبتسما : شكرا لأنك بجانبي ..
نظر إلي بعينيه الحادتين .. وعلى رأسه علامة إستفهام كبيرة .. يبدو أنه لم يفهم ماأقصده ..
قلت بذات الإبتسامة : ليس من المهم أن تفهم ..

أعاد ناظريه إلى الكتاب الذي في حوزته .. لقد لاحظت أنه محب للقراءة كثيرا .. فهو في أوقات الفراغ دائما مايمسك كتابا ويقرأه .. أما أنا فلا أتحمل رؤية الكتب ..
قلت بملل : بماذا تشعر وأنت تقرأ الكتب ؟؟
سوبارو : أشعر بالمتعة ..
ـ أي متعة تقصد ؟؟ إن الكتب مملة حقا ..
قال وهو ينظر إلي : إسمعني الكتب ليست مملة ، وهي كنز لن يحصل عليه الحمقى من أمثالك ..
غضبت من وصفه لي بالأحمق ..
قلت بحدة : عدم محبتي للكتب لا يعني أنني أحمق ..
تجاهلني وعاد إلى كتابه .. زفرت بيأس .. لاوقت لدي لأتجادل مع هذا الغبي .. سأفكر الآن في طريقة لأحصل على علبة غدائي ..
لا أريد أن تغضب مني جوليا كما حدث في تلك المرة .. عندما أرادت خنقي حتى الموت .. لازلت أتذكر تلك اللحظة المرعبة..

فجأة خطرت في بالي فكرة .. قلت لسوبارو بهمس : سوبارو أحتاج مساعدتك ..
نظر إلي بطرف عينه .. قلت له بذات النبرة : أرجوك ساعدني ، أعدك أني سأحل لك واجب الرياضيات ..
قال ببرود : لا أريد ..
ـ أرجوك يا سوبارو ، حسنا لو ساعدتني سأدعك تتناول معي علبة الغداء التي أعدتها جوليا ..
إلتفت إلي وقال : هل أنت جاد ؟؟
إبتسمت قائلا : نعم أنا جاد ..
ـ ماذا تريد مني أن أفعل ؟؟
ـ أريدك أن تأخذ روز بعيدا عن جوليا حتى أستطيع أن آخذ علبة الغداء منها ..
قال بإستغراب : ولماذا لا تطلب منها ذلك ببساطة ؟؟
ـ لأن روز ستغضب ، لذلك لا أريدها أن تراني عندما آخذ من جوليا الغداء ..
ـ حسنا سأساعدك ، لكن في المقابل لا أريد منك أن تقاسمني علبة الغداء ، لدي شيء آخر أريده منك ..
ـ وما هو ؟؟
ـ سأخبرك به لاحقا ، سأقوم بالمهمة الآن ..

وقف سوبارو من مكانه .. وتوجه حيث روز جالسة على مقعدها ..
قال سوبارو مخاطبا روز : تعالي معي قليلا ، أريد أن أتحدث معك قليلا ..
لم أستطع أن أرى ملامح روز .. لأنها كانت تجلس أمامي وهي تعطيني ظهرها .. لكني أشعر أنها مندهشة ..
بعد عدة حوارات دار بينهما استطاع سوبارو أن يأخذ روز بعيدا عن جوليا وخرجا من الصف ..

لكن المشكلة أنه عندما خرج سوبارو هجمن الفتيات علي .. وتحلقن حولي .. ها هو ذا العقبة الثانية ..
قلت لهن : يا فتيات إبتعدن عني قليلا ..
قالت إحداهن : تبا لك يا ياماتو لماذا تجاهلتنا عندما قمنا بندائك ؟؟
قلت بضيق : وما شأنك ؟؟ هيا إبتعدن عني ..
قالت أخرى : لماذا تغيرت كثيرا يا ياماتو ؟؟ هل هذا بسبب بعض الجرذان التي تحوم حولك ؟؟

كنت أعلم أنهن يقصدن بذلك جوليا وروز .. قلت غاضبا : كفوا عن النظر إلى صديقتاي بإستصغار ..
صرخت واحدة منهن بغضب : يبدو أن هذه القذرة قد لعبت بعقلك ، لن نسامحها على هذا ..
إلتفت الفتيات نحو جوليا .. والشرر يتطاير من أعينهن .. ما إن رأت جوليا نظراتهن حتى بدأت بالإعتذار كالعادة ..
ضربت الطاولة بقبضتي وقلت : هذا يكفي غادروا الصف بسرعة ..
إرتعبن الفتيات من نبرتي العالية .. وبعدها خرجن مسرعات .. وأنا أسمعهن يتمتمن بالكلمات الغاضبة على جوليا .. ما إن خرجن حتى قلت لجوليا : أنا آسفة فكل مايحصل بسببي ..
قالت جوليا مبتسمة : لا بأس ..
ـ أمم أين علبة غدائي ؟؟ هل أعددتها ؟؟
أخرجت جوليا علبة الغداء وقالت : خذ ، لكن لاتنسى ما اتفقنا عليه ، لاتتحدث معي عند وجود روز ..
ـ حسنا ..
أخذت علبة الغداء .. وما هي إلا دقائق حتى عادت روز وسوبارو .. نظرت إلي روز بحدة عندما لاحظت علبة الغداء وقالت بعصبية : من أين لك هذا ؟؟ لا تقل لي أن جوليا من أعدته لك ..
قلت بكذب : لا ليست جوليا ، إنها من إحدى الفتيات ..
أرمقتني بنظرة حادة ثم عادت إلى مقعدها .. وعادت تتحدث مع جوليا ..

نظرت إلى سوبارو مبتسما وقلت : شكرا لك ، لكن ماذا قلت لها ؟؟
ـ عندما خرجنا من الصف ، سألتها أين يقع غرفة المعلمين ، غضبت كثيرا عندما سألتها ذلك ، وظلت تصرخ في وجهي وتناديني بالمومياء ، يالها من فظة ..
أخفيت ابتسامتي حتى لا يغضب سوبارو .. روز فظة مع الجميع دائما .. وهذا ليس غريبا ..

قلت بعد صمت دام لثواني : صحيح ماذا كنت تريد مقابل الخدمة التي أسديتها إلي ؟؟
قال بهدوء : أريد أن نكون أصدقاء ..
تفاجأت قليلا من طلبه .. بعدها إنفجرت ضاحكا .. لم أستطع كبت ضحكي .. إنه شخص مضحك حقا ..
سمعت روز تقول ساخرة : شخص مجنون ..
قلت بعد أن هدأت وأنا أنظر لسوبارو : نحن أصدقاء أيها الأحمق ، حتى لو لم تطلب مني ذلك ..
إبتسم لي قائلا : ظننت أنك سترفض مصادقتي ..
لأول مرة أراه يبتسم .. يبدو أنه سعيد حقا بمصادقتي ..
قلت له : ولماذا كنت تظن أنني سأرفض ؟؟
قال بتردد : أمم كما ترى فالكل يخشاني لأني وكما تقول روز كالمومياء ..

تدخلت روز في حوارنا وقالت : إذا كنت تعترف أنك كالمومياء لماذا لاتنزع هذه الضمادات التي على وجهك ؟؟
نظرت إليها وقلت : هي أنت لاتتدخلي بيننا أيتها المتطفلة ..
قالت جوليا لروز : روز لايجب أن تكوني فظة هكذا ..
قال سوبارو ساخرا : أنت لست بأفضل منها يا جوليا ..
طأطأت جوليا رأسها وهمست معتذرة .. بعدها عادت تنظر للأمام .. وهي تعطينا ظهرها ..
أما روز فلا زالت ملتفة نحونا وقالت : هي أيها المومياء عندي سؤال ..
ـ إسئلي ماشئت لكن إذا سألتني عني سر الضمادات فأنا لن أخبرك ..
روز : لاتقلق لايهمني أمر الضمادات ، فأنا أعلم أن خلفها وجه مشوه بسبب حريق أو ماشابه ، سؤالي هو لماذا كنت أنت وجوليا تتبادلان النظرات الغريبة في صباح هذا اليوم ؟؟
إتسعت عينا سوبارو وقال : متى حصل ذلك ؟؟ لاتكذبي ..
ـ أنا من يجب أن يقول ذلك ، لقد رأيتكما تتبادلان النظرات بأم عيناي ، لاتحاول الإنكار ، إعترف مالذي حصل ؟؟

أمسك سوبارو الكتاب وقال : لاشيء حصل بيننا ..
عاد يقرأ كتابه .. وأنا أشتعل فضولا .. قلت لروز : هل حصل ذلك بينهما حقا ؟؟
قالت روز : نعم ، وهل تظنني كاذبة ؟؟
ـ مالسبب ياترى ؟؟
ـ وما أدراني أنا ، لقد سألته لأنني لا أعرف الجواب ايها الغبي ..
قلت متسائلا : ولماذا لاتسالين جوليا ؟؟ فهي صديقتك ولا أظن أنها ستخفي شيئا ..
إبتسمت عندها روز إبتسامة سااخرة .. لم أفهم ماتعني من تلك الإبتسامة ..
قالت بهدوء : وهل على الأصدقاء البوح بجميع أسرارهم ؟؟

تفاجأت من سؤالها .. ماذا تقصد بذلك ؟؟ قلت بغباء : أليس الأصدقاء يقومون بذلك ؟؟
ضحكت روز ضحكة خافتة .. بعدها اعتدلت في جلوسها ..
كنت أرمش مستغربا .. مالذي كانت تقصده من كل ماقالته ؟؟

***

~ سوبارو ~
بعد إنتهاء الدوام .. قمت بجمع أغراضي .. ما إن انتهيت حتى قال ياماتو لي : سوبارو هل أنت متفرغ هذا اليوم ؟؟
تفاجأت من سؤاله .. لكني قلت : نعم لماذا ؟؟
قال مبتسما : مارأيك أن تأتي معي اليوم ..
قلت متسائلا : إلى أين ؟؟
ـ لاتكثر السؤال تعال معي فقط ..
أمسك ياماتو بيدي وبدأ بجري .. كانت هناك مجموعة من الفتيات في الخارج ما إن رأوني حتى إبتعدوا بسرعة عن الطريق .. إنه شيء طبيعي بالنسبة لي .. فالجميع يخافني .. الفتيات والصغار .. والرجال يخشون من الحديث معي ..
لقد اعتدت الأمر تماما .. لذا فهذا لا يؤثر فيني إطلاقا ..

وقفنا أمام سيارة سوداء فخمة .. وقف رجل أمام الباب وهو يرتدي زيا رسميا وفتح الباب .. دخل ياماتو ودخلت ورائه .. بعدها أقفل الرجل الباب وعاد إلى مقعد السائق وبدأ بتحريك السيارة..
نظرت إلى ياماتو .. إنه من عائلة غنية حقا .. وهذا واضح جدا من نوع السيارة ..
قلت بفضول : ياماتو لدي سؤال ، لماذا شخص مثلك يدرس في مدرسة عادية مثل مدرستنا ؟؟ أنا أشعر أنك شخص ثري ، لماذا لاتدرس في مدرسة مرموقة أكثر ؟؟
إلتفت إلي ياماتو ثم إبتسم وقال : أمم لأسباب خاصة ، لا أستطيع البوح به ..
قلت له: حسنا لن أجبرك ..
بقينا صامتين طوال الطريق ..وعندما توقفت السيارة ..
قال ياماتو مبتسما : هيا ننزل ..
ترجلنا وإذا بي أتفاجئ من المكان الذي أنا فيه .. لقد كنا في حي متواضع .. عكس ماكنت أتوقعه ..
قلت متفاجئا : هل تسكن هنا ؟؟
قال ضاحكا : لا لا ليس كذلك ، أنا هنا لزيارة مكان ما ..
ـ وما هو ؟؟
ـ اتبعني ..
بدأنا نمشي بين البيوت المتواضعة .. والمحلات البسيطة .. حتى توقفنا أمام مطعم صغير ومتواضع ..
قال ياماتو مبتسما : هيا فالندخل ..
تفاجأت منه .. لماذا شخص بمثل ثراءه يدخل إلى محل متواضع كهذا ..
دخلت خلفه لأرى أن المكان ليست بتلك الفخامة ..
جلسنا على أحد الطاولات وطلبنا طبق رامن ..
قال ياماتو : هذا أفضل مكان يبيع فيه الرامن ، وطعمه ليس له مثيل إطلاقا ..
قلت متفاجأ : ولماذا أحضرتني إلى هنا ؟؟
قال بإبتسامة : حتى نتناولها معا ، إعتبرها عربونا لصداقتنا ..
إبتسمت على حديثه .. يبدو أنه ليس كما توقعت .. لقد ظننت أنه إنسان مغرور ومتكبر .. لكن يبدو أنه عكس ذلك تماما ..
ماهي إلا دقائق حتى قُدمت إلينا طبق الرامن .. بدأنا بالشروع بتناوله .. ولأكون صادقا لقد كان لذيذا حقا كما قال ياماتو ..

بعد أن إنتهينا من تناولها .. دفع ياماتو ثمنها عوضا عني .. وكما قال إنها هدية بمناسبة صداقتنا ..
عندما خرجنا قال ياماتو : ها مارأيك ؟؟ أليست لذيذة ؟؟
قلت بإبتسامة : بلى هي كذالك ..
ـ توقعت أنك ستحبها ، على الرغم من أن المكان متواضع ، إلا أنها أفضل من المحلات الكبيرة ..
مشينا إلى حيث السيارة .. ما إن إقتربنا حتى رأيت رجلا يمشي بالقرب منا .. أحسست بالإرتباك .. وبسرعة أخذت أسحب ياماتو وتوجهنا إلى إحدى الزقاقات الضيقة .. إختلست النظر حتى أراقب وجهته .. وماهي إلا دقائق حتى ابتعد عن المكان ...
تنهدت براحة عندما غادر .. بينما قال ياماتو بإستغراب : ماذا هناك ؟؟ لماذا اختبئنا ؟؟
قلت بإبتسامة : لا شيء ، لاتشغل بالك ..
نظر إلي ياماتو نظرة مريبة .. تظاهرت بالغباء وقمت بسحب ياماتو حيث السيارة ..
صعدنا معا .. بعد صمت دام ثواني قال ياماتو : سوبارو هل كان لك أصدقاء في الماضي ؟؟
ـ لا لم يكن لدي أصدقاء ، لقد كان الجميع يتجاهلونني ..
ـ إذا إسمعني هناك قاعدة مهمة في الصداقة ..
ـ قاعدة مهمة ؟؟
ـ نعم ، بين الأصدقاء يجب ألا توجد الأسرار ..
فهمت مايقصده .. يريد مني أن أفسر له ماحدث للتو ..
لكني قلت متغابيا : أوه حقا؟؟ لم أسمع بهذا القانون من قبل ..
ـ لأنك لم تكون صداقات من قبل ، لكن بما أنك صديقي الآن يجب ألا تخفي شيئا عني ..
ـ وهل هناك قوانين وقواعد أخرى ؟؟
ـ عندما يحين الوقت سأخبرك ، لكن الآن أريد تفسيرا لما حصل ..
أسندت بجسدي إلى الخلف وقلت بهدوء : عندما يحين الوقت سأخبرك ..

بعد أن قلت هذا بدا علامات عدم الرضى على وجه ياماتو .. لكن هذا لن يضعفني .. فعدم معرفته سيكون أفضل له ولي ..
ظل الصمت سيد المكان لدقائق .. حتى قطعه ياماتو بسؤال : أين يقع منزلك ؟؟ أخبرني حتى أستطيع أن أوصلك ..
ـ لا بأس أوصلني إلى المدرسة وأنا سأكمل باقي الطريق مشيا فهو ليس بعيدا عن المدرسة ..
ـ لاتكن أحمقا ، بما أنك في السيارة فسأوصلك إلى منزلك مباشرة لاداعي بأن تتعب نفسك ..
ـ أحب ممارسة الرياضة ، لذلك لابأس ..
ـ تبا يالك من عنيد ..

***

~ روز ~
على مائدة العشاء .. كان الصمت يسود المكان .. بسبب التوتر الذي حصل في صباح هذا اليوم .. بعد أن انتهيت وقفت قائلة : سأصعد إلى غرفتي ، لاتزعجوني ..
سمعت أخي يقول : فتاة أنانية ..
تجاهلت ما قاله .. لن أدعه ينجح في إغضابي .. صعدت إلى غرفتي .. وأقفلتها بإحكام .. سأبدأ الآن بما خططت له ..
إرتديت ملابس مريحة .. أنرخيت جسدي إلى مستوى الأرض .. وأدخلت يدي تحت سريري باحثة عن شيء ما .. شيء احتفظت به منذ سنتين .. ولم أخبر أحد عنه ..
ما إن وضعت يدي عليه حتى أخرجته وعلى شفتاي إبتسامة ماكرة .. وضعت هذا الشيء في حقيبتي السوداء .. وبعدها فتحت نافذة غرفتي ..
كانت هناك شجرة كبيرة قريبة من الشرفة .. ومن السهل جدا القفز نحوه .. أخرجت جسدي قليلا .. وقفزت نحو الغصن .. وبدأت بالنزول من على الشجرة .. أصبحت الآن خارج المنزل .. وأمي لن تكتشف غيابي .. فأنا عندما أطلب منهم عدم إزعاجي فهم لن يفعلوا ذلك أو بمعنى آخر هي لن تفكر مطلقاً في الإطمئنان علي ..

بدأت أمشي في الظلمة.. فالوقت قد تأخر الآن .. إنها الساعة الثامنة ليلا .. ووجهتي ليست بعيدة جدا .. إنها تستغرق ربع ساعة مشيا على الأقدام .. لذلك لن أتأخر ..
سرت بهدوء نحو هدفي .. كل ما أريده الآن هو منع زواج أمي .. لن أسمح لها بأن تتزوج رجلا آخرا ..

تجاوزتني سيارة حمراء وبعدها توقفت على بعد مسافة بسيطة مني ..
لم أهتم كثيرا .. لكني تفاجأت عندما خرج منها .........


*_* نهاية الجزء *_*
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 06-05-2016, 03:03 PM
 

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ارجو ان تكوني بخير و كل امورك تمام

صراحة ، لقد احببت كل شيء في روايتك !
الأحداث جميلة و أيضا مشوقة ..!
جوليا و تغيرها المفاجى و روز و تغيرها المفاجئ أيضا !
أنا قد علمت القليل عن تغير روز و سبب كرهها للرجال
و لأمها يد في ذلك على ما أظن ..أقصد زواجها مرة اخرى <<مجرد احتمال
المومياء المضمد و طلبه الغريب المعجز من جوليا
كررت الموقف مية مرة
انا لم احب أبدا ضعف جوليا و اعتذارها الدائم الغير مبرر
اما روز اتخيلها دوما والدة جوليا لحرصها عليها
يا بنت انا متشوقة للقادم
اسلوب جميل و وصف في محله
صحيح ردي قصير بس رح يكون طويل كعادتي في الفصل القادم
تحياتي
hartent, FREEAL, حُبْ. and 1 others like this.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 06-06-2016, 11:21 AM
 
السلام عليكم
كيفك حالك عزيزتي؟؟

البارت مشوق كالعادة
احببت كل شيء في روايتك الجميلة
حتى الشخصيات رائعه فكرتها غريبه قليلا
اظن ان سوبارو يلف الضمادات ليس لانه محترق
اظن انه يخفي وجهه الوسيم
اما عن كره روز للفتيان لانه زوج والدتها السابق كان يضروها
واما ياماتو اظن انه انتقل الا هذه المدرسة بسبب روز
واما عن تغير جوليا لا ادري

استمري عزيزتي حتى اجد الاجابة عن اسئلتي
اسلوبك جميل وله حبكة مميزه
في انتظار البارت القادم angel4angel4
في امان الله
__________________

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 06-10-2016, 06:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

( 9 )

شهقت فزعة حين رأيت أمي وأخي يخرجان من سيارة الإجرة.. كيف علما أنني تسللت من المنزل ؟؟
توجهت أمي نحوي راكضة .. ويبدو على ملامحها الغضب ..
إقتربت مني وأمسكتني من كتفاي وهي تصرخ : هل أنت مجنونة ؟؟ لماذا خرجت من المنزل دون إخباري ؟؟ سيكون عقابك عسيرا جدا في المنزل ..
سحبتني من يدي إلى السيارة.. وعندما مررت بجانب أخي كان ينظر إلي بإنتصار .. وعلى شفتيه إبتسامة مغرورة .. هو من وشى بي إذاً ..
ركبنا السيارة التي أتت بها أمي إلى هنا .. وعدنا أدراجنا إلى المنزل وأنا أشعر بالدم يتجمد في عروقي ..
نظرت إلى أخي وأنا أهمس بحنق : كيف علمت بمغادرتي ؟؟
رمقني باستحقار : أصمتي أيتها اللعينة و أعدي نفسك فقط للعقاب ..
..
بلعت ريقي بصعوبة وقد تجمدت أطرافي من شدة الخوف .. وكم أتمنى أن يطول الطريق لكن للأسف ما هي إلا دقائق حتى وصلنا إلى البيت ..
بمجرد أن دخلنا المنزل وأغلقنا الباب خلفنا حتى أتاني صوت أمي الغاضب : في ماذا كنت تفكرين أيتها المجنونة ؟؟
قلت محاولة التبرير : أنا لم أحاول التسلل يا أمي صدقيني ..
ردت أمي بغضب : لو لم ينظر أخاك إلى النافذة المطلة إلى الشارع لما رآك ولما علمنا عن خروجك من المنزل في هذا الوقت ..
تقدم ماركو ناحية أمي وقال : أمي يجب أن تعاقبيها وإلا كررت فعلتها ثانية ..
صرخت عليه : لاتتدخل أيها المتطفل ..
قالت أمي وهي ترمقني بكراهية : لا تخاطبي إبني بهذه النبرة أيتها الوقحة ..
قال ماركو بخبث وهو يناول أمي سلك الكهرباء : خذي هذا يا أمي ، إنه مناسب لمعاقبة روز العنيدة ..
عندما رأيت سلك الكهرباء في متناول يد أمي .. بدأت أرتعش من الخوف .. وحقدي قد ازداد على ماركو ..
إقتربت أمي مني وأنا أشعر بالدماء تتجمد في عروقي ، وما هي إلا لحظات حتى أطلقت صرخة عالية هزت أركان المنزل .. لكن الأمر لم يقف على هذا الحد .. فيما أكملت أمي ضربي متجاهلة صرخاتي وبكائي وتوسلاتي .. وماركو من خلفها يشجعها على ضربي أكثر وأكثر ..

كنت أشعر بالألم في أرجاء جسدي .. وكلما وقع السلك على جسدي كنت أصرخ بأقوى مالدي .. دموعي لم تتوقف عن الأنهمار .. وماهي إلا لحظات حتى شعرت أن جسدي قد تخدر .. ولم أعد أقوى على الصراخ أكثر .. وبعدها غرقت في الظلام ..

***

~ جوليا ~
في صباح اليوم التالي .. كنت قد وصلت إلى المدرسة مبكراً فلا روز كانت حاضرة ولا حتى ياماتو ، وقررت حينها أن أشغل نفسي بقراءة إحدى الكتب التي بحوزتي ..
في الواقع أنا مهووسي الكتب.. لكني للأسف أمتلك صديقة تنفر من الكتب وتبغض القراءة بشكل كبير ، لذا وحفاظاً على رابطة الصداقة التي بيننا أنا لا أمارس هوايتي أمامها البتة ..

بينما كنت منغمسة بالقراءة قاطعني صوت مألوف : من الغريب جداً رؤيتك تقرأين شيئاً ..
رفعت رأسي للأعلى حيث يقف ياماتو ، وقلت مبتسمة : لا أرى في الأمر غرابة إطلاقاً ، هل من الخطأ أن تثقف نفسك ..
قال ياماتو : لا أبداً لكن الأمر يزعجني قليلاً ..
أطلقت ضحكة قصيرة : إذاً أنت الآخر لا تحب القراءة ، المهم لا تزعجني قد تأتي روز في أي لحظة ولا أريدها أن تراني أتحدث معك ..


في هذه اللحظة لمحت سوبارو يدخل إلى الصف .. وجلس في مكانه مباشرة دون أن يرمقني بنظرة ..
بعدت أشغل نفسي بالقراءة من جديد .. ووجود سوبارو خلفي يوترني كثيراً وأنا أحاول جاهدة إخفاء هذا ..
عاد ياماتو إلى مقعده وأخذ الشابان يتجاذبان أطراف الحديث بشكل بسيط ، أظن أنهما أصبحا أقرب قليلاً لبعضهما ..

فجأة بدأ ياماتو بمناداتي .. في البداية كنت أحاول تجاهله لكنه كان لحوحاً بشكل مزعج مما اضطرني إلى الإلتفات إليه قليلاً ..
- ماذا تريد ؟؟
قلتها وأنا أحاول ألا يقع بصري على الشخص المجاور له ..
قال ياماتو : سوبارو يحب قراءة الكتب العلمية ، وأنت أي نوع تفضلين ؟؟
- لا بأس بجميع الكتب معي ..
لاحظ ياماتو ارتباكي فقال متعجباً : ماذا بك يا جوليا ؟؟ تبدين غريبة ، ماذا حصل معك فجأة ..
لم أستطع أن أجيب عليه .. ماذا أقول له يا ترى ؟؟ لم أجد جواباً لسؤاله لذا قررت التهرب منه فوقفت قائلة : أعذرني أرغب في الذهاب إلى دورة المياه قليلاً ..
قال ياماتو : إذاً أسرعي فالحصة الأولى ستبدأ قريبا ..


***

~ ياماتو ~
بعد مغادرة جوليا الصف .. إلتفت إلى سوبارو وقلت ضاحكا : ماكان يجب أن أسئلها عن سبب تغيرها ، يبدو أن لديها مشكلة مع معدتها ..
قال سوبارو : هل جوليا دائما ما تقرأ الكتب ؟؟
أجبت بلا مبالاة : لا أعلم ، لم أرها تقرأ كتابا قط ، إلا هذه المرة ..
بعد قليل رن جرس المدرسة معلنا عن بدء الحصة الأولى .. وجوليا لم تعد بعد .. ماهي إلا دقائق حتى دخلت جوليا قبل معلم الكيمياء ..
قلت لها : لقد تأخرت ..
إبتسمت وقالت : المعذرة ..
جلست في مكانها .. ولازال مقعد روز خاليا .. لماذا لم تأت بعد ؟؟ هل ستتأخر كما حدث سابقا أم أنها ستغيب ؟؟
في هذه اللحظة أقبلت علينا معلمة لم أرها قبلاً عوضاً عن معلم الكيمياء ..
كانت فاتنة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. ترتدي تنورة قصيرة باللون الأسود .. وقميص فاضحة باللون الأزرق البحري .. ملابسها أبعد ما يكون عن معلم محترم ..
وقفت أمام السبورة وقالت : دعوني أعرفكم بنفسي ، أنا المعلمة راي ، وسأبدأ بتدريسكم الكيمياء عوضا عن معلمكم القديم ، لأنه أصيب بحادث وأنا هنا كبديلة له حتى شفائه..
قالت رئيسة صفنا : لكن يا آنسة راي كيف حال المعلم الآن ؟؟
- لا تقلقوا حالته ليست بتلك الخطورة ، المهم الآن أرجو أن تكونوا تلامذة مهذبين ، وتتركوا بصمة حسنة في ذاكرتي ..

بهيئتها هذه استطاعت إسحار التلامذة الذكور .. شعرها أشقر محمر طويل يصل حتى فخذها .. ووجهها مليء بمساحيق التجميل الذي زاد جمالها إضعافاً مضاعفة .. أما عيناها فقصة آخرى من يحدث فيها لن يستطيع إبعاد ناظريه عنها ..
أرحت خدي على كفي وقلت لسوبارو بهمس : ما رأيك بهذا النوع من النساء ؟؟ ألا تجلب الإشمئزاز ؟؟ لا أعلم لم جميع الشبان ينظرون إليها بإعجاب ..
قال سوبارو : ألا تراها جميلة ؟؟
قلت له : لا أنكر أنها جميلة ، لكنني أكره النساء اللوات ، أشعر أن هذا النوع من النساء ذوات جمال زائف ، أفضل الفتاة البسيطة والعفوية أكثر ..
ـ هكذا إذا ..
ـ وأنت هل تعجبك هذه المعلمة ؟؟
قال بإبتسامة ساخرة : مهما تزينت من الخارج لا تزال بشعة من الداخل ..
قلت بإستغراب : لماذا تتحدث وكأنك تعرفها ؟؟ هل هي قريبة لك ؟؟
- كنت لأقتل نفسي لو كانت قريبتي ، أنا لا أعرفها ولا أرغب في معرفتها حتى لكن تستطيع أن تدرك مدى قذارتها من النظرة الأولى ..
عدت أنظر إلى المعلمة راي .. صحيح أنني لم أستسغها بسبب مظهرها لكن لم يخطر في ذهني أنها سيئة من الداخل ..


فرغنا من ثلاث حصص لم تأت روز بعد .. قلت لجوليا : جوليا أعتقد أن روز لن تحضر اليوم..
فأجابتني دون أن تلتفي نحوي : ربما لا أعلم ..
إلتزمت الصمت وأنا أشعر وكأن لا رغبة لها في الحديث كعي ، ولكني لا أعلم لما ..
***

~ سوبارو ~

عندما رن الجرس معلنا عن موعد إستراحة الغداء .. أخرجت الكتاب الذي مازلت لم أكمله .. وشرعت في قراءته ..
وأخذت أذني تلتقط الحوار الذي يدور بين ياماتو وجوليا : أتعلمين يا جوليا لقد أدمنت طعامك ..
- يسعدني أن طهيي المتواضع قد أرضى ذوقك ..
- بالمناسبة لازال بحوزتك علبة غداء إضافي صحيح ؟؟
- نعم ، لكن لم السؤال ؟؟
- أظن أنه من الإهدار رميه لذا أعطني إياه وأنا سأتصرف به ..
- هل ستتناول كلاهماا !!

ضحك بخفة : وهل تظنينني سميناً ؟؟ سأعطي سوبارو واحدة ..
اعترتني رغبة ملحة لرؤية ملامحها ، فلم أستطع منع عيني من النظر إلى وجهها فإذا بها تحدق بياماتو متفاجئة ..
أشحت ببصري نحو ياماتو وقلت : لست بحاجة إلى شفقتكم ، لست بجائعاً لذا لا داعي لإعطائي شيئاً ..
ياماتو : لكنها علبة غداء إضافية ، لا يجب أن نقوم برميها ، كلها أرجوك ..
قلت بإبتسامة ساخرة وأنا أحدق بجوليا التي لم تنظر إلي قط : لا تقرر ما ستفعله بأشياء الآخرين فلعل صاحبتها غير راضية عن قرارك..
نظر ياماتو إلى جوليا وقال : جوليا فتاة لطيفة لا أظن أنها ستمانع ، أليس كذلك ؟؟
لم تجب جوليا .. فقلت بسرعة منهياً النقاش : لا تزعجاني أرجوكما ..
عدت أقرأ الكتاب وأنا أنحت على وجهي ابتسامة ساخرة .. شتان ما بين تعاملها معي وتعاملها مع ياماتو .. هه هذا مضحك حقا !!
الجميع لا يهتمون إلا بالمظاهر .. يكنون الحب والمودة لياماتو لأنه شاب وسيم .. ويتجنبونني ما إن يروني لأنني ملفوف بالضمادات ..
العالم أصبح يتعامل بالمظاهر فقط .. لم يعد جمال الروح هو المقياس .. المظاهر ولا شيء ..

بعد إنتهاء الدوام .. بدأت بجمع أغراضي في الحقيبة ..
فإذا بياماتو يقول لي : سوبارو مارأيك أن تأتي معنا ؟؟
قلت متسائلا : إلى أين مرة أخرى ؟؟
فأجابني : إلى منزل روز حتى نطمئن عليها ، فهي لم تحضر اليوم كما تعلم ..
رفعت نظري إلى جوليا التي تقف على بعد مسافة بسيطة منا .. ويبدو أنها تنتظر ياماتو حتى يذهبا معا .. ما إن وقع عيني عليها حتى أشاحت ببصرها بعيدا .. وهي تدعك كفيها ببعضهما بتوتر ..
قلت بخبث : حسنا سآتي معكما ..
توسعت حدقاتا عينيها بتفاجؤ .. لقد ظنت بأني سأرفض .. لكني خيبت أملها .. مشيت بجانب ياماتو .. وجوليا تسبقنا بمسافة .. خرجنا معا من المدرسة .. فإذا بي أرى جوليا تقوم بسحب ياماتو بعيدا عني .. وتهمس له بكلمات لم أسمعها ..
لكني موقن أنها تتحدث معه بشأني .. فهي لاتريد مني مرافقتهما ..
إبتسمت ساخرا من نفسي لست راغب حقاً بالذهاب إلى سليطة اللسان تلك .. أردت فقط أن أرى ردة فعل جوليا والآن بإمكاني الإنسحاب ..
قلت بصوت جهوري حتى يصل صوتي لهما : ياماتو أعتذر نسيت أن لدي ما أنجزه اليوم ، أنا مضطر للرحيل ، إلى اللقاء ..

***

~ ياماتو ~

نظرت إلى جوليا بغضب .. بدت حركاتها واضحة كالشمس .. يبدو أن سوبارو قد فهمها لذلك قرر المغادرة ..
نظرت إليها بعد أن ولى سوبارو مغادراً وقلت موبخاً : جوليا ما هذا التصرف الفظ ؟؟ لم أتوقع منك ذلك إطلاقا ..
فأخذت تحاول التبرير : أنا آسفة لكن .......

بترت عبارتها حين لم تجد عذراً لتصرفها : لكن ماذا ؟؟ لا تقولي أنك تتصرفين بهذاا لشكل تجاهه بسبب مظهره ، لقد خيبت أملي حقا ..
طأطأت جوليا رأسها وهي تتمتم بالإعتذار .. لكني قلت لها ساخرا : ما فائدة الإعتذار الآن ؟؟ هل تظنين أن الأمور ستحل بمجرد أن تعتذري ؟؟ لقد جرحت مشاعره بتصرفاتك الطفولية هذه ..

ثم أدرت ظهري إليها وقلت : إذهبي إلى روز لوحدك ، فأنا لم أعد راغبا في الذهاب ..
ركبت سيارتي وعدت بها إلى منزلي ..
فُتحت البوابة الرئيسية للقصر .. دخلت السيارة حيث تلك الحديقة الغناء والكبيرة .. في وسط الممر نافورة كبيرة قد بُعثرت بتلات الورد على سطح مائها بطريقة تزيد من جمالها ..

فُتح باب السيارة .. ليستقبلني مجموعة من الخدم ..
ترجلت منها ليأخذ أحدهم الحقيبة مني .. ثم إنحنى الجميع لتحيتي كما تجري العادة ..
دخلت إلى ذلك القصر الكبير .. والذي يبدو موحشا جدا بالنسبة لي .. تقدم ناحيتي رجل في الثلاثين من العمر .. يضع نظارة تزيد من جدية وجهه وحدة نظراته .. ويرتدي ملابس رسمية سوداء ..
قال لي آلبرت والذي يترأس الخدم : سيدي الصغير إن السيد يطلب رؤيتك ..
نظرت إلى آلبرت ببرود .. أعلم ما يريده لذلك لا داعي لأن أذهب إليه ..
قلت له : أخبر أبي أنه لن يأخذ رأيي حتى لو ذهبت إليه ، لذلك فاليفعل ما يشاء ..
قال آلبرت بنبرته الباردة المعهودة : فالتوصل له الرسالة بنفسك ..
على الرغم من أنه خادم إلا أنه يتصرف بطريقة تثير الغضب حقا .. نبرته الباردة تعطيه هيبة غريبة ..
قلت وأنا أصعد السلالم متوجها إلى غرفتي : تبا لك يا آلبرت ، أنت تغضبني حقا ..
إبتسم إبتسامة قصيرة يعبر فيها عن انتصاره ..
دخلت إلى غرفتي والتي قد طغى عليها اللون البني بتدرجاته ...

غيرت ملابسي بسرعة وخرجت متوجها إلى مكتب أبي .. حيث يكون فيه معظم وقته ..
لم أطرق الباب قبل دخولي .. دخلت لأجد أبي يتحدث بالهاتف ويبدو الغضب على محياه .. جلست على أحد المقعد المصنوع من الجلد أمام طاولة أبي .. وبقيت أنتظر منه إنهاء المكالمة .. مر أكثر من خمس دقائق .. وهو لايزال يتحدث بالهاتف .. ضقت ذرعا بالأمر ..
قلت بقليل من الغضب : أبي إذا لم ترد أن تتحدث معي لا تنادي في طلبي ..
أشار لي أبي بيده بالإنتظار .. ولم يغلق الخط حتى الآن .. قررت أن أنتظر قليلا .. لكن لو تركني أنتظر أكثر من ذلك فسوف أخرج حالا .. واليكمل حديثه بعد ذلك كيفما شاء ..

إنتظرت بعد ذلك خمس دقائق إضافية .. ولا يزال أبي منشغلا بالهاتف .. ضربت الطاولة بقبضة يدي وأنا أقول بإنزعاج حقيقي : أبي أنا هنا فالتؤجل المكالمة في وقت لاحق ..
أشار لي بيده مرة أخرى .. لكني لن أنتظر هذه المرة .. وقفت قائلا : لا تناديني مرة أخرى إذا كنت ستجعلني أنتظر هكذا ..
أدرت ظهري لأنصرف .. لكنه أمسك بيدي ..
سمعته يقول للمتصل : سنؤجل حديثنا لاحقا ، أنا مشغول الآن ..
إبتسمت بسخرية .. لماذا لم يقل ذلك منذ البداية ؟؟ ياللأسف إنه لا يعتبرني شيئا مهما ..
أقفل أبي الخط .. وإلتفت إليه وفي عيناي نظرة باردة .. نظرة دائما ما أنظر فيها إلى أبي ..
قال لي بنبرة آمرة : إجلس يا ياماتو ..
ألقيت بجسدي على الأريكة وقلت بهدوء : ماذا تريد ؟؟
قال أبي وهو يجلس على مقعده الأسود : إسمعني يا بني ، غدا ستأتي زوجتي الجديدة إلى المنزل ، لذلك أتمنى أن تكون هنا لإستقبالها ..
أملت فمي بسخرية .. كما توقعت تماما .. هو دائما ما يتزوج من النساء الجميلات .. وما هي إلا أيام حتى ينتهي بهم الحال بالطلاق ..
قلت ببرود : لا تقلق فأنا دائما أستقبل زوجاتك اللواتي سيكونون طليقاتك ..
قال أبي بنبرة أبرد مني : لا شأن لك في ما أفعله ، ثم أن هذه المرأة مختلفة تماما عن سابقاتها ..
قلت ساخرا : وما المختلف فيها ؟؟ هل هي كائن فضائي أو ما شابه ؟؟
نظر أبي إلي بحدة .. وقال : لم أظنك خفيف الظل هكذا ..
وقفت لأنهي النقاش : حسنا علمت ما تريد قوله ، والآن أنا سأذهب ..
استوقفني أبي : إنتظر لحظة ، كيف حالك الآن مع مدرستك ؟؟
قلت : ومالذي يجعلك تسأل عن حالي ؟؟
ـ لأنك إبني ..

ابتسمت بمرارة : لقد ظننت أنك نسيت أنني إبنك ، من الجيد أنك لا زلت تذكر ..
قال والدي بجمود : ولأنك إبني لا زلت غير راضياً بفكرة أن تبدرس في مدرسة عادية كمدرستك الحالية ، لماذا لم تسجل في مدرسة مرموقة كما فعل أصدقائك من المرحلة الإعدادية ؟؟ لماذا اخترت هذه المدرسة بالتحديد ؟؟
ـ لا فرق بين مدرسة ومدرسة جميعها أماكن للتعليم ..
ـ ياماتو أجبني بصراحة ، وإياك والمراوغة ، ماسبب إختيارك لذلك المدرسة ؟؟
نظرت إلى أبي بهدوء .. ولم أرد عليه .. فضلت الصمت على الجواب .. فأنا لا أمتلك جوابا في الأصل ..
بينما أردف أبي بنبرة شاكة بعد صمتي : هل هذا بسبب فتاة ؟؟
قلت بسرعة نافيا : لا أبدا ..
لا زالت نظراته الشاكة مصوبة نحوي .. يبدو أنه لم يصدقني .. لا حل آخر سوى الهرب ..
قلت بسرعة : أنا سأغادر الآن ..
مشيت بخطوات سريعة نحو الباب .. لأخرج من الغرفة قبل أن يوقفني أبي ثانيةً..
عندما أمسكت بمقبض الباب سمعت أبي يقول : إن كان ما قلته صحيحا فالويل لك يا ياماتو ..
لم أهتم بتهديده وخرجت من مكتبه بسرعة ..

***


~ جوليا ~

عندما قرعت جرس منزل روز .. كان ماركو هو من فتح الباب .. تراجعت للخلف قليلا .. أنا أكره هذا المخلوق كثيرا .. ولا أطيق رؤيته إطلاقا ..
سألته بهدوء : أين روز ؟؟
قال بنبرته المغرورة : ماذا تريدين منها ؟؟
ـ أريد أن أتحدث معها بأمور خاصة ..
ـ أخبريني بما لديك وأنا سأوصل الرسالة لها ..
إنه يماطل كثيرا .. يالغثاثته.. يبدو أنه لا يرغب في أن أراها .. لذلك قررت زيارتها في وقت لاحق ..

قلت له : سأعود إلى منزل الآن ..
أدرت ظهري له .. وتوجهت إلى منزلي .. لم أقم بالإتصال بها لأنها لا تملك هاتفها محمولا ..
قررت سؤالها غدا عن سبب غيابها اليوم عندما أراها ..

وفي صباح اليوم التالي .. نهضت كما العادة مبكرا .. لأنني وبكل بساطة لم أستطع النوم .. طوال ليلة البارحة كنت أفكر في ما قاله ياماتو لي .. وفي تعاملي مع سوبارو .. وفي ما قاله سوبارو ..
مللت من كثرة التفكير .. إرتديت زيي المدرسي .. وعندما انتهيت خرجت من المنزل بعد أن ودعت والداي ..

ترددت قليلا حول فكرة طرق باب منزل روز من جديد .. أخشى أن يرد عليّ ماركو أو والدتها .. سيتعكر مزاجي حينها بالتأكيد ..
لذلك قررت أن أكمل طريقي .. و سأقابلها قريبا في المدرسة ..

بينما كنت أسير في طريقي .. لفت نظري فتاة ترتدي الزي الرسمي لمدرستنا .. وتضع قبعة غريبة الشكل على رأسسها .. دققت النظر إليها جيدا .. إنها تبدو مألوفة بشكل غريب .. نظرت إلى تنورتها الطويلة التي تصل حتى أسفل الركبة .. وتحته شراب أسود طويل .. ولا يظهر من قدمها أي جزء حتى ..

لحظة .. الوحيدة التي ترتدي هكذا هي .. روز بلا شك .. أسرعت إليها بخطوات كبيرة .. ما إن إقتربت منها حتى أمسكت بمعصمها وأدرتها ناحيتي .. لأتفاجأ بأنها تضع نظارة كبيرة غير شفافة .. أي أنه لا يمكنني رؤية عينيها .. وتضع كمامة بيضاء على وجهها .. تغطي بها أنفها وفمها..
قلت متسائلة : روز ماهذا الذي ترتدينه ؟؟ هل أنت حمقاء ..
قالت روز ضاحكة : لقد أحببت أن أغير مظهري قليلا ..
ـ قليلا !! إن هذا كثير جدا ، ثم أنك تبدين غريبة حقا بهذا المظهر ..
ـ لا يهمني رأي الآخرين ، إنه يعجبني ..
سرت بجانبها وقلت : غريبة حقا ، صحيح لماذا تغيبت عن المدرسة يوم أمس ؟؟
لم تجبني روز .. وبقيت صامتة لثواني .. بعدها قالت بهدوء : لا شيء لقد تعبت قليلا ..
ـ هكذا إذا ، إنتبهي على صحتك أكثر ..
سرنا بجانب بعضنا .. وكلتانا صامتتين .. فجأة شعرت بضربة قوية من الخلف على كتفي ..

وصوت من خلفي يهتف بمرح : مرحبا أيتها الفتاتان المزعجتان ..
أمسكت مكان الضربة والتفت إلى الخلف لأقول متظاهرة بالألم : هذا مؤلم يا صاحب القبضة العملاقة ..
ضحك ياماتو قائلا : أنت مدللة جدا ، أنظري إلى .......
بتر جملته عندما نظر إلى وجه روز .. وبعدها نقل ببصره ناحيتي .. ظل يرمش عدة مرات وكأنه غير مصدق لما يراه ..
قال وهو لا يزال وسط صدمته : ماذا بكما ؟؟ لماذا تبدين شاحبة هكذا يا جوليا ؟؟ وأنت يا روز ما سر هذا المظهر الجديدة ؟؟
قلت بإبتسامة : مابك مصدوم هكذا ؟؟ كل ما في الأمر أنني أصبت بالأرق ليلة أمس ، أما روز فقد قررت أن تجدد من نفسها قليلاً ..
قالت روز غاضبة : أيها الأحمق المغفل ، لماذا ضربتي بقبضتك الضخمة هذه ؟؟ تبا لك أيها المتوحش ..
بعد ثواني إنفجر ياماتو ضاحكا .. مما جعل الجميع يلتف ناحيتنا مندهشين من سبب ضحكه العالي ..
يا إلهي أصبحت الأنظار مركزة نحونا ..وأنا لا أحب ذلك إطلاقا .. خصوصا وأن ياماتو واقف معنا ..
أمسكت بيد روز وركضت مبتعدة عن ياماتو بأقصى سرعتي .. وعلى حين غرة إصطدمت بشخص وسقطت على الأرض .. وروز سقطت من خلفي ..
رفعت رأسي للأعلى ببطء وأنا أتمتم معتذرة .. ما إن رأيته حتى عجز لساني عن إكمال إعتذاري .. إنه سوبارو ..
إلتفت إلى روز لأطمئن عليها .. لكن ما إن وقع بصري عليها حتى أخذت الدهشة ترتسم على وجهي ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Lune~ ; 06-10-2016 الساعة 11:53 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 10:36 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011