عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-07-2016, 11:41 AM
 
كتاب السنبلة

كتاب السُنبلة
كلمات /عماد خالد حاج علي

كان يا ما كان .!!
فيما مضى من زمان!!
سنبلة طيبّة نبيلة
ممتلئة القوام
ناضرة جميلة
في كلِّ يوم
تنظر في المرآة
صُبحاً ومقيلا
تتأمل في وجهها
وتتحسس
جدائلها الطويلة
قد رصّعتها القناعة
تاجاً من الإكليلا
راضية بالمقسوم
إن كثُر النصّيب
أو إن كان قليلا
كم كان يشجيها
شدو البلبل
و بوح الكروان
الأصيلا
الرّيحان والقرنفل
يهديانها
قوارير العطر الجميلا
الهواء الطلق
يأتي زاهياً
وفي معيّته
النسيم العليلا
فتتمايل مع أخيّاتها فرحاً
بين روض الخميلة
ذات يومٍ
دوت منها صرخة كبرى
شهقة بطعم النار
ليس لها مثيلا
ياللهول !!!
ياللمأسأة !!
ياللمصيبة !!!!
ما هذا الذي تراه !!!
أين خدها الأسيلا ؟؟؟
أين وجهها الجميلا ؟؟؟
الذي كم من عاشق
في محرابه
قد ذاب هوى
و تهاوى قتيلا !!!
أين حباتها النضيّدة ؟؟؟
أين جدائلها النضيّرة ؟؟؟؟
اين قوامها اليانع ؟؟؟
الذي كانت تطوف
في محرابه قداسة
حروف القصيّدة
حباتها كانت
تسع وتسعون حبة
جردتها في التوّ
فوجدتها
تسع إلا حبة ....
أصابها الهلع الأكبر
والماء في عروقها
قد تجّمد
وتخنثر
جدائلها
تهتز في فزع
واللُّب قد طارت
منه أبراج
فتجمّد
وتسمّر
أمّا فرائصها فترتعد خوفاً
وبدأ الحال لها
كأنّه يوم المحشر
بدأت لهنيهات تتفكر
ياترى
من ذلك اللص
الخطير الأخطر
من ذلك الذي يجرؤ
على هذا الفعل
الشنيّع المُنكر
قطعاً إنّه ماهر حذق
يجري على الحبل
ويلعب بثالثة الأثافي
فلاعجب
ولا غرو
أن يبرع في اللّعب
بالحجر الأصغر
لكنّ الليل الداجي
قد أرخى بسدوله
والوقت جَدُّ تأخر
والضوء غاب عن الوجود
وفي بضع لحيظات
قد توّلى هرباً
ثمّ أدبر
فما بقي
إلا كلب يعوي
بهزيع الليل
يزمجر
ونهيق لحمار
يدوي في صخب
فيحسب نفسه
وياللأسف
أنّه قد أضحى عنتر
ونقيق للضفدع متتابع
ينشده حماساً
فلا يملُّ ولا يفتر
أو وقع خطى لمسافر
أفرد شراع غربته
فقصد بلاد المهجر
وخبأ في حقائبه
بسمة أمّه الفيحاء
ونضار وجهها الأسمر
وربوع بلاده العذراء
وعزّة نخلها الأخضر
وصوت عويل لنساء
ينُحن على نعش
يفوح الصندل منه
وكذلك رائحة الزعفر
وثلة
من رفاق المرحوم
قد ذابوا خشوعاً
في عوالم الملكوت
الإلهي الأطهر
همس خفي في الحنايا
يراودهم مرات تترى
بحياة البرزخ الوسطى
ويوم الفزع الأكبر
ثمّ يختلج في دواخلهم
أمر أخطر
ترى
كيف سيكون
حال صاحبهم
حال سؤال
نكير
أو منكر
ماذا ستفعل السنبلة
فالوقت جدُّ تأخر
هل ستبلغ شرطي المخفر
هل ستخبره حقاً
أنّ طعمها في يومٍ
كان كمذاق الرّمان
بل أطيب من طعم الشهّد
بل أحلى من قطع السُّكر
وأن القوم جميعاً
قد شغفتهم حباً
زارعهم
عاملهم
صانعهم
و حتى صاحب المتجر
والأدهى من ذلك
وأمّر
لم يبقى كهلٌ
أو حتى عجوزٌ
إلا يطمع فيها خُبثاً
وإليها في شرهٍ ينظر
لكن دوماً
يبقى هناك
سؤال أخطر
ماذا لو سال لعاب الشرطي
وهو الآخر
قد أضحى لصاً
فسرقَ منها
ما هو أكبر
ماذا لو لم ينصفها
وأشهر في يده سلاحاً
أو إستدعى في التّو
دبابات العسكر
ماذا لو ذهبت إلى شيخٍ
في علوم الدّين عميقاً
قد أبحر
بين يديه مسبحة
ولسانه يلهج بالذكر
سبحان الله
الله أكبر
جبينه يشع وقاراً
والنور من عينيه
قد سال وتقطر
لكنها قد أوجست خيفة
في نفسها
وأخذت أيضاً تتفكر
ماذا لو عبُس جبينه
ومزاجه في الفور
تكدّر
وتعكّر
ورفع عقيرته صراخاً
كاسية عارية !!!
فاجرة فاسقة !!!
بئس المنظر !!
لقد إقترفتِ إثماً أكبر
حتماً مأواك جهنم
وجهنم منكِ
س تتضجّر
حتماً
إنْ ترّفق معها قليلا
ربّما سيجعلها
في منزلة بين المنزلتين
لا أقلّ
ولا أكثر
ماذا لو كان
الشيخ المزعوم
دجالاً
يبيع الدّين بدينار
ويفتي
لمن يدفع أكثر
ماذا لو كان
الشيخ
تبعاً للسطان
أو كان ظِلاً للقيصر
ماذا لو وبخّها كثيراً
وأفاض في الفُتيا
بتعالٍ
وتباهٍ
وتكبُّر
لقد أصابكِ
مس من الشيطان
واعتلاكِ الجان الأحمر
أخذت لمرات أخرى
تعتصر الذهن مراراً
تتفكر
ماذا لو ذهبت للقاضي ؟؟؟
فالقاضي مهاب
منتفخ الأوداج
أنيق في حُلّته
يتمختر
ويتبختر
أليس هو
مَنْ شرب علوم القانون
وفي ساحله قد أبحر ؟؟؟
ماذا لو حكم القاضي
بإدانتها
وأودعها السجن عقوداً
لتعديّها
الخط الأحمر
كيف لها أن تسلو
أنها من فئة دنيا
والبائس في عالمنا
حظه دوماً أعثر
يجري عليه القانون
بنداً بند
نصا نص
حرفا حرف
سطرا سطر
أمّا التنفيّذ
فلا يتأخر
كان حلمها الأوحد
أن تهدي الناس جميعاً
كلّ البشر
كتاباً أخضر
ليس كذاك الذي
أسموه
كتاباً أخضر
فذبحوا لمسمّاه
نعاجاً وخرافاً
تيوساً وجمالاً
والطريف في الأمر
أن ذبحوا معهم
ثوراً أعور
كيف لا
وهو كتاب لزعيم
يستهين بعقول البشر
غروراً
فيتمسخر
ويتندّر
يزعم فيه المهووس
قرب خلاص
أكبر
مجتمع أخضر
حكم أخضر
دين أخضر
مال أخضر
حلم أخضر
حتى أبواب الحانوت
طلوها باللون الأخضر
لكنّ الحق
وليس سواه شئ
في داخله
كان يموج
سواد أغبر
يتصاعد منه
بركان
وشظايا النار
تتبعثر
لكنّ الحق
والحق أقول
أن غلافه
وليس سواه
قد كان
هو الأخضر !!!
عادت السنبلة أدراجها
تتأمل وتتفكر
كتابي لبني البشر
لن يكون
كما ذاك الكتاب الأحمر
ينكر وجود الرّب غروراً
فيتكبر ويتجّبر
ماذا لو ذهبت لسياسي
يشخّص أزمتها في لحيظاتٍ
ويصف لها
الحلّ الأقصر
ماذا لو قال لها
أزمتكِ جدُّ عميقة
تحتاج لحوار أشمل
ربما تأخذ منا عقودا
نمحّصها ونفحصها
فنتحاور
ونتجادل
ونتناظر
ونتحاور مرات أخرى
ثم نقرر
سُحقا ً لهذا السياسي !!!
لا يفقه شيئاً !!
يحاور
يجادل
يناور يبادر
يداور
ثمّ يبّرر
خطئي القاتل أني
قد نسيتُ أمراً أعظم
فالسياسة في عالمنا
دوماً عرجاء
تكبو على قدميها
فتتعسّر وتتعّسر
السياسة في عالمنا
كما الإعصار الجامح
لا يهدأ له بال
حتى يقضي
على اليابس
وعلى الأخضر
السياسة في عالمنا
كما أطيار حمقاء
أضاعتْ كلّ ماضيها
كلّ حاضرها
وتفتّش بعد عن بيدر
ويظل الشعب المقهور
يستجدي فتات أرصفة
ومن الجوع
يتلوى ويتضّور
فوا عجباً !!!
لشعارها الأكبر
أنْ : للخلف سِرْ أيّها الشعب
ولا حرج عليك
أنْ تقبع في آخر السُلّم
فتتأخر
وتتأخر
خطئي السافر أني
أعجز دوماً
أن اقرأ ما بين الأسطر
ماذا لو ذهبتْ للسلطان
فالكل هنا يخشاه
حتى إن لبس ثياب الخير
فزان بها المظهر
أو إن حملتْ أضلعه
قلباً كالصخر
بالطغيان تحجّر
أو إن أسرف جوراً
في القمع ،
وفي الإستبداد كمْ قد أمعنَ
في صلفٍ
وتجّبُر
أما تواضعه الظاهر
فليس لعيون الشعب
المغلوب
بل هو تكتيك شيطاني
لكيما يجلس
في الكرسي !!
أكثر
يعملون له ألف حساب
متى ينهى
متى يأمر
وهو في برجه
العاجي الأفخم
حيث لا تطاله الأنظر
كيف له أنْ يأبه
لأنين يتيم
وأدمع طفل جارية
على خديّه تتحدّر
تباً لهذا الشعب الأغبر
قد جعلوه إلها يغفر
يحي
ويميت
وبيده الرزق الأوفر
يعذب
يرحم
يهيمن
يقهر
هل يستطيع أحد منكم
أن ينكر
أن السلطان فقط
هو الذي بيده عصاة نبيّ
ومصباح سحري
يمسح عليه ثلاثاً
فيأتي العفريت
في غمضة عين
وفي الحال
يكون جميعُ ما حوله
قد أزهر
وقد أثمر
ومن عجبٍ
يخادعنا
بالقول المعسول
ويبشرّنا
دوماً بالنصر
ونصدّقه نحن البؤساء
حتى يُقبر
هل سيُسمح لها أصلاً
بدخول العالم
الأفخر
ذلك المصنوع من الذهب
ومن الياقوت
والمرجان
والمرمر
حتى الجدران معطّرة
تفوح منها
رائحة العنبر
ماذا لو كان جريمتها
أنّ بستان القصر
بمقدمها
حتماً سيتعّفر
و حتماً في كل الأحوال
ستدّنسُ
بساط القصر الأحمر
وهي على هذا الحال
تتأمل وتتدّبر
جاء الذي كانتْ
تتحاشاه زماناً
لقد جاء بسطوته
المنجل
جاء الذي كانت تخشاه
يقطع رقبتها في التو
دون أن يترك لها
سانحة أخرى
لتتأمل
وتتدبر
وتتفكر
وهي تنازعها
سكرات الموت
قد عرفت
لما أضحى الأمر كذلك
ولما صار الحال خراباً
وقد ساء الأمر
إلى أكثر
إنه بلاريب !!!
بلا شك !!!
صاحب الجلالة الأكبر
وهى التي قد عجزتْ
دوماً
أن تقرأ ما بين الأسطر
قد عرفت للتو
ذلك اللص الخطير
الأخطر
الذي أقدم عمداً
على هذا الفعل
الشنيّع المنكر
قطعاً .. حتماً
هو السلطان الأشتر
قد علم كلّ ما قد جال
في خاطرها
فأرسل في التّو
كتيبة العسكر
حسبوها خائنة
تتآمر
وتتمرد
على العرش المجيد
الأطهر
تباً لهذا السلطان !!!
ألم يكفه العرش
المجيد الأطهر
ألم تكفه أبهة السلطان
ألم يشبعه
بريق الحكم الأبهر
لا الحاشية
ولا الخدم
ولا الحشم
ولا حتى
البلاط الملكي الأفخر
ولا ربيع حياته الأنضر
فوجد اللذة فيّا
أنا المطحونة
أنا المغلوبة
أنا المسكينة
فسرق شبابي الأخضر
وسرق مني
قوت الفقراء
الذي قد كنتُ لأزمان
أدخره لهم
ليوم أغبر
يالبلاهتي
يا لسذاجتي
يا لغبائي
إذ لم أترّوى
لم أتبصّر
ومن عجب ٍ
قد أزمعتُ الشكوى
ولِمَنْ !!!
لشرطي المخفر
أو لرجل الدّين الأطهر
أو للقاضي العالي
وسياسي
لا ينفك يناور
ويداور
ويبادر
ويناظر
ويحاور
ثمّ يبّرر
إذن
فالكلّ في فضاء السلطان
يدور
ويدور
يداهن
ويتحّور
وليس لديهم مانع
أن يطوفوا حوله سبعاً
ويحجوا
الحج الأكبر
أخيرا فككتُ طلاسم اللغز
وقراتُ ما بين الأسطر
طاف في خاطرها أحجية
روتها جدتها في الماضي
أنّ العم
قد قتل إبن أخيه الأوحد
من أجل القندول الأصفر
البون متسع جدا
فالعم قتل وحيداً
في لحظة ضعف وتهّور
أما السلطان فلا يمانع أبداً
إن يقتل كلّ البشر
أبيضهم
أسودهم
والأسمر
ومن عجبٍ
يحسب نفسه
أنّه أولّ
من يدخل جنات الله
وأول من يشرب
من نهر الكوثر
قالت لنفسها
وهي في الرمق الأخير
تلفظ أنفاساً
إذن
ذلكم هو السلطان الأبتر
ذلكم أيّها الناس
من جعلتموه إلهاً
ونسيتم إلهكم الأكبر
هل يستطيع أحد منكم ان ينكر
فكيف تفشو سر بلواها
لأحدٍ في الشرّ عمداً يتبطر
كم قد إتخذ الظلم وشاحاً
وطفق به زهواً يتدثر
وعلى أذانه وقر
وملء فؤاده غطرسة
وعجرفة وتحجُّر
هاهي السنبلة النبيلة
ترحل عن الدنيّا
دون أن تهدي البشر كتاباً
لكن في مخيّلتها
أن الكتاب هو قطعاً
سيكون كتاب الله الأطهر
حيث يبشرّهم بأنّ السُنبلة
فيها الحظ الأوفر
يبدو فيما يبدو
أن حلم السُنبلة
قد مات للتو
فانقطع دابره
وتمزّق إرباً إرباً
فتبددّ وتلاشى وتبخر
خافت أن ترحل
على سوء خاتمة
فأخذت تتمتم
بما بقي لها من روح
فقط بعض الروح
الله أكبر !!
الله أكبر!!
السبت 5ديسمب015،
35
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-30-2016, 09:19 PM
 
يعطيك العاااافيه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محشة البرسيم و حصادة القمح - السنبلة للمعدات الزراعية al-sonbola إعلانات تجارية و إشهار مواقع 5 04-09-2024 05:25 PM
تحميل كتاب نهاية العالم د.محمد العريفي (اول كتاب مصور) مجانا . سليمان شنات تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 3 05-22-2014 10:31 PM
كتاب الكلمات الالف الاكثر شيوعا فى اللغه الانجليزية كتاب رائع جدا faucon1982 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 02-16-2013 02:14 AM
بمناسبة رمضان اليك سيدتي اروع كتاب طبخ على الاطلاق كتاب نصائح مطبخيه كتاب يساوى وزنه ذهبا kiatisan أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 08-10-2011 08:22 PM
بمناسبة رمضان اليك سيدتي اروع كتاب طبخ على الاطلاق كتاب نصائح مطبخيه كتاب يساوى وزنه ذهبا kiatisan أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-30-2011 10:23 AM


الساعة الآن 04:46 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011