عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 06-25-2016, 08:51 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

..( 12 )..

~ روز ~
وقفت جوليا بهدوء ..و أمسكت بيد جودي قائلة : تعالي معي ..
أحسست أن هناك شيئا سيحدث .. خصوصا أن جوليا تبدو على غير عادتها .. وقفت معهما لأرى ماذا ستفعل جوليا ..
خرجت جوليا وهي ممسكة بيد جودي من المحل .. لحقت بهما لأرى جوليا تقف أمام زاك وتقول لجودي : إعتذري له حالا ..
قالت جودي برفض : لن أفعل ذلك ..
قال زاك مبتسما : لا بأس ففي النهاية أنا المخطئ ..
رأيت ياماتو يقف بجانبي وهو يقول : ألا تبدو جوليا غريبة قليلا ..
قلت مبتسمة وأنا أنظر إلى جوليا التي تنظر إلى جودي بنظرات حادة: يبدو أنها ستغضب حقا إذا لم تعتذر جودي ..
ـ ألا يجب علينا تهدئتها قبل أن ترتكب جريمة بأختها ؟؟
ـ فالنراقب بصمت فقط ، فأنا متشوقة لأرى ما سيحدث >> قلتها وعلى شفتاي إبتسامة خبيثة ..
ضربني ياماتو على رأسي بخفة قائلا : لا تكوني شريرة يا روز ..
تقدم ياماتو ناحيتهم .. وقال مبتسما : جوليا فالتهدئي أرجوك ، فالأمر لا يستدعي الغضب ، ثم أن زاك رجل ولن يهزه شيئ أليس كذلك ؟؟
إبتسم زاك وقال : نعم فما تقوله جودي لن يؤثر علي ..
نقلت جوليا بنظرها إلى جودي .. وظلت تحدق فيها بحدة .. بعدها أغمضت عيناها بهدوء لثواني ..
لتفتحهما وتظهر جوليا جديدة تماما .. جوليا نظراتها تبعث على الهدوء والطمأنينة ..
قالت مبتسمة عكس ماكانت سابقا وقالت لزاك : شكرا لك يا زاك لأنك تتحمل هذه الفتاة المزعجة ، وأنا آسفة حقا على ما تسببه أختي الصغرى من مشاكل ..
إبتسم زاك قائلا : لا مشكلة إطلاقا ..

عدنا جميعا إلى المحل من جديد .. أمسكني ياماتو قبل أن أدخل وهمس في أذني : روز لدي ...........
لم يكمل حديثه لأنني دفعته بعيدا عني وأنا أرتعش في مكاني .. صرخت قائلة : لا تقترب مني ، إياك والإقتراب مني ..

إحتضنت جسدي بكلتا يداي .. وأنا لا زلت أرتعش في مكاني .. ولازالت ذكريات تلك الليلة تُعرض أمامي .. كما لو أنها حدثت هذا اليوم ..
لم تعد قدماي تستطيعان حملي .. إنهرت على الأرض وأنا أضغط على رأسي .. لازال صوت ضحكته الكريهة تتردد في أذناي .. لازال صراخه المتألم في رأسي ووعيده لم يفارقني ..

***

~ ياماتو ~
ها هي ذا تصاب بالحالة ذاتها كالتي حصل معها في المدرسة .. توسلاتها العالية يصدح في أرجاء الحي ..
تقدمت جوليا نحوي قائلة : ياماتو مالذي فعلته بها ؟؟
قلت وأنا في وسط دهشتي : لا أعلم .
ـ لا تكذب رأيتك تهمس في أذنها قبل دقائق ..
ـ كل ما هنالك أنني أردت أن أسئلها سؤالا ، لكنها دفعتني وبدأت بالصريخ ..
تقدمنا نحوها .. وحاولنا تهدئتها .. لكن يبدو أنها لا تنصت لنا .. ظلت تصرخ لدقائق .. وبعدها فقدت وعيها ..
سقطت روز بين ذراعي جوليا التي بدأت بصفعها بخفة على وجهها ..
نظرت إلى زاك الواقف بذهول .. قلت له بسرعة : أحضر كأس ماء يا زاك أسرع أرجوك ..
نظرت إلى روز التي لا تشعر بشيء وقلت بقلق : مالذي اصابها يا ترى ؟؟ لماذا ينتابها هذه الحالة الغريبة ؟؟
بعد ثوان جاء زاك وفي يده كأس الماء .. سكبت القليل من الماء في يدي .. وبدأت بمسح وجهها .. وقد نجح الأمر بالفعل .. إذ أنها بدأت تفتح عينيها شيئا فشيئا .. هتفت براحة : لقد استيقظت ..
جلست روز بعد أن استعادت وعيها .. وظلت تتلفت يمينا وشمالا .. بعدها وقفت قائلة بتهديد : إياكم والتلفظ بكلمة واحدة ..
لم أهتم بتهديدها .. قلت مستفسراً : روز أخبرينا ماذا بك ؟؟
إلتفتت إلي بحدة وقالت : ألم تسمع ما قلته ؟؟ تصرف وكأن شيئا لم يحدث ..

قلت معترضا : كيف أتصرف بذلك وقد حصل شيء غريب أمامي ؟؟ أخبرينا مالذي تخفيه ؟؟
نظرت روز إلى جوليا وقالت : أسكتي هذا المحاق الثرثار إذا كنت تريدينني أن أبقى حية ..
أشارت لي جوليا بالصمت .. بينما عادت روز إلى المحل ببرود .. وجميعنا نلاحقها بنظرات متسائلة ..


أمسكت جوليا قائلا : جوليا من غير المعقول أنك لا تعلمين ما بها ، أنت صديقتها المقربة ويجب أن تعلمي ، أرجوك أخبريني مالذي أصابها ؟؟
أبعدت جوليا يدي قائلة : لا أعلم لا تسألني ..
قالت هذا ثم دخلت إلى المحل .. ودخلت أنا الآخر لأراهم يكملون الأكل بهدوء كما لو أن شيئا لم يكن ..
بعد ان انتهينا توجهنا معاً إلى السيارة .. وكان الصمت هو سيد الموقف .. طوال المدة وأنا أنظر إلى روز التي تنظر إلى النافذة بعينان زائغتان .. ثم نقلت بصري إلى جوليا التي تجلس بهدوء وعيناها مثبتتان على حضنها ..
قلت للسائق : توقف هنا والآن ..
أوقف السائق السيارة والكل ينظر إلي بإستغراب .. لم يصل أحد إلى منزله بعد ..
تابعت مخاطباً السائق : فالتغلق الباب من عندك بإحكام ..
نفذ السائق أمري من دون أن يستفسر .. والجميع لازالوا يحدقون بي بإندهاش ..

قلت بهدوء: لن يخرج أحد من هنا إلا بعد أن أعرف كل شيء ..
قالت روز بإندفاع : كفاك جنونا أيها الغبي ، أعدنا إلى منازلنا ..
قلت ببرود : لن أفعل ذلك حتى تُفصحي عن ما تخفيه ..
قال سوبارو بنبرته الهادئة : إذا أردت أن تعرف ماتخفيه روز فما ذنبنا نحن البقية ؟؟
روز بغضب : لست أنا الوحيدة التي تخفي الأسرار ، لدى كل شخص منكم سر يأبى البوح به ، لذلك لست مجبرة على الإجابة ..
إعتدلت في جلستي وقلت بجدية : لنجعل هذه الجلسة جلسة مصارحة ، وكل شخص منا يجب أن يقول ما يخفيه ..
ثم أردفت وأنا أنظر إلى الجميع بنظرات حادة : أشعر أن الجميع يخفي الكثير من الأسرار ، ويجب أن يُكشف ..
أشاحت روز ببصرها بعيدا عني .. أما سوبارو فقد رمقني بنظرة حادة دون أن يقول شيئا ..
أما جوليا فقد إبتسمت قائلة : ياماتو لا تكن أحمقا ، بأي حق تطلب منا أن نُفصح عن أسرارنا ..
قلت بثقة : نحن أصدقاء ، ويجب ألا نخفي شيئا عن بعضنا البعض ..
قالت روز ساخرة : أصدقاء !! لا تضحكني أيها الأحمق ..
تكتفت وأنا أسند بجسدي إلى الخلف وقلت : يبدو أن اليوم سيكون طويلا ، لن أطلب من السائق أن يتحرك أبدا ، إلا إذا بدأتم بالتحدث ..
إنقضت روز لناحيتي .. وأمسكت بياقة قميصي .. قالت غاضبة : إذا لم تتحرك سأقتلك أيها المجنون ، هل تفهم ؟؟
إبتسمت بهدوء وقلت : روز أنت ضعيفة لا تحاولي التظاهر بالقوة ، أنت تعلمين أنك ستهزمين أمامي بكل سهولة ..
رفعت يدي ممسكا كفيها اللذان التمسكان بها ياقتي .. وبعدها أبعدت يديها بكل يسر وسهولة ..
قلت لأستفزها : روز لا تحاولي ، مهما تظاهرتي بالقوة فأنت تعلمين أنك ضعيفة ، لا تنسي أنك اعترفت بهذا أمام الجميع في الصف ..


تجمدت ملامحها لثواني .. لتفاجأني فجأة بصوت صراخ عالي .. تليها سيل من الدموع والشهقات ..
تيبست في مكاني .. لم أعلم ماذا أفعل .. لقد أبكيت روز .. لا أصدق ذلك ..
سمعت جودي تقول بنبرة مستفزة : الفتى الوسيم قام بإبكاء فتاة ، هذا قاسي حقا ..
نظرت إلى روز التي لاتزال تبكي بشكل متواصل .. وصوت شهقاتها يملأ المكان ..
كردة فعل قمت بدفعها بعيدا عني .. بعد أن شعرت أنني السبب في بكائها .. سقطت روز في حضن جوليا .. ولازال صوت نحيبها مستمراً ..
إحتضنتها جوليا وهي تنظر إلي بهدوء .. قلت بتوتر : لم أقصد أن أجعلها تبكي ، أنا آسف حقا ..
قالت جوليا بهدوء : أعدنا إلى منازلنا بسرعة ..
طلبت من السائق أن يوصلهم إلى المنزل بعد أن علمت أن منزل روز قريب من منزل جوليا ..
لم يتكلم أحد بعد ذلك ..و روز دافنة وجهها في حضن جوليا .. أما جودي فظلت تنظر إلي بنظرات جعلني أؤنب نفسي ألف مرة ..

عندما أوصلت الجميع .. لم يبقى إلا سوبارو الذي قال : أوصلني أمام بوابة المدرسة..
نظرت إليه دون أن أقول كلمة .. لماذا لا يريدني أن أوصله إلى المنزل مباشرة ؟؟
يبدو أنه يخفي شيئا ما .. لكن ما هو ؟..
في النهاية عدت إلى المنزل .. ليستقبلني رئيس الخدم آلبرت ..
نظرت إليه قائلا : ماذا تريد ؟؟ أنت لا تريني وجهك إلا إذا كان لديك خبر سيء ..
إبتسم ببرود قائلا : اعذرني يا سيدي الصغير ، لكن والدك يطلب رؤيتك حالا ، إنه غاضب جدا ..
زفرت بضيق .. لماذا هو غاضب ؟؟
فجأة تذكرت أنه أخبرني أن زوجته الجديدة ستأتي اليوم .. ويجب أن أكون متواجدا لإستقبالها .. يا إلهي كيف نسيت ذلك ..

نظرت إلى ألبرت وقلت : أين أبي الآن ؟؟
ـ إنه في مكتبه منذ مدة ..
أسرعت بخطواتي إلى مكتب أبي .. وقفت أمام الباب .. وقبل أن أفتحه أخذت نفسا عميقا .. بعدها طرقته بأدب ..
لاسمع صوته الغليظ يقول من داخل الغرفة : أدخل ..
فتحت الباب بهدوء .. دخلت وأنا مطأطئ الرأس ..
لأسمعه يقول : تعال يا ياماتو ..
عندما اقتربت من مكتبه .. رفعت رأسي لأراه واقفا .. وقد انهال علي بالصراخ غاضبا : ألم أخبرك أن تعود باكرا هذا اليوم ؟؟ لماذا تأخرت كثيرا ؟؟ لقد كنت أنتظرك منذ ساعتين ، ألا تحترم المواعيد أيها الإبن الغبي ؟؟ إسمعني أنت .......
قاطع صراخ والدي صوت رقيق آتي من خلفي يقول : عزيزي لا تكن قاسيا على إبنك ..
لحظة !! الصوت مألوف بالنسبة لي .. لقد سمعته قبلا .. إلتفت ببطء لأتفاجأ بأن معلمة الكيمياء راي تقف خلفي .. وعلى شفتيها إبتسامة ساحرة ..
قلت بصدمة : ماذا تفعلين هنا ؟؟
قال والدي وهو يقف بجانبها : دعني أعرفك بزوجتي الجديدة ، إنها تُدعى راي ، كما أنها معلمتك في المدرسة أليس كذلك ؟؟ أرجو أن تعاملها جيدا من الآن وصاعدا ..
- كيف هذا ؟؟ ألم تجد سواها ؟؟
تشنجت راي في مكانها من عبارتي .. أما والدي فقد صرخ في وجهي قائلا : ياماتو تحدث بإحترام ، فإهانتها هي إهانة لي ..

بعد ثوان أشحت بوجهي بعيدا عنها وقلت : أنا سأعود إلى غرفتي الآن ..
مررت بجانب والدي الذي قال بهمس : سنكمل حديثنا غدا ..
يبدو أن والدي لن يسامحني بسهولة .. وسيعاقبني على ذلك حتما .. لكني لست خائفا منه بتاتا .. فاليفعل ما يشاء ..
توجهت إلى غرفتي .. وبعد أن غيرت ملابسي .. ألقيت بثقلي على السرير وصوت شهقات روز عالقة في ذهني .. وصورتها وهي ترتعش لا يفارقني ..

***


~ جوليا ~
استيقظت فجأة من النوم ثم نظرت إلى الساعة لأراها تشير إلى السابعة صباحا ..
غريب حقا ! لقد نهضت باكرةً على الرغم من أن اليوم عطلة .. غسلت وجهي بعدها نزلت إلى الأسفل .. لأجد أبي يتناول إفطاره ووالدتي بجانبه ..
نظرا إلي بإستغراب .. ليقول أبي مستفسرا : اليوم عطلة لماذا استيقظتي باكرا ؟؟
إبتسمت وأنا أجلس بجانبه : لا أعلم ..
أحاطني والدي بذراعه قائلا بحنان : هل مازلت تفكرين به ؟؟
إبتعدت عنه بسرعة وأنا أقول بإندفاع : لا أبدا ، لقد نسيت الأمر تماما ، صدقني ..
إبتسمت أمي بحزن وهي تقول : جوليا لا تلومي نفسك كثيرا ، ففي النهاية هو ليس خطأك ..

طأطأت راسي وأنا أشدي على قبضتي .. ليس خطأي !! لا تمزحا معي .. أعلم جيدا أنني السبب في ذلك .. وأنهما يقولان ذلك لي للتخفيف عني .. لكني لن أسامح نفسي إطلاقا .. سأبقى أتحمل مسؤولية موته حتى يحين أجلي ..
أيقظني أبي من شرودي قائلا : ما رأيك أن نتمشى قليلا بما أن الجو رائع ويبعث على الهدوء ..
وقفت قائلة بحماس : حسنا ..
ـ إذا فالتغيري ملابسك بسرعة ..
صعدت إلى غرفتي بسرعة .. اخترت ملابس سريعة من خزانتي .. وبما أننا في الشتاء فقد ارتديت معطفا رمليا يصل حتى أسفل الركبة .. بعدها ارتديت صندلا بني اللون .. وحملت معي حقيبتي البيضاء ..
نزلت للآسفل وبحماسة قلت : أنا جاهزة ..
إبتسم والداي اللذان كان ينتظرانني أمام الباب ..
قلت بإستغراب وأنا أتلفت يمنة ويسرة : ألن تذهب جودي معنا ؟؟
أجابت أمي : لا تريد ذلك ، فهي تفضل النوم على الخروج معنا ..

ياللأسف .. تمنيت أن نكون جميعاً تواجدين معاً فنحن غالباً لا نرى أبي كثيراً بسبب انشغاله الدائم ..
خرج ثلاثتنا من المنزل .. لنتوجه إلى متنزه إفتتح قريباً .. وقفت في وسط تلك البساط الخضراء لآخذ نفسا عميقا وأنا أقول : كم أعشق الطبيعة ..
فرشنا بساطا لنجلس عليه .. وأنا أتأمل الأشخاص الموجودون هنا ..
كم من الرائع أن ترى عائلة مجتمعة مع بعضها البعض يتحدثون ويضحكون بسعادة .. منظر يبعث على السرور حقا .. وما يسعدني أكثر رؤية أولائك الأطفال الذين يركضون في أرجاء المكان وأصوات ضحكاتهم البريئة تُدخل البهجة على سامعها .. نظرت إلى الأطفال الذين يلعبون بالأراجيح الموجودة في الحديقة .. وبعض الألعاب الذي وُضعت خصيصا لهم ..
لفت نظري وجود توأمين يبلغ أعمارهما بين الرابعة إلى السادسة .. يجلسان وحيدين على الكرسي الموجود في المتنزه .. وهو ينظرون إلى بقية الأطفال الذين يلعبون ..

وقفت قائلة لوالداي : سأعود قريبا لا تقلقا ..
توجهت بسرعة إليهما .. ما إن وقفت أمامهما حتى نظرا إلي بخوف بعينيهما البريئتين ..
قلت بإبتسامة : مرحبا يا أطفال ، لماذا تجلسان وحدكما هنا ؟؟ مع من أتيتم ؟؟
لاحظت أن الفتى قد أمسك الفتاة وهو يشد على قبضتها .. أدخلت يداي في جيبي .. بعدها أخرجت قطعتين من الحلوة وقلت وأنا أمده لهما : تفضلا إنها حلوى لكما ..
نظر كليهما إلى بعضهما بتردد .. وبعد ثواني .. مد الفتى يده وأخذ الحلوى من يدي بسرعة وخبأها خلفه ..
إبتسم له حتى أشعره بالأمان ..
قلت مبتسمة : أخبراني ما اسمكما يا صغيراي ؟؟
قال الفتى بتردد : أنا كيم ، وهذه أختي كين ..
قلت مبتسمة : سررت بالتحدث إليكما ..
لفت نظري تسريحة شعر الطفلة كين ، فقد كان فوضوياً وعشوائياً ، وضعت يدي على رأس الفتاة وقلت : تبدين جميلة يا صغيرتي مع ربطة شعرك هذا ، من ربطها لك ؟؟
قالت الفتاة بخجل : إنه بابا ..
ـ بابا إذا ، وهل هو من أحضركما إلى هنا أيضا ؟؟
قال كيم : نعم ..
ـ وأين بابا الآن ؟؟
أشار الفتى بإصبعه الصغير إلى السيارة الموجودة في المتنزه وقال : لقد ذهب ليشتري البوظة لنا ..
أردفت الفتاة : لقد أخبرنا بأن نبقى هنا حتى يعود ، وألا نتحدث مع الغرباء ..
إحتضنتهما بحب .. أعشق الأطفال كثيرا .. خصوصا من هم في سنهم ..
قلت بإبتسامة : وهل أنا غريبة ؟؟
قالت الفتى بخجل ووجنتاه تتوهجان بالحمرة : لا أنت لست غريبة ، أنت فتاة الحلوى ..
ضحكت من هذا اللقب .. وقلت : فتاة الحلوى !! إنه لقب جميل ..
أردفت بعدها قائلة : أخبراني من اشترى لكما هذه الملابس الجميلة؟؟
نظرا إلى ملابسهما المتشابهة .. وقالا في آن واحد : بابا ..
لم أستطع تمالك نفسي أكثر .. إنهما رائعان جدا .. إحتضنتهما معا من جديد .. ولكن هذه المرة قمت بعصرهما بقوة أكبر وأنا أتمتم : أنتما لطيفان حقا ، أرغب في أن ألتهمكما ..

سمعتهما يتمتمان بسعادة : بابا ، لقد أتى بابا ..
أبعدتها عن حضني وأنا ألتفت إلى الوراء .. لأرى رجلا لايزال في ريعان شبابه .. وسامته مقاربة لوسامة ياماتو..
قال الشاب حينها بصوت حازم : ماذا تفعلين بأطفالي ؟؟ هل أنت هنا لسرقتهم ؟؟

نبرته الجادة جعلتني أقف بخوف وأنا أتمتم : آسفة لم أقصد إزعاجهما ..
قفز الطفلان إلى والدهم .. قال كيم : بابا إنها فتاة الحلوة ..
قال الرجل بإستغراب : فتاة الحلوة ؟؟؟
نظر إلي بإستغراب .. كانه يستفسر عن سر هذا اللقب الغريب ..
بينما أردفت كين : أنظر بابا لقد أعطتنا قطعة حلوى ..
مسح الرجل رأسها بحنان ..وبعدها مد لهما المثلجات ليأكلاها بحماس ..
عاد ينظر إلي وقال : شكرا لك على الحلوى التي أهديتها لأبنائي ..
قلت مبتسمة : لا مشكلة إطلاقا ، حسنا وداعا ..
أشرت بيدي مودعة الطفلين .. ليودعاني بدورهما بكفيهما الصغيرين ..

عدت إلى والداي لأجدهما مندمجين معاً في الحديث لذا لم أشأ إزعاجهما وبقيت أنصت لهما بإستمتاع .. مضى زمن منذ أن جلست معهما بهذه الطريقة..
سمعت أبي يقول لي وقد انتبه إلى وجودي : مابك تبدين شاردة !
ـ لست كذلك أبداً يا أبي ..
- إذاً إسمعيني لدي طلب
- ما هو ؟؟
قلت بهدوء : عودي إلى شخصيتك القديمة أرجوك فقد بدأت تصرفاتك المصطنعة تزعجني ..
تشنج عضلات وجهي لثواني .. لماذا يطلب مني ذلك الآن ؟؟
أشحت ببصري دون أن أرد عليه .. فاليطلب مني ما شاء .. إلا هذا الأمر ..
وقفت قائلة بهدوء : سأذهب قليلا لأراقب الصغار ..
توجهت إلى حيث المراجيح والألعاب .. وبقيت أراقب الصغار بهدوء .. هبت نسمة باردة جعلتني أشد من معطفي على جسدي ..
الأطفال لا يشعرون بالبرد وسط كل هذه الضحكات .. فهم لا يهتمون سوى بالمتعة ولا غير .. سواء أكان الجو حار أو باردا فلا يهمهم ..
شعرت بأحد يقوم بسحب معطفي للأسفل .. أنزلت ببصرها لأرى كين ممسكة بطرف المعطف .. أرخيت جسدي لأصل إلى مستواها قائلة : ماذا هناك يا عزيزتي ؟؟
قالت ببراءة : لماذا فتاة الحلوى حزينة ؟؟ هل لأن الحلوى نفدت منك ؟؟
ـ ومن قال أنني حزينة ؟؟ أنا سعيدة لمقابلتي لكم ..
هزت رأسها بالنفي بقوة وهي تقول بإصرار : بلى أنت حزينة ..
هل أصبحت شفافة إلى هذه الدرجة ؟؟ حتى الأطفال تمكنوا من معرفة حالتي النفسية ..
أتاني صوت رجولي يقول : لا تحاولي الإنكار ، فكين بارعة في تحليل نظرات الآخرين ..
نظرت إلى الرجل الممسك بيد كيم ..
ثم وقفت وأنا أقول بإبتسامة: أحقا ما تقول ؟؟ إذا فستغدو ذكية في المستقبل ..
قال الرجل مبتسما بجاذبية : أنا أدعى كازوما وأنت ؟؟
ـ أنا جوليا يا سيد كازوما ..
ـ تشرفت بمعرفتك ..
ـ وأنا كذلك ..
قلت بإستغراب : هل حضرتم إلى هنا وحدكم ؟؟ أين هي والدتهم ..
اختفت تلك الإبتسامة الجذابة .. ليقول بهدوء : لقد توفيت منذ زمن ..
وضعت يدي على فمي وقلت : أنا آسفة حقا لم أقصد أن أذكرك ..
عادت تلك الإبتسامة وهو يقول : لا بأس ، مارأيك أن نتمشى معا قليلا ..
قفزت كين في مكانها وهي تقول بعد أن رفعت يديها عاليا : إحمليني احمليني ..
حملتها بين ذراعي لتضحك بسعادة وتتعلق برقبتي بكل براءة .. نظرت إلى السيد كازوما لأراه يبتسم لي ..
سمعت كيم يقول بغيرة : إحمليني أيضا ..
قلت بإحراج : آسفة لكني لا أستطيع حملكما معا في آن واحد ..
قال كيم وهو يزم شفتيه بغضب : لكن بابا يحمل كلانا بين ذراعيه ، قولي أنك لا تحبينني ..
قلت بسرعة: ومن قال ذلك ؟؟ أنا أحبكما لكني حقا لا أستطيع حملكما معا ..
حمل السيد كازوما كيم وقال : كيم صغيري هي فتاة وليست رجل ، لذلك هي ضعيفة هل فهمت ؟؟
هز كيم رأسه قائلا : حسنا لكن في المرة المقبلة سأدعها تحملني ..

قال السيد كازوما لي : تعالي لنجلس قليلاً ..
توجهت معه إلى أحد المقاعد الخالية .. وجلست بجانبه.. لكن تفصلنا مسافة بسيطة ..
قال كيم لي : فتاة الحلوى ، لقد حان الوقت لتحمليني ..
قلت كين وهي تتشبث بي : لا لا لا ، فتاة الحلوى لي أنا ..
قال والدها ضاحكا : توقفا عن الشجار ، ثم أنها تدعى بجوليا وليست فتاة الحلوى ..
قال كين بعناد : هي فتاة الحلوى يعني فتاة الحلوى ..
قلت ضاحكة : فالينادونني بما شاؤوا ..
قال السيد كازوما : مع من أتيت يا جوليا ؟؟ هل أنت لوحدك ؟؟
ـ لا لقد أتيت مع والداي ..
ـ وأين هما الآن ؟؟ ولماذا لا تجلسين معهما ؟؟
قلت بمرح : لأني أحببت أن أخلي لهما الأجواء ..
ضحك كازوما وهو يضرب رأسي بخفة : أنت مشاكسة فعلا ..

صمتنا وكلانا لا يعرف كيف يفتح موضوعا .. ففي النهاية لقد تعرفنا على بعضنا للتو .. وليس هناك أي قواسم مشتركة بيننا ..
قطع السيد كازوما هذا الصمت قائلا : جوليا لدي سؤال ..
قلت بإستغراب : وما هو ؟؟
قال بهدوء ونبرة حذرة : هل مررت بموقف غيّر من شخصيتك ؟؟
على الرغم من أن سؤاله قد فاجأني .. إلا أنني لم أُظهر له ملامح الصدمة .. وفعلت كما لو أن سؤاله عادي جدا ..
قلت مبتسمة : هل تسألني لأنك مررت بواحدة ؟؟
ثم أردفت بنبرة خبيثة مغلفة بصوت بريء : كموت زوجتك مثلا ..
تقصدت أن أجيب عليه بسؤال آخر .. ثم ألمس الوتر الحساس فيه .. حتى ينسى سؤاله لي .. ولا يرغمني على الإجابة ..
وبالفعل .. كنت قد أفلحت في ذلك .. فقد تغيرت تقاسيم وجهه .. وأصبح شارد الذهن ..
قلت متصنعة البراءة : : آوه آسفة لم أقصد أن أذكرك بها ..
إنها المرة الثانية التي أقول فيها هذه الجملة .. في المرة الآولى كنت صادقة في إعتذاري .. لكن هذه المرة لم أكن كذلك ..

حدق فيني بنظرات غامضة .. لم أفهم مغزاها .. لكني شعرت بقليل من الخوف من نظراته ..
سرعان ما تتبدل هذه النظرات إلى نظرة هادئة وهو يقول مبتسما : لا بأس ففي النهاية أنا لا أنسى زوجتي الراحلة إطلاقا ، فهي كانت ومازالت في قلبي ، ونسيانها تُعتبر خيانة لها ، كما أنها طريقة أعبر فيها عن وفائي لها ..
هذا ما كنت أهدف له بالتحديد .. ألا وهو نسيان الموضوع الرئيسي وابتداء موضوع جديد .. وقد أفلحت في ذلك ..
فقد خرجنا عن الموضوع السابق لنبدأ التحدث عن زوجته الراحلة .. هذا جيد حقا ..

قلت بإبتسامة : إن زوجتك الراحلة محظوظة حقا ، لإمتلاكها زوج وفي ومخلص وحساس مثلك ..
قال وهو يمسح كفه برأسه من الخلف : لقد أخجلتني حقا ، لكن لأكون صريحا أنا هو المحظوظ لامتلاكي زوجة رائعة مثلها أنجبت ملاكين رائعين ألا وهما كيم وكين ..
قلت بهدوء : متى توفيت زوجتك يا سيد كازوما ؟؟
ـ في اليوم الذي أنجبت فيه هذان الطفلان ، وبصورة أدق في لحظة ولادتهما ..
قلت بحزن وأنا أنظر إلى الطفلين : إذا فهما لم يذوقا حنان الأم في حياتهما قط ..
ثم أردفت بسرعة وأنا أنظر إلى السيد كازوما : لكني على يقين أنك عوضتهما عن حنان الأم والأب ..

رفع رأسه إلى السماء الزرقاء .. ليقول بصوت خافت كما لو أنه يخاطب نفسه : أنا لا أعلم حقا إن كنت هكذا أو لا ، أشعر أني مقصر في حقهما كثيرا ..
نظر إلي ليقول بإبتسامة : جوليا أنت بارعة حقا في المراوغة والهرب أليس كذلك ؟؟
ـ ماذا تقصد بذلك ؟؟ >> قلتها بإستغراب ..
ـ ألم أسألك سؤالا قبل برهة ، لكنك لم تجيبيني بل قمت بتغيير الموضوع تماما ..
قلت متظاهرة بالغباء : مالذي تعنيه ؟؟ لم تسألني عن شيء يا سيد كازوما ..
ـ قبل أن أذكرك بالسؤال أرجو منك أن تناديني بكازوما فقط ، فأنت تخاطبينني كما لو أنني رجل عجوز ..
قلت بسرعة : لا لا أقصد ذلك إطلاقا ، لكن من المهين أن أناديك بإسمك دون أي إحترام وأنت تمتلك طفلين في الخامسة من العمر ..
قال وهو يشير على وجهه : برأيك كم عمري الآن ؟؟
جلت ببصري على تقاسيم وجهه .. لأقول بعدها : أمم في الـ22 من العمر ..
تعالت صوت ضحكاته .. لأقول بغيظ : مالذي يضحكك ؟؟
قال بعد أن هدأ قليلا من الضحك : آسف لقد تذكرت شيئا ، بالنسبة لعمري فأنا الآن في الثلاثون من العمر وبشكل أدق سيصبح عمري أربع وثلاثون ..
ـ وجهك لا يقول هذا مطلقاً ..
ـ الجميع يقولون لي ذلك ..
ثم أردف بإبتسامة : حتى أن يا جوليا لا تبدين في السابعة عشر من العمر لو لم أكن أعرفك لقلت أنك طالبة في الإبتدائية ..
قلت مستنكرة : طالبة في الإبتدائية !! هذه إهانة ، ثم ماذا تقصد بعبارة لو أنك لم تعرفني ؟؟ هل تقابلنا سابقاً ؟؟ وأنى لك بمعرفة عمري الحقيقي ؟؟
ـ لقد عشت أكثر منك لذلك اكتسبت الخبرة في تقدير أعمار الآخرين ..
ـ هكذا إذا ..
هذا الرجل يخفي أمراً ما ، تجاهل كل أسئلتي السابقة ولم يجب إلا على الجزء الأخير ، أظن أنه يجب المغادرة فأنا لا أحبذ فكرة البقاء مع أشخاص ماكرين من أمثاله ..
نظرت إلى ساعة يدي لأقول بتفاجؤ كاذب : أوه يا إلهي لقد تأخرت كثيرا نحن عائدان الآن ، وداعا ..
قلتها بسرعة وأنا أركض مبتعدة عنهم وألوح بيدي للأطفال ..
لأسمعه يقول بصوت عالي : سنتقابل لاحقا يا جوليا ، ولن تهربي مني مرة أخرى ..
بعد أن ابتعدت عنه بمسافة عدت أمشي ببطء .. وأنا أبتسم ساخرة من ذلك الكازوما .. لقد التقيت به صدفة ولا يعني هذا أننا سنتقابل لاحقا .. لكنه بدا واثقا من قوله أننا سنتقابل مجددا ..

توجهت إلى والداي قائلة : هيا لنعد إلى المنزل فربما تقلق جودي علينا ..
قالت أمي : أنت محقة هيا لنعد ..


***

~ ياماتو ~
على مائدة طويلة كنت أنا وأبي وزوجة أبي جالسين عليها نتناول الفطور بهدوء .. دون أن يتحدث أحد إلى الآخر .. وضجيج الملاعق والسكاكين هي وحدها من يكسر هذا الصمت .. فهذا أحد قوانين هذا المنزل ..
بعد أن انتهيت .. بقيت أنتظر إنتهاء والدي وزوجة والدي .. لأن القانون الآخر هو ألا ينهض أحد من المائدة إلا بعد أن ينتهي الجميع ..
تبا لهذه القواعد الغبية التي تحاصرني .. حتى في الأكل هناك قيود ..
دقائق وانتهى والدي وزوجته من تناول الإفطار .. ثم نهضنا جميعا .. لأسمع والدي يخاطبني : فالتتوجه إلى مكتبي وتنتظرني ، فهناك ما أريد أن أتحدث به ..
يبدو أنه لم ينس ما حدث ليلة أمس .. توجهت إلى مكتب أبي كما طلب مني .. وألقيت بثقلي على أحد الكراسي المغطى بالجلد الفاخر ..
وماهي إلا دقائق حتى دخل أبي وهو يرمقني بنظرات حادة .. جلس أمام المكتب ولازال يحدق فيني ..
قلت بهدوء : ماذا تريد مني يا أبي ؟؟
ـ نحن لم ننهي حديثنا في الأمس أليس كذلك ..
هززت رأسي بإيجابية دون أن أقول شيئا ..
ليقول لي : ماسبب تأخرك يا ياماتو ؟؟ أجبني بصراحة دون كذب أو مراوغة ..
ـ لقد توجهت مع أصدقائي إلا أحد المطاعم لتناول الطعام ..
أمال والدي فمه بسخرية ليقول : قلت أصدقائك !! لماذا شخص في مقامك هذا يصاحب أشخاص من مستويات متدنية ؟؟
ثم أردف بغضب وهو يضرب الطاولة بكفه : هل تريد أن تُنزل من سمعتي ؟؟ ألا تعلم من أنا يا ياماتو ؟ ومن أي طبقة نحن ؟؟
قلت ساخرة : نعم أعلم ، أنت السيد كودو أشهر رجال الأعمال ..
قال بحدة : ومن أنت ؟؟
أجبت ببرود : أنا ياماتو إبن السيد كودو ..
عندها صرخ والدي بغضب : ولماذا إبني الوحيد يتسكع مع مجموعة من غريبي الأطوار ؟؟
قطبت حاجباي بإستغراب وأنا أقول : غريبي أطوار !!
بعد ثواني إنطلقت قهقة عالية بمجرد تذكري سوبارو الملفوف بالضمادات وروز بنظاراتها و كمامتها..
انتبهت إلى نظرات والدي الحارقة .. لذلك توقفت عن الضحك وقلت وأنا أكبت ضحكتي : إحم آسفة ..

قال والدي بجدية : لقد كان حماقة مني سماحي لك بالإنتقال إلى مدرسة غبية كتلك ، سأنقل أوراقك حالا إلى المدرسة التي يجدر أن تدرس بها حيث الأثرياء الذين هم من طبقتنا ..
قلت بصدمة : ماذا ؟؟ هل أنت جاد ..
ـ نعم كل الجدية ، وستبدأ الذهاب إليه من الأسبوع المقبل ..
قلت برفض : لا أريد ذلك ، أنا مرتاح في مدرستي ..
ـ أنا لم أخبرك لأطلب رأيك ، أنا أخبرك لتعلم فقط ..
نظرت إليه بغضب .. لماذا يتدخل في شؤوني الخاصة ؟؟ لكني أعلم أنه لا جدوى من العناد .. فأبي دائما يفعل ما يحلو له ..
قلت له وأنا أحاول أن أتمالك أعصابي : فلتؤجلها للأسبوع التي تليها ..
نظر إلي بطرف عينه قائلا : ولماذا ؟؟
قلت بهدوء : أريد أن أودع أصدقائي ، فليس من اللائق أن أنتقل من المدرسة دون أن أخبرهم ..
قال ساخرا : حسنا كما تريد ، فالتودع أصدقائك الغرباء ..
قلت بقهر : لا تناديهم بالغرباء فهم ليسوا كائنات فضائية لتقول ذلك ..
ـ أشك في ذلك ..
ثم أردف منهيا النقاش : فالتخرج الآن ، لدي الكثير من الأعمال ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 06-25-2016, 10:52 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

13
~ سوبارو ~
كنت في طريقي إلى المدرسة .. والجميع يحدق فيني بشفقة .. وأصوات همساتهم تصل إلى مسامعي .. رغم ذلك لم آبه بما يقولونه .. فقد اعتدت على هذا كثيرا ..

عندما وصلت إلى الصف .. جلست في مكاني .. وأخرجت الكتاب الذي لم أكمله .. بدأت أضيع وقتي بالقراءة ..
بعد قليل لاحظت جوليا التي جلست أمامي في مقعدها .. أقفلت الكتاب بهدوء فهناك تسلية أخرى هنا غير القراءة ..
قمت بندائها : جوليا ..
لم ترد علي ..لذا أعدت ندائي ظنا من أنها لم تسمع لكن لم يجدي هذا نفعا ..
مددت يدي لأمسك بكتفها .. لكنها وقفت فجأة وركضت خارج الفصل .. أدركت حينها أنها تجاهلتني عن قصد ..
لم أكلف نفسي عناء الركض خلفها .. فهي في نهاية المطاف ستعود حتما ..
بعد قليل سمعت روز تقول : أيها المومياء أين جوليا ؟؟
رفعت رأسي ببطء إليها .. قلت بهدوء: هل تتحدثين إلي ؟؟
ـ نعم ومن غيرك المومياء هنا؟؟
قلت بحدة : أنا إسمي سوبارو ..
قالت بغرور : أنا حرة في إختيار الإسم الذي سأطلقه عليك ، والآن أجبني أين هي جوليا ؟؟ أنا أرى حقيبتها لكني لا أراها ..
قلت ببرود وأنا أعاود القراءة : عندما تتحدثين بإحترام سأجيب عليك ..
سمعتها قالت غاضبة : أنا لا أحتاج مساعدتك في الأصل أيها المومياء ..
قلت لأستفزها : ولماذا سألتني إذا كنت لا تحتاجين إلى مساعدتي ؟؟ أو أنك تحاولين أن تجدي فرصة لتتحدثي معي ..
قالت بإستنكار : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟
ثم أردفت غاضبة : ومن أنت حتى أتحرى الفرصة للحديث معك ؟؟
أجبت بثقة مفرطة : أنا سوبارو ..
صدرت منها ضحكة خافتة .. وهي تقول : أنت أحمق بالفعل ..
عندها قاطعنا ياماتو وهو يقول بمرح مخاطباً جميع من في الصف : مرحبا يا أصدقااء كيف حالكم جميعا ؟؟
نظرنا إليه بإستغراب .. يبدو نشيطا على غير العادة .. قلت بإستفسار : هل حصل شيء جيد لك ؟؟
قال مبتسما : ولماذا تسأل ؟؟
ـ لأنك تبدو غريبا ..
إبتسم بغموض دون أن يقول شيئا .. بعدها قال : أين جوليا ؟؟
أجابت روز : وما شأنك ؟؟ كفاك تطفلا ..
قلت لروز بملل : روز أنت تحبين إحداث الشجار ..
إلتفتت إلي قائلة بغضب : ماذا تقصد ؟؟
تأففت بضجر .. إنها مزعجة حقا ودائمة الغضب ..
حينها خطر في ذهني فكرة ماكرة فقلت بخبث حتى أحرجها : أتعلمين لم أكن لأتوقع مطلقاً أن تقفي أمامنا الآن بعد أن انفجرت باكية في الأمس ..
تغيرت ملامحها تماما .. يبدو أني قد ذكرتها بشيء حاولت نسيانه .. لاحظت إرتعاش يديها .. نظر إلي ياماتو معاتباً ..
ثم تقدم نحوها وقال بإبتسامة عريضة محاولاً إصلاح الوضع : لا بأس يا روز ، فجميعنا ينتابنا لحظة ضعف ، ثم أن البكاء ليس عيبا إطلاقا ..

دفعته روز جانبا وركضت خارج الصف .. قال ياماتو وهو ينظر إلي : أنظر ماذا فعلت ، أنت أحمق ..
قلت ببرود : هي دائما ما تجرح الآخرين بلا مبالاة ، حان الوقت لأن تتذوق من نفس الكأس ..
ـ لكنها فتاة أيها الأحمق ، والفتيات مهما تظاهرن بالقوة فسيبقين ضعيفات ..
زفرت بضيق .. إذا أنا مخطئ .. وقفت قائلا : إذا لنذهب للبحث عنها ..
تفرقنا عن بعضنا بحثا عن روز .. الحصة الأولى قارب على البدء .. لكني لا أستطيع العودة إلا عندما أجدها ..
سرت في الممرات باحثا عنها .. لكني لم أجد لها أثرا .. يا ترى أين يمكن أن تكون ؟؟
فكرت في مكان يمكن أن تبقى فيه .. ليخطر في بالي فجأة سطح المدرسة ..
سرت بسرعة نحو السطح .. لأجد الباب مفتوحا .. دخلت لأتفاجأ بها تتسلق السور الموجود حول الحافة ..
قلت بصراخ : أيتها الحمقاء ماذا تفعلين ..
إلتفتت ببطء وقالت بعدها بإبتسامة خبيثة : سألقي نفسي من أعلى المدرسة ، لأجعلك تتحمل خطأ موتي ..
قلت بسخرية : وهل تظنين أنني سأندم حقاً ؟؟ على العكس سأكون سعيدا جدا ، وأسأقيم حفلة صاخبة على شرف موتك ..
صرخت غاضبة : أيها المتبلد ..
قلت بجدية : روز لا تكوني غبية ، أنزلي حالا ..
هزت روز رأسها وقالت : لن أنزل ، لا أريد أن أعيش أكثر ..
ثم أردفت بصوت مهزوز وكأنها تُعلن عن بدء البكاء : أريد أن أموت لأرتاح ، هذه الحياة لا تسبب لي سوى الألم والبؤس ..
صرخت بغضب : لا تكوني حمقاء ، فكري بوالديك وعائلتك ، هل سيكونون سعداء إذا ما ألقيت بنفسك من هنا ؟؟
قالت ضاحكة وسط دموعها : أمي ستكون سعيدة بالتأكيد ، فعندما أموت ستتزوج قدر ما شاءت ، ولن يعارضها أحد ، وأخي سيسعد بالخبر كثيرا ، فهو لطالما تمنى موتي أصلا ..


تفاجأت مما سمعته .. هل حقا ما تقوله ؟؟ لم يكن هناك وقت لأفكر في مدى صحة كلامها .. أسرعت بالتوجه نحوها .. وبعدها أحطت بيداي خصرها الصغير وجذبتها ناحيتي لتسقط فوقي ..
قلت لها بملل : أنت فتاة غبية حقا ، تفكرين بالإنتحار في مثل هذا العمر ؟؟ لم تعيشي حياتك بعد لتفكري بالإنتحار ..
أبعدتها عني ووقفت قائلا وأنا أنفض التراب عن ملابسي : لقد تأخرنا كثيرا ، هيا لنعد إلى الصف ..
سرت متوجها نحو الباب لأسمعها تقول بصراخ : لماذا أنقذتني أيها المغفل ؟؟ نحن لا نعرف بعضنا ، ولا تربطنا أي علاقة ، وأنا دائما ما أناديك بالمومياء وأستفزك ، لماذا تنقذني إذا ؟؟

وقفت في مكاني لثواني .. بعدها أكملت طريقي وأنا أقول : لأن هناك من سيحزن لموتك ..
أخرجت هاتفي المحمول وأرسلت رسالة لياماتو أخبرته فيها عن مكان روز .. وأنني قد وجدتها ..
سرنا كلينا إلى الأسفل لنتقابل مع ياماتو في منتصف الطريق ..
قال ياماتو وهو يلهث : الحمد لله أننا وجدناك ، خشيت كثيرا من أن تقومي بشيء خطير ..
يبدو أنه كان يركض كثيرا .. وهذا واضح جدا .. قلت له : هيا لنعد إلى الصف فالحصة الأولى بدأت منذ ربع ساعة ..
سرنا ثلاثتنا إلى الصف .. قال ياماتو : يبدو أننا سنعاقب لا محالة ..
قالت روز بغضب : من طلب منكم البحث عني ؟؟ أنتما حقا سخيفان ..
قلت ببرود : أما يجب عليك شكرنا !! أنت فتاة ناكرة للجميل ..
تجاهلت روز ما قلته وسألت بإستغراب : وهل جوليا بحثت معكما ؟؟
قال ياماتو : نحن لم نرها حتى ، يبدو أنها في الصف الآن ..
تفاجأنا برؤية جوليا واقفة خلف باب الصف .. ويبدو أنها خائفة من الدخول ..
بدأ ياماتو بالحديث معها : جوليا ماذا تفعلين ؟؟ لماذا لم تدخلي ؟؟
قال جوليا بتوتر وهي مطأطئة رأسها : أخشى أن يطردني معلم اللغة الإنجليزية ..
أردفت روز : صحيح فذلك المعلم غير متفهم على الإطلاق ، لكن أين كنت أنت ؟؟
ـ أمم كنت كنت ...
صمتت جوليا ومن الواضح أنها لا تريد أن تخبرنا أين كانت .. أو بمعنى أصح لا تريد أن تخبرني أنا أين كانت .. ووجودي معهم يجعلها لا تشعر بالراحة أبدا ..
قال ياماتو : لندخل والنجرب حظنا ..
فتحنا الباب ودخلنا جميعا .. لينظر إلينا المعلم بإستحقار وهو يقول : أين كنتم جميعا ؟؟ لماذا التأخير ؟؟
قالت روز : لقد كنا في دورة المياه فجميعنا يعاني مشكلة مع معدته ..
قال المعلم ساخرا : إضحكي على شخص آخر بهذا العذر السخيف ، والآن فالتذهبوا جميعا إلى مكتب المدير ..
قالت روز بغضب : ماذا ستخسر إذا ما سمحت لنا بالدخول ؟؟ لأنك المعلم تظن أنه بإستطاعتك أن تتحكم فينا ؟؟ لا وألف لا ..
سحبتها من قميصها وأنا أقول : يكفي يا روز لا نريد مشاكل أخرى نحن في غنى عنها ..
توجهنا جميعا إلى مكتب المدير وروز تتمتم بالشتائم طوال الطريق بصوت خافت .. لأن المعلم كان خلفنا ..

وصلنا إلى مكتب المدير وطرقنا الباب .. عندما دخلنا إلى مكتب المدير كانت هذه أول مرة أراه فيها .. كان منظره مضحكا بنظارته الكبيرة الذي يضعها على وجهه ..
أخبره المعلم بتأخرنا وبعدها غادر المكتب وبقينا نحن الأربعة بإنتظار ما سيقوله لنا ..


***

~ جوليا ~
في الواقع أنا لا أشعر بالخوف إطلاقا .. ففي الماضي إعتدت كثيرا على زيارة مكتب المدير .. لذلك هذا لا يشكل أي فارق إطلاقا ..
لكن هذا المدير لا يبدو صارما حقا .. ويبدو كشخص أحمق خلف تلك النظارات والتسريحة الفوضوية ..
وقفنا نحن الأربعة بجانب بعضنا .. وكان ترتيبنا كالآتي .. كنت أقف وبجانبي ياماتو و روز وأخيرا سوبارو ..
وقف المدير وبدأ بالسير أمامنا ببطء وهو يتأمل في وجوهنا .. بدأ السير من الجهة الأخيرة .. وعندما وصل لناحيتي ..
قال بهدوء : لقد تقابلنا مجددا يا جوليا ..
تفاجأت من أنه يعرفني .. ثم مالذي يقصده بأننا تقابلنا من جديد ؟؟
سألني ياماتو بفضول : هل تعرفينه يا جوليا ؟؟
قلت وأنا أهز كتفاي : لا أعلم ..
قال المدير : يبدو أنك لم تعرفيني بسبب هذه النظارات ماذا إذا نزعتها ؟؟
وضع يده على تلك النظارات الكبيرة ونزعها ببطء ثم أعاد شعره إلى الوراش لتظهر معالم وجهه واضحة .. نعم .. إنه السيد كازوما نفسه .. والد الطفلين كيم وكين ..
تصنعت عدم التفاجؤ وقلت : والمطلوب ؟؟
إبتسم قائلا وهو يعيد إرتدائها : يالبرودتك توقعت ردة فعل أقوى من هذا ، لكن صارحيني القول لم تتوقعي أبدا أن أكون مديرا لمدرستك أليس كذلك ..
علمت الآن كيف علم بعمري .. ولماذا بدى واثقا من أنه سيقابلني مجددا .. يالخبثه !!
وعلمت أيضا كيف علم بشأن شخصيتي القديمة .. لكني لن أعترف بذلك .. فإن كان ماكراً فأنا أشد مكراً منه ..

قفزت روز ناحيتي قائلة بفضول : جوليا هل تعرفينه ؟؟ هل هو قريبك ؟؟
أبعدتها عني بهدوء وأنا أقول مبتسمة : لا إطلاقا لا أعرفه ، هذه هي المرة الأولى التي إلتقينا فيها ..
قال المدير ضاحكا : أنت قاسية حقا ، كيف تنكرين لقائنا ؟؟
نظرت إليه بإبتسامة أخفي خلفها الغضب : سيدي المدير أرجوك قم بالإجراءات اللازمة التي يجب أن تتبعها بسبب تأخرنا عن الصف ..
عاد المدير إلى مقعده الموجود خلف المكتبة وقال : لماذا تأخرتم جميعا في آن واحد ؟؟
ياماتو : لقد كنا جميعا نعاني من آلام في المعدة ..
أطلق المدير ضحكة خافتة بعدها قال : وماذا أكلتم جميعا ؟؟ يبدو أنه شيء فاسد ..
ياماتو : لقد تناولنا وجبة أعدته روز لنا ، كان منظره مقرفا لكنها أجبرتنا على تناوله ويبدو أنه السبب في ما حصل لنا ..
شهقت روز بصوت عالي وقالت بصراخ : أيها الكاااااااااااااااااااذب ، لا تؤلف قصصا من خيالك ..
ضحك ياماتو بصوت عالي .. بينما احتقن وجه روز من الغضب .. قلت لأهدئ الأجواء : سيدي المدير ما حصل هو أننا قررنا التأخر عمدا حتى نزور مكتبك ، ونطمئن عليك ، ولم نجد سوى هذه الطريقة ..
نظر الجميع إلي بصدمة .. وبعد ثواني دوت قهقهة المدير أرجاء مكتبه .. كانت قهقهة رجولية .. همست روز في أذني : أيتها الغبية وهل تظنين أن عذر غبي كهذا سينجينا من العقاب ؟؟
قلت بهدوء : لكنه أفضل من عذر ياماتو ..

بعد دقائق توقف المدير عن الضحك .. ونزع نظارته الكبيرة ومسح بها دموعه التي سالت من كثرة الضحك ..
قال بعد أن وضع نظارته جانبا وظهرت ملامحه الوسيمة : إسمعوني جميعا بما أنكم أضحكتموني سأسامحكم هذه المرة ، لكن لا تكرروا فعلتكم من جديد ..
قال سوبارو بسخرية : أنت مدير مستهتر حقا ، لا تستحق هذا المنصب ..
ضربه ياماتو وهو يقول : أصمت أيها الأحمق ولا تتفوه بكلمة ..


قال المدير : يبدو أنك تريد أن تُعاقب ، إذا لك ذلك ، ستقومون جميعا بتنظيف دورات المياه بعد إنتهاء الدوام ..
قالت روز مستنكرة : ماذا !! ننظف دورات المياه !! محااال ..
قال المدير ببرود : إذا فالتبحثوا عن مدرسة ستقبل بكم بعد أن أطردكم وأكتب في ملفاتكم عن أفعالكم الشنيعة ..
قال ياماتو معارضا : إذا أردت معاقبة أحد فالتعاقب سوبارو وحده ..
أمال المدير شفتيه بإبتسامة جانبية وقال : أنتم أصدقاء والصديق وقت الضيق ، والآن فالتخرجوا من هنا حالا ، وتذكرا ما قلته ..
خرجنا جميعا من مكتب المدير ونحن نرمق سوبارو بنظرات غاضبة .. لم أظن أبدا أنه سيتفوه بهذه الترهات ..

لكننا سمعنا المدير ينادينا من جديد .. دخلنا والغضب يشتعل في داخلنا ..
روز بحدة : ماذا تريد أيضا ؟؟ هل ستزيد عقوبتنا ؟؟
قال المدير : أدخلوا جميعا إذا لم ترغبوا في ذلك العقاب ..
دخلنا جميعا وطلب منا أن نغلق الباب .. وقفنا ننتظر ما سيقوله ..
المدير : إسمعوني جيدا إذا لم تريدوا تنظيف دورات المياه فهناك خيار آخر ..
الكل بإستثناء سوبارو : وما هو ؟؟
إبتسم المديرة إبتسامة غامضة وهو ينظر إلى روز قائلا : سأسامحكم إذا أخبرتني روز عن سبب الجروح التي في جسدها وقصة الحرق الموجود في ظهرها ..
توجهت أنظار الجميع إلى روز .. وكلنا في شوق لما ستقوله ..
لتقف روز وتقول : ستجد دورة المياه تلمع نظافة ..
شعرت بالإحباط الشديد .. ظننت أنها ستعترف .. لكن يبدو أنها عنيدة حقا ..
قال المدير وهو يحدق فيني : جوليا ألن تخبريني عن ما حصل لفتاة العدالة ؟؟
سؤاله صدمني جدا .. لكني لم أُظهر هذا على ملامحي كالعادة .. وإنما تظاهرت بالغباء قائلة : فتاة العدالة !! عن ماذا تتحدث ؟؟
إبتسم المدير وهو لازال يحدق في وجهي .. أشحت بوجهي قائلة : مهمة التنظيف بسيطة للغاية ..
سمعت ضحكته الخافتة .. بعدها قال وهو يوجه أنظاره إلى سوبارو : على الجواهر الثمينة أن تخفي نفسها أليس كذلك يا سوبارو ؟؟
رمقه سوبارو بنظرات حادة وقال بنبرة تهديد واضحة : هذا ليس من شأنك أيها المدير ..
إبتسم المدير ثم نظر إلى ياماتو وقال : وأنت ماذا ستفعل بعد أسبوع ؟؟
قال ياماتو بإبتسامة : لا تخبرهم بذلك ، فأنا لا أريد لأحد أن يعلم إلا بعد أن يحصل ..
زفر المدير قائلا : أنتم حقا مثيرون للإعجاب ، تستطيعون الذهاب سأعفوا عنكم هذه المرة لكن لا تكرروا فعلتكم ..

خرجنا جميعا من الصف ونحن صامتين .. كل منا يفكر في شيء مختلف عن الآخر .. يبدو أن هذا المدير يخفي الكثير .. شخص مرعب حقا .. يجب ألا أقابله مجددا ..
نظرت إلى الثلاثة الذين يسيرون أمامي .. يبدو أن الجميع يخفي شيئا .. حقا هذا غريب ..

مر اليوم بسلام دون أن يحدث شيء .. فالجميع كان يبدو شارد الذهن .. وكلٌ يفكر في أمر مختلف عن الآخر ..
في نهاية الدوام .. قالت روز أنها ستغادر أولا .. لم أمانع ذلك .. بعدما انتهيت من جمع أغراضي ..
سمعت سوبارو يناديني .. زفرت بضيق .. الهرب لن يجدي نفعا بعد الآن .. إلى متى سأظل أهرب ؟؟
إلتفت إليه ببطء وأنا أقول : ماذا تريد ؟؟
نظر إلي بإستغراب .. وكأنه أراد مني الهرب ..

قال بعد صمت دام لثواني : هل تذكرين ما قلته في الأمس ؟؟
قلت بتغابي : لقد قلت الكثير ، حدد أيا منها ؟؟
زفر قائلا : جوليا كفاك تغابيا ، لقد وافقت على أن تكوني حبيبتي أليس كذلك؟؟
بلعت ريقي بتوتر .. كيف له أن يقولها ببساطة .. هذا شيء مخجل حقا .. لكني سأفعل أي شيء حتى يسامحني ..
قلت ببرود ظاهري أخفي ضجيج عقلي : والمطلوب ..
وضح يده على كتفي قائلا : أنت من وافقت على هذا بملئ إرادتك لذا إياك وتجاهلي مجدداً ..
هززت رأسي دون أن أقول كلمة .. وكل ما أريده الآن هو أن أذهب بعيدا عنه .. وجوده معي لوحدنا في الصف يوترني .. ويده الموضوع على كتفي يرعبني أكثر ..
كسر هذا الصمت سوبارو وهو يقول مجدداً : جوليا هل من المهم حقا أن أسامحك ..
قلت بسرعة : نعم ، هذا يهمني كثيرا ..
لمحت إبتسامة طفيفة على شفتيه وهو يقول : أنت فتاة غريبة حقا ..
قلت في نفسي ( لكني لست أغرب منك ) ....


***

~ ياماتو ~
على طاولة الطعام .. كنت مع أبي وزوجته ا نتناول العشاء معا .. وجل تفكيري هو كيف سأقول للأصدقاء عن خبر تنقلي ؟؟
رفعت ببصري إلى حيث يجلس والدي ويتناول الطعام بهدوء .. كل هذا بسبب أنني ابن هذا الرجل .. كثير من الناس يرغبون في أن يصبحوا من عائلة راقية مثل عائلتي .. لكني أرغب وبشدة أن أكون شخصا عاديا .. فلو علموا أن هذه الحياة مليئة بالقيود لما رغبوا بها ..

بعد أن انتهيت من تناول العشاء جميعا .. توجهت إلى غرفتي بخطى ثقيلة .. أشعر بالملل الشديد في هذا المنزل .. ولا أشعر بالمتعة إلا في المدرسة ..
التقيت في طريقي بالخادم آلبرت .. قلت مناديا : آلبرت ..
إلتفتت إلي آلبرت بهدوء كالعادة .. وقال : ماذا تريد يا سيدي الصغير ؟؟
زفرت بضيق .. كم أكره أن يناديني بـ( سيدي الصغير ) .. قلت له : أرجوك يا آلبرت نادني ياماتو فقط .
أجاب ببرود : كما تريد يا سيدي الصغير ..
شعرت أنه لا أمل منه .. فقلت مغيرا لمجرى الموضوع : أريد مشورتك في موضوع ما ، إذا كنت ستودع أصدقائك فما هي الطريقة الأنسب لتوديعهم ؟؟
ـ أولا أنا لا أمتلك أي صديق ، ثانيا إذا كنت سأودعهم فلا داعي لإخبراهم ، فلا فائدة من ذلك ..
ضحكت بخفة قائلا : أحيانا أشعر بأنك رجل آلي ولست بشرا ..
لم يجب علي آلبرت واكتفى بالإبتعاد عني بهدوء ..
عندها خطرت في بالي فكرة عظيمة .. وسأقوم بتنفيذها بدءا من الغد ..

في صباح اليوم التالي ..
استيقظت من النوم وأنا أشعر بالحماسة .. الفكرة التي خطرت في ذهني أعجبني كثيرا .. واليوم يجب أن أخطط له جيدا ..
بعد أن انتهيت من تناول الإفطار وارتداء ملابسي .. نزلت من على السلالم بخطوات واسعة .. ليصطف الخدم عن يميني وشمالي
منحين بكل إحترام .. سرت من بينهم وخرجت من القصر .. لأجد السيارة السوداء الفاخرة بإنتظاري ..
فتح لي السائق الباب لأركبه .. وما إن ركبته حتى انطلقنا إلى المدرسة ..
عندما وصلت .. لم أنتظر من السائق أن يفتح الباب لي كما تجري العادة .. وإنما خرجت مسرعا من تلقاء نفسي .. وأنا أهدف إلى الوصول لمكتب المدير ..
بينما كنت أسير بسرعة اصطدمت بأحد ما وأسقطته أرضا .. نظرت إلى الفتاة التي وقعت وقلت بإعتذار : آسف جدا فقد كنت مستعجلا ولم أرك ..
مددت لها يدي لأساعدها على النهوض .. أمسكت بيدي ونهضت من على الأرض .. لتبدأ بنفض الغبار عن ملابسها ..
كنت سأتجاوزها وأكمل طريقي لكني سمعت إحدى الفتيات اللواتي يلاحقنني دائما تقول : ياماتو هل تظن أن الإعتذار وحده سيفيد ؟؟
قلت وأنا أنظر إليها ببرود : وما شأنك أنت ؟؟ هي سقطت ولم تقل شيئا لذا لا تتدخلي ..
ـ أنت وقح دائما حتى مع هانا ، يجب أن تعوضها ..
رفعت حاجبي الأيمن علامة عدم الرضى .. لأسمع الفتاة التي تدعى هانا تقول بصوت عذب : لا بأس يكفي أنه اعتذر لي ..
نظرت إليها بإمعان .. لقد رأيتها قبلا .. لكن من تكون يا ترى ؟؟
قلت بعد أن عرفت : أنت هانا أشهر طالبة في المدرسة !!
توهجت وجنتاها بالحمرة علامة الخجل وقالت : أنت تبالغ كثيرا ، فأنا لست بتلك الشهرة أنا فتاة عادية ..
قلت مبتسما : يسرني أننا تحدثنا مجددا ، والآن وداعا فأنا مستعجل للغاية ..
إستدرت لأكمل طريقي .. لكنها أمسكت بيدي وقالت بسرعة : انتظر أرجوك ..
إلتفت نحوها بإستغراب .. لتجذب يدها إلى حضنها وتقول بخجل : آسفة ، لكن لدي ما أخبرك به ، لذلك هل تستطيع أن تذهب إلى الفناء الخلفي للمدرسة في الإستراحة ؟؟
قلت مستغراب : ولم ؟؟ إذا كان لديك شيء فقوليه الآن ..


قالت بسرعة : لا لا هذا ليس المكان الملائم ، لذا أرجوك كن هناك ..
ألقت بعبارتها هذه ثم ركضت مبتعدة .. وأنا لازلت متسمرا في مكاني أنظر إليها بإستغراب .. لم أعر الأمر إهتماما كبيرا .. فأنا لدي مهمة يجب أن أنجزها الآن ..
وصلت إلى مكتب المدير وطرقت الباب .. لأسمع صوتا من الداخل يقول : فالتتفضل .
دخلت لأراه جالسا في مكتبه .. ينظر إلي من خلف نظارته الكبيرة تلك .. جلست على الكرسي الموجود أمام مكتبه وقلت بجدية : سيدي المدير لدي طلب وأرجو منك الموافقة ..
ـ وماذا تريد يا ياماتو ؟؟
ـ أنت وكما تعلم أنني سأنتقل من هذه المدرسة في الأسبوع المقبل ، لذلك أرغب في إنشاء رحلة إلى مدينة الألعاب لطلاب صفنا فقط ..
ـ ومتى سيكون الموعد ؟؟
ـ أفكر في أن أجعله نهاية هذا الأسبوع ، أي في آخر يوم لي ..
وضع يده على ذقنه بتفكير وهو يقول : لكن الرحلة الميدانية التي نقيمها سنويا قد انقضى ..
ـ أرجوك يا حضرة المدير ، رحلة واحدة إضافية لن تضر ، ثم أن الرحلة ستكون مخصصة لطلاب صفي فقط بالإضافة إلى المعلمين الذين يقومون بتدريسنا ..
ـ لكني أخشى أن بقية الصفوف الأخرى قد يرغبون بذلك أيضا ..
ـ أعني من قولك هذا أنك رافض للفكرة ؟؟
أمال شفته إلى الأسفل قليلا وقال : حتى لو رفضته فسوف تستخدم مكانة أبيك وتجبرني على الموافقة أليس كذلك ..
قلت بسرعة : لا يا حضرة المدير ، لن أُدخل أبي في الموضوع إطلاقا ..
ـ وكيف ستقنعني إذا رفضت ؟؟
ـ سأقوم بالإلحاح عليك حتى توافق ، أنا بارع جدا في هذا ..


قال المدير بعد صمت دام لدقائق : حسنا أنا موافق ..
قفزت بسعادة ثم توجهت إليه وأخذت أقبل رأسه بسعادة .. ليبعدني بكلتا يديه قائلا : إذا لم تتوقف سأغير رأيي ..
إبتعدت عنه ضاحكا وأنا أقول بسعادة غامرة : أنا سعيد حقا يا حضرة المدير ، لن أجد من هو أفضل منك في حياتي ..

أشار بيده لأخرج غير مبالي بما قلته .. لكني أردفت قائلا : هل تعلم يا حضرة المدير أنك لو نزعت هذه النظارات الكبيرة فسوف تغدو وسيما وجميع الفتيات سيتحلقن حولك ..
ـ ومن شكا لك عن حالي ؟؟ يعجبني ما أنا عليه الآن ..
ـ لكنك بهذه النظارات تبدو شخصا كبيرا وأحمق ، لكنك عندما نزعت النظارة في الأمس تفاجأت حقا من ملامحك ، فقد بدوت شابا وسيما ..
ـ شكرا لك على إطرائك والآن غادر فالحصة الأولى على وشك البدء ..
ـ إذا إلى اللقاء سأتحدث مع الصف عن موضوع الرحلة ..


خرجت من مكتبه متوجها إلى الصف .. وعندما دخلت وجدت الجميع متواجدون .. جلست في مكاني بجوار سوبارو الذي يقرأ كتابا ..
قلت مخاطبا إياه : سوبارو من علينا الآن ؟
أجابني دون أن ينظر إلي ولازالت عيناه مثبتتان على الكتاب : إنها المعلمة راي ..
أصابني إكتئاب من إسمها .. فأنا أبغضها كثيرا .. ماهي إلا ثواني حتى دخلت وبدأت بشرح الدرس وهي كما العادة تتمايل بدلال أمامنا يجعلني أصاب بالغثيان ..
عند إنتهاء الحصة قالت المعلمة راي وهي تنظر إلي : ياماتو قم بجمع دفاتر زملائك وأرسله لي في موعد الإستراحة ، سأنتظرك في معمل الكيمياء ..
قلت رافضا : آنسة راي فالتطلبِ من أحد آخر ..
قالت راي بدلال : قلت أنت يعني أنت ..
سمعت همسات الطلاب الغاضبة .. فهم يرغبون بعمل ذلك .. فهي فرصة مناسبة للتحدث مع المعلمة راي بإنفراد .. خصوصا أنها تجلس في معمل الكيمياء معظم الوقت بمفردها ..
مرت بقية الحصص بشكل عادي .. ولم يحدث أي شيء مثير .. وعندما حان موعد الإستراحة .. أدركت أنه الوقت المثالي لأتحدث به عن الرحلة ..
قبل أن يخرج أحد من الصف .. وقفت خلف طاولة المعلمين وقلت مخاطبا الجميع : فلتعيروني إنتباهكم جميعا لدقائق ، لدي شيء مهم أقوله ..
إلتفت الجميع إلي مترقبين ما سأقوله .. فأردفت قائلا : لدي مفاجئة سارة لكم ، في آخر يوم لهذا الأسبوع سوف نذهب جميعا إلى مدينة الألعاب ، وهذه الرحلة مخصصة فقط لطلاب صفنا ، لذا فلتستشيروا عائلتكم ، وأرجو من الجميع الحضور ، لأنه سيكون ممتعا إذا ذهب الجميع ، كما أننا في ذلك اليوم سنرتدي ما يحلو لنا ، وسننطلق مباشرة بعد أن يكتمل عددنا ..

تعالت الهتافات بسعادة بالغة .. يبدو أن الفكرة قد راقت لهم جدا .. وهذا يسعدني كثيرا .. وجهت ببصري نحو جوليا وروز وسوبارو لأرى ردة أفعالهم .. فهم أساس الرحلة ..
وجدت روز تتحدث مع جوليا بسعادة وهذا بادٍ على ملامحها .. أما جوليا فقد كانت تبتسم تلك الإبتسامة الهادئة كالعادة ولا يبدو على ملامحها الحماسة .. أما سوبارو فلم أستطع تحديد مشاعره بدقة بسبب الضمادات التي يلفها على وجهه ..

توجهت نحوهم وأنا أقول بإبتسامة عريضة : مارأيكم يا أصحاب بهذه الرحلة ؟؟ هل أنتم متحمسون لها ؟؟
قالت روز بفظاظتها المعتادة : متحمسون !! ومن سيتحمس لرحلة غبية كهذه ؟؟ هه لو أنها كانت لدولة أجنبية لكان أفضل ..
أجبت عليها مبتسما : حسنا سأفكر بشأنها في المرة المقبلة ..
ثم إلتفت إلى سوبارو قائلا : ها يا سوبارو هل أنت متشوق لنهاية الأسبوع ؟؟
أجابني سوبارو : هل أنت من نظم هذه الرحلة ؟؟
ـ نعم أنا من قررت ذلك وتحدثت مع المدير بشأنها وهو قد وافق على ذلك ..
ـ هكذا إذا ..
ـ لم تجبني بعد على سؤالي يا سوبارو هل أنت متشوق ؟؟
ـ لأكون صريحا معك أنا لا أرغب في الذهاب إطلاقا >> قالها بهدوء ..
ـ ولماذا !! ..
ـ أنا لا أحب الذهاب إلى مثل تلك الأماكن ..
ـ ولكن ..............
قاطعتني روز قائلة : دعك منه يا ياماتو ، فهو يرفض الذهاب لأن مدينة الألعاب مليئة بالأطفال ، وإذا ما ذهب إلى هناك فسيخيفهم بمنظره هذا ..
إلتفت إليها وقلت بضيق : روز ألا تستطيعين إغلاف فمك الكريه هذا قليلا ؟؟
ثم أردفت وأنا أنظر إلى سوبارو : سوبارو أرجوك إنه يوم واحد فقط ، ثم أنك ستستمتع كثيرا لا تحرم نفسك من هذه الرحلة الممتعة ..
نقل سوبارو ببصره إلى جوليا وقال مخاطبا إياها : جوليا ما رأيك ؟؟ هل ستذهبين معهم ؟؟
قالت جوليا التي كانت منصتة لنا منذ البداية : في الواقع لا مشكلة لدي إطلاقا ..
لمحت شبح إبتسامة على شفتي سوبارو وهو يقول : حسنا أنا سأذهب معكم ..

شعرت بسعادة غامرة عندما علمت أن الجميع سيذهب ..
سألني أحدهم : متى سننطلق تحديدا ؟؟
ـ سنجتمع أولا في الصف وبعد إكتمال العدد سنذهب معا بالحافلة ..
ثم أردفت قائلا : قبل خروجكم من الصف أرجوكم ضعوا دفتر الكيمياء على طاولتي حتى أعطيها للآنسة راي ..
بعد أن اكتمل عدد الدفاتر .. حملتها متوجها إلى معمل الكيمياء وأنا أشعر بالملل ..
عندما وصلت طرقت باب المعمل بهدوء .. ودخلت بعدها لأجدها جالسة على المكتب .. وضعت الدفاتر أمامها وقلت : ها هي ذي دفاتر الصف ...
إبتسمت لي بطريقة تثير الإشمئزاز وقالت : شكرا لك يا ياماتو أرجو ألا أكون قد أتعبتك ..
ـ في المرة المقبلة لا تطلبي مني شيئا هل فهمت ؟؟
وقفت من على الكرسي وتوجهت ناحيتي .. لا أعلم لم ارتبكت لكني شعرت أنه من الأفضل لي أن أهرب .. أدرت ظهري ناحيتها وسارعت في الخروج .. لكنها أمسكت بيدي الذي على المقبض قائلة بنعومة : علام العجلة يا عزيزي ياماتو ؟
جذبت يدي ناحيتي بسرعة .. عندما تلامسنا أشعر كما لو أن شرارة كهربائية سرت على جسدي ..
تراجعت للخلف قائلا بحدة : إبتعدي عني ودعيني أخرج حالا ..
أسندت بظهرها على الباب قائلة بإبتسامة ساحرة : ياماتو سمعت أنك قد قمت بتنظيم رحلة لطلاب صفك ، أريد أن أذهب معكم كذلك ..
قطبت حاجباي وقلت : بصفتك ماذا ؟؟
ـ بصفتي معلمتكم ..
أصدرت ضحكة ساخرة وقلت : الرحلة مخصصة للطلاب صفنا وأنت لست طالبة ..
ـ لا بأس فمعلمة واحدة لن تضر أليس كذلك ..
تمتم بصوت خافت : عنيدة تبا لك ..
ثم قال وهو يعيد صوته إلى طبيعته : سأفكر في الأمر ..
ـ لن تفكر وإنما ستتخذ القرار الآن ..
ـ حسنا حسنا ..
وافقت على مضض لتتركني وشأني .. وبالفعل عندما سمعت بموافقتي تركتني أخرج ..
عدت إلى الصف وجلست في مكاني وقلت مخاطبا جوليا : جوليا أين علبة غدائي ؟؟
أعطتني علبة الغداء وشرعت في تناولها .. لفت نظري شيء ما بينما كنت آكل .. إلتفت إلى سوبارو ببطء لأجده يتناول الغداء أيضا ..
ـ سوبارو يتناول الغداء !! ياللمفاجئة !!>> قلتها بإندهاش ..
قال ببرود : وهل أنت الوحيد الذي يشعر بالجوع ؟؟ أولست ببشر مثلك ..
ـ لكنك دائما في مثل هذا الوقت تقوم بقراءة كتاب ما ، وتقول لي أنك لست بجائع ، مالذي حصل اليوم ؟؟
لم يجبني سوبارو وتجاهلني تماما .. لكن روز إلتفتت إلي قائلة : لقد حضرت جوليا ...........
لم تستطع إكمال عبارتها لأن جوليا سارعت في إغلاق فمها وهي تقول بإبتسامة : تناول الغداء بسرعة ولا تضيع الوقت في الثرثرة ..

قارنت بين علبة غدائي وعلبة غداء سوبارو .. لأجد أن المكونات هي نفسها .. والمختلف فقط هو طريقة الترتيب ..
قلت وأنا أنظر لجوليا : هل أنت من أعد الغداء له ؟؟
أجابت دون النظر إلي : نعم ولكن لم تسأل ؟؟
ضحكت قائلا : لا شيء لكن يسعدني حقا أنك لم تعودي تخافينه أو تتجنبيه كما في السابق ، يسعدني أننا أصبحنا جميعا أصدقاء ..
قالت روز بسخرية : ماذا قلت ؟؟ أصدقاء !! هل تمازحنا ؟؟ نحن لا نتصادق مع الذكور الحمقى ..
قلت بمرح وأنا أشير إلى نفسي : وهل أبدو لك كأحمق ؟؟
ـ كل الذكور حمقى وأنت أولهم ..
اكتفيت بضحكة خافتة وعدت لتناول غدائي .. وهي فعلت المثل ..


مرت الأيام سريعا .. وأتى اليوم الأخير لي في هذه المدرسة .. استيقظت باكرا جدا وارتديت قميصا باللون الأزرق القاتم عليه رسومات باللون البني .. وارتديت أعلاه معطف بني اللون وبنطالا بني .. ولففت حول عنقي شالا مخططا بالأزرق والبني ..
ألقيت نظرة سريعة للمرآه .. وبعدها توجهت إلى المدرسة بالسيارة وأنا متحمس للغاية لهذه الرحلة ..

***

~ روز ~
كنت قد إرتديت ملابس مخطط بالعرض باللون الأبيض والأسود بأكمام طويلة يصل حتى نصف الفخذ .. وأسفله ارتديت بنطالا أسود ضيق وطويل .. وعليه بعض النقوش على الطرفين ..
وها أنا الآن متوجهة للمدرسة .. كنت في غاية التلهف لهذه الرحلة منذ أن طرح ياماتو الفكرة ..
عندما وصلت كنا قد اتفقنا على الإنتظار في الصف .. حتى نرى ما إذا قد اكتمل العدد ..
عندما دخلت الصف رأيت الجميع يرتدون ملابس جميلة وأنيقة .. وأنا واحدة منهم .. والكل يبدو سعيدا ومتحمسا ..
جلت ببصري بحثا عن جوليا .. ولكني لم أجدها .. ظننت أنها لم تأتي بعد .. وستكون هنا قريبا ..
لفت نظري سوبارو الجالس في مكانه كالعادة وفي يده كتاب علمي كما يبدو من العنوان ..

قلت وأنا أقف بجانبه : سوبارو مالمتعة التي تجدها في قراءة الكتب ..
رفع بصره إلي لثواني ثم عاد يقرأ كتابه دون أن يعطيني جوابا .
. شعرت بالغيظ لأنه تجاهلني ، وقررت أن أفعل به كما أفعل لجوليا في الماضي ، سحبت الكتاب من يده خلسة ، وخبأتها خلفي قائلة : لن تأخذ الكتاب إلا بعد أن تعدني بعدم قراءتها أمامي ..

أسند بمرفقه الأيمن على الطاولة ووضع ذقنه على راحة يده وهو ينظر إلي ببرود ، مر الوقت ببطء وهو لازال يحدق فيني بالنظرات ذاتها..
زفرت بملل وأعدت الكتاب إليه قائلة : أنت شخص ممل حقا ..

لم يجب علي وعاد إلى قراءة كتابه ، بعد دقائق سمعت صوت الباب وهو يفتح ، واندفع الجميع متحلقين حول من قدم لتوه

.. إلتفت بفضول لأرى الشخص الذي جذب معظم الصف إليه عند قدومه ، فإذا بي أرى ياماتو ، لم أستغرب الأمر فهو مشهور دائما ، ثم أن الجميع ممتنين لياماتو صاحب الفكرة ومنظم الرحلة ..


- ألا تعتقدين أن جوليا قد تأخرت ؟؟
أدرت بوجهي إلى مصدر الصوت لأدرك أن المتحدث هو سوبارو ..

نعم سوبارو نفسه !! والسؤال موجه لي أنا ، أدركت هذا عندما رأيته يحدق في وجهي منتظرا الجواب مني ..

قلت وأنا أرمش بغباء وأشير بسبابتي على نفسي : هل تتحدث معي ؟؟
قال بهدوء : وهل لأحد أن يعرف عنها أكثر منك ؟؟
ابتسمت ساخرة ، قال أنني أكثر شخص أعرفها ، وأنا لا أعرف عنها إلا القليل ، هذا إذا كان ما علمته صحيحا ، فجوليا إنسانة غامضة حتى لو لم يبد ذلك عليها ، ولا يمكن لأي كائن التنبؤ بأفعالها
.. قلت له : قد تأتي قريبا ..

حضر الجميع واكتمل عددنا بإستثناء جوليا ، حتى ياماتو سألني عنها فما كان جوابي إلا : لا أعلم ..

بدأ الجميع بالشعور بالضجر ، فقد تأخرنا عن الإنطلاق خمس دقائق ، وجوليا لم تظهر بعد ، بدؤوا جميعا بالتشكي وطلبوا منا الإنطلاق وعدم إنتظارها أكثر ، لكن ياماتو رفض ذلك وقال أننا لن ننطلق إلا بعد أن تأتي جوليا ..
بدت ملامح عدم الرضى تظهر على وجوههم ، قال لي ياماتو : روز فلتتصلي بها ونرى لم تأخرت..


لم أعرف كيف سأخبره أني لا أمتلك هاتفا محمولا ، سيسخر مني بلا شك ، لذلك قلت كاذبة : لقد نسيت هاتفي في المنزل أعذرني ..
صمت ياماتو لثواني معدودة ليقول بعدها : حسنا لدي فكرة ، إنطلقوا جميعا بالحافلة بينما أنا سأبقى أنتظرها هنا إلى أن تأت ، وسنلحق بكم بسيارتي الخاصة ..

قالت إحدى الفتيات معارضة : تذهبان سويا !! أنا غير موافقة على ذلك ..
قالت الأخرى مؤيدة : وأنا كذلك ، فأنا لن أسمح لها بالصعود في سيارتك مجددا ..
قال ببرود : إذا سننتظرها جميعا ، والويل لمن يشتكي أو يتضجر ..
علت الهتافات الغاضبة والمنزعجة ، ليقول ضاحكا : إذا فالتذهبوا و أنا سأنتظر جوليا ..
رغم أن الفتيات معارضات على هذا إلا أن الفتيان استطاعوا اقناعهن بأنه لن يحصل شيء بينهما ، وفي النهاية اقتنعت الفتيات وتوجهوا للحافلة ..
نظر ياماتو إلى كل مني أنا وسوبارو اللذان بقينا في الصف ولم نذهب معهم ..

ياماتو : لماذا لم تذهبا مع البقية ..
أجبت ببرود : أنا صديقتها ومن الواجب علي إنتظارها ، كما أنني أرغب في حمايتها منك ..
رفع ياماتو حاجبه الأيمن قائلا : وهل أنا وحش لتحميها مني
.
قلت وأنا أنظر إلى كل من ياماتو وسوبارو : لست وحشا ولكن الذكور هم حيوانات قذرة ومفترسة .

خرج سوبارو من صمته قائلا : ولم تظنين ذلك ؟؟ ثم لماذا تقولين هذا عن جميع اللذكور بصفة شاملة ؟؟ لسنا جميعا مثل ما تقولين ..

تجاهلت ما قاله لأقترح عليهم إقتراحا : ما رأيكم أن نذهب إلى منزلها ، قد تكون غارقة في النوم حتى هذه اللحظة ..
ـ حسنا هيا لنذهب >> قالها ياماتو مؤيدا

.. صعدنا جميعا في سيارة ياماتو الفاخرة والتي كان قد اتصل بها ياماتو سابقا ، ويعدها توجهنا إلى منزل جوليا ..
ضغطت بسبابتي جرس الباب وياماتو وسوبارو واقفان خلفي ، بعد ثواني فُتح الباب لتظهر خلفها السيدة كينور _ والدة جوليا _ لتهتف بتعجب : أووه روز !! ألم تذهبي مع طلاب صفك إلى مدينة الألعاب ؟؟ أم أنك كإبنتي جوليا التي لم تتحمس للفكرة ..
كنت لأجيب عليها إلا أن ياماتو قاطعني قائلا بإحترام : سيدتي هل جوليا في الداخل ؟؟
رفعت السيدة كينور بصرها إلى وجه ياماتو وقالت مجيبة : نعم هي في غرفتها الآن ..
ثم ابتعدت عن الباب قليلا وقالت وهي تشير بيدها للدخول : إذا أردتم مقابلتها فالتتفضلوا ..
إندفعت للداخل مباشرة ً متوجهة إلى السلالم ونسيت حتى شكر السيدة كينور ..

***

~ سوبارو ~

اندفعت روز الحمقاء إلى الداخل ، ليدخل بعدها ياماتو وهو ينحني بإحترام للسيدة التي أمامنا ويقول : شكرا على إستضافتك لنا
..
دخلت بعده وأنا أقول بهدوء : نتمنى ألا نكون قد أزعجناك..
ثم ركضنا إلى الداخل متتبعين روز ، والتي يبدو أنها تعرف مكان غرفتها ..
توقفت روز خلف باب بني اللون معلق فيها لوحة مكتوب عليها ( غير مسموح للحمقى بالدخول ) إبتسمت عند قراءتي لها ، مالذي تقصده بملاحظتها هذه!!
طرقت روز الباب بعنف ، وما هي إلا ثواني معدودة فُتح الباب قليلا لتخرج جوليا جزء من رأسها ، وما إن رأتنا حتى يظهر علامات التعجب على وجهها..

خرجت بسرعة وأغلقت الباب فور خروجها ، كما لو أنها لا ترغب في أن ترينا غرفتها ..
وقفت أمامنا قائلة بإستغراب : ماذا تفعلون جميعا في منزلي ؟؟ ألا يجب عليكم أن تكونوا الآن في مدينة الألعاب ؟؟

إحتدت ملامح ياماتو وقال بحدة : يبدو أنك لم تكوني نائمة ، وأنت تعلمين أن اليوم رحلة ، إذا لماذا لم تذهبي إلى المدرسة ..
قالت بإبتسامة هادئة : لكني لا أرغب في الذهاب ..
قلت عندها : لكنك قلت في بداية الأسبوع أنك ذاهبة ..
أجابتني بدهاء : لم أقل أني موافقة على الذهاب معكم ، كل ما قلته أنه لا مانع لدي ، وأنا صدقت في قولي ولم أكذب ،لذا لا تزوروا موافقتي.

تبا لهذه الفتاة ، إنها ماكرة بحق ، من كان ليصدق أن هذه الضعيفة بهذا الدهاء ..
قالت روز غاضبة : لكن عبارتك هذا تدل على أنك موافقة ، لذلك كفاك مراوغة ..
أجابت جوليا بهدوء ولا تزال تلك الإبتسامة الهادئة على شفتيها : عزيزتي روز إن العبارتين ليست لهما المعنى نفسه ، فأنا أستطيع الذهاب ولا شيء يمنعني ، لكني بذاتي لا أرغب في هذا مع أن الفرصة متاحة لي..

قال ياماتو بغيظ : ولماذا ؟؟
وضعت يدها الأيسر على ذقنها علامة التفكير لتقول بعدها بثواني : أممم لأنني وبكل بساطة لا أحبها ..
سحبت روز شعرها بخفة قائلة : آه منك يا جوليا ، أنت تغضبينني حقا ..
قال ياماتو : جوليا غيري ملابسك حالا سنذهب نحن الأربعة معا الآن ..
جوليا : شكرا لكم جميعا لأنكم قطعت كل هذه المسافة من أجلي ، أنا متأثرة حقاً ، لكنني آسفة لأنني لن أرافقكم ..

- ولماذا ؟؟ >> هتف بها ياماتو غاضبا ..

- لأنني لا أرغب بذلك >> قالتها جوليا ببرود ..

قاطعتهما قائلا : إذا أنا لن أذهب أيضا .

توجهت الأنظار إلي وعلامات الإستغراب بادية على وجوههم ، وتقول جوليا متسائلة : ولم ؟؟

أجبت ببرود : لأنكِ لن تذهبي ..
روز : ولماذا تربط قرارك بقرار جوليا ؟؟ أنت حقا إمعة ..

أتانا صوت ياماتو الغاضب وهو يهتف : لقد طفح الكيل ..

تعلقت أبصارنا جميعا بوجه ياماتو الذي احتقن إحمرارا ، من شدة غضبه ..
ثم أردف قائلا : لن أستمع إلى آرائكم بعد الآن ، والجميع سيجبر على الذهاب ..

لم أحبذ فكرة أن يجبرني ياماتو على الذهاب ، لكنني لم أقل شيئا ، مترقبا ما ستقوله جوليا ..
جوليا بإبتسامة : ياماتو محق يجب عليكم جميعا الذهاب ، فالجميع قد إستعد جيدا وارتدى أفضل ما لديه ، لذا من السيء أن تغيروا رأيكم في النهاية ..

أدركت أنها تعنيني بقولها هذا ، قلت بهدوء : أنت محقة ومن السيء أيضا أن يقوم شخص بطرد أصدقائه من المنزل بعد أن قطعوا مسافة طويلة للوصول إليه ودعوته للمرح ..
- لكن الأسوء أن يجبروا شخصا على شيء لا يرغب به ..
- الأسوء من الأسوء هو أن .................

لم أكمل ما كنت سأقوله لأن روز قاطعتنا بإستياء : توقفا أنتما حالا ، ياللإزعاج ..
وأكمل عليها ياماتو بنبرة آمرة وهو ينظر إلى جوليا : لديك عشر دقائق فقط لتغيري ملابسك وتستعدي ، وإن رفضت سيكون لي معك تعامل آخر ..
قالت جوليا بهدوء : إنه لمن الفظاعة أن تجبرني على شيء لا إرغب به ..
لانت ملامح ياماتو قليلا وقال بنبرة حانية : أنا لم أشأ أن أستخدم هذا الأسلوب ، لكن ...
تغيرت نبرته قليلا وقال بتوسل : لكن أرجوك أن تذهبي معنا ..
أطلقت جوليا صوت زفيراً عالياً ليتبعه صوتها قائلة : حسنا سأذهب ..

تهلل وجه ياماتو فرحا ، وأخبرها أننا سننتظرها في السيارة ، ثم عدنا جميعا إلى السيارة منتظرين قدوم جوليا ..

في السيارة وبينما كنا ننتظر جوليا ، كنت أحدق في وجه ياماتو ، لينتبه إلي ويقول ضاحكا : لم تنظر إلي هكذا ؟؟
قلت بهدوء : ياماتو أجبني بصراحة لماذا أصريت عليها بالقدوم ؟؟
نظر إلي بعينيه اللامعتين وقال : برأيك أنت لماذا ؟؟
قلت بهمس خافت لكن مسموع : لأنك .... تحبها ..

لم يجبني إلا بإبتسامة ساحرة لم أفهم مغزاه ، لتقاطعنا روز بغضب : ماذا قلت يا سوبارو ؟؟ ياماتو يحب جوليا ؟؟ منذ متى وكيف ولم ؟؟
ثم أردفت وهي ترمق ياماتو بنظرات غاضبة : هل تحبها حقا !! تحدث بسرعة ..
أجابها ياماتو : وماذا إذا كان هذا صحيحا ؟؟ هل لديك أي مانع ؟؟
روز بشراسة : لدي ألف مانع ، مادمت صديقتها فأنا لن أسمح لها بمواعدة الشبان ، ولن أسامح أي شخص يواعدها ..

إبتسمت بسخرية ، لا أحد يعلم ما بيني أنا وجوليا ، فهي لم ترغب لأحد بمعرفة ذلك ، والآن علمت لم أرادت إخفاء الأمر ، فلو علمت روز بهذا لما كنت الآن معها في السيارة ذاتها ..

قال ياماتو : فالنؤجل هذا النقاش فيما بعد ، فجوليا قادمة ، وأنا لا أريدها أن تعلم بأي شيء ..
إلتزمت روز الصمت عندما رأيناها مقبلة نحو السيارة ، وهي ترتدي معطفا ليموني اللون وطويل يصل حتى أسفل ركبتها بقليل ، ومن عند الرقبة فرو باللون ذاته ، وقامت بلف وشاح باللون الأزرق الفاتح حول عنقها ، وشعرها قد رفعته برباط شعر بلون الوشاح ..
دخلت السيارة وانطلقنا جميعا نحن الأربعة والصمت خامسنا ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 06-26-2016, 05:20 PM
 
دخلت السيارة وانطلقنا جميعا نحن الأربعة والصمت خامسنا ..و دارين سادسنا
ههههههه
البارت غاااية في الروعة
على فكرة انا اريد قتل تلك الانسة نسيت اسمها
تلك الافعى الملتوية
هههههه
لو كنت داخل الرواية (عدت لتفلسلف)
لمزقتها و شرحتها . ورميت بقاياها للكلاب الضالة
اكره هذا النوع من النساء
يشعروونني بالغثيان
هههههه
متشوقة ان اعرف الاحداث القادمة
واعلم انها ستكون غاية في الحماس
__________________





رد مع اقتباس
  #29  
قديم 06-29-2016, 06:46 PM
 
تثبت
سأعود بعد الافطار لكتابة رد يليق بك
__________________

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب
بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 07-05-2016, 04:05 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

14

~ جوليا ~
وصلنا أخيرا لمدينة الألعاب .. وسرنا نحن الأربعة باحثين عن بقية طلبة الصف .. وعندما وصلنا كان الجميع غاضبين مني كما ظننت ..
لم أعرهم أي إهتمام .. وتصرفت كما لو أنني لم ألاحظ شيئا .. لكن المعلمين الذين رافقونا أخذوا بتوبيخي في وجهي ونعتي باللامبالية ..
أخذت أعتذر منهم كما العادة .. و اختلقت أعذارا واهية .. وبعدها انطلقنا للعب معا ..
كنا قد إنقسمنا لمجموعات بالقرعة .. وكنت أنا في فريق ياماتو وسوبارو .. أما روز فقد كانت في المجموعة الأخرى .. على الرغم من أنها عارضت الأمر فهي تريد مني الذهاب معها إلا أنهم لم يسمحوا لها بتغيير المجموعة .. والشيء المثير للإشمئزاز هو أن المعلمة راي كانت برفقتنا ..

كانت طوال المدة ملتصقة بياماتو .. وهو يحاول جاهداً تجنبها لةن عبثاً ..

توقفت المجموعة أمام لعبة الأفعوانية .. والجميع متحمسون للعب .. بما أنها أشهر لعبة وأخوفها ..
وقف ياماتو أمامنا جميعا وقال : يا أصحاب لننهي رحلتنا بهذه اللعبة ..


صعد الجميع إليها .. ولم يتبقى إلا أنا .. قلت مبتسمة وأنا أنظر إليهم : فالتنطلقوا الآن ، فأنا لن ألعب معكم ..
نظر إلي ياماتو والذي كان في القاطرة الأمامية وقال : هل أنت جادة يا جوليا ؟؟ هل تخشين منها ..
ـ ربما ..
بدأ الجميع بالسخرية مني .. ونعتي بالفأرة الجبانة .. أما ياماتو فقد كان يحاول إقناعي ..لكني رفضت ذلك رفضا قاطعا .. فأنا أكره هذه الألعاب كثيرا .. حتى لو لم أكن خائفة ..

فتح سوبارو حزامه وغادر مكانه قائلا : إذا أنا الآخر لن ألعب..
نظرت إليه ببرود .. لست أفهم حقاً أيحاول هذا الأحمق تقليدي أم ماذا .. لم أقل شيئا له .. أنا لم أرغمه على ذلك إطلاقا .. هو من غير رأيه بنفسه وأنا لا شأن لي به ..
عندها سمعت صوت ياماتو الغاضب : جوليا لا تغضبيني أكثر من هذا ، إصعدي أنت وسوبارو حالا ..

إبتسمت له بهدوء وقلت : أنا آسفة لكني لن ألعب ..
خرج ياماتو هو الآخر والشرر يتطاير من عينيه .. وبدأ بالتوجه ناحيتي .. شعرت أنه من الأفضل لي الهرب بعيدا .. فهو يبدو غاضبا جدا ..

أسرعت بالركض مبتعدة عنه .. وأثناء ركضي إلتفت إلى الوراء لأجده يلاحقني هو وسوبارو.. أسرعت أكثر بحثا عن مكان أختبئ فيه .. وبعد فترة إلتفت إلى الوراء لأجد أنني قد أضعتهما ..
توقفت وأخذت ألتقط أنفاسي .. الركض بهذه الطريقة متعب حقا .. جلست على أحد المقاعد الموجودة وأنا أنظر إلى المارة ..


بعد دقائق شعرت بيد توضع على كتفي .. كردة فعل إلتفت إلى الوراء لأرى من صاحب هذا اليد .. وخشيت حقا أن يكون ياماتو أو سوبارو ..
لكن سرعان ما تلاشى قلقي عندما رأيت وجه السيد كازوما ..
قال مبتسما : كيف حالك يا جوليا ؟؟
وقفت بإحترام له قائلة : بخير يا حضرة المدير ..
ضحك قائلا : نادني بالسيد كازوما ..
قلت ببرود : كما تريد يا حضرة المدير ..
عندها تعالت صوت ضحكاته .. حتى أني خشيت أن يلفت أنظار سوبارو وياماتو .. لذلك تركته وغادرت المكان ..

لكنه قام بملاحقتي قائلا : إلى أين أنتي ذاهبة ؟؟ ثم أين بقية طلاب صفك ؟؟ هل أنت تائهة أم ماذا ؟؟
توقفت مكاني وقلت من دون أن أنظر إليه : لا أظن أنك أتيت إلى هنا بمفردك ، أين كيم وكين ؟؟
صدرت منه شهقة عالية وهو يقول : لقد نسيتهما تماما ..
إبتسمت وأنا أدير ظهري إلى الوراء .. وأنظر إليه وهو يركض متوجها إلى لعبة مخصصة للأطفال ..
يبدو أنه وضع طفليه هناك .. أحببت أن أرافقه لألتقي بكيم وكين .. وصلنا حيث يقفان معا ممسكين بأيدي بعضهم البعض .. والخوف تملأ عينيهم البريئة ..

احتضنهما السيد كازوما وهو يعتذر إليهما لأنه قد نسيهما .. وهما انهالا بالبكاء في أحضانه ..
نزلت إلى مستواهم وقلت : كيم كين تعاليا إلي ..
فردت ذراعي لينطلقا في آن واحد ويرتميا في أحضاني .. أحطتهما بذراعي وقلت مبتسمة : كيف حالكما ؟؟
قال كيم بسعادة : أنا سعيد حقا بلقائك ثانية يا فتاة الحلوى ..

تذكرت شيئا عندما دعاني بفتاة الحلوى .. وفتحت حقيبتي الصغيرة لأخرج منها قطعتين من الحلوى وأعطيتها لكل من التوأمين .. ليبتسما بسعادة وأصوات ضحكاتهم البريئة تشرح صدري ..
ـ أليس هناك قطعة حلوى إضافية لوالدهم ؟؟
كان هذا صوت السيد كازوما وهو ينظر إلي بإبتسامة ..
أجبت ببرود : لدي العديد منها في حقيبتي لكني لست مجبرة على إعطائك ..
ضحك بصوت خافت قائلا : أنت صريحة حقا أتمنى لو كنت كذلك دائماً..
لم أرد عليه وانشغلت أتحدث مع التوأم متجاهلة تواجده ..

بعد دقائق قلت وقد تذكرت أمرا : حضرة المدير ما الذي تفعله هنا ؟؟
قال ساخرا : أوه أخيرا تذكرتني ، ظننت أنك نسيت أمري ..
ثم أردف بإبتسامة : أتيت لأستمتع كما تستمتعون ..
ـ هكذا إذا ، لكن لماذا لم ترافقنا كما فعل بقية المعلمين ؟؟
ـ ولماذا أنت كثيرة الأسئلة هكذا ..
ـ لماذا تجيب على سؤالي بسؤال آخر ؟؟
ـ ولماذا يجب علي الإجابة على أسئلتك ؟

قررت عدم الرد عليه .. فقد يطول الأمر إذا ما تابعنا ما قمنا به ..
ثم قلت بعد صمت دام لثواني : أين نظاراتك أيها المدير ؟؟
أجابني مبتسما : إنها في جيبي ..
ـ ولماذا لا ترتديها ؟؟
ـ لأنني لست بحاجة إليها ..
ـ إذا فبصرك سليم مئة بالمئة ، لكن لماذا ترتديها في المدرسة ؟؟
بدإت إبتسامته تتسع شيئا فشيئا .. ويظهر خلفها أسنانه اللؤلؤية ..
كازوما : لأنني أبدو رائعاً بها ألا تظنين ..
علقت ساخرةً : رائعاً كالمشردين ..
وانفجرت ضاحكة بصوت عالي .. لأسمع صوت آتي من الخلف يقول : يبدو أنك مستمتعة كثيرا هنا ..

توقفت عن الضحك فجأة .. وبدأت أتوتر وأتصبب عرقا .. فأنا أعرف صاحب هذه النبرة الباردة .. وصاحب هذا الصوت المبحوح ..

إلتفت إليه ببطء قائلة بإبتسامة شاحبة : أهلا يا سوبارو ..
مد يديه وقام بسحب وجنتاي وهو يقول : مالذي تقصدينه بأهلا يا سوبارو أيتها الحمقاء ؟؟
قلت وأنا أمسك بيديه : أتركني أنت تؤلمني ..

تركني وهو يقول : تستحقين ذلك ..
ثم رفع بصره إلى السيد كازوما وقال مندهشا : أوه أنت المدير كازوما ، ماذا تفعل هنا ؟؟
أجابه : أنا هنا لأستمتع كما تستمتعون .
إلتف سوبارو إلي من جديد وقال : هيا دعينا نعود إلى بقية الطلبة فالجميع بإنتظارنا ..


سرت معه عائدين إلى مكان تجمع طلاب صفنا بعد أن ودعت التوأم .. وعندما وصلنا كان الجميع غاضبين مني .. وياماتو أخذ يصرخ في وجهي وقد أسعد من حولي ..
أخذت أعتذر لهم مرارا وتكرارا وهم فقط يتجاهلونني ..

صعدنا الحافلة بعد أن اجتمعنا بالمجموعة الأخرى ..
كانت روز تجلس بجواري وأنا أجلس في جهة النافذة .. كانت تروي لي ماحدث مع مجموعتها بكل حماس .. والسعادة واضحة في عينيها ..

كنت أستمع إليها وعلى شفتاي إبتسامة مريحة .. أحب أن أراها سعيدة .. أنا ممتنة لياماتو كثيرا على هذه الرحلة التي جعلت من صديقتي الغالية سعيدة بهذا الشكل .. لقد إندمجت مع مجموعتها اليوم واستمتعت معهم .. لذا أنا حقا سعيدة من أجلها..

***
~ ياماتو ~

كنت أنظر إلى النافذة وأنا شارد الذهن .. اليوم سيكون اليوم الأخير لي معهم .. ولأكون صريحا فأنا لم أستمتع كثيرا ..
وإنما الآن غاضب وأكاد أنفجر غضبا على جوليا .. تلك الفتاة الحمقاء لم تكن تلعب معنا أبدا .. وتكتفي بمشاهدتنا فقط ..


كنت أتمنى أن يكون اليوم الأخير لي ممتعا .. لكنه كان مملا جدا .. كنت أهدف فقط إلى قضاء وقت ممتع مع كل من سوبارو وجوليا وروز .. ولكن الأمور لم تسر جيدا ..
أطلقت زفيرا عاليا .. ليقول لي سوبارو : ماذا بك ؟؟
إلتفت إليه وقلت مبتسما : لا ، لا شيء ..
قال بهدوء : لماذا تبدوا محبطا جدا ؟؟
قررت أن أخبره بما في داخلي .. لعلي أرتاح قليلا .. سردت له كل شيء .. عن نقلي إلى مدرسة أخرى .. و استيائي من تصرفات جوليا .. ورغبتي في قضاء آخر يوم لي بشكل جيد .. حتى تُخلد هذه الذكريات الجميلة في ذاكرتي ..

قال سوبارو ببرود بعد أن انتهيت من حديثي : أنت شخص أحمق ..
نظرت إليه متفاجئا .. لم أظنه سيقول هذا ..
بينما أكمل حديثه : لا تتصرف وكأن اليوم سيكون آخر يوم في حياتك ، يمكنك أن تلتقي بنا في أيام العطلات ..

إبتسمت قائلا : أنت محق ..
ثم صمت لثواني لأقول بعدها بحماس : لدي فكرة ممتازة ..
توجهت أنظار الجميع إلينا .. وتقول إحدى الفتيات : فكرة !! عن ماذا تتحدث ؟؟
قلت مبتسما : هاا لا أنا أتحدث مع سوبارو لا تهتموا ..

بعدها عاد الجميع إلى ماكانوا يفعلونه ..
ليقول سوبارو : فكرة ماذا ؟؟
قلت مبتسما : حالما نصل إلى المدرسة سأخبرك ..

كانت الحافلة في طريقها إلى المدرسة .. لا إلى منازلنا .. فبعد وصولنا إلى المدرسة سيعود كل منا إلى منزله بمفرده ..


بعد أن وصلنا .. نزلنا من الحافلة والجميع كانوا يشكرونني على هذه الرحلة الممتعة .. وعندما رأيت جوليا وروز ركضت بإتجاههما وقلت : يا فتيات إنتظرا قليلا ..
إلتفت روز وقالت : ماذا تريد ؟؟ هل تظن أننا سنشكرك كما فعل البقية ؟؟ لن نفعل ذلك ، ففي النهاية أنت لم تقم سوى بإقتراح الفكرة ونحن..................
قاطعتها : لست هنا لأسمع منكما كلمة شكر ، لدي شيء أخبركما به ..
ـ وما هو >> قالتها روز بفضول ..
قلت بهمس : إنتظرا حتى يعود الجميع إلى منازلهم وبعدها سأخبركن ..


إبتعدت عنهما وجلت ببصري بحثا عنه سوبارو .. لأجده يمشي بعيدا .. ركضت ناحيته وقلت : سوبارو توقف مكانك قليلا ..
وقف سوبارو لأقول وأنا ألتقط أنفاسي : إبقى هنا قليلا ، فلدي ما أخبرك به ..
ـ أخبرني به الآن ، فأنا مستعجل للغاية ..
قلت بترجي : أرجوك يا سوبارو قليلا فقط ، وحتى لا تشعر بالملل اذهب إلى جوليا وروز فهما سينتظران كذلك ..

بعد أن فرغ المكان تماما .. توجهت إلى حيث ينتظرونني .. وقلت مبتسما : شكرا لإنتظاركم ..
روز بملل : هيا أخبرنا بما تريد قوله بسرعة ، لقد سئمت الإنتظار ..

أجبت عليها وأنا أنظر إليهم جميعا : مارأيكم أن تأتوا لمنزلي الآن ؟؟
ظهرت علامات الإستغراب على وجوههم ..
أردفت بعدها : ولن أقبل بأي رفض ..
سألتني جوليا : وما سر هذه الدعوة المفاجئة ؟؟
قلت بتفكير : أممم ليس هناك سبب معين ..


قالت روز : لا مانع لدي ..
ثم التفتت إلى جوليا وقالت : ما رأيك يا جوليا ؟؟
قالت جوليا مبتسمة : أعذورني لكني لن أستطيع الذهاب ، فأنا مضطرة للعودة إلى المنزل ..
اقتربت روز من جوليا وهمست في أذنها ببضع كلمات .. لم أسمع ما قالته ..
لكني رأيت جوليا تقول : أنت فتاة حمقاء ، إذا أردت الذهاب فلتذهبي ، أما أنا فسأعود للمنزل ..

قطبت روز حاجبيها بإنزعاج وقالت : لكني لن أستطيع الذهاب إذا لم تذهبي معي ..
هزت جوليا كتفيها ببرود وقالت : أنا لا شأن لي بك ..


نظرت إلى جوليا بغضب وقلت : لماذا أنت عنيدة هكذا ؟؟ كنت أظن أن روز عنيدة لكنك أعند منها ..
قالت جوليا بإستسلام على الرغم من أنها تبدو غير راضية : حسنا حسنا لا تغضب ، سأذهب معكم ..
إبتسمت قائلا : إذا هيا إلى السيارة ..

***

~ روز ~

كانت تنتابني فضول كبير تجاه الحياة التي يعيشها ياماتو ، لذا وافقت على الذهاب دون أي تردد ..
كنت أنظر إلى النافذة وأتأمل الشوارع والمحلات .. وبعد فترة تفاجأت بالسيارة وهي تقف أمام بوابة ضخمة .. فُتحت البوابة ودخلت السيارة ..
كنا نمشي في الوسط .. وعلى الجهة اليمنى كانت حديقة جميلة مليئة بالزهور الملونة .. إلتفت إلى الجهة اليسرى لأرى بركة سباحة واسعة وضخمة ..
توقفت السيارة فإذا بأحد يفتح الباب لنا .. عندما نزلت .. نظرت إلى القصر الذي أمامنا .. كان ضخما للغاية وفي غاية الجمال ..

لم أستطع أن أغلق فمي من قوة دهشتي .. كنت أعلم أن ياماتو من عائلة ثرية جدا .. لكني لم أتخيل شكل منزله قط ..

دخلنا إلى القصر الكبير .. لأجد الخدم مصطفين عن يميننا وشمالنا .. وفي الوسط سلم حلزوني ..

كان المكان راائعا بحق .. تلك الثريا الضخمة المعلقة بالسقف .. وتلك الأثاث التي تبدو باهضة الثمن .. وهذا البساط الناعم الذي نمشي عليه .. كل هذه الأشياء لا أستطيع وصفها إطلاقا ..


بعد ثواني سمعنا صوت خطوات آتية من السلم الحلزوني .. ليظهر شخص يرتدي زيا رسميا أسودا يقول بنبرة باردة : مرحبا بعودتك أيها السيد الصغير ، يبدو أن لدينا ضيوف هذا اليوم ..

قال ياماتو وهو يشير إلى الرجل : أعرفكم جميعا برئيس الخدم ، إنه يدعى آلبرت وهو رجل بارد رغم أنه طيب القلب ..
ثم أردف حديثه وهو يشير إلينا واحدا واحدا : دعني أعرفك يا آلبرت بأصدقائي ، هذا سوبارو وهذه روز وأخيرا هذه جوليا ..

قال لنا بهدوء : أهلاً بكم فلتتفضلوا معي من فضلكم .
قال ياماتو : لا تتعب نفسك ، أنا من سأرافقهم وآخذهم في جولة على أرجاء المنزل ..
هز الخادم آلبرت رأسه ثم غادر بهدوء .. بدأنا نلاحق ياماتو الذي أخذنا في رحلة حول قصره الكبير ..


كان القصر يحتوي على العديد من الغرف وكل غرفة أكبر من الآخرى .. في النهاية جلسنا خارج القصر .. بالقرب من بركة السباحة ..

على كراسي مريحة متحلقين حول طاولة دائرية يوجد بوسطها مزهرية فيها باقة ورد جميلة ..
بعد ثواني أتت خادمة وقدمت العصير والبسكويت .. وجلسنا نتجاذب أطراف الأحاديث ..


كنا مستمتعين حقا ونحن نسمع قصص ياماتو عن أيام طفولته ..
قلت بشيء من الغيرة : يبدو أنك يا ياماتو تعيش حياة رائعة ..
إبتسم بسخرية وقال : حياة رائعة !! أنا لا أشعر إلا وكأنني سجين لا أستطيع التصرف بحرية ..

قلت مندهشة : ألست سعيدا بأنك من عائلة ثرية ؟؟ الجميع يتمنى أن يكون مكانك ..
قال ياماتو : روز لا تغرك المظاهر ، على الرغم من أنني ثري وأستطيع فعل ما يحلو لي وجلب ما أشاء من الأشياء إلا أن الحياة مملة بالنسبة لنا ، ثم أننا مقيدون وغير قادرين على العيش بحرية ، فالأثرياء هم مركز إهتمام الناس ، والجميع يترقبون أي زلة منهم حتى ينشروها وتصبح فضيحة كبرى ، أما إذا كنت من عائلة عادية فلا أحد يهتم ..


بعدها أردف ياماتو بإبتسامة : لقد تحدثت عن طفولتي كثيرا ، آن الآوان لأن تتحدثوا أنتم كذلك ..
صمتنا جميعا .. ولا أحد يرغب في التحدث ..
قال ياماتو متسائلا : ما بكم جميعا ؟؟ أليست لديكم ذكريات عن طفولتكم ؟؟


ثم أردف وهو ينظر إلي أنا وجوليا وقال : كيف كانت حياتكما في الماضي ؟؟ أشعر أنها مليئة بالمغامرات ، هل هذا صحيح ؟؟
نظرت إلى جوليا لأرى ماذا ستقول .. فإذا هي تقول بإبتسامة باردة : حياتنا كانت عادية جدا ، ولا يستحق أن نذكرها ..


قال ياماتو مخاطبا سوبارو : وأنت يا سوبارو كيف كانت حياتك ؟؟
سوبارو بهدوء : كأي شاب عادي ..
ياماتو بضجر : أنتم مملون حقا يا رفاق ..




ثم أردف بعد صمت : أخبروني جميعا كم عدد أفراد أسرتكم ؟؟
قالت جوليا أولا : أنا لا أمتلك سوى أخت واحدة وهي جودي ..
قال ياماتو وهو ينظر إلي : وأنت يا روز ؟؟

أجبت بهدوء : لدي أخ واحد يدعى ماركو وهو في عمر جودي ، وهو أخي من أمي فقط ..

سوبارو : وأنا أمتك أخا من أمي كذلك وهو أكبر مني بسنة ..
ياماتو : رائع الجميع لديه أخ أو أخت ، إلا أنا هذا محزن حقا ، لكم تمنيت أن يكون لي واحد مثلكم ..
قال سوبارو بنبرة غامضة : قد يكون لك أخ أو أخت وأنت لا تعلم ..
ضحك ياماتو وهو يقول : مستحيل ، فوالدتي قد توفيت في يوم ولادتي ..


قلت بفضول : ياماتو أليس من المفترض أنك الآن في الصف الثالث من المرحلة الثانوية ؟؟؟
ياماتو : بلى لكني عندما كنت في الإعدادية في آخر سنة لي مرضت جدا ولم أستطع الذهاب إلى المدرسة ، واستمر المرض لعام كامل ، لذلك فأنا متأخر سنة ..

قالت جوليا مندهشة : إذا أنت أكبر منا بعام !!
ـ نعم << قالها ياماتو مبتسما ..


أكملنا بقية اليوم نتحدث في أمور متنوعة حتى أشارت الساعة إلى الحادية عشرة .. بعدها اقترح علينا ياماتو أن يوصلنا سائقه .. لم نمانع وبعدها عدنا جميعا إلى منازلنا ..


ترجلنا من السيارة أنا وجوليا .. وعندما وقفت أمام منزلي فإذا بيد شخص يغطي أنفي بمنديل .. ثم شعرت بالدوار وسقطت على الأرض ولم أشعر بعدها بشيء ..


نهاية الجزء ..


15

شعرت بأحد ما يركلني ويناديني بإسمي .. فتحت عيناي ببطء لأرى وجه أبغض شخص لدي .. إنه أخي ماركو ..
قلت بإستغراب : ماذا حصل لي ؟؟
تلفت يمينا وشمالا .. لأجد نفسي مستلقية أمام بيتنا .. قلت وأنا أنظر لماركو الواقف أمامي : ماركو هل حصل شيء ما ؟؟
قال ماركو غاضبا : كل ما حصل أنك فتاة غبية نمت أمام باب المنزل كالمتشردين ..

ثم جذبني لأقف رغما عني وهو يقول : أدخلي إلى المنزل حالا ..
ثم أردف قائلا بخبث : فوالدتي قد أعدت لك مفاجئة ستسعدك ..


سرت رعشة على جسدي بينما هو كان يسحبني إلى داخل المنزل .. رأيت أمي الواقفة أمامي وفي يدها تلك العصا الخشبية .. رفعتها عاليا وهي مستعدة لضربي ..

تراجعت إلى الخلف وقلت : أرجوك يا أمي لا تضربيني ..
قالت والدتي بغضب : كيف لي ألا أضربك وقد تأخرت في العودة كثيرا وأقلقتني عليك ، وفي النهاية أجدك مستلقية أمام المنزل وغارقة في النوم !! ألم تفكري أنني سأقلق عليك ؟؟

قلت محاولة الدفاع عن نفسي : أنا لم أتعمد التأخر وإقلاقك ، لكني عندما كنت أمام المنزل ، شعرت بأحد ما يضع منديلا على أنفي ثم استنشقته لأغط في النوم دون أن أنتبه ..

تدخل ماركو قائلا بسخرية : وهل تظنين أن عذرا سخيفا كهذا سينطلي علينا ؟؟ جدي عذرا أفضل من هذا ..
قلت وأنا أتراجع للوراء عندما رأيت أمي تقترب مني وقد عزمت على ضربي : أقسم لك هذا يا أمي ، أنا لا أكذب صدقيني ..

ماركو : لنفترض أن ما قلته صحيحا إذا قولي لنا لماذا تم تخديرك ؟؟

شتت أنظاري وأنا لا أعلم كيف أجيبه .. فحتى أنا لا أعلم إجابة لهذا السؤال ..
قلت بصوت خافت : لا أعلم ..
ماركو : لا تعلمين لأنك كاذبة ، أمي عاقبيها على كذبها ..

إقتربت أمي من جديد .. لأغمض عيناي لأستعد لتلقي ضربة مؤلمة من أمي كما تجري العادة .. لكن صوت رنين جرس المنزل قاطعنا ..

ألقت أمي العصا الخشبية بعصبية وقالت : إبقي هنا ، سأنظر من هذا المزعج ..


توجهت أمي نحو الباب .. وأنا أتسائل من سيكون الزائر يا ترى ؟؟ نظرت إلى الساعة المعلقة أعلى الحائط لأجد أنها تشير إلى الساعة 12 ..

فتحت أمي الباب لكني لم أرى الزائر .. كل ما سمعته صوت رجل يقول لأمي : أعذريني على إزعاجي لكِ في هذا الوقت المتأخر من الليل ، لكني رغبت في سؤالك شيئا مهما ..


عرفت أن هذا الصوت يعود إلى والد جوليا .. لكن مالذي يريده ؟؟ سمعته يقول لوالدتي: هل إبنتك روز عادت إلى المنزل ؟؟
أجابت عليه والدتي : نعم ، لم تسأل ؟؟
أجابها : في الواقع جوليا لم تعد إلى المنزل حتى الآن ، وهي قد غادرت المنزل برفقة إبنتك واثنين من أصدقائها ...


توجهت إليه بسرعة وأنا أقول بقلق : سيدي هل تقصد أن جوليا مفقودة ؟؟
قال والد جوليا والقلق بادٍ على محياه : لا أعلم حقا ، لكنها لا ترد على هاتفها المحمول ، ألم تكن برفقتك يا روز ؟؟

قلت له والخوف يتسرب إلى قلبي : بلى ، لقد كانت معنا ، حتى أننا عدنا معا بنفس السيارة ، وقد كان سائق ياماتو هو من أوصلنا ..
ثم أردفت وأنا أتذكر أمرا : صحيح يا سيدي عندما وصلت إلى المنزل حصل لي أمر غريب ..
ـ وما هو ؟؟
ـ لقد قام أحد ما بتخديري أمام المنزل ، ولم أستيقظ إلا الآن عندما قام ماركو بإيقاظي ..


تمتم والد جوليا بقلق : أقلت أنه قد تم تخديرك ؟؟ إذا ما كنت مع ابنتي لربما هي الأخرى قد تم تخديرها أيضاً ولكن لماذا أبقوك أمام منزلك بينما أخذوا جوليا ؟؟
قلت وقد تغرغرت الدموع في عيناي : سيد روك_ إسم والد جوليا _ أرجوك يجب أن ننقذها ، أنا خائفة عليها ..

تنهد السيد روك وقال : وأنا كذلك ، لكن ما من دليل يدل على أنها مختطفة حالياً سأذهب للبحث عنها وسأشرع بالتحقيق و ..
ثم أردف وهو ينظر إلي : هل تعرفين شخصا مشبوها عندما عدتم ؟؟ أو هل تعرفين شخصا قد يبغضها ؟؟


جوليا لم تكن محبوبة .. ولم تكن فتاة مكروهة من قبل الآخرين .. بمعنى أدق كانت فتاة لا تبرز كثيرا .. ولكنها في الآونة الأخيرة أصبحت مصب إهتمام الفتيات .. بسبب أن ياماتو دائما يتصرف معها بغرابة .. ويتعامل معها معاملة خاصة ..
لكني لا أظن أنها من فعلتهن ..

هززت رأسي نافية وقلت : لا أعرف أحدا ..
قاطعتنا أمي وهي تقول مخاطبة السيد روك : أنا أعلم أنك قلق على إبنتك ، لكن الوقت متأخر جدا ، وروز لا شأن لها بالأمر ، لذا فالتغادر من فضلك ..

قال بهدوء : حسنا وأنا آسف على الإزعاج ..
ثم حدق في عيني قائلا : إذا كان لديك شيء سيفيدنا فأرجو منك أن تخبرينا ..

أقفلت أمي الباب لأقول غاضبة : أمي لماذا قلت هذا ؟؟ جوليا صديقتي وأنا قلقة بشأنها ..
قالت أمي وهي تتوجه حيث العصا الخشبية : يبدو أنك نسيت أمرا أهم من صديقتك ..
بعدها رفعت العصا عاليا وبدأت بضربي دون أي رحمة .. ..


***


~ جوليا ~

فتحت عيناي ببطء دون أن أستوعب المكان الذي أنا فيه .. شعرت بألم شديد في ظهري .. إعتدلت جالسة .. لأدرك أن سبب ألمي هو أنني كنت نائمة على هذه الأرض الصلبة والباردة ..

بدأت أتلفت يمينا وشمالا علي أدرك مكاني الآن .. آخر ما أتذكره أن أحدا ما قد قام بتغطية أنفي بمنديل ..

كنت جالسة وسط غرفة خالية من أي قطعة أثاث .. ولا حتى فراش .. الغرفة مظلمة وخالية من المصباح .. لكن هناك فتحة صغيرة تسمح لأشعة الشمس بأن تتسلل إلى المكان لتضيئه ..


لفت نظري باب خشبي موجود في الغرفة التي أنا فيه .. توجهت إليه لأدرك أنه دورة مياه .. وكانت صغيرة للغاية .. ولا يوجد بها نافذة لكن بها مصباح صغير ..


عدت للغرفة لأتوجه إلى تلك القضبان الحديدية محاولة فتحها .. لكن هذا مستحيل .. المكان يبدو وكأنه سجن ..

نظرت من عند القضبان الحديدية لألاحظ أن زنزانتي موجودة في زاوية غرفة .. كنت أستطيع أن أرى الغرفة كاملة .. فقط كانت تحتوي على مكتب قديم بني اللون .. وكرسي أسود اللون وطاولة خشبية .. ويوجد فيه باب بني اللون في زاوية الغرفة .. وإضاءة خافتة تنير المكان ..



شعرت أنه لا فائدة من الصراخ وطلب النجدة .. فالمكان هادئ جدا ولا أظن أن هناك أحد غيري في هذا المكان .. لذلك جلست بجانب الباب بهدوء أنتظر قدوم أحد لأسأل عن ما يحصل لي الآن ..

بقيت ساكنة في مكاني لدقائق .. يبدو أنني هنا منذ ليلة أمس .. يا ترى كيف حال والداي الآن ؟؟ هل هما قلقان علي ؟؟ أنا على يقينة أن والدي الآن يبحث عني وأمي تبكي الآن خوفا علي ..

فجأة تذكرت روز .. هل حصل لها شيء ما هي كذلك ؟؟ روز فتاة ضعيفة ولن تتحمل أي شيء .. شعرت هنا بالخوف الشديد عليها .. وأنا أرغب في رؤية أحد ما حتى أسأله عن روز ..



سمعت صوت الباب الخارجي يُفتح .. أي باب الغرفة لا باب زنزانتي ..

ظهر لي رجل يرتدي ملابس سوداء .. ويبدو على ملامحه القسوة والشدة..
سارعت بالقول : أخبرني هل أنا الوحيدة التي تم إختطافها أم ماذا ؟؟

رفع حاجبه الأيمن متسائلا : ولماذا تطرحين سؤالا كهذا ؟؟ ظننت أن أول شيء ستقولينه لي هو من أنت وماذا تريد مني ؟؟

قلت بضجر : أجبني على سؤالي ، هل أخذت روز كذلك ؟؟

أسند ظهره على الجدار المقابل لي وقال : لا تقلقي لقد أُمرنا بإلقاء القبض عليك فقط ..


تنهدت بإرتياح عندما قال لي ذلك .. بينما سمعته يقول : أنت غريبة حقا ..
لم أرد عليه .. لأني لم أكن أرغب في التحدث معه .. جلست بهدوء وأنا أتأمل الفراغ .. عقلي خاو تماما من أي شيء ..

انتشلني من هذا الهدوء صوت ذلك الرجل وهو يقول : ألن تسأليني عن هويتي ؟؟ أو عن سبب إختطافي لك ؟؟ أو عن المكان الذي أنت فيه ؟؟

إبتسمت ساخرة قائلة : لنفرض أنني سألتك فهل ستجيبني ؟؟
أجاب نافيا : بالطبع لا ..
حركت كتفاي إلى الأعلى قائلة بلا مبالاة : إذا لماذا أتعب نفسي بسؤالك !!


عندها صدحت ضحكته أرجاء المكان .. ليقول بعدها : أنت فتاة غريبة حقا ، أول مرة ألتقي بفتاة قوية مثلك ..

ما إن قال كلمة قوية حتى بدأت بالصراخ متظاهرة بالبكاء .. بدأت أصيح بصوت عاااالٍ ومزعج .. علّه يلغي فكرة أنني قوية ..
وضعت كفاي على وجهي فأنا سيئة في ذرف الدموع الكاذبة .. لكني بارعة في تمثيل البكاء ..
قلت وسط بكائي الكاذب : أريد أمي آآآآه دعوني وشأني ، أنقذوني ، أكرهكم أيها الأشرار ...


سمعت صوته قائلا : أرجوك توقفي عن التمثيل ، فأنت تثيرين اشمئزازي ..
عدت إلى هدوئي وقلت وأنا أبعد كفاي عن وجهي : هل تم إختطافي بسبب أبي أم لسبب آخر ؟؟ أعني أن أبي يعمل محققاً وقد ألقى القبض على العديد من الأشخاص ..


أخرج سيجارة من جيبه وبدأ بإشعالها قائلا : قلت أنني لن أجيب على أي من سؤالك ..

قلت بهدوء : إنه سؤال واحد فقط ، لذلك أجب أرجوك ..
أجابني ببرود : لا أريد ذلك ..

أصدرت ضحكة قصيرة ساخرة وقلت : أوه صحيح لن تجيب علي ، لأنك لست إلا كلب حراسة ..


إحتدت ملامحه الباردة قائلا : ماذا قلت !!
قلت ببرود : كما سمعت تماما ..
ألقى بسيجارته أرضا وداس عليه بقدمه .. ثم بدأ بالتوجه إلى زنزانتي ببطء .. تراجعت للخلف قائلة : أعتذر إذا أثرت غضبك أرجوك اهدأ ..
توقف في منتصف الطريق وقال بإبتسامة ساخرة : أنت جبانة ..


قاطعنا صوت صرير الباب .. أطلت بفضول لمعرفة القادم .. لأرى سيدة في الأربعين من العمر قد أقبلت وفي يدها طبق طعام ..
قالت للرجل : لقد أمرني السيد أن أقدم لها هذا الحساء ..

هز رأسه بإيجابية بينما هي أقبلت نحوي ومررت الطبق من بين القضبان .. نظرت إلى ما يوجد في هذا الطبق .. عبارة عن كمية قليلة من الحساء وبجانبه كسرة خبز يابسة ..

لو لم أكن جائعة لما أكلته .. أمسكت بالملعقة وبدأت بأكله بهدوء .. طعم الحساء سيء .. لكن الجوع أرغمني على تناوله كله ..


***

~ سوبارو ~

توجهت إلى مقعدي بهدوء .. منذ اليوم سأكون وحيدا مجددا .. لأن ياماتو قد إنتقل إلى مدرسة أخرى ..
لفت نظري رسالة موضوعة في درج طاولتي .. أخرجته وبدأت أقلبه بين أصابعي بحثا عن إسم المرسل ..

مزقت الظرف لأجد رسالة في داخلها .. فتحت الورقة المطوية بعناية .. لأقرأ ما في داخله وأتفاجأ للغاية ..

نظرت إلى أمامي لألاحظ أن روز وجوليا لم تأتيا بعد .. لكني لاحظت وجود رسالة في درج طاولة روز .. بقيت أنتظرها حتى أخبرها بأمر الرسالة .. ..


بعد دقائق رأيت روز التي دخلت إلى الصف بوجهها الشاحب والهالات السوداء تحيط عينيها ..
بدت وكأنها جسد بلا روح .. جلست مكانها بهدوء لتضع رأسها على الطاولة ..


قلت هامسا : روز روز ..
إلتفتت إلي ببطء وقالت منزعجة : ماذا تريد ؟؟ دعني وشأني ..

قلت لها : يوجد رسالة في درج طاولتك ..
أخرجت الرسالة .. وفتحت الظرف .. وبعد أن قرأت مافيه .. ظهرت علامات الصدمة على وجهها ..

قلت بخوف : روز ما بك ؟؟
نظرت إلي والدموع قد ملأ عينيها .. شعرت أنها ستنفجر باكية .. لذلك قمت بسحبها إلى خارج الصف .. وتوجهنا إلى السطح ..

عند وصولنا تماما إنفجرت روز بالبكاء عااليا .. لأنظر إليها متفاجئا ..
قلت بقلق : روز ما بك ؟؟
لم ترد علي روز .. واستمرت بالبكاء والنحيب بصوت عالي .. وبما أنني لا أجيد تهدئة الفتيات فقد بقيت أنظر إليها بعجز ..


قلت بهدوء : هل هذا بسبب الرسالة التي وُضعت في درجك ؟؟
إلتفتت إلي روز متفاجئة .. ثم أكملت نحيبها مجددا ..

قلت لها بهدوء وأنا أمد يدي بالرسالة التي كانت في درجي : هل كانت هذه هي الرسالة ؟؟


سحبت روز الورقة مني وما إن نظرت إليها حتى قالت وسط شهقاتها : لماذا يحصل هذا لها ؟؟ ماذا سنفعل يا سوبارو ..


كان محتوى الرسالة كالتالي ( صديقتكم العزيزة رهينة عندي ، إن أردتم إستعادتها فأطيعوني ..
عليكم أن تقوموا بسرقة قلادة الممرضة يومي ، بالإضافة إلى الجوهرة التي مع المدير كازوما ..
وأريد لهذا أن يحصل اليوم ، وإن تم إكتشاف أمركم فالتزموا الصمت ولا تنكروا فعلتكم ..
وإياكم ثم إياكم إن أخبرتم أحدا بأمر الرسالة ، وإلا دفعت صديقتكم الثمن )


قلت لروز لأستفسر أكثر : إشرحي لي الأمر حتى أفهم الموضوع كاملا ..
شعرت أنه لا أمل في التحدث معها وهي على هذه الحالة .. لذلك تركتها تبكي وتفرغ ما في داخلها .. واستمر الحال ربع ساعة لتهدأ روز قليلا ..


سألتها بعد أن هدأت عن ما يحدث .. لتقول بحزن : لقد تم إختطاف جوليا يا سوبارو ، نعم جوليا ..
قلت بصدمة : ومتى حصل هذا وكيف ؟؟
ـ حصل هذا بعد أن عندنا من منزل ياماتو ، فعندما كنت أمام منزلي شعرت بأحد ما يخدرني ، وعندما أفقت أخرني والدها أن جوليا مفقودة ، ولازالت كذلك حتى الآن ، ماذا سنفعل يا سوبارو ؟؟


علمت الآن لم كانت تبدو حزينة عندما أتت .. وعلمت المقصد من الرسالة .. لكن الشيء الذي لم أعرفه هو .. من خلف هذا كله ؟؟ ولماذا تم إرسال الرسالة لي أنا وروز ؟؟

نظرت إلى روز التي تمسح دموعها قائلا : روز هل لديك أي فكرة عن هوية المختطف ؟؟
أجابتني روز : لا أعلم حقا ، لكن قد يكون أحد الحاقدين على والدها ، فوالدها قد ألقى القبض على العديد من المجرمين ، وربما يكون الفاعل أحد أقرباء المجرمين ..



صحيح لا أستبعد هذه الفكرة .. لكن في الوقت ذاته أشعر أنها فرضية مستحيلة .. فما شأننا إذا كان المختطف يكن الكراهية لوالدها ؟؟

قلت بهدوء : روز الحزن والبكاء لن يعيدا جوليا ولا بد لنا من تنفيذ أوامره لضمان سلامتها ..
نظرت إلي روز متفاجئة وقالت : هل أنت جاد ؟؟ هل سنسرق حقا !!

أجبت عليها : لا خيار أمامنا يا روز ، أخشى أن يقوم المختطف بتهديده ، لذلك لنفعل ما يأمر به ..


لاحظت نظراتها المترددة .. أعلم أنه ليس بالأمر السهل .. لكن هذا هو خيارنا الوحيد ..


بقينا صامتين ننظر إلى السماء الصافية .. مر الوقت بطيئا للغاية .. ولم يعكر هذا الهدوء إلا صوت رنين الجرس الذي يُعلن بدأ الحصة الثانية ..
وقفت بعد أن كنت جالسا .. وقلت وأنا أنفض الغبار عن بنطالي : هيا لنعد إلى الصف يا روز ، لا يجب أن نهرب من الحصص ..


رفعت روز رأسها وحدقت فيني قائلة : هل حقا سنسرق ؟؟ أعني أنه قد يُكشف أمرنا ، وسمعتنا ستسوء أكثر من ما هي سيئة ..
ـ أيهما الأهم الآن ؟؟ سمعتنا أم جوليا ؟؟
ـ لكني لا أريدهم أن يظنوا بي سوءا ..


زفرت بضيق قائلا : حسنا أنا سأقوم بكل شيء ، وإذا ما كُشف أمري فأنا لن أشي بك ..
ثم أردفت بإبتسامة : والآن هيا لنعد إلى الصف ..


***

~ روز ~

جوليا أعز صديقاتي .. لكن أن أقوم بالسرقة من أجل إنقاذها فهذا أمر صعب للغاية ..

أنا لم أعتد على السرقة يوما .. لذا أنا لا أستطيع فعلها حقا ..
تفاجأت كثيرا عندما أخبرني سوبارو أنه سيتحمل المسؤولية كاملة .. أنا متفاجئة حقا من أنه سيفعلها من أجل جوليا ..

هو لم يتعرف عليها إلا منذ ثلاثة أسابيع فقط .. لماذا يفعل هذا من أجلها ؟؟
كنت أسير خلفه متوجهين إلى الصف .. أتأمل ظهره بحيرة .. هذا الرجل لم ولن أفهمه أبدا ..

عدنا إلى الصف .. وفي موعد الإستراحة .. سمعت بعض الطالبات يقلن بصوت غاضب : ذلك الياماتو لماذا لم يخبرنا بأنه سينتقل ؟؟
وتقول أخرى : هذا محزن للغاية ، لقد غادر أميرنا الوسيم .



لم أنته إلا الآن على غياب ياماتو.. نظرت إلى سوبارو قائلة : سوبارو هل إنتقل ياماتو حقا ؟؟
أجابني بهدوء : نعم ..
ـ ولماذا لم يخبرنا ؟؟
ـ لم يُرد أن تشعروا بالحزن ، ثم أن الرحلة التي نظمها كان هدية وداعه لنا ..

لا أعلم لمَ .. لكني شعرت بالحزن قليلا .. فكرة أنني لن أراه مرة أخرى ولن أتشاجر معه من جديد تضايقني فعلا ..
على الرغم من أني أكرهه لكنه كان من المفترض أن يخبرنا بإنتقاله ..


أيقظني سوبارو من شرودي بصوته الهادئ : روز يجب أن نتحرك سريعا وننفذ ما طُلب منا ..
تذكرت جوليا والرسالة ليعود الحزن ليخنقني ..
رفعت عيني إليه قائلة : وكيف سنقوم بها ؟؟ لا يوجد أي طريقة لذلك ..


وقف سوبارو قائلا : تعالي معي ..

خرجنا من الصف وكنا متوجهين إلى غرفة العيادة حيث تجلس فيه الممرضة يومي ..
وقفنا أمام باب العيادة .. ليبدأ سوبارو بشرح الخطة التي وضعها لسرقة القلادة ..


كانت الخطة كالآتي .. سأدخل أنا إليها وأتحدث معها عن موضوع الكدمات التي أصبت بها في ذلك اليوم .. وأحاول أن أشغلها قليلا .. وهو سيقوم بالباقي ..

لم أستطع أن أفهم حتى الآن كيف سيسرق القلادة إذا ماكانت تضعها حول رقبتها .. لكني قررت أن أنفذ لأرى ما بوسع سوبارو أن يفعله ..


طرقت باب العيادة .. وعندما دخلت أخبرتها أني أريد التحدث معها قليلا ..
جلست في الأريكة وهي جلست على المقعد المقابل لي .. والباب كان خلفها ..

قلت بتوتر : امم في الواقع أردت أن أخبرك عن سبب الكدمات والحروق التي رأيتها سابقا ..
لاحظت نظراتها المترقبة .. قالت بنبرة تدل على إهتمامها : خطوة صائبة منك أخبريني أرجوك ..

تلك النبرة جعلتني أتردد قليلا .. من الواضح أنها قلقة علي بالإضافة إلى أنها مهتمة بالأمر .. وأنا هنا لأساعد سوبارو على سرقة قلادتها التي تبدو غالية عليها ..

فعندما أمسكت بها في الماضي بدت غاضبة فعلا .. والصورة الموجودة في داخلها تبدو عزيزة عليها حقا ..



طأطأت رأسي خجلة من نفسي .. كيف أفعل هذا بها ؟؟

رفعت بصري إلى الأعلى ببطء لأجد سوبارو يتسلل من خلفها بخفة وبعدها وضع يده خلف عنقها وفجأة سقطت الآنسة يومي مغمي عليها ..

شهقت متفاجئة وقلت بغضب : ماذا فعلت يا سوبارو ؟؟ هل قمت بقتلها أم ماذا ؟؟
قال ياماتو الذي كان ينزع القلادة من حول رقبتها : لا تقلقي لقد أغمي عليها فقط ..


إلتفت حولي بتوتر خشية أن يرانا أحد ..
سمعت سوبارو يقول : لتتظاهري أنت الأخرى بالإغماء ، وإذا ما سألك أحد عن ما حصل أخبريهم أنك رأيت أحد الفتيان ولكنك لم تري وجهه ، وأخبريهم أنك كنت ضحية لهم أيضا ..
ـ لكن ........

قاطعني سوبارو : من دون لكن نفذي ما أمرتك به بسرعة ..
تظاهرت بالإغماء كما قال ورأيته يغادر غرفة العيادة بسرعة .. بينما كنت مستلقية أتظاهر بالإغماء بدأت الكثير من التساؤلات تقفز إلى ذهني ..


ماذا يحصل لجوليا الآن ؟؟ هل هي بخير ؟؟ ومن مختطفها ؟؟ وإلام يهدف ؟؟
ماسبب إرسال الرسائل لي أنا وسوبارو ؟؟ ولماذا يطلب منا هذا الطلب الغريب ؟؟ وإلام يسعى تحديدا ؟؟
لماذا سوبارو يفعل كل هذا ؟؟ وماذا تعني له جوليا ؟؟ ولماذا أراد تحمل المسؤولية وحيدا وحمايتي ؟؟


بعد دقائق سمعت أصوات مجموعة من الطلبة يدخلون إلى العيادة .. وأسمع همساتهم القلقة ..
حاول مجموعة من الطلبة إيقاظي ظانين أنه قد أغمي علي ..

وأنا أتقنت دور الفتاة التي أفاقت للتو .. تظاهرت بأني متفاجئة مما أراه .. رأيت الآنسة يومي تنهض بعد أن ساعدها مجموعة من التلاميذ ..

سارعت بإتجاهي قائلة بقلق : هل أنت بخير يا روز ؟؟
قلت بهدوء : لا تقلقي أنا على ما يرام ..



قالت الآنسة يومي : هل تذكرين ما حدث يا روز ؟؟
قلت بتوتر : نعم ، قليلا ..
ـ هل رأيت وجه الشخص الذي كان سبب إغمائنا ؟؟
ـ لم أرى وجهه جيدا فقد كنت متفاجئة ..
هزت رأسها بإيجابية .. بعدها غادرت المكان وأنا أشعر بقلق شديد .. في طريقي قابلني مدير المدرسة السيد كازوما والذي علم بما حصل لي أنا والممرضة .. وأخذ يطرح بضعة أسئلة .. وبعد أن أفرغ مني عدت للصف لأجد سوبارو جالسا في مكانه ..

قلت له بضيق : سوبارو أنا لست مرتاحة البتة ..
أجابني بهدوء : وأنا كذلك ، لكن إن كان هذا سيُنقذ جوليا فأنا مستعد للقيام به ..

صمت لثواني .. بعدها قلت له : سوبارو لو كنت أنا من تم إختطافي هل ستقوم بهذا أيضا من أجلي ؟؟
رفع بصره نحوي وأخذ يتأملني لثواني بعدها قال مغيراً دفة الحديث : لقد سرقت جوهرة السيد كازوما ..

قلت متفاجئة : وكيف فعلتها ؟؟
ـ عندما أخبره الطلبة بما حصل لكما غادر الغرفة مسرعا لأتسلل أنا إليها وأسرق الجوهرة الموضوعة في درج مكتبه ، كان الأمر سهلا ..


ثم أردف بحيرة : الغريب أن كلا الجوهرة والقلادة ليستا ثمينتان إطلاقا ، فقلادة الممرضة ليست من الذهب ، والجوهرة التي يحملها المدير ليست ثمينة أبدا ، فهي عادية ، إذا لماذا طلب منا سرقتها ؟؟

أجبت عليه : لا أظن أن قيمتها ثمينة بالنسبة لنا ، لكن ماذا عن المدير والممرضة ؟؟ أظن أنهما يعتبرانه كنزا ..


صمتنا لثواني .. وبعدها رن الجرس معلنا إنتهاء موعد الإستراحة .. سيُكشف أمرنا لا محالة .. فحالما يُدركون ضياع الجوهرة والقلادة سيفتشون المدرسة بأكملها .. وبعدها سيجدونها مع سوبارو ..


كتبت لسوبارو ( سوبارو من الأفضل لك أن تخبئ ما سرقته بعيدا ، فأنا أخشى أن يقوموا بالتفتيش ويُفضح أمرك )


أرسلت له الورقة .. وبعد ثواني شعرت به يوخزني بقلم الرصاص .. إلتفت قليلا لأجده يمد لي ورقة أخرى ..

فتحتها لأجد فيها ( سيُكشف أمري لا محالة ، إذا لا داعي لأن أخبئها ، ثم أن المختطف هدفه أن يشوه سمعتنا ، لذلك كتب في رسالته _ وإن تم إكتشاف أمركم فالتزموا الصمت ولا تنكروا فعلتكم _ إذا لا مفر من ذلك ..
لكن وكما قلت سابقا ، إذا ما كُشف الأمر فسأكون الوحيد الذي يتحمل المسؤولية لا تقلقي )


أردت أن أرسل له رسالة أخرى .. لكنني سمعت صوتا آتي من غرفة الإذاعة يقول : يرجى من جميع طلاب المدرسة التوجه إلى قاعة الرياضة ، أكرر .. يرجى من جميع طلاب المدرسة التوجه إلى قاعة الرياضة بأمر من المدير ..


توقف المعلم عن الشرح وطلب منا تنفيذ الأوامر .. خرجنا جميعا متوجهين إلى الصف .. لكني بقيت مع سوبارو وكنا آخر من يغادر الصف ..


قلت لسوبارو : سوبارو أرجوك فلنلقه بعيدا ، أنا لا أريد أن يتم معاقبتك ..
أجابني : روز يكفي هذا ، فلنذهب ولا تزعجيني أكثر ..


إجتمعنا جميعا في قاعة الرياضة.. والكل لا يعلم ما سبب تجمعنا .. بإستثنائي أنا وسوبارو ..

كنت بين حين وآخر أسترق النظر إلى سوبارو الذي يبدو هادئا على عكسي ..

بعد ساعة كاملة .. طلبوا منا العودة إلى الصف .. جلسنا جميعا في أماكننا .. وبعد ثوان تم إستدعاء سوبارو ..


نظرت إليه بقلق .. لكنه يبدو غير مهتم .. تمتمت بصوت خافت : سوبارو أنا ... آسفة حقا ..
لم يرد علي بشيء .. ثم سار متوجها خارج الصف .. والجميع يملؤهم الفضول لمعرفة ماذا يريدون منه ..


***

~ يومي ~

أقف بجانب المدير الجالس على مكتبه .. وعيناي مثبتتان على الطالب المغطى بالضمادات والواقف أمامنا ..
عيناه تحدقان إلى المدير بهدوء .. منذ أن استدعيناه لم يتفوه بكلمة واحدة .. وكان يكتفي فقط بهز رأسه بإيجابية ..


لم أستطع أن أقرأ ما في داخله .. ولا أن أجد شيئا يدل على توتره .. على الرغم من أننا أمسكناه بالجرم المشهود ..

سمعت المدير كازوما يقول : سوبارو لا تبقى صامتا هكذا ، إن كان لديك مبررا لما فعلته فأخبرني به ..

لازال هذا الفتى صامتا .. وكأن لا مبرر لديه لفعلته هذا ..
قلت بقليل من الغضب : سوبارو قل كلمة ما لا تكن هكذا فأنت تغضبني ..
تحدث أخيرا وقال بصوت هادئ : أنا مستعد لأي عقاب تقررونه بشأني ..

ضرب المدير المكتب بقبضته قائلا : سوبارو هل تعتقد أنني سأصدق هذا بسهولة ؟؟ أنا متأكد أنك لم تفعلها إلا لسبب ، فلا أظن شخصا مثلك بحاجة إلى قلادة وجوهرة لا تساويان شيئا مقارنة بما لديك ..

تحولت النظرات الباردة إلى نظرات حادة .. ليقول بصوت باارد عكس ما في داخله : قلت لك سابقا وسأقولها مجددا لا شأن لك بي ..
المدير كازوما : لن أفضح أمرك إلا إذا أخبرتني لم سرقت ؟؟


صمت لثواني ليقول بعدها : أخبراني أولا بما أنكما ضحيتي السرقة ، ما الشيء المميز في تلك القلادة والجوهرة ؟؟

إلتفت إلى المدير لتتلاقى نظراتنا ببعض .. وكأننا مستغربين من سؤاله ..
قلت له : القلادة هي كنز ثمين بالنسبة لي ، فزوجي الراحل هو من أهداها لي ، ثم أن فيها صورتي وأنا معه يوم أعطاني إياه ..


السيد كازوما : أما أنا فالجوهرة التي في حوزتي والتي أحملها دائما هي ذكرى من زوجتي الراحلة ، والجوهرة تذكرني بها ، والآن قد أجبنا على سؤالك ، حان الوقت لكي تجيبنا ..


قال سوبارو بنبرة هادئة : أنا سرقتها بدافع الملل ، ثم أنني معتاد على السرقة دائما ..
صرخ السيد كازوما غاضبا : كفاك كذبا يا سوبارو ..
ـ وهل هناك دليل على أنني كاذب ؟؟


تدخلت لأجيب عليه : لو كنت مكانك فبعد أن يتم إستدعائي إلى قاعة الرياضة للبحث عن المسروقات كنت لأرميه في طريقي حتى لا يتم الإمساك بي متلبسة ، لكنك لم تفعل هذا ، إذا فأنت تمتلك سببا لفعلتك ..

قال وهو يضع أصبعيه السبابة والإبهام على ذقنه قائلا وكأنه يفكر : أوه صحيح كان يجب علي فعلتها ، للأسف لم تخطر ببالي هذه الفكرة ، يبدو أنني سأنفذها لاحقا ..


غضبت فعلا من كلماته .. فهو يتصرف وكأنه يسخر منا بكلامه هذا ..
سمعت السيد كازوما يقول : لا أظن أن طالبا متفوقا وعبقريا مثلك قد لا يخطر في باله فكرة كهذه ..
قلت متفاجئة : ماذا !! عبقري !! هل هو كذلك فعلا ؟؟

أجابني مبتسما : نعم هو كذلك وأكثر ..
قال سوبارو متململا : هيا قم بمعاقبتي بسرعة، فقد مللت الوقوف أمامك ..

وقف السيد كازوما وكأنه قد إتخذ قراره في طريقة عقاب سوبارو ..
وقال بنبرة صاارمة : .........

نهاية الجزء ..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 02:05 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011